إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3323

    #61
    رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

    تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
    من كتابه المتشابهات .


    سؤال 114 :

    ما معنى قوله تعالى :


    وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) الواقعة . ؟

    الجواب :

    النشأة الأولى هي عالم الذر , وفيها الإمتحان الأول , وقد أحاط بها بنو آدم علماً , ولكنهم لما جاءوا إلى هذا العالم حجبتهم الكثافة الجسمانية , ثم شهواتهم ومعاصيهم وغفلتهم عن ذكر الله , والأولياء من الأنبياء والرسل

    والحجج عليهم السلام يتذكرون هذه النشأة ويعرفون أولياءهم فيها , وكل من كانت فطرته نقية يتذكر هذا العالم السابق , ويعلم حاله فيه , ولكن عامة الناس

    نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ . 19 الحشر .

    فبسبب غفلتهم عن الله وإهتمامهم بالعالم الجسماني وإنغماسهم في الشهوات لا يتذكرون شيئاً عن أنفسهم والعالم السابق الذي عاشوا فيه وحالهم فيه .

    احمد الحسن

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    سؤال 126 :

    ما معنى قوله تعالى :

    وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) الكهف ؟

    الجواب :

    الإنسان أوسع المخلوقات قدرة على معرفة أسماء الله سبحانه وتعالى , ففطرة الإنسان هي الفطرة الأوسع والأعظم , وكما ورد في الحديث :

    [ إنّ الله خلق آدم على صورته ] .

    أي إن الإنسان مفطور على التحلي بأسماء الله سبحانه , حتى يصبح هو وجه الله سبحانه في خلقه وأسماءه الحسنى في الخلق .

    فالجدل في الآية : يعني الكلام بالحق والإحتجاج به على أهل الباطل , والإنسان هو

    [ علي بن أبي طالب عليه السلام ]

    أما الإنسان إذا إنتكس فإنه يجادل بالباطل , ولكن مجادلة أهل الباطل سفيهة واهنة إذا ما عُرِضت على العقل السليم الذي يزن الأمور بعيداً عن الهوى والتعصبوالتَّزمُّت .

    احمد الحسن .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

    سؤال 128 :

    ما معنى قول إبراهيم ع : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي

    في قوله تعالى :

    وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)

    البقرة . ؟

    الجواب :

    عندما حمل إبراهيم وهو شاب الفأس و كسَّر الأصنام , وألقاه النمرود وعلماء الضلالة في النار , كافأه الله سبحانه وتعالى بدون أن يطلب هو عليه السلام , بأن جعل الأنبياء اللاحقين بعده من ذريته .

    ثم إن إبراهيم عليه السلام إستمر بدعوته الإلهية , فلما إمتحنه الله سبحانه وتعالى بالكلمات ونجح إبراهيم ع بالإمتحان والإبتلاء خاطبه الله تعالى فقال له :


    قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا .

    ومرتبة الإمامة الإلهية مرتبة عالية , لم ينلها كل الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ,

    وهنا سأل إبراهيم ع الله سبحانه وتعالى هذا السؤال : وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ,

    أي وهل إن الأنبياء الذين بشرتني بهم فيما مضى هم أئمة أيضاً ؟

    فقال تعالى : لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ , أي الظالمين من الأنبياء إتيانهم بالعمل ليس على الوجه الأمثل بسبب التمايز بالمعرفة بينهم عليهم السلام , فكل منهم ع يعبده سبحانه بحسب معرفته ولذا تتفاوت عبادتهم , فتكون

    سجدة من محمد ص أفضل من عبادة الثقلين ,

    وضربة من علي عليه السلام بــ [ عبادة الثقلين ] .

    وهذا التمايز بيِّن بينهم عليهم السلام , وذكره تعالى :

    تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ

    مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253) البقرة

    فنفس العمل لو كُلف به يونس النبي عليه السلام وكًلف به محمد ص لم يكن إيتان يونس به في نفس مستوى إيتان محمد ص فهذا التقصير من يونس ع في الإيتان بالعمل نسبةً إلى ما يأتي به محمد ص هو ظلم من يونس ع

    لأن هذا التقصير منعه من نيل رتبة عظيمة فُطِرَ كإنسان لينالها , وبالتالي فإنّ هناك مرتبة من هذا النوع من الظلم يجب أن يتجاوزها الأنبياء والمرسلون من ذرية إبراهيم ع لينالوا مرتبة الإمامة , ولهذا قال تعالى : لَا يَنَالُ

    عَهْدِي الظَّالِمِينَ , أي لا ينال الإمامة كل الأنبياء من ذريتك يا إبراهيم , إنما ينالها الأنبياء والمرسلون من ذريتك الذين يتجاوزون هذا الظلم , فيرتقون إلى هذه المرتبة

    وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) النمل .

    وقد أشار تعالى في القرآن لبعض الأئمة من ذرية إبراهيم عليه السلام :

    ومنهم : موسى عليه السلام , قال تعالى :

    وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) طه .

    أي خالية من الظلم , فالإنسان يأخذ ويعطي باليد , واليد البيضاء تشير إلى عدالة الإنسان التامة مع الناس ومع الله سبحانه وتعالى , فموسى ع طهر نفسه من الظلم بمرتبة عالية , كما في الآية :

    إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ .

    ومنهم : عيسى عليه السلام , قال تعالى مخبراً عن عيسى ع :

    وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) . مريم .

    أي إنّ عيسى ع نال مرتبة الإمامة , فهو يعطي الأمان لنفسه وللناس .

    وأشار تعالى إلى من لم ينل مرتبة الإمامة منهم كيحيى عليه السلام , قال تعالى :

    وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) مريم .

    أي إنه لم يصل إلى مرتبة الإمامة لكي يعطي للناس ولنفسه الأمان , وإنما هو مهَّدَ الطريق لعيسى ع و وجّه الناس إليه عليه السلام .

    أما قول بعضهم : إنّ إبراهيم عليه السلام كان يحمل همَّ ذريته , فإذا كانوا يقصدون أنه ع أراد لهم الإمامة عليهم السلام فهذا لا , لأنّ إبراهيم ع لم يكن حريصاً على دنيا ولا على آخرة ’ إنما كان حريصاً على رضا

    الله سبحانه وتعالى .

    ودعاء الأنبياء وإبراهيم ع لذريتهم إنما هو للصالحين منهم بعد علم الأنبياء ع بصلاحهم , ومن قبل إبراهيم ع نوح ع فإنه لعن إبنه بعد أن لعنه الله سبحانه , وبعد أن علم أنه ضالّ عن الصراط المستقيم ومن أهل الجحيم .

    فلم يكن إبراهيم ع أو الأنبياء يحملون همَّ ذريتهم لأنهم أولادهم , وإلاّ لكانوا بذلك على درجة كبيرة من حب الأنا والإنحراف عن الصراط المستقيم , [ حاشاهم من ذلك ] وهم خيرة الله من خلقه , إنما كان إبراهيم والأنبياء ع

    يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم , لأنهم علموا بصلاحهم , ولأنهم علموا أن هؤلاء الأبناء الصالحين سوف يخلفونهم بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى , وتحمّل العناء والمشقة والأذى من الناس في سبيل نشر التوحيد وكلمة الله

    سبحانه وتعالى في أرضه .

    فكان إبراهيم ع والأنبياء ع يحملون همَّ الصالحين من ذريتهم , لإنهم أولياء الله سبحانه , لا لإنهم أولادهم .

    والفرق شاسع بين الأمرين , كافرق بين حب الله سبحانه , وحب الدنيا في قلب الصالح والطالح .

    احمد الحسن .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    • منى محمد
      عضو مميز
      • 09-10-2011
      • 3323

      #62
      رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

      تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

      من كتابه المتشابهات .

