بسم الله الرحمن الرحيم
من ابن ملجم إلى دمشقية يا لِـــظلامة علي(ص)!!
د. موسى الأنصاري
لقد بات من أوضح الواضحات أن علي بن أبي طالب(ص) هو ميزان إلهي ينكشف فيه من هو صحيح الأخلاق أو هو فاسدها ، ولو يتصفح التاريخ الناس وينظروا في مبغضي علي ابن أبي طالب(ص) سيجدون أنهم كلهم من دون استثناء يعانون من النقص الأخلاقي ومن الشعور المؤلم بالدونية (التسافل) ولقد أصاب القائل في علي(ص) بقوله :
هم يحسدوك على علاك وإنما *** متسافل الدرجات يحسد من علا
ونحن نمر هذه الأيام بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين(ص) الذي أبت يد الغدر والخسة إلا أن تجعل من الزمان والمكان منقبة عظيمة وجديدة تضاف إلى مناقبه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى ، فكان الزمان (شهر القرآن) ، وكان المكان (محراب الصلاة) ، فكان الحدث شاهداً على أولئك الذين يمقتون زمان الله سبحانه ومكانه وإنسانه وهو علي(ص) ، وكان هذا الحدث الجلل فضيحة انكشفت فيها عورة كل الذين يبغضون علياً(ص) ويشنعون عليه .
ولكن ما يلفت الانتباه ونحن نتصفح التاريخ مرورا بما يحدث اليوم في واقعنا هو ما نجده من أهل الشام ـ للأسف ـ كأنهم لم يستفيدوا من درس التجهيل الذي تلقوه على يد معاوية بن هند (وأسميه باسم أمه لأن انتسابه لأبي سفيان غير صحيح فهو ليس ابنه وحادثة سؤال الكاهن في حمل هند مشهورة تاريخيا!!)
لقد عمل معاوية بن هند على استجهال أهل الشام إلى درجة أنهم كانوا لا يعرفون ـ وهم خاضوا حروبا ضد علي(ص) ـ هل كان علي(ص) يصلي؟؟!! ولذا كان خبر استشهاده في محراب الصلاة صاعقة أيقظت بعض الذين استحمرهم معاوية أما السواد الأعظم فقد بقي على عشقه لعجل آل أمية ، بل أنهم اصطبغوا بصبغته حتى صاروا أمويون حد النخاع!!
لم يلتفت ـ للأسف ـ حتى مؤرخو المسلمين لهذه المنقبة العظيمة والبشرى التي سمعها علي(ص) من فم حبيب الله ورسوله محمد(ص) عندما قال له : يا علي كيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا (واشار بيده إلى لحيته الشريفة ورأسه الشريف)؟؟!! فرد علي(ص) : أوَ بسلامة من ديني يا رسول الله(ص)؟! قال : نعم ، قال علي(ص) : والله هذا مقام الشكر لا الصبر!!
ولقد ترجم علي(ص) شكره في ذاك الموقف الجليل بقوله جوابا لضربة الغدر : فزت ورب الكعبة ، وكانت هذه الصيحة العظيمة قارعة في أذن كل الطواغيت وأذنابهم من أول الزمان إلى آخره ، فكان علي(ص) شاكرا لسلامة الدين ماضيا في سبيل الحق ولم تثنه الهزاهز والفتن عن بيان منهج الحق وسبيله ، حتى في ذاك الموقف العصيب الذي تضعف الجبال الرواسي عن حمله كان علي(ص) معلما إلهيا للناس يعلمهم كيف يكون استقبال البلاء عند وقوعه مع سلامة الدين .
لا أحد فهم للأسف هذا الدرس الإلهي العظيم لا بالأمس ولا اليوم ، بل نرى اليوم تتكرر المصيبة نفسها مع علي(ص) في الزمان والمكان ، في شهر الله وفي محراب الصلاة ، حيث ينبغي أن يعرف المسلمون أنهم في هذا الشهر الإلهي العظيم لا مكان لهم أينما كانوا يجلسون غير محراب الصلاة فعندما يكون العبد في ضيافة الله ، فلا مكان له غير محراب الصلاة .
