بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
رواة حديث الثقلين:
روى حديث الثقلين من الصحابة أكثر من ثلاثين شخصاً ، على رأسهم :
1 – أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . 2 – الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) . 3 – أبو ذر الغفاري . 4 – سلمان الفارسي . 5 – جابر بن عبد الله الأنصاري . 6 – أبو الهيثم ابن التيهان . 7 – حذيفة بن اليمان .
8 – حذيفة بن أسيد أبو شريحة أو سريحة . 9 – أبو سعيد الخدري . 10 – خزيمة بن ثابت . 11 – زيد بن ثابت . 12 – عبد الرحمن بن عوف . 13 – طلحة . 14 – أبو هريرة . 15 – سعد بن أبي وقاص . 16 – أبو أيوب الأنصاري . 17 – عمرو بن العاص . وغير هؤلاء من الصحابة . 18 – فاطمة الزهراء بضعة الرسول صلوات الله عليها . 19 – أم سلمة أم المؤمنين . 20 – أم هاني أخت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
أشهر رواة الحديث:
1 – سعيد بن مسروق الثوري . 2 – سليمان بن مهران الأعمش . 3 – محمد بن إسحاق ، صاحب السيرة . 4 – محمد بن سعد ، صاحب الطبقات . 5 – أبو بكر ابن أبي شيبة ، صاحب المصنف . 6 – ابن راهويه ، صاحب المسند . 7 – أحمد بن حنبل ، صاحب المسند . 8 – عبد بن حميد ، صاحب المسند . 9 – مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح . 10 – ابن ماجة القزويني ، صاحب السنن الذي هو أحد الصحاح الستة . 11 – أبو داود السجستاني ، صاحب السنن وهو أحد الصحاح . 12 – الترمذي ، صاحب الصحيح . 13 – ابن أبي عاصم ، صاحب كتاب السنة . 14 – أبو بكر البزار ، صاحب المسند . 15 – النسائي ، صاحب الصحيح . 16 – أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند . 17 – محمد بن جرير الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير 18 – أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم . 19 – أبو الحسن الدارقطني البغدادي ، الإمام المعروف . 20 – الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك . 21 – أبو نعيم الإصفهاني ، صاحب المؤلفات المعروفة . 22 – أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى . 23 – ابن عبد البر ، صاحب الإستيعاب . 24 – الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد . 25 – محي السنة البغوي ، صاحب مصابيح السنة . 26 – رزين العبدري ، صاحب الجمع بين الصحاح الستة 27 – القاضي عياض ، صاحب كتاب الشفاء . 28 – ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق . 29 – ابن الأثير الجزري ، صاحب أسد الغابة . 30 – الفخر الرازي ، صاحب التفسير الكبير . 31 – الضياء المقدسي ، صاحب كتاب المختارة . 32 – أبو زكريا النووي ، صاحب شرح مسلم . 33 – أبو الحجاج المزي ، صاحب تهذيب الكمال . 34 – شمس الدين الذهبي ، صاحب الكتب المشهورة . 35 – ابن كثير الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير . 36 – نور الدين الهيثمي ، صاحب مجمع الزوائد . 37 – جلال الدين السيوطي ، صاحب المؤلفات المعروفة. 38 – شهاب الدين القسطلاني ، شارح البخاري . 39 – شمس الدين الصالحي الدمشقي ، تلميذ الحافظ السيوطي ، صاحب السيرة النبوية . 40 – شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ، شيخ الإسلام ، وصاحب المؤلفات الكثيرة المعتبرة . 41 – شمس الدين ابن طولون الدمشقي . 42 – شهاب الدين ابن حجر المكي ، صاحب الصواعق . 43 – المتقي الهندي ، صاحب كنز العمال . 44 – علي القاري الهروي ، صاحب المرقاة في شرح المشكاة . 45 – المناوي ، شارح الجامع الصغير . 46 – الحلبي ، صاحب السيرة . 47 – دحلان ، صاحب السيرة . 48 – منصور علي ناصف ، صاحب التاج الجامع للأصول 49 – النبهاني ، صاحب المؤلفات . 50 – المبارك پوري ، شارح صحيح الترمذي . هؤلاء خمسون نفر ، وهذا العدد عشر رواة حديث الثقلين من أعلام أهل السنة في القرون المختلفة .