      سؤال / 131 :

      ما معنى قوله تعالى :

      وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) يوسف . ؟

      الجواب :

      أي إنّ الله سبحانه وتعالى المهيمن على الأمر والموجه له كيف يشاء , فهو سبحانه وتعالى يوجه الكون الجسماني والروحاني إلى الغاية التي يشاؤها سبحانه وتعالى , وإلى الغرض الذي خلق لأجله الخلق .

      فمثلاً قصة نبي الله يوسف عليه السلام وما جرى عليه من إبتلاء فقد أُلقي في البئر , ثم بيع ووقع في ذلّ العبودية , ثم أُتِّهم بالفاحشة وهُتكت سمعته , ثم أُلقي في السجن وفي النهاية أصبح عزيز مصر .

      وكان سبباً لإستطان بني إسرائيل في مصر , وما تبع هذا الإستيطان من بعث موسى عليه السلام [ قائم آل إبراهيم ] في مصر , ومواجته لفرعون مصر .

      وفي كل الأحداث والإبتلاءات التي حصلت ليوسف عليه السلام فإنّ الله غالب على الأمر ومهيمن عليه ولو شاء لما حصلت , ولكنه شاء ان تحصل , ومعظمها بسبب الشيطان أو وسوسته , ولكن الله سبحانه وتعالى جعل مكر

      الشيطان ينقلب عليه وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) فاطر . إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) النساء .

      وبُدِّل سوء حال يوسف ع إلى أحسن حال , فمن السجن وذلّ العبودية إلى الحرية والملك فهو سبحانه مبدّل السيئات بالحسنات .

      فالمسيرة العامة وإن كانت فيها مداخلات كثيرة للشيطان وجنده من الإنس والجن , ولكن الله سبحانه وتعالى يجعل نتيجتها ومحصلتها ما يريده هو سبحانه وتعالى

      وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) الأعراف .

      ومن تيقن أن الله غالب على أمره لا يهتم لنزول البلاء , إلاّ أن يتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى .

      وإن شئت ثنيَّتُ لك بأيوب عليه السلام , فهو لم يواجه البلاء إلا بالشكر والإمتنان لله سبحانه وتعالى , فكانت عاقبته خير الدنيا

      والآخرة :

      ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) ص .

      والعاقبة للمتقين , فيجب أن تكون هذه الآية :


      وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ .

      شعاراً يعلقه أهل اليقين في أعناقهم .


      احمد الحسن
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

      سؤال / 132 :

      قول سليمان عليه السلام :

      رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33) ص .

      فما هو طلب النبي ؟

      بعضهم يقول : رد الشمس , وبعضهم يقول : رد الخيل وقتلها ؟

      الجواب :

      إنما سليمان عليه السلام طلب من الملائكة الموكلين بالشمس أن يردوها إلى كبد السماء بعد غيابها , بأمر من الله سبحانه وتعالى , ليصلي بعد فواتها ,

      بسبب إنشغاله بإعداد الخيل للجهاد .

      احمد الحسن
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ

      سؤال / 133

      ما معنى قوله تعالى :

      وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) . ص ؟

      الجواب :

      أي إمتحن سليمان , وهذا الإمتحان في المفاضلة بين عبادتين هما الجهاد والصلاة, فقدم سليمان عليه السلام الجهاد على الصلاة حتى فات وقتها , فتوجه إلى الملائكة فردوا الشمس بإذن الله , فصلى سليمان ع صلاة العصر بعد

      أن فاتته وغابت الشمس , لأنه كان مشغولاً بالتهيئة للجهاد في سبيل الله .

      ثم إن الله سبحانه وتعالى أنزل على سليمان ع مَلَك الفرقان وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا

      ليعرّفه الفاضل من المفضول , والمقدم من المؤخر .

      وهذا المِلك هو [ كتاب كُتب فيه الحق الذي يريده الله سبحانه وتعالى ] .

      فعَلِم سليمان ع بعد نزول الفرقان عليه أنه أخطأ بتقديم الجهاد على الصلاة

      ثُمَّ أَنَابَ , وطلب المغفرة من الله سبحانه

      قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) ص .

      وطلب سليمان أن يكون مُلك بني إسرائيل في ذريته , وكان الملِك في بني إسرائيل بعد دوواد عليه السلام قريناً مع النبوة , فطلب سليمان ع أن يكون من يتحمل نصرة دين الله هم من ذريته

      ليكون له قدم في نصرة دين الله معهم , وخصوصاً قائم آل يعقوب وهو عيسى عليه السلام ,

      فطلب سليمان أن يكون من ذريته , وبالفعل فإن مريم عليها السلام أم عيسى هي من ذرية سليمان , ومُلك عيسى ع هو أعظم مُلك في بني إسرائيل , وكانوا موعودين به وينتظرونه .

      فقول سليمان : وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي :

      أي مُلك اليهود , أي أن يكون من ذريته وخصوصاً عيسى ع لأن مُلك عيسى ليس مثله مُلك في اليهود , فهو قائم آل يعقوب المنتظر , فطلب سليمان أن يكون مَلِك اليهود عيسى من ذريته , فلا ينبغي أن يكون في ذرية

      أحد غيره مثل عيسى ع مَلِك اليهود , لأنه لا نظير له في بني إسرائيل ,

      وربما يفهم بعض من غفل عن الحقيقة أن مُلك الله سبحانه وتعالى هو المتحقق في هذه الحياة الدنيا , وهذا باطل , لأن مُلك فرعون ونمرود وأمثالهم إنما هو مُلك الشيطان وحاكميته , فمُلك الله يهبه الله لمن يشاء من عباده

      الصالحين , وليس ضرورياً أن يحكم , بل هو في الغالب على طول مسيرة هذه الإنسانية المتمردة على خالقها لم يحكم من عيَّنه الله مَلِكاً , قال تعالى :

      أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) النساء .

      مع أن معظم من آتاهم الله المِلك من آل إبراهيم لم يملكوا على هذه الأرض , بل ربما قتل بعضهم وقهر وظلم من الطغاة أشد الظلم .

      فالمِلك الذي أراده سليمان ع هو مُلك الله يهبه الله سبحانه وتعالى له , ثم إنه يكون أعظم وأفضل مُلك يهبه الله لليهود من بني إسرائيل , وهو بهذا طلب أن يكون مَلِك اليهود المنتظر من ذريته وهو عيسى ع وإن لم يحكم

      عيسى ولم يَملُك , ولكنه الملِك المعيَّن من الله , وشاء الله له الرفع حتى ينزل مع الإمام المهدي عليه السلام , ويحكم ويَملُك في دولة الإمام المهدي عليه السلام .


      احمد الحسن
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

      Comment

      • منى محمد
        عضو مميز
        • 09-10-2011
        • 3323

        #63
        رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

        تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

        من كتابه المتشابهات .

        سؤال / 138

        ما معنى قوله تعالى :

        خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء . ؟

        الجواب :

        خلق الله سبحانه وتعالى محمداً , ثم خلق منه علياً وفاطمة , نوراً ظاهره علي وباطنه فاطمة ثم خلق الخلق منهما .


        احمد الحسن

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        سؤال / 139

        ما المراد من قوله تعالى :

        فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) الملك ؟

        الجواب :

        الفطور هي الأبواب التي تُفتح في السماء للملائكة عند ظهور القائم عليه السلام ,

        قال تعالى :

        وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) النبأ , ونزول ملائكة السماء لنصرة الحق , ودين الله سبحانه وتعالى .

        وفي نهاية سورة المِلك : قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) . الملك

        أي في الغيبة يرتفع عنكم العِلم , فلا يبقى في حوزتكم إلا الجهل , فيأتيكم داعي الحق بالعلم الإلهي , وهو الماء المعين .

