الخلافة تنصيب إلهي و ليست شورى
ورد في صحيح البخاري - البخاري - ج 8 - ص 121:
( عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى ).
وقال ابن حجر في فتح الباري - ج 13 - ص 164:
( ( قوله ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة ) في رواية صفوان بن سليم ما بعث الله من نبي ولا بعده من خليفة والرواية التي في الباب تفسر المراد بهذا وان المراد ببعث الخليفة استخلافه ).
وفي صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 2 - ص 81:
( عن معدان بن أبي طلحة ان عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر ، قال: إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات وانى لا أراه الا حضور أجلي وان أقواما يأمرونني ان استخلف وان الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فان عجل بي امر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ).
وفي المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 2 - ص 304:
( وأخبرنا علي بن محمد بن عقبة ثنا الهيثم بن خالد ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن مرة عن عمر رضي الله عنه قال ثلاث لان يكون النبي صلى الله عليه وآله بينهم لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها الخلافة والكلالة والربا . ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى كلام صاحب المستدرك ).
أقول: وصححه الذهبي على شرط الشيخين أيضا في تلخيص المستدرك.
وكذلك في المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 2 - ص 303:
( أخبرنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا الهيثم بن خالد ثنا أبو نعيم ثنا أبو عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لان أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ثلاث أحب إلى من حمر النعم من الخليفة بعده وعن قوم قالوا أنقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم وعن الكلالة. ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) ).
أقول: وهذا يدل على ان عمر يقر بأنهم كانوا في شبهة في مسألة الخلافة أي انهم يعتقدون ان الخليفة المنصب موجود ولكنه يدعي بأنه لا يعرفه، كما ان الكلالة والربا موجودان في القرآن ولكنه لا يعرف تفسيرهما، مع انهما قد بينهما الرسول (ص) . ولكن عمر يحاول ان يوحي بأنه لا يعرف من الخليفة بعينه ... وهذا رغم اننا نقول بأنه يعرفه حق المعرفة ... ولكن أيضا هو حجة على عمر بن الخطاب واتباعه لانه اذا كان يعرف بأن هناك خليفة منصب .. او انه في شبهة من هذا الامر ولا يوجد عنده بيان لا من القرآن ولا من الرسول محمد (ص) فكيف اقدم هو وصاحبه على تقمص هذا المقام دون الفحص والبحث عن صاحبه الشرعي.
لانه في مسألة الكلالة والربا لا يمكنه ان يأخذ برأيه وعليه ان يستقصي الاراء والصحابة لعل احدهم سمع من الرسول ص شيئا فيها فكذلك عليه ان يسأل عن حكم الخلافة.
فنجد عمر بقي جاهلا في حكم الكلالة إلى وفاته كما يروي مسلم في صحيحة:
عن عمر : ( ... ثم أني لا ادع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة وما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري فقال يا عمر ألا تكفيك آية الصيف ... ) [صحيح مسلم - مسلم النيسابوري - ج 2 - ص 81].
واية الصيف هي قوله تعالى: { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النساء176.
وسميت آية الصيف لأنها نزلت في الصيف في اخر سنة من عمر الرسول محمد ص.
فإذا كان شخص يدعي انه خليفة ويجهل حكم الكلالة رغم ان الله نص على انه مُبيَّن بقوله في آية الكلالة ( يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ )، فكيف يتورط في مسألة الخلافة الالهية وهي يتوقف عليها مصير الامة بكاملها ؟!!!
وكيف يحكم فيها برأيه – هذا ان سلمنا بأنه لا يعرف خليفة رسول الله ص - ؟!
ثم كيف يزعمون ان الله ترك اختيار الخليفة الى الناس ، في حين ان عمر هنا يقر بأنه لا يعرف حكمها او لا يعرف من هو خليفة الرسول ص ويتمنى لو ان الرسول ص بينه له ؟؟؟!!
Comment