إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

دعوة لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السيد
    عضو جديد
    • 01-11-2011
    • 22

    دعوة لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

    الدعوة إلى حوار مفتوح

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين .
    وجدت وأنا أتنقل بين صفحات الموقع الخاص بالسيد أحمد الحسن دعوة للحوار طرحت من قبل أحد المتبنين ووجدت من الواجب الذي تميليه أدبيات البحث عن الحقيقة أن أدخل في حوار منطقي وموسع معكم للوصول إلى أدق التفاصيل العقائدية والإشكالات التي لمستها وأنا أقرأ أدلة المنظرين لفكرة ألسيد أحمد بن الحسن أو الاضطراب التفسيري الذي وجدته بحدود ما شخصته في أفكار السيد أحمد الحسن التفسيرية والذي سأبينه أثناء هذه الحوارية والتي أطمح أن تكون موضوعية ومنطقية وبعيدة عن الشد العاطفي الذي قد يكون حاجبا لمعرفة الحقيقة ، ومن جهتي سأبين بعض الأساسيات التي سأتعامل معها في الحوار .
    1- قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وهذا النص يبين ضرورة أن نكون مع الصادقين وطرح مبدأ التقوى والذي ينبغي أن نتعامل به للوصول إلى مساحة الصادقين ، ومن هذا المنطلق ينبغي أن نتعامل في هذه الحوارية بمبدأ التقوى للوصول إلى الصادقين لنكون معهم.
    2- أن الهدف من هذا الحوار هو رضا الله تعالى ومعرفة الحقيقة .
    3- أن نتقيد بالأدلة من الكتاب والسنة المطهرة والتي أعني بها قول المعصوم عليه السلام وفعله وتقريره والتي وردت عبر الروايات الواردة عنهم عليهم السلام والتي تناولتها كتب الحديث بالقبول والاستحسان .
    4- أن يكون الطرح وفق سياقات علمية ويبتعد عن الانتقائية في اختيار الدليل.
    5- سيتناول هذا الحوار كل أبعاد قضية السيد أحمد الحسن ومن أجل ذلك سنبرمج الحوار إلى تسلسل المواضيع الخاصة بالحوار .
    6- سيكون الطرح من قبلي باسم (السيد) عبر رسالة تحمل رقم الرسالة وبالشكل التالي ( رسالة من السيد رقم "000 " ) وسواء كان ذلك أسئلة موجهة لكم أو إجابة لأسئلة موجهة لي من قبلكم.
    7- التأخير في الرد لا يعني مطلقا عجزكم أو اعجزي عن الرد بل لا بد أن نلتمس العذر للتأخير وذلك بسبب مشاغل الحياة وكثرة الالتزامات الاجتماعية والوظيفية على أن لا يكون التأخير عن الجواب خارج نطاق المعقول.
    8- في حالة حدوث أمر يستوجب الانقطاع عن المراسلة لعدة أيام لأي سبب ينبغي التنويه عنه مسبقا حتى يتسنى لأحدنا معرفة سبب الانقطاع .
    9- إذا بدأ الموقع بحجب ما اكتب من بعض الإشكاليات أو أجوبة الإشكاليات المقدمة من قبلكم فهذا يعني نهاية الحوار وسأقطع المراسلة وذلك لخروج الحوارية عن أهدافها.
    10- سأبدأ باختيار الموضوع الأول للحوار فإذا انتهينا من إشباعه بحثا وتنقيبا سيكون اختيار الموضوع الثاني من قبلكم وهكذا اختيار المواضيع بالتناوب .
    11- أن يكون الحوار خاص بقضية السيد أحمد الحسن ومتعلقاتها فقط لأنها موضوع الحوار.
    وبعد هذه الأساسيات التي سأتقيد بها سأبدأ في اختيار أول المواضيع التي سيدور حولها الحوار وهو .
    ( ما هو دليلكم النقلي والعقلي على أن السيد أحمد الحسن هو " اليماني " أو " القائم " أو " هما معا " أو " أنه أبن الإمام المهدي "ع"ن سبا كما ورد في نسبه وكما قرأته في بعض من كتب في موقعكم ) وهذا هو أول المواضيع التي سنتناولها بشيء من التفصيل والأخذ والرد لتتضح الحقيقة وسأنتظر الرد من قبلكم .
    مع تمنياتي ودعائي لكم بالتوفيق .
  • آريوس المصلح
    عضو نشيط
    • 12-02-2011
    • 137

    #2
    رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الأئمة والمهديين واللعنة الدائمة على أعدائهم الى يوم الدين
    أهلاً وسهلاً بكل طالب للحق والهدى بالدليل العلمي الأخلاقي، ومرحباً بالأخ السيد ما دام طالباً للحق والحوار العلمي الاخلاقي الهادف.
    وبالنسبة الى منتدانا المقدس فالحوار مفتوح للجميع وللادارة حذف أي موضوع أو مداخلة تخالف شروط المنتدى، فيحق للجميع طرح أي موضوع يصب في اثبات حق أهل البيت (ع)، نعم من حق الأخوة الأنصار المحاورين أن يؤصلوا للحوار إن كان الضيف طرح أمراً فرعياً لابد أن يؤصل له، فليس للضيف أن يشترط ما يشاء.
    والبركة في الأخوة الأنصار المرابطين في هذا المنتدى المقدس .. وأسأل الله أن يجعلني من خدامهم
    [frame="3 98"]
    [/frame]

    Comment

    • المفتش
      تحت المراقبة
      • 01-11-2011
      • 48

      #3
      رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

      هل تبدا انت اخي الكريم ام نحن؟؟؟

      Comment

      • السيد
        عضو جديد
        • 01-11-2011
        • 22

        #4
        رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

        رسالة من السيد رقم (1)

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام على سيدي ومولاي صاحب الزمان وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
        المحاور الكريم : السلام عليكم.
        سأبدأ أنا :
        أن جل ما أصبو إليه هو الحقيقة و البحث عن قضية مولاي صاحب الزمان والتي أحببتها وعشقتها وذبت فيها منذ أن كنت طفلا وحتى الآن فأين ما يكون الحديث عن الإمام ع تراني أتقلب بين سطوره فكان لزاما وفق ما أمن به أن أتحاور مع أهل القضية إذ لابد للعاقل المتأمل أن يقف ليسأل ويستفهم عن كل ما يتعلق بمولاي روحي وأرواح العالمين له فداء.
        لقد أطلعت على بعض المحاورات التي حدثت ولا سيما محاورة الأحمدي مع زبر الحديد ورأيت أنهما ركزا في حوارهما على علم الرجال وسند الرواية، سأتجاوز في حواري مسألة السند في الروايات التي ستعرض وستؤخذ من منطلق التسامح في الأدلة ولا بأس أن نتناول المتن وانعكاساته المختلفة.
        من خلال ما اطلعت على كتابات السيد أحمد الحسن والآخرين ممن كتبوا ونظروا رأيت أن شخصية السيد تجسدت بها ثلاث شخصيات في آن واحد وهي ( 1- اليماني الذي ذكرته بعض الروايات ، 2 - رسول الإمام الذي يخرج قبل مجيء الإمام لتبليغ الناس ، 3- أبن الإمام وأول المهديين الذين يحكمون بعد الإمام والذي يتمتع بثلاث أسماء حسب نص الوصية ) ولاشك أن مثل هذه الشخصية وفق الطرح الذي تتبنوه ستحدث تغيرات نوعية قي مسلسل الإحداث كونها تواجدت بثلاث أزمنة مختلفة وهي العصر الذي يسبق ظهور الإمام ع والذي تمثل بوجد السيد أحمد الحسن كرسول من الإمام ع للناس وهو ما رأيناه من ذلك التحرك الذي به طلب السيد أحمد الحسن من الناس والزعماء والعلماء أتباعه حسب البيانات المطبوعة بصفته رسول الإمام واليماني في نفس الوقت إما الزمن الثاني فلا شك سيكون قريب جدا من عصر الظهور حيث سيتحرك اليماني ومن منطلق عسكري كبير جدا ليكون قوة توازي القوى الأخرى في المنطقة وهي قوة السفياني وقوة الخراساني وقوة رجال المشرق وهما القوتان اللتان تقتربان كثيرا وفق مسلسل الأحداث الذي طرحته الروايات إلى قوة اليماني والتي على ما يبدو وفق هذا النص ليست هي الراية الوحيدة التي تمثل خط آل محمد آن ذاك مع النسبة في الثوابت العقائدية والتوجهات الروحية ،لنستمع إلى أمير المؤمنين (ع) يبين أوجه صراع القوى وهوياتهم في تلك المرحلة الزمنية ( وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب ، واثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني يتوجه إلى مكة والمدينة ، أميرها رجل من بني أمية يقال له حزيمة ، أطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة ، يتمثل بالرجال ، لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن الأموي ، ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة ، يعود إلى مكة ، أميرها رجل من غطفان إذا توسط القاع الأبيض خسف بهم فلا ينجو إلا رجل يحول الله وجهه إلى قفاه لينذرهم ويكون آية لمن خلفهم ويومئذ تأويل هذه الآية * ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) * ( 1 ) ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة وينزلون الروحا والفاروق فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود بالنخيلة فيهجمون إليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعون ألفا حتى تحمى الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغري ، ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي إرم ذات العماد ، وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم ، فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني تستبقان كأنهما فرسي رهان ، شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح ، إذا نظرت أخذهم برجله باطنه فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا ، اللهم فإنا التائبون ، وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز * ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) * ( 1 ) ونظراؤهم من آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية * ( فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج 2 - ص 103 – 104
        ومن خلال قراءة النص يتضح أن السفياني كقوة غاشمة معادية لآل محمد ع وربما أسمها يدل عليها ولكن القوات الأخرى التي يشير إليها النص كلها قوات موالية لآل محمد ع ومع أخذ النظر بالاعتبار نسبة الإيمان أو موضوع السبق في الالتحاق بمعسكر الإمام صلوات الله عليه وهذه القوى . 1- قوة محلية تنبع من الكوفة على رأسها رجل من آل محمد ع " ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة " والاجتماع كما هو معروف في لغة الأحاديث يعني التحضير للخروج بثورة أو ما شابه ذلك 2- قوة تأتي من شرق الأرض يقودها رجل من آل محمد وهي قوة كبيرة تؤثر بمسلسل الأحداث ويبدوا من خلال النص أنها تحمل نمط عقائدي ولائي متطور ( وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة ، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم ) 3- قوة اليماني 4- قوة الخراساني ( فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني تستبقان كأنهما فرسي رهان ، شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح ، إذا نظرت أخذهم برجله باطنه فيقول : لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا ، اللهم فإنا التائبون ، وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز * ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) * ( 1 ) ونظراؤهم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) 5- قوة مسيحية تؤمن بالإمام المهدي ع وتخرج في نصرته (ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق)
        ثم تحدث معركة بين هذه القوات مجتمعة وقوة أخرى لم يبن طبيعتها النص وتسقط جراء ذلك عدد مهول من القتلى (فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا ) ، انظر لدقة كلمات أهل البيت ع حينما يصفون نسب القادة في أحاديثهم فالإمام أمير المؤمنين يصف القائد المنتسب إليهم نسبا بانه من آل محمد وحينما يأتي لليماني أو الخراساني يذكرهما بمدنهم تأمل النص جيدا .
        (طلب رجل من آل محمد)(يسوقها رجل من آل محمد)(ونظراؤهم من آل محمد) ولكن حينما يذكر اليماني والخراساني يقول (إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني) فلو كان اليماني من آل محمد لذكر بهذا النص على أقل تقدير كون مناخ النص يسمح بذلك .
        أما الزمن الأخير فهو بعد عصر الإمام ع الشخصي (لا أرانا الله تعالى ذلك اليوم ومتع المؤمنين والدنيا ببقائه الشريف حتى القيامة ) أي بعد الحكم الذي سيستمر إلى فترة لا يعلمها إلا الله تعالى لوجود اختلاف في الروايات عن مدة دولة الإمام بوجوده الشخصي المبارك ، سؤالي أخي الكريم بعد تعليقكم على هذه المقدمة هل وجدت رواية تجمع هذه التوليفة من الشخصيات الثلاثة المختلفة والمهمة من حيث الدور بشخص السيد أحمد الحسن ؟ يعني هل هناك نص بين أن اليماني هو أول الرسل الذين سيأتون برسالة (بشير ونذير) من الإمام إلى العالم وهو أول المهديين من أولاد الإمام ع ، إذا كان هناك نص فأرجو قراءته بدقة وتحليل وافي ، أرجو أن يكون الجواب فقط على مقدار السؤال حتى لا نتيه بمعادلة توظيف النص وبالتالي يفقد الحوار موضوعيته.

        Comment

        • آريوس المصلح
          عضو نشيط
          • 12-02-2011
          • 137

          #5
          رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          وصلت رسالتك وسيأتي جوابها قريباً ان شاء الله تعالى
          [frame="3 98"]
          [/frame]

          Comment

          • آريوس المصلح
            عضو نشيط
            • 12-02-2011
            • 137

            #6
            رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
            أهلاً وسهلاً بكل من يناقش بعقلانية وهدوء وموضوعية، وأهلا بالأخ السيد ما دام بهذا المستوى من الطرح العلمي الأخلاقي، وأرجو أن يدوم ذلك الى نهاية الحوار.
            لقد طرح الأخ السيد في مداخلته مسميات كثيرة لعصر الظهور المقدس، والظاهر أنه غابت عنه بعض القيود الروائية، ولذلك فرَّق بين بعض المسميات وبين اليماني الموعود.
            ولكي اختصر عليه الطريق والجهد أقول ما يلي وعلى شكل مقدمات:

            المقدمة الأولى:
            من المعلوم أن شخصية اليماني تم التأكيد عليها في روايات أهل البيت (ع)، وأنها راية هدى بل أهدى الرايات، ومأمور بنصرته ومنهي عن خذلانه ومحاربته، وأنه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم، ويدعو الى الإمام المهدي (ع)، أي إنه صاحب دعوة حقة مقدسة.
            وهذه مقدمة مهمة يجب تذكرها وعدم نسيانها.

