إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

العصر المادي ، عقبة للقلوب

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • المعدن
    عضو نشيط
    • 22-04-2011
    • 130

    العصر المادي ، عقبة للقلوب

    تأملات
    الموضوع الأول
    العـصــر المـادي ، عـقـبـــه للقــلـــوب


    ((أخوتي أخواتي الكرام الأفاضل ، هذا هو موضوعي الأول في هذا الجمع الكريم والطاهر
    والله يغفر لي ان كنت أخطأت أو نسيت))




    بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على سيدي ومولاي محمد ابن عبدالله ، عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، الائمة والمهديين وسلم تسليمًا كثيرا.

    أخوتي وأحبتي أنصار الامام أحمد الحسن عليه السلام ، (يماني آل محمد عليهم السلام) تحية ومحبة وتقدير.

    من المؤكد ، بأن كثيرًا ما يُطلب من الأنصار حين يحاورهم باحث عن حق أو معاند ، فمن الوهلة الأولى يطلب هذا المحاور الرؤية (اي المشاهدة البصرية) للامام أحمد عليه السلام عينـًا وجهـرا.
    فيقول أحدهم مثلا: "هل للإمام صورة فوتوغرافيه؟" ، "أين هو كي نراه؟" وغير ذلك من المطالبات التي يكون عنوانها – المشاهدة البصرية - .
    ونحن نعلم جيدًا ، بأن الصورة البصرية (المشاهدة) لا تخدم هذا السائل في شيئ بشكل مباشر. فالعين هنا لا تخدم القلب الطاهر والفطرة النظيفة الصادقة للتعرف على هوية الدعوة ومنهاجها ونهجها. (وان شاء الله تتشرف أعين مواليه برؤيته قريبـًا).

    ولكن لماذا يكون هذا الطلب؟ وكأنه سؤال حتمي نتوقعه من أي سائل (غير مؤمن بالدعوة) عن هوية الامام أحمد اليماني عليه السلام.

    نحن نعلم بأن لغة البصر في هذا العصر ، باتت من الوسائل التي يعتمد عليها اعتماد أساسي في الحياة اليومية. فمنذ أن يولد الفرد (في القرن العشرون) فهو يتربى على البصريات المرتبطة بالماديات الملموسة ، فهو فرد بات أسير للفضاء المرئي الضيق ، فهو محاط بالكتل الأسمنية والكثير من المفردات الملموسة كالسيارات والاعلانات والشوارع والأرصفة والأسوار والبلاستيك والأوراق وغيرها من الحواجز البصرية والقريبة من ملامسة أصابعه (أو أنامله).

    فالبصر هي وسيلة للتعرف على مقتضيات الحياة اليومية في هذا العصر ، فالعين تتفحص الجودة ، والنظافة ، والشكل ، والعدد ، والجمال (قيمة نسبية) فالعين مقياس وميزان لاختيارات والخيارات المتاحة بالكم والكيف. وباتت العين هي عنوان لأي انطلاقة وأصبحت هي الوسيلة الشرعية للقياس في هذا الزمن.

    إلا أن العين هنا (وبسبب الماديات) قد صارت القيمة الأساسية لتستقبل ولتتلقى أكثر من كونها عين فاحصة لذات الشيئ. وتحولت العين كالماسورة التي تمر من خلها المشهديات البصرية الملموسة المادية ، لتكون النفس كالوعاء الذي يحتوي كل شيئ ، فاختلط ما بهذا الوعاء من أبيض وأسود ، فتحولت هذا المعطيات للون الرماي في وعاء القلب. هذا اللون الذي يعبـّـر عن اللارئي (البعض يسميها المحايدة ، وهو تعبير غير دقيق) ، فالفرد ومع هذا النهج أصبح مسلوب الارادة ، لا يتعامل مع المعطيات الروحانية بسبب هذا التلوث ، وبسبب هذه الحالة الرمادية.

    فارتبطت خبرات الناس بتلك المفردات والمواد (ماديات ملموسة) ارتاباط وثيقــًا ، بسبب أن البصر لا يكاد أن يفارق تعاطي الماديات ، فقد أدمن عليها الناس ويتعاطونها.

