إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

جوانب نفسية

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • السلماني الذري
    عضو نشيط
    • 23-09-2008
    • 402

    جوانب نفسية

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا


    - لم تسرقنا الأفكار ولماذا نقع في فخها كل مرة
    - بحكم العادة ..نحن بحاجة الي ترويض النفس وشيئا فشيئا ننتبه الي الفخ فنتجنب الوقوع فيه .. ويتوقف "الشرود" - بعد وقت ليس بالقصير . فـ"الفكرة" في أصلها طاقة متجددة مبعثها "العواطف" او "الاحاسيس" الكامنة في النفس وهذه الطاقة قوية جدا ، وكذا أثرها في النفس ومع الرياضة تتمكن النفس من الانتباه اليها وبالتالي كبحها قبل أن تحدث أثرها .
    - مم "نشرد" او "نهرب" .. والى أين ؟
    - الهروب من "النفس" ومواجهتها الي "لاشيئ" او الى "سراب"
    - الفهم ان الانسان يهرب من "الواقع" عندما يعجز عما يواجهه من صعوبات "مادية" مثلا
    - ذلك صحيح ولكن – لو وجد الانسان كل ما يريد (فوق ما يحتاج) ، "أيوقفه" ذلك من "الشرود" ؟! الجواب: قد يزيده ذلك "هروبا" – وذلك لأن ما يزيد عليك في عالم "المادة" يقّوي ارتباطك بـ"المادة" . اذا حاولنا "تأصيل" الهروب نجد ان "الفكر" هو الذي "يشرد" بالانسان (الى عالم "المادة") . فـ"الواقع" الذي نهرب منه (في الأصل) هو هروب "الفكر" من "النفس" . "فواقع" "النفس" "بسيط" جدا ، وذلك يبعث الملل في "الفكر" المتوثب الذي يحب "جديدا" يسلّيه في كل لحظة "جديدة" وتدفعه سكينة "النفس" الي الهروب منها . وهكذا فان الانسان بين خيارين (في أية لحظة) ، اما يقبل دعوة "الفكر" الى "الشرود" ، او رفض الدعوة والبقاء مع "النفس" من ثم . واذا اختار الانسان "الشرود" ومتابعة "الفكر" فـ"النفس" لا تدعه . فـ"النفس" ليست ضد "الفكر" او "المادة" لأنها تعرف ضرورتها ، كما تعرف ضرر الأسراف . لكن "الفكر" يكن العداء لـ"لنفس" . و"النفس" تقبل أن تعمل معه في خدمة الانسان ، و"هو" لا يرضى الا بـ"ذاته" . واذا اختار الانسان "الهروب" في "لحظة" المفاضلة بين "النفس" و"الفكر" فان الاختيار يتجدد مع تجدد "اللحظة" (التالية) ، وفي هذا "فرصة العمر" له . فان كان الاختيار يتجدد في كل لحظة فـ"فرصتك" لاختيار "الصحيح" هي اللحظة "التالية" فان أخطأت فيها أيضا فالتي تليها .
    - من أين ، كيف نبدأ مثل هذا العمل؟
    من لحظة القرار وهي كل "لحظة": هذه "اللحظة" او أية "لحظة" (ان كانت من "لحظة" غيرها) .... توقف – أولا - حتى قبل أن تبدأ ... يجب أن نتعلم كيف "نقف" قبل أن نبدأ أي شيئ كان .. أو بالأحرى يجب علينا الانتباه الى حالة الـ"لتوقف" التي نبدأ منها أول خطوة ، وأول حركة ، وأول فكرة . وذلك لأن الأصل هو "السكون" ، ثم نخرق هذا "السكون" بأول كلمة ، أو أول خطوة ، أو أول فكرة .. أليس كذلك . ثم لاحظ أنك (عند الكلام) تقول جملة من الكلام فـ"تصمت" قبل أن تأتي بجملة أخرى . بل أنك تقول كلمة و"تسكن"... ثم تأتي بالثانية ثم "تصمت" ، .. وهكذا حتى تصل آخر كلامك . والحال كذلك في المشي ، تكون "ساكنا" ثم تخطو خطوة ثم "تسكن" (او "تصمت") قبل أن تخطو الثانية ، فالسرعة التي نتحدث بها أو نتحرك بها تأخذنا عن "ملاحظة" "الوقفة" المتضمنة في الجملة والمشي التفكير وغيره . والأمر أدق كثيرا (على الملاحظة) اذا تعلق بالـ"أفكار" ، الا أن القاعدة ذاتها منطبقة عليها . فبين كل فكرة والتي تليها "وقفة" ، وبما أن سرعة الأفكار عالية جدا اذا قيست بالكلام أو المشي فتصعب بالتالي ملاحظة "السكون" الذي تتضمنه "الأفكار" ، وهذا سبب يصّعب السيطرة عليها . فـ"الفكرة" "طاقة" "مجردة" بينما الكلام والمشي "طاقة" "متحولة" ، فالطاقة المتجردة أسرع . بيد أنك ان كنت تستطيع التوقف عن الكلام ، وان كنت بمقدرك "وقف" يدك عن الحركة – ان كانت تحركت بذاتها اصلا - ففي مقدورك وقف أفكارك . فهذه "الوقفة" هي نفسها "لحظة الاختيار" (المتجددة) ... وبالتالي يجب علينا "ملاحظتها" و"الانتباه" اليها و"التوقف" عندها . ومع تكرار "الملاحظة" تتضح هذه "اللحظة" حتى تبدو "شاخصة" فتدرك ان ليس (معها او قبلها او بعدها) "لحظة" او "لحظات" اخرى ، وانما "لحظة" واحدة (سرمدية) "تكتك" في اطارها ساعة الحائط وجملة الأصوات والحركات ، تنشأ في "سكونها" وتذوب فيه ، بل ويصبح "الاختيار" (ايضا) "واحدا" لا يتغير (بآخر) .

