رد: ماهو منهج اتباع الامام احمد الحسن في قبول الرواية ..؟
والآن أشرع في الرد على ما يمكن أن يقال إنه يستحق الرد:
لا ندري على أي طبعة اعتمد المحاور في هذا العدد، فالطبعة التي بين يدي غاية ما وصل اليه ترقيمها هو (519) مع المكررات، وهي طبعة مؤسسة الأعلمي – بيروت – لبنان – ط1 – 1430 هـ - 2009 م – تقديم وتعليق السيد أحمد الحسني، وقد التزم المقدم والمعلق بأن يضع رقماً لكل رجل مترجم له، وان كانت الترجمة تحتوي عدة رجال فيضع لجميعهم أرقاماً بعددهم.
فأطالب محاوري أن يثبت لي العدد الذي زعمه بدليل واضح، وذكر المصدر مع هويته كاملاً.
وقد تقدم الكلام عن رجال الكشي ومقدار التراجم الضعيفة سنداً والتي لا يعتمد عليها ...الخ، وقد قلت ربما لو تتبعنا أكثر لما سلم من تراجم الكشي مئة ترجمة معتمدة أو ربما حتى خمسين، فأي قيمة تبقى لهذا الكتاب من ناحية التوثيق والتضعيف.
وعدم رد محاوري على جميع الاحصائيات والنقاط المهمة حول رجال الكشي يعني أنه قد أقرها أو عجز عن ردها.
نقلت هذا العدد من كتاب اصول علم الرجال للعلامة الفضلي ص100 مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع الطبعه الثانيه 1430 ه 2009 م
وهذا نصه
ويشتمل كما في ترقيم مطبوعة اختيار معرفة الرجال على 1151 اسما ( ولعل هذا اشتباها منه فالصحيح 1151 رواية و أنا نقلت ذلك وهذا خطأ فالصحيح كما ذكره الأخ اريوس 519 اسما والله العالم واعتذر لتسرعي وعدم المراجعة في هذا المورد فقط)
ثم قال المؤلف
طبع في بمبئ سنة 1317 هــ وطبع في النجف الأشرف بعنوان رجال الكشي واخيرا طبع بعنوان اختيار معرفة الرجال بتحقيق السيد حسن المصطفوي وبأهتمام مركز التحقيقات والمطالعات بكلية الإلهيات والمعارف الإسلامية جامعة مشهد بإيران سنة 1348 هــ شمسية ومعه فهرس رجال اختيار معرفة الرجال للكشي من وضع محققه المصطفوي
انتهى بنصه
لعل ما سأقوله الآن يعد صدمة لا مثيل لها لمحاوري، وقد لا يصدق ما أقوله له، لأنه يكتفي بالأرقام فقط وينخدع بها!
فترقيم رجال الشيخ الطوسي بلغ (6429) اسماً، والذين نص على توثيقهم أو مدحهم أو ضعفهم أو ذمهم بلعن أو غلو هم (423) اسماً، ومن اكتفى بقوله عنهم بأنه واقفي هم (56)، وبيان المذهب لا علاقة له بالجرح أو التعديل من حيث قبول الرواية أو ردها كما هو المشهور الآن.
ولو طرحنا (423) من (6429) لنتج (6006) اسماً مجهولاً من حيث الوثاقة والمدح والضعف الذي يفيد في قبول الرواية أو ردها، وهي نتيجة مخجلة حقاً لمحاوري الذي يراهن على هذه الأصول الرجالية.
نعم يمكن وصف رجال الطوسي بأنه كتاب طبقات الرواة، ولكن من المسامحة تسميته بعلم الرجال حقيقة، وحتى الذي وثقهم أو ضعفهم الشيخ الطوسي في رجاله أكثرهم إن لم أقل كلهم مذكورون في رجال الكشي أو النجاشي أو فهرست الطوسي، أو مشهورون الحال، أي إن المسألة مسألة تكرار لا غير إلا فيما ندر.
هل لنا بمصدر لهذه الإحصائية لم أجدها في بطون الكتب ؟!
اعتقد أن مصدرك صحيفة الصراط المستقيم وان تغاير فيها بعض الأعداد ولكن جل باقي ردودك من الصحيفة أكلفك القص وأتعبك اللصق و انا لا أعبئ بكلامك ولا بإحصائياتك المزعومة لأن كما سنثبت انك غير دقيق في نقولاتك وربما تكون قد تعمدت ...... !
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل صرح بعض العلماء بتوهين واضطراب وتشوش كتابي الطوسي في الرجال، فقد نقل أبو الهدى الكلباسي صاحب سماء المقال كلام الفاضل الخاجوئي قائلاً:
( ... وأما ما ذكره الفاضل الخاجوئي، في رسالته المعمولة في الكر، وكذا في أوائل أربعينه: ( من أن إخباره ( أي الشيخ الطوسي ) بأحوال الرجال، لا يفيد ظناً ولا شكاً في حال من الأحوال، تعليلاً باضطراب كلماته ، حيث أنه يقول في موضع : ( إن الرجل، ثقة ) وفي آخر يقول: ( إنه ضعيف ) كما في سالم بن مكرم الجمال وسهل بن زياد ... ) سماء المقال في علم الرجال - أبو الهدى الكلباسي - ج 1 - ص 159 / الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج 2 - ص 401.
كيف تريدني أن أعتمد على ما تقدمه من أرقام وهذا حالك!
أنظروا اخواني بقية الكلام: فبعد ان نقل الكلباسي ما ذكره الفاضل الخاجوئي رد عليه بقوله: أقول : وفيه مضافا إلى أن وقوع أمثالها على تسليم وقوعها ، مما لا يوجب نفي إفادة إخباره ، الظن ، فضلا عن الشك ، بل لعمري إن الثاني من العجب . وذلك : لأنها بالإضافة إلى سائر كلماته المعتبرة ، كشعرة بيضاء في بقرة سوداء . كما يشهد بما ذكرنا ، استناد المستدل بكلماته ، واعتماده بمقالاته ، في غير مورد . وإن هو ، إلا لاطمئنان النفس وسكونها إليها ، وإن هو إلا لغلبة الصحة وقلة الغفلة .
بل ان الكلباسي قد نفى وجود الأوهام المدعاة ورد على كل ما ذكره الخاجوئي وأثبت العكس اذ أن ما ذكره الفاضل ليس الا وهما منه وليس من الشيخ فتدبر
وما نقله اوريوس ليس الا كلاما مبتورا وهذا ما يثبت لنا أن مقصه الذي تبجح بذكره أكثر من مرة هو أعوج لا يتورع عن تزييف النصوص للوصول الى غايته
وكذلك نقل أبي المعالي الكلباسي في رسائله الرجالية كلام نجل صاحب المعالم في الطعن في العلامة الحلي والشيخ الطوسي من حيث كثرة توهمهم في الرجال:
( ... كما أنه قد حكم النجل المشار إليه [نجل الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم المتوفي سنة 1011 هـ] بعدم اعتبار تصحيحات العلامة ؛ تعليلا بكثرة ما وقع له من الأوهام في توثيق الرجال . قال : نعم ، يشكل الحال في توثيق الشيخ؛ لأنه كثير الأوهام أيضاً ... ) الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج 1 - ص 218.
قد نقلنا لك رأي الكلباسي ورده على ما توهمه البعض من أنه اشتباه من الشيخ الطوسي رحمه الله فما قاله ابن صاحب المعالم ليس الا رأيا شخصيا ناتج عن استقرائه لكلمات الشيخ وفهمه لها, وهذا غير ملزم لنا كما لم يلزم كلامه الكلباسي الذي رد هذه الفرية كما ذكرنا سابقا.
نعم نحن لا ندعي العصمة للشيخ الطوسي ولا ننكر وجود بعض الأخطاء في كتبه وفي كتب غيره حتى في امثال الكافي بل حتى في كتب من شهد لهم الامام بالفقاهة من أمثال الصدوق فوجود بعض الأخطاء لا يعني سقوط الكتاب عن الاعتبار.
ونقل المحقق الخوئي عن الشيخ فخر الدين الطريحي – المتوفي سنة 1085 هـ - في مشتركاته انه قال: ( ان توثيقات النجاشي او الشيخ يحتمل انها مبنية على الحدس فلا يعتمد عليها ) معجم رجال الحديث للخوئي ج1 ص 42.