            المقدمة الثانية:
            جاءت روايات تؤكد على أن في عصر الظهور يجب تجنب كل الرايات إلا راية واحدة؛ وهي راية حسينية:
            عن أبي جعفر (ع) أنه سُئل عن الفرج متى يكون، فقال: (إن الله جل جلاله يقول: ﴿فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ﴾، ثم قال: يرفع لآل جعفر بن أبي طالب راية ضلال، ثم يرفع آل عباس راية أضل منها وأشر، ثم يرفع لآل الحسن بن علي (ع) رايات وليس بشيء، ثم يرفع لولد الحسين (ع) راية فيها الأمر) شرح الأخبار: ج3 ص97.
            وعن الباقر (ع)، قال: (... إياك وشذاذ من آل محمد ، فأن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم أحداً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع)، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...) إلزام الناصب: ص296.
            ومن المقدمتين السابقتين نستنتج نتيجتين مهمتين جداً:

            النتيجة الأولى:
            أن هناك راية واحدة في عصر الظهور يجب طاعتها، ولا يجوز طاعة غيرها.

            النتيجة الثانية:
            إن هذه الراية المأمور باتباعها والمنهي عن اتباع غيرها هي راية حسينية لا حسنية ولا جعفرية ولا غير ذلك، وهي راية اليماني الموعود لأنه هو المأمور باتباعه والموصوف بأنه أهدى الرايات، إذن فاليماني الموعود حسيني النسب.

            المقدمة الثالثة:
            سنجعل من نتيجة المقدمتين مقدمة ثالثة فنقول:
            إن الراية الوحيدة التي يجب طاعتها ونصرتها هي راية اليماني الحسيني.

            المقدمة الرابعة:
            جاء في نهاية وصية رسول الله (ص) المقدسة، وصفاً لوصي الإمام المهدي (ع) [أحمد]:
            [... له ثلاثة أسامي: اسم كاسمي واسم أبي، وهو عبد الله وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين] الغيبة - للطوسي: ص150 – 151 ح111.
            ولا يستقيم معنى قوله (ص): [هو أول المؤمنين] إلا أن يكون أول من يؤمن بالإمام المهدي (ع) في عصر الظهور، أي أول أنصاره ومصدقيه، كما كان أمير المؤمنين (ع) أول المؤمنين والمصدقين برسول الله (ص).
            وما يؤكد ذلك قول الرسول (ص):
            عن حذيفة، قال: سمعت رسول الله وذكر المهدي فقال: (إنه يبايع بين الركن والمقام، اسمه أحمد وعبد الله والمهدي، فهذه أسماؤه ثلاثتها) الغيبة - للشيخ الطوسي: ص454.
            فلاحظ تطابق الأسماء في الوصية مع الرواية الثانية لوصي الإمام المهدي (ع): [أحمد وعبد الله والمهدي].
            وما يؤكد ذلك أيضاً ما روي عن السجاد (ع):
            [... ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك] الغيبة - للطوسي: ص443 – 444 ح437.
            والمهدي هنا في هذه الرواية ليس هو الحجة بن الحسن (ع)، لأنه يظهر بعد السفياني وليس قبله، والمهدي في هذه الرواية يكون موجوداً وبعد ظهور السفياني يختفي ثم يظهر بعد ذلك.
            فهو وصي الإمام المهدي [أحمد] والذي أحد أسمائه [المهدي] وهو أول المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع).
            ويؤيد ذلك أيضاً الرواية المروية عن أمير المؤمنين (ع):
            (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت [فلا يقتله أحد حتى يموت]) كتاب الفتن - لنعيم بن حماد: ص 198، شرح إحقاق - للمرعشي: ج29 ص573، معجم أحاديث الإمام المهدي: ج3 ص119 باختلاف يسير، كنز العمال: ج14 ص589 ح39669.

            فهذا الرجل الذي يخرج بالمشرق هو من أهل بيت الإمام المهدي (ع)، ومن المعلوم أن الإمام المهدي ليس له أهل في آخر الزمان إلا أن يكون هذا الرجل من ذريته (ع)، كما هو واضح من الروايات المتقدمة.
            ومن المقدمة الثالثة والرابعة نستنتج:
            إن الراية اليمانية الحسينية المأمور باتباعها والمنهي عن اتباع غيرها؛ هي راية مهدوية أيضاً، أي إن قائدها اليماني الحسيني هو من ذرية الإمام المهدي (ع).
            وسنجعل من هذه النتيجة مقدمة خامسة فنقول:

            المقدمة الخامسة:
            اتضح مما سبق أن الراية الحقة الوحيدة في عصر الظهور هي راية يمانية حسينية مهدوية، وقد تركت روايات كثيرة تؤيد ذلك تركتها مراعاة للاختصار، وقد تأتي في مستقبل الحوار.

            المقدمة السادسة:
            جاءت روايات تصف شخصية في عصر الظهور المقدس بأنه من أهل البيت (ع):
            عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: (... وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد، تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم. فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان...) بحار الأنوار: ج52 ص274.
            عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع)، قال: (قال: الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الأرض بلا إمام عادل، قال: قلت له: جعلت فداك، فأخبرني بما أستريح إليه، قال: يا أبا محمد، ليس ترى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت، يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملاها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجار جوراً وظلماً) بحار الأنوار: ج25 ص269.

            وهاتان الروايتان وأمثالهما لا يمكن أن يكون الرجل الذي من أهل البيت (ع) فيهما غير اليماني الموعود الحسيني المهدوي.
            ومن المقدمة الخامسة والسادسة نستنتج:
            أن صاحب الراية الحقة الوحيدة في عصر الظهور المقدس هو رجل من أهل البيت (ع) يماني حسيني مهدوي، وهو صاحب رايات المشرق، سواء كان يقودها بالمباشرة أو بالإنابة، فلا يمكن أن تكون راية ممدوحة بالهدى أو الصلاح إلا أن تكون عين راية اليماني أو راية تابعة إليه ممتثلة لأمره مبايعة له.
            فاليماني الموعود هو قسيم الحق والباطل في آخر الزمان.
            هذا مختصر .. وإن شئت الزيادة زدناك.
            [frame="3 98"]
            [/frame]

            Comment

            • السلماني الذري
              عضو نشيط
              • 23-09-2008
              • 402

              #7
              رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

              بسم الله الرحمن الرحيم
              الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
              وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
              مرحبا بلأخ السيد وبرواد المنتدى المبارك والتهنئة اسوقها لسيدي ومولاي الامام الحجة صلوات الله عليه ولسيدي ومولاي وصيه السيد أحمد الحسن ع ولمحمد وآل محمد ع وشيعتهم الطيبين بمناسبة عيد الأضحى المبارك جعله الله تمكينا لآل محمد ونصرا عاجلا وقهرا لأعدائهم انه كريم مجيب .
              أحسنت أخونا آريوس المصلح في ردك الوافي وارجو الا يكون في مداخلتي – على ما فيها من تكرار – اثقال على أخونا " السيد " ولا على المتابعين من الاخوة في المنتدى .

              اختلاف الروايات عن مدة دولة الإمام لماذا ؟ .... من الحكمة الظاهرة - هي التمويه على أعداء آل محمد عليهم السلام لتلافي الضرر الذي يلحق بقضية الامام المهدي ع حال معرفتهم بتفاصيل القضية وهذه مما لا يخفى على الأخ " السيد " - ولا على الموالين لآل محمد ع - . فاذا اختلفت (تشابهت) الروايات حتى في تحديد مدة حكم الامام المهدي ع ، فمن الأولى ان تتشابه في قضايا اكثر حرجا من مدة حكمه ع . ووجود روايات متعددة ومتشابهة تذكر شخصيات متعددة انما هو للاشارة الى هذا الشخص ذو المهام العظيمة دون التصريح به وبأمره . وعليه فوجود "رواية تجمع هذه التوليفة من الشخصيات الثلاثة المختلفة والمهمة من حيث الدور بشخص السيد أحمد الحسن" لا يتوافق مع الحكمة من تشابه روايات المعصومين ع فيما يخص ظهور وقيام المهدي ع .
              " عن البيزنطي قال: سألت الرضا ع عن مسألة الرؤيا فأمسك ثم قال ع: (إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ع) قرب الإسناد/ ص 168 .
              و "عن المفضل بن عمر سألت سيدي الصادق (عليه السلام): هل للمأمول المنتظر المهدي (عليه السلام) من وقت موقت يعلمه الناس ؟ فقال: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ، قلت: يا سيدي ولم ذلك ؟ ...... قال: يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين فيعلو ذكره ويظهر أمره وينادى باسمه وكنيته ونسبه .....". الزام الناصب ج 2 .
              كما ان وجود مثل هكذا رواية يتعارض مع حكمة امتحان الناس به والروايات كثيرة في تمحيص الشيعة .
              وقد عمل الكثير من علماء الشيعة في محاولة فهم ملابسات عصر الظهور ، فلو كانت هناك رواية محكمة توضح كل شيئ وتكشف عن اهم شخصيات الظهور بتحديد قاطع لما كانت تلك القراءات المتباينة في فهم الأمر ، والأهم من ذلك لما ضل عن فهمه اكثر المتتبعين له من فقهاء اليوم حتى بعد ان تجمعت كل الخيوط وصار امر اليماني ، اول المهديين ، وصي ورسول الامام المهدي أوضح ما يكون ، والأئمة عليه السلام يبينون أنه لا يفك كل رموز القضية الا صاحب الأمر نفسه . " عن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع) : انا نصف صاحب هذا الأمر بالصفه التي ليس بها احد من الناس ، فقال: لا والله لايكون ذلك ابدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم اليه " . غيبة النعماني ص 212 .
              فهذه الرواية يستفاد منها ان كل محاولات الفقهاء في الاحاطة بملابسات ظهور وقيام الامام المهدي ع تظل استقراءات واجتهادات قاصرة دون ان يكشف عنها صاحب الأمر ويحكمها وهو ما فعله الامام أحمد الحسن ع دون غيره وفي هذا حجة له وبينة .

              فالقراءة الحصيفة لروايات المعصومين - التي بها يصل طالب الحق الى مبتغاه - انما تكون بتتبع الاشارات الواردة عنهم ع مع الربط والاستنتاج لتعيين المصداق وتحديد الشخص . وبظهور الامام أحمد الحسن ع بأدلة جلية ودامغة يصبح من الضروري لطالب الحق تدبر ملابسات هذا العصر على ضوء ما أحكمه هو ع من تلك الاشارات ، باعتبار رواية الجهني عن ابي جعفر ع شهادة لصاحب الحق .

              رجوعا الى سؤالك: "يعني هل هناك نص بين أن اليماني هو أول الرسل الذين سيأتون برسالة (بشير ونذير) من الإمام إلى العالم وهو أول المهديين من أولاد الإمام ع " ؟ يمكني جوابك بآلاتي – وهو جواب طالما تكرر مضمونه في هذا المنتدى وقد اشتمله جواب الأخ آريوس المصلح:
              "... وليس في الرايات أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى لأنّه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على النّاس وكلّ مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه ، فإنّ رايته راية هدىً ، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النّار ؛ لأنّه يدعو إلى الحقّ والى طريقٍ مستقيم " . بحار الأنوار: 52/ 232.

              فاليماني " يدعو إلى صاحبكم " بأمر من الامام المهدي بلا شك لأنه " ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يلتوي عليه " فهو في دعوته اليه ع متفرد ، ليس كبقية من يدعو اليه ع ، ولا يشبهه في دعوته أحد ، ولابد ان يكون من آل محمد ع معصوما واجب الطاعة . وفي نص الوصية الشريفة "..... فاذا حضرته الوفاة – أي الامام المهدي ع – فليسلمها لابنه أول المهديين له ثلاثة اسامي ..... " وبما ان الوصيي – المعصوم – واحد كما هو الامام – المعصوم – ، فان اعتبار اليماني غير أنه ابن الامام المهدي ع وأول المهديين يثير اشكالا لا يمكن لأحد حله . أما ان سألت عن نص صريح جامع فلم اقرأ مثله .

              خلاصة ما تقدم: أمر عصر الظهور من الأمور المتشابهة التي أرادها آل محمد ع كذلك ولا يحكمها الا رجل منهم في وقته ، وذلك حفظا له وحجة له يتفرد بها عن غيره ، وقد جاء الرجل الذي يدعي أنه هو . فالسؤال الذي ينبغي ان يطرحه طالب الحق هو: ما هو الدليل - المحكم - الذي جاء به ؟ فيا حبذا لو غيّرت مدخلك للحوار – اخ السيد – بحيث يتم بحث أصول الدعوة اولا وصولا الى غيرها لتعم الفائدة ، والله الموفق .
              اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
              يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

              Comment

              • السيد
                عضو جديد
                • 01-11-2011
                • 22

                #8
                رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                رسالة من السيد (رقم 2)

                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين.
                السلام على بقية الله في أرضه الحجة بن الحسن المهدي وعجل الله تعالى له الفرج وجعلنا من جنده وأنصاره ونبارك له وللمؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها حلول عيد الأضحى المبارك .

                : السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير.
                لا ريب أن شخصية اليماني طرحتها الروايات بشكل يختلف عن الشخصيات الأخرى التي تتحدث عنها الروايات ولها دور كبير في حركة الظهور الشريف وربما الرواية الأبرز هي تلك التي تتحدث من أن رايته أهدى الرايات والملتوي عنها في النار ، في تلك المقدمة أردت أن أسس لبداية حوار يتعلق بشخصية اليماني وعلاقتها بالسيد أحمد الحسن وطرحت موضوع الأزمنة الثلاث التي تمثل ثلاث أدوار رئيسية في حركة الظهور وما بعدها وهي زمن ما قبل عصر الظهور والذي تمثل بدور تبليغ الرسالة من قبل السيد أحمد الحسن للعالم (حسب قوله) وزمن الظهور أو ما قبله بفترة زمنية قريبة جدا والذي تمثل بخروج اليماني وبدأ دعوته ودوره العسكري في المنطقة والزمن الثالث وهو الزمن الذي يمثل ما بعد وجود الإمام المهدي ع الشخصي وفي طبيعة الحال هناك زمن أخر بين تلك الأزمنة وهو زمن الدولة الإلهية الذي سيكون فيه أحمد الحسن حي يرزق حتى يحين دوره كحاكم ، ويبدو من خلال الجواب أنه لا يوجد نص صريح يطرح شخصية واحدة تمثل تلك الأزمنة الثلاث بل هناك نصوص أخرى مختلفة كما بينتها المقدمات والنتائج تطرح مثل تلك الشخصية ، ومن هنا سأناقش تلك المقدمات التي وردت والنتائج التي بنيت على ضوئها ولأن المقدمات والنتائج طرحت موضعين: الأول موضوع اليماني والثاني موضوع يتعلق بأحد أبناء الإمام المهدي ع الحاكم من بعده ولأن الموضعين لهما متعلقات روائية كثيرة سأركز أولا على اليماني تاركا الموضوع الثاني حتى ننتهي من تبيان هذا الموضوع ومناقشة الأدلة .
                المقدمة الأولى : لا يوجد أي تعليق بسبب أننا متفقون على أن لليماني تلك الخصوصية التي سنأتي عليها إنشاء الله تعالى ولكن نختلف بأمور هي من هو اليماني ومتى يكون زمانه ومن أين يخرج وأسمه وصفاته ودوره في حركة الظهور وهل سيعلن نفسه على أنه اليماني حين يخرج أو لا.
                المقدمة الثانية :لا يوجد أدنى دليل على أن المقصود في تلك العناوين المطروحة هو شخص اليماني بل على العكس ففي نفس المصدر الذي ذكر هذا الحديث هناك حديث يبين أن تلك الراية التي سترفع من ولد الحسين هي راية الإمام المهدي ع وإليك الدليل فعن ( أبي جعفر محمد بن علي ، أنه قال : كل خارج منا مقتول فلا تتبعوه إن كان ابني هذا - ووضع يده على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام - فلا تتبعوه حتى تروا ما تعرفون ) وفي حديث أخر ( عن علي بن الحسين عليه السلام ، أنه قال : لا يخرج منا أحد قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ [ طار ] من وكره قبل أن يستوي جناحاه ، فأخذه الصبيان يتلاعبون به .) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 356 – 357 وهذا النص يبين.
                أولا :إن الإمام ع يؤسس لمنهج عقائدي ذات مسحة سياسية فهو يحد من ظاهرة الثورة التي كانت تجتاح الفكر الشيعي آنذاك كردة فعل على تجاوزات الحكم الأموي على آل محمد ع وشيعتهم ولا يجعل ذلك التحرك خاضع للإرادة الجماهير الشيعية التي قد تتعرض لانتكاسات مختلفة ويضرب مثلا بابنه الإمام الصادق ع أي أنه لو خرج لا تخرجوا معه .
                ثانيا : يطرح الزمن الذي يسمح به الإمام للتحرك الثوري الشيعي ويحدد ذلك الزمن مستندا على خلفية معرفية كانت لدى المستمعين (فلا تتبعوه حتى تروا ما تعرفون) ومؤكد ما تعرفون ليس موضوع السيد أحمد الحسن كون الحديث الأخر يبين ذلك الوقت وهو خروج القائم ع لنقرأ بدقة النص (لا يخرج منا أحد قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ [ طار ] من وكره قبل أن يستوي جناحاه ، فأخذه الصبيان يتلاعبون به .) أي أن الحد الفاصل بين ذلك التحرك المقبول في نظر الإمام ع وبين التحرك الطائش والفوضوي والذي لا يحقق الأهداف المهدوية هو خروج القائم ع ، فإذا على ضوء هذه المعطيات فأن حركة اليماني ينبغي أن تكون مع خروج القائم ع أو زمنها في نفس المحيط الزمني الخاص بالظهور الشريف وإلا كيف يؤسس الإمام المعصوم ع في هذين الحديثين مشروع الموازنة بين الصمت وبين الثورة والنهوض ضد الطاغية ويجعل الفاصل في ذلك خرج القائم ع وبين توجيهاتهم حول النهوض لنصرة اليماني حيث جعلوا التقاعس عن نصرته بمثابة الكفر لأنه يوصل إلى النار وهناك أحاديث كثيرة على هذا النحو من التفصيل ، كيف يمكن أن نوفق بين أحاديث النهي عن التحرك قبل خروج القائم ع ، لأن أي خروج قبله سيكون زيادة في مكروههم كما في بعض النصوص وبين نصرة اليماني فعن أبي عبد الله ع قال ( ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ، ليدفع ظلما أو ينعش حقا ، إلا اصطلمته البلية ، وكان قيامه زيادة في مكروهنا وشيعتنا )مدينة المعاجز – هاشم البحراني –ج6 ص 143 ، أي أن انعكاساته ستكون كبيرة على المذهب فكيف نوفق بين ذاك وبين وجوب الالتحاق بمعسكر اليماني للوقوف معه ونصرته، وربما يطرح البعض إشكالا يواجه هذه الحقيقة وهو إن الإمام ع إذا خرج فما نفعنا في اليماني وهذا ما سنجيبه إنشاء الله لاحقا أي في الرسائل الأخرى لأن خروج اليماني وزمنه وانعكاساته يحتاج إلى شيء من التأمل، ويدل كذلك على ما ذهبنا إليه هو الحديث الذي ذكرته في المقدمة الثانية وكان عن الإمام الباقر (ع)حيث قال (... إياك وشذاذ من آل محمد ، فأن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم أحداً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع)، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...) فأنظر إلى كلمة ( ألزم الأرض ) وضعها مع تلك المفردات التي طرحها الأئمة ع لترى أن هذا الحديث لا يتعلق بالسيد أحمد بن الحسن لا من قريب ولا من بعيد لأن السيد أحمد الحسن تحرك بأنصاره ورفع راية المواجهة والتحرك ضد السلطان فهو بين خيارين لا ثالث لهما أما أن يكون هو اليماني بحق وهذا يعني أن أهل البيت أوجبوا نصرته والوقوف معه وهذا يعني أيضا وفق الأدلة أعلاه أن الإمام المهدي ظهر أو بينه وبين اليماني بعض الأشهر والحال ليس كذلك لأن دعوة اليماني بدأت قبل سقوط الطاغية وقد مر عليها عدة سنوات ورفعت راية المواجهة سواء كانت دفاعية أو هجومية والخيار الثاني أنه ليس اليماني وذلك لأنهم (عليهم السلام ) نهوا عن نصرة من يخرج قبل قيام القائم ع حتى ولو كان من يخرج على مستوى الإمام المعصوم كما في كلمات الإمام الباقر ع وهو ضرب من المستحيل عرضه الإمام ع ليبين أهمية ذلك الأمر وعلى ضوء ذلك فأن الراية التي ترفع من ولد الحسين لابد أن تكون راية القائم ع بقرينتين القرينة الأولى قوله في الحديث الأول فأن( بها الأمر) وهي كناية عن الأمر الإلهي الذي يمثل أحد أهم مقومات العرض التأريخي في القرآن الكريم ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نمر عليها مرور الكرام أما القرينة الثانية فيعرضها الحديث الثاني وهي (العهد ، والراية والسلاح ،) وسنمر عليها جميعا بشيء من التأمل . ولكن قبل ذلك لنركز على ذلك المنهج الذي يوجه له الإمام المعصوم ويركز عليه ويشدد بذلك المثل ليزيل الشك والتأويل الخاطئ (كل خارج منا مقتول فلا تتبعوه إن كان ابني هذا - ووضع يده على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام - فلا تتبعوه) ( لا يخرج منا أحد قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ ...) (ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحد ...) (إياك وشذاذ من آل محمد ، فأن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم أحداً أبداً ) .
                وبعد هذا السياق يطرح أهل البيت الزمن الذي يصح به التحرك الثوري والقيام ونصرة من يتحرك فلنستمع لهم وهم يحددون ذلك الزمن.
                1- حتى تروا ما تعرفون
                2- خروج القائم
                3- قيام قائمنا
                4- حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع)، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه.
                أي في هذا الوقت فقط يصح التحرك والنصرة للشخص الذي يخرج .
                ولاشك أن الأئمة كانوا يواجهون صعوبة بالغة في التثقيف على قضية الإمام المهدي ع بسبب الحكومات الجائرة والمتابعة الشديدة من قبل السلاطين الجائرة على ذلك الموضوع لذلك ترى هناك تنوع في الطرح فتارة يقولون (حتى ترون ما تعرفون) وتارة يقولون (القائم) وأخرى (رجل من ولد الحسين ع) ويضعون عليه قيود وهي أنه يحمل (عهد النبي ورايته وسلاحه) وللأسف البالغ أن هناك من يفسر عهد النبي بالوصية التي تنقل بالكتب الروائية وهناك من يقبلها وهناك من يضعفها فالعهد هنا يختلف عن الوصية وكذلك الراية والسلاح فكيف تم تفسير ذلك على السيد أحمد بن الحسن وسنناقش تلك الفروق فيما بعد في رسائل الحوار المقبلة إن شاء الله تعالى.
                سأتجاوز عن مناقشة النتائج التي بنيت على المقدمة الأولى والثانية وكذلك المقدمة الثالثة التي لا أدري من أين أستنتج الأخ المحاور تلك النتائج ، لأنها وفق الطرح المتقدم تحتاج إلى أعادة نظر وبناء فكري يستند على نصوص تدعمها لأن النصوص المطروحة ليس بها ما يؤكد أن المقصود السيد أحمد بن الحسن كما اتضح من خلال ما تقدم.
                سنعود إلى المرتكزات التي حددتها الأحاديث وهي ثلاث حسب النصوص المتقدمة ونقف عليها بشيء من التأمل .
                ( الراية التي فيها الأمر ) ( العهد ) ( السلاح ) .
                المرتكز الأول : الراية التي فيها الأمر :ولا يمكن أن نمر على مفردة الراية التي فيها الأمر دون أن نشبعها بحثا وذلك لأنها تحمل هوية قائمة بذاتها تعكس الشخصية التي تأتي بهذه الراية .
                أولا : الأمر : وقد وردت مادة (أمر) في القرآن الكريم بصيغ مختلفة إلا إننا سنركز على ثلاث صيغ وهي ( أَمرُنا ، أمرُ الله ، الأمر ) ولأن وجودها بالقرآن بكثرة فلا يمكن أن نستوعب الوقوف عليها في هذه اللمحة السريعة ولكن سنأخذ من كل قسم بعض النصوص.
                أَمرُنا : ذكرت في القرآن الكريم ويراد بها بعض المعاني وسنأخذ منها.
                (العذاب الذي أصاب الأمم بعد أن تجاوزت الخط الأحمر) .
                (إنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )(24)يونس.
                وقوله تعالى ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ )
                ( الأوامر الإلهية المختلفة التي تأتي من السماء).
                (وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) الانبياء
                وفي بني اسرائيل من بعد موسى ع ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ )(24) السجدة
                الصيغة الأخرى : أمر الله .
                وقد وردت في القرآن الكريم بمواضع مختلفة ولها أيضا دلالات مختلفة والذي سنبحثه منها ثلاث مواضيع، الأول أنها جاءت للدلالة على القانون الذي يطبق على الأقوام المنحرفة وهناك كثير من النصوص القرآنية تشير إلى ذلك.( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) (47)النساء
                وقوله تعالى (قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)هود
                أما الموضوع الثاني فهو الرحمة والتغير النوعي بمسلسل الأحداث ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (73)هود
                الموضوع الثالث : للدلالة على هيمنة القانون الإلهي الحاكم في المستقبل وهو عصر الحجة ع (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)النحل ففي دلائل الإمامة/472 ،( عن عمر بن أبان عن أبي عبد الله قال: إذا أراد الله قيام القائم بعث جبرئيل في صورة طائر أبيض فيضع إحدى رجليه على الكعبة والأخرى على بيت المقدس ثم ينادي بأعلى صوته: أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال: فيحضر القائم فيصلي عند مقام إبراهيم ركعتين ،ثم ينصرف وحواليه أصحابه وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، إن فيهم لمن يسري من فراشه ليلا ، فيخرج ومعه الحجر فيلقيه فتعشب الأرض)
                الأمر :
                وهي الصيغة التي وردت في الرواية وقد ذكرت هذه الصيغة في كتاب الله بكثرة وأيضا تحمل دلالات لا يمكن أن نستعرضها لضيق المجال ولكن سنأخذ منها ثلاث مواضع.
                الأول للدلالة على هيمنة المشروع الإلهي وبدأ عصر الآيات الإلهية )
                ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) (210)البقرة
                الثاني : العذاب الإلهي للأمم المنحرفة .
                ومنها قوله تعالى ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44) هود
                الثالث : خصوصية القيادة الربانية وتفردها بالقرار .
                ومنها قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ 59 النساء فهذه مادة (أمر) وصيغها ، فإذا كانت هناك راية بها الأمر فهذا يعني وفق المعطيات القرآنية والأحاديث الشريفة إنها تعني حلول تلك الأزمنة التي تحدثت عنها النصوص وهي أزمنة العذاب الإلهي على الأقوام الأمم الجائرة وتعني النصر والهيمنة وتعني التغيرات النوعية في مسيرة الأمة وغيرها الكثير.
                الراية : سبق أن تحدثنا على أن هذه الراية سيكون فيها الأمر وبينا معنى الأمر على ضوء وروده في القرآن الكريم والآن سنبين ذلك من الحديث الذي ورد عن المعصوم ع وخشية الإطالة سنبين ذلك عبر حديثين فعن (أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله قال:كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله’فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشيها بحداجة من استبرق ، ويركب فرساً أدهم بين عينيه شمراخ ، فينتفض به انتفاضة لايبقي أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله ’عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شئ أبداً إلا هتكه الله ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ) كامل الزيارات/119، فلنتأمل صفات هذه الراية وهي أن ساقها من عمود العرش وأن سائرها من نصر الله وأنظر إلى ما تصنعه من إنعكاسات ذاتية وتغيرات نوعية في توجهات المؤمن وذلك أن الإمام ع إذا هزها يتحول قلب المؤمن إلى زبر الحديد فهل يا ترى هذه الراية عند السيد أحمد الحسن ؟. و(عن أبي بصير: قال أبو عبد الله: لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة قلت: وكم الحلقة ؟ قال: عشرة آلاف ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم يهز الراية ويسير بها ، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله’نزل بها جبرئيل يوم بدر . ثم قال: يا أبا محمد وما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير ، قلت: فمن أي شئ هي ؟ قال: من ورق الجنة ، نشرها رسول الله’يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي لم تزل عند علي حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم ، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها ، ويسير الرعب قدامها شهراً ووراءها شهراً وعن يمينها شهراً وعن يسارها شهراً ) فتأمل بهوية هذه الراية وإنها تمثل الثقل السماوي في حركة الظهور الشريف والرواية تشير إلى انه لا يوجد أحد يمتلكها وينشرها إلا القائم ع وهو الإمام المهدي أي أن الأئمة المعصومون لا ينشرونها بعد الإمام علي ع حتى يحين ظهور القائم ع إلا إذا كان لديكم رأي وهو أن القائم ع ربما هو السيد احمد بن الحسن فتأمل .
                المرتكز الثاني : العهد : ربما ظن البعض أن العهد هو الوصية التي تعتبر أحد أهم مقومات دعوة السيد أحمد الحسن والتي سنأتي عليها أن شاء الله لنقف عندها فما هو العهد في لغة أهل البيت ع ؟ .
                لا شك ان العهد كما يتضح من بعض النصوص هو احد أهم الإسرار التي يحملها المعصوم ع وهو الآن عند الإمام الحجة ع بصفته إمام الزمان ففي الكافي:4/184 ، (عن بكير بن أعين قال ، سألت أبا عبد الله: لأي علة وضع الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ، ولأي علة يقبل ، ولأي علة أخرج من الجنة ؟ ولأي علة وضع الميثاق والعهد فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك ، تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب ؟
                قال فقال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم الجواب ، وفرغ قلبك وأصغ سمعك ، أخبرك إن شاء الله: إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق ، وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان ، وفي ذلك المكان ترائى لهم ، ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم، فأول من يبايعه ذلك الطائر وهو والله جبرئيل، وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم ، وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان ، والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد).ينظر أيضا ، علل الشرائع/492، بتفاوت ، ومختصر البصائر/220، وعنه إثبات الهداة:3/448، وعنهما البحار:26/269 و:52/279
                وفي رواية أخرى تبين أن العهد يدخل في حل بعض الإشكاليات التي تواجه الإمام عليه السلام في حركته فعن الإمام الصادق عليه السلام قال( يقبل القائم حتى يبلغ السوق ، فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟ قال وليس في الناس رجل أشد منه بأسا ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : لتسكتن أو لأضربن عنقك . فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله " البحار ج 52 ص 387 .وهناك روايات قريبة من هذا المعنى منها وصيته لأنصاره في بدية التحرك (ولا يشربوا الخمر ولا يخونوا أمانة ولا يخلفوا العهد ولايحبسوا طعاماً من بر) ، ولعل أمير المؤمنين في أحدى خطله يشير على أهمية ذلك العهد الذي وصفه بشخصه الكريم حيث يقول (أنا فخار الأفخر أنا الصديق الأكبر أنا الطريق الأقوام أنا الفاروق الأعظم أنا زهرة النور أنا حكمة الأمور أنا الشاهد المشهود أنا العهد المعهود أنا بصيرة البصائر أنا ذخيرة الذخاير أنا عصام العصمة أنا حكمة الحكمة ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج 2 - ص 190 - 191
                . والدليل الأخر هو الرواية التي استشهدت بها فكيف يكون العهد عند الإمام زين العابدين ثم ينتقل إلى الإمام الباقر ثم ينوه الإمام لان الحديث صدر في عصره إلى أن الله تعالى يفعل ما يريد أي استمرارية وجود هذا العهد عند كل إمام يقوم بدور الإمامة وإلا فأن الإمام الباقر ع كان في عصر أبيه ولكن لم يكن معه العهد إلا حينما أصبح من ترجع إليه الناس في أمور دينها ودنياها أي بعد وفاة الإمام زين العابدين ع .
                المرتكز الثالث : السلاح : لاشك إن سلاح النبي ع هو كناية عن ذلك الإرث الذي سيخرجه الإمام ع ليبرهن للناس على ذلك التواصل بينه وبين جده وسول الله فعن ( الصادق: علمنا غابرٌ ومزبورٌ ونَكْتٌ في القلوب ونَقْرٌ في الأسماع . وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة . وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه . فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر فالعلم بما يكون ، وأما المزبور: فالعلم بما كان ، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام والنقر في الأسماع: حديث الملائكة ، نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم ، وأما الجفر الأحمر: فوعاء فيه سلاح رسول الله’، ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت وأما الجفر الأبيض: فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى ، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من حادث ، وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة . وأما الجامعة: فهي كتاب طوله سبعون ذراعاً أملاه رسول الله’من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب بيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة ، حتى أن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة . ) أنظر إلى كلمة ( ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت ) فكيف تزعم أن ذلك السلاح من مختصات اليماني وأنت تبرهن على أن ذلك الشخص من ولد الحسين هو اليماني لأنه يمتلك الراية والسلاح والعهد وهي كما يبين الحديث أنها من مختصات قائم أهل البيت ع وهل لدى السيد أحمد كل ذلك الإرث الذي يوضحه الإمام ع من الجفر الاحمر والأبيض ومصحف فاطمة والجامعة بخط أمير المؤمنين وإذا كان كذلك فنحن لا نطالب بمعجزة ولكن ليخرج شيء من ذلك الإرث على وسائل الإعلام حتى نعرف أن الظهور بدأ فعلا .فالسلاح على ما يبدو ليس سيفا وان كانت بعض الروايات تشير إلى وجود سيف رسول إلله وعمامته ولكن السلاح هنا لا يعني ذلك السيف بل يعني ذلك العمق من الأسرار الذي عبر عنه الإمام ع ( أما الجفر الأحمر فوعاء في سلاح رسول الله ) وفي البصائر/184 ، ( عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول: عندي سلاح رسول الله’لاأنازع فيه ، ثم قال: إن السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان أخيرهم، ثم قال: إن هذا الأمر يصير إلى من يلوى له الحنك ، فإذا كانت من الله فيه المشية خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ، ويضع الله له يده على رأس رعيته). ومثله الإرشاد/275، وعنه البحار:26/209 . أنظر إلى خصوصيات ذلك السلاح الذي يحدث انقلابا نوعيا بمجرد أن يكون عند شخص فيحوله من شر خلق الله إلى أخيرهم ولا أعتقد أن هذا السلاح عند السيد أحمد الحسن وفي الكافي:1/284 ،( عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله: المتوثب على هذا الأمر المدعي له ، ما الحجة عليه ؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام قال: ثم أقبل علي فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر: أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ، ويكون عنده السلاح ، ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان). أنظر كيف يفسر الإمام الوصية الظاهرة بأن العامة بل وحتى الصبيان لو سألت لمن أوصى فلان أي الإمام ع الذي مضى ومات فيقولون لك أوصى إلى فلان بالاسم فهذا معنى الوصية الظاهرة تؤخذ من المعصوم مشافهة لا يبرهن عليها من الإرث الروائي ومثله في الخصال:1/117، إثبات الهداة:3/714 ، و724، والبحار:25/ ص 138 فالإمام ع يحدد ثلاث نقاط رئيسية لمعرفة الإمام ع الذي تجب طاعته حيث كان هناك صراع مرير حول الإمامة وربما صراع عبد الله الحسني وولديه محمد وإبراهيم على الإمامة وبالخصوص موضوع الإمام المهدي ع يبرهن على ذلك الصراع ولهذا حدد الإمام الصادق ع لشيعته بعض المقاييس التي يعرفون من خلالها الإمام ع الذي تجب طاعته وهي أن يسأل عن الحلال والحرام و أن يكون أولى بالذي قبله وعنده السلاح وصاحب الوصية الظاهرة ففي (خبر سليمان بن مهران ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " عشر خصال من صفات الإمام : العصمة ، والنصوص ، وأن يكون أعلم الناس وأتقاهم لله ، وأعلمهم بكتاب الله ، وأن يكون صاحب الوصية الظاهرة ، ويكون له المعجز والدليل ) ، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية - الشيخ المنتظري - ج 1 - ص 384 ،فإذا كان السيد أحمد الحسن الإمام المفترض الطاعة اليوم ليتصف بتلك الصفات التي طرحت لتحديد الإمام المفترض الطاعة ومنها ( المعجز والدليل) وليس مثلما يقول السيد أحمد أن المعجز لا يبرهن على الإمامة بل هو من مرتكزات الإمامة الحق كما يبين هذا الحديث، فالوصية الظاهرة تعني أن الإمام المعصوم ع الذي يتوفى يسمي ويعين من يأتي خلفه بالاسم والتعين الشخصي حتى لا تقع الأمة باضطراب عقائدي وهذا ما يوضحه الحديث الذي يقول (ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان ) بمعنى يعرف به كل الناس ، وهذا ما يفتقر إليه السيد احمد الحسن كون الوصية التي وردت عن النبي ص تتحدث عن معصوم يسلم الأمور ذات العلاقة بالإمامة إلى الذي بعده حال احتضاره بنص ( عند موته ) وسنأتي على تلك الوصية في رسائل أخرى إن شاء الله .
                أتضح أن تلك المقدمات والنتائج التي بنيت عليها تحتاج إلى إعادة نظر وليس فيها أي شيء يثبت دعوى السيد أحمد حسن من كونه هو اليماني .
                ومن خلال ما تقدم يتضح ما يلي.
                1- أن الأئمة ع نهوا وبشدة عن الوقوف مع أي شخص يخرج قبل قيام الأمام المهدي ع حتى ولو كان شعاره الثأر لآل محمد ع.
                2- أنهم عليهم السلام شددوا على نصرة اليماني والوقوف معه حينما يخرج
                3- وعلى ضوء ذلك إن اليماني يخرج متزامنا مع الإمام ع او قبله بفترة زمنية قليلة جدا وسنبحث ذلك في موضوع زمن ظهور اليماني إن شاء. الله تعالى.
                4 - إن الراية التي بها الأمر والعهد و السلاح هي من مختصات الإمام المهدي ع وليست لليماني وكما برهنا أعلاه ولو كانت من مختصات اليماني لذكرت في الروايات بالاسم أي أن اليماني معه الراية أو العهد أو السلاح بل جل الذي ذكروه عليهم السلام عنه هو أن رايته راية هدى وان الملتوي عنها في النار ولم يذكروا غير ذلك ولكن الذي حصل أنكم تحاولون أن تضيفوا بعض الصفات التي ذكرت في بعض الروايات لغيره عليه . وهذا ما سنبحثه خلال الرسائل القادمة بمشيئة الله تعالى.
                ملاحظة ( لم تناقش المقدمة الرابعة والخامسة والسادسة لأن موضوعها يختلف عن موضوع اليماني وستناقش فيما بعد ان شاء الله تعالى).
                والله تعالى من وراء القصد