    ... يتبع
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك
  • السلماني الذري
    عضو نشيط
    • 23-09-2008
    • 402

    #2
    رد: جوانب نفسية

    - وماذا عن "حبل الأفكار" ..أهو حبل مقّطع كما يفيد كلامك ؟
    - نعم اذا كانت حبلا حقا ، ولكنها ليست بحبل وذلك لسبب بسيط .. اذا كان الذي "يفكّر" هو "أنت" ...فهذا يستتبع أن ترجع الي "نفسك" (تقف) بعد "الفكرة" الأولى لـ"تفكر" (أنت) الفكرة الثانية ثم ترجع الى "نفسك" .. وهكذا .. فأنت المركز وانت "الأصل" ، و"السكون" المتضمن هو رجوعك (من "الفكر") الي "المركز" . ولكن تشغلنا سرعة الأفكار عن ملاحظة "الوقفة" فنتصور – بالتالي - أن هناك "حبل" متصل من الأفكار . في البداية يجب الانتباه الي القاعدة والتي لا استثناء فيها: نحن في حال "توقف" "أصلا" .. في حال "سكون" .. والوجود كله كذلك . لاحظ أن هناك "سكون" دائم .. ثم يعلو صوت شيئ ويخمد بسرعة الي "سكون" .. لاحظ عندما تنطق بكلمة أنّ قبلها "سكون" وكذلك بعدها ، فـ"السكون" هو المسرح الذي تنشأ فيه الحركة وتموت ، أو البحر الذي تعلو فيه موجة وتخبو .. فالبحر "أنت" – وكذلك "السكون" - و"الموجة" نطقك أو حركتك أو فكرتك ، هي تنشأ "منك" وتخبو "فيك" ، فان لم تكن "أنت" ما كانت "فكرتك" ولا كان "الوجود" لأنه لو عدم "الأصل" عدم ما بني عليه . وهذا "السكون" أو (التوقف) هو بالتالي "أنت" (في أصلك) مجردا عن الحركة أو الكلمة أو الفكرة .
    - وفيم تفيد القاعدة ان عرفتها ومازالت تطاردني الأفكار ؟
    - ان داومت على ملاحظة "القاعدة" تقل الأفكار ، فأنت (كانسان .. وفي أية "لحظة") اما مع "نفسك" او مع ما "تفكر" فيه.. لايمكن الجمع بين الأمرين ، وكلما قل وقتك مع "الفكرة" زاد الوقت مع "النفس" ، وبالتالي تأنس الى "النفس" على حساب "الفكرة" و"الشرود" . فالأفكار لا تتوقف فجأة فـ"الأنا" أقوى من الهزيمة المفاجأة ، وبخاصة اذا كانت هي صاحبة الأمر والنهي . فأنت – في هكذا حال – تريد استبدال "الحاكم المستبد" و"النظام السائد" الغالب ، فلابد من وقت وسجال .
    - هل هناك تفسير "مادي" للحظة الانجراف مع "الفكرة" والهروب (من النفس)
    - جعل الخالق سبحانه الفكرة "طاقة" " سريعة" جدا فيها الكهرباء والمغناطيس . والحكمة الواضحة ان الانسان يعيش في الارض ومن حوله مخاطر على حياته لاحصر لها ، وحيث أن "النفس" وقورة وتميل الي السكون فان على "الفكر" حراسة "الجسد" (الذي يستضيف "النفس") من الحوادث المفاجئة وتنبيهه ، لذلك فطاقة "الفكرة" فيها قوة المغناطيس وصعقة الكهرباء . ولهذا تسبب "الفكرة" صدمة وفقدان مفاجئ لـلـ"وعي" وغياب مؤقت عن ("النفس") ، ثم يفوق منها الانسان لـ"وعيه" بعدما نالت منه "الفكرة" .
