رد: هنا ما فسّره الإمام في تأويل الرؤى والأحلام
هنا ما فسّره الإمام في تأويل الرؤى والاحلام
من كتاب الجواب المنير عبر الأثير جزء 5
36 ) ــ رؤيا بالموت بعد انتهاء البكالوريوس
رأيت أن زوجة عمي التي توفيت إلى رحمة الله من شهور رأيتها بعد وفاتها تتكلم معنا وتقول لنا أنها حلمت [ زوجة عمي الله يرحمها تقول إنها شافت حلم رغم أنها ماتت ] , تقول المرحومة إنها حلمت أن هناك ناس تموت بعد انتهاء البكالوريوس وأن [فلانة ] ستموت بعد البكالوريوس , وكأنني بالرؤيا في طريقي للصف الثالث من البكالوريوس وباقي لي الصف الثالث والرابع لأنهاء البكالوريوس , مع العلم بأنني في الحقيقة أنهيت البكالوريوس من سنوات طويلة , مع العلم أن زوجة عمي ذكرت بالرؤيا شيئاً غريباً عجيباً حيث قالت إن [ فلانة ] خريجة مدرسة السادات ستموت بعد البكالوريوس ولم تقل على غيري أنه خريج مدرسة السادات , لأنني بالفعل أنا الوحيدة في بلدتي التي أنتمي لمدرسة أهل البيت سادات البشر .
جواب تفسير الرؤيا :
وفقكم الله لكل خير , الرؤيا في المسألة تمام العقل والسماء الكلية السابعة .
فالملائكة عندما يريدون أن يُبيِّنوا لكم أمراً يُبيّنوه من رموز هذا العالم التي تعرفونها ويمكنكم إدراكها , وأيضاً هي منطبعة في نفوسكم فيسهل على الملائكة إظهارها لكم .
فالدراسة الابتدائية مثلاً ترمز في الدين إلى معرفة العقائد والعبادات معرفة ظاهرية , أما الدراسة الثانوية أي الست سنوات التي تلي الدراسة الأبتدائية فترمز إلى السماوات الست الملوكتية , والتي يعرج إليها الإنسان ويرتقي فيها بتطبيق ما تعلم والعمل به ليعرف الحقائق أي العمل بالعبادات ومجاهدة النفس والشيطان والدنيا وزخرفها , وبالتالي تكون نتيجة العمل هي الإرتقاء في السماوات الست الملكوتية المثالية الجزيئة , وهذا تماماً كما كنت تفعلين بعد إنهائك الإبتدائية حيث استخدمت في التعليم الثانوي ما تعلمتيه فيها ـــ وهو كيف تقرأين وتكتبين ــ في قراءة الكتب وحل المسائل والتعرف على العلوم وتحصيل المعلومات منها .
أما في الكلية فقد كنت تتعلمين للتطبيق أي كنت تتهيئين من خلال التعلم في الكلية إلى تعليم الغير أو إفادة الغير بما هو عاجز عن فعله , وهذا الأمر مطابق تماماً للمعرفة التي يحصلها الأنبياء في السماء السابعة الكلية , ليكونوا مهيئين للإرسال الذي هو أيضاً مطابق لما يفعله من تخرج من الكلية , أي إن الأنبياء أيضاً عندما يُرسلون يعلمون الغير أو ينفعونهم بما هم عاجزون عن فعله , وتعليم الأنبياء للغير معروف , أما نفعهم للغير فأيضاً ربما يتوضح لك إن رجعت إلى العمل الإقتصادي ليوسف عليه السلام أو السياسي والإجتماعي له ولغيره من الأنبياء المرسلين عليهم السلام .
وبالنسبة لرؤياك بالخصوص , فمعناها أنك بإخلاصك لله وبتوفيق الله لك من أهل السماء السابعة الكلية , والرؤيا بشرى لك بإتمامها بفضل الله عليك , أما الموت فهو بمعناه الحقيقي إن شاء الله , أي الإنقطاع إلى الله والآخرة بعد معرفة الحقيقة , قال علي عليه السلام :
[ إنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً ] .
وقال محمد ص : [ من أراد أن يرى ميتاً يسير على الأرض فلينظر إلى علي بن أبي طالب ]
وسأوضح لك المسألة أكثر :
أولاً : الأرض = المدرسة الإبتدائية .