                Comment

                • نجمة الجدي
                  مدير متابعة وتنشيط
                  • 25-09-2008
                  • 5279

                  #9
                  رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                  السيد هل انتم - شيعة المراجع - هذه الايام اصبحتم كل مجموعة لها عقيدة مختلفة استخلصتها من الروايات التي تعجبهم وضربت ببقية الروايات عرض الجدار؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! ام انكم المفروض ان ترجعوا لكتب العقائد في حوزاتكم والتي تدرس وتعتبر العقيدة الرسمية للحوزات العلمية الشيعية مع العلم ان ماكتب فيها مستخلص من مجموع الروايات وهو الحاصل من معارضتها وجمعها وليس من بعض الروايات فقط كما تفعل انت وتعتقد حتمية ان يأتي الحجة بالمعجزة ليثبت حجيته وانه خليفة الله مستندا على بعض الروايات التي ذكرت ان للمعصوم معجز ولم تنص على حتمية ان يأتي الحجة بالمعجز ليثبت انه حجة الله وشتان بين الامرين مع ملاحظة ان هناك معجزات كثيرة للأمام احمد الحسن عليه السلام وبعضها موثقة وبعضها شهد به عدد كبير، !!!!!!!!!!!!!!!!!


                  للأسف ياسيد أنك تقلدت الهوى والعناد حتى وصل بك الامر الى ان تخالف سيرة الانبياء الذين احتجوا بنص من سبقهم عليهم وان كان بينهم وبين الذي نص عليهم ووصى بهم مئات او الالاف السنين كما حصل من عيسى ع وكما حصل من النبي محمد ص وتخالف نصوص صريحة من اهل البيت ع بأن الاحتجاج بوصية الرسول كاف لا بل وتخالف حتى علماء الشيعة وكتب العقائد التي تقول ان النص من الرسول أو من امام سابق انتبه أو من إمام سابق اي ان كلاهما طريق مستقل وانت تقول لافقط من الامام السابق كل هذا لترد على دعوة الامام احمد الحسن عليه السلام وي وي الى هذه الدرجة وصلتم الى درجة ان نزعتم كل اثوابكم ولم يعد عندكم عقيدة ثابتة حسبنا الله ونعم الوكيل

                  ارجو الانتباه ان هذا ليس ردا على رسالة السيد بل هو فقط تعليق على مسألة المعجزة والنص الظاهر واترك الرد للولي الناصح لمحمد وال محمد ص شيخنا الاستاذ أريوس المصلح حفظه الله ونصر الله به دين الحق


                  نصوص بعض علماء الشيعة في ان الامام يعرف بالنص من الرسول أو الامام الذي قبله


                  يقول الشيخ الطوسي: (...لان الامام لا يعلم أنه امام الا ينص عليه نبي، فإذا نص عليه النبي أو ادعى هو الامامة جاز أن يظهر الله تعالى على يده علما معجزا، كما نقوله في صاحب الزمان إذا ظهر، فصار النص هو الاصل...) الطوسي في كتاب الاقتصاد

                  قال الشيخ أبو جعفر الطوسي :

                  (( فصل في إيجاب النص على الامام أو ما يقوم مقامه من المعجز الدال على إمامته )) تلخيص الشافي 1 | 275 .