        احمد الحسن

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        سؤال 142

        قال تعالى :

        وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر .

        هل الأرض المذكورة في هذه الآية هي أرض الجنة ؟

        الجواب :

        الأرض هي هذه الأرض , والذين ورثوها هم :

        خلفاء الله في أرضه , وهم الأوصياء والأنبياء والمرسلون ع,

        ومن تابعهم وإرتقى معهم إلى مقامتهم العالية في كل السماوات الستة الملكوتية والسابعة الكلية .

        والله هو مالك الأرض , ولذلك قالوا أورثنا الأرض , أي إستخلفنا فيها , فجعلنا خلفاءه في أرضه .

        أما الجنة , فهي هذه الآية يُراد بها :

        الجنات الملكوتية , والجنة النورية في السماء السابعة .

        فهم عليهم السلام لهم مقعد صدق في كل جنة ملكوتية , وفي الجنة النورية , ولذلك قالوا :

        نتبوأ من الجنة حيث نشاء , فالآية تذكر نعمتين هما :

        وراثة الأرض وكونهم خلفاء الله في أرضه .

        والنعمة الثانية : هي أن لهم مقاماً في كل الجنات يتبوؤون منها حيث يشاؤون .

        والنعمتان مترابطتان , لأنه لا يكون خليفة الله في أرضه حتى يتم عقله , ولا يتم عقله حتى يرتقي إلى السماء السابعة الكلية
        [ سماء العقل ] .

        والوراثة تكون من سابق , والجنة لا سكان سابقين غادروها ليرثها الإنسان عنهم , ولكن الأرض التي نحن عليها لها سكان سابقون سبقوا بني آدم , وكذلك كل وصي وخليفة الله في أرضه , سبقه خليفة الله في أرضه فورثها

        عنه .
        ويبقى أن نفهم أن التبوّء من الجنة حيث يشاؤون سابق على وراثة الأرض , كما لاحق لها حيث إنهم لا يكونون خلفاء الله في أرضه ويرثون الأرض إلا إذا كانوا يتبوؤون من الجنة حيث يشاؤون, أي إنّ لهم وجوداً في كل

        سماء , حتى السماء الكلية [ سماء العقل ] ,

        فلا يبعث نبي حتى يتم عقله , أي يكون له مقام في السماء السابعة أو الجنة النورية .

        احمد الحسن
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

        Comment

        • منى محمد
          عضو مميز
          • 09-10-2011
          • 3323

          #64
          رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

          تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
          من كتابه المتشابهات .


          سؤال 146

          ما معنى قوله تعالى :

          يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (109) المائدة . ؟؟

          الجواب :

          عن بريد الكناسي , قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ :


          يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ , فقال ع :

          إن لهذا تأويلاً يقول ماذا أُجبتم في أوصياءكم الذين خلفتموهم على أممكم , قال :

          فيقولون لا علم لنا بما فعلوا من بعدنا .

          احمد الحسن
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

          سؤال 151

          قال تعالى :

          قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) طه

          وفي سورة الأعراف :

          وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ

          ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ

          الظَّالِمِينَ (150) .

          السؤال : هل خالف هارون ع أمر موسى ع حتى جعل موسى يرجع غضباناً على أخيه ويعامله بهذه القسوة ؟

          الجواب :

          هارون عليه السلام نبي ووصي موسى عليه السلام , وكلاهما معصوم .

          فأما غضب موسى ع فكان على قومه الذين ضلّوا وأتبعوا السامري , ولم يكن غاضباً على من بقي على الحق مع هارون ع ,
          أما
          الآية : وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ , والآية

          قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ

          تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94).

          فالرأس في كلتي الآيتين يعني الأفكار ,

          واللحية تعني الدين والتقوى .

          فأخذ موسى ع برأس ولحية هارون يعني مناقشته , وسؤاله عن طريقته في معالجة هذه الفتنة , وأراد موسى ع أن يبيّن لبني إسرائيل أن

          معالجة هارون ع للفتنة في تلك المرحلة صحيحة , لأنه استخدم التقية : إِنَّ الْقَوْمَ

          اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي حتى يرجع موسى ع فيكون الحل باستئصال جذور الفتنة والقضاء على السامري إمام الضلالة .

          وطبعاً , التقية هنا ليست تراجعاً سلبياً عن المواجهة , بل تراجع إجابي حيث قدَّر هارون أن عودة موسى ع قريبة جداً , ولن تجوز

          الأيام , كما أن مواجهة الضالين مع وجود موسى ع ستكون بخسائر أقل , لأن كثيراً من أتباع

          السامري سيتركون ضلالتهم , لأنهم يعتقدون بموسى ع إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ .

          ومع هذا البيان على رؤوس الأشهاد من موسى ع عندما ناقش هارون ع فإن اليهود يتهمون إلى هارون ع , بأنه سبب عبادة القوم

          للعجل , وفي التوراة الموجودة نصوص محرفة تشير إلى هذا المعنى الباطل .

          احمد الحسن
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          سؤال 152

          قال تعالى :

          وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) . طه

          وقال تعالى : وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) الإسراء , ما الفرق بين الآيتين ؟

          الجواب :

          العمى في كلتي الآيتين : عمى البصيرة وليس عمى البصر .

          وقوله تعالى : وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا , أي كان ملتفتاً إلى هذا العالم الجسماني وغافلاً عن ملكوت الله سبحانه وتعالى , فلا يصدّق ولا يعتقد بآيات الله الملوكتية كالرؤيا والكشف , بل ولا

          يعمل للإرتقاء بروحه في ملكوت السماوات , فمبلغه من العلم هذه الحياة الدنيا , فهو أعمى البصيرة , لأنه لا يرى الحق وإن كان كالشمس في رابعة النهار .

          أما قوله تعالى : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى, فهي فيمن كان قد إرتقى في ملكوت السماوات , وهو يرى ما لا يرى الناس , أي إنّ بصيرته مفتوحة , ولكن عندما بُعث ولي الله لم

          يؤمن به حسداً , كما هو حال

          [ بلعم بن باعوراء ] , فقد كان يرى ما تحت العرش , ولكنه لم يؤمن بموسى ع حسداً له , ومال إلى الظالمين , وقال تعالى :

          وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) الإعراف .

          والآيات التي بعد هذه الآية تبين هذا المعنى :

          قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) طه .


          احمد الحسن
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
          ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
          أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
          كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
          هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

          Comment

          • منى محمد
            عضو مميز
            • 09-10-2011
            • 3323

            #65
            رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

            تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

            من كتابه المتشابهات .

            سؤال 156 :

            إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة .

            الآية تشعر بجواز الطواف , والمتعارف عن أعمال الحج أن الطواف واجب ؟

            الجواب :

            المقصود بالحج هو : حج بيت الله الحقيقي , وهم محمد وآل محمد ص , فمن حج بيت الله وأتمّ العشر , [ مقامات الإيمان والحج ] , وحج بيت الله , وأصبح [ منا أهل البيت ]

            فله أن يأكل من ثمار شجرة علم آل محمد ص .

            وهذا الجواز مقابل للمنع الذي منع به آدم عليه السلام ,

            وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) البقرة , وهي شجرة علم آل محمد ص , وليست الآية بحسب ظاهرها .

            والصفا : علي عليه السلام , والمروة فاطمة عليها السلام .

            ولا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ : أي لا جناح عليه أن يأخذ منهما , فهما باب مدينة العلم [ محمد ص ]

            والأخذ منهما يكون من الأئمة والمهديين عليهم السلام , ولا بد للإنسان من السعي للوصول إلى الحج الحقيقي وإستكمال درجات الإيمان العشرة , وبالتالي يكون بمرتبة :

            [ منا أهل البيت ] , فيكون له أن يأخذ من ثمار الشجرة المباركة .