محاولات القوم في رد حديث الثقلين وإبطاله:
أ- ما مشى عليه أبو الفرج ابن الجوزي ، حيث أدرج حديث الثقلين في كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية[1]، فقد ذكر فيه هذا الحديث بسند واحد ، وجعل يناقش في سنده ويضعفه ، وهذا الكتاب خاص بالأحاديث الضعيفة بنظره ، كما أن له كتابا آخر عنوانه كتاب الموضوعات جعله للأحاديث الموضوعة بنظره ، فأدرج هذا الحديث في كتاب العلل المتناهية ليقول بأنه حديث ضعيف ، ونحن إلى الآن لم نجد أحدا ضعف هذا الحديث قبل أبي الفرج ابن الجوزي .
وتضعيفه مردود حتى من قبل كبار العلماء المحققين المتأخرين الذين خطأوه في عمله هذا . مضافا إلى أن هذا الحديث موجود في صحيح مسلم وإن كان مبتورا ، وفي صحيح الترمذي ، وفي صحيح ابن خزيمة الملقب عندهم بإمام الأئمة ، وفي صحيح أبي عوانة ، وفي الجمع بين الصحيحين ، وفي تجريد الصحاح ، وقد صحح الحاكم هذا الحديث ، وكذا محمد بن إسحاق ، والضياء المقدسي ، والبغوي ، والمحاملي ، وابن النجار ، والنووي ، والمزي ، والذهبي ، وابن كثير ، والهيثمي ، والسيوطي ، والقسطلاني ، وابن حجر المكي ، والمناوي ، والزرقاني ، وولي الله الدهلوي ، وغيرهم .
مضافا إلى أن أبا الفرج ابن الجوزي معروف عندهم بالتسرع في الحكم بالوضع أو الضعف ، ومعروف عندهم بالتعصب ، وفي خصوص هذا الحديث قال بخطأ ابن الجوزي في تضعيفه غير واحد من المحققين كما أشرنا ، منهم :
1 – سبط ابن الجوزية في كتاب تذكرة الخواص . 2 – الحافظ السخاوي ، في كتاب إرتقاء الغرف . 3 – الحافظ السمهودي ، في كتاب جواهر العقدين . 4 – ابن حجر المكي ، في الصواعق . 5 – المناوي ، في فيض القدير . وكلهم قالوا : قد أخطأ ابن الجوزي ، وحذروا من الاغترار بفعله ، حتى أن بعضهم يقول : وإياك أن تغتر بما صنع .
ب – الحكم بنكارة المتن ، متن الحديث منكر ، نسبه البخاري إلى أحمد بن حنبل ، ففي التاريخ الصغير للبخاري[2] يقول : قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : تركت فيكم الثقلين قال : أحاديث الكوفيين هذه مناكير .
ونقول : أما نسبة هذا الكلام إلى أحمد ، فنسبة كاذبة ، لأن أحمد يروي هذا الحديث في مسنده ، وفي كتاب فضائل الصحابة، بأسانيد كثيرة عن عدة من الصحابة ، وأين قال أحمد هذا ؟ ومتى قال ؟
ج – تحريف الحديث ، وهذا ما صنعه مسلم في صحيحه ، وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي[3]، يقول : أخبرنا المطين ، حدثنا نصر بن عبد الرحمن ، حدثنا زيد بن الحسن ، عن معروف ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : يا أيها الناس إني فرط لكم وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا انتهى الحديث. وهذا الحديث بنفس السند ، أي عن طريق نصر بن عبد الرحمن عن زيد بن الحسن عن معروف عن أبي الطفيل عن حذيفة، فبنفس السند وبنفس اللفظ موجود في المصادر ، أقرأ لكم نص الحديث عن واحد منها ، عن نوادر الأصول للحكيم الترمذي[4] ففيه : إني فرطكم على الحوض وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فهذا كتاب نوادر الأصول ، وهذا كتاب تاريخ بغداد ، وكلاهما موجودان بين أيدي الناس ، وهل المتصرف بالحديث هو الخطيب نفسه أو النساخ أو الناشرون ؟ الله أعلم .