                  يقول العلامة الحلي : ((...اتفقت الأمة بعد ذلك على أن نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على شخص بأنه الإمام طريق إلى كونه إماما، وكذلك الإمام إذا نص على إنسان بعينه على أنه إمام بعده، ثم اختلفوا في أنه هل غير النص طريق إليها أم لا، فقالت الإمامية: لا طريق إليها إلا النص بقول النبي صلى الله عليه وآله أو الإمام المعلومة إقامته بالنص، أو بخلق المعجز على يده، وقال جماعة من المعتزلة والزيدية الصالحية (1) والبترية (2) وأصحاب الحديث والخوارج: ......)) كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٤٤


                  يقول العلامة الحلي ( الامام يجب أن يكون منصوصاً عليه ، لأن العصمة من الأمور الباطنة التي لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، فلابدّ من نصّ من يعلم عصمته عليه أو ظهور معجزة على يده تدل على صدقه » الباب الحادي عشر : 48

                  ـ قال الشيخ المقداد السيوري(وقال أقول: هذه إشارة إلى طريق تعيين الإمام، وقد حصل الاجماع على أن التنصيص من الله ورسوله أوإمام سابق سبب مستقل في تعيين الإمام (عليه السلام)، وإنما الخلاف في أنه هل يحصل تعيينه بسبب غير النص أم لا، فمنع أصحابنا الإمامة من ذلك مطلقا وقالوا لا طريق إلا النص، لأنا قد بينا أن العصمة شرط في الإمامة، والعصمة أمر خفي لا اطلاع عليه لأحد إلا الله فلا يحصل حينئذ العلم بها، في أي شخص هي، إلا بإعلام عالم الغيب وذلك يحصل بأمرين: أحدهما: إعلامه بمعصوم كالنبي (صلى الله عليه وآله) فيخبرنا بعصمة الإمام (عليه السلام) وتعيينه. وثانيهما: إظهار المعجزة على يده الدالة على صدقه في ادعائه الإمامة....)) شرح ب الباب الحادي عشر ص 94 ـ.95


                  ـ يقول الشيخ المظفر : (باب 29 ـ "عقيدتنا في أنّ الاِمامة بالنص" نعتقد: أنّ الاِمامة كالنبوّة؛ لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان رسوله، أو لسان الامام المنصوب بالنص إذا أراد أن ينص على الامام من بعده. ...) الشيخ محمد رضا المظفر كتاب عقائد الامامية ص 103.
                  وقال ايضا : (...فلذلك نقول: إنّ الامامة لا تكون إلاّ بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الاِمام الذي قبله...)الشيخ محمد رضا المظفر كتاب عقائد الامامية ص 86.
                  Last edited by نجمة الجدي; 10-11-2011, 08:45.
                  قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

                  Comment

                  • آريوس المصلح
                    عضو نشيط
                    • 12-02-2011
                    • 137

                    #10
                    رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    وكل عام وأنت بخير
                    لقد علمت بمداخلتك الان وسوف اطلع عليها ويأتيك الرد في أقرب فرصة أن شاء الله تعالى.
                    [frame="3 98"]
                    [/frame]

                    Comment

                    • آريوس المصلح
                      عضو نشيط
                      • 12-02-2011
                      • 137

                      #11
                      رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      وكل عام وأنت بخير
                      لقد علمت بمدخلتك الان وسف اطلع عليها ويأتيك الرد في أقرب فرصة أن شاء الله تعالى.
                      [frame="3 98"]
                      [/frame]

                      Comment

                      • آريوس المصلح
                        عضو نشيط
                        • 12-02-2011
                        • 137

                        #12
                        رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
                        يغلب على محاورنا [السيد] أنه قليل التركيز على ما طرحناه له كجواب، ويسهب كثيراً في طرح أمور بعيدة عن نقطة البحث، فكأنه يريد أن يطرح ما عنده في عدة مداخلات ويفرغ ما بجعبته، وهذا في الحقيقة يشوش الحوار ويجعل القارئ والمتابع يبحث عن الفكرة في كوم من المواضيع والأفكار الغير مترابطة.
                        فأرجو أن يكون رد محاوري استدلالياً فيما أطرحه له إما أن يرده وإما أن يقبله، ثم بعد ذلك تتسلسل المواضيع إن شاء الله .. مع كامل احترامي للضيف السيد.
                        ونأتي الآن على النقاط الأساسية التي فيها رد أو استدلال:


                        قال:
                        [المقدمة الأولى : لا يوجد أي تعليق بسبب أننا متفقون على أن لليماني تلك الخصوصية التي سنأتي عليها إنشاء الله تعالى ولكن نختلف بأمور هي من هو اليماني ومتى يكون زمانه ومن أين يخرج وأسمه وصفاته ودوره في حركة الظهور وهل سيعلن نفسه على أنه اليماني حين يخرج أو لا].


                        أقول:
                        نعم .. أولاً لنتفق على المعالم الأساسية لليماني .. ثم نأتي الى التفاصيل إن شاء الله تعالى.
                        فأنا وأنت الآن اتفقنا على المقدمة الأولى وهي أن راية اليماني تخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وإنها راية هدى بل أهدى الرايات ، ويجب نصرتها، ويحرم خذلانها.


                        قال:
                        [المقدمة الثانية :لا يوجد أدنى دليل على أن المقصود في تلك العناوين المطروحة هو شخص اليماني بل على العكس ففي نفس المصدر الذي ذكر هذا الحديث هناك حديث يبين أن تلك الراية التي سترفع من ولد الحسين هي راية الإمام المهدي ع وإليك الدليل فعن ( أبي جعفر محمد بن علي ، أنه قال : كل خارج منا مقتول فلا تتبعوه إن كان ابني هذا - ووضع يده على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام - فلا تتبعوه حتى تروا ما تعرفون ) وفي حديث أخر ( عن علي بن الحسين عليه السلام ، أنه قال : لا يخرج منا أحد قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ [ طار ] من وكره قبل أن يستوي جناحاه ، فأخذه الصبيان يتلاعبون به .) شرح الأخبار - القاضي النعمان المغربي - ج 3 - ص 356 – 357 وهذا النص يبين].


                        أقول:
                        بل الروايات التي في المقدمة الثانية تحتم أن يكون المقصود منها هو اليماني الموعود، بعد أن تسالمنا على المقدمة الأولى والتي تقول بأن اليماني مأمور بطاعته ونصرته ومنهي عن خذلانه، وأنه صاحب راية هدى بل أهدى الرايات.
                        فكيف يكون اليماني مأموراً بنصرته وهو صاحب راية، ونجد روايات تنص أو تشير الى عدم جواز اتباع أي راية إلا راية حسينية.
                        إذن لابد أن تكون هذه الراية الحسينية هي راية اليماني الموعود، لأننا لو قلنا بأن اليماني ليس حسيني لحرم اتباعه، لأن الرواية حصرت الاتباع بالراية الحسينية.
                        إذن فاليماني حسيني جزماً، وفرض أي رأي آخر لا يسلم من التناقض مع الروايات.
                        أما الإشكال بالروايات التي تنصح أو تمنع من اتباع الخارجين قبل القائم (ع)، فهذا الإشكال لا يأتي هنا في موضوع اليماني، لأن راية اليماني هي راية الإمام المهدي (ع)، لأنها بأمره وإرشاده، بل اليماني هو قائم أيضاً، لأن صفة القائم ليس منحصرة بالحجة بن الحسن (ع)، وتدل على ذلك روايات ربما يأتي ذكرها في مستقبل الحوار.
                        ويؤكد ذلك ما روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : [كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل] الكافي ج 8 ص 295.
                        فلو كانت راية اليماني ليس هي راية القائم (ع)، لكان اليماني طاغوت يعبد من دون الله، والتالي باطل فالأول مثله، لأننا اتفقنا على المقدمة الأولى والتي تقول بأن اليماني صاحب راية قبل قيام الحجة بن الحسن (ع) ورايته موصوفة بأنها أهدى الرايات، ومأمور باتباعها، يعني أن اتباعها طاعة لله تعالى، بل لا يجوز طاعة أو اتباع غيرها.
                        إذن فلا مناص من القول بأن راية اليماني هي راية القائم (ع).
                        وبذلك يتبين صحة المقدمة الثانية في ردي الأول، والتي تقول بأن راية اليماني هي الراية الحسينية التي منع أهل البيت (ع) اتباع أي راية غيرها، ويتبين أيضاً أن إشكال محاوري على مقدمتي الثانية مردود.


                        وقال:
                        [ثانيا : يطرح الزمن الذي يسمح به الإمام للتحرك الثوري الشيعي ويحدد ذلك الزمن مستندا على خلفية معرفية كانت لدى المستمعين (فلا تتبعوه حتى تروا ما تعرفون) ومؤكد ما تعرفون ليس موضوع السيد أحمد الحسن كون الحديث الأخر يبين ذلك الوقت وهو خروج القائم ع لنقرأ بدقة النص (لا يخرج منا أحد قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ [ طار ] من وكره قبل أن يستوي جناحاه ، فأخذه الصبيان يتلاعبون به .) أي أن الحد الفاصل بين ذلك التحرك المقبول في نظر الإمام ع وبين التحرك الطائش والفوضوي والذي لا يحقق الأهداف المهدوية هو خروج القائم ع].


                        أقول:
                        من أين تأكد محاوري بأن قولهم (ع): [ما تعرفون]، لا يخص موضوع السيد أحمد الحسن (ع) ؟!
                        فمستنده هو الرواية التي تبين أن أي خارج يخرج على الظالمين يكون مصيره القتل، وهو كفرخ طار من عشه قبل أن يستوي جناحاه ... وقد تبين مما تقدم أن هذا الكلام لا يأتي في موضوع اليماني لأن رايته هي راية القائم (ع).
                        إذن الرواية التي بنى الأخ السيد إشكاله عليها خارجة تخصصاً عن موضوعنا [اليماني].
                        وأرجو أن يكون حوارنا الآن تأصيلي، ومن ثم نأتي الى انطباق شخصية اليماني على أي مصداق تنطبق، فسنأتي لاحقاً إن شاء الله الى الكلام عن خصوص دعوة السيد أحمد الحسن (ع) وشخصه، بعد أن نفرغ من التأصيل.


                        قال:
                        [فإذا على ضوء هذه المعطيات فأن حركة اليماني ينبغي أن تكون مع خروج القائم ع أو زمنها في نفس المحيط الزمني الخاص بالظهور الشريف].


                        أقول:
                        تبين أن تلك المعطيات غير صحيحة، وإذا كانت المعطيات غير صحيحة تكون النتيجة خاطئة حتماً.
                        ثم إن على كلامك تكون راية اليماني راية ضلال، لأنها قبل قيام القائم (ع).
                        وأما قولك: [أو زمنها في نفس المحيط الزمني الخاص بالظهور الشريف].
                        فيرد عليه أنه مجرد تحكم لا دليل عليه، وأنا أعلم أن الذي ألجأك الى ذلك، لأنك عرفت أن كلامك يعني النهي عن اتباع اليماني، لأنه يظهر ويقوم قبل قيام الإمام المهدي (ع)، وهو مأمور باتباعه، فجئت بالترديد؛ أي يجب أن يكون اليماني مع خروج القائم (ع) أو زمن ظهور القائم (ع).
                        في حين أن خروج اليماني في زمن الظهور أو القيام الشريف، لا يخلو إما أن يكون قبل قيام الإمام المهدي (ع) أو معه أو بعده، والأخير واضح البطلان، والثاني منصوص على خلافه؛ إذ الروايات جلية في خروج اليماني قبل خروج أو قيام الإمام المهدي (ع)، فيتعين الأول؛ وهو أن اليماني يظهر ويقوم قبل قيام الإمام المهدي (ع).
                        فيكون تفسيرك يعني أن راية اليماني راية ضلال لا محالة، وهو خلاف الثابت الصحيح.
                        فقيام القائم (ع) بمكة معروف، وقد حددته الروايات باليوم العاشر من محرم، إذن على كلامك كل راية تظهر قبل العاشر من محرم الذي يقوم فيه القائم (ع) تكون راية ضلال، كما تنص الرواية الآتية أيضاً:
                        [كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل].
                        فلو قلنا إن راية اليماني ليست هي راية القائم (ع) لأصبحت راية ضلال، وصاحبها طاغوت يعبد من دون الله تعالى، والتالي باطل فالأول مثله.
                        إذن لا مندوحة عن القول بأن راية اليماني هي راية القائم (ع)، وهو المطلوب.


                        قال:
                        [فأن الراية التي ترفع من ولد الحسين لابد أن تكون راية القائم ع بقرينتين القرينة الأولى قوله في الحديث الأول فأن( بها الأمر) وهي كناية عن الأمر الإلهي الذي يمثل أحد أهم مقومات العرض التأريخي في القرآن الكريم ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نمر عليها مرور الكرام أما القرينة الثانية فيعرضها الحديث الثاني وهي (العهد ، والراية والسلاح ،) وسنمر عليها جميعا بشيء من التأمل].


                        أقول:
                        تبين مما سبق أن الراية الحسينية الممهدة هي راية اليماني حصراً، وسيأتي الكلام عن معنى [الأمر] إن شاء الله تعالى.


                        قال:
                        [سأتجاوز عن مناقشة النتائج التي بنيت على المقدمة الأولى والثانية وكذلك المقدمة الثالثة التي لا أدري من أين أستنتج الأخ المحاور تلك النتائج ، لأنها وفق الطرح المتقدم تحتاج إلى أعادة نظر وبناء فكري يستند على نصوص تدعمها لأن النصوص المطروحة ليس بها ما يؤكد أن المقصود السيد أحمد بن الحسن كما اتضح من خلال ما تقدم].


                        أقول:
                        لا يا محاوري المحترم .. الرجاء أن تناقش مقدماتي الست واحدة تلو الأخرى حتى يكون حوارنا مثمراً مرتباً لا مشوشاً، وحتى يستفد من يتابعنا ويقرأ حوارنا، فأرجو أن لا تنتقل الى مقدمة إلا بعد مناقشة التي قبلها.
                        وعجبي من قولك أنك لا تدري من أين استنتجت تلك النتائج، مع أني ذكرت لك المقدمات التي استنتجت منها، فكان الأحرى بك أن تبطل المقدمات حتى يتبين بطلان النتائج، فالنتائج متقومة بمقدماتها إن صحت المقدمات صحت النتائج، وإن بطلت المقدمات بطلت النتائج، فأرجو أن يكون الحوار واضحاً لا مصادرة فيه .. وفقك الله.
                        نعم طرحي ربما يكون جديداً عليك .. واعلم أن هناك نصوصاً أخرى تدعم ما ذكرت لك .. وستأتي إن شاء الله تعالى.


                        قال:
                        [الثالث : خصوصية القيادة الربانية وتفردها بالقرار .
                        ومنها قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ 59 النساء فهذه مادة (أمر) وصيغها ، فإذا كانت هناك راية بها الأمر فهذا يعني وفق المعطيات القرآنية والأحاديث الشريفة إنها تعني حلول تلك الأزمنة التي تحدثت عنها النصوص وهي أزمنة العذاب الإلهي على الأقوام الأمم الجائرة وتعني النصر والهيمنة وتعني التغيرات النوعية في مسيرة الأمة وغيرها الكثير].