ومرة أخرى اشتغل مقص المصلح أوريوس أصلحه الله وأصلح مقصه ليبتر ما ذكره السيد الخوئي رحمه الله!
فالسيد ذكر كلام الطريحي لبيان فساده فقال: وبهذا يظهر أن مناقشة الشيخ فخر الدين الطريحي في مشتركاته - بأن توثيقات النجاشي أو الشيخ يحتمل أنها مبنية على الحدس ، فلا يعتمد عليها - في غير محلها .
فالمقص بتر العبارات المسطورة لكي يخفي أن السيد الخوئي قد رد هذا الادعاء وزلزل أركانه وهدم بنيانه وأثبت أنه في غير محله.
فهنيئا لكم الأمانة العلمية..
وقال الشيخ جعفر السبحاني : ( وكان سيدنا المحقق البروجردي يقول : " إن كتاب الرجال للشيخ كانت مذكرات له ولم يتوفق لاكماله ، ولأجل ذلك نرى أنه يذكر عدة أسماء ولا يذكر في حقهم شيئا من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية ، بل يعدهم من أصحاب الرسول والأئمة فقط " ) كليات في علم الرجال ص 69.
لا ندري ما غرضه من ذكر هذه العبارة للشيخ جعفر السبحاني فلو سلمنا بصحة كلام السيد البروجردي رحمه الله فلا يضرنا في شيء غاية ما في الأمر أنه ليس كل من ترجم في كتاب الرجال قد أصدر الشيخ في حقه حكما بالوثاقة أو الضعف
نرجو من الأخ أن يتأكد مما يكتب فلا نريد أن نسود هذه الصفحات بكلام خارج عن موضوعنا وان كان كل ما ذكره هو خروج عن موضوعنا الأساسي الذي هو: منهج اتباع أحمد اسماعيل في تقييم الروايات!
وقال الشيخ جعفر السبحاني ايضا: ( يقول المحقق التستري دام ظله : " إن مسلك الشيخ في رجاله يغاير مسلكه في الفهرس ومسلك النجاشي في فهرسه ، حيث إنه أراد في رجاله استقصاء أصحابهم ومن روى عنهم مؤمنا كان أو منافقا ، إماميا كان أو عاميا ، فعد الخلفاء ومعاوية وعمرو بن العاص ونظراءهم من أصحاب النبي ، وعد زياد بن أبيه وابنه عبيد الله بن زياد من أصحاب أمير المؤمنين ، وعد منصورا الدوانيقي من أصحاب الصادق عليه السلام بدون ذكر شئ فيهم ، فالاستناد إليه ما لم يحرز إمامية رجل غير جائز حتى في أصحاب غير النبي وأمير المؤمنين ، فكيف في أصحابهما ؟ " ) كليات في علم الرجال ص 68 – 69.
ولنا الآن أن نقول: وشهد شاهد من أهلها.
شهد على ماذا يا أوريوس؟
هذا كسابقه لا علاقة له بالموضوع اذ ان ما قاله التستري مسلم به عند الكل ولا يوجد من له حظ في العلم ينكر هذا الشيء, فلم يقل أحد بوثاقة من ترجم له الشيخ الطوسي فقط لكونه مترجم له
فهرست الطوسي، طبع ونشر مؤسسة الفقاهة ط1 – تحقيق الشيخ جواد القيومي، بلغ ترقيمه 912 اسماً مع المكرر، ولكن المفاجئة التي لا تسرك هي أن الشيخ الطوسي ذكر (758) اسماً بلا توثيق أو مدح أو تضعيف، واكتفى بذكر الكتب فقط أو مع اشياء لا علاقة لها بالتوثيق والتضعيف.
والتراجم التي قد يستفاد منها جرحاً أو تعديلاً أو مدحاً هي بحدود (151) ترجمة فقط، وهي أكثرها إلا ما ندر – إن لم أقل كلها – موجودة في فهرست النجاشي ورجال الكشي أو مشهورين لا يفتقرون الى النص على وثاقتهم أو ضعفهم.
فأي قيمة تبقى لفهرست الشيخ الطوسي من ناحية الجرح والتعديل ؟!!
نعم هو كما عنونه صاحبه وكما ذكر في مقدمته؛ معد لذكر المؤلفين والمصنفين من الشيعة، فلا قيمة له في باب الجرح والتعديل إلا نادراً جداً ...
وأظن أن هذا لم يخطر في بال المحاور ولم يحط به علماً وسيكون غصة له ما بعدها غصة إن لم يكن طالباً للحقيقة والعلم.
لا نعلم ماهو مصدر هذه الاحصائيات التي تذكر في كل مداخلة: أهو المقص الأعوج الذي ذكرناه؟
أما سؤالك عن القيمة العلمية للكتابين فهذا يدل على قلة بضاعتك في هذا العلم, فالفهارس يستفاد منها:
- معرفة الرواة بأسمائهم وكناهم وأنسابهم وأماكن سكناهم
- ومعرفة طبقة الراوي و في أي زمن عاش ومن عاصر
- معرفة كتبه وطرق الشيخ والنجاشي اليها
هذا بغض النظر عن التطرق الى تعارض وتناقض الشيخ الطوسي مع الشيخ النجاشي في الجرح والتعديل في موارد كثيرة، بل تناقضه مع نفسه، وغير ذلك من نقاط الضعف التي لا تسر المحاور (يا صاحب العصر) .. وان شاء الله احقنه بها بالتدريج لكي لا تقضي عليه لأنها مفاجئات ربما يصعب تحملها لمن قد عشق صنم علم الرجال وشغفه حباً !!!
الأخ اوريوس أرجو أن يكون كلامك بالدليل والبرهان وليس بالدفع بالصدر ولقلقة اللسان فتعارض الشيخين قليل جدا ونتحداك أن تأتي بعشرين تعارضا مثلا أي بنسبة 2بالمائة(طبعا المقصود من التعارض هو أن يوثق أحدهما شخصا ويضعفه الآخر)..
أما تناقض الشيخ مع نفسه فنطالب المحاور بأن يأتي بامثلة عشرة موارد مثلا, ولا يخفى أن التناقض يكون اذا اختلف رأي الشيخ في مسئلة واحدة في نفس الكتاب وليس بين الكتب لأنه ان حصل هذا فهو من باب تغيير الرأي.
نريدك أن تظهر الحقائق وتحجب هذه اللطافة المصطنعة أو تحتفظ بها وسنرى من منا الذي يعشق صنما أو يصعب عليه تحمل المفاجئات.
ويبقى الكلام عن سند التوثيقات والتضعيفات التي وردت في فهرست الطوسي، هل هناك سند أم لا ؟؟
هذا ما يحاول محاوري الهروب منه !!!
لو قرأت كلام السيد الخوئي الذي بتره مقصك الأعوج لوصلك الجواب الصحيح الصريح لكن ربما العين قد تتعامى عن الحق ان كانت عشقت الباطل وتولت أئمة يدعون الى النار
نجيبك بقول الشيخ الطوسي الذي بنيتم كل عقيدتكم على نقله وسلمتم بصحة مروياته وصدق لهجته فقد قال في كتابه العدة: إنا وجدنا الطائفة ميزت الرجال الناقلة لهذه الأخبار فوثقت الثقات منهم ، وضعفت الضعفاء ، وفرقت بين من يعتمد على حديثه وروايته وبين من لا يعتمد على خبره ، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم . وقالوا : فلان متهم في حديثه ، وفلان كذاب ، وفلان مخلط ، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد ، وفلان واقفي ، وفلان فطحي ، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها . وصنفوا في ذلك الكتب واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم ، حتى أن واحدا منهم إذا أنكر حديثا طعن في إسناده وضعفه بروايته . هذه عادتهم على قديم وحديث لا تنخرم
فشيخ الطائفة ينقل اجماع الطائفة على اتباع هذا النهج الذي تنكره انت ومن معك!
