رد: هل تدل ايـة التــطهـــير على عــصمــة اهــــل البيـــــت ؟(
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوتي الانصار ورحمة الله وبركاته
اود التعليق على الموضوع بما يلي:
1 - ان التطهير المذكور في اية التطهير واضح المعنى في العموم والاطلاق في التطهير عن كل الرجس.
واما ما ذكره الضيف عن اية النعاس فهي واردة في الطهارة عن حدث الجنابة وخبثها ، وهذا الامر معروف في كتبهم ، فكيف يرد ذر الرماد في العيون ويساوي بينها وبين اية التطهير ؟؟؟!!!
فاين هذا من ذاك ؟!!!
واليكم نص كلام الرازي في تفسيره حول هذه الاية، لتعرفوا ما معنى الماء عندهم وما معنى الطهارة والربط على القلوب وثبات الاقدام .... حيث كلها لا علاقة لها بالطهارة الروحية بمعنى العصمة عن المعصية .... الخ.
واليكم ما جاء في تفسير الرازي عن هذه الاية والذي هو من اكبر علمائهم ومفسريهم:
( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السمآء مآء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام * إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) . .... النوع الثاني : من أنواع نعم الله تعالى المذكورة في هذا الموضع قوله تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * ولا شبهة أن المراد منه المطر ، وفي الخبر أن القوم سبقوا إلى موضع الماء ، واستولوا عليه ، وطمعوا لهذا السبب أن تكون لهم الغلبة ، وعطش المؤمنون وخافوا ، وأعوزهم الماء للشرب والطهارة ، وأكثرهم احتلموا وأجنبوا ، وانضاف إلى ذلك أن ذلك الموضع كان رملا تغوص فيه الأرجل ويرتفع منه الغبار الكثير ، وكان الخوف حاصلا في قلوبهم ، بسبب كثرة العدو وسبب كثرة آلاتهم وأدواتهم ، فلما أنزل الله تعالى ذلك المطر صار ذلك دليلا على حصول النصرة والظفر ، وعظمت النعمة به من جهات :
أحدها : زوال العطش ، فقد روي أنهم حفروا موضعا في الرمل ، فصار كالحوض الكبير ، واجتمع فيه الماء حتى شربوا منه وتطهروا وتزودوا .
وثانيها : أنهم اغتسلوا من ذلك الماء ، وزالت الجنابة عنهم ، وقد علم بالعادة أن المؤمن يكاد يستقذر نفسه إذا كان جنبا ، ويغتم إذا لم يتمكن من الاغتسال ويضطرب قلبه لأجل هذا السبب فلا جرم عد تعالى وتقدس تمكينهم من الطهارة من جملة نعمه .
وثالثها : أنهم لما عطشوا ولم يجدوا الماء ثم ناموا واحتلموا تضاعفت حاجتهم إلى الماء ثم إن المطر نزل فزالت عنهم تلك البلية والمحنة وحصل المقصود . وفي هذه الحالة ما قد يستدل به على زوال العسر وحصول اليسر والمسرة .
أما قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * ففيه وجوه :
الأول : أن المراد منه الاحتلام لأن ذلك من وساوس الشيطان .
الثاني : أن الكفار لما نزلوا على الماء ، وسوس الشيطان إليهم وخوفهم من الهلاك ، فلما نزل المطر زالت تلك الوسوسة ، روى أنهم لما ناموا واحتلم أكثرهم ، تمثل لهم إبليس وقال أنتم تزعمون أنكم على الحق وأنتم تصلون على الجنابة ، وقد عطشتم ولو كنتم على الحق لما غلبوكم على الماء فأنزل الله تعالى المطر حتى جرى الوادي واتخذ المسلمون حياضا واغتسلوا وتلبد الرمل حتى ثبتت عليه الأقدام .
الثالث : أن المراد من رجز الشيطان سائر ما يدعو الشيطان إليه من معصية وفساد .
فإن قيل : فأي هذه الوجوه الثلاثة أولى ؟
قلنا : قوله : * ( ليطهركم ) * معناه ليزيل الجنابة عنكم ، فلو حملنا قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * على الجنابة لزم منه التكرير وأنه خلاف الأصل ، ويمكن أن يجاب عنه فيقال المراد من قوله : * ( ليطهركم ) * حصول الطهارة الشرعية .