    فعند رجوع الانسان الي "الجسد" وعمل ما لزم لمعالجة حالة "الاضطرار" التي استدعت تدخل "الفكر" فان مهمة "الفكر" تكون انتهت . الا ان ما يحدث (في الواقع) هو ان "الفكر" يستغل دوره المنوط به ويتجاوزه بمحاولة السيطرة على "النفس" بشكل كامل ، ويلجأ لتخويفها بارسال "انذرات" كاذبة (في كل لحظة) حتي يقطع الانسان ويشغله عن "نفسه"، و"الخوف" من أشد أسلحة الظلمة (أو "الأنا" ... أو "الفكر") فتكا . وكلماذا ازدادات "الأفكار" السالبة (كالخوف والقلق) ازداد تعرضك للمزيد من هذه "الطاقة" حتى تصبح تيارا قويا يصعب وقفه ، وبالتالي تكون في حال "شرود" (لاينقطع) .. فالمطلوب "وقف" هذا "الشرود" بالانتباه الي "كذب" "الانذارات المتصلة" التي يطلقها "الفكر" وبالتالي "قطع" الطريق عليه .
    لاحظ ان رسائل "الفكر" كلها (بدون استثناء ) معنونة بـ"هام جدا" .. والفكر حاذق ويعرف كيف يستغل نقاط ضعف الانسان ، فمرة يضرب على وتر الخوف فيأتيك قائلا (وانت في الصلاة منقطعا عنه) تعال سرعة هذا مهم ... مرضك الذي تعانيه ... او ولدك الصغير الذي قد يصيبه.. ومرة على الطمع ... هذا هام "فكرة مربحة" ... ومرات على ما يتفرع منهما من الاحاسيس السالبة .. والمشوار الذي ينتظرك بعد الصلاة ، .. والذنب الذي أحدثته قبل أربعين سنة.... وآلاف الأفكار تذهب معها لتكتشف سخفها ، وتجد "الانذار" كاذب في كل مرة (دون استثناء) ، ويتكرر الأمر مرات ومرات ومرات لاتحصى ، ونظل نكرر "الخطأ" وننخدع بعدد تلك المرات كلها . وكلما كثرت هذه المفاتيح (المادية) كنا ابعد من "النفس" وبالتالي سهل انقيادنا لـ"الفكرة" وهبوطنا من سماء الصلاة الي أرض السراب و"المادة" (لأن الحكم للـ"فكر" لا للـ"نفس") .
    - وهل يجهل الأنسان نفسه (أصلا) حتى يعرفها ؟ وقبل ذلك أليس في توقف الأفكار تعطيلا للفكر ؟
    - المعرفة تأتي بدوام "الملاحظة" فان أنت داومت على ملاحظة "الوقفة الساكنة" أو "السكون" عرفت من الذي يتحرك بعد "سكون" ، والذي ينطق بعد "سكوت" ، والذي يفكّر بعد "هدأة" .. وبالتالي تعرف نفسك .. وبالتالي تعرف أن الأفكار ليست "أنت" وانما جزء "منك" وأنك "أنت" "الأصل" . وهي خادم لك و"أنت" السيد و"أنت" المالك وهي ملكك ، وأنّ الأمر ليس كما نتصوره (معكوسا) فنظن اننا لانملك (حتى) وقف "التفكير" دقيقة واحدة ، بل ونظن أن "أفكارنا" هي "نحن" ، أو انها هي القائد لنا .. على أحسن الفروض . فـ"الفكر" جزء من "أصل" الانسان ، ولكن صار هذا الجزء مهيمنا عليه لأن الانسان جهل "أصله" . وبـ"توقف الأفكار" أقصد وقف التفكير "اللا ارادي" وليس في ذلك تعطيل لـ"لفكر" وانما اقتصاده ، مع عدم المانع للّجوء اليه عند الحوجة . فالتفكير طاقة مهدرة من الجسم فيما لا يفيد ، بل التفكير يستنزف طاقة اعظم مما نحتاجه لأداء أشق الأعمال الجسدية .
    - "الفكر" جزء من "أصل" بأي تصور يكون كذلك ؟
    - بتصور ان الانسان أصله "روح" او"نفس" و"الجسد" هو (الجزء) الظاهر (المجسد) منها ، و"الفكر" جزء من "الجسد" . فـ"النفس" هي التي تحرك "الجسد" ورغم اننا لا نعرف كنه "النفس" الا أننا نحسها ولا نشك في وجودها والا فان "الجسد" لا يتحرك أو يرى أو يفكر بذاته لأنه لا يعدو قطعة لحم وعظم ، واللحم والعظم لا يعيان لأنهما "مادة" .
    اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
    يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