                        أقول:
                        نعم [الأمر] هنا يعني القيادة والحجية على الناس، ولو رجعت الى روايات أهل البيت (ع) لعلمت أن معنى [الأمر] إما يراد منه الإمامة مطلقاً أي ما يشمل جميع الأئمة (ع)، وإما أن يراد منه خصوص أمر القائم (ع) وما يمثله.
                        والراية الحسينية التي فيها الأمر – أي أمر القائم (ع) – هي راية اليماني الموعود، كما تقدم بيانه.


                        قال:
                        [الراية : سبق أن تحدثنا على أن هذه الراية سيكون فيها الأمر وبينا معنى الأمر على ضوء وروده في القرآن الكريم والآن سنبين ذلك من الحديث الذي ورد عن المعصوم ع وخشية الإطالة سنبين ذلك عبر حديثين فعن (أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله قال:كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله’فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشيها بحداجة من استبرق ، ويركب فرساً أدهم بين عينيه شمراخ ، فينتفض به انتفاضة لايبقي أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله ’عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلى شئ أبداً إلا هتكه الله ، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ) كامل الزيارات/119، فلنتأمل صفات هذه الراية وهي أن ساقها من عمود العرش وأن سائرها من نصر الله وأنظر إلى ما تصنعه من إنعكاسات ذاتية وتغيرات نوعية في توجهات المؤمن وذلك أن الإمام ع إذا هزها يتحول قلب المؤمن إلى زبر الحديد فهل يا ترى هذه الراية عند السيد أحمد الحسن ؟].



                        أقول:
                        أولاً:
                        اعلم أن نشر هذه الراية هو في الحرب، أي عند القيام المسلح الذي يلحقه التمكين، كما تشير إليه الرواية التي ذكرتها أنت وروايات أخرى.
                        وتشير الروايات الى أن هذه الراية أو من يمثلها ترفع قبل قيام الإمام المهدي الحجة بن الحسن (ع)، كما في الرواية الآتية:
                        عن أمير المؤمنين  في حديث طويل: (... وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القناة بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد، تظهر بالمشرق، وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم. فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني يستبقان كأنهما فرسي رهان...) بحار الأنوار: ج52 ص274.
                        فهذه الراية المشرقية هي نفس أو مثيل الراية المغلبة، وأيضا يسير الرعب أمامها شهراً، ولها صفات إعجازية لا توجد في غيرها، وهكذا راية لا يمكن أن تكون غير راية اليماني، لأنه تقدم بيان أن أي راية غير راية اليماني مذمومة ومنهي عن اتباعها، فكيف تكون بهذه الصفات والهبات الربانية ؟!
                        ثانياً:
                        اعلم أيضاً أن الراية هي كناية عن شعار ومنهج من يرفعها، وراية جميع الأنبياء والمرسلين والأئمة وأتباعهم هي [البيعة لله]؛ [حاكمية الله]، وهذه الراية والشعار المقدس تجده في القرآن والسنة كنار على علم.
                        وراية رسول الله [حاكمية الله تعالى] انفرد بها في هذا الزمان السيد أحمد الحسن (ع) من بين جميع الرايات التي دانت بـ [حاكمية الناس].
                        فالمسألة ليس مجرد قطعة قماش ترفع، بل الجوهر هو الغاية والهدف السامي الذي تمثله الراية المرفوعة، كما أن القرآن ليس بحبره وقرطاسه، بل بالمعاني والأسرار التي سطرت بالحبر على القرطاس.
                        والراية في مرحلة التبليغ والدعوة واثبات الحق تتمثل بالهدى والحق والمنهج، وبعد إتمام الحجة وبيان الحق، وطغيان رموز الباطل كالسفياني وأمثاله، ترفع الراية الموصوفة للحرب لتكن شعاراً يقاتل تحته أهل الحق، وتتنزل عليها الملائكة والمدد الإلهي والنصر الموعود الى غير ذلك من الأسرار الإلهية لتلك الراية التي ربما نجعل أبسط ما جاء في وصفها.


                        قال:
                        [و(عن أبي بصير: قال أبو عبد الله: لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة قلت: وكم الحلقة ؟ قال: عشرة آلاف ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، ثم يهز الراية ويسير بها ، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله’نزل بها جبرئيل يوم بدر . ثم قال: يا أبا محمد وما هي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير ، قلت: فمن أي شئ هي ؟ قال: من ورق الجنة ، نشرها رسول الله’يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي لم تزل عند علي حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين ففتح الله عليه ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم ، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها ، ويسير الرعب قدامها شهراً ووراءها شهراً وعن يمينها شهراً وعن يسارها شهراً ) فتأمل بهوية هذه الراية وإنها تمثل الثقل السماوي في حركة الظهور الشريف والرواية تشير إلى انه لا يوجد أحد يمتلكها وينشرها إلا القائم ع وهو الإمام المهدي أي أن الأئمة المعصومون لا ينشرونها بعد الإمام علي ع حتى يحين ظهور القائم ع إلا إذا كان لديكم رأي وهو أن القائم ع ربما هو السيد احمد بن الحسن فتأمل].


                        أقول:
                        نعم تبين مما سبق أن هذه الراية ترفع قبل قيام الحجة بن الحسن (ع) بمكة، وأنها الراية المشرقية الحسينية اليمانية، واليماني أيضاً قائم من قوام أهل البيت (ع)، وهذا من الأسرار الإلهية التي لم يلتفت إليها أحد حتى جاء صاحبها، فقد تقدم بيان أن كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت، وأن راية اليماني ترفع قبل قيام القائم (ع) وهي منصوص على هدايتها، إذن فراية اليماني هي راية القائم (ع)، لأنها تمثل مقدمة دولة العدل الإلهي بقيادة الحجة محمد بن الحسن (ع).
                        واعلم بأن كون الراية الغالبة من الجنة وأن عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله، لا يعني بأنها تكون بمظهر اعجازي خارج عن قوانين العالم المادي، بل قد تكون إذا نظر الناظر اليها لا يخالها شيئاً ملفتاً للأنظار، ولكن حقيقتها أنها موضع تجلي عرش الله وقهره وقوته ونصره، كما أن الناظر الغافل الى القرآن لا يراه سوى حبر على قرطاس، ولكن شيء من حقيقة القرآن يخبرنا بها القرآن نفسه، بقوله تعالى:
                        [وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى ...] الرعد:31.
                        نعم هذا شيء من أسرار القرآن الكريم، الذي سيكون إن شاء الله تعالى في زمن بقية الله، فتسير به الجبال وتقطع به الأرض.
                        واعلم أن الحقائق الملكوتية تختلف عن العالم المادي، وهي تكون على نحو التجلي في العالم المادي، فعمود عرش الله تعالى نحن نجهل حقيقته، أنه سيتجلى في عمود راية القائم بأسراره وتأثيره المعنوي، لا المادي المحض.
                        وكذلك ورق الجنة .. وغير ذلك مما تصرح به الروايات، فورق الجنة ليس ورقاً مادياً كما هو في عالم الحياة الدنيا .. والله العالم بحقائق هذه الأمور الواردة في الروايات التي لها أهلها تفسيراً وتأويلاً.


                        قال:
                        [المرتكز الثاني : العهد : ربما ظن البعض أن العهد هو الوصية التي تعتبر أحد أهم مقومات دعوة السيد أحمد الحسن والتي سنأتي عليها أن شاء الله لنقف عندها فما هو العهد في لغة أهل البيت ع ؟ .
                        لا شك ان العهد كما يتضح من بعض النصوص هو احد أهم الإسرار التي يحملها المعصوم ع وهو الآن عند الإمام الحجة ع بصفته إمام الزمان ففي الكافي:4/184 ، (عن بكير بن أعين قال ، سألت أبا عبد الله: لأي علة وضع الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره ، ولأي علة يقبل ، ولأي علة أخرج من الجنة ؟ ولأي علة وضع الميثاق والعهد فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك ، تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري فيه لعجب ؟ ......].


                        أقول:
                        العهد في هذه الرواية هو العهد المأخوذ من الناس في عالم الذر، وهو ليس موضوعنا، لأن موضوعنا هو [عهد رسول الله (ص)]، فالعهد هنا معرف بالإضافة، فيخرج عن مطلق العهد، ويتعين بـ [عهد رسول الله (ص)]، وسيتبين ما هو عهد رسول الله (ص).


                        قال:
                        [وفي رواية أخرى تبين أن العهد يدخل في حل بعض الإشكاليات التي تواجه الإمام عليه السلام في حركته فعن الإمام الصادق عليه السلام قال( يقبل القائم حتى يبلغ السوق ، فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم ، فبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أو بماذا ؟ قال وليس في الناس رجل أشد منه بأسا ، فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : لتسكتن أو لأضربن عنقك . فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله " البحار ج 52 ص 387].


                        أقول:
                        الأظهر في هذه الرواية أن العهد هو الوصية، ولكن هل هي الوصية النازلة من السماء والتي تبين تكليف كل إمام وما يصنع .. أم هي خصوص وصية رسول الله (ص) التي أوصى بها ليلة وفاته ؟ هذا مما لا أريد أن أجزم به الآن.
                        المهم أنها تعني وصية وبيان تكليف من رسول الله (ص) للإمام المهدي (ع)، فحتى لو كانت شيئاً ثالثاً .. فهي لا تخرج عن معنى الوصية.


                        قال:
                        [وهناك روايات قريبة من هذا المعنى منها وصيته لأنصاره في بدية التحرك (ولا يشربوا الخمر ولا يخونوا أمانة ولا يخلفوا العهد ولايحبسوا طعاماً من بر)].


                        أقول:
                        وفقك الله .. ليس كل كلمة [عهد] فهي تعني الوصية، فهنا العهد بمعنى الأمر المتعاهد عليه بين طرفين، فيجب الوفاء به، وعدم الإخلال به، فهذه عدة أمور يأخذها القائم (ع) على أنصاره أن لا يخالفوها، فتدبر.


                        قال:
                        [ولعل أمير المؤمنين في أحدى خطله يشير على أهمية ذلك العهد الذي وصفه بشخصه الكريم حيث يقول (أنا فخار الأفخر أنا الصديق الأكبر أنا الطريق الأقوام أنا الفاروق الأعظم أنا زهرة النور أنا حكمة الأمور أنا الشاهد المشهود أنا العهد المعهود أنا بصيرة البصائر أنا ذخيرة الذخاير أنا عصام العصمة أنا حكمة الحكمة ) إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج 2 - ص 190 – 191].


                        أقول:
                        أيضاً هنا [العهد] ليس من موضوعنا، ولعله أيضاً نفس العهد المأخوذ على الناس في عالم الذر بولاية علي بن أبي طالب (ع)، وكلامنا الآن عن [عهد رسول الله (ص)] كما نصت الرواية:
                        عن الباقر (ع) قال: (... إياك وشذاذ من آل محمد (ع)، فأن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم أحداً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين (ع)، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك...) إلزام الناصب: ص296.
                        فأرجو أن لا ننجر الى خارج موضوعنا فتضيع الثمرة.


                        قال:
                        [والدليل الأخر هو الرواية التي استشهدت بها فكيف يكون العهد عند الإمام زين العابدين ثم ينتقل إلى الإمام الباقر ثم ينوه الإمام لان الحديث صدر في عصره إلى أن الله تعالى يفعل ما يريد أي استمرارية وجود هذا العهد عند كل إمام يقوم بدور الإمامة وإلا فأن الإمام الباقر ع كان في عصر أبيه ولكن لم يكن معه العهد إلا حينما أصبح من ترجع إليه الناس في أمور دينها ودنياها أي بعد وفاة الإمام زين العابدين ع].