أي ما ترينه بالعين وتسمعينه بالأذن و .. و .. و .. و .. , وهذه كلها لا تتعدى إلى الملكوت بدون عمل , ويبقى الإنسان أرضياً لا يتعدى علمه هذه الأرض , ولا تتعدى معرفته هذه الحياة الدنيا , وإن قرأ ألف ألف كتاب في الدين والعقائد والعبادات , انظري ـــ سددك الله وووفقك إلى كل خير ــ إلى قوله تعالى :
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم .
هؤلاء المخاطبون بهذه الآية لم يكونوا تجاراً ألهتهم التجارة , بل هم علماء دين منشغلون بدراسة الدين وتدريسه , ولكن الله يقول لهم أنتم لا تعرفون شيئاً , وعلمكم فقط دنيوي لا علاقة له بالآخرة .
فالإنسان إذا علم لا بد له من العمل , والعمل لا بد له من الإخلاص , ليرتقي الإنسان وتكون معرفته حقيقية , فأنت إن تعلمت القراءة والكتابة كما هو الحال في الإبتدائية ولم تعملي بما تعلمتي لتزدادي معرفة , فما هو الفرق بينك وبين الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟
بل ربما يكون الأمي أفضل حالاً منك إن كان مستمعاً جيداً للمعلم .
أليست الحجارة أفضل من القلوب القاسية التي لا تسمع في بعض الأحيان ,
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة .
ثانياً : الملكوت = المدرسة الثانوية .
سأضعها لك في معادلات ليتضح أكثر سبب أن المراحل الثانوية ترمز للسماوات الست الملكوتية .
ست سنوات = ست سماوات
ست مراحل واحدة أعلى من الأخرى وبعدها = ست سماوات واحدة أعلى من الأخرى وبعدها .
تطبيق تعليم سابق لزيادة المعرفة .
لهذ تجدين من الطبيعي أن الملائكة يرمزون إلى الست الملكوتية أو الإرتقاء فيها أو إنهاء الإرتقاء فيها بالتعليم الثانوي أو السنوات الست من التعليم التي تعقب الإبتدائي , بل ومن الحكمة أن يكون الرمز لها قربياً منها ليُعرِّف بها بصورة واضحة .
وأيضاً ليتبين مدى القرب الرمزي .
انتبهي إلى انك في الدراسة الثانوية كنت تستخدمين الآلة التي حصلتي عليها في الإبتدائية , وهي القراءة والكتابة , ولكن هل كانت لوحدها تكفي للنجاح والإنتقال من مرحلة إلى مرحلة أعلى , أم كنت تحتاجين إلى التركيز وفهم ما تقرأين وتكتبين , أكيد أنك كنت تحتاجين إلى التركيز للفهم , وإلا فلا تحصل المعرفة ولا يكون هناك نجاح وإنتقال إلى مرحلة أعلى من التي أنت فيها , كذلك الأمر في إرتقاء السماوات الست الملكوتية , فالعمل بما تعلمتي سابقاً لا يكفي لوحده للإنتقال إلى مرحلة أعلى أو سماء أعلى وأرقى من التي أنت فيها , بل لا بد من الإخلاص , فالعمل دون إخلاص لا قيمة له ولا يزيد المعرفة , تماماً كالقراءة بدون تركيز .
فمثلاً ربما كنت في يوم ما تمسكين بيدك كتاباً وتقرئين فيه , ولكن فكرك مشغول في مشكلة عائلية , فتجدين نفسك بعد غلق الكتاب كأنك لم تكوني قد فتحتيه .
إلتفتي إلى التقرب الرمزي بينهما , وكم هي الحكمة بالغة عندما يرمز الملائكة للإرتقاء في السماوات الست بالدراسة الثانوية مثلاً .
ثالثاً : الكلية أو الدراسة العليا في الجامعات = السماء الكلية السابعة .