    Comment

    • السلماني الذري
      عضو نشيط
      • 23-09-2008
      • 402

      #3
      رد: جوانب نفسية

      - فيم يختلف "الفكر" (بهذا الفهم) عن "العقل" ؟
      - بالضد تماما فالذي "يعقل" هو "النفس" فهي التي تعقل "الفكر" الذي هو (كالبهيمة) ان تركتها بدون "عقال" تطيش . لذا تعمل "النفس" على "عقله" حتى يرعى (دون تكبيل تام لحركته) تحت "ملاحظتها" (دون "طيش" الى بعيد) .
      -
      - اذا كان أصل الانسان "نفس" – بمعنى "روح" فكيف لنا ان نعرف "أصلنا" ؟
      - المقصود بالمعرفة ليس معرفة "حقيقة" "الروح" أو "النفس" وانما التعرف اليها وحصول الانس بها بدلا عن "الأنا" ... أو "الفكر" .
      وهناك أشكال بسيط ينبغي الانتباه اليه حتى يرتفع ويزول وهو كالآتي: نريد نعرف "النفس" ولنقترض (الآن فقط) انه ليس لنا الا "الفكر" وسيلة للوصول للمعرفة . هذا يعني اعتماد (الكلام) لتحصيل هذه المعرفة ... كما نفعل الآن . فلا بد – والحال هذا – أن نعرّف "النفس" محل المعرفة او البحث اولا . والاشكال ان "النفس" ليست بـ"مادة" شاهدها أحد بعينه او لامسناها بايدينا ، وهذا الاشكال هو سبب تعدد الأسماء التي نشير بها الى "النفس" لتقريب التصور ، فتارة نسمّيها "روحا" وتارة "وعيا" وأخرى "سكونا " و"فراغا" و"نفس" و"قلب" و"قدرة" و"طاقة" و"فهما" و"كيان" وعدة اسماء والمدلول واحد ، هو ذلك المجهول الذي وراء "الجسد" المخلوق من طين لاحول فيه ولاقوة . و"الكلام" يليق بعالم "المثال" و"المادة" لأنه نتاج "الفكر" ، و"الفكر" من "الجسد" ، و"الجسد" "مادة" ، لذا لايمكن لـ"لفكر" الاحاطة بما "وراء المادة" . فبـ"الكلام" نحاول "تمثيل" "الحقيقة" والاشارة اليها وتقريبها للفهم .
      - ثم ..
      - ثم أن هذا "المجهول" - الذي لا شكل له فنراه باعيننا – يمكن أن "ندركه" و"نحسه" بأعظم من رأي العين . و"الاحساس" مهمة هذا "المجهول" ذاته (ان صح التعبير حيث أن المجهول ليس "ذاتا" ذو شكل وأبعاد .. ولا يصح التعبير أبدا لأنه مثال لـ"لحقيقة" وليس "الحقيقة" بعينها.. واشارة الى "مدلول" وليس "المدلول" كما سبق القول)
      - هل الكلام هنا من باب "الفلسفة" ؟
      - لا ..
      - .. تقول ان "الفكر" لا يعرف "النفس" .. وكذلك تقول اننا لا ندرك "النفس" بغير "الفكر"
      - خلق الله سبحانه "النفس" – أو "الروح" قبل "الجسد" ، كما هو معروف ، واسمح لي أن اشير الي هذا المجهول بـ"النفس" بدلا عن "الروح" في مواجهة "الجسد" المادي . ويمكن تصور "النفس" "وعي" أو "فهم" راكد أو خامد في حاجة الي "حجر" يرمى فيه ليتحرك ، أو "ماكينة" تحتاج الي "بطارية" لتدور ، أو "سكون" يحتاج الى "حركة" لاثارته . فعندما خلق الله "الجسد" (و"الفكر" ضمنه) ، كان "الفكر" ذلك "الحجر" الذي حرك "الساكن" فأدركت "النفس" (نفسها) وما حولها . ومن هنا صار "الفكر" طريقنا (الظاهر) الي "المجهول" (الخفي) "النفس" – وفي "الجسد" مركز اتصال آخر هو "الاحساس" أو"الشعور" سيأتي الكلام عنه . فعندما "نتكلم" فنحن نحاول فهم "النفس" باشارات "الفكر" . ولأن "النفس" وراء "المادة" – ووجدت قبل "المادة" فان "الفكر" لا يمكنه الاحاطة بـ"النفس" ... ويظل الكلام مجرد "اشارات" لـ"تسهيل" الفهم لا لـ"تحصيل" الفهم .
      و"الاحساس" هو مركز اتصال "النفس" بـ"الجسد" و"الاحساس" هو الطريق "الخفي" الي "النفس" .. وبما أن "النفس" "خفية" فهذا الطريق هو الأنسب لمعرفة "النفس" . و"الفكر" مساعد لـ"الاحساس" في ذلك .. بمعنى لو لم تثير الكلمات "احساسا" في دواخلك تصبح كالميتة (كالجسد) بلا روح (بلا "نفس") . فالقصد من "الكلام" هو الضرب على "مفاتيح" داخل نفس المستمع لتعينه على "ملاحظة" ما هو موجود أصلا بين جنبيه ("نفسه") . فان لم تكن هذه "المفاتيح" موجودة فيصير الكلام أجوف بلا معنى ، ولو كان للكلام معنى يعرفه المتكلم به . والى هنا يتضح (بجلاء) ان الأمر ليس "فلسفة" ، بل "الكلام" في هذا الشأن فيه تناقضات لا حد لها لأنه محاولة لادراك ما لا يدركه الا "الحس" و"الذوق" .
      - وكيف كان "الفكر" "مادة" .. وهو شيء "معنوي"
      - القصد بـ"المادة" كل ما هو دون "النفس" . و"الفكر" "مادة" باعتباره تابع للـ"جسد" أي حصيلة الذهن (الدماغ) . و"الفكر" و"المادة" و"الجسد" بمدلول واحد في صدد ما نتكلم الآن فيه ، وهي تمثل "الأرض" و"النفس" السماء .
      - وكيف تكون تلك "المفاتيح" التي ذكرت موجودة لدى البعض ومعدومة عند الآخر ؟
      - بحسب قرب الانسان من "نفسه" وبعده "عنها"
      - كيف ؟
      وجدت "النفس" قبل "الفكر" كما سلف – ووتكرار المترادفات لكسر الحوجز الوهمية التي توحي بها الأسماء ، وسأضرب لك "مثلا" – وكل هذا الكلام ضرب أمثال كما سبق - .. خلق الله سبحانه "النفس" مفطورة على سماحة وعطف و.....على فطرة سليمة ، فهي مطمئنة لأنها خلق علوي ، (من عالم السماء) . ثم خلق الله "الفكر" معينا لها وخادما لأن امتحان الانسان في الأرض (المادة)... فاستدلت "النفس" به على ادراك "نفسها" وحمدت ربها على المنة . ولكن "الفكر" من عالم الأرض لايعرف الا "المادة" وما هو من "المادة" . فكان أول ما قال ("للنفس"): "أنا" ..الذي عرّفتك بنفسك فـ"أنا" القائد وأنت التابع ، وصار يعدد فضائله ويتباهى بذكائه . فتعارضت بالتالي مصالحه مع مصلحة "النفس" ، وظن ببلاهة "النفس" التي لا تلتفت الي هذا الوجود (المادي) وتستمع به . فبقدر الانشغال بـ"المادة" يبعد الانسان عن المركز و"الأصل" الذي تمثله "النفس" (المطمئنة) بسموها ويتنزل الانسان من سماء "النفس" الى أرض "الجسد" . فـ"المادة" كثيفة ثقيلة تشد الى الأرض ، وكلما أزداد انشغال المرء بـ"المادة" بعدت مسافته من سماء "النفس" وفطرتها ، وتوثقت صلته بأرض "الجسد"... وهكذا تصدأ تلك "المفاتيح" وتعجز وتموت ، ويستبدل بها الانسان "مفاتيح" عالية الحساسية لـ"المادة" تضرب عليها "الأنا" بمهارة فائقة .
      اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
      يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