نعم ... بلغ ترقيم فهرست النجاشي (1269) ترجمة، ولكن بما أن محاوري لا ينظر إلا للأرقام فقط، فقد غاب عنه أنه لابد أن يطرح من هذا العدد (489) لأن النجاشي ذكرهم بلا جرح أو مدح أو توثيق أي ما يقارب نصف عدد تراجم فهرست النجاشي، والنصف الآخر يشاركه فيه الكشي في رجاله والطوسي في الفهرست، وأيضاً كثير منهم حالهم مشهور لا يفتقر على تنصيص النجاشي ، فما بقي بعد الطرح الأول (1269 – 489 = 780) ربما لا يبقى منه حتى مئتان يختص النجاشي بجرحهم أو توثيقهم.
ولا يخفى أن القوم عمدتهم هو فهرست النجاشي وقد رأيتهم عدد رجاله على قلتهم، وعدد من لم يجرحهم أو يعدلهم، فيبقى هو فهرست لذكر المصنفين والمؤلفين من الشيعة كما نص على ذلك النجاشي في مقدمته، فهو فهرست للمصنفين وليس كتاب رجال بالمعنى الصحيح الدقيق، بل صرح النجاشي في المقدمة بأنه لم يحط بكل المصنفين والمؤلفين.
رجعنا الى الاحصائيات التي مصدرها المقص السحري فلا داعي للرد عليها!
أما قولك أن عمدتنا هو الفهرست فهذا كلام قد القي على عواهنه ويدل على جهل مركب فالاصول الرجالية ليست العمدة في التوثيقات بحيث انها اذا سقطت سقط كل علم الرجال بل هي لا تتعدى كونها جزءا من التوثيقات ولذلك تجد ان علماءنا يوثقون بعض الرواة الذين لم يذكروا أصلا فيها!
فحصرك علم الرجال في كتب النجاشي والطوسي هو مخالف لما عليه كل الطائفة من الاعتماد عليهم وعلى غيرهم فتنبه.
وايضاً هذا بغض النظر عن التطرق الى مخالفة النجاشي لروايات أهل البيت (ع) وتضعيفه من مدحهم أهل البيت (ع) واثنوا عليهم ثناءً مؤكداً، وبغض النظر عن تناقضه مع الشيخ الطوسي في موارد عديدة ... الى غير ذلك من المؤاخذات.
رجعنا الى الدعاوى المجردة عن الدليل!
أولا عليك اثبات ان النجاشي قد خالف روايات أهل البيت(ع) يعني عليك أن تثبت صحة صدور الرواية منهم عليهم السلام في مدح فلان من الرواة ثم تذكر رأي النجاشي فيه ونصه على ضعفه مع علمه بصحة النص الصادر عنهم ودون هذا خرط القتاد.
أما عن تناقضاته مع الشيخ الطوسي فقد تحديناك أن تذكر لنا عشرين موردا لكي تصح هذه الدعوى.
ويبقى الكلام أيضاً عن أن توثيقات وتضعيفات النجاشي مرسلة إن كانت أخباراً .. أما إن كانت رأياً واجتهادا فهي ليست بحجة علينا فضلا عن غموض المنهج بل وهن ما ظهر منه ...الخ، مما يمنع سكون النفس اليه.
وايضاً بانتظار اجابة محاوري عن هذه النقطة المهمة.
أرجوا أن تقرا ما تكتبه ان كان من خط يدك أو ما تلصقه ان كنت ناقلا فقد ذكرت هذا سابقا واجبناك عليه بجواب شيخ الطائفة
وبالنسبة الى جردت حساب محاوري فقد جاء بها على عواهنها بين مغلوط وغير دقيق، والاعداد الصحيحة هي:
رجال الكشي: 519 مع المكرر.
رجال النجاشي: 1269.
فهرست الطوسي: 912 مع المكرر.
رجال الطوسي: 6429 مع المكرر.
فيكون مجموع الجميع هو: (9129) لا غير.
وقد قدمت أن المادة الرجالية في هذه الأصول قليلة جداً، حيث أن أغلب هذه الكتب إنما هي كتب طبقات وفهارس للمصنفين والمؤلفين، وفي ردي السابق اقتصرت على احصاء تراجم رجال الكشي وقد عرفت حالها، وسكتُ عن عمد عن إحصاء تراجم النجاشي والطوسي وقيمتها، لكي يغتر محاوري بها ويأتي بها فرحاً مسروراً وكأنه جاء بما لم يظفر به غيره!
لا ندري ما وجه الحكم بالقلة؟
بل ما وجه البحث في الأرقام أصلا؟
فلو قلنا مثلا بوجود 100 راوي قد اجمعت الطائفة على وثاقتهم فرواياتهم تكون حجة بيننا وبين الله عز وجل لما دلت عليه الدليل من حجية خبر الثقة أما بقية الرواة فربما يركن الى روايتهم لقرائن أخرى كاجماع الطائفة أو للشهرة أو لتواترها الخ..
فالبحث في الارقام والاحصائيات التي لا مصدر لها هو تشتيت وخروج عن سؤالي اليتيم الذي طوى عنه اوريوس كشحا: ما هو منهج اتباع احمد اسماعيل في تقييم الروايات؟
والآن أذكر القيمة الرجالية المعتمدة للكتب الأربعة التي لا تسر محاوري أبداً:
1 – رجال الكشي:
بلغ ترقيمه (519) اسماً أو ترجمة، وقد قدمت أن التراجم الضعيفة السند والمشهورة التي لا تتوقف على ذكر الكشي ولا غيره، والتراجم التي لم يرد فيها توثيق أو جرح؛ هي (248).
فيكون الناتج كما يلي: 519 – 248 = 271
هذا بغض النظر عن التفاصيل التي ذكرتها في ردي السابق، والتي ربما لا يبقى بعد ملاحظتها حتى مئة ترجمة ربما لا يبقى حتى خمسين.
2 – رجال النجاشي:
بلغ ترقيمه (1269) ترجمة، والتي لم يذكر فيها جرحاً أو تعديلاً هي (489).
فيكون الناتج كالتالي: 1269 – 489 = 780
3 – فهرست الطوسي:
بلغ ترقيمه (912)، وما لم يذكر له جرحاً أو تعديلاً هو (758).
فيكون الناتج كما يلي: 912 – 758 = 154
4 – رجال الشيخ الطوسي:
بلغ ترقيمه (6429)، وما لم يذكر له جرحاً أو تعديلاً هو (6006).
ويكون الناتج كالآتي: 6429 – 6006 = 423
فيكون مجموع الأصول الأربعة هو: 271 + 780 + 154 + 423 = 1628
وهذا العدد (1628) إن قسناه الى ما وصلت اليه آخر المستدركات كما في مستدركات النمازي (18189) ترجمة، لا يبلغ حتى العشر.
هذا ما يجيده محاوري ومقصه الأعوج: القاء الكلام على عواهنه دون بينة و لا برهان!
لوسلمنا له جدلا بما يقوله فلن يغير شيئا ولن ينقص من منهجنا شيئا فما الفرق بين وجود 10000 راو ثقة وبين 100؟
المهم أن ما اعتقده وما أعمل به هو حجة بيني وبين ربي أما أمثالكم الذين لا منهج لهم كيف يثبتون امامة أحمد اسماعيل؟؟
فان قلت ان هذه روايات أهل البيت طالبناك بالدليل على انها كذلك؟
وان قلت ان العلماء نقلوها فنجيبك بأن هؤلاء كانوا انتقائيين اذ انهم كانوا يطبقون علم الرجال فالشيخ الطوسي رجالي والصدوق رجالي والكليني رجالي فمن هو المبتدع؟
فإذا كان محاوري لم يستسغ قولي بأن المادة الرجالية لا تتجاوز عشر الرواة حسب آخر المستدركات، فالآن أقول له بل لا تبلغ العشر، وأزيده من الشعر بيتاً؛ بأن مجموع تراجم الكتب الأربعة التي تتعلق بأوصاف الرواة من حيث قبول الرواية أو رفضها، والتي بلغت (1628) ستتقلص كثيراً بعد ملاحظة أن أكثرها مكرر في الكتب، فمثلاً فهرست النجاشي وفهرست الطوسي كلاهما احتوى كل أو أكثر ما حواه صاحبه، فالنجاشي والطوسي متعاصران ومتقاربان ومصادرهما متحدة تقريباً، فأكيد أن ما ذكره الطوسي في فهرسته يكون موجوداً في فهرست النجاشي كله أو أغلبه على أقل تقدير، وكذلك ما ذكره الطوسي في رجاله موجود كله أو اغلبه في فهرست النجاشي أو فهرست الطوسي أو رجال الكشي، وكذلك تراجم رجال الكشي موجودة كلها - ربما إلا ما ندر – في كتابي الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي.