والرمز هنا لتطابق الاسم , فالسماء السابعة هي سماء كلية , وليست سماء جزئيات ومتنافيات وملائمات , وأيضاً الدراسة العليا بعد التعليم الثانوي تتم في مدرسة الشائع أنها تسمى كلية , ولا إشكال في كون أصل الاسم غير عربي , المهم أنه الاسم المعروف لهذه المدارس التي تختص بالتعليم العالي , وأيضاً كما بيّنت سابقاً في المسألة أن التعليم في الكلية عادة للتطبيق في أرض الواقع , أي أن الإنسان يقدم إلى الكلية من المجتمع الذي قدم منه , ليُعلّم أو لينفع المجتمع الإنساني بما تعلم وعرف , أو على الأقل نقول أنه قد أصبح مهيئاً لهذا الأمر بعد تخرجه من الكلية , وكذا الإنسان بعد أن يرتقي إلى السماء السابعة الكلية يكون مهيئاً لتعليم غيره , وليكون نافعاً للمجتمع الإنساني بما يؤدي إلى كماله و صلاحه , أو ليتبن الأمر بوضوح
أقول :
إن خريجي السماء الكلية السابعة هم أنبياء يمكن أن يرسلوا إلى الناس , ويمكن أن لا يرسلوا للناس , ولكن في كلا الحالين سيكونون نافعين ومصلحين للمجتمع الإنساني , وفي كلا الحالين سيكونون دعاة إلى الله , نعم هناك فرق كبير بين نبي مرسل ونبي مرسل , وهذا يمكن أن يتبين لك من قراءة كتاب النبوة الخاتمة .
ويبقى سؤال ربما سيتبادر إلى ذهن أي إنسان , وهو هل أن كل إنسان سواء كان ذكراً أم أنثى يمكن أن يكون نبياً , بمعنى أن له مقام النبوة ويرتقي إلى السماء الكلية السابعة ويحصل تلك المعارف التي يسر الله لبني آدم تحصيلها ؟
والجواب نعم , فالنبوة ليست مقتصرة على الرجال , بل المقتصر على الرجال هو الإرسال فقط , فباب الإرتقاء مفتوح للجميع لا فرق بين إنسان وآخر , فلا فرق بين ذكر وأنثى , ولا فرق بين عربي وأعجمي , ولا فرق بين أبيض وأسود , الباب مفتوح للجميع ضمن
قانون :
الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم , والعلم كله حجة إلا ما عمل به , والعمل كله رياء ألا ما كان مخلصاً , والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له .
الجميع متساوون في هذا القانون .
طوبى لمن يسمعون ويعون بتوفيق الله لهم .
وفقكم الله وسددكم , وأرجو أن تذكروني في دعائكم جزاكم الله خيراً .
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
احمد الحسن .
هنا ما فسّره الإمام في تأويل الرؤى والاحلام
من كتاب الجواب المنير عبر الأثير جزء 5
36 ) ــ رؤيا بالموت بعد انتهاء البكالوريوس
رأيت أن زوجة عمي التي توفيت إلى رحمة الله من شهور رأيتها بعد وفاتها تتكلم معنا وتقول لنا أنها حلمت [ زوجة عمي الله يرحمها تقول إنها شافت حلم رغم أنها ماتت ] , تقول المرحومة إنها حلمت أن هناك ناس تموت بعد انتهاء البكالوريوس وأن [فلانة ] ستموت بعد البكالوريوس , وكأنني بالرؤيا في طريقي للصف الثالث من البكالوريوس وباقي لي الصف الثالث والرابع لأنهاء البكالوريوس , مع العلم بأنني في الحقيقة أنهيت البكالوريوس من سنوات طويلة , مع العلم أن زوجة عمي ذكرت بالرؤيا شيئاً غريباً عجيباً حيث قالت إن [ فلانة ] خريجة مدرسة السادات ستموت بعد البكالوريوس ولم تقل على غيري أنه خريج مدرسة السادات , لأنني بالفعل أنا الوحيدة في بلدتي التي أنتمي لمدرسة أهل البيت سادات البشر .
جواب تفسير الرؤيا :
وفقكم الله لكل خير , الرؤيا في المسألة تمام العقل والسماء الكلية السابعة .
فالملائكة عندما يريدون أن يُبيِّنوا لكم أمراً يُبيّنوه من رموز هذا العالم التي تعرفونها ويمكنكم إدراكها , وأيضاً هي منطبعة في نفوسكم فيسهل على الملائكة إظهارها لكم .
فالدراسة الابتدائية مثلاً ترمز في الدين إلى معرفة العقائد والعبادات معرفة ظاهرية , أما الدراسة الثانوية أي الست سنوات التي تلي الدراسة الأبتدائية فترمز إلى السماوات الست الملوكتية , والتي يعرج إليها الإنسان ويرتقي فيها بتطبيق ما تعلم والعمل به ليعرف الحقائق أي العمل بالعبادات ومجاهدة النفس والشيطان والدنيا وزخرفها , وبالتالي تكون نتيجة العمل هي الإرتقاء في السماوات الست الملكوتية المثالية الجزيئة , وهذا تماماً كما كنت تفعلين بعد إنهائك الإبتدائية حيث استخدمت في التعليم الثانوي ما تعلمتيه فيها ـــ وهو كيف تقرأين وتكتبين ــ في قراءة الكتب وحل المسائل والتعرف على العلوم وتحصيل المعلومات منها .