      Comment

      • السلماني الذري
        عضو نشيط
        • 23-09-2008
        • 402

        #4
        رد: جوانب نفسية

        - قلت ان "الفكر" جزء من "النفس" فكيف يهيمن الجزء علي الأصل ولم تسمح "النفس" بذلك فتصير خادما بعد السيادة وهل "النفس" بلهاء فعلا ؟
        - "النفس" هي البحر و"الفكر" موجة فيه كما أسلفت وهي بالتالي مخزن "الفهم" المتكامل و"الفكر" أداة من أدوات الفهم . و"النفس" سماوية نورانية لطيفة متسامحة وعطوفة .. و"الفكر" أرضي مادي مظلم كثيف وشديد .. لذا يعتّد بنفسه ويعاند ويعد المكائد لاضلال "النفس" بل ويعمد انكار وجودها بقتل "مفاتيحها" واستبدالها بأخرى "مادية" لاقصائها تماما .. حيث ان "النفس" مفاتيحها معنوية "شعورية" "احساسية". فالـ"أنا" لايعرف ولايفهم ولا يقود ولا يملك ولا يوجد غيرها .. وتشن حروبا على "النفس" البريئة لا قبل لها بها ولا طاقة لها على صدها ، فتقول: حسنا لك القياد ولكن عندما يثبت لك اغترارك ويظهر جهلك ويبدو خطأك من حيث أردت الصواب وفسادك حين تريد الاصلاح أرجع الي وسلمني القياد ، وسوف لن أحرمك من النصح ان رجعت اليّ تسأله على أية حال .
        - وهل يقع ما توقعت "النفس" ؟
        - يخطئ الانسان عندما تقوده "الأنا" ، و"يحس" بفداحة خطئه و"يندم" على جرمه و "يبكي" من جهله ، و"ييأس" من صلاحه بعد الضلال . وكل هذه "أحاسيس" .. و"الفكر" لا "يحس" فالذي يحس و يندم ويبكي ويعاني اذن هو "النفس" . فكل أسف وكل حرقة وكل دمعة ما هو الا تعبير لـ"النفس" وهو بالتالي دعوة من "النفس" للانسان للعودة وتسليم القياد اليها ، واعادة "الفكر" الى وراء "النفس" كخادم مساعد .
        - هل ينقطع الانسان عن "نفسه" تماما ؟
        - كلما زاد بعد الانسان عن "نفسه" ازدادت معاناته والذي يعاني هو "النفس" لان "المعاناة" "احساس" كما سلف .. اذن يمكن القول انه كلما "بعد" الانسان (من "النفس") "قرب" "منها" بتقريع "الضمير" (او بتقريع "النفس") ، فـ"النفس" تحضر مع كل خطأ ، وكلما كان الذنب أكبر كان "الاحساس" بحضور "النفس" أقوى ، وهذا من رحمة الله ولطفه بالانسان . و"المعاناة" من أنعج وسائل التربية بشرط ان يضعها الانسان امام عينه "يلاحظها" بدلا ان تكون في "اللا وعي" .
        - اذا كان الانسان "وعيا" فما هو "اللا وعي"
        - لا يوجد الا "وعي" واحد هو "نفس" الانسان وهي "واحدة" او"كيانه" وله "كيان" واحد او "قلب" وهو واحد . فـ"اللا وعي" او "اللا شعور" او "الوعي الباطن" وصف لحالة "للوعي" المنفصم (بالمادة) . فهموم ومشاكل وتعقيدات "المادة" بجانب التفاعل الغير سليم للانسان معها ، وهروبه من مواجهة "النفس" تقسم "وعيه" الى "ظاهر" و"باطن" . فعندما "تعاني" "نفس" الانسان وهو لا يلتفت الى "المعاناة" ولا ينظر في أسبابها ولا يسعى الي معالجة التناقض الناتجة عنه "المعاناة" ، فان "المعاناة" تسيطر على جزء "خلفي" من "الوعي" ويقوم هذا "الجزء" بشغل الانسان بشكل دائم وخفي . وبهذا يبدو كـ"وعي" مستقل . فالانسان هو الذي يتنازل عن جزء من وعيه ويهمل النظر اليه ويرفض ضمه الى "كيانه" الواحد . والواقع ان "الوعي الباطن" ما هو الا صرخات (صامتة) لـ"لوعي" لـ"للاكتمال" . وعليه يجب ان نكون على استعداد لمواجهة اي فرض من فروضات الحياة . على استعداد لجلب كل المشاكل والعقد الخفية والأسباب والأحداث التي تسببت فيها ، من الظلام الى الضوء ومن الخفاء الى امام أعيننا للنظر فيها ، ومناقشتها (مع النفس) والبت فيها ان كنا نريد "تكامل" "الوعي" او "النفس" ...او "الانسان" . يجب التخلص من جراحات الماضي (الذي مضى ومات) ومخاوف المستقبل (الذي لم .. ولن يأتي) وان نشكر الله سبحانه على "اللحظة" التي ليس غيرها .
        - على أي وجه تتضح حكمة التفريق بين الجسد والروح ؟