والمراد من قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * إزالة جوهر المني عن أعضائهم فإنه شيء مستخبث ، ثم تقول : حمله على إزالة أثر الاحتلام أولى من حمله على إزالة الوسوسة وذلك لأن تأثير الماء في إزالة العين عن العضو تأثير حقيقي أما تأثيره في إزالة الوسوسة عن القلب فتأثير مجازي وحمل اللفظ على الحقيقة أولى من حمله على المجاز ، واعلم أنا إذا حملنا الآية على هذا الوجه لزم القطع بأن المني رجز الشيطان ، وذلك يوجب الحكم بكونه نجسا مطلقا لقوله تعالى : * ( والرجز فاهجر )
النوع الثالث : من النعم المذكورة في هذه الآية قوله تعالى : * ( وليربط على قلوبكم ) * والمراد أن بسبب نزول هذا المطر قويت قلوبهم وزال الخوف والفزع عنهم ، ومعنى الربط في اللغة الشد ، وقد ذكرنا ذلك في قوله تعالى : * ( ورابطوا ) * ( آل عمران : 200 ) ويقال لكل من صبر على أمر ، ربط قلبه عليه كأنه حبس قلبه عن أن يضطرب يقال : رجل رابط أي حابس . قال الواحدي : ويشبه أن يكون * ( على ) * ههنا صلة والمعنى - وليربط قلوبكم بالنصر - وما وقع من تفسيره يشبه أن لا يكون صلة لأن كلمة * ( على ) * تفيد الاستعلاء . فالمعنى أن القلوب امتلأت من ذلك الربط حتى كأنه علا عليها وارتفع فوقها .
والنوع الرابع : من النعم المذكورة ههنا قوله تعالى : * ( ويثبت به الأقدام ) * وذكروا فيه وجوها :
أحدها : أن ذلك المطر لبد ذلك الرمل وصيره بحيث لا تغوص أرجلهم فيه ، فقدروا على المشي عليه كيف أرادوا ، ولولا هذا المطر لما قدروا عليه ، وعلى هذا التقدير ، فالضمير في قوله : * ( به ) * عائد إلى المطر .
وثانيها : أن المراد أن ربط قلوبهم أوجب ثبات أقدامهم ، لأن من كان قلبه ضعيفا فر ولم يقف ، فلما قوى الله تعالى قلوبهم لا جرم ثبت أقدامهم ، وعلى هذا التقدير فالضمير في قوله : * ( به ) * عائد إلى الربط .
وثالثها : روى أنه لما نزل المطر حصل للكافرين ضد ما حصل للمؤمنين ، وذلك لأن الموضع الذي نزل الكفار فيه كان موضع التراب والوحل ، فلما نزل المطر عظم الوحل ، فصار ذلك مانعا لهم من المشي كيفما أرادوا فقوله : * ( ويثبت به الأقدام ) * يدل دلالة المفهوم على أن حال الأعداء كانت بخلاف ذلك ) تفسير الرازي ج15 ص 131 – 132.
ولا يخفى ان تفسير الاية غريب عن الاستدلال بالاية على العصمة وطهارة الروح مطلقا.
2 – واما تفسير اهل البيت في علي وفاطمة وذريتهما الطاهرين ، فهذا ثابت في اوثق مصادركم ، فضلا عن اجماع اهل البيت ع على ذلك بروايات تفوق حد التواتر، واذكر الان بعض ما روي عن طرق العامة:
صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 7 - ص 130:
عن صفية بنت شبية قالت قالت عائشة: ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فادخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).
مسند احمد ج6 ص292 :
عن عطاء بن أبي رباح قال حدثني من سمع أم سلمة تذكر ان النبي كان في بيتها فاتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت لها عليه فقال لها ادعى زوجك وابنيك قالت فجاء على والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري قالت وأنا أصلى في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فاخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير انك إلى خير ) .
سنن الترمذي ج 5 ص328 :
عن عطاء عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال نزلت هذه الآيـة على النبـي ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) في بيت أم سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت إلى خير ) .
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 2 - ص 416:
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: ( جئت أريد عليا رضي الله عنه فلم أجده فقالت فاطمة رضي الله عنها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوه فاجلس فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل ودخلت معهما قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فاجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وانا شاهد فقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي )
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147:
عن واثلة بن الأسقع قال: ( اتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين فاقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجرة وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق )
* هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه *
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147:
عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد سمعت عامر بن سعد يقول قال سعد: ( نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ).
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147 – 148:
عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: ( لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من يا رسول الله قال أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجيئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال اللهم هؤلاء آلى فصل على محمد وعلى آل محمد وانزل الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
* هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه * وقد صحت الرواية على شرط الشيخين انه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله * انتهى.
اقول: فاين يتاه بكم وأين تذهبون ، واي ثقل بآل محمد تعدلون ، نسأل الله لكم الهداية الى الحق المبين ، وترك ما لا يسمن ولا يغني من جوع.
والحمد لله رب العالمين.
[/align]
[align=justify]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم اخوتي الانصار ورحمة الله وبركاته
اود التعليق على الموضوع بما يلي:
1 - ان التطهير المذكور في اية التطهير واضح المعنى في العموم والاطلاق في التطهير عن كل الرجس.