نعم في الزمان والمكان ومع الإنسان نفسه كان حاضراً ابن ملجم هذا العصر وهو المدعو (عبد الرحمن دمشقية) وسبحان الله ليس في تلاقي هذين الشقيين في اسم (عبد الرحمن) ما يسمونه اليوم بـ(المصادفة) بل هو ـ والله ـ آية عظيمة لمن ألقى السمع وهو شهيد فذاك ابن ملجم وهذا دمشقية ، وكلاهما تجري في عروقهما دماء أبيهما (الروحي) معاوية بن هند ، فكلاهما ارتضعا بغض علي(ص) من صدر الفساد أمهما (هند الهنود وآكلة الكبود)!!
فابن ملجم هذا الزمان المدعو (دمشقية) أبى إلا أن يكون صاحب الغدر الأكبر والطعنة الأكثر إيلاما لله سبحانه ولأوليائه(ع) عندما تطاول على شرع الله سبحانه وسخر من قول الله سبحانه في علي(ص) الذي لا يختلف فيه المسلمون على اختلاف مشاربهم ، بل حتى المسيحيون المؤمنون لا يختلفون في ذلك ، حيث نزل في محمد(ص) وأهل بيته : علي والحسنين وفاطمة(صلوات الله عليهم أجمعين) قرآن يُتلى إلى يوم القيامة عندما خرج بهم رسول الله(ص) إلى مباهلة نصارى نجران في واقعة أشهر من أن يستدل عليها بمصدر .
فنزل قول الله عز وجل{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61) ، وهاكم اقرؤوا ما كتبه صاحب تفسير الجلالين وهو من التفاسير المشهورة لدى السنة ولا يجادل في ذلك أحد : [(فمن حاجك) جادلك من النصارى (فيه من بعد ما جاءك من العلم) بأمره (فقل) لهم (تعالَوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فنجمعهم (ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك فقال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم: إذا دعوت فأمِّنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو نُعيم ، وعن ابن عباس قال: لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ، وروي: لو خرجوا لاحترقوا](تفسير الجلالين/آية 61 من سورة آل عمران) .
فواقع المباهلة قد أحكم كلمات الله سبحانه فكان الأبناء : الحسن والحسين من طرف محمد(ص) ، والنساء فاطمة(ص) ، والنفس علي(ص) ، وهذا لا يختلف فيه مسلمان ، حتى وصلنا إلى آخر الزمان الذي صرنا نسمع فيه صوت ابن ملجم ثانية وهو يقول (إذا تفسرون أنفسنا هنا بعلي فأنتم حكمتم ببطلان زواج علي من فاطمة!! فكيف يزوج المرء نفسه من ابنته؟؟؟!!!)؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
هل سمعتم يا علماء المسلمين ويا عوامهم كيف أظهر هذا الناصبي (دمشقية) بغضه لعلي ولمحمد ولفاطمة(صلوات الله عليهم أجمعين)؟؟!! ورأيتم كيف طعن بشهادة الله سبحانه لعلي(ص) كونه نفس رسول الله(ص) في الفضل والكرامة ، لينقل معنى مفردة (أنفسنا) إلى مقام التشريع فيتهم من زوجه رسول الله(ص) بأمر السماء أي بأمر الله سبحانه بأن زواجه باطل!!!
هل رأيتم مثل هذه المصيبة ، ومثل هذا التطاول على الله سبحانه وعلى رسوله(ص)؟؟!! ، وهنا المسلمون كلهم اليوم أمام مسؤولية كبيرة وعظيمة : ففعل الدمشقية الشنيع والخطير (ابن ملجم آخر الزمان) لا يختلف عن من تطاول على حرمة القرآن وأحرقه ، ولا يختلف عن جريمة الإساءة لشخص الرسول الكريم(ص) بالرسوم الكاريكاتورية ، بل إن جريمة المدعو (دمشقية) أعظم وأكبر لأنه يدعي أنه مسلم ، وإذا به يسيء لمقام الله العلي العظيم في تحريف كلماته ونقلها من ميدان الشهادة بالفضل لعلي بن أبي طالب(ص) ووضعها في موضع التشريع ليفتري على الله سبحانه وعلى رسوله(ص) وعلى دين الله جل وعلا الثابت الذي لا يختلف فيه المسلمون ويعلن بوقاحة وسفاهة قل نظيرها : أن هذه الآية الشريفة قضت ببطلان زواج علي(ص) من فاطمة ، وهذا الزواج الإلهي المقدس العظيم بنظر الله سبحانه وبنظر رسوله(ص) صار زواجا باطلا بنظر المدعو (دمشقية)!!!