            أما في هذا العالم الجسماني فهذه الحالة الجسمانية وهي الذهاب إلى الكعبة وقصدها , وإنما تشير إلى الإنصياع لهذا الأمر الإلهي , فهي واجبة , لأنها تمثل الإئتمار بأمر الله .

            أما الوصول الحقيقي في العوالم العلوية فهو إن تحقق ــــ بفضل الله وسعى الإنسان ـــــ

            فهو الخير كله , وإن لم يتحقق فالإنسان بفضل إجابته دعاء [ أقبل ] 3..... إشارة إلى حديث خلق العقل والجهل .

            فإنه يتقلب في جنات الله سبحانه وتعالى , لأنه سعى , وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) النجم .

            فالسعي واجب على الإنسان ومن بدايات السعي هو الحج في هذا العالم الجسماني .

            ويبقى أن الإنسان يأخذ بقدر سعيه وبفضل الله عليه , فإن وصل وحج بيت الله الحقيقي , وكان ممن أكمل مراتب الإيمان العشرة , وكان منا أهل البيت بالحقيقة , جاز له قطف ثمار الشجرة والأكل منها , كما أنّ الذي يحج

            الكعبة يجوز له السعي بين الصفا والمروة , بل هي واجبة باعتبار ما قلت إنها مقدمات إجابة دعاء الله سبحانه عبده بالإقبال عليه سبحانه .

            احمد الحسن
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

            سؤال 159 :

            في [ المتشابهات ] في تفسير سورة العصر , قلت : [ إن الإنسان علي بن أبي طالب عليه السلام , وهو في خسر نسبةً إلى رسول الله ص , ولكن كيف يستثني الذين آمنوا , وهذا يشعر أنهم أفضل من علي عليه السلام

            بحسب ما بينت أنت ؟؟

            الجواب :

            القرآن كلّه في الفاتحة , والفاتحة في البسملة , والبسملة في الباء والباء في النقطة . أي أنّ القرآن كلما إرتقينا إلى الله سبحانه وتعالى قل تفصيله , لقلة الجزئيات والمتنافيات كلما ارتقت العوالم الملكوتية , حتى تصل إلى النور

            والكليات فيكون القرآن نوراً كلياً .

            وما بيّنته عن سورة [ والعصر ] هو مرتبة عالية من القرآن , حيث لا وجود لغير محمد وعلي وفاطمة عليهم السلام , وعلي وفاطمة ع نور واحد فلا وجود لغيرهم , فيكون تمام السورة في ذلك العالم هو :

            وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) العصر .

            هذه سورة العصر في ذلك العالم العلوي , فلا وجود لبقية السورة في ذلك العالم وهو :

            إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) . ليكون لهذا الإعتارض وجه .

            أما في هذا العالم, فالإنسان هو جنس الإنسان , أي إنّ الإنسان بسبب وجوده في العالم الجسماني في خسر وتسافل , إلاّ إذا آمن بولي الله في زمانه وعمل معه .

            إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ .

            احمد الحسن .

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

            سؤال 162

            قال تعالى :

            وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) الكهف .

            هل الإنسان مذموم في هذه الآية ؟

            الجواب :

            وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا : أي بحثاً لمعرفة الحقيقة باعتبار فطرته , فهو مفطور لمعرفة كل الأسماء الإلهية , وفطرته تؤهله للمعرفة , قال تعالى :

            وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) البقرة .

            احمد الحسن .

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

            Comment

            • مجهول
              مشرف
              • 03-09-2010
              • 419

              #66
              رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

              احسنتم وفقكم الله
              تم التقييم
              اللهم صل على محمد وال محمد
              الائمة والمهديين وسلم تسليما

              Comment

              • منى محمد
                عضو مميز
                • 09-10-2011
                • 3323

                #67
                رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                من كتابه المتشابهات .

                سؤال 166

                قال تعالى :

                وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)الإسراء .

                ما معنى هذه الآية ؟

                وكيف يكون التبذير ؟

                وهو ربما من صغائر الذنوب بهذه الخطورة ويجعل الإنسان أخاً للشيطان مع كبائر الذنوب لم يعبر عنها بهكذا تعبير : كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ؟!

                الجواب :

                في الآية التي قبلها قال تعالى : وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26).

                وذو القربى : آل محمد ص , قال تعالى : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى 23 .الشورى .

                وهم مساكين الله ,فلا يوجد إنسان يتذلل ويتمسكن بين يدي الله مثلهم , فهم مساكين الله .

                وإبن السبيل أيضاً هي في آل محمد ص , فإبن السبيل أي سبيل الله , أي طريق الله , فهم أي آل محمد أبناء سبيل الله , وحقهم عند كل إنسان هوكل ما يملك من مال وقوة بدنية , وكل ما وهبه اللله له فهو حقهم عليهم السلام

                الذي خوّله الله به , وجعله أمانة عنده , إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)الأحزاب .

                لأنه لولا محمد وآل محمد لما خلق الله الخلق , فهم الأدلاء على الله .

                وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا : أي لا تُضعْ حقهم الذي بينته فيما سبق , فتبذل جهدك وسعيك مع عدوهم , أو من يخالفهم , فتكون كمن يرمي نعمة الله في المزبلة والنجاسة , لأن أعداءهم ومخالفيهم هم المزبلة والنجاسة والبالوعة , فتكون

                بذلك نظير عدوهم اللعين [ الشيطان ] وأخاً له , بما ضيعت من حقوقهم التي خولك الله التصرف بها وتكون بذلك قد خنت الأمانة التي ائتمنك الله عليها .

                إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا , وهذا هو معنى الآية , أي الذين يبذرون حقوق آل محمد ص , ومن التبذير أيضاً إعطاء اسرارهم عليهم السلام وجواهر كلامهم ع لعدوهم ومخالفهم الذي لا ترجى هدايته .


                احمد الحسن .
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

                سؤال 167

                قال تعالى :

                وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ
                (71). الزمر .

                وقال تعالى :

                وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر .

                والتساؤل هنا عن الفرق بين قوله تعالى[ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ] عند ذكر حالة دخول الكافرين ألى جهنم في الآية 71 وبين قوله تعالى : [ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ] عند ذكر حالة دخول المتقين إلى الجنة في الآية 73 , فلِمَ ذكر

                حرف الواو في الثانية ولمْ يذكره في الأولى ؟

                الجواب :

                النار عقاب , والعقاب لا تفاضل فيه , فهو إمتهان , قال تعالى :

                قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (
                38). الأعراف .

                فبمجرد مجيء وحضور أهل النار المستحقين لها كعقوبة لهم على سوء أعمالهم تففتح أبوابها لهم جميعاً , فلا فضل لفوج منهم مثلاً ليسلم مفاتيح النار , وحتى لو تسلمها أحدهم فهي ليست كرامة له لأنه واردها .

                أما الجنة فهي الثواب , وفي عرصات يوم القيامة يُكافأ فوج من بني آدم ــــ زمرة كما في السورة ـــ بأن يسلم مفاتيح الجنة ويكون هذا الفوج [ أو الزمرة ] أول الداخلين إلى الجنة في القيامة لبيان فضل أهل الفضل منهم .

                فالواو أفادت [ التراخي والمهلة ] , حتى يسلم هؤلاء الفوج [ الزمرة ] مفاتيح الجنة , وهم أصحاب القائم عليه السلام .

                أما أصحاب النار فلا داعٍ للتراخي والمهلة معهم , فهم يدخلون النار بغير حساب , لأن أسماؤهم غير مكتوبة في سجل الحياة , بل هم أموات لا يكلمهم الله ولا يحاسبهم فكفى بالنار مكلم لهم

                إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) آل عمران .
                وقال تعالى :

                قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) المؤمنون .