واما ما ذكره الضيف عن اية النعاس فهي واردة في الطهارة عن حدث الجنابة وخبثها ، وهذا الامر معروف في كتبهم ، فكيف يرد ذر الرماد في العيون ويساوي بينها وبين اية التطهير ؟؟؟!!!
فاين هذا من ذاك ؟!!!
واليكم نص كلام الرازي في تفسيره حول هذه الاية، لتعرفوا ما معنى الماء عندهم وما معنى الطهارة والربط على القلوب وثبات الاقدام .... حيث كلها لا علاقة لها بالطهارة الروحية بمعنى العصمة عن المعصية .... الخ.
واليكم ما جاء في تفسير الرازي عن هذه الاية والذي هو من اكبر علمائهم ومفسريهم:
( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السمآء مآء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام * إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين ءامنوا سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ) . .... النوع الثاني : من أنواع نعم الله تعالى المذكورة في هذا الموضع قوله تعالى : ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * ولا شبهة أن المراد منه المطر ، وفي الخبر أن القوم سبقوا إلى موضع الماء ، واستولوا عليه ، وطمعوا لهذا السبب أن تكون لهم الغلبة ، وعطش المؤمنون وخافوا ، وأعوزهم الماء للشرب والطهارة ، وأكثرهم احتلموا وأجنبوا ، وانضاف إلى ذلك أن ذلك الموضع كان رملا تغوص فيه الأرجل ويرتفع منه الغبار الكثير ، وكان الخوف حاصلا في قلوبهم ، بسبب كثرة العدو وسبب كثرة آلاتهم وأدواتهم ، فلما أنزل الله تعالى ذلك المطر صار ذلك دليلا على حصول النصرة والظفر ، وعظمت النعمة به من جهات :
أحدها : زوال العطش ، فقد روي أنهم حفروا موضعا في الرمل ، فصار كالحوض الكبير ، واجتمع فيه الماء حتى شربوا منه وتطهروا وتزودوا .
وثانيها : أنهم اغتسلوا من ذلك الماء ، وزالت الجنابة عنهم ، وقد علم بالعادة أن المؤمن يكاد يستقذر نفسه إذا كان جنبا ، ويغتم إذا لم يتمكن من الاغتسال ويضطرب قلبه لأجل هذا السبب فلا جرم عد تعالى وتقدس تمكينهم من الطهارة من جملة نعمه .
وثالثها : أنهم لما عطشوا ولم يجدوا الماء ثم ناموا واحتلموا تضاعفت حاجتهم إلى الماء ثم إن المطر نزل فزالت عنهم تلك البلية والمحنة وحصل المقصود . وفي هذه الحالة ما قد يستدل به على زوال العسر وحصول اليسر والمسرة .
أما قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * ففيه وجوه :
الأول : أن المراد منه الاحتلام لأن ذلك من وساوس الشيطان .
الثاني : أن الكفار لما نزلوا على الماء ، وسوس الشيطان إليهم وخوفهم من الهلاك ، فلما نزل المطر زالت تلك الوسوسة ، روى أنهم لما ناموا واحتلم أكثرهم ، تمثل لهم إبليس وقال أنتم تزعمون أنكم على الحق وأنتم تصلون على الجنابة ، وقد عطشتم ولو كنتم على الحق لما غلبوكم على الماء فأنزل الله تعالى المطر حتى جرى الوادي واتخذ المسلمون حياضا واغتسلوا وتلبد الرمل حتى ثبتت عليه الأقدام .
الثالث : أن المراد من رجز الشيطان سائر ما يدعو الشيطان إليه من معصية وفساد .
فإن قيل : فأي هذه الوجوه الثلاثة أولى ؟
قلنا : قوله : * ( ليطهركم ) * معناه ليزيل الجنابة عنكم ، فلو حملنا قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * على الجنابة لزم منه التكرير وأنه خلاف الأصل ، ويمكن أن يجاب عنه فيقال المراد من قوله : * ( ليطهركم ) * حصول الطهارة الشرعية .