فهل رأيتم فساد دين وأخلاق كهذا الذي بدا من فم ابن ملجم هذا الزمان (دمشقية)؟؟!! وكما يعلم كل مسلم شريف وغيور على دينه قول القائل :
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
ففعل هذا الدمشقية وجريمته بحق محمد(ص) وعلي(ص) وفاطمة(ص) ما هو إلا امتداد لتلك الجريمة التي جعلت جبرائيل(ع) يصيح من فوق سبع سماوات (تهدمت والله أركان الهدى) فبالأمس سيف ابن ملجم الغادر ، واليوم لسان الدمشقية الغادر ، وكأن علياً(ص) في كل زمان يكشف خستهم وذل أنفسهم ووضاعة أخلاقهم بل ويكشف حقيقة نسبهم والدماء التي تجري في عروقهم ، ولذا فهم لا يحملون لعلي(ص) إلا الحنق والبغض والشنئان ، ولا يتركون مناسبة إلا وينفسون عن هذا الحقد الأعمى لهذه الشخصية الإلهية العظيمة ولهذا المثل الإنساني النبيل الذي تجلت به كل صفات النبل والخير .
لقد كان برنامج (كلمة سوداء) على قناة صفا الوهابية منبرا لهذا الدمشقية كي ينفس عن بغضه لله سبحانه ولمحمد رسوله(ص) ولعلي(ص) وفاطمة(ص) وهما وليان صالحان من أولياء الله ، وسبحان الله في أيام تلك الذكرى الغادرة لفعلة أشقى الآخرين يأبى ابن ملجم في هذا الزمان وهو المدعو (دمشقية) إلا أن يضيف إلى جراحات السنان التي هدمت الدين جراحات لسانه التي تصافقت مع فعل ابن ملجم ليكون الاثنان (دمشقية وابن ملجم) في خانة واحدة ، حيث فضحهم علي(ص) في محراب صلاته وفي شهر الله سبحانه ، وبيَّن أنهما عدوان صريحان واضحان لله جل وعلا وهما سائران على نهج أبيهما الذي قال فيه الحق سبحانه{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر/6) وهذا الدمشقية هو من ألسنة حزب الشيطان في هذا الزمان وهم كثير .
ويمكن للقارئ الكريم أن يعرف سبب حقد الدمشقية على علي بن أبي طالب(ص) بمراجعة ما قاله عن سبب طرده من (أزهر لبنان) في عام 1972م ، وما سبب هذا الطرد والوثائق المنشورة حتى على موقعه بهذا الشأن ، وسبحان الله هذا الداء الخبيث هو داء كل الذين يبغضون عليا(ص) في أول الزمان وفي آخر الزمان ، ولعل في فضيحة الشيخ الوهابي (عدنان العرعور) خير دليل على هذا الأمر حيث بالوثائق أخرجت قناة الدنيا الفضائية وبشهود أحياء على فعل العرعور المنافي للأخلاق وسبب طرده من كلية الضباط كذلك في بداية السبعينات .
وخير ما يُختم به بيان رسول الله(ص) لحال من يبغض علياً(ص) حيث: [قال ابن عباس : كنت انا ورسول الله وعلي بن أبي طالب بفناء الكعبة إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل فتفل رسول الله وقال لُعنت ، فقال علي : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : أو ما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين ، فوثب علي واخذ بناصيته وخرطومه وجذبه فأزاله عن موضعه وقال لأقتلنه يا رسول الله ، فقال رسول الله : أما علمت يا علي انه قد اجل له إلى يوم الوقت المعلوم ، فتركه فوقف إبليس وقال : يا علي دعني أبشرك فما لي عليك ولا على شيعتك سلطان والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) ، فقال النبي دعه يا علي فتركه .]( مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 2 - ص 86 - 87) .
من ابن ملجم إلى دمشقية يا لِـــظلامة علي(ص)!!