إذن فالعدد (1628) التي هي التراجم الرجالية المعتمدة في الأصول الرجالية الأربعة، ليس عدداً حقيقياً، بل أغلبه مكرراً في هذه الأصول الأربعة، ولو أردنا أن نقدر التراجم الرجالية المعتبرة في الأصول الأربعة بدون تكرار لربما لا يعدو الألف، ولكي لا يزعل محاوري اجعلها له ألفاً وربع الألف يعني (1250) ترجمة، وهذا العدد ينزل كثيراً عن عشر عدد الرواة كما في آخر المستدركات، فيا محاوري لو قبلت بالعشر لكان خيراً لك، ولكن لا تحبون الناصحين.
المقص رجع من جديد
والطامة الكبرى التي ستعصف بحلم وأمل عشاق علم الرجال، هي أن المجلسي الأول قال: [إن في زمان علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كان في قم من المحدثين مائتا ألف رجل] كما ذكر ذلك الشيخ عبد الهادي الفضلي في كتابه تأريخ التشريع الإسلامي ص250.
والمُحدِّث هو من اشتغل في رواية الأحاديث وجمعها، ففي زمن علي بن الحسين بن بابويه الذي هو من معاصري الحسن العسكري (ع) يوجد (200000) ألف محدث، فأين الأصول الرجالية من هذا العدد الهائل أين أسمائهم وبيان أحوالهم ؟؟؟!
فحتى ما ذكرته آخر المستدركات وجميع ما ذكرته الأصول الرجالية الأربعة لا يبلغ عشر الـ (200000) ألفاً، الذين هم فقط في طبقة علي بن الحسين بن بابويه من المحدثين.
وعلى هذا يكون مجموع ما ذكرته الأصول الرجالية الأربعة حتى مع المكرر وحتى اللذين ذكروا بدون جرح أو مدح ... الخ، والذي هو (9129) لا يبلغ حتى نصف العشر، وان أردنا ان نتكلم بلغة الأرقام بدقة فتكون النتيجة كالتالي:
عدد تراجم مستدركات النمازي (18189) + عدد المحدثين في زمن ابن بابويه (200000) = 218189.
وإذا أردنا أن نعرف عدد من لم يُذكروا في الأصول الرجالية نطرح عدد تراجم الأصول الرجالية من مجموع كل الرواة كالتالي:
218189 – 9129 = 209060 راو ومحدث لم تتطرق لهم الأصول الرجالية المزعومة حتى بالاسم.
وأي رقم يريد محاوري أن يطرحه من هذا الناتج لأي سبب كان فأنا بالخدمة، فعلى أقل تقدير يبقى (200000) ألف راو ومحدث لم تتطرق لهم الأصول الرجالية بشيء، وهذا أمر فظيع جداً.
فأرجو أن يتأمل صاحبي بكلامي ويفهمه حتى لا يرد بشيء خارج الموضوع.
لا ندري ما الغرض من هذه الأرقام:
هل أن عدم وصول أو معرفتنا بكل الرواة يعني إسقاط علم الرجال؟؟
اذا كان الأمر كذلك فلنسقط العمل بالروايات فالكل يعلم أن كثيرا من الروايات ضاعت واندثرت ولم تصل الينا ومن باب المثال لا الحصر كتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق الذي هو من اكبر كتبه ومن الكتب التي ضاعت كتاب نوادر الحكمة الذي كان يعرف بدبة الشبيب كناية عن كثرة رواياته وتنوع أبوابه: فهل نسقط العمل بمرواياتنا لأجل ضياع كثير من أصولنا الحديثية؟
ان هذا المنطق الأعوج هو ستار ودثار يحجب به المصلح موضوعنا الأساسي الذي هو مهم جدا للوصول الى حقيقة دعوة أحمد اسماعيل:
ما هو منهجكم لتقييم الروايات؟
تبين مما سبق أن كلام محاوري لا يعدو عن كونه فقاعة لا تصمد لحظة واحدة، وأقول له حذاري من التسرع وقلة التدبر والاطلاع فهو أم المهالك .. ناهيك ناهيك.
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
أسمع جعجعة ولا أرى طحناً ... فقد طالبناك بإثبات ذلك ولم تفلح حتى الآن ولن تفلح .. فالأصل عدم ثبوتها وحجيتها .. ومن ادعى إثباتها فعليه طرح الدليل الرصين، فأنت المطالب بإثبات إمامك – علم الرجال – أم حتى هذه البسيطة غابت عنك ؟؟!!!
قد ذكرنا لك قول الشيخ الطوسي ونقله لاجماع الطائفة على هذا المنهج.
فلا تكرر كثيرا كي لا ينفذ حبرك
أولاً: أرجو عدم التسرع، وصياغة كلامك بدقة، لأن فيه إرباكا بلاغياً أخل بمقصودك وخصوصاً في الشطر الأول من كلامك المتقدم.
ثانيا: موضوعنا الآن ليس عن مبدأ الوثاقة وكونه الميزان في قبول الرواية من عدمه، فهذا سيأتي إن شاء الله، إنما موضوعنا الآن هو المادة الرجالية وكميتها وكفايتها وطريق إثباتها ...الخ.
لا ندري أي بلاغة تتحدث عنها وانتم تنكرون كل علوم اللغة النحو والبلاغة والصرف و..و.. كل هذا لتصحيح لحن امامك في خطاباته التي نجهل مصدرها كجهالتنا لبعض الرواة الذين تتحدث عنهم
لا نريد أن نخرج عن موضوعنا، وسيأتي إن شاء الله موضوع اعتبار الوثاقة والضعيف في قبول أو رد الأحاديث والروايات. فانتظرني هناك.
الظاهر انك لم تفهم استدلالي:
ان بعض الروايات قد يستفاد منها توثيق لاكثر من راوي مثل هذه الرواية التي وثقت أربعة رواة دفعة واحدة وهذا مسقط لاحصائيتك المجهولة المصدر
الى متى يا صاحبي تتكلم في وادٍ وكلامي في وادٍ آخر ؟!
أنا لا علاقة لي بمذهب أبي الجارود وهل رجع الى الحق أم لا .. إنما قلت أنه منصوص على كذبه من قبل أهل البيت (ع)، ومع ذلك حكم الخوئي بوثاقته، وجاء كلامي هذا استطراداً في موضوع تراجم رجال الكشي ولم اقصد التفصيل.
أما كون رواية الكشي ضعيفة، فهذه هي أصولكم الرجالية بين ضعيف السند وبين من لا سند له، وهذه عليك لا لك، ثم إذا كنتم تردون تضعيف الكشي المنقول لان في سنده ضعف، فلماذا لا تفعلون ذلك بتوثيقات النجاشي وتضعيفاته فتطالبون بالسند وصحته .. أم إن في هذا مقتلكم ؟!
ما هذا التناقض العجيب ؟!!!
التناقض في عقلك يا صاحب المقص الأعوج فأنت تتدعي مخالفة السيد الخوئي لكلام أهل البيت عليهم السلام والسيد رحمه الله قد ضعف الرواية ولم يعتبرها هل عقلت أم تحتاج الى شرح؟
وأنت لم تأتِ بشيء حتى تعرض عليَّ الزيادة.
لا نريد منك زيادة
الجواب على سؤالي اليتيم وهو: منهجكم في تقييم الروايات؟؟
أرجوا أن لا تقول لي نعرضضها على امامكم احمد اسماعيل فان المنهج هو وسيلة لاثبات امامته أولا نريد الاتفاق في النهج السليم الصحيح المعتمد ثم نطبقه على الروايات لمعرفة صحة ما تذهبون اليه.