                احمد الحسن .

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

                سؤال 168

                ما معنى الآية :

                إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98)الأنبياء .

                فلو كانت النصارى والمسيح يعبدون عيسى بن مريم عليهما السلام فهل يعني أن عيسى ع يدخل في جهنم هو وأمه العذراء سلام الله عليها , أم هناك تفسير آخر ؟!

                الجواب :

                إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) النجم .

                إن حقيقة عبودية هؤلاء هي أنهم يعبدون الأنا والأهواء النفسية , فمعنى الآية :

                إنهم وأهوائهم حطب جهنم ويكونون حطبها . كما أنه على طول المسيرة الإنسانية يحارب الدين بالدين ,

                أي يحارب العلماء غير عاملين وأتباعهم ومقلدوهم ــ أي الذين يعبدونهم ــ الأنبياء والأوصياء ومن يؤمن بهم , قال تعالى :

                اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ 31 التوبة .

                أي اتبعوا علماءهم وحاربوا الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ,فأمسى هؤلاء الأتباع يعبدون علماءهم غير عاملين من دون الله .

                ورد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى :

                اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ.

                فقال : [ أما ولله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم ما أجابوهم ولكن أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون ] .


                احمد الحسن .
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
                ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                Comment

                • منى محمد
                  عضو مميز
                  • 09-10-2011
                  • 3323

                  #68
                  رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                  قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

                  من كتابه المتشابهات .

                  سؤال 169 :

                  ما هي الظلمات الثلاث في قوله تعالى :

                  خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6) الزمر .
                  الجواب :

                  هي : ظلمة الذر , وظلمة الدنيا , وظلمة الرجعة , وهي عوالم قوس النزول .

                  وعوالم قوس الصعود هي الأنوار الثلاثة وهي :

                  قبل الفناء , والفناء , والعودة بعد الفناء ,

                  وهي مراتب محمد ص الثلاثة قبل فتح الحجاب , وبعد فتح الحجاب , وبعد عودة الحجاب .

                  وهو يخفق بين الفناء في الذات الإلهية فلا يبقى إلاّ الله الواحد القهار , وبين عودته إلى الأنا و الشخصية .

                  وهذه المراتب الستة في قوس الصعود والنزول تمثل كل الوجود , وتجلي النور في الظلمة وظهور الموجودات بالنور في الظلمات وهي واو النزول .

                  و واو الصعود تشير إلى الستة أيام والست مراتب .

                  واو النزول .

                  واو الصعود .

                  والدائرة في رأس الواو تدل على الحيرة في قوس الصعود وهي الحيرة في النور ,

                  لعدم إدراك ومعرفة النور التام الذي لا ظلمة فيه , وهو الله سبحانه وتعالى معرفة تامة وكاملة ,

                  فتكون مراتب قوس الصعود هي :

                  قبل الفتح , وبعد الفتح والفناء , والثالثة هي العودة إلى الأنا والشخصية بعد الفناء .

                  أما الحيرة في الظلمة لأنها في أدنى مراتبها لا تُدرك ولا يُحصَّل منها شيئ , با هي ظلمة وعدم ليس لها حظ من الوجود إلا قابليتها للوجود , وهذه هي حقيقة المادة ظلمة وعدم لا يُحصَّل منها شيئ , ولا

                  يُعرف منها شيئ , لولا تجلي الصورة الملكوتية فيها وإظهارها لها .

                  فتكون مراتب قوس النزول هي :

                  عالم الذر , ثم النزول إلى ظلمة المادة , ثم الصعود في قيامة القائم حتى الوصول إلى الرجعة , وهي المرتبة الثالثة .

                  وهذه هي صورة قوس النزول والصعود :


                  ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                  أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                  كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                  هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                  Comment

                  • منى محمد
                    عضو مميز
                    • 09-10-2011
                    • 3323

                    #69
                    رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                    تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                    من كتابه المتشابهات .

                    سؤال / 175

                    قال تعالى :

                    قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ

                    لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت .

                    لماذا مدة خلق الأرض وأرزاقها أربعة أيام , بينما خلق السماوات في يومين مع أنّ السماوات أعظم ؟ ؟

                    الجواب :

                    قال تعالى : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

                    خلق الأرض في يوم , وخلق أرزاقها في يوم , فالأرض بما فيها من جمادات في يوم , وما على الأرض من أحياء [ نباتات وحيوانات ] في يوم .

                    وقال تعالى :

                    وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ.

                    جَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ : وهي الجبال , وهي من ضمن اليوم الأول وفي العالم الجسماني , أي إنها [ الجبال ] , تجلت فيها [ وفي الأرض ] , من فوقها [ أي من السماء ] , وإلاّ فإنّ الظاهر على سطح الأرض , أي فوقها

                    من الجبال أقل بكثير من الغائر في باطن الأرض , فأكثر من ثلثي الجبل غائر في باطن الأرض , ولذا عبّر عنها [ رواسي ] , أي هي سبب إرساء الأرض , فكأنها أوتاد للأرض تثبتها
                    وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) النبأ .

                    أي تثبت سطح الأرض وتمنعه عن الحركة مع حركة باطن الأرض المستمرة ,

                    قال تعالى :

                    وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل .

                    أي هي حركة متحركة ولكنها مع حركة الأرض فتمنع سطح الأرض عن الإختلال والإنفصال عن باطن الأرض , فتكون حركة الأرض متزنة .

                    وَبَارَكَ فِيهَا : وهو الماء , البركة النازلة من السماء , وهي من ضمن اليوم الأول في العالم الجسماني ,

                    وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) الأعراف .

                    وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ : في العالم الجسماني يومان فقط : يوم الأرض والماء , ويوم الأحياء [ النبات والحيوان ] .

                    وقوله تعالى : أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ لأن الرواسي وهي في العالم الجسماني , إنما هي ظهور للسماء الكلية , وهي رواسي الكون .

                    وقوله تعالى : مِنْ فَوْقِهَا أي إنّ السماء تجلت فيها .

                    وَبَارَكَ فِيهَا : والبركة في العالم الجسماني هي : الماء , وإنما هو ظهور لبركة السماوات الستة , والبركة هي العلم في السماء .

                    فهذان الأمران : وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا و وَبَارَكَ فِيهَا إنما هما يومان للسماء السابعة الكلية , والسماوات الستة المثالية .

                    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .

                    فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ : وهي السماء الكلية , والسماوات الست المثالية دونها والسماء الجسمانية [ الأرض بمعناها الأوسع , حيث تشمل الشموس والكواكب ] .

                    خلق السابعة في يوم , والملكوت في يوم , وسماء الأجسام في يوم , وأوحى في كل سماء أمرها في يوم .
                    في يوم أوحى أمر السماء السابعة , وفي يوم أوحى أمر السماوات الملكوتية , وفي يوم أوحى أمر الملك .
                    أي إنها [ السماوات والأرضين ] تمت في يومين : يوم للخلق ويوم للأمر .
                    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا : وهذا تابع إلى يوم الأرض الأول , لأن السماء الدنيا تنقسم إلى سمائين هما : [ السماء الأولى المثالية ] و [ السماء الدنيا الجسمانية ] , فهما سماء واحدة من جهة , لإرتباط السماء الأولى بالعالم الجسماني , إرتباط تدبير مباشر .
                    وسماءان , لأن الأولى : ملكوت الأجسام , فكلاهما يعبر عنه بالسماء الدنيا , لأن السماء الأولى ملكوت الأجسام وهما مشتبكان تماماً .

                    فالأنفس في السماء الأولى , وهي تدبر الأجسام في السماء الدنيا , فهل ترى إنفصالاً بين نفس الإنسان وجسمه ! وفي نفس الوقت أقول : ألا ترى الإختلاف بين نفس الإنسان وجسمه !