د – المعارضة بأحاديث يروونها في كتبهم ، يعارضون بها حديث الثقلين ، والمعارضة معناها أن هناك حديثاً صحيحا في سنده وتاما في دلالته ، يعارض هذا الحديث الصحيح التام دلالة ، والمعارضة كما يقولون فرع الحجية ، فلا بد وأن يكون الخبران كلاهما حجة ، فإذا كانا تامين سندا ودلالة فيتعارضان فيكون أحدهما صدقا والآخر كذبا ، فإن تمكنا من ترجيح أحدهما على الآخر فهو ، وإلا يتعارضان ويتساقطان. لكن بأي شئ يعارض حديث الثقلين وهو حديث الوصية بالقرآن وأهل البيت ؟ يعارضون حديث الثقلين بأشياء ، أهمها : حديث الاقتداء بالشيخين ، وأي حديث هذا ؟ إنهم يروونه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنه قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر هذا الحديث موجود في بعض كتبهم ، فإذا كان حديث الثقلين أي الوصية بالكتاب والعترة ، دالا على وجوب الاقتداء بالقرآن والعترة ، فهذا الحديث يدل على وجوب الاقتداء بالشيخين ، إذن يقع التعارض بين الحديثين .
ولكن أقوال علمائهم في الجرح والتعديل، تجمع على أن أسانيد حديث الاقتداء بالشيخين ضعيفة ، وكبار علمائهم ينصون على كثير من رجال هذا الحديث بالضعف ، ويجرحونهم بشتى أنواع الجرح. قال المناوي في شرح هذا الحديث في فيض القدير في شرح الجامع الصغير: أعَلّه أبو حاتم [ أي قال : هذا الحديث عليل ] وقال البزار كابن حزم لا يصح[5].
فهؤلاء ثلاثة من أئمتهم يردون هذا الحديث : أبو حاتم ، أبو بكر البزار ، وابن حزم الأندلسي . والترمذي حيث أورد هذا الحديث في كتابه بأحسن طرقه ، يضعفه بصراحة[6].
وإذا ما رجعتم إلى كتاب الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي لرأيتموه يقول : منكر لا أصل له[7].
وإذا رجعتم إلى ميزان الاعتدال يقول نقلا عن أبي بكر النقاش : وهذا الحديث واه[8]. ويقول الدارقطني – وهو أمير المؤمنين في الحديث عندهم في القرن الرابع الهجري – : هذا الحديث لا يثبت[9]. ولو رجعتم إلى ميزان الاعتدال لرأيتم الحافظ الذهبي يذكر هذا الحديث في مواضع عديدة من هذا الكتاب ، وهناك يرد هذا الحديث ويكذبه ويبطله ، فراجعوا[10]. وإذا رجعتم إلى تلخيص المستدرك ترونه يتعقب الحاكم ويقول : سنده واه جدا[11]. وإذا رجعتم إلى مجمع الزوائد للهيثمي حيث يروي هذا الحديث عن طريق الطبراني يقول : وفيه من لم أعرفهم[12]. وإذا رجعتم إلى لسان الميزان لابن حجر العسقلاني الحافظ شيخ الإسلام لرأيتم يذكر هذا الحديث في أكثر من موضع وينص على سقوط هذا الحديث ، فراجعوا لسان الميزان[13]. وإذا رجعتم إلى أحد أعلام القرن العاشر من الهجرة ، وهو شيخ الإسلام الهروي ، له كتاب الدر النضيد من مجموعة الحفيد – وهذا الكتاب مطبوع موجود – يقول : هذا الحديث موضوع[14]. وابن درويش الحوت يورد هذا الحديث في كتابه أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب ، ويذكر الأقوال في ضعف هذا الحديث وسقوطه وبطلانه[15]. فهذا الحديث – إذن – لا يليق أن يستدل به على مبحث الإمامة. ولذا نرى بعضهم لما يرى سقوط هذا الحديث سندا ، ومن ناحية أخرى يراه حديثا مفيدا لإثبات إمامة أبي بكر دلالة ومعنى ، يضطر إلى أن ينسبه إلى الشيخين والصحيحين كذبا . فالقاري – مثلا – ينسب هذا الحديث في كتابه شرح الفقه الأكبر إلى صحيحي البخاري ومسلم ، وليس الحديث موجودا في الصحيحين ، مما يدل على أنهم يعترفون بسقوط هذا الحديث سندا ، لكنهم غافلون عن أن الناس سينظرون في كتبهم وسيراجعونها ، وسيحققون في المطالب التي يذكرونها . ثم كيف يأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالاقتداء بالشيخين ، مع أن الشيخين اختلفا في كثير من الموارد ، فبمن يقتدي المسلمون ؟ وكيف يأمر رسول الله بالاقتداء بالشيخين ، مع أن الصحابة خالفوا الشيخين في كثير مما قالا وفعلا ؟ وهل بإمكانهم أن يفسقوا أولئك الصحابة الذين خالفوا الشيخين في أقوالهما وأفعالهما ، وتلك الموارد كثيرة جدا. للبحث بقية ستأتي إن شاء الله تعالى.