د. موسى الأنصاري
لقد بات من أوضح الواضحات أن علي بن أبي طالب(ص) هو ميزان إلهي ينكشف فيه من هو صحيح الأخلاق أو هو فاسدها ، ولو يتصفح التاريخ الناس وينظروا في مبغضي علي ابن أبي طالب(ص) سيجدون أنهم كلهم من دون استثناء يعانون من النقص الأخلاقي ومن الشعور المؤلم بالدونية (التسافل) ولقد أصاب القائل في علي(ص) بقوله :
هم يحسدوك على علاك وإنما *** متسافل الدرجات يحسد من علا
ونحن نمر هذه الأيام بمناسبة استشهاد أمير المؤمنين(ص) الذي أبت يد الغدر والخسة إلا أن تجعل من الزمان والمكان منقبة عظيمة وجديدة تضاف إلى مناقبه العظيمة التي لا تعد ولا تحصى ، فكان الزمان (شهر القرآن) ، وكان المكان (محراب الصلاة) ، فكان الحدث شاهداً على أولئك الذين يمقتون زمان الله سبحانه ومكانه وإنسانه وهو علي(ص) ، وكان هذا الحدث الجلل فضيحة انكشفت فيها عورة كل الذين يبغضون علياً(ص) ويشنعون عليه .
ولكن ما يلفت الانتباه ونحن نتصفح التاريخ مرورا بما يحدث اليوم في واقعنا هو ما نجده من أهل الشام ـ للأسف ـ كأنهم لم يستفيدوا من درس التجهيل الذي تلقوه على يد معاوية بن هند (وأسميه باسم أمه لأن انتسابه لأبي سفيان غير صحيح فهو ليس ابنه وحادثة سؤال الكاهن في حمل هند مشهورة تاريخيا!!)
لقد عمل معاوية بن هند على استجهال أهل الشام إلى درجة أنهم كانوا لا يعرفون ـ وهم خاضوا حروبا ضد علي(ص) ـ هل كان علي(ص) يصلي؟؟!! ولذا كان خبر استشهاده في محراب الصلاة صاعقة أيقظت بعض الذين استحمرهم معاوية أما السواد الأعظم فقد بقي على عشقه لعجل آل أمية ، بل أنهم اصطبغوا بصبغته حتى صاروا أمويون حد النخاع!!
لم يلتفت ـ للأسف ـ حتى مؤرخو المسلمين لهذه المنقبة العظيمة والبشرى التي سمعها علي(ص) من فم حبيب الله ورسوله محمد(ص) عندما قال له : يا علي كيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا (واشار بيده إلى لحيته الشريفة ورأسه الشريف)؟؟!! فرد علي(ص) : أوَ بسلامة من ديني يا رسول الله(ص)؟! قال : نعم ، قال علي(ص) : والله هذا مقام الشكر لا الصبر!!
ولقد ترجم علي(ص) شكره في ذاك الموقف الجليل بقوله جوابا لضربة الغدر : فزت ورب الكعبة ، وكانت هذه الصيحة العظيمة قارعة في أذن كل الطواغيت وأذنابهم من أول الزمان إلى آخره ، فكان علي(ص) شاكرا لسلامة الدين ماضيا في سبيل الحق ولم تثنه الهزاهز والفتن عن بيان منهج الحق وسبيله ، حتى في ذاك الموقف العصيب الذي تضعف الجبال الرواسي عن حمله كان علي(ص) معلما إلهيا للناس يعلمهم كيف يكون استقبال البلاء عند وقوعه مع سلامة الدين .
لا أحد فهم للأسف هذا الدرس الإلهي العظيم لا بالأمس ولا اليوم ، بل نرى اليوم تتكرر المصيبة نفسها مع علي(ص) في الزمان والمكان ، في شهر الله وفي محراب الصلاة ، حيث ينبغي أن يعرف المسلمون أنهم في هذا الشهر الإلهي العظيم لا مكان لهم أينما كانوا يجلسون غير محراب الصلاة فعندما يكون العبد في ضيافة الله ، فلا مكان له غير محراب الصلاة .