                    ومما تقدم تعلم أن الأيام ستة وهي :

                    السماء السابعة خلقت في يوم , وقوتها [ أمرها ] في يوم .

                    والسماوات الستة خلقت في يوم , وقوتها [ أمرها] في يوم .

                    والأرض [ ومعها العالم الجسماني ] في يوم , وقوتها في يوم .

                    أو خُلق النور و أمره في يومين , و خُلق المثال [ الملكوت ] وأمره في يومين , وخُلق الملك [ الأجسام ] وأرزاقها في يومين , ولا بد من أن تترتب من العالي إلى السافل , لأن الملكوت تجلِّ وظهور للنور وهكذا ...

                    ويجب ملاحظة أنّ السماء الأولى هي نهاية السماء الدنيا , أي إنّ السماء الدنيا تبدأ في هذا العالم الجسماني , وتنتهي في أول العالم الملكوتي الروحاني , أي إنّ نهايتها حلقة وصل , ونهايتها أو حلقة الوصل هي السماء الأولى .

                    في الزيارة الجامعة : [ ... وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ... ] .

                    مفاتيح الجنان ص 620 .

                    وفي القرآن : وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) القصص .

                    وقال تعالى : وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) الواقعة .

                    وفي الأولى عالما : الذر والرجعة , وفيها الأنفس , فالله سبحانه وتعالى لم ينظر إلى عالم الجسام منذ أن خلقه كما قال رسول الله ص , إنما محط الإهتمام يبدأ من نهاية العالم الأجسام , وهي نهاية السماء الدنيا , وهذه النهاية هي السماء الأولى .

                    وقال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) المؤمنون .

                    السبع طرائق هي : [ السماوات السبع ] من السماء الأولى إلى السماء السابعة , وليست السماء الدنيا الجسمانية منها , لأنها ليست فوقنا بل نحن فيها , فهي محيطة بنا وهي

                    [ تحتنا وفوقنا وعن كل جهات الأرض ]

                    يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) العنكبوت .

                    وسيتبين لك فيما يأتي لِمَ أرودتُ هذه الآية في هذا الموضع .

                    وهذا يعني أن السماوات إذا عُدَّتْ بهذا التفصيل تكون ثمانياً , وليست سبعاً , وإنما لم تُعد الدنيا الجسمانية , لأنها جزء من السماء الدنيا بما فيها من سماء أولى وسماء جسمانية , فإذا ذكرت الأولى أو الدنيا فهي من ضمنها , لأنها جزء منها أو تابعة لها .

                    والسماء الجسمانية مرة تُعد هي [ الأرض ] , ومرة تُعد هي [ السماء الدنيا ] , لأنها الجانب المرئي منها .

                    وفي السماء الجسمانية الأرض بل كل الأرضين السبع , وفي السابعة [ جهنم ] ,

                    كما أن الجنة في السماء الثانية , أما في الأولى فتوجد [ الجنة الأرضية ]

                    وهي جنة آدم , لأن الأولى كما بينتُ إنما هي جزء من السماء الدنيا , وهي ملكوتها .

                    عن علي بن إبراهيم , عن أبيه , عن احمد بن محمد بن أبي نصر , عن الحسين بن ميسر , قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم ع فقال :

                    [ جنة من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً ]

                    وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا : والمصابيح هم الأنبياء والمرسلون والأوصياء عليهم السلام .

                    يحفظون الذين يتبعونهم من وسوسة الشياطين بالتعاليم والأخلاق الإلهية التي يُعلٍّمونها الناس .

                    وظهورهم في السماء الجسمانية بالكواكب والشموس المضيئة , فما أكثر الظلام في السماء , وما أقل النجوم نسبة إلى الجزء المظلم , كما أن في الأرض ما أقل الأنبياء , وما أكثر من خالفهم وحاربهم وتخلف عنهم ولم

                    ينصرهم , فقليل دائماً هم الأنبياء والأوصياء وأنصارهم

                    كــ [ قلة النجوم في السماء الجسمانية ] .

                    وفي نهاية حركة الفَلك العظم [ أقصد قوس النزول ]

                    وبداية صعوده إلى جهة الآخرة , سيبدأ هذا العالم الجسماني بالتحول إلى جحيم ويتسعر , فالذين اختاروا زخرف الأرض عقوبتهم إعادتهم إلى ما اختاروا , وعصوا الله من أجله , أو قل إبقاؤهم فيه , لأنه سيكون جهنم

                    المتسعرة بأعمالهم وأفعالهم وظلمهم .

                    والآن تبين لك مناسبة الآية السابقة :

                    يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ .

                    وعند بداية صعود [ قوس النزول ] يبدأ [ عالم الرجعة ]

                    وهو عالم آخر وإمتحان آخر لمن محض الإيمان ولمن محض الكفر , وعالم الرجعة يبدأ مع نهاية ملك المهدي الثاني عشر عليهم السلام , وهو القائم الذي يخرج عليه الحسين عليه السلام.

                    أما قوله تعالى :


                    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .

                    والتي يظن من يقرؤها أن [ ثم ] تدل على البَعدية :

                    أي ثم بعد أن خلق الأرض وقدر فيها أوقاتها ... استوى إلى السماء ...

                    وهي في الحقيقة لا تدل على ذلك , بل معنى [ ثم ] هنا هو [ التوبيخ ]

                    بالعطف على مجمل الكلام , وليس على خلق الأرض بالخصوص , أي إنّ العطف على معنى التوبيخ في الآيات المتقدمة

                    قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ , فمعناها هنا :

                    [ ثم أليس هو الذي استوى إلى السماء ... فكيف تكفرون به ] .

                    ولاحظ أن في هذه الآية الأخيرة ذكر السماء والأرض , قال تعالى :

                    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا .

                    فإذا كانت الأرض خلقت قبل ذلك , فما معنى أن يخلقها مرة أخرى

                    اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ؟! بل المراد هنا توضيح الصورة بشكل آخر ومن جهة أخرى , حيث في الآيات السابقة , قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ ...

                    تفصيل وذكر للنعم التي أسبغها سبحانه وتعالى , وفي هذه الآيات
                    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ... بيان لكيفية الخلق أي بيان لهذه الآية :

                    إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس .

                    وهذه المرحلة , أي خلق السماء السابعة , ثم السماوات الست , ثم عالم الأجسام ,لا بد أن يترتب بهذا التسلسل , لأنها تعتمد على بعضها , فلا يمكن خلق الست قبل السابعة , لأنها

                    [ أي السماوات الست ]

                    إنما خلقت من السابعة , ولا يمكن خلق الأجسام دون خلق السماوات الست ,

                    لأنها خلقت من السماوات الست , بل من الأولى بالخصوص المشتبكة معها

                    [ أي مع الأجسام ] , والأولى هي عالم الذر وهي عالم الرجعة , فمنها دخلنا إلى عالم الأجسام بعد خلقنا في الذر , وسنخرج من عالم الأجسام إليها في عالم الرجعة , وهذا هو قوس النزول ,

                    له ثلاثة أركان , كما أن لقوس الصعود ثلاثة أركان , وبذلك تكون ستة هي :

                    [ درع داوود ] , ودرع الأنبياء ودرع الأوصياء .

                    أما الأيام الستة للخلق : فهي ليست أياماً بمعنى مدة زمنية . بل هي مراحل , أي في ست مراحل , وهي ضرورية ولا بد منها , فلابد في المرحلة الأولى من خلق النور وأمره , ثم الملكوت وأمره ,

                    ثم الأجسام وأقواتها , لإعتماد كل مرحلة على المرحلة التي سبقتها .