أما في الكلية فقد كنت تتعلمين للتطبيق أي كنت تتهيئين من خلال التعلم في الكلية إلى تعليم الغير أو إفادة الغير بما هو عاجز عن فعله , وهذا الأمر مطابق تماماً للمعرفة التي يحصلها الأنبياء في السماء السابعة الكلية , ليكونوا مهيئين للإرسال الذي هو أيضاً مطابق لما يفعله من تخرج من الكلية , أي إن الأنبياء أيضاً عندما يُرسلون يعلمون الغير أو ينفعونهم بما هم عاجزون عن فعله , وتعليم الأنبياء للغير معروف , أما نفعهم للغير فأيضاً ربما يتوضح لك إن رجعت إلى العمل الإقتصادي ليوسف عليه السلام أو السياسي والإجتماعي له ولغيره من الأنبياء المرسلين عليهم السلام .
وبالنسبة لرؤياك بالخصوص , فمعناها أنك بإخلاصك لله وبتوفيق الله لك من أهل السماء السابعة الكلية , والرؤيا بشرى لك بإتمامها بفضل الله عليك , أما الموت فهو بمعناه الحقيقي إن شاء الله , أي الإنقطاع إلى الله والآخرة بعد معرفة الحقيقة , قال علي عليه السلام :
[ إنما كنت جاراً جاوركم بدني أياماً ] .
وقال محمد ص : [ من أراد أن يرى ميتاً يسير على الأرض فلينظر إلى علي بن أبي طالب ]
وسأوضح لك المسألة أكثر :
أولاً : الأرض = المدرسة الإبتدائية .
أي ما ترينه بالعين وتسمعينه بالأذن و .. و .. و .. و .. , وهذه كلها لا تتعدى إلى الملكوت بدون عمل , ويبقى الإنسان أرضياً لا يتعدى علمه هذه الأرض , ولا تتعدى معرفته هذه الحياة الدنيا , وإن قرأ ألف ألف كتاب في الدين والعقائد والعبادات , انظري ـــ سددك الله وووفقك إلى كل خير ــ إلى قوله تعالى :
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم .
هؤلاء المخاطبون بهذه الآية لم يكونوا تجاراً ألهتهم التجارة , بل هم علماء دين منشغلون بدراسة الدين وتدريسه , ولكن الله يقول لهم أنتم لا تعرفون شيئاً , وعلمكم فقط دنيوي لا علاقة له بالآخرة .
فالإنسان إذا علم لا بد له من العمل , والعمل لا بد له من الإخلاص , ليرتقي الإنسان وتكون معرفته حقيقية , فأنت إن تعلمت القراءة والكتابة كما هو الحال في الإبتدائية ولم تعملي بما تعلمتي لتزدادي معرفة , فما هو الفرق بينك وبين الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟
بل ربما يكون الأمي أفضل حالاً منك إن كان مستمعاً جيداً للمعلم .
أليست الحجارة أفضل من القلوب القاسية التي لا تسمع في بعض الأحيان ,
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) البقرة .
ثانياً : الملكوت = المدرسة الثانوية .
سأضعها لك في معادلات ليتضح أكثر سبب أن المراحل الثانوية ترمز للسماوات الست الملكوتية .
ست سنوات = ست سماوات
ست مراحل واحدة أعلى من الأخرى وبعدها = ست سماوات واحدة أعلى من الأخرى وبعدها .
تطبيق تعليم سابق لزيادة المعرفة .
لهذ تجدين من الطبيعي أن الملائكة يرمزون إلى الست الملكوتية أو الإرتقاء فيها أو إنهاء الإرتقاء فيها بالتعليم الثانوي أو السنوات الست من التعليم التي تعقب الإبتدائي , بل ومن الحكمة أن يكون الرمز لها قربياً منها ليُعرِّف بها بصورة واضحة .
وأيضاً ليتبين مدى القرب الرمزي .
