بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
... يتبع
- لم تسرقنا الأفكار ولماذا نقع في فخها كل مرة
- بحكم العادة ..نحن بحاجة الي ترويض النفس وشيئا فشيئا ننتبه الي الفخ فنتجنب الوقوع فيه .. ويتوقف "الشرود" - بعد وقت ليس بالقصير . فـ"الفكرة" في أصلها طاقة متجددة مبعثها "العواطف" او "الاحاسيس" الكامنة في النفس وهذه الطاقة قوية جدا ، وكذا أثرها في النفس ومع الرياضة تتمكن النفس من الانتباه اليها وبالتالي كبحها قبل أن تحدث أثرها .
- مم "نشرد" او "نهرب" .. والى أين ؟
- الهروب من "النفس" ومواجهتها الي "لاشيئ" او الى "سراب"
- الفهم ان الانسان يهرب من "الواقع" عندما يعجز عما يواجهه من صعوبات "مادية" مثلا
- ذلك صحيح ولكن – لو وجد الانسان كل ما يريد (فوق ما يحتاج) ، "أيوقفه" ذلك من "الشرود" ؟! الجواب: قد يزيده ذلك "هروبا" – وذلك لأن ما يزيد عليك في عالم "المادة" يقّوي ارتباطك بـ"المادة" . اذا حاولنا "تأصيل" الهروب نجد ان "الفكر" هو الذي "يشرد" بالانسان (الى عالم "المادة") . فـ"الواقع" الذي نهرب منه (في الأصل) هو هروب "الفكر" من "النفس" . "فواقع" "النفس" "بسيط" جدا ، وذلك يبعث الملل في "الفكر" المتوثب الذي يحب "جديدا" يسلّيه في كل لحظة "جديدة" وتدفعه سكينة "النفس" الي الهروب منها . وهكذا فان الانسان بين خيارين (في أية لحظة) ، اما يقبل دعوة "الفكر" الى "الشرود" ، او رفض الدعوة والبقاء مع "النفس" من ثم . واذا اختار الانسان "الشرود" ومتابعة "الفكر" فـ"النفس" لا تدعه . فـ"النفس" ليست ضد "الفكر" او "المادة" لأنها تعرف ضرورتها ، كما تعرف ضرر الأسراف . لكن "الفكر" يكن العداء لـ"لنفس" . و"النفس" تقبل أن تعمل معه في خدمة الانسان ، و"هو" لا يرضى الا بـ"ذاته" . واذا اختار الانسان "الهروب" في "لحظة" المفاضلة بين "النفس" و"الفكر" فان الاختيار يتجدد مع تجدد "اللحظة" (التالية) ، وفي هذا "فرصة العمر" له . فان كان الاختيار يتجدد في كل لحظة فـ"فرصتك" لاختيار "الصحيح" هي اللحظة "التالية" فان أخطأت فيها أيضا فالتي تليها .
- من أين ، كيف نبدأ مثل هذا العمل؟
من لحظة القرار وهي كل "لحظة": هذه "اللحظة" او أية "لحظة" (ان كانت من "لحظة" غيرها) .... توقف – أولا - حتى قبل أن تبدأ ... يجب أن نتعلم كيف "نقف" قبل أن نبدأ أي شيئ كان .. أو بالأحرى يجب علينا الانتباه الى حالة الـ"لتوقف" التي نبدأ منها أول خطوة ، وأول حركة ، وأول فكرة . وذلك لأن الأصل هو "السكون" ، ثم نخرق هذا "السكون" بأول كلمة ، أو أول خطوة ، أو أول فكرة .. أليس كذلك . ثم لاحظ أنك (عند الكلام) تقول جملة من الكلام فـ"تصمت" قبل أن تأتي بجملة أخرى . بل أنك تقول كلمة و"تسكن"... ثم تأتي بالثانية ثم "تصمت" ، .. وهكذا حتى تصل آخر كلامك . والحال كذلك في المشي ، تكون "ساكنا" ثم تخطو خطوة ثم "تسكن" (او "تصمت") قبل أن تخطو الثانية ، فالسرعة التي نتحدث بها أو نتحرك بها تأخذنا عن "ملاحظة" "الوقفة" المتضمنة في الجملة والمشي التفكير وغيره . والأمر أدق كثيرا (على