                        أقول:
                        لا يخفى أن الدليل يجب أن يكون محكماً، وما ادعيته دليلاً ليس له علاقة بكلامنا أصلاً، فالإمام الباقر (ع) يبين أن عهد رسول الله (ص) – أي وصيته – من المواريث، فعندما يموت الإمام السابق يسلمها – الوصية – الى الإمام اللاحق، وهذا لا يعني أن الإمام اللاحق في حياة السابق ليس صاحب وصية وعهد، فكل المذكورين في العهد هم أصحاب عهد، ولكن لا يكون إماماً وحجة على نحو الاستقلال إلا بعد وفاة الإمام الذي قبله، فالحسن والحسن (ع) أصحاب عهد ووصية رسول الله (ص) في حياة الإمام علي (ع)، كما في الرواية الآتية:
                        الكافي ج 1 ص 291 – 292:
                        عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : [إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام ، فغضب أبو جعفر عليه السلام ، ثم قال : أفلا قلت له ؟ قال قلت : لا والله ما دريت ما أقول ، قال : أفلا قلت له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلى علي والحسن والحسين فلما مضى علي عليه السلام أوصى إلى الحسن والحسين ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له : نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك ، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال : أنا وصي مثلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أبي ولم يكن ليفعل ذلك ، قال الله عز وجل : " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض " هي فينا وفي أبنائنا].
                        وتمويه الإمام الصادق (ع) لا يريد منه أن العهد لا يكون عند الإمام بعده إلا بعد موته، بل هذا التمويه والتستر نجده عند الأئمة في مناسبات كثيرة، للحفاظ على أوصيائهم وغير ذلك من الغايات، فنجدهم يتحفظون عن بيان أوصيائهم في كل مناسبة ... وفي نفس الوقت نجدهم يصرحون للخاصة وعندما يرون اقتضاء المصلحة ذلك.
                        ومسألة إمكان كون بعض المواريث عن الوصي في حياة من قبله مسألة ممكنة، ففي حديث الفيض بن المختار مع الصادق (ع) جاء:
                        [... فقال أبو عبد الله عليه السلام : يا فيض ان رسول الله صلى الله عليه وآله أفضيت إليه صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ، واتمن عليها علي الحسن عليه السلام ، واتمن عليها الحسن الحسين عليه السلام واتمن عليها الحسين علي بن الحسين ، واتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي ، واتمنني عليها أبي ، وكانت عندي ، ولقد اتمنت عليها ابني هذا على حداثته وهي عنده ...] اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 643.
                        فهذا الإمام الكاظم (ع) عنده صحف إبراهيم وموسى (ع) في حياة أبيه الصادق (ع)، ثم إن المقصود من [معه عهد رسول الله (ص)]؛ أي يكون صاحب الوصية ومنصوص عليه فيها.
                        ومن يرجع الى روايات أهل البيت (ع) يعلم يقيناً أن [العهد] هو الوصية، فالوصية قسمان؛ وصية تمليكية، ووصية عهدية، والتمليكية هي تملك عين أو مال، والعهدية هي أن يوصي صاحب العهد والمسؤولية الى فلان بأن تكون له الولاية على ما كان يديره أو يدبره، وكلامنا الآن عن وصية رسول الله (ص) العهدية، أي عهد إمامة الأمة من بعده، والتي كان يمارسها رسول الله (ص).
                        وقد أكد أهل البيت (ع) في روايات عديدة على أن هذه الولاية إنما هي بعهد معهود من رسول الله (ص) الى رجال مسمين بأسمائهم:
                        الكافي ج 1 ص 277 – 278:
                        عن عمرو بن الأشعث قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : [أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد ؟ ! لا والله ولكن عهد من الله ورسوله صلى الله عليه وآله لرجل فرجل حتى ينتهي الامر إلى صاحبه].
                        لاحظ قوله (ص): [لا والله ولكن عهد من الله ورسوله صلى الله عليه وآله لرجل فرجل ...]، فهو واضح بصورة لا ينبغي النقاش فيها بأن [العهد] هو [الوصية]، والرواية الآتية تؤكد الأمر أكثر، وتبين أن الوصية هي [الأمانة] في قوله تعالى:
                        [إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً] النساء: 58.
                        الغيبة للنعماني ص 59 – 60:
                        عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به"، قال : " هي الوصية ، يدفعها الرجل منا إلى الرجل".
                        وهي تدل على أن الوصية عبارة عن عهد موجود عند الأئمة يتوارثه خلف عن سلف، أي وثيقة من رسول الله (ص) منصوص فيها على الأئمة (ع).
                        والرواية الآتية ربما تكون أكثر وضوحاً:
                        بصائر الدرجات ص 200 – 201:
                        عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [الإمام يعرف بثلث خصال انه أولى الناس بالذي كان قبله و عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده الوصية وهو الذي قال الله تعالى: "ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها" ...].
                        إذن فالعهد هو الوصية، وليس العهد في عالم الذر ولا غيره.
                        ولو تدبرت وصية رسول الله (ص) عند وفاته والتي تنص على الأئمة والمهديين (ع)، لوجدتها هي الموصوفة بالروايات السابقة، لأنها الوصية التي تأمر كل إمام عند وفاته أن يسلم الأمانة والإمامة والوصية ... الى الذي يليه.


                        قال:
                        [المرتكز الثالث : السلاح : لاشك إن سلاح النبي ع هو كناية عن ذلك الإرث الذي سيخرجه الإمام ع ليبرهن للناس على ذلك التواصل بينه وبين جده وسول الله فعن ( الصادق: علمنا غابرٌ ومزبورٌ ونَكْتٌ في القلوب ونَقْرٌ في الأسماع . وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة . وإن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه . فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر فالعلم بما يكون ، وأما المزبور: فالعلم بما كان ، وأما النكت في القلوب فهو الإلهام والنقر في الأسماع: حديث الملائكة ، نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم ، وأما الجفر الأحمر: فوعاء فيه سلاح رسول الله’، ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت وأما الجفر الأبيض: فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الأولى ، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من حادث ، وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة . وأما الجامعة: فهي كتاب طوله سبعون ذراعاً أملاه رسول الله’من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب بيده، فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة ، حتى أن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة . ) أنظر إلى كلمة ( ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت ) فكيف تزعم أن ذلك السلاح من مختصات اليماني وأنت تبرهن على أن ذلك الشخص من ولد الحسين هو اليماني لأنه يمتلك الراية والسلاح والعهد وهي كما يبين الحديث أنها من مختصات قائم أهل البيت ع وهل لدى السيد أحمد كل ذلك الإرث الذي يوضحه الإمام ع من الجفر الاحمر والأبيض ومصحف فاطمة والجامعة بخط أمير المؤمنين وإذا كان كذلك فنحن لا نطالب بمعجزة ولكن ليخرج شيء من ذلك الإرث على وسائل الإعلام حتى نعرف أن الظهور بدأ فعلا .فالسلاح على ما يبدو ليس سيفا وان كانت بعض الروايات تشير إلى وجود سيف رسول إلله وعمامته ولكن السلاح هنا لا يعني ذلك السيف بل يعني ذلك العمق من الأسرار الذي عبر عنه الإمام ع ( أما الجفر الأحمر فوعاء في سلاح رسول الله )].


                        أقول:
                        نحن لا ننكر السلاح المادي بالمرة، ولكنه لا يظهر لعامة الناس حتى قيام القائم (ع) كما تصرح الرواية التي ذكرتها أنت – هذا إن قلنا أنه يظهر كسلاح مادي -، أي انه يظهر عند القيام المسلح، بل حتى أهل البيت (ع) تحفظوا على هذا السلاح ولم يظهروه ربما إلا نادراً، مع أنهم كثيراً ما يصرحون أنه سلاح رسول الله (ص) عندهم.
                        فالكلام عن السلاح هو كالكلام عن [راية رسول الله (ص)]، حيث أنها لا ترفع بمادتها إلا عند الحرب عندما يقوم القائم (ع)، ولكنها قبل ذلك مجسدة بالمنهج والهدى والسيرة [حاكمية الله]، كدعوة إلهية تدك وتدمغ رايات [حاكمية الناس]، لتقام الحجة على الناس قبل العذاب بسيف ابن فاطمة والمثلات.
                        فتعرف الراية الفكرية – إن صح التعبير – بهدايتها واستقامتها ومنهجها المستمد من القرآن والسنة المطهرة ودعوات الأنبياء والمرسلين (ع)، وتعرف الراية المادية عندما ترفع للحرب بنصرها وظفرها والرعب الذي تبثه في قلوب المنحرفين والتأييد الذي تفيضه على المؤمنين، وغير ذلك من أسرارها الربانية.
                        وسلاح رسول الله (ص)، في حال الدعوة وإقامة الحجة ودحض باطل رايات الضلال سواء الدينية أو السياسية، متجسد بالعلم الإلهي الذي يدمغ كل انحراف وبدعة وتحريف للدين، وبعد إقامة الحجة والتبليغ يظهر السلاح المادي كيفما أراد الله تعالى عند القيام المبارك.
                        فسلاح رسول الله (ص) هو الإرث العلمي الإلهي، ولذلك نجد أهل البيت (ع) قد أكدوا على أن السلاح المادي والعلم متلازمان لا يفارق أحدهما الآخر، فحيثما وجد السلاح وجد العلم، وحيثما وجد العلم وجد السلاح:
                        الكافي ج 1 ص 238:
                        عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل ، حيثما دار التابوت دار الملك ، فأينما دار السلاح فينا دار العلم .
                        عن صفوان ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : [كان أبو جعفر عليه السلام يقول إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت أوتوا النبوة، وحيثما دار السلاح فينا فثم الأمر ، قلت : فيكون السلاح مزايلا للعلم ؟ قال : لا].
                        عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : [إنما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك ، وأينما دار السلاح فينا دار العلم].
                        وصرحت بعض الروايات أن سلاح رسول الله (ص) محفوظ في الجفر الأحمر، وأن هذا الجفر لا يفتح إلا للقتال والقتل، ويستفاد من بعض الروايات أنه ليس سلاحاً مادياً فقط، بل هو – أي الجفر الأحمر – علم ومنهج يسير به القائم (ع)، وهو يغاير المنهج الذي سار به أمير المؤمنين (ع)، وهو الجفر الأبيض:
                        الكافي ج 1 ص 240:
                        عن الحسين ابن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت : فأي شئ فيه ؟ قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم عليهم السلام والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش . وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت : وأي شئ في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل ...].
                        بصائر الدرجات ص 172 – 173:
                        عن رفيد مولى أبى هبيرة قال: [قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا بن رسول الله يسير القائم بسيرة على ان أبى طالب في أهل السواد فقال لا يارفيد ان علي بن أبي طالب سار في أهل السواد بما في الجفر الأبيض وان القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر قال فقلت له جعلت فداك وما الجفر الأحمر قال فامر إصبعه إلى حلقه فقال هكذا يعنى الذبح ...].
                        الكافي ج 5 ص 33:
                        عن أبي بكر الحضرمي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : [لسيرة علي ( عليه السلام ) في أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس ، إنه علم أن للقوم دولة فلو سباهم لسبيت شيعته . قلت : فأخبرني عن القائم ( عليه السلام ) يسير بسيرته ؟ قال : لا إن عليا ( صلوات الله عليه ) سار فيهم بالمن للعلم من دولتهم ، وإن القائم عجل الله فرجه يسير فيهم بخلاف تلك السيرة لأنه لا دولة لهم].
                        ومن الروايات المتقدمة يتبين أن الجفر الأحمر الذي فيه سلاح رسول الله (ص)، مملوء علماً يمثل سيرة ومنهج القائم (ع).
                        وهناك روايات أخرى وكلام كثير عن هذا الموضوع أتركه الى مناسبات أخرى تأتي أن شاء الله تعالى في مستقبل الحوار.


                        وقال:
                        [وفي الكافي:1/284 ،( عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله: المتوثب على هذا الأمر المدعي له ، ما الحجة عليه ؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام قال: ثم أقبل علي فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر: أن يكون أولى الناس بمن كان قبله ، ويكون عنده السلاح ، ويكون صاحب الوصية الظاهرة ، التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان ؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان). أنظر كيف يفسر الإمام الوصية الظاهرة بأن العامة بل وحتى الصبيان لو سألت لمن أوصى فلان أي الإمام ع الذي مضى ومات فيقولون لك أوصى إلى فلان بالاسم فهذا معنى الوصية الظاهرة تؤخذ من المعصوم مشافهة لا يبرهن عليها من الإرث الروائي].


                        أقول:
                        بالنسبة الى الوصية الظاهرة – هنا - التي يعلم بها عامة الناس والصبيان، هي وصية الإمام السابق على الإمام اللاحق كما هو واضح من الرواية التي ذكرتها أنت، ونحن كلامنا عن خصوص وصية [عهد] رسول الله (ص) التي أملاها في الليلة التي كانت فيها وفاته وكتبها علي (ع)، وفيها النص على الأئمة والمهديين كأوصياء له (ص).
                        ثم حتى وصية الإمام السابق على اللاحق، لا تكون دائماً ظاهرة هكذا بحيث يعلم بها الصبيان والعامة، لأنه لو التزمنا بذلك كقاعدة عامة لجميع الأئمة والحجج، لنقضنا إمامة الكاظم والهادي والإمام المهدي (ع)، والعياذ بالله، ولنمر عليهم باختصار:
                        فوصية الإمام الصادق (ع) الظاهرة لمن بعده كانت لخمسة:
                        الكافي ج 1 ص 310:
                        عن أبي أيوب النحوي قال : [بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، قال : فلما سلمت عليه رمى بالكتاب إلي وهو يبكي ، فقال لي : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون - ثلاثا - وأين مثل جعفر ؟ ثم قال لي : اكتب قال : فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال : اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه ، قال : فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة واحدهم أبو جعفر المنصور ومحمد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة].
                        الكافي ج 1 ص 310 – 311:
                        عن النضر بن سويد بنحو من هذا إلا أنه ذكر أنه أوصى إلى أبي جعفر المنصور وعبد الله وموسى ومحمد بن جعفر مولى لأبي عبد الله عليه السلام قال : فقال أبو جعفر : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل .
                        فإذا كانت الوصية بالإمام الكاظم (ع) خافية على جميع الدولة وجواسيسها، فكيف تكون معلومة للعامة والصبيان في الأزقة والشوارع ؟!
                        ووصية الإمام الجواد (ع) لابنه الهادي (ع) كانت سرية وخفية إلا لخاصة الخواص، وتجد تفصيل ذلك في كتاب الكافي ج1 ص324 باب النص والإشارة على أبي الحسن الثالث (ع) ح2.
                        فكيف تكون هكذا وصية معلومة لدى عامة الناس والصبيان وخصوصاً في دولة بني العباس ؟!
                        وبالنسبة الى سرية وصية الإمام العسكري (ع) بالإمام المهدي (ع) فبينة، وأن الخبر كان عند الدولة بأن العسكري (ع) توفي ولا عقب له، بل هناك من الشيعة من قال بذلك وضل وهلك.
                        فكيف تكون هكذا وصية معلومة لعامة الناس والصبيان ؟!
                        فيبقى كلام الإمام الصادق (ع) حول الوصية الظاهرة قد يراد منه قضية خارجية، وليس على نحو القضية الحقيقة التي تعني انطباقها على كل مصاديق الإمامة الحاضرة والآتية، ولعله يقصد وصية أبيه الباقر (ع) له.
                        وأؤكد على أن كلامنا عن وصية رسول الله (ص)، فهي الأساس لأن الأوصياء جميعهم أوصياؤه، وإنما ينص السابق على اللاحق من الأئمة لزيادة الحجة وللامتثال للأمر الإلهي بوجوب الوصية عند الموت.


                        قال:
                        [... فإذا كان السيد أحمد الحسن الإمام المفترض الطاعة اليوم ليتصف بتلك الصفات التي طرحت لتحديد الإمام المفترض الطاعة ومنها ( المعجز والدليل) وليس مثلما يقول السيد أحمد أن المعجز لا يبرهن على الإمامة بل هو من مرتكزات الإمامة الحق كما يبين هذا الحديث ...].