انتبهي إلى انك في الدراسة الثانوية كنت تستخدمين الآلة التي حصلتي عليها في الإبتدائية , وهي القراءة والكتابة , ولكن هل كانت لوحدها تكفي للنجاح والإنتقال من مرحلة إلى مرحلة أعلى , أم كنت تحتاجين إلى التركيز وفهم ما تقرأين وتكتبين , أكيد أنك كنت تحتاجين إلى التركيز للفهم , وإلا فلا تحصل المعرفة ولا يكون هناك نجاح وإنتقال إلى مرحلة أعلى من التي أنت فيها , كذلك الأمر في إرتقاء السماوات الست الملكوتية , فالعمل بما تعلمتي سابقاً لا يكفي لوحده للإنتقال إلى مرحلة أعلى أو سماء أعلى وأرقى من التي أنت فيها , بل لا بد من الإخلاص , فالعمل دون إخلاص لا قيمة له ولا يزيد المعرفة , تماماً كالقراءة بدون تركيز .
فمثلاً ربما كنت في يوم ما تمسكين بيدك كتاباً وتقرئين فيه , ولكن فكرك مشغول في مشكلة عائلية , فتجدين نفسك بعد غلق الكتاب كأنك لم تكوني قد فتحتيه .
إلتفتي إلى التقرب الرمزي بينهما , وكم هي الحكمة بالغة عندما يرمز الملائكة للإرتقاء في السماوات الست بالدراسة الثانوية مثلاً .
ثالثاً : الكلية أو الدراسة العليا في الجامعات = السماء الكلية السابعة .
والرمز هنا لتطابق الاسم , فالسماء السابعة هي سماء كلية , وليست سماء جزئيات ومتنافيات وملائمات , وأيضاً الدراسة العليا بعد التعليم الثانوي تتم في مدرسة الشائع أنها تسمى كلية , ولا إشكال في كون أصل الاسم غير عربي , المهم أنه الاسم المعروف لهذه المدارس التي تختص بالتعليم العالي , وأيضاً كما بيّنت سابقاً في المسألة أن التعليم في الكلية عادة للتطبيق في أرض الواقع , أي أن الإنسان يقدم إلى الكلية من المجتمع الذي قدم منه , ليُعلّم أو لينفع المجتمع الإنساني بما تعلم وعرف , أو على الأقل نقول أنه قد أصبح مهيئاً لهذا الأمر بعد تخرجه من الكلية , وكذا الإنسان بعد أن يرتقي إلى السماء السابعة الكلية يكون مهيئاً لتعليم غيره , وليكون نافعاً للمجتمع الإنساني بما يؤدي إلى كماله و صلاحه , أو ليتبن الأمر بوضوح
أقول :
إن خريجي السماء الكلية السابعة هم أنبياء يمكن أن يرسلوا إلى الناس , ويمكن أن لا يرسلوا للناس , ولكن في كلا الحالين سيكونون نافعين ومصلحين للمجتمع الإنساني , وفي كلا الحالين سيكونون دعاة إلى الله , نعم هناك فرق كبير بين نبي مرسل ونبي مرسل , وهذا يمكن أن يتبين لك من قراءة كتاب النبوة الخاتمة .
ويبقى سؤال ربما سيتبادر إلى ذهن أي إنسان , وهو هل أن كل إنسان سواء كان ذكراً أم أنثى يمكن أن يكون نبياً , بمعنى أن له مقام النبوة ويرتقي إلى السماء الكلية السابعة ويحصل تلك المعارف التي يسر الله لبني آدم تحصيلها ؟
والجواب نعم , فالنبوة ليست مقتصرة على الرجال , بل المقتصر على الرجال هو الإرسال فقط , فباب الإرتقاء مفتوح للجميع لا فرق بين إنسان وآخر , فلا فرق بين ذكر وأنثى , ولا فرق بين عربي وأعجمي , ولا فرق بين أبيض وأسود , الباب مفتوح للجميع ضمن
قانون :
الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم , والعلم كله حجة إلا ما عمل به , والعمل كله رياء ألا ما كان مخلصاً , والإخلاص على خطر عظيم حتى ينظر المرء ما يختم له .
الجميع متساوون في هذا القانون .
طوبى لمن يسمعون ويعون بتوفيق الله لهم .
وفقكم الله وسددكم , وأرجو أن تذكروني في دعائكم جزاكم الله خيراً .
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
احمد الحسن .
Comment