    الفرد بات ذو خبره من معرفة أنواع المواد تلك بمجرد أن يبصرها بسبب تعدد خبراته ، (مثال/ يعرف البلاستيك بمجرد النظر اليه من غير أن يلامسه).

    وقد صاحب ذلك بأن المسافه البصرية قد قلت وتراجعت ألى مسافات قريبه وغير بعيده ، وهذا بسبب اصطدام خط البصر بالمفردات العديدة القريبة والمحيطة بالفرد.

    (رجل المدينة ليس كرجل الصحراء، فرجل الصحراء عينه تصل بعيدا ، ومفردات رجل الصحراء قليلة اذا ما قيست برجل المدينة ، ورجل المزارع يتعامل مع مفردات طبيعية أكثر من كونها مصنـّـعة).

    فصارت الهوية البصرية ذات صياغة مادية ، أكثر منها قلبية روحانية ، فضربت هذه الماديات وبنت حول الفرد جدار سميكا لا تكاد تخترقه الكلمة.

    فتحول الانسان الى ما يشبه الآلة الحاسبة الرياضية المادية التي تبنى على أن 1+1= يحب أن يكون الناتج2
    نعم ، صحيح بأن ما سبق تعد نتيجه حتيمة ومنطق رياضي صارم ، لكن هذا النهج بات من معطيات والمفردات التي لا تستوعبها قلوب هذا الزمان إلا هي.

    ان الماديات هي قالب (محدد بشكل وحدوده وبمنهجه) وقد صاغ هذا القالب عقول الأفراد لهذا العصر ، فهو يتحرك وفق تحرك الآخرين ولا يتحرك بتلقائية خاصة ، ويأكل وفق الآخرين ، ويتكلم كذلك ، ويلبس كذلك...إلخ. فيرى بأن الخروج عن الأمور العامة هي عملية شاذة لا يجب أن يخرج عنها ، وبمجرد أن يبدي ملاحظاته التي تغاير الأمور العامة ، يعتبر خارج عن قانون العامة ، فيكون شاذا ، لنطلق على هذه العملية مفردة أدرلجة أو المؤدلجون (أدلجه = اي الأيدلوجية ، فالفرد أصبح مؤدلج)

    فارتبطت حركاته وافعاله ومشاعره بنهج العامة ونهج الآخرين ، فباتت العامة منهاجًا وبات الفرد والجماعه كذلك مؤدلجون.

    فهذه الأدلجة أتت ببناء (حجر على حجر) مع مرور الوقت ، وكانت ولازالت لها الكلمة والسطوه العليا ، وبات الفرد يراها من الأمور التي يجب أن يسير بركبها ولا يجب عليه أن يخرج منها أو عليها.

    لذلك صار الانسان رقيب نفسه وامين على هذا النهج المادي. لا بل ومن دعاتها وهو لا يشعر.

    فيقول مولاي الامام أحمد الحسن عليهم السلام : " اعملوا بما علمتم ، وعرفتم من الله سبحانه ، دون خوفا أو حساب أي شيئ مهما كان عظيم في اعين الناس ، الذي يحسبون الدنيا والمادة ، ولا يحسبون الله سبحانه" (خطاب الحج للامام أحمد عليه السلام).

    لنعلم هنا (وأنتم أعلم مني بذلك) فقد احتاجت الكلمة الحقة ، أن تتخذ أدوات ثاقبة (ليس كالسابق) كي تخرق سماكة هذا الجدار الصلد ، فالكلمة الآن لا تتعامل مع تراكمات للفرد نفسه ، بل تتعامل مع تراكمات قد أشترك ببنائها مجتمعات عديدة ساعتدها بذلك الوقت (وهذا بسبب عصر العولمة والماديات).