[1] – العلل المتناهية في الأحاديث الواهية 1 / 268 رقم 432- دار الكتب العلمية – بيروت – 1403 ه.
[2] – التاريخ الصغير 1 / 302 .
[3] – تاريخ بغداد 8 / 442 – دار الكتب العربي – بيروت .
[4] – نوادر الأصول : 68 .
[5] – فيض القدير شرح الجامع الصغير 2 / 56 .
[6] – صحيح الترمذي 5 / 572 .
[7] – كتاب الضعفاء الكبير 4 / 95
[8] – ميزان الاعتدال 1 / 142 .
[9] – لسان الميزان 5 / 237 .
[10] – ميزان الاعتدال 1 / 105 ، 141 و 43 / 610 .
[11] – تلخيص المستدرك – ط في ذيل المستدرك 3 / 75 .
[12] – مجمع الزوائد 9 / 53 .
[13] – لسان الميزان 1 / 188 ، 272 و 5 / 237 .
[14] – الدر النضيد من مجموعة الحفيد : 97 .
[15] – أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب : 48. هذا ، وللحافظ ابن حزم الأندلسي في الاستدلال بهذا الحديث كلمة مهمة جدا ، إنه يقول ما هذا نصه : ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحا أو أبلسوا أسفا لاحتججنا بما روي : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، ولكنه لم يصح ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصح . الفصل في الملل والنحل 4 / 88 .
صحيفة الصراط المستقيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
رواة حديث الثقلين:
روى حديث الثقلين من الصحابة أكثر من ثلاثين شخصاً ، على رأسهم :
1 – أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . 2 – الإمام الحسن السبط ( عليه السلام ) . 3 – أبو ذر الغفاري . 4 – سلمان الفارسي . 5 – جابر بن عبد الله الأنصاري . 6 – أبو الهيثم ابن التيهان . 7 – حذيفة بن اليمان .
8 – حذيفة بن أسيد أبو شريحة أو سريحة . 9 – أبو سعيد الخدري . 10 – خزيمة بن ثابت . 11 – زيد بن ثابت . 12 – عبد الرحمن بن عوف . 13 – طلحة . 14 – أبو هريرة . 15 – سعد بن أبي وقاص . 16 – أبو أيوب الأنصاري . 17 – عمرو بن العاص . وغير هؤلاء من الصحابة . 18 – فاطمة الزهراء بضعة الرسول صلوات الله عليها . 19 – أم سلمة أم المؤمنين . 20 – أم هاني أخت الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
أشهر رواة الحديث:
1 – سعيد بن مسروق الثوري . 2 – سليمان بن مهران الأعمش . 3 – محمد بن إسحاق ، صاحب السيرة . 4 – محمد بن سعد ، صاحب الطبقات . 5 – أبو بكر ابن أبي شيبة ، صاحب المصنف . 6 – ابن راهويه ، صاحب المسند . 7 – أحمد بن حنبل ، صاحب المسند . 8 – عبد بن حميد ، صاحب المسند . 9 – مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح . 10 – ابن ماجة القزويني ، صاحب السنن الذي هو أحد الصحاح الستة . 11 – أبو داود السجستاني ، صاحب السنن وهو أحد الصحاح . 12 – الترمذي ، صاحب الصحيح . 13 – ابن أبي عاصم ، صاحب كتاب السنة . 14 – أبو بكر البزار ، صاحب المسند . 15 – النسائي ، صاحب الصحيح . 16 – أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند . 17 – محمد بن جرير الطبري ، صاحب التاريخ والتفسير 18 – أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم . 19 – أبو الحسن الدارقطني البغدادي ، الإمام المعروف . 20 – الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك . 21 – أبو نعيم الإصفهاني ، صاحب المؤلفات المعروفة . 22 – أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى . 23 – ابن عبد البر ، صاحب الإستيعاب . 