نعم في الزمان والمكان ومع الإنسان نفسه كان حاضراً ابن ملجم هذا العصر وهو المدعو (عبد الرحمن دمشقية) وسبحان الله ليس في تلاقي هذين الشقيين في اسم (عبد الرحمن) ما يسمونه اليوم بـ(المصادفة) بل هو ـ والله ـ آية عظيمة لمن ألقى السمع وهو شهيد فذاك ابن ملجم وهذا دمشقية ، وكلاهما تجري في عروقهما دماء أبيهما (الروحي) معاوية بن هند ، فكلاهما ارتضعا بغض علي(ص) من صدر الفساد أمهما (هند الهنود وآكلة الكبود)!!
فابن ملجم هذا الزمان المدعو (دمشقية) أبى إلا أن يكون صاحب الغدر الأكبر والطعنة الأكثر إيلاما لله سبحانه ولأوليائه(ع) عندما تطاول على شرع الله سبحانه وسخر من قول الله سبحانه في علي(ص) الذي لا يختلف فيه المسلمون على اختلاف مشاربهم ، بل حتى المسيحيون المؤمنون لا يختلفون في ذلك ، حيث نزل في محمد(ص) وأهل بيته : علي والحسنين وفاطمة(صلوات الله عليهم أجمعين) قرآن يُتلى إلى يوم القيامة عندما خرج بهم رسول الله(ص) إلى مباهلة نصارى نجران في واقعة أشهر من أن يستدل عليها بمصدر .
فنزل قول الله عز وجل{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}(آل عمران/61) ، وهاكم اقرؤوا ما كتبه صاحب تفسير الجلالين وهو من التفاسير المشهورة لدى السنة ولا يجادل في ذلك أحد : [(فمن حاجك) جادلك من النصارى (فيه من بعد ما جاءك من العلم) بأمره (فقل) لهم (تعالَوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فنجمعهم (ثم نبتهل) نتضرع في الدعاء (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى وقد دعا صلى الله عليه وسلم وفد نجران لذلك لما حاجوه به فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك فقال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا فوادعوا الرجل وانصرفوا فأتوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال لهم: إذا دعوت فأمِّنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية رواه أبو نُعيم ، وعن ابن عباس قال: لو خرج الذين يباهلون لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلا ، وروي: لو خرجوا لاحترقوا](تفسير الجلالين/آية 61 من سورة آل عمران) .
فواقع المباهلة قد أحكم كلمات الله سبحانه فكان الأبناء : الحسن والحسين من طرف محمد(ص) ، والنساء فاطمة(ص) ، والنفس علي(ص) ، وهذا لا يختلف فيه مسلمان ، حتى وصلنا إلى آخر الزمان الذي صرنا نسمع فيه صوت ابن ملجم ثانية وهو يقول (إذا تفسرون أنفسنا هنا بعلي فأنتم حكمتم ببطلان زواج علي من فاطمة!! فكيف يزوج المرء نفسه من ابنته؟؟؟!!!)؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
هل سمعتم يا علماء المسلمين ويا عوامهم كيف أظهر هذا الناصبي (دمشقية) بغضه لعلي ولمحمد ولفاطمة(صلوات الله عليهم أجمعين)؟؟!! ورأيتم كيف طعن بشهادة الله سبحانه لعلي(ص) كونه نفس رسول الله(ص) في الفضل والكرامة ، لينقل معنى مفردة (أنفسنا) إلى مقام التشريع فيتهم من زوجه رسول الله(ص) بأمر السماء أي بأمر الله سبحانه بأن زواجه باطل!!!
هل رأيتم مثل هذه المصيبة ، ومثل هذا التطاول على الله سبحانه وعلى رسوله(ص)؟؟!! ، وهنا المسلمون كلهم اليوم أمام مسؤولية كبيرة وعظيمة : ففعل الدمشقية الشنيع والخطير (ابن ملجم آخر الزمان) لا يختلف عن من تطاول على حرمة القرآن وأحرقه ، ولا يختلف عن جريمة الإساءة لشخص الرسول الكريم(ص) بالرسوم الكاريكاتورية ، بل إن جريمة المدعو (دمشقية) أعظم وأكبر لأنه يدعي أنه مسلم ، وإذا به يسيء لمقام الله العلي العظيم في تحريف كلماته ونقلها من ميدان الشهادة بالفضل لعلي بن أبي طالب(ص) ووضعها في موضع التشريع ليفتري على الله سبحانه وعلى رسوله(ص) وعلى دين الله جل وعلا الثابت الذي لا يختلف فيه المسلمون ويعلن بوقاحة وسفاهة قل نظيرها : أن هذه الآية الشريفة قضت ببطلان زواج علي(ص) من فاطمة ، وهذا الزواج الإلهي المقدس العظيم بنظر الله سبحانه وبنظر رسوله(ص) صار زواجا باطلا بنظر المدعو (دمشقية)!!!