ولا تقل لي العرض على كتاب الله وتسكت بل أريد تفصيلا في هذه المسألة:
ماذا يقصد بالموافقة؟
وماذا يقصد بالمعارضة؟
ثم الموافقة والمعارضة طبقا لفهم من؟
نرجو شرح منهجكم كي نستفيد
والحمدلله رب العالمين
والآن أشرع في الرد على ما يمكن أن يقال إنه يستحق الرد:
لا ندري على أي طبعة اعتمد المحاور في هذا العدد، فالطبعة التي بين يدي غاية ما وصل اليه ترقيمها هو (519) مع المكررات، وهي طبعة مؤسسة الأعلمي – بيروت – لبنان – ط1 – 1430 هـ - 2009 م – تقديم وتعليق السيد أحمد الحسني، وقد التزم المقدم والمعلق بأن يضع رقماً لكل رجل مترجم له، وان كانت الترجمة تحتوي عدة رجال فيضع لجميعهم أرقاماً بعددهم.
فأطالب محاوري أن يثبت لي العدد الذي زعمه بدليل واضح، وذكر المصدر مع هويته كاملاً.
وقد تقدم الكلام عن رجال الكشي ومقدار التراجم الضعيفة سنداً والتي لا يعتمد عليها ...الخ، وقد قلت ربما لو تتبعنا أكثر لما سلم من تراجم الكشي مئة ترجمة معتمدة أو ربما حتى خمسين، فأي قيمة تبقى لهذا الكتاب من ناحية التوثيق والتضعيف.
وعدم رد محاوري على جميع الاحصائيات والنقاط المهمة حول رجال الكشي يعني أنه قد أقرها أو عجز عن ردها.
نقلت هذا العدد من كتاب اصول علم الرجال للعلامة الفضلي ص100 مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع الطبعه الثانيه 1430 ه 2009 م
وهذا نصه
ويشتمل كما في ترقيم مطبوعة اختيار معرفة الرجال على 1151 اسما ( ولعل هذا اشتباها منه فالصحيح 1151 رواية و أنا نقلت ذلك وهذا خطأ فالصحيح كما ذكره الأخ اريوس 519 اسما والله العالم واعتذر لتسرعي وعدم المراجعة في هذا المورد فقط)
ثم قال المؤلف
طبع في بمبئ سنة 1317 هــ وطبع في النجف الأشرف بعنوان رجال الكشي واخيرا طبع بعنوان اختيار معرفة الرجال بتحقيق السيد حسن المصطفوي وبأهتمام مركز التحقيقات والمطالعات بكلية الإلهيات والمعارف الإسلامية جامعة مشهد بإيران سنة 1348 هــ شمسية ومعه فهرس رجال اختيار معرفة الرجال للكشي من وضع محققه المصطفوي
انتهى بنصه
لعل ما سأقوله الآن يعد صدمة لا مثيل لها لمحاوري، وقد لا يصدق ما أقوله له، لأنه يكتفي بالأرقام فقط وينخدع بها!
فترقيم رجال الشيخ الطوسي بلغ (6429) اسماً، والذين نص على توثيقهم أو مدحهم أو ضعفهم أو ذمهم بلعن أو غلو هم (423) اسماً، ومن اكتفى بقوله عنهم بأنه واقفي هم (56)، وبيان المذهب لا علاقة له بالجرح أو التعديل من حيث قبول الرواية أو ردها كما هو المشهور الآن.
ولو طرحنا (423) من (6429) لنتج (6006) اسماً مجهولاً من حيث الوثاقة والمدح والضعف الذي يفيد في قبول الرواية أو ردها، وهي نتيجة مخجلة حقاً لمحاوري الذي يراهن على هذه الأصول الرجالية.
نعم يمكن وصف رجال الطوسي بأنه كتاب طبقات الرواة، ولكن من المسامحة تسميته بعلم الرجال حقيقة، وحتى الذي وثقهم أو ضعفهم الشيخ الطوسي في رجاله أكثرهم إن لم أقل كلهم مذكورون في رجال الكشي أو النجاشي أو فهرست الطوسي، أو مشهورون الحال، أي إن المسألة مسألة تكرار لا غير إلا فيما ندر.
هل لنا بمصدر لهذه الإحصائية لم أجدها في بطون الكتب ؟!
اعتقد أن مصدرك صحيفة الصراط المستقيم وان تغاير فيها بعض الأعداد ولكن جل باقي ردودك من الصحيفة أكلفك القص وأتعبك اللصق و انا لا أعبئ بكلامك ولا بإحصائياتك المزعومة لأن كما سنثبت انك غير دقيق في نقولاتك وربما تكون قد تعمدت ...... !
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل صرح بعض العلماء بتوهين واضطراب وتشوش كتابي الطوسي في الرجال، فقد نقل أبو الهدى الكلباسي صاحب سماء المقال كلام الفاضل الخاجوئي قائلاً:
( ... وأما ما ذكره الفاضل الخاجوئي، في رسالته المعمولة في الكر، وكذا في أوائل أربعينه: ( من أن إخباره ( أي الشيخ الطوسي ) بأحوال الرجال، لا يفيد ظناً ولا شكاً في حال من الأحوال، تعليلاً باضطراب كلماته ، حيث أنه يقول في موضع : ( إن الرجل، ثقة ) وفي آخر يقول: ( إنه ضعيف ) كما في سالم بن مكرم الجمال وسهل بن زياد ... ) سماء المقال في علم الرجال - أبو الهدى الكلباسي - ج 1 - ص 159 / الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج 2 - ص 401.
كيف تريدني أن أعتمد على ما تقدمه من أرقام وهذا حالك!
أنظروا اخواني بقية الكلام: فبعد ان نقل الكلباسي ما ذكره الفاضل الخاجوئي رد عليه بقوله: أقول : وفيه مضافا إلى أن وقوع أمثالها على تسليم وقوعها ، مما لا يوجب نفي إفادة إخباره ، الظن ، فضلا عن الشك ، بل لعمري إن الثاني من العجب . وذلك : لأنها بالإضافة إلى سائر كلماته المعتبرة ، كشعرة بيضاء في بقرة سوداء . كما يشهد بما ذكرنا ، استناد المستدل بكلماته ، واعتماده بمقالاته ، في غير مورد . وإن هو ، إلا لاطمئنان النفس وسكونها إليها ، وإن هو إلا لغلبة الصحة وقلة الغفلة .
بل ان الكلباسي قد نفى وجود الأوهام المدعاة ورد على كل ما ذكره الخاجوئي وأثبت العكس اذ أن ما ذكره الفاضل ليس الا وهما منه وليس من الشيخ فتدبر
وما نقله اوريوس ليس الا كلاما مبتورا وهذا ما يثبت لنا أن مقصه الذي تبجح بذكره أكثر من مرة هو أعوج لا يتورع عن تزييف النصوص للوصول الى غايته
وكذلك نقل أبي المعالي الكلباسي في رسائله الرجالية كلام نجل صاحب المعالم في الطعن في العلامة الحلي والشيخ الطوسي من حيث كثرة توهمهم في الرجال:
( ... كما أنه قد حكم النجل المشار إليه [نجل الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المعالم المتوفي سنة 1011 هـ] بعدم اعتبار تصحيحات العلامة ؛ تعليلا بكثرة ما وقع له من الأوهام في توثيق الرجال . قال : نعم ، يشكل الحال في توثيق الشيخ؛ لأنه كثير الأوهام أيضاً ... ) الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج 1 - ص 218.
قد نقلنا لك رأي الكلباسي ورده على ما توهمه البعض من أنه اشتباه من الشيخ الطوسي رحمه الله فما قاله ابن صاحب المعالم ليس الا رأيا شخصيا ناتج عن استقرائه لكلمات الشيخ وفهمه لها, وهذا غير ملزم لنا كما لم يلزم كلامه الكلباسي الذي رد هذه الفرية كما ذكرنا سابقا.
نعم نحن لا ندعي العصمة للشيخ الطوسي ولا ننكر وجود بعض الأخطاء في كتبه وفي كتب غيره حتى في امثال الكافي بل حتى في كتب من شهد لهم الامام بالفقاهة من أمثال الصدوق فوجود بعض الأخطاء لا يعني سقوط الكتاب عن الاعتبار.
ونقل المحقق الخوئي عن الشيخ فخر الدين الطريحي – المتوفي سنة 1085 هـ - في مشتركاته انه قال: ( ان توثيقات النجاشي او الشيخ يحتمل انها مبنية على الحدس فلا يعتمد عليها ) معجم رجال الحديث للخوئي ج1 ص 42.
ومرة أخرى اشتغل مقص المصلح أوريوس أصلحه الله وأصلح مقصه ليبتر ما ذكره السيد الخوئي رحمه الله!