الملاحظة) اذا تعلق بالـ"أفكار" ، الا أن القاعدة ذاتها منطبقة عليها . فبين كل فكرة والتي تليها "وقفة" ، وبما أن سرعة الأفكار عالية جدا اذا قيست بالكلام أو المشي فتصعب بالتالي ملاحظة "السكون" الذي تتضمنه "الأفكار" ، وهذا سبب يصّعب السيطرة عليها . فـ"الفكرة" "طاقة" "مجردة" بينما الكلام والمشي "طاقة" "متحولة" ، فالطاقة المتجردة أسرع . بيد أنك ان كنت تستطيع التوقف عن الكلام ، وان كنت بمقدرك "وقف" يدك عن الحركة – ان كانت تحركت بذاتها اصلا - ففي مقدورك وقف أفكارك . فهذه "الوقفة" هي نفسها "لحظة الاختيار" (المتجددة) ... وبالتالي يجب علينا "ملاحظتها" و"الانتباه" اليها و"التوقف" عندها . ومع تكرار "الملاحظة" تتضح هذه "اللحظة" حتى تبدو "شاخصة" فتدرك ان ليس (معها او قبلها او بعدها) "لحظة" او "لحظات" اخرى ، وانما "لحظة" واحدة (سرمدية) "تكتك" في اطارها ساعة الحائط وجملة الأصوات والحركات ، تنشأ في "سكونها" وتذوب فيه ، بل ويصبح "الاختيار" (ايضا) "واحدا" لا يتغير (بآخر) .- بحكم العادة ..نحن بحاجة الي ترويض النفس وشيئا فشيئا ننتبه الي الفخ فنتجنب الوقوع فيه .. ويتوقف "الشرود" - بعد وقت ليس بالقصير . فـ"الفكرة" في أصلها طاقة متجددة مبعثها "العواطف" او "الاحاسيس" الكامنة في النفس وهذه الطاقة قوية جدا ، وكذا أثرها في النفس ومع الرياضة تتمكن النفس من الانتباه اليها وبالتالي كبحها قبل أن تحدث أثرها .
- مم "نشرد" او "نهرب" .. والى أين ؟
- الهروب من "النفس" ومواجهتها الي "لاشيئ" او الى "سراب"
- الفهم ان الانسان يهرب من "الواقع" عندما يعجز عما يواجهه من صعوبات "مادية" مثلا
- ذلك صحيح ولكن – لو وجد الانسان كل ما يريد (فوق ما يحتاج) ، "أيوقفه" ذلك من "الشرود" ؟! الجواب: قد يزيده ذلك "هروبا" – وذلك لأن ما يزيد عليك في عالم "المادة" يقّوي ارتباطك بـ"المادة" . اذا حاولنا "تأصيل" الهروب نجد ان "الفكر" هو الذي "يشرد" بالانسان (الى عالم "المادة") . فـ"الواقع" الذي نهرب منه (في الأصل) هو هروب "الفكر" من "النفس" . "فواقع" "النفس" "بسيط" جدا ، وذلك يبعث الملل في "الفكر" المتوثب الذي يحب "جديدا" يسلّيه في كل لحظة "جديدة" وتدفعه سكينة "النفس" الي الهروب منها . وهكذا فان الانسان بين خيارين (في أية لحظة) ، اما يقبل دعوة "الفكر" الى "الشرود" ، او رفض الدعوة والبقاء مع "النفس" من ثم . واذا اختار الانسان "الشرود" ومتابعة "الفكر" فـ"النفس" لا تدعه . فـ"النفس" ليست ضد "الفكر" او "المادة" لأنها تعرف ضرورتها ، كما تعرف ضرر الأسراف . لكن "الفكر" يكن العداء لـ"لنفس" . و"النفس" تقبل أن تعمل معه في خدمة الانسان ، و"هو" لا يرضى الا بـ"ذاته" . واذا اختار الانسان "الهروب" في "لحظة" المفاضلة بين "النفس" و"الفكر" فان الاختيار يتجدد مع تجدد "اللحظة" (التالية) ، وفي هذا "فرصة العمر" له . فان كان الاختيار يتجدد في كل لحظة فـ"فرصتك" لاختيار "الصحيح" هي اللحظة "التالية" فان أخطأت فيها أيضا فالتي تليها .
- من أين ، كيف نبدأ مثل هذا العمل؟
... يتبع
Comment