والمراد من قوله : * ( ويذهب عنكم رجز الشيطان ) * إزالة جوهر المني عن أعضائهم فإنه شيء مستخبث ، ثم تقول : حمله على إزالة أثر الاحتلام أولى من حمله على إزالة الوسوسة وذلك لأن تأثير الماء في إزالة العين عن العضو تأثير حقيقي أما تأثيره في إزالة الوسوسة عن القلب فتأثير مجازي وحمل اللفظ على الحقيقة أولى من حمله على المجاز ، واعلم أنا إذا حملنا الآية على هذا الوجه لزم القطع بأن المني رجز الشيطان ، وذلك يوجب الحكم بكونه نجسا مطلقا لقوله تعالى : * ( والرجز فاهجر )
النوع الثالث : من النعم المذكورة في هذه الآية قوله تعالى : * ( وليربط على قلوبكم ) * والمراد أن بسبب نزول هذا المطر قويت قلوبهم وزال الخوف والفزع عنهم ، ومعنى الربط في اللغة الشد ، وقد ذكرنا ذلك في قوله تعالى : * ( ورابطوا ) * ( آل عمران : 200 ) ويقال لكل من صبر على أمر ، ربط قلبه عليه كأنه حبس قلبه عن أن يضطرب يقال : رجل رابط أي حابس . قال الواحدي : ويشبه أن يكون * ( على ) * ههنا صلة والمعنى - وليربط قلوبكم بالنصر - وما وقع من تفسيره يشبه أن لا يكون صلة لأن كلمة * ( على ) * تفيد الاستعلاء . فالمعنى أن القلوب امتلأت من ذلك الربط حتى كأنه علا عليها وارتفع فوقها .
والنوع الرابع : من النعم المذكورة ههنا قوله تعالى : * ( ويثبت به الأقدام ) * وذكروا فيه وجوها :
أحدها : أن ذلك المطر لبد ذلك الرمل وصيره بحيث لا تغوص أرجلهم فيه ، فقدروا على المشي عليه كيف أرادوا ، ولولا هذا المطر لما قدروا عليه ، وعلى هذا التقدير ، فالضمير في قوله : * ( به ) * عائد إلى المطر .
وثانيها : أن المراد أن ربط قلوبهم أوجب ثبات أقدامهم ، لأن من كان قلبه ضعيفا فر ولم يقف ، فلما قوى الله تعالى قلوبهم لا جرم ثبت أقدامهم ، وعلى هذا التقدير فالضمير في قوله : * ( به ) * عائد إلى الربط .
وثالثها : روى أنه لما نزل المطر حصل للكافرين ضد ما حصل للمؤمنين ، وذلك لأن الموضع الذي نزل الكفار فيه كان موضع التراب والوحل ، فلما نزل المطر عظم الوحل ، فصار ذلك مانعا لهم من المشي كيفما أرادوا فقوله : * ( ويثبت به الأقدام ) * يدل دلالة المفهوم على أن حال الأعداء كانت بخلاف ذلك ) تفسير الرازي ج15 ص 131 – 132.
ولا يخفى ان تفسير الاية غريب عن الاستدلال بالاية على العصمة وطهارة الروح مطلقا.
2 – واما تفسير اهل البيت في علي وفاطمة وذريتهما الطاهرين ، فهذا ثابت في اوثق مصادركم ، فضلا عن اجماع اهل البيت ع على ذلك بروايات تفوق حد التواتر، واذكر الان بعض ما روي عن طرق العامة:
صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 7 - ص 130:
عن صفية بنت شبية قالت قالت عائشة: ( خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فادخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).
مسند احمد ج6 ص292 :
عن عطاء بن أبي رباح قال حدثني من سمع أم سلمة تذكر ان النبي كان في بيتها فاتته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت لها عليه فقال لها ادعى زوجك وابنيك قالت فجاء على والحسين والحسن فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة وهو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري قالت وأنا أصلى في الحجرة فأنزل الله عز وجل هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فاخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يده فألوى بها إلى السماء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال : إنك إلى خير انك إلى خير ) .
سنن الترمذي ج 5 ص328 :
عن عطاء عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي قال نزلت هذه الآيـة على النبـي ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) في بيت أم سلمة ، فدعا النبي فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . قالت أم سلمة : وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال : أنت على مكانك وأنت إلى خير ) .
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 2 - ص 416:
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: ( جئت أريد عليا رضي الله عنه فلم أجده فقالت فاطمة رضي الله عنها انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يدعوه فاجلس فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل ودخلت معهما قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فاجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وانا شاهد فقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا اللهم هؤلاء أهل بيتي )
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147:
عن واثلة بن الأسقع قال: ( اتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوه فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين فاقعد كل واحد منهما على فخذيه وأدنى فاطمة من حجرة وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وقال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق )
* هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه *
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147:
عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد سمعت عامر بن سعد يقول قال سعد: ( نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله الوحي فادخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي ).
المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 147 – 148:
عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال: ( لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من يا رسول الله قال أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجيئ بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال اللهم هؤلاء آلى فصل على محمد وعلى آل محمد وانزل الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )
* هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه * وقد صحت الرواية على شرط الشيخين انه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله * انتهى.
اقول: فاين يتاه بكم وأين تذهبون ، واي ثقل بآل محمد تعدلون ، نسأل الله لكم الهداية الى الحق المبين ، وترك ما لا يسمن ولا يغني من جوع.
والحمد لله رب العالمين.
[/align]
Comment