فالسيد ذكر كلام الطريحي لبيان فساده فقال: وبهذا يظهر أن مناقشة الشيخ فخر الدين الطريحي في مشتركاته - بأن توثيقات النجاشي أو الشيخ يحتمل أنها مبنية على الحدس ، فلا يعتمد عليها - في غير محلها .
فالمقص بتر العبارات المسطورة لكي يخفي أن السيد الخوئي قد رد هذا الادعاء وزلزل أركانه وهدم بنيانه وأثبت أنه في غير محله.
فهنيئا لكم الأمانة العلمية..
وقال الشيخ جعفر السبحاني : ( وكان سيدنا المحقق البروجردي يقول : " إن كتاب الرجال للشيخ كانت مذكرات له ولم يتوفق لاكماله ، ولأجل ذلك نرى أنه يذكر عدة أسماء ولا يذكر في حقهم شيئا من الوثاقة والضعف ولا الكتاب والرواية ، بل يعدهم من أصحاب الرسول والأئمة فقط " ) كليات في علم الرجال ص 69.
لا ندري ما غرضه من ذكر هذه العبارة للشيخ جعفر السبحاني فلو سلمنا بصحة كلام السيد البروجردي رحمه الله فلا يضرنا في شيء غاية ما في الأمر أنه ليس كل من ترجم في كتاب الرجال قد أصدر الشيخ في حقه حكما بالوثاقة أو الضعف
نرجو من الأخ أن يتأكد مما يكتب فلا نريد أن نسود هذه الصفحات بكلام خارج عن موضوعنا وان كان كل ما ذكره هو خروج عن موضوعنا الأساسي الذي هو: منهج اتباع أحمد اسماعيل في تقييم الروايات!
وقال الشيخ جعفر السبحاني ايضا: ( يقول المحقق التستري دام ظله : " إن مسلك الشيخ في رجاله يغاير مسلكه في الفهرس ومسلك النجاشي في فهرسه ، حيث إنه أراد في رجاله استقصاء أصحابهم ومن روى عنهم مؤمنا كان أو منافقا ، إماميا كان أو عاميا ، فعد الخلفاء ومعاوية وعمرو بن العاص ونظراءهم من أصحاب النبي ، وعد زياد بن أبيه وابنه عبيد الله بن زياد من أصحاب أمير المؤمنين ، وعد منصورا الدوانيقي من أصحاب الصادق عليه السلام بدون ذكر شئ فيهم ، فالاستناد إليه ما لم يحرز إمامية رجل غير جائز حتى في أصحاب غير النبي وأمير المؤمنين ، فكيف في أصحابهما ؟ " ) كليات في علم الرجال ص 68 – 69.
ولنا الآن أن نقول: وشهد شاهد من أهلها.
شهد على ماذا يا أوريوس؟
هذا كسابقه لا علاقة له بالموضوع اذ ان ما قاله التستري مسلم به عند الكل ولا يوجد من له حظ في العلم ينكر هذا الشيء, فلم يقل أحد بوثاقة من ترجم له الشيخ الطوسي فقط لكونه مترجم له
فهرست الطوسي، طبع ونشر مؤسسة الفقاهة ط1 – تحقيق الشيخ جواد القيومي، بلغ ترقيمه 912 اسماً مع المكرر، ولكن المفاجئة التي لا تسرك هي أن الشيخ الطوسي ذكر (758) اسماً بلا توثيق أو مدح أو تضعيف، واكتفى بذكر الكتب فقط أو مع اشياء لا علاقة لها بالتوثيق والتضعيف.
والتراجم التي قد يستفاد منها جرحاً أو تعديلاً أو مدحاً هي بحدود (151) ترجمة فقط، وهي أكثرها إلا ما ندر – إن لم أقل كلها – موجودة في فهرست النجاشي ورجال الكشي أو مشهورين لا يفتقرون الى النص على وثاقتهم أو ضعفهم.
فأي قيمة تبقى لفهرست الشيخ الطوسي من ناحية الجرح والتعديل ؟!!
نعم هو كما عنونه صاحبه وكما ذكر في مقدمته؛ معد لذكر المؤلفين والمصنفين من الشيعة، فلا قيمة له في باب الجرح والتعديل إلا نادراً جداً ...
وأظن أن هذا لم يخطر في بال المحاور ولم يحط به علماً وسيكون غصة له ما بعدها غصة إن لم يكن طالباً للحقيقة والعلم.
لا نعلم ماهو مصدر هذه الاحصائيات التي تذكر في كل مداخلة: أهو المقص الأعوج الذي ذكرناه؟
أما سؤالك عن القيمة العلمية للكتابين فهذا يدل على قلة بضاعتك في هذا العلم, فالفهارس يستفاد منها:
- معرفة الرواة بأسمائهم وكناهم وأنسابهم وأماكن سكناهم
- ومعرفة طبقة الراوي و في أي زمن عاش ومن عاصر
- معرفة كتبه وطرق الشيخ والنجاشي اليها
هذا بغض النظر عن التطرق الى تعارض وتناقض الشيخ الطوسي مع الشيخ النجاشي في الجرح والتعديل في موارد كثيرة، بل تناقضه مع نفسه، وغير ذلك من نقاط الضعف التي لا تسر المحاور (يا صاحب العصر) .. وان شاء الله احقنه بها بالتدريج لكي لا تقضي عليه لأنها مفاجئات ربما يصعب تحملها لمن قد عشق صنم علم الرجال وشغفه حباً !!!
الأخ اوريوس أرجو أن يكون كلامك بالدليل والبرهان وليس بالدفع بالصدر ولقلقة اللسان فتعارض الشيخين قليل جدا ونتحداك أن تأتي بعشرين تعارضا مثلا أي بنسبة 2بالمائة(طبعا المقصود من التعارض هو أن يوثق أحدهما شخصا ويضعفه الآخر)..
أما تناقض الشيخ مع نفسه فنطالب المحاور بأن يأتي بامثلة عشرة موارد مثلا, ولا يخفى أن التناقض يكون اذا اختلف رأي الشيخ في مسئلة واحدة في نفس الكتاب وليس بين الكتب لأنه ان حصل هذا فهو من باب تغيير الرأي.
نريدك أن تظهر الحقائق وتحجب هذه اللطافة المصطنعة أو تحتفظ بها وسنرى من منا الذي يعشق صنما أو يصعب عليه تحمل المفاجئات.
ويبقى الكلام عن سند التوثيقات والتضعيفات التي وردت في فهرست الطوسي، هل هناك سند أم لا ؟؟
هذا ما يحاول محاوري الهروب منه !!!
لو قرأت كلام السيد الخوئي الذي بتره مقصك الأعوج لوصلك الجواب الصحيح الصريح لكن ربما العين قد تتعامى عن الحق ان كانت عشقت الباطل وتولت أئمة يدعون الى النار
نجيبك بقول الشيخ الطوسي الذي بنيتم كل عقيدتكم على نقله وسلمتم بصحة مروياته وصدق لهجته فقد قال في كتابه العدة: إنا وجدنا الطائفة ميزت الرجال الناقلة لهذه الأخبار فوثقت الثقات منهم ، وضعفت الضعفاء ، وفرقت بين من يعتمد على حديثه وروايته وبين من لا يعتمد على خبره ، ومدحوا الممدوح منهم وذموا المذموم . وقالوا : فلان متهم في حديثه ، وفلان كذاب ، وفلان مخلط ، وفلان مخالف في المذهب والاعتقاد ، وفلان واقفي ، وفلان فطحي ، وغير ذلك من الطعون التي ذكروها . وصنفوا في ذلك الكتب واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم ، حتى أن واحدا منهم إذا أنكر حديثا طعن في إسناده وضعفه بروايته . هذه عادتهم على قديم وحديث لا تنخرم
فشيخ الطائفة ينقل اجماع الطائفة على اتباع هذا النهج الذي تنكره انت ومن معك!
