رد شبهة وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً [وما عدا]
هذا تلخيص مركز لما ورد في كتب انصار الامام المهدي (ع) للرد على الشبهة... اسال الله سبحانه ان تنفعكم فقد سال عنها الكثيرون مؤخرا والظاهر ان اهل الباطل لم يبق لهم الا الاتيان بفهم شاذ للرواية لكي يحاربوا بها المتواتر القطعي.
((وأما غيبة عيسى (ع) فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله (عز وجل) بقوله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول: إنه لم يولد، وقائل يفتري بقوله: إنه ولد ومات، وقائل يكفر بقوله: إن حادي عشرنا كان عقيماً، وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً [وما عدا] ، وقائل يعصي الله بدعواه: إن روح القائم (ع) ينطق في هيكل غيره.))الغيبة - للشيخ الطوسي: ص167 – 170 ح129.
جاء في بعض المصادر بلفظ (وما عدا)، منها مجمع النورين للشيخ أبو الحسن المرندي: ص 340 – 342، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب: ج1 ص259 – 260
المناقشة من جهة السند:
الرواية ضعيفة السند جداً حسب مباني علم الرجال
بكل من: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب ، ومحمد بن بحر الرهني ، وعلي بن الحارث ، وسعد بن منصور الجواشني ، وأحمد بن علي البديلي ، وعلي البديلي . فالرواية ساقطة عن الاستدلال، على منهج القوم، ولا يمكن رتقها بحال. وقد روى الشيخ الصدوق هذه الرواية عن محمد بن علي حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، عن أبي العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، عن أحمد بن طاهر (القمي)، ثم محمد بن بحر وبقية سند الشيخ الطوسي سواء. وطريق الشيخ الصدوق الى محمد بن بحر الرهني ضعيف بـأحمد بن عيسى الوشاء ، وأحمد بن طاهر ، ثم بقية سند الشيخ الطوسي الضعيف جداً.
المناقشة من جهة المتن والدلالة:
وفيها نقاط:
• الاعتقاد الباطل ليس هو الإيمان بوجود أوصياء للإمام المهدي (ع) الذي اكدته عشرات الروايات المتواترة : بل هو الإيمان بالأوصياء + القول بموت الإمام المهدي (ع) في غيبته لانه كل هذه الفرق تنفي الغيبة كما دلت الرواية
• يروى صاحب إلزام الناصب، نفس الرواية بلفظ (يتعدّى إلى ثالث عشر وما عدا) فيكون الرواية دالة على وجود الثالث عشر، غاية ما في الأمر أنّ القائل به يقول به قبل أن يحين وقته، إذ إنّ قوله (وما عدا) تفيد (ما) النفي لوقت محدّد، وليس على نحو التأبيد، كما هو شأن (لن).
• وحتى مع ورود ( فصاعداً ) فيها بدلاً من ( وما عدا ) وذلك لقوله ( وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً ) والمروق يعني سبق زمن حضور الثالث عشر فقد ورد في الدعاء: (المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ).... وايضا كلمة (يتعدى) التي تعني يتجاوز يعني يسبق ولما وحن وقته بعد.
• جميع الأقسام التي ذكرها الحديث وُجدت في الشيعة، وهناك فرقة قالت بأن الإمام المهدي (ع) قد مات وانتقلت الإمامة إلى ولده، قد انقرضت منذ زمن بعيد أي إنها تقريباً كانت بعد الغيبة الصغرى مباشرة، وقد نص الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة ص228) بأن هذه الفرقة قد انقرضت وانتهت في بداية الغيبة ( ... على أنّ هذه الفرق كلها قد انقرضت بحمد الله ولم يبق قائل يقول بقولها، وذلك دليل على بطلان هذه الأقاويل ).
• اما ان تمسكتم بفهم انها تنفي مطلقا وجود حجج بعد الامام المهدي ع ففهمكم للرواية يجعلها شاذة، ومعارضها متواتر، بل يفوق حد التواتر بكثير... فلا يؤخذ بها.
النتيجة : الرواية ضعيفة سندا حسب مباني علم الرجال ومعناها متعلق بمن ينكرون غيبة الامام المهدي (ع) ويتجاوزون الى ائمة بعده وما عدا اي لم ياتي وقتهم بعد... اما تمسككم بالفهم منها انها تنفي مطلقا وجود حجج بعد الامام المهدي (ع) يجعلها شاذة مقابل المتواتر بإمامة وحجية المهديين من ذرية الإمام المهدي (ع).
انتهى
وهذه الرواية كاملة
الشيخ الطوسي: أخبرني جماعة، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب رحمه الله، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن بحر بن سهل الشيباني الرهني، قال: أخبرنا علي بن الحارث، عن سعد بن المنصور الجواشني، قال: أخبرنا أحمد بن علي البديلي، قال: أخبرني أبي، عن سدير الصيرفي، قال: (دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق (ع) فرأيناه جالساً على التراب، وعليه مسح خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحري، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغير في عارضيه، وأبلى الدمع محجريه، وهو يقول: "[سيدي] غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي. سيدي، غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني وأنين يفشا من صدري". قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله عينيك يا بن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك، وتستمطر عبرتك ؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم ؟ قال: فزفر الصادق (ع) زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه فقال: ويكم إني نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب الجفر المشتمل على علم البلايا والمنايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله تقدس اسمه به محمداً والأئمة من بعده (ع)، وتأملت فيه مولد قائمنا (ع) وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين (من) بعده في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينه، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله (عز وجل): (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت عليّ الأحزان. فقلنا: يا بن رسول الله، كرمنا وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك ؟ قال: إن الله تعالى ذكره أدار في القائم منا ثلاثة أدارها لثلاثة من الرسل، قدر مولده تقدير مولد موسى (ع)، وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى (ع)، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح (ع)، وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح - أعني الخضر (ع) - دليلاً على عمره. فقلنا: أكشف لنا يا بن رسول الله (ص) عن وجوه هذه المعاني. قال: أما مولد موسى (ع) فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده، أمر بإحضار الكهنة، فدلوا على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل، فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرون ألف مولود، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى (ع) بحفظ الله تعالى إياه. كذلك بنو أمية وبنو العباس لما أن وقفوا على أن [به] زوال مملكة الأمراء والجبابرة منهم على يدي القائم منا، ناصبونا للعداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله (ص) وإبادة نسله طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم (ع)، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. وأما غيبة عيسى (ع) فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله (عز وجل) بقوله: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يقول: إنه لم يولد، وقائل يفتري بقوله: إنه ولد ومات، وقائل يكفر بقوله: إن حادي عشرنا كان عقيماً، وقائل يمرق بقوله: إنه يتعدى إلى ثالث عشر فصاعداً [وما عدا] ( )، وقائل يعصي الله بدعواه: إن روح القائم (ع) ينطق في هيكل غيره) ( ).
ومناقشة هذه الرواية من جهتين؛ السند والدلالة:
ومناقشة هذه الرواية من جهتين؛ السند والدلالة:
Comment