        لكل شيئ في الوجود (نراه بأعيننا) "روح" او "وعي" ... او "أصل" . او قل كل شيئ يحوز "حيّزا" او يشغل "فراغا" لابد من ورائه "سر" او "حقيقة" .. ذلك لأن كل شيئ (مثال) "أصلا" و"حقيقة" في "السماء" ، وما نراه هو "الظاهر" "المتجسم" من "الأصل" الخفي الذي ليس لنا ادراك "كنهه" و"حقيقته" لأننا في عالم المثال (عالم الأرض و"المادة" . والامتحان الذي نؤديه مخلصه (التوفيق) بين مقتضيات "الروح" و"المادة" وذلك بأن "نحيا" لا "نعيش" عيش البهائم ... يجب ان يكون من تكامل – لا تعارض وتناقض - بين "الروح" و"الجسد" ، والتفريق بين "الجسد" و"الروح" ييسر الانتباه الي "النفس" لانها هي التي يصعب ملاحظتها ان تركنا الحبل على الغارب بسبب طغيان "المادة" في هذا العالم "المادي" . و"قصة" الانسان كلها ملخصة في "نفس" ابتليت بـ"جسد" هو من "الأرض" التي هي "أصل" كل "مادة" . فـ"المادة" "أظهر" ما كان (فيها) ، و"النفس" أخفى ما كان . والله سبحانه (الغيب المطلق) غيّب عنا "حقيقتنا" و"أصلنا" فلا ندركها أبدا ، ولكنه ما جعل هذا "الأصل" غيبا مطلقا . بمعنى اننا ندرك "الحقيقة" او "النفس" بما يتوافق مع "عالم المثال" . بل ان الله سبحانه جعلنا "نفسا" (في السماء) قبل ان "نتجسّم" (علي "الأرض") ، و"الأرض" وما عليها لم يعره سبحانه نظرة منذ خلقها .. وهي أهون عليه من جناح بعوضة . والخطأ في "غيبة" النفس عنا (عن الانسان) هو خطؤنا اذن ، فقد تهنا "عنها" في "صحراء المادة" ، وعلينا (نحن) تصحيح الخطأ وايجاد السبيل الى موطننا "النفس" أو "السماء" . ومن رحمة الله بنا ان "الطريق" وان ضيّعناه الا ان معالمه واضحة لمن اراد الرجوع . فاذا فرّقنا بين "الجسد" و"النفس" او "المادة" و"الروح" فالأول تعرفه الدواب بما لا يقل عما يعرفه اعظمنا "فكرا" ، فيبقى الذي يتسبب جهلنا ايّاه في ما "نعاني" ويفسد علينا "حياتنا" (وان وجدنا كل أسباب "المادة") شيئ واحد من شيئين لا ثالث لهما . ويتراوح هذا "الأصل" من "الجماد" في أدنى صوره (ظهوره) مرورا بالأشجار الى الحيوان وصولا الى الانسان في أكمل الصور . ففي الجماد تكون "الروح" مظلمة او خافتة ، فاذا انتقلنا الي الشجر ندرك "الحياة" (او "الروح") بأوضح ... فالحيوان يصبح "الأصل" اكثر وضحا ، ... فالانسان "كيانه" لايغيب لحظة . فلا يليق والحال هذا نضيع في "الجسد" حتى نظنه "نحن" ("اصلا") . ينبغي علينا نقل "اهتمامنا" من "البدن" الى "الروح" .. من "المادة" ال ماوراءها ، بل الى ما قبلها في الوجود وأقربها الي الانسان "أصله" و"حقيقته" و"سر" خلقه ووجوده .. الي "المعنى" لا "المبنى" .. الي محل نظر الرب سبحانه لا الي ما شاركتنا فيه البهائم وتنزه سبحانه عن الالتفات اليه ... وفي القرآن الحكيم (والذكر) اشارات الى المعنى كثيرة ، فبرغم ان الانسان أعظم "روحا" فانه اختار حمل "الأمانة" فاصبح "ظلوما جهولا" (بخيانته) بينما ابت الأرض (اشفاقا) . والأرض "تفتخر" بسير عباد الله الصالحين فوقها . و"الهدهد" الذى يتعجب ممن استبدلوا عبادة الحق سبحانه بعبادة من لا تنفع عبادته . وحمار "عالم السوء" الذي يدخل الجنة ويأتي يوم القيامة شهيدا على الذي حارب "ولي الله" رغم علمه الذي آتاه الله لكنه اخلد الي "الأرض" ، فأكرم الحمار بـ"الشهادة" و"العلم" ووضح أن "عالم السوء" هو الحمار (حقا) ... والأمثلة كثيرة . وقد أثبتت التجارب الحديثة ثأثر "وعي" الماء و"جسده" عند تلاوة القران عليه . وتلاوة القرآن علي "الماء" او "الزيت" ليس عبثا وانما لأن لهما "ذاكرة" و"وعي" و"فهم" فينقلان الرسالة الى "العنوان" المطلوب . والأشجار التي تجد الرعاية و"العطف" "تحيا" وتزهر بينما "تحزن" تلك "المهملة" تذبل و"تموت". والالفة والود بين الحيوان وراعيه ، وموته (حزنا) عند موت سيده . و"الكلمة" جسدها حروفها و"روحها" اصلها ومعناها ، فان كلمك احد بلغة لا تدركها فـ"الكلام" جثة ، وان صدفت كلمة لا تحمل "معنى" (في نفسك) وانت تقرأ فانك تحاول "احياءها" بتقريب الكلام او بنظرها في "المعجم" . و"الكلام" ان كان صادقا فهو بـ"روح" و"أصل" ، والكلمة "الخبيثة" كالشجرة الميتة ليس لها "قرار" او "أصل" او "روح" ، و"كلام" الأبرار "روحه" قوية و"منيرة" (واضحة) لاتخطئؤه من له "روح" . والعمل "روحه" الاخلاص اوالحكمة من ادائه ، فعبارة "عمل بنفس" يعني "جسد" بـ"روح" .. او "بدون نفس" يعني انه بـ"جسد" "ميت" اي "مادة" .. و"المادة" لا تصعد الي "السماء" . فالذي "يرتفع" من الصلاة (او العمل) ما كان بحضور "قلب" ... او "نفس" .
        اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
        يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