24 – الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد . 25 – محي السنة البغوي ، صاحب مصابيح السنة . 26 – رزين العبدري ، صاحب الجمع بين الصحاح الستة 27 – القاضي عياض ، صاحب كتاب الشفاء . 28 – ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق . 29 – ابن الأثير الجزري ، صاحب أسد الغابة . 30 – الفخر الرازي ، صاحب التفسير الكبير . 31 – الضياء المقدسي ، صاحب كتاب المختارة . 32 – أبو زكريا النووي ، صاحب شرح مسلم . 33 – أبو الحجاج المزي ، صاحب تهذيب الكمال . 34 – شمس الدين الذهبي ، صاحب الكتب المشهورة . 35 – ابن كثير الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير . 36 – نور الدين الهيثمي ، صاحب مجمع الزوائد . 37 – جلال الدين السيوطي ، صاحب المؤلفات المعروفة. 38 – شهاب الدين القسطلاني ، شارح البخاري . 39 – شمس الدين الصالحي الدمشقي ، تلميذ الحافظ السيوطي ، صاحب السيرة النبوية . 40 – شهاب الدين ابن حجر العسقلاني ، شيخ الإسلام ، وصاحب المؤلفات الكثيرة المعتبرة . 41 – شمس الدين ابن طولون الدمشقي . 42 – شهاب الدين ابن حجر المكي ، صاحب الصواعق . 43 – المتقي الهندي ، صاحب كنز العمال . 44 – علي القاري الهروي ، صاحب المرقاة في شرح المشكاة . 45 – المناوي ، شارح الجامع الصغير . 46 – الحلبي ، صاحب السيرة . 47 – دحلان ، صاحب السيرة . 48 – منصور علي ناصف ، صاحب التاج الجامع للأصول 49 – النبهاني ، صاحب المؤلفات . 50 – المبارك پوري ، شارح صحيح الترمذي . هؤلاء خمسون نفر ، وهذا العدد عشر رواة حديث الثقلين من أعلام أهل السنة في القرون المختلفة .
محاولات القوم في رد حديث الثقلين وإبطاله:
أ- ما مشى عليه أبو الفرج ابن الجوزي ، حيث أدرج حديث الثقلين في كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية[1]، فقد ذكر فيه هذا الحديث بسند واحد ، وجعل يناقش في سنده ويضعفه ، وهذا الكتاب خاص بالأحاديث الضعيفة بنظره ، كما أن له كتابا آخر عنوانه كتاب الموضوعات جعله للأحاديث الموضوعة بنظره ، فأدرج هذا الحديث في كتاب العلل المتناهية ليقول بأنه حديث ضعيف ، ونحن إلى الآن لم نجد أحدا ضعف هذا الحديث قبل أبي الفرج ابن الجوزي .
وتضعيفه مردود حتى من قبل كبار العلماء المحققين المتأخرين الذين خطأوه في عمله هذا . مضافا إلى أن هذا الحديث موجود في صحيح مسلم وإن كان مبتورا ، وفي صحيح الترمذي ، وفي صحيح ابن خزيمة الملقب عندهم بإمام الأئمة ، وفي صحيح أبي عوانة ، وفي الجمع بين الصحيحين ، وفي تجريد الصحاح ، وقد صحح الحاكم هذا الحديث ، وكذا محمد بن إسحاق ، والضياء المقدسي ، والبغوي ، والمحاملي ، وابن النجار ، والنووي ، والمزي ، والذهبي ، وابن كثير ، والهيثمي ، والسيوطي ، والقسطلاني ، وابن حجر المكي ، والمناوي ، والزرقاني ، وولي الله الدهلوي ، وغيرهم .
مضافا إلى أن أبا الفرج ابن الجوزي معروف عندهم بالتسرع في الحكم بالوضع أو الضعف ، ومعروف عندهم بالتعصب ، وفي خصوص هذا الحديث قال بخطأ ابن الجوزي في تضعيفه غير واحد من المحققين كما أشرنا ، منهم :
1 – سبط ابن الجوزية في كتاب تذكرة الخواص . 2 – الحافظ السخاوي ، في كتاب إرتقاء الغرف . 3 – الحافظ السمهودي ، في كتاب جواهر العقدين . 4 – ابن حجر المكي ، في الصواعق . 5 – المناوي ، في فيض القدير . وكلهم قالوا : قد أخطأ ابن الجوزي ، وحذروا من الاغترار بفعله ، حتى أن بعضهم يقول : وإياك أن تغتر بما صنع .