                        أقول:
                        السيد أحمد الحسن (ع) جاء بالنص والعلم وراية البيعة لله وحاكمية الله، وشهد له ملكوت الله تعالى، وأكرمه الله تعالى بالكرامات، واعلم أن النص هو الأصل لجميع ذلك، أما الإعجاز فهو لا تتوقف عليه حقانية الإمامة، فإن أذن الله تكون معجزة أو كرامة، وإن لم يأذن لا تكون معجزة، وعدمها لا يعني أن صاحب الدعوة ليس حقاً.
                        وهذه حقيقة قرآنية لا تخفى على المطلع، فالأنبياء (ع) لم يأتِ جميعهم بمعاجز، وحتى الذين أتوا بمعاجز فمنهم من تأخرت معجزته سنين عديدة بل منهم من تأخرت عشرات السنين، فهل النبي في هذه الفترة التي لم يأتِ بمعجزة ليس له حجة على الناس، وأن الناس لا تحاسب على تكذيبها حتى تأتيهم المعجزة ؟!
                        الكلام في هذا الموضوع طويل، فإن لم تتنازل عن كلامك آتيك بالآيات القرآنية والشواهد الروائية وقصص الأنبياء التي تؤيد كلامي.
                        فتبقى الرواية التي جئت بها مقيدة وليست مطلقة.


                        وقال:
                        [أتضح أن تلك المقدمات والنتائج التي بنيت عليها تحتاج إلى إعادة نظر وليس فيها أي شيء يثبت دعوى السيد أحمد حسن من كونه هو اليماني].


                        أقول:
                        بل اتضح بأنك لم تناقش إلا المقدمة الثانية، وقد بان أن جميع إشكالاتك مردودة بكل يسر وسهولة، بل أكثرها لا علاقة له بموضوعنا، وفقك الله.


                        قال:
                        [وعلى ضوء ذلك إن اليماني يخرج متزامنا مع الإمام ع او قبله بفترة زمنية قليلة جدا وسنبحث ذلك في موضوع زمن ظهور اليماني إن شاء. الله تعالى].


                        أقول:
                        تبين أن اليماني – على فهمكم - إن ظهر قبل القائم (ع) فسيكون راية ضلال، حتى لو كان قبله بعدة أشهر، وسيأتي إثبات أن اليماني يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع) بفترة طويلة وليست قصيرة.


                        قال:
                        [ملاحظة ( لم تناقش المقدمة الرابعة والخامسة والسادسة لأن موضوعها يختلف عن موضوع اليماني وستناقش فيما بعد ان شاء الله تعالى)].


                        أقول:
                        أرجو أن يكون نقاشنا مرتباً حسب المقدمات التي سقتها اليك وأن لا ننتقل من مقدمة إلا بعد تحريرها، لنصل الى ثمرة إن شاء الله تعالى، ونحن الآن قد اتفقنا على المقدمة الأولى، واختلفنا في المقدمة الثانية، فأرجو أن تكمل النقاش فيها.
                        وفقكم الله وسدد خطاكم.
                        والحمد لله رب العالمين.
                        [frame="3 98"]
                        [/frame]

                        Comment

                        • السيد
                          عضو جديد
                          • 01-11-2011
                          • 22

                          #13
                          رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                          بسمه تعالى .
                          رسالة من السيد رقم (3)
                          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله الميامين .
                          السلام على بقية الله في أرضه وحجته على عباده .
                          أرجو ان يتبعد الحوار عن الطابع الشخصي والتكهنات فانت لا تعلم ما بجعبتي ولا أنا أعلم ما بجعبتك من معلومات كما إنني والحمد لله لم أخرج عن الموضوع بكلمة واحدة ولست هنا للتبجح العلمي بقدر معرفة الحقيقة وربما لم تستطيع أن تقرأ المداخلة بشكل مركز لذلك ظننت أنني خرجت عن الموضوع ولذلك سأقسم المداخلات التي طرحتها على شكل مواضيع لكي تعرف أنني لم أخرج عن الموضوع مطلقا لانك وفق ما طرحت لم تأتي بأي شيء جديد على تلك المقدمات التي سقتها في المداخلة التي سبقت .
                          هناك ثلاث مواضيع تخص اليماني الاول( زمن ظهوره) الثاني( المكان الذي يخرج منه) والثالث( دعوته ونسبه )ولهذا سنبدأ بزمن ظهوره .
                          زمن ظهور اليماني.
                          هناك سؤال مهم ينبغي ان يبحث بدقة وهو متى يظهر اليماني؟

                          ومن اجل أن تعم الفائدة ونعرف الحقيقة سنبقى في موضوع اليماني ولكن سأبدأ في زمن خروج اليماني فقد تفضلت وقلت ان خروجه قبل ظهور الإمام المهدي ع وكما هو معلوم فان (قبل الظهور) لا تدل على زمن معين فمئة سنة هي قبل الظهور ومئة يوم كذلك ومئة ساعة كذلك فما هي القرائن التي أستدليت بها على أن اليماني يظهر قبل الظهور وماهي الفترة الزمنية التي يمكن ان تستشفها من الطرح الروائي. 
                          فهناك العشرات من الروايات التي يمكن ان تبرهن على ان اليماني يظهر بالمحيط الزمني للظهور الشريف ولا يبتعد عنه هذا إذا لم يكن مع الظهور الشريف.
                          سيدي المحاور : ما هو دليلك على أن اليماني سيظهر قبل الأمام المهدي ع ؟.

                          Comment

                          • آريوس المصلح
                            عضو نشيط
                            • 12-02-2011
                            • 137

                            #14
                            رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            ليس هكذا النقاش يا محاوري .. فأنا أحترمك وأحترم نقاشك وما تطرحه .. فيجب أن تحترم نقاشي أنت أيضاً.
                            فقد رددت أنا على على أهم ما طرحته أنت حول مقدماتي وبالتفصيل .. فيجب أن ترد على كلامي ... وإلا فهذا ضياع للوقت والجهد.
                            فهناك نقاط مهمة تطرقنا إليها .. فلا ينبغي أن نتركها معلقة، فعدم ردك يعني أنك مسلم بها وليس عندك اشكال عليها، وأما أن أكون أنا ارد على ما تطرحه وانت لا ترد على ما اطرحه وما أرد به عليك .. فهذا نقاش من طرف واحد.
                            فعدم ردك على مداخلتي السابقة يعني أنك لا تملك رداً وسلمت بأن ما طرحته أنت غير صحيح.
                            فإن سلمت بمقدماتي الستة وبما رددت به عليك في المداخلة السابقة، فلا بأس أن ندخل في التفاصيل أو تفاصيل أخرى.
                            أما إن أردت أن تعيد النقاش من جديد ونرجع الى المقدمة الأولى، والبحث هل إن اليماني يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع) أم معه أم بعده فلا مانع عندي، ولكن يبقى أن ردي عليك في المداخلة السابقة يبقى ثابتاً وغير منقوض.

                            وبالنسبة الى وقت ظهور اليماني، فاستمع لما يتلى عليك وفقك الله:

                            لقد بينت لك في مداخلتي السابقة - التي لم ترد عليها - بأنه روي عن أهل البيت (ع) بأن كل راية ترفع قبل قيام القائم (ع) فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله: [كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل].
                            وقيام الإمام المهدي (ع) قد حدده أهل البيت (ع) بالدقة؛ في العاشر من محرم.
                            فالسؤال هنا هل أن اليماني يظهر أو يخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) في عاشوراء أو معه أو بعده.
                            أنا أقول إن اليماني يظهر قبل قيام الإمام المهدي (ع)، لأنه علامة من علاماته والروايات صرحت بأنه - اليماني - يتسابق مع السفياني نحو الكوفة، إذن فاليماني يظهر ويخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع).
                            أما ما هي فترة ظهور وخروج اليماني قبل الإمام المهدي (ع) فهذا سيأتي بيانه بعد أن نحرر القبلية والبعدية.
                            فانتظر منك أن تبين لي قناعتك: هل اليماني يظهر ويخرج قبل قيام الإمام المهدي (ع) في عاشوراء .. أم معه .. أم بعده ؟؟؟
                            بانتظار الاجابة
                            [frame="3 98"]
                            [/frame]

                            Comment

                            • السيد
                              عضو جديد
                              • 01-11-2011
                              • 22

                              #15
                              رد: دعوة لمنظري القضية لحوار مفتوح حول قضية أحمد بن الحسن


                              رسالة من قبل السيد رقم (3)
                              بسم تعالى .
                              الحمدلله لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين
                              السلام على أمل المستضعفين ورحمة رب العالمين وبقية الله الحجة المهدي عليه صلوات الله.
                              أخي الكريم : أنا لم أتجاوز عليك أبدا وأعوذ بالله تعالى من ذلك بل أنت بدأت سلسلة التهكمات وأغضيت الطرف عنها ولكن الحوار اخذ طابع الشمولية فلابد من التركيز على موضوع اليماني وإشباعه وأنت في ردك لم تأتي بشيء جديد على مداخلتك الاولى فعدم تعليقي عليها لا يعني عجزي عن الرد بل لأن تسلسل الموضوع سيعطي فائدة أكثر ولهذا سنبقى مع اليماني فهو محور حديثنا أما ما يخص قولك حول الوصية الظاهرية وفلسفة المعصوم ع في توجيهها بين الإعلان التام وبين التكتم حسب النصوص التي وردت عن المعصوم ع فالموضوع يحتاج إلى وقفات وقراءة تأريخية للنص وسنتحدث عنه حينما يطرح موضوع وصية النبي ص للقراءة والتعمق ان شاء الله تعالى.
                              الموضوع الذي طرح للنقاش وهو من سلسلة المواضيع الخاصة باليماني وهو زمن ظهور اليماني .
                              لقد ذكرتم في مداخلتكم السابقة أن اليماني يظهر قبل الإمام المهدي ع بفترة بعيدة وليست قريبة وفي طبيعة الحال أن هذا الحديث ما كان ليصدر لولا وجود بعض الروايات التي رأيتم منها ذلك وفي مداخلتي طالبت منك أن تتحدث عن تلك الخلفية النصية التي استندت عليها في ان الامام ع يخرج قبل اليماني إلا أنك وبدلا من أن تجيب بادرتني بسؤال وهو متى يظهر اليماني قبل أو بعد الإمام ع ولاشك أن الرويات تشير إلى أن اليماني والخراساني والسفياني يخرجون في سنة واحدة وشهر واحد وسنة واحدة وهذا الحديث يحمل من الشياع ما تعج به كتب الحديث ذات العلاقة فالروايات تؤكد أن اليماني يخرج في السنة التي يخرج بها الإمام المهدي ع وهذا ما عبرت عنه محيط الظهور وهنا يتلاشى الزمن المثير للتساؤلات وربما هو هذا الذي جعل أهل البيت يجعلون من رايته راية هدى ويطالبون من شيعتهم الوقوف معها بل من يتركها فأن مصيره النار لانها تحمل من الوضوح والدلالة والبرهان ما لايشك بها لأنها ستكون مع محيط الظهور والذي سيشهد تحولات نوعية على مستوى الروح والعقل والكون وسأبرهن على ذلك فيما بعد ولآن لنعود إلى اليماني وزمن ظهوره .
                              لقد حدد أهل البيت ع الزمن الذي يخرج فيه اليماني بدقة متناهية لعلمهم أن هناك من سيأتي ويدعي ذلك المنصب وتلك المنزلة ويضلل شيعتهم بذلك لهذا حينما طرحوا موضوع اليماني قيدوه ببعض القيود وإليك أهم تلك القيود والذي من خلاله سندخل إلى معرفة ذلك الزمن الذي سيظهر به اليماني .
                              (عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج الثلاثة : الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق ) . الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 446 – 447.
                              وهناك الكثير من الروايات التي تتحدث عن ذلك الترابط الزمني بين خرج تلك الشخصيات الثلاثة فالحديث واضح الدلالة من أن اليماني يخرج في يوم واحد وفي شهر واحد وفي سنة واحدة مع السفياني والخراساني.
                              وربما أدعى البعض من أن هناك أكثر من سفياني أو يماني وهذا غير ثابت على مستوى الرواية ، نحن نتحدث عن الشخصيتين اللتين عد خروجهما من المحتوم والتي أطلق عليها اهل البيت ع باليماني والسفياني.
                              ولأن سنبرهن على أن خروج الإمام المهدي ع سيكون متزامنا مع خروج السفياني.
                              (حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم ، قال : حدثنا عبيس بن هشام ، عن عبد الله بن جبلة ، عن محمد بن سليمان ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام أنه قال : " السفياني والقائم في سنة واحدة " ) كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 275

                              وبمنطق رياضي لا يقبل النقاش .
                              س = ص
                              ع = س
                              إذا : ص = ع
                              اليماني والخراساني و السفياني يخرجون في سنة واحدة ، شهر واحد ، يوم واحد.
                              القائم المهدي ع يخرج في السنة التي يخرج بها السفياني.
                              إذا :القائم المهدي ع يخرج في السنة التي يخرج بها اليماني الخراساني والسفياني .
                              وهناك بعض الروايات يفهم منها ذلك الترابط بين خروج الإمام ع وبين السفياني ربما سنذكرها في مداخلات قادمىة ان شاء الله .
                              ولا شك ان السنة تدخل في محيط الظهور لا سيما إذا عرفنا أن ثمة صراع سيحدث كما تشير الروايات بين اليماني والسفياني والذي تكون مدة حكمه بين 6 - 9 شهر (حمل أمرأة).(أخبرنا علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى العلوي ، عن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن خالد ، عن الحسن بن المبارك ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث الهمداني ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : " المهدي أقبل ، جعد ، بخده خال ، يكون من قبل المشرق ، وإذا كان ذلك خرج السفياني ، فيملك قدر حمل امرأة تسعة أشهر ، يخرج بالشام فينقاد له أهل الشام إلا طوائف من المقيمين على الحق ، يعصمهم الله من الخروج معه ، ويأتي المدينة بجيش جرار حتى إذا انتهى إلى بيداء المدينة خسف الله به ، وذلك قول الله عز وجل في كتابه : ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب )
                              كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 316
                              ومن تلك الروايات التي تشير ذلك التداخل الزمني بين ألإمام المهدي ع و اليماني والخراساني والسفياني .
                              . ابن حماد:1/314، (عن عمار بن ياسر قال: إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح). وفي غيبة الطوسي/274إذا خرجت الرايات السود إلى السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله’..).

                              ولآن كيف تبرهن أن اليماني يخرج قبل الإمام المهدي ع وبفترة بعيدة حسب قولك؟.
                              ملاحظة : يرجى من الأخوة عدم المشاركة الجانبية وأنا غير ملزم بقراءتها فضلا عن الجواب .

                              Comment

                              Working...
                              X
                              😀
                              🥰
                              🤢
                              😎
                              😡
                              👍
                              👎