    نعم أن هناك شبـّاك لهذا الجدار المادي ، وهو شباك ذو فلاتر من نوع خاص لا تسمح إلا بمرور ما تتوفر فيه الشروط ، وهي شروط المادية (الملموسة ، المرئية) وأنا نفسي لا زلت أحد ضحاياها. فعلى الكلمة الآن أن تتخذ أساليب تتناسب مع من نتعامل معهم من أصحاب الماديات، لأن خلف هذا الجدار السميك أنفس مغيبة تحتاجكم ، وهي أنفس إما أن تكون:
    - ميته
    - نائمة
    - مريضة
    - معذبة
    فلا سبيل لنا لمعرفه نوعيه هذه الأنفس إلا إذا اخترقنا هذا الجدار ، ولعلكم في نهاية الأمر ، لربما لن تجدوا أي نفس خلف تلك الجدران ، فتلك الجدران المادية قد جعلت من الجسد خاوي من النفس التي تتعامل مع اللاماديات والروحانيات.
    فالماديات حجبت رؤية القلب من التأملات ، والتفكر ، والمجالسة مع النفس والذات وتقييم الذات، لنعلم أخوتي بأن السرعة قد صادرت على الأنفس أن تعرف معنى الروحانيات وتتعرف عليها ، وهي تلك التي أشبه بالرياح التي أخذت بطريقها كل ناعم ، وعلى كل ما هو على السطح.
    فالسفياني تعني / سريع الخطى ، وهي أيضا تعني : السفياني اشتقاقه من السافى، وهو ما سفته الريح من تراب وغيره ، وكان سفيان فعلان من ذلك .
    (والله أعلم)

    نحن أمام مجموعة من السَّـفـْيـَنـَه (كما نقول مَيـْكــَنـَة) المنهجية التي تحلى بها الناس في هذا الزمان ، فتعايشوا معها ، وهي باتت اللغة الرسمية التي يتفاهمون معها وبها ومن خلالها.

    نحن امام نهجين مغايرين من الشكل والمضمون (المادي والمعنوية) يسيران بشكل متضاد ، متواجهان ، فاحتكاكهما ببعضهما البعض حين التلاقي يتنج عنه ضحايا وإصابات فكرية. ونسأل الله التوفيق وان يسدد خطاكم.


    أسأل الله لي ولكم التوفيق
    واعوذ بالله واستغفره ان كنت سهوت أو ظلمت.
    والصلاة والسلام على محمد وآله ، الأئمة والمهديون وسلم تسليمًا كثيرا.



    كتبها العبد الحقير
    الجاهل الفقير
    خادمكم / المعدن
    خادمكم المعدن
    اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
  • الجهاد باب الجنة
    عضو نشيط
    • 06-08-2010
    • 408

    #2
    رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    وفقك الله على هذا الموضوع الرائع
    نسال الله ان ينور طريق السائرين الى الله
    اخي الفاضل ننتظر جديدك
    قال قائم ال محمد
    الامام احمد الحسن ع
    والحق اقول لكم
    ان في التوراة مكتوب
    توكل علي بكل قلبك
    ولاتعتمد على فهمك
    في كل طريق اعرفني وانا اقوم سبيلك
    لاتحسب نفسك حكيم
    اكرمني وادب نفسك بقولي .
    اللهم انصرنا وانتصر بنا لدينك بفضلك ومنك وعطائك الابتداء.

    Comment

    • المعدن
      عضو نشيط
      • 22-04-2011
      • 130

      #3
      رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

      بسم الله الرحمن الرحيم
      المراقب العام / الجهاد باب الجنة

      اسعدني مرور الكريم على الموضوع

      ونسأل العلي القدير ، أن ممن يستمعون للقول ويتبعون أحسن
      ونكون لبنة (ولو صغيرة) في دعامات هذه الدعوة المباركة

      شكرا للمرور الكريم
      خادمكم المعدن
      اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

      Comment

      • حجج الله
        عضو مميز
        • 12-02-2010
        • 2119

        #4
        رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

        موضوع مميز و به الكثير مما يلامس و يحدد العقبات النفسية المادية عندنا جميعا.... اعاننا الله و إياكم على محاربة طاغوت المادة و الانتصار عليها...

        في انتظار جديدكم أخي الكريم معدن.... تم التقيم

        ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: (( ترد على احدهم القضيه في حكم من الاحكام فيحكم فيها برأيه ، ثم ترد تلك القضيه بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله وإلاههم واحد ، ونبيهم واحد ، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه ؟ ام نهاهم عنه فعصوه ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً ناقصاً فأستعان بهم على اتمامه ؟ أم كانوا شركاء لهُ، فلهم أن يقولوا ، وعليه أن يرضى ؟ أم انزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول (( صلى الله عليه واله وسلم )) عن تبليغه وادائه ؟ والله سبحانه يقول ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) وفيه تبيان لكل شيء وذكر ان الكتاب يصدق بعضة بعضا ، وانه لا اختلاف فيه فقال سبحانه ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) وان القرآن ظاهره انيق ، وباطنه عميق ، لاتفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولاتكشف الظلمات الا به ) نهج البلاغه ج1 ( ص 60-61 ).