ب – الحكم بنكارة المتن ، متن الحديث منكر ، نسبه البخاري إلى أحمد بن حنبل ، ففي التاريخ الصغير للبخاري[2] يقول : قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : تركت فيكم الثقلين قال : أحاديث الكوفيين هذه مناكير .
ونقول : أما نسبة هذا الكلام إلى أحمد ، فنسبة كاذبة ، لأن أحمد يروي هذا الحديث في مسنده ، وفي كتاب فضائل الصحابة، بأسانيد كثيرة عن عدة من الصحابة ، وأين قال أحمد هذا ؟ ومتى قال ؟
ج – تحريف الحديث ، وهذا ما صنعه مسلم في صحيحه ، وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي[3]، يقول : أخبرنا المطين ، حدثنا نصر بن عبد الرحمن ، حدثنا زيد بن الحسن ، عن معروف ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : يا أيها الناس إني فرط لكم وأنتم واردون علي الحوض ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا انتهى الحديث. وهذا الحديث بنفس السند ، أي عن طريق نصر بن عبد الرحمن عن زيد بن الحسن عن معروف عن أبي الطفيل عن حذيفة، فبنفس السند وبنفس اللفظ موجود في المصادر ، أقرأ لكم نص الحديث عن واحد منها ، عن نوادر الأصول للحكيم الترمذي[4] ففيه : إني فرطكم على الحوض وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإني قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فهذا كتاب نوادر الأصول ، وهذا كتاب تاريخ بغداد ، وكلاهما موجودان بين أيدي الناس ، وهل المتصرف بالحديث هو الخطيب نفسه أو النساخ أو الناشرون ؟ الله أعلم .
د – المعارضة بأحاديث يروونها في كتبهم ، يعارضون بها حديث الثقلين ، والمعارضة معناها أن هناك حديثاً صحيحا في سنده وتاما في دلالته ، يعارض هذا الحديث الصحيح التام دلالة ، والمعارضة كما يقولون فرع الحجية ، فلا بد وأن يكون الخبران كلاهما حجة ، فإذا كانا تامين سندا ودلالة فيتعارضان فيكون أحدهما صدقا والآخر كذبا ، فإن تمكنا من ترجيح أحدهما على الآخر فهو ، وإلا يتعارضان ويتساقطان. لكن بأي شئ يعارض حديث الثقلين وهو حديث الوصية بالقرآن وأهل البيت ؟ يعارضون حديث الثقلين بأشياء ، أهمها : حديث الاقتداء بالشيخين ، وأي حديث هذا ؟ إنهم يروونه عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنه قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر هذا الحديث موجود في بعض كتبهم ، فإذا كان حديث الثقلين أي الوصية بالكتاب والعترة ، دالا على وجوب الاقتداء بالقرآن والعترة ، فهذا الحديث يدل على وجوب الاقتداء بالشيخين ، إذن يقع التعارض بين الحديثين .
ولكن أقوال علمائهم في الجرح والتعديل، تجمع على أن أسانيد حديث الاقتداء بالشيخين ضعيفة ، وكبار علمائهم ينصون على كثير من رجال هذا الحديث بالضعف ، ويجرحونهم بشتى أنواع الجرح. قال المناوي في شرح هذا الحديث في فيض القدير في شرح الجامع الصغير: أعَلّه أبو حاتم [ أي قال : هذا الحديث عليل ] وقال البزار كابن حزم لا يصح[5].
فهؤلاء ثلاثة من أئمتهم يردون هذا الحديث : أبو حاتم ، أبو بكر البزار ، وابن حزم الأندلسي . والترمذي حيث أورد هذا الحديث في كتابه بأحسن طرقه ، يضعفه بصراحة[6].
وإذا ما رجعتم إلى كتاب الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي لرأيتموه يقول : منكر لا أصل له[7].