نعم ... بلغ ترقيم فهرست النجاشي (1269) ترجمة، ولكن بما أن محاوري لا ينظر إلا للأرقام فقط، فقد غاب عنه أنه لابد أن يطرح من هذا العدد (489) لأن النجاشي ذكرهم بلا جرح أو مدح أو توثيق أي ما يقارب نصف عدد تراجم فهرست النجاشي، والنصف الآخر يشاركه فيه الكشي في رجاله والطوسي في الفهرست، وأيضاً كثير منهم حالهم مشهور لا يفتقر على تنصيص النجاشي ، فما بقي بعد الطرح الأول (1269 – 489 = 780) ربما لا يبقى منه حتى مئتان يختص النجاشي بجرحهم أو توثيقهم.
ولا يخفى أن القوم عمدتهم هو فهرست النجاشي وقد رأيتهم عدد رجاله على قلتهم، وعدد من لم يجرحهم أو يعدلهم، فيبقى هو فهرست لذكر المصنفين والمؤلفين من الشيعة كما نص على ذلك النجاشي في مقدمته، فهو فهرست للمصنفين وليس كتاب رجال بالمعنى الصحيح الدقيق، بل صرح النجاشي في المقدمة بأنه لم يحط بكل المصنفين والمؤلفين.
رجعنا الى الاحصائيات التي مصدرها المقص السحري فلا داعي للرد عليها!
أما قولك أن عمدتنا هو الفهرست فهذا كلام قد القي على عواهنه ويدل على جهل مركب فالاصول الرجالية ليست العمدة في التوثيقات بحيث انها اذا سقطت سقط كل علم الرجال بل هي لا تتعدى كونها جزءا من التوثيقات ولذلك تجد ان علماءنا يوثقون بعض الرواة الذين لم يذكروا أصلا فيها!
فحصرك علم الرجال في كتب النجاشي والطوسي هو مخالف لما عليه كل الطائفة من الاعتماد عليهم وعلى غيرهم فتنبه.
وايضاً هذا بغض النظر عن التطرق الى مخالفة النجاشي لروايات أهل البيت (ع) وتضعيفه من مدحهم أهل البيت (ع) واثنوا عليهم ثناءً مؤكداً، وبغض النظر عن تناقضه مع الشيخ الطوسي في موارد عديدة ... الى غير ذلك من المؤاخذات.
رجعنا الى الدعاوى المجردة عن الدليل!
أولا عليك اثبات ان النجاشي قد خالف روايات أهل البيت(ع) يعني عليك أن تثبت صحة صدور الرواية منهم عليهم السلام في مدح فلان من الرواة ثم تذكر رأي النجاشي فيه ونصه على ضعفه مع علمه بصحة النص الصادر عنهم ودون هذا خرط القتاد.
أما عن تناقضاته مع الشيخ الطوسي فقد تحديناك أن تذكر لنا عشرين موردا لكي تصح هذه الدعوى.
ويبقى الكلام أيضاً عن أن توثيقات وتضعيفات النجاشي مرسلة إن كانت أخباراً .. أما إن كانت رأياً واجتهادا فهي ليست بحجة علينا فضلا عن غموض المنهج بل وهن ما ظهر منه ...الخ، مما يمنع سكون النفس اليه.
وايضاً بانتظار اجابة محاوري عن هذه النقطة المهمة.
أرجوا أن تقرا ما تكتبه ان كان من خط يدك أو ما تلصقه ان كنت ناقلا فقد ذكرت هذا سابقا واجبناك عليه بجواب شيخ الطائفة
وبالنسبة الى جردت حساب محاوري فقد جاء بها على عواهنها بين مغلوط وغير دقيق، والاعداد الصحيحة هي:
رجال الكشي: 519 مع المكرر.
رجال النجاشي: 1269.
فهرست الطوسي: 912 مع المكرر.
رجال الطوسي: 6429 مع المكرر.
فيكون مجموع الجميع هو: (9129) لا غير.
وقد قدمت أن المادة الرجالية في هذه الأصول قليلة جداً، حيث أن أغلب هذه الكتب إنما هي كتب طبقات وفهارس للمصنفين والمؤلفين، وفي ردي السابق اقتصرت على احصاء تراجم رجال الكشي وقد عرفت حالها، وسكتُ عن عمد عن إحصاء تراجم النجاشي والطوسي وقيمتها، لكي يغتر محاوري بها ويأتي بها فرحاً مسروراً وكأنه جاء بما لم يظفر به غيره!
لا ندري ما وجه الحكم بالقلة؟
بل ما وجه البحث في الأرقام أصلا؟
فلو قلنا مثلا بوجود 100 راوي قد اجمعت الطائفة على وثاقتهم فرواياتهم تكون حجة بيننا وبين الله عز وجل لما دلت عليه الدليل من حجية خبر الثقة أما بقية الرواة فربما يركن الى روايتهم لقرائن أخرى كاجماع الطائفة أو للشهرة أو لتواترها الخ..
فالبحث في الارقام والاحصائيات التي لا مصدر لها هو تشتيت وخروج عن سؤالي اليتيم الذي طوى عنه اوريوس كشحا: ما هو منهج اتباع احمد اسماعيل في تقييم الروايات؟
والآن أذكر القيمة الرجالية المعتمدة للكتب الأربعة التي لا تسر محاوري أبداً:
1 – رجال الكشي:
بلغ ترقيمه (519) اسماً أو ترجمة، وقد قدمت أن التراجم الضعيفة السند والمشهورة التي لا تتوقف على ذكر الكشي ولا غيره، والتراجم التي لم يرد فيها توثيق أو جرح؛ هي (248).
فيكون الناتج كما يلي: 519 – 248 = 271
هذا بغض النظر عن التفاصيل التي ذكرتها في ردي السابق، والتي ربما لا يبقى بعد ملاحظتها حتى مئة ترجمة ربما لا يبقى حتى خمسين.
2 – رجال النجاشي:
بلغ ترقيمه (1269) ترجمة، والتي لم يذكر فيها جرحاً أو تعديلاً هي (489).
فيكون الناتج كالتالي: 1269 – 489 = 780
3 – فهرست الطوسي:
بلغ ترقيمه (912)، وما لم يذكر له جرحاً أو تعديلاً هو (758).
فيكون الناتج كما يلي: 912 – 758 = 154
4 – رجال الشيخ الطوسي:
بلغ ترقيمه (6429)، وما لم يذكر له جرحاً أو تعديلاً هو (6006).
ويكون الناتج كالآتي: 6429 – 6006 = 423
فيكون مجموع الأصول الأربعة هو: 271 + 780 + 154 + 423 = 1628
وهذا العدد (1628) إن قسناه الى ما وصلت اليه آخر المستدركات كما في مستدركات النمازي (18189) ترجمة، لا يبلغ حتى العشر.
هذا ما يجيده محاوري ومقصه الأعوج: القاء الكلام على عواهنه دون بينة و لا برهان!
لوسلمنا له جدلا بما يقوله فلن يغير شيئا ولن ينقص من منهجنا شيئا فما الفرق بين وجود 10000 راو ثقة وبين 100؟
المهم أن ما اعتقده وما أعمل به هو حجة بيني وبين ربي أما أمثالكم الذين لا منهج لهم كيف يثبتون امامة أحمد اسماعيل؟؟
فان قلت ان هذه روايات أهل البيت طالبناك بالدليل على انها كذلك؟
وان قلت ان العلماء نقلوها فنجيبك بأن هؤلاء كانوا انتقائيين اذ انهم كانوا يطبقون علم الرجال فالشيخ الطوسي رجالي والصدوق رجالي والكليني رجالي فمن هو المبتدع؟
فإذا كان محاوري لم يستسغ قولي بأن المادة الرجالية لا تتجاوز عشر الرواة حسب آخر المستدركات، فالآن أقول له بل لا تبلغ العشر، وأزيده من الشعر بيتاً؛ بأن مجموع تراجم الكتب الأربعة التي تتعلق بأوصاف الرواة من حيث قبول الرواية أو رفضها، والتي بلغت (1628) ستتقلص كثيراً بعد ملاحظة أن أكثرها مكرر في الكتب، فمثلاً فهرست النجاشي وفهرست الطوسي كلاهما احتوى كل أو أكثر ما حواه صاحبه، فالنجاشي والطوسي متعاصران ومتقاربان ومصادرهما متحدة تقريباً، فأكيد أن ما ذكره الطوسي في فهرسته يكون موجوداً في فهرست النجاشي كله أو أغلبه على أقل تقدير، وكذلك ما ذكره الطوسي في رجاله موجود كله أو اغلبه في فهرست النجاشي أو فهرست الطوسي أو رجال الكشي، وكذلك تراجم رجال الكشي موجودة كلها - ربما إلا ما ندر – في كتابي الشيخ الطوسي وفهرست النجاشي.