        صدقت أيها الصديق الأكبر


        Comment

        • المعدن
          عضو نشيط
          • 22-04-2011
          • 130

          #5
          رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

          المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حجج الله مشاهدة المشاركة
          موضوع مميز و به الكثير مما يلامس و يحدد العقبات النفسية المادية عندنا جميعا.... اعاننا الله و إياكم على محاربة طاغوت المادة و الانتصار عليها...

          في انتظار جديدكم أخي الكريم معدن.... تم التقيم
          المحترم / حجج الله وفقك الله ، واسعدني مرورك الكريم

          وأشكر لك تقييمك ، وهو بالنسبة لي اعتزاز

          شكرا لوقت الذي خصصته لهذه الأسطر الفقيرة ، بارك الله فيك

          ونسألكم الدعاء

          شكــــــــــــرا
          خادمكم المعدن
          اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

          Comment

          • اختياره هو
            مشرف
            • 23-06-2009
            • 5310

            #6
            رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

            شكرا على الموضوع الجميل .. واذن لي ان ارسلج باسمك الى صحيفة الصراط المستقيم التابعة لانصار الامام المهدي ع..

            انقل هذا الجواب من الامام احمد الحسن ع
            السؤال / آمل أن لا تترعج من كلامي ، وآسفة إذا بدرت من أسئلتي شيء يسئ الأدب ، وأكرر شكري وامتناني على اهتمامك ، فهذا دليل على روح أخلاقك العالية ، في رعاية الأب والابن وروح القدس .
            reta . jorj
            امرأة مسيحية / ٢٠٠٥
            الجواب / لا أنزعج ، ولكني حزين لأجلكم ، فقد تهتم يا أهل الأرض في صحراء المادة ، كما تاه بنو إسرائيل في صحراء سيناء .
            أحمد الحسن
            السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوة ومعدن العلم وموضع الرسالة

            Comment

            • المعدن
              عضو نشيط
              • 22-04-2011
              • 130

              #7
              رد: العصر المادي ، عقبة للقلوب

              المشاركة الأصلية كتبت بواسطة HOWA مشاهدة المشاركة
              شكرا على الموضوع الجميل .. واذن لي ان ارسلج باسمك الى صحيفة الصراط المستقيم التابعة لانصار الامام المهدي ع..

              انقل هذا الجواب من الامام احمد الحسن ع
              السؤال / آمل أن لا تترعج من كلامي ، وآسفة إذا بدرت من أسئلتي شيء يسئ الأدب ، وأكرر شكري وامتناني على اهتمامك ، فهذا دليل على روح أخلاقك العالية ، في رعاية الأب والابن وروح القدس .
              reta . jorj
              امرأة مسيحية / ٢٠٠٥
              الجواب / لا أنزعج ، ولكني حزين لأجلكم ، فقد تهتم يا أهل الأرض في صحراء المادة ، كما تاه بنو إسرائيل في صحراء سيناء .
              أحمد الحسن
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              السيد الفاضل /HOWA المحترم

              لا تستأذني فيه شيئ لا أملكه ، فهو لكم ،،،، هذا إن كان يرقى لمقامك الكبير
              فيه أحرف وكلمات ، خرجت من عقل سقيم ، وقلب عليل
              وان لله وان اليه راجعون

              وقد شرفتني بكلمات من الامام أحمد الحسن (ع) الرفيعة ، وجعلتها تزين عنق هذه المقالة القبيحة

              والله لقد اقشعر جسدي حينما قرأت كلماته (ع) ، بتفحص وامعان واهتمام وتفكـّر

              بارك الله فيكم ايها الأخوه الكرام ، ووفقنا واياكم ، اللهم آمين
              بحق محمد وآله الأئمة والمهديين

              شكرا شكرا شكرا لك
              خادمكم المعدن
              اللهم صل على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

              Comment

              Working...
              X
              😀
              🥰
              🤢
              😎
              😡
              👍
              👎