وإذا رجعتم إلى ميزان الاعتدال يقول نقلا عن أبي بكر النقاش : وهذا الحديث واه[8]. ويقول الدارقطني – وهو أمير المؤمنين في الحديث عندهم في القرن الرابع الهجري – : هذا الحديث لا يثبت[9]. ولو رجعتم إلى ميزان الاعتدال لرأيتم الحافظ الذهبي يذكر هذا الحديث في مواضع عديدة من هذا الكتاب ، وهناك يرد هذا الحديث ويكذبه ويبطله ، فراجعوا[10]. وإذا رجعتم إلى تلخيص المستدرك ترونه يتعقب الحاكم ويقول : سنده واه جدا[11]. وإذا رجعتم إلى مجمع الزوائد للهيثمي حيث يروي هذا الحديث عن طريق الطبراني يقول : وفيه من لم أعرفهم[12]. وإذا رجعتم إلى لسان الميزان لابن حجر العسقلاني الحافظ شيخ الإسلام لرأيتم يذكر هذا الحديث في أكثر من موضع وينص على سقوط هذا الحديث ، فراجعوا لسان الميزان[13]. وإذا رجعتم إلى أحد أعلام القرن العاشر من الهجرة ، وهو شيخ الإسلام الهروي ، له كتاب الدر النضيد من مجموعة الحفيد – وهذا الكتاب مطبوع موجود – يقول : هذا الحديث موضوع[14]. وابن درويش الحوت يورد هذا الحديث في كتابه أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب ، ويذكر الأقوال في ضعف هذا الحديث وسقوطه وبطلانه[15]. فهذا الحديث – إذن – لا يليق أن يستدل به على مبحث الإمامة. ولذا نرى بعضهم لما يرى سقوط هذا الحديث سندا ، ومن ناحية أخرى يراه حديثا مفيدا لإثبات إمامة أبي بكر دلالة ومعنى ، يضطر إلى أن ينسبه إلى الشيخين والصحيحين كذبا . فالقاري – مثلا – ينسب هذا الحديث في كتابه شرح الفقه الأكبر إلى صحيحي البخاري ومسلم ، وليس الحديث موجودا في الصحيحين ، مما يدل على أنهم يعترفون بسقوط هذا الحديث سندا ، لكنهم غافلون عن أن الناس سينظرون في كتبهم وسيراجعونها ، وسيحققون في المطالب التي يذكرونها . ثم كيف يأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالاقتداء بالشيخين ، مع أن الشيخين اختلفا في كثير من الموارد ، فبمن يقتدي المسلمون ؟ وكيف يأمر رسول الله بالاقتداء بالشيخين ، مع أن الصحابة خالفوا الشيخين في كثير مما قالا وفعلا ؟ وهل بإمكانهم أن يفسقوا أولئك الصحابة الذين خالفوا الشيخين في أقوالهما وأفعالهما ، وتلك الموارد كثيرة جدا. للبحث بقية ستأتي إن شاء الله تعالى.
[1] – العلل المتناهية في الأحاديث الواهية 1 / 268 رقم 432- دار الكتب العلمية – بيروت – 1403 ه.
[2] – التاريخ الصغير 1 / 302 .
[3] – تاريخ بغداد 8 / 442 – دار الكتب العربي – بيروت .
[4] – نوادر الأصول : 68 .
[5] – فيض القدير شرح الجامع الصغير 2 / 56 .
[6] – صحيح الترمذي 5 / 572 .
[7] – كتاب الضعفاء الكبير 4 / 95
[8] – ميزان الاعتدال 1 / 142 .
[9] – لسان الميزان 5 / 237 .
[10] – ميزان الاعتدال 1 / 105 ، 141 و 43 / 610 .
[11] – تلخيص المستدرك – ط في ذيل المستدرك 3 / 75 .
[12] – مجمع الزوائد 9 / 53 .
[13] – لسان الميزان 1 / 188 ، 272 و 5 / 237 .
[14] – الدر النضيد من مجموعة الحفيد : 97 .
[15] – أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب : 48. هذا ، وللحافظ ابن حزم الأندلسي في الاستدلال بهذا الحديث كلمة مهمة جدا ، إنه يقول ما هذا نصه : ولو أننا نستجيز التدليس والأمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحا أو أبلسوا أسفا لاحتججنا بما روي : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، ولكنه لم يصح ويعيذنا الله من الاحتجاج بما لا يصح . الفصل في الملل والنحل 4 / 88 .
صحيفة الصراط المستقيم
Comment