إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

مناظرة الإمام الصادق ع مع الملحد ابن أبي العوجاء

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السادن
    عضو نشيط
    • 18-02-2009
    • 389

    مناظرة الإمام الصادق ع مع الملحد ابن أبي العوجاء

    بسم الله الرحمان الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما




    للإمامالصادق ( عليه السلام) مناظراتجمّة مع ابن أبي العوجاء ، وكان بعضها في التوحيد ، وكان ابن أبي العوجاء واسمه عبدالكريم من الملاحدة المشهورين ، واعترف بدسّه الأحاديث الكاذبة في أحاديثالنبي ( صلى الله عليه وآله) ، وكفى في معرفةحاله هذه المناظرات ، وقد قُتِل على الإلحاد كما قُتِل صاحبه ابن المقفّع .
    فمن تلك المناظرات : أنّه كان يوماً هو وعبد الله بن المقفّع في المسجد الحرام ،فقال ابن المقفّع : ترون هذا الخلق - وأومأ بيده إلى موضع الطواف - ما منهم أحدأوجب له اِسم الإنسانية إِلاّ ذلك الشيخ الجالس - يعني أبا عبد الله جعفر بن محمّد(عليهما السلام ) - وأمّا الباقون فرعاع وبهائم

    فقال له ابن أبي العوجاء : وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء ؟ فقال : لأنّي رأيت عنده ما لم أره عندهم ، فقال ابن أبي العوجاء : لا بدّ من اختبار ما قلتفيه منه ، فقال له ابن المقفّع : لا تفعل فإنّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك .

    فقال : ليس ذا رأيك ، لكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إِحلالك إِيّاه هذا المحلّالذي وصفت ، فقال ابن المقفّع : أمّا إذا توسّمت عليّ فقم إليه ، وتحفّظ من الزلل ،ولا تثن عنانك إلى استرسال فيسلّمك إلى عقال ، وسمة ما لك وعليك ، فقام ابن أبيالعوجاء ، فلمّا رجع قال : ويلك يا ابن المقفّع ما هذا ببشر ، وإِن كان في الدنياروحاني يتجسّد إذا شاء ظاهراً ، ويتروّح إذا شاء باطناً فهو هذا .

    فقال له : كيف ذلك ؟ فقال : جلست إليه فلمّا لم يبق عنده أحد غيري ابتدأني فقال : إِن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء ، وهو على ما يقولون - يعني أهل الطواف - فقدسلموا وعطبتم ، وإِن يكن الأمر كما تقولون ، وليس كما تقولون ، فقد استويتم وهم،فقلت : يرحمك الله وأيّ شيء نقول ؟ وأيّ شيء يقولون ؟ ما قولي وقولهم إِلاّ واحد .

    فقال : ( وكيف يكون قولك وقولهم واحداً ، وهم يقولون : إِنّ لهم معاداً وثواباًوعقاباً ، ويدينون بأنّ للسماء إِلهاً ، وأنّها عمران ، وأنتم تزعمون أنّ السماءخراب ليس فيها أحد ) ، قال : فاغتنمتها منه ، فقلت له : ما منعه إِن كان الأمر كمايقولون : أن يظهر لخلقه يدعوهم إلى عبادته ، حتّى لا يختلف فيه اثنان ؟ لِمَ احتجبعنهم وأرسل إليهم الرسل ؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به .
    فقال لي : ( ويلك كيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك ؟ نشوَّك ولم تكن ، وكبركبعد صغرك ، وقوَّتك بعد ضعفك ، وضعفك بعد قوَّتك ، وسقمك بعد صحّتك ، وصحّتك بعدسقمك ، ورضاك بعد غضبك ، وغضبك بعد رضاك ، وحزنك بعد فرحك ، وفرحك بعد حزنك ، وحبّكبعد بغضك ، وبغضك بعد حبّك ، وعزمك بعد إِنابتك ، وإِنابتك بعد عزمك ، وشهوتك بعدكراهتك ، وكراهتك بعد شهوتك ، ورغبتك بعد رهبتك ، ورهبتك بعد رغبتك ، ورجاءك بعديأسك ، ويأسك بعد رجائك ، وخاطرك لما لم يكن في وهمك ، وغروب ما أنت معتقده عن ذهنك) .
    وما زال يعد عليّ قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها ، حتّى ظننت أنّه سيظهرفيما بيني وبينه .

    ودخل على الإمام الصادق ( عليه السلام ) يوماً ، فقال : أليس تزعم أنّ اللهتعالى خالق كلّ شيء ؟ فقال ( عليه السلام ) : ( بلى ) ، فقال : أنا أخلق ، فقال له(عليه السلام ) : ( كيف تخلق ؟ ) فقال : أحدث في الموضع ، ثمّ ألبث عنه فيصيردواباً ، فكنت أنا الذي خلقتها .

    فقال ( عليه السلام ) : ( أليس خالق الشيء يعرف كم خلقه ؟ ) قال : بلى ، قال(عليه السلام ) : ( فتعرف الذكر من الأنثى ؟ وتعرف عمرها ؟ ) فسكت .