إذن فالعدد (1628) التي هي التراجم الرجالية المعتمدة في الأصول الرجالية الأربعة، ليس عدداً حقيقياً، بل أغلبه مكرراً في هذه الأصول الأربعة، ولو أردنا أن نقدر التراجم الرجالية المعتبرة في الأصول الأربعة بدون تكرار لربما لا يعدو الألف، ولكي لا يزعل محاوري اجعلها له ألفاً وربع الألف يعني (1250) ترجمة، وهذا العدد ينزل كثيراً عن عشر عدد الرواة كما في آخر المستدركات، فيا محاوري لو قبلت بالعشر لكان خيراً لك، ولكن لا تحبون الناصحين.
المقص رجع من جديد
والطامة الكبرى التي ستعصف بحلم وأمل عشاق علم الرجال، هي أن المجلسي الأول قال: [إن في زمان علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كان في قم من المحدثين مائتا ألف رجل] كما ذكر ذلك الشيخ عبد الهادي الفضلي في كتابه تأريخ التشريع الإسلامي ص250.
والمُحدِّث هو من اشتغل في رواية الأحاديث وجمعها، ففي زمن علي بن الحسين بن بابويه الذي هو من معاصري الحسن العسكري (ع) يوجد (200000) ألف محدث، فأين الأصول الرجالية من هذا العدد الهائل أين أسمائهم وبيان أحوالهم ؟؟؟!
فحتى ما ذكرته آخر المستدركات وجميع ما ذكرته الأصول الرجالية الأربعة لا يبلغ عشر الـ (200000) ألفاً، الذين هم فقط في طبقة علي بن الحسين بن بابويه من المحدثين.
وعلى هذا يكون مجموع ما ذكرته الأصول الرجالية الأربعة حتى مع المكرر وحتى اللذين ذكروا بدون جرح أو مدح ... الخ، والذي هو (9129) لا يبلغ حتى نصف العشر، وان أردنا ان نتكلم بلغة الأرقام بدقة فتكون النتيجة كالتالي:
عدد تراجم مستدركات النمازي (18189) + عدد المحدثين في زمن ابن بابويه (200000) = 218189.
وإذا أردنا أن نعرف عدد من لم يُذكروا في الأصول الرجالية نطرح عدد تراجم الأصول الرجالية من مجموع كل الرواة كالتالي:
218189 – 9129 = 209060 راو ومحدث لم تتطرق لهم الأصول الرجالية المزعومة حتى بالاسم.
وأي رقم يريد محاوري أن يطرحه من هذا الناتج لأي سبب كان فأنا بالخدمة، فعلى أقل تقدير يبقى (200000) ألف راو ومحدث لم تتطرق لهم الأصول الرجالية بشيء، وهذا أمر فظيع جداً.
فأرجو أن يتأمل صاحبي بكلامي ويفهمه حتى لا يرد بشيء خارج الموضوع.
لا ندري ما الغرض من هذه الأرقام:
هل أن عدم وصول أو معرفتنا بكل الرواة يعني إسقاط علم الرجال؟؟
اذا كان الأمر كذلك فلنسقط العمل بالروايات فالكل يعلم أن كثيرا من الروايات ضاعت واندثرت ولم تصل الينا ومن باب المثال لا الحصر كتاب مدينة العلم للشيخ الصدوق الذي هو من اكبر كتبه ومن الكتب التي ضاعت كتاب نوادر الحكمة الذي كان يعرف بدبة الشبيب كناية عن كثرة رواياته وتنوع أبوابه: فهل نسقط العمل بمرواياتنا لأجل ضياع كثير من أصولنا الحديثية؟
ان هذا المنطق الأعوج هو ستار ودثار يحجب به المصلح موضوعنا الأساسي الذي هو مهم جدا للوصول الى حقيقة دعوة أحمد اسماعيل:
ما هو منهجكم لتقييم الروايات؟
تبين مما سبق أن كلام محاوري لا يعدو عن كونه فقاعة لا تصمد لحظة واحدة، وأقول له حذاري من التسرع وقلة التدبر والاطلاع فهو أم المهالك .. ناهيك ناهيك.
كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
أسمع جعجعة ولا أرى طحناً ... فقد طالبناك بإثبات ذلك ولم تفلح حتى الآن ولن تفلح .. فالأصل عدم ثبوتها وحجيتها .. ومن ادعى إثباتها فعليه طرح الدليل الرصين، فأنت المطالب بإثبات إمامك – علم الرجال – أم حتى هذه البسيطة غابت عنك ؟؟!!!
قد ذكرنا لك قول الشيخ الطوسي ونقله لاجماع الطائفة على هذا المنهج.
فلا تكرر كثيرا كي لا ينفذ حبرك
أولاً: أرجو عدم التسرع، وصياغة كلامك بدقة، لأن فيه إرباكا بلاغياً أخل بمقصودك وخصوصاً في الشطر الأول من كلامك المتقدم.
ثانيا: موضوعنا الآن ليس عن مبدأ الوثاقة وكونه الميزان في قبول الرواية من عدمه، فهذا سيأتي إن شاء الله، إنما موضوعنا الآن هو المادة الرجالية وكميتها وكفايتها وطريق إثباتها ...الخ.
لا ندري أي بلاغة تتحدث عنها وانتم تنكرون كل علوم اللغة النحو والبلاغة والصرف و..و.. كل هذا لتصحيح لحن امامك في خطاباته التي نجهل مصدرها كجهالتنا لبعض الرواة الذين تتحدث عنهم
لا نريد أن نخرج عن موضوعنا، وسيأتي إن شاء الله موضوع اعتبار الوثاقة والضعيف في قبول أو رد الأحاديث والروايات. فانتظرني هناك.
الظاهر انك لم تفهم استدلالي:
ان بعض الروايات قد يستفاد منها توثيق لاكثر من راوي مثل هذه الرواية التي وثقت أربعة رواة دفعة واحدة وهذا مسقط لاحصائيتك المجهولة المصدر
الى متى يا صاحبي تتكلم في وادٍ وكلامي في وادٍ آخر ؟!
أنا لا علاقة لي بمذهب أبي الجارود وهل رجع الى الحق أم لا .. إنما قلت أنه منصوص على كذبه من قبل أهل البيت (ع)، ومع ذلك حكم الخوئي بوثاقته، وجاء كلامي هذا استطراداً في موضوع تراجم رجال الكشي ولم اقصد التفصيل.
أما كون رواية الكشي ضعيفة، فهذه هي أصولكم الرجالية بين ضعيف السند وبين من لا سند له، وهذه عليك لا لك، ثم إذا كنتم تردون تضعيف الكشي المنقول لان في سنده ضعف، فلماذا لا تفعلون ذلك بتوثيقات النجاشي وتضعيفاته فتطالبون بالسند وصحته .. أم إن في هذا مقتلكم ؟!
ما هذا التناقض العجيب ؟!!!
التناقض في عقلك يا صاحب المقص الأعوج فأنت تتدعي مخالفة السيد الخوئي لكلام أهل البيت عليهم السلام والسيد رحمه الله قد ضعف الرواية ولم يعتبرها هل عقلت أم تحتاج الى شرح؟
وأنت لم تأتِ بشيء حتى تعرض عليَّ الزيادة.
لا نريد منك زيادة
الجواب على سؤالي اليتيم وهو: منهجكم في تقييم الروايات؟؟
أرجوا أن لا تقول لي نعرضضها على امامكم احمد اسماعيل فان المنهج هو وسيلة لاثبات امامته أولا نريد الاتفاق في النهج السليم الصحيح المعتمد ثم نطبقه على الروايات لمعرفة صحة ما تذهبون اليه.
ولا تقل لي العرض على كتاب الله وتسكت بل أريد تفصيلا في هذه المسألة:
ماذا يقصد بالموافقة؟
وماذا يقصد بالمعارضة؟
ثم الموافقة والمعارضة طبقا لفهم من؟
نرجو شرح منهجكم كي نستفيد
والحمدلله رب العالمين
Comment