        Comment

        • السلماني الذري
          عضو نشيط
          • 23-09-2008
          • 402

          #5
          رد: جوانب نفسية

          -
          - لنتقل من وسيلة "الكلام" الى "الطريق الخفي" ("الاحساس" و"الشعور" ) ...
          - قبل ذلك وقفة صغيرة: خير "كلام" للمعرفة "النفس" "كلام" الله سبحانه ، وهو وحده الذي يعرف "حقيقة" "النفس" ، فهو سبحانه الذي منه يأتي العلم والفهم وكل هبات السماء والأرض ، و"كلام"غيره (ممن يظن المعرفة) خطأ يحتمل الصواب لأن علم الانسان علم "مثال" و"المثال" "أرض" و"الحقيقة" "سماء" وما أبعد الأرض عن السماء .
          .... سبق ان "الكلام" ما هو الا لاثارة "الاحساس" وفي الحقيقة لا يحتاج الانسان الي كلمة واحدة لـ"يحس" بـ"نفسه" ، ولا الى كلمة واحدة مع "الاحساس" ، وذلك لأن "النفس" هي التي "تحس" بكل شيئ (بدءا بـ"نفسها") . فان شكتك شوكة فهي التي تتألم ، واذا مرض "الجسد" فهي التي تكابد الآلام فـ"الاحساس" هو "النفس" في أبسط معانيها ، فلو لم يكن "الاحساس" ما كان هذا "الكلام" .... انتبه لحظة الى "جسدك" .. لاحظ الدفـء فيه والحيوية .. عندما تلحظ جسدك هل "ترى" "جسدا" من لحم أم "تحس" بـ"الحيوية" (الحياة) فيه ؟ّ! وعندما يجلس انسان في مواجهتك يكلمك وأنت تستمع هل ترى "جسده" ام "تحس" "كيانا" يكلمك ، وهل تأنس بـ"جسده" ام بـ"كيانه" ؟! وعندما تتأمل انسانا يمشي هل ترى "لحما" يمشي بذاته ام "تلمس" "الكيان" الذي يحرك "جسده" ؟! فحقا ان "الجسد" "ظاهر" بيد ان "النفس" او "الكيان" أو "الروح" أظهر ، وما خفيت "الروح" الا من شدة ظهورها .
          ... ففي حال الملاحظة المتأنية تبقى "النفس" و"يتبخر" "الجسد" – او قل يتأخر الي الوراء – فيصير غير ذات مغزى . والحال ذاته اذا جعلت "الجسد" (دون "الكيان") محل الاهتمام فانه يشغلك عن "النفس" وبالتالي لا "تعي" او "تفهم" او "تحس" ما يقول من يكلمك ، وذلك لأن الانسان "وعي" و"فهم" و"احساس" (في الأصل) وليس "جسدا" . وكأنّ "الجسد" ليس الا "غلافا" شفافا لا يكاد يواري ذلك "الكيان" المشع المنير ، او "سحابا" رقيقا لا يشك أحد في "شمس" متلألئة من ورائه . فالامر بيدك اين تريد ان تنظر واين تضع اعتبارك وملاحظتك ... في "الشمس" ام في "السحاب" .. في "الجسد" ام في "الكيان" و"النفس" .. وهل الأجدر بالملاحظة "الغلاف" او "اللباس" او "الجلد" ، ام ما يحويه "الغلاف" ومن "يلبس" "اللباس" ومن وراء "الجلد" الأسود أو الأبيض ؟!!
          - وما أهمية "الجسد" في معرفة "النفس" اذن ؟
          - في المراقبة ("الوفقة") كما سلف ، راقب "جسدك" - فخير من تراقب نفسك - وأعضاءك (يدك بخاصة) وحركتها .. ومصدر الحركة وكيف يأتي "الأمر" بها . انظر في المرآة وتأمّل ذلك "المجهول" الذي ينظر اليك من وراء القناع ويتصفّح وجهك . انظر في "عينيك" (بخاصة) لترى "النفس" (بأم عينك) وهي تشع مبتسمة اليك فينسيك وقارها باقي "جسدك" (ان كان هناك من باق) . ثم ان "النفس" تتخلل "الجسد" – رغم كونها " الفراغ " الذي يحوي "الجسد" و"الوجود" كله ، فـ"الوجود" موجود بكله في "وعي" الانسان ، و"الفراغ" و"الوعي" اسمان لـ"لنفس" –