                    فهذه المراحل الستة حتمية , أي لا بد من اليوم الأول [ المرحلة الأولى ]

                    أن تُخلق السماء السابعة , وفي اليوم الثاني [ المرحلة الثانية ]

                    يُخلق أمرها , لأن أمرها منها خُلق , فلابد ان يتأخر عنها مرحلة , ثم يُخلق منها ومن أمرها المثال

                    [ الملكوت ] السماوات الست إلى الأولى

                    [ وهي نهاية السماء الدنيا ] ,

                    ثم يخلق في الملكوت أمره , لأنه منه خلق , ففي اليوم الثالث الملكوت , وفي الرابع أمره لإعتماد الملكوت على خلق السابعة [ اليوم الأول ] وأمرها

                    [ اليوم الثاني ] , فيتحتم خلق الملكوت في المرحلة الثالثة , ثم أمره في الرابعة , لإعتماده عليه ولأنه خلق منه .

                    وهكذا اليوم الخامس والسادس , أي خلق عالم الأجسام أو الكون الجسماني , أو الأرض

                    [ بمعناها الأوسع ] حيث تشمل الأرض التي نحن عليها وكل الكواكب والشموس , ثم يخلق فيه قوته , لأنه منه خلق .

                    فالنبات من الأرض خلق منها وعليها ينبت , والحيوان من الأرض خلق وعليها يعيش ويقتات .

                    وهذه الستة أيام أو الست مراحل حتمية ويحتاجها الخلق بترتيبها , فالداني يحتاج العالي ويفتقر إليه , فالأجسام [ الملك ] أو عالم الشهادة يفتقر إلى الملكوت , والملكوت يحتاج ويفتقر إلى النور

                    [ السابعة الكلية ] , أي بعبارة أخرى :

                    إنها جميعاً خلقت في يومين , كما قال تعالى :


                    ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا .

                    لأن خلق السماء السابعة وأمرها في يومين , والبقية منها , بل هي تجليها وظهورها , وما يُقضى في السابعة يحصل في الملكوت , وما يحصل في الملكوت يحصل في الملك , والرؤيا التي تراها وتحصل في الأجسام ما هي

                    إلاّ أمر حصل في الملكوت , وبعد ذلك حصل في هذا العالم الجسماني .

                    احمد الحسن .
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                    Comment

                    • منى محمد
                      عضو مميز
                      • 09-10-2011
                      • 3323

                      #70
                      رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                      تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                      من كتابه المتشابهات .

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

                      سؤال 172 :

                      ما معنى [ ن ] في ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)القلم .

                      وما معنى الــ [ ب ] في بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .؟

                      الجواب :

                      لكل حرف شكل ومعنى , وشكل النون والباء هو [ وعاء ] , والنون وعاء ينزل فيه الفيض , لأنّ النقطة فوقه , والباء وعاء يفيض منه النور , لأنّ النقطة تحته , والباء ونقطتها علي عليه السلام , والنون ونقطتها محمد ص .

                      أما المعنى : فالنون نور الله , فالنور نازل فيها , وهي تحتويه .

                      أما الباء فهي بهاء الله , أي النور يشع منها , فالنور يفيض من الله إلى محمد , ومن محمد إلى علي , ومن علي إلى الناس .

                      احمد الحسن .

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

                      سؤال / 176

                      قال تعالى :

                      فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة .

                      الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)

                      هل يوجد فرق بين دفع الله في الآية الأولى , ودفع الله في الآية الثانية ؟
                      الجواب :

                      الدفع الأول هو : دفع بالمؤمنين عن المؤمنين , أي قيام بعض المؤمنين بالواجب أدى إلى رفع العقوبة عن المجتمع الإيماني , وبالتالي دفعت العقوبة عن المتقاعسين بالعاملين , كما هو حال دفع الله سبحانه بالثلاث مئة

                      وثلاثة عشر من أصحاب طالوت عن بقية جيشه :

                      وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ فكان سبب النصر هؤلاء المؤمنين .

                      في الحديث : عن أبي عبد الله عليه السلام قال :

                      إن الله ليدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا ,

                      وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا ,

                      وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج من شيعتنا ولو أجمعوا على ترك الحج لهلكوا .

                      وهو قوله عز وجل :

                      ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين , فاوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عنى بها غيركم .

                      الكافي : ج 2 ص 451 .

                      وعن أبي جعفر عليه السلام قال :

                      إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء .

                      الكافي : ج 2 ص 247 .

                      أما الدفع الثاني : فهو دفع الكافرين بالمؤمنين بالجهاد والقتال في سبيل الله .

                      وعلى الأول [ الدفع الأول ] وباعتبار أنه كرم إلهي , تصلح الأرض , لأنه نصر المؤمنين مع عدم إستحقاقهم كمجتمع ,إنما المستحق هم [ القلة ] , فبهم دُفع عن الفاشلين والمتقاعسين , ولولا هذا الدفع لهُزم المؤمنون ,

                      لأن المجتمع يستحق الهزيمة , وهذه الهزيمة تسبب فساد الأرض وتسلط المفسدين , وأذى المجتمع الإيماني .

                      وعلى الثاني [ الدفع الثاني ] فإنه لولا هذا لانهار المجتمع الإيماني , والدين الإلهي ,


                      وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ,

                      وبالنتيجة لولا الجهاد لأنتهى الدين الإلهي على هذه الأرض .


                      احمد الحسن .
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
                      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                      Comment

                      • مجهول
                        مشرف
                        • 03-09-2010
                        • 419

                        #71
                        رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                        اللهم صل على محمد وال محمد
                        الائمة والمهديين وسلم تسليما

                        Comment

                        • منى محمد
                          عضو مميز
                          • 09-10-2011
                          • 3323

                          #72
                          رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                          تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                          من كتابه الجواب المنير عبر الأثير .

                          سؤال 305 :

                          مولاي , ما تفسير الآيتين : إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) الأعراف .؟؟

                          الجواب :

                          قال تعالى : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ..... وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ . 199 الأعراف .
                          الله سبحانه وتعالى يأمر الرسول ص بالإعراض عن الجاهلين وعدم مجادلتهم , لأنهم لا يستهدفون الحق بل هم يتمادون بجهلهم عند مناقشتهم , والشياطين [ إخوانهم ] يغوونهم ويدفعونهم إلى التقدم أكثر فأكثر إلى عمق هذه المواجهة الخاسرة , فالجهل والشيطان إخوان تجمعهما الظلمة .

                          وقال تعالى : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) . الأعراف .

                          المؤمن نور ومن النور , والشيطان ظلمة ومن الظلمة , فالمؤمن إذا مسَّته الظلمة وشوشت مرآته وكدرت بصيرته وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ......... إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ التجأ إلى النور سبحانه وتعالى وذكره واستعاذ بنوره من الظلمة التي مسَّته فيحتويه النور وتنجلي عنه الظلمة التي مسته وتعود إليه بصيرته , ............. فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ........ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ , وما دخولنا إلى هذه الحياة الدنيا إلا طور من أطوار مسّ الظلمة والشيطان لنا , فالمتقون يتذكرون ويعودون إلى مبدئهم النور الذي جاءوا منه الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد .

                          احمد الحسن .
                          ............
                          ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                          أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                          كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                          هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                          Comment

                          • منى محمد
                            عضو مميز
                            • 09-10-2011
                            • 3323

                            #73
                            رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                            تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                            من كتابه الجواب المنير عبر الأثير .

                            سؤال 306 :

                            ما تفسير الآية المباركة : أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) الشورى .؟؟

                            الجواب :

                            هذه الآية مرتبطة بالآية التي قبلها , قال تعالى : ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) الشورى .