فهل رأيتم فساد دين وأخلاق كهذا الذي بدا من فم ابن ملجم هذا الزمان (دمشقية)؟؟!! وكما يعلم كل مسلم شريف وغيور على دينه قول القائل :
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
ففعل هذا الدمشقية وجريمته بحق محمد(ص) وعلي(ص) وفاطمة(ص) ما هو إلا امتداد لتلك الجريمة التي جعلت جبرائيل(ع) يصيح من فوق سبع سماوات (تهدمت والله أركان الهدى) فبالأمس سيف ابن ملجم الغادر ، واليوم لسان الدمشقية الغادر ، وكأن علياً(ص) في كل زمان يكشف خستهم وذل أنفسهم ووضاعة أخلاقهم بل ويكشف حقيقة نسبهم والدماء التي تجري في عروقهم ، ولذا فهم لا يحملون لعلي(ص) إلا الحنق والبغض والشنئان ، ولا يتركون مناسبة إلا وينفسون عن هذا الحقد الأعمى لهذه الشخصية الإلهية العظيمة ولهذا المثل الإنساني النبيل الذي تجلت به كل صفات النبل والخير .
لقد كان برنامج (كلمة سوداء) على قناة صفا الوهابية منبرا لهذا الدمشقية كي ينفس عن بغضه لله سبحانه ولمحمد رسوله(ص) ولعلي(ص) وفاطمة(ص) وهما وليان صالحان من أولياء الله ، وسبحان الله في أيام تلك الذكرى الغادرة لفعلة أشقى الآخرين يأبى ابن ملجم في هذا الزمان وهو المدعو (دمشقية) إلا أن يضيف إلى جراحات السنان التي هدمت الدين جراحات لسانه التي تصافقت مع فعل ابن ملجم ليكون الاثنان (دمشقية وابن ملجم) في خانة واحدة ، حيث فضحهم علي(ص) في محراب صلاته وفي شهر الله سبحانه ، وبيَّن أنهما عدوان صريحان واضحان لله جل وعلا وهما سائران على نهج أبيهما الذي قال فيه الحق سبحانه{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر/6) وهذا الدمشقية هو من ألسنة حزب الشيطان في هذا الزمان وهم كثير .
ويمكن للقارئ الكريم أن يعرف سبب حقد الدمشقية على علي بن أبي طالب(ص) بمراجعة ما قاله عن سبب طرده من (أزهر لبنان) في عام 1972م ، وما سبب هذا الطرد والوثائق المنشورة حتى على موقعه بهذا الشأن ، وسبحان الله هذا الداء الخبيث هو داء كل الذين يبغضون عليا(ص) في أول الزمان وفي آخر الزمان ، ولعل في فضيحة الشيخ الوهابي (عدنان العرعور) خير دليل على هذا الأمر حيث بالوثائق أخرجت قناة الدنيا الفضائية وبشهود أحياء على فعل العرعور المنافي للأخلاق وسبب طرده من كلية الضباط كذلك في بداية السبعينات .
وخير ما يُختم به بيان رسول الله(ص) لحال من يبغض علياً(ص) حيث: [قال ابن عباس : كنت انا ورسول الله وعلي بن أبي طالب بفناء الكعبة إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل فتفل رسول الله وقال لُعنت ، فقال علي : ما هذا يا رسول الله ؟ قال : أو ما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين ، فوثب علي واخذ بناصيته وخرطومه وجذبه فأزاله عن موضعه وقال لأقتلنه يا رسول الله ، فقال رسول الله : أما علمت يا علي انه قد اجل له إلى يوم الوقت المعلوم ، فتركه فوقف إبليس وقال : يا علي دعني أبشرك فما لي عليك ولا على شيعتك سلطان والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن ( وشاركهم في الأموال والأولاد ) ، فقال النبي دعه يا علي فتركه .]( مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 2 - ص 86 - 87) .
Comment