          وكذلك فكل المواقف التي تمر بالانسان و"تمس" "كيانه" يحفظ "الجسد" أنموذج منها (كشريط معلومات) في أعضائه بغرض الرجوع اليه (للمقارنة والاستنتاج) عندما تتجدد هذه المواقف . وهذه "الذكريات" (المؤلمة) المخزونة في "الجسد" هي سبب مرض الأعضاء المتعددة (في الأساس) لأن "معلوماتها" تتعارض وتتدخل في عمل "العضو" الطبيعي بموجب "معلوماته" الطبيعية . وهذا هو"الفيروس" الحقيقي الذي يفتح الباب لدخول "فيروس" المرض . فـ"الاحساس" بالالم في عضو معين هو اخبار من "الجسد" (لك) ودعوة لـ"وقفة" تحرّي وفحص – او مجرد "وقفة" تحية قصيرة – بحسب شدة الألم وتأثر "الكيان" به . وليس عجيبا أن يظهر "المرض" (قبل ظهوره بـ"الجسم المادي") في "الجسم النوراني" ويعرف بـ"الاورا" - وهو درجة من درجات ظهور (تجّسمّ) "الجسد" يسبق "التجسد المادي" مباشرة ، ويحيط بكامل "الجسد" (على شكله العام) –. وطب "العلاج بالطاقة" يقوم على فحص "الاورا" باعتباره خط الدفاع الأول ، ومعالجة الأمر قبل "ظهوره" في "الجسد" لأن "المرض" ما زال – في هذه الطور – "طاقة مجردة " لم تتعقد بعد (بالتحوّل) الي مرض "مادي" . فعلى الانسان مهمة تطهير "الجسد" من هذه "الذكريات" السالبة المختزنة في أعضائه واعادة البرنامج الطبيعي (الخالي من الفيروسات) من ثم . وهناك عدة وسائل لتحقيق تلك المهمة (بعيدا عن العقاقير الكيمائية السامة) منها "البرمجة اللغوية" و"التنويم المغانطيسي" و"اليوقا" و... و "الصلاة" . وبملاحظة بسيطة يبدو جليا "الخلفية" التي تعمل في اطارها كل تلك الوسائل وهي: "الانقطاع عن "المادة" ، والذي بدوره يجلب الطمأنينة و"السكون" ... أي تعيد الانسان الى "نفسه" وتربطه "بها" فـ"القاسم المشترك" هو "الوقفة" . – و"الاسترخاء" عبارة عن "وقفة" و"انقطاع" عن "العالم الخارجي" وتغيير لاتجاه الـ"هروب" (الى الداخل) ، واستماع مرهف لما يقول "الجسد" للانسان ( بلغة "الطاقة") وهي "لغة" "صادقة" لأنها "لغة" "النفس" و"الاحساس" ، الا أنها "لغة" "عالية" نحتاج الي وقت وتمرس لفهمها . ... ونحن في حال "استرخاء" نقوم بـ"التفاهم" مع "الجسد" (باعضائه الظاهرة والباطنة) بدءا بالترحيب بـ"رسائله" "الرقيقة" ومرورا بالرد عليها برسائل "التشجيع" و"التطمين" و"التبصير" للتخلص من "البرامج السالبة" واستبدالها باخرى "عالية الجودة" .. هي ذاتها "البرامج" التي أودعها فيه بارؤه سبحانه . نخلص مما قيل ما يلي: كلما تطهر "الجسد" من "الطاقة" الفاسدة التي تنجها تلك "البرامج الدخيلة" صار أكثر "شفافية" فتجد "النفس" وسعا في "الجسد" ويصير "الجسد" أكثر أنسا بـ"النفس" ، ويكون بذلك "الطريق الخفي" أكثر وضوحا وامهد سبيلا بممارسة السير فيه .
          - كيف يتم "التفاهم" مع الأعضاء في حال "الاسترخاء" ؟
          - "النفس" هي التي تعمل كل العمل كما فهمنا . ان انت اغمضت عينيك وانصرفت عن عالم "المادة" تكون "النفس" في حال انبساط ، ويمكن تصورها كأشعة تملأ الافق ، وهذا هو "الوضع الطبيعي" لـ"لنفس". واذا أراد الانسان شيئا فانه يجمع تلك "الأشعة" ويحددها كـ"الليزر" ويسلطها على ما يريد بالتحديد ، ونسمي "النفس" على هذا الحال (الأخير) بـ"النية" ، وحيث ما وضعت "نيّتك" او "ملاحظتك" او"تركيزك" كانت "نفسك" . فان كنت "متوقف" عن "العالم الخارجي" و"اهتمامك" مترّكز على مكان "كبدك" كانت "نفسك" هناك بلا شك ، و"هي" على اتصال و"تفاهم" معه . فعندما "يحس" "الكبد" "أشعة النفس" و"يشتشعر" دفأءها و"اهتمامها" فانه يفرح بالزيارة ، وترتخي خلاياه ، ويسامر "سيدته" الحنونة ، ويتلقى "هديتها" وهي ذلك "البرنامج الطبيعي" الذي تعرفه "النفس" معرفة من وضعته في الخلايا قبل هجوم "البرامج الضارة" .
          - كيف يمكننا قراءة دور الصلاة في اطار الوسائل التي ذكرت ؟
          - اول شيئ عند الصلاة "التوقف" عن عالم "المادة" وتحديد "النفس" بـ"نية" الصلاة ، ثم (ونحن في حال "استرخاء" أعضاء "الجسد") تبدأ "البرمجة الغوية" بقراءة ايات القرآن الحكيم فيتم "الايحاء الذاتي" بنجاح . فعندما نقرأ القران فانه تنتقل ذبذبات الصوت (طاقة) الي "الجسد" خلال "الاورا" . فـ"الاورا" "مجال مغناطيسي" محيط "بالجسد" . والقران فيه شفاء أي فيه "البرنامج الطبيعي" الذي يعيد التوازن الى الخلايا المختلة . وقراءة القرآن (جلوسا) له اثر مشابه و"جلسة" القرفصاء توصل آخر فقرات "السلسلة الفقرية" بالأرض فيتخلص "الجسد من كثير من الشحنات السالبة تسري الي الأرض . الفقرة الأخيرة مركز "طاقة" (يسمى مركز الأصل او الأساس) مسئول عن خدمة كثير من الأعضاء الداخلية وتوصيلها بـ"الاورا" .
          اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
          يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك

          Comment

          • Khadema
            عضو جديد
            • 09-11-2013
            • 10

            #6
            رد: جوانب نفسية

            بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد و آله الأئمة والمهديين وسلّم تسليماً كثيراً
            أعجبني هذا الموضوع القيّم والمفيد
            شكراً

            Comment

            Working...
            X
            😀
            🥰
            🤢
            😎
            😡
            👍
            👎