    وللإمام لصادق ( عليه السلام ) نظير ذلك مع الجعد بن درهم ، وكان من أهل الضلالوالبدع ، وقتله والي الكوفة يوم النحر لذلك ، قال ابن شهراشوب : قيل إِنّ الجعد بندرهم جعل في قارورة ماءً وتراباً فاستحال دوداً وهواماً ، فقال لأصحابه : أنا خلقتذلك لأنّي كنت سبب كونه ، فبلغ ذلك جعفر بن محمّد ( عليهما السلام)
    فقال : ( ليقل كم هي ؟ وكم الذكران منه والإناث إِن كان خلقه ، وكم وزن كلّواحدة منهنّ ، وليأمر الذي سعى إلى هذا الوجه أن يرجع إلى غيره ) ، فانقطع وهرب .

    ثمّ أنّ ابن أبي العوجاء عاد إليه في اليوم الثاني ، فجلس وهو ساكت لا ينطق ،فقال ( عليه السلام ) : ( كأنّك جئت تعيد بعض ما كنّا فيه ) ، فقال : أردت ذلك ياابن رسول الله ، فقال ( عليه السلام ) : ( ما أعجب هذا تنكر الله ، وتشهد أنّي ابنرسول الله ( صلى الله عليه وآله ! ) فقال : العادة تحملني على ذلك .
    فقال له ( عليه السلام ) : ( فما يمنعك من الكلام ؟ ) قال : إِجلال لك ومهابة ،ما ينطق لساني بين يديك ، فإنّي شاهدت العلماء ، وناظرت المتكلّمين فما تداخلنيهيبة قط مثلما تداخلني من هيبتك ، قال ( عليه السلام ) : ( يكون ذلك ، ولكن أفتحعليك سؤالاً ) ، وأقبل عليه .

    فقال له : ( أمصنوع أنت أم غير مصنوع ؟ ) ، فقال له ابن أبي العوجاء : أنا غيرمصنوع ، فقال له ( عليه السلام ) : ( فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون ؟ ) فبقيعبد الكريم مليّاً لا يحير جواباً ، وولع بخشبة كانت بين يديه ، وهو يقول : طويلعريض عميق قصير متحرّك ساكن ، كلّ ذلك من صفة خلقه .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسكمصنوعاً لما تجد في نفسك ، ممّا يحدث من هذه الأُمور ) ، فقال له عبد الكريم : سألتني عن مسألة لم يسألني أحد عنها قبلك ، ولا يسألني أحد بعدك عن مثلها .

    فقال له ( عليه السلام ) : ( هبك علمت أنّك لم تُسأل فيما مضى فما علمك إِنّك لمتُسأل فيما بعد ؟ على أنّك يا عبد الكريم نقضت قولك ، لأنّك تزعم أنّ الأشياء منالأوّل سواء ، فكيف قدّمت وأخّرت ؟ يا عبد الكريم : أنزيدك وضوحاً ؟ أرأيت لو كانمعك كيس فيه جواهر ، فقال لك قائل : هل في الكيس دينار ، فنفيت كون الدينار فيالكيس ، فقال لك قائل : صف لي الدينار ؟ وكنت غير عالم بصفته ، هل لك أن تنفي كونالدينار في الكيس وأنت لا تعلم ؟) .

    قال : لا ، فقال ( عليه السلام ) : ( فالعالَم أكبر وأطول وأعرض من الكيس ،فلعلّ في العالَم صنعة من حيث لا تعلم ، لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة ) ،فانقطع عبد الكريم ، وأجاب إِلى الإِسلام بعض أصحابه ، وبقي معه بعض .

    فعاد في اليوم الثالث ، فقال : أقلب السؤال ، فقال ( عليه السلام ) : ( سل عمّاشئت ) ، فقال : ما الدليل على حدوث الأجسام ؟
    فقال : ( إِنّي ما وجدت صغيراً ولا كبيراً إِلاّ وإذا ضمّ إليه مثله صار أكبر ،وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الأولى ، ولو كان قديماً ما زال ولا حال ، لأنّالذي يزول ويحول يجوز أن يجود ويبطل ، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث ، وفيكونه في الأُولى دخوله في العدم ، ولن يجتمع صفة الأزل والعدم في شيء واحد) .
    فقال عبد الكريم : هبك علمت في جري الحالين والزمانين على ما ذكرت واستدللت علىحدوثها ، فلو بقيّت الأشياء على صغرها من أين كان لك أن تستدلّ على حدوثها ؟

    فقال ( عليه السلام ) : ( إِنّما نتكلّم على هذا العالَم الموضوع ، فلو رفعناهووضعنا عالماً آخر كان لا شيء أدلّ على الحدث من رفعنا إِيّاه ووضعنا غيره ، ولكنأجبت من حيث قدرت إِنّك تلزمنا وتقول : إِنّ الأشياء لو دامت على صغرها لكان فيالوهم أنّه متى ما ضمّ شيء منه إلى مثله كان أكبر ، وفي جواز التغيّر عليه خروجه منالقدم كما بان في تغيير دخوله في الحدث ، ليس وراءه شيء يا عبد الكريم ) ، فانقطعوخزي .