                            فقوله تعالى : قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا , المراد منها محمد ص , وولايتهم حسنة والزيادة ولاية السابقين , فمن يُوالي حجة الله في زمانه من آل محمد عليهم السلام , يعطى له أجر العمل مع أصحاب الولاية السابقين , من الأنبياء والأوصياء المرسلين ع , وكذا من يُكذِّب حجة الله في زمانه يُكتب ممن كذَّب الحُجج السابقين .

                            قال تعالى : وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) الفرقان .

                            فمع أنهم كذّبوا نوحاً ولكن الله اعتبرهم مكذِّبين لكل الرسل ع , والمنافقين اتهموا رسول الله ص بأنه يريد أن يستأثر بمقام الإمامة
                            [ وبالنسبة للمنافقين هو الحكم الدنيوي فحسب ] لأهل بيته ولذا أخذوا يشنعون على رسول الله ص في مجالسهم ويتهمونه صلوات الله عليه بأنه هو الذي يريد أهل بيته ويتقول على الله هذه الآيات في حقهم , أو أنه يخص بها علياً وفاطمة عليهم وأبنائهم المعصومين من عنده ص , كقوله تعالى : إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب . وهو أمر متوقع من المنافقين عندما يرون رسول الله ص يقف كل يوم عند باب علي وفاطمة عليهم السلام ويقرأ هذه الآية , وعندما يسمعون رسول الله ص يقول : [ إن علياً مني كهاورن من موسى ] .

                            فكانت هذه الكلمات المقدسة في القرآن الكريم رداً على حركة المنافقين وتقولاتهم , هذه الآيات التي حصرت إرضاء الرسول وشكر الرسول وحب الرسول ص بمودة أهل بيته ع , قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى .
                            ثم بيَّن حال المنافقين وأنهم لا يؤمنون أصلاً بأن محمداً رسول من الله وتعالى بما لا يرضاه , بل هم يظنون أنّ الله سبحانه وتعالى عاجز عن إثبات الحق ومحق الباطل , ويتهمونه سبحانه وتعالى العليم بذات الصدور بالجهل
                            [ تعالى الله علواً كبيراً ] بحال ما أرسله إليهم , أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (24) الشورى .

                            يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ : الختم على القلب نوعان , نوع بمنعه عن الاستقبال كقوله تعالى :
                            خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة .

                            ونوع بمنعه عن الإصدار لجهة معينة أو لكل الجهات , كقوله تعالى : فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ , فهنا المراد منعه عن الإصدار ولجهة معينة هم أؤلئك الذين واجهوه ومن تابعهم على رفض أهل بيته ع ورفض مقامهم ومنصبهم الذي رفضهم الله فيه , وقد تحقق هذا بانتقاله صلى الله عليه وآله إلى الملأ الأعلى روحي فداه .
                            قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ : وبآل محمد عليهم السلام وهم كلمات الله يمحو الله الباطل ويحق الحق رغم مكركم وتخطيكم وطعنكم بتنصيبهم الإلهي , شئتم أم أبيتم يا من تعترضون على تنصيب الله , سيمحو الله الباطل ويحق الحق بآل محمد ع
                            [ كلمات الله ] وبقائمهم , قال تعالى :
                            وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران .

                            فارتدادهم و محاولتهم محق الحق واثبات الباطل , لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا , لأن الله سبحانه وتعالى كتب أنه يمحو الباطل ويحق الحق بآل محمد عليهم السلام بعد محمد ص وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ , فلا أثر لعمل المنافقين على النتيجة التي يريدها الله سبحانه وتعالى
                            [ وهي إحقاق الحق في النهاية ] مهما كان مكرهم عظيماً , وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) إبراهيم .

                            عن جميل بن دراج , قال : سمعت أبا عبد الله ع يقول وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ , وإن كان مكر بين العباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال .

                            إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ : التفتوا لعلكم تذكرون , ولتكون الحجة عليكم تامة وبالغة إن الذي يُنصِّب لا بد أن يكون عليماً بذات الصدور وهو الله سبحانه وتعالى لا الناس , واعلموا أن محمداً ص لا يتكلّم من نفْسه وليس هو من يُنصِّب
                            إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم .

                            احمد الحسن
                            ...............
                            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                            Comment

                            • منى محمد
                              عضو مميز
                              • 09-10-2011
                              • 3323

                              #74
                              رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                              تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                              من كتابه الجواب المنير عبر الأثير .

                              سؤال 307

                              ورد في سورة الدخان :
                              أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) الدخان .

                              والسيد عليه السلام في بيان الحق والسداد من الأعداد ص 22 يقول :
                              واحمد الحسن هو الرسول المبين , ولم ترد هذه في القرآن إلاّ مرة واحدة .
                              إن هذه الآية موجودة في سورة الزخرف 29 بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) .
                              السؤال : هل هذه الآية التي في الزخرف مما وقع فيها التحريف مثلاً ورسول كريم فقالوا ورسول مبين , أم الإخوة اخطؤوا في النقل عن السيد عليه السلام , أم لها تأويل آخر ؟؟

                              الجواب :

                              ............ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ 13 الدخان
                              جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) . الزخرف .

                              وكلمة رسول مبين لم تأتي في القرآن إلاّ مرة واحدة هي في سورة الدخان .
                              أردت بهذه الكلمة أن أُميِّز هذه الآية في سورة الدخان عن ما جاء في سورة الزخرف بالذات , ففيها لم يرد فقط رسول مبين بل الحق ورسول مبين , ومن جهة الأعداد يحسب عدد من جاءهم , وفي سورة الدخان فقط الذي جاءهم [رَسُولٌ مُبِينٌ ] , أما في سورة الزخرف فالذي جاءهم [الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ ] فأين التكرار ؟ مع أنه لو كان الكلام في موضع آخر غير الحساب ربما يحصل وهم لمن يقرأ , أما والكلام في الحساب فلا أظن أنه يحصل وهم مع معرفة القارئ أن الحرف الواحد يغير الحساب تماماً , فحرف الواو الذي لحق بكلمة رسول مبين كافٍ لتغيير الحساب وبالتالي فهو كافٍ لجعل [رَسُولٌ مُبِينٌ ] تختلف تماماً عن [وَرَسُولٌ مُبِينٌ ] على الأقل في الحساب ــ موضع الكلام ــ , فكيف يمكن إذن لأحد أن يقول إنها تكررت , اللهم إلاّ إن أعماه العناد .

                              والمخاطب بالكلام يعد نفسه ممن اختص بالحساب والكلام جواب على سؤاله فالمفروض أنه يفهم .

                              ولزيادة الفائدة تدبر الآيتين وما قبلها وبعدها , فالرسول المبين في سورة الزخرف ليس هو الرسول المبين في سورة الدخان , ولهذا أكدت على تمييز الرسول المبين في سورة الدخان , لاحظ أنه في سورة الزخرف يوجد كفر وإنكار واجهوا به الحق الذي جاء مع الرسول المبين : بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) الزخرف .

                              بينما في سورة الدخان هناك التواء وتولي واجهوا به الرسول المبين : أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) الدخان .

                              وعن الإمام الباقر ع : [ ..... ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه , فمن فعل ذلك فهو من أهل النار , لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ] .

                              فالرسول المبين في سورة الزخرف جاء معه الحق وكفروا بالحق , أمّا الرسول المبين في سورة الدخان فهو يدعو للحق الذي جاء وكفروا به .

                              احمد الحسن
                              ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                              أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                              كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                              هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                              Comment

                              • مجهول
                                مشرف
                                • 03-09-2010
                                • 419

                                #75
                                رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                                وفقكم الله لكل خير
                                اللهم صل على محمد وال محمد
                                الائمة والمهديين وسلم تسليما

                                Comment

                                Working...
                                X
                                😀
                                🥰
                                🤢
                                😎
                                😡
                                👍
                                👎