    أقول : إِنّ خلاصة كلام الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أنّ هذا العالَم إِذاضمّ شيء منه إِلى شيء آخر حدث شيء أكبر ، وفي ذلك زوال عن الحالة الأُولى وانتقالإلى حال أُخرى ، والقديم لا تطرأ عليه هذه التحوّلات ، ولو كان ذلك التأليف بالفرضوالوهم ، كما لو كانت الأشياء حسب فرض ابن أبي العوجاء باقية على صغرها لا تكبر ،لأنّه من الأُمور البديهية ، بل أبده البديهيّات أنّه بضمّ شيء إِلى شيء تحصل زيادةعلى كلّ من الشيئين ، وهذه إِحدى بديهيّات أربع هي أساس العلوم الرياضية كلّها .

    فقد أرجع الإمام الدليل على حدوث العالَم إلى أوضح بديهيّة في العقول التي لايختلف فيها اثنان ، على أنّه ( عليه السلام ) مع ذلك أجاب على تقدير هذا الفرضالمحال ، وهو أنّ الأشياء تبقى على ما هي عليه بضمّ بعضها إلى بعض ، أجاب بأنّ هذاالفرض نفسه هو فرض جواز التغيير عليه ، وخروجه من القِدم ودخوله في الحدث ، لأنّالمفروض أنّ العالَم تقبل الأشياء فيه الزيادة بضمّ بعضها إلى بعض ، فلو فرضناهعالماً آخر لا يقبل ذلك فقد فرضنا رفع هذا العالَم وتغييره ، فيتحقّق فيه الاستدلالعلى المطلوب .

    ما أدقّ هذا الدليل وأبدعه ، ولذلك انقطع به ابن أبي العوجاء وخزي .

    ولمّا كان في العام القابل التقى معه في الحرم ، فقال له بعض شيعته : إِنّ ابنأبي العوجاء قد أسلم ، فقال ( عليه السلام ) : ( هو أعمى من ذلك لا يسلم ) ، فلمّابصر بالصادق ( عليه السلام ) قال : سيّدي ومولاي ، فقال له : ( ما جاء بك إلى هذاالموضع ؟) .

    فقال : عادة الجسد وسنّة البلد ، ولنبصر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورميالحجارة ، فقال له ( عليه السلام ) : ( أنت بعدُ على عتوّك وضلالك يا عبد الكريم ) ، فذهب يتكلّم).

    وناظر الإمام الصادق ( عليه السلام ) يوماً في تبديل الجلود في النار ، فقال : ما تقول في هذه الآية : ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًاغَيْرَهَا ) ، هب هذه الجلود عصت فعذّبت ، فما بال الغير يعذّب ؟

    قال ( عليه السلام ) : ( ويحَك هي هي ، وهي غيرها ) ، قال : اعقلني هذا القول ،فقال له ( عليه السلام ) : ( أرأيت لو أنّ رجلاً عهد إلى لبنة فكسرها ، ثمّ صبّعليها الماء وجبلها ، ثم ردّها إلى هيئتها الأولى ، ألم تكن هي هي ، وهي غيرها ؟ ) فقال : بلى ، أمتع الله بك)
  • بوعلي
    عضو نشيط
    • 16-10-2008
    • 557

    #2
    رد: مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع ابن أبي العوجاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما


    جعلها الله في ميزان أعمالك الصالحه إنشاء الله




    و



    اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5279

      #3
      رد: مناظرة الإمام الصادق ع مع الملحد ابن أبي العوجاء

      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما

      جعلها الله في ميزان أعمالك الصالحه إنشاء الله
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      • Be Ahmad Ehtadait
        مشرف
        • 26-03-2009
        • 4471

        #4
        رد: مناظرة الإمام الصادق ع مع الملحد ابن أبي العوجاء

        بسم الله الرحمن الرحيم

        اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا

        الله يوفقكم لكل خير ايضا هناك جواب لامام احمد الحسن ع في كتاب الجواب المنير عبر الاثير الجزء الاول

        والحمدلله رب العالمين



        متى يا غريب الحي عيني تراكم ...وأسمع من تلك الديار نداكم

        ويجمعنا الدهر الذي حال بيننا...ويحظى بكم قلبي وعيني تراكم

        أنا عبدكم بل عبد عبد لعبدكم ...ومملوككم من بيعكم وشراكم

        كتبت لكم نفسي وما ملكت يدي...وإن قلت الأموال روحي فداكم

        ولي مقلة بالدمع تجري صبابة...حرام عليها النوم حتى تراكم

        خذوني عظاما محملا أين سرتم ...وحيث حللتم فادفنوني حذاكم

        Comment

        Working...
        X
        😀
        🥰
        🤢
        😎
        😡
        👍
        👎