إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • مجهول ومظلوم ومغترب
    موقوف
    • 10-04-2012
    • 173

    المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قامع الفجرة والمنافقين والمتكبريين والحاسدين
    والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعيين محمد ولاسيما اخيه عليا يعسوب الدين وعلى اله الغر المياميين وعلى اولادهم الهداة المهديين ..
    سبق وان كتبت في موضوع سابق كان قلبي يأن منه ومن سقطاته وهو كيفية مخاطبة الشعوب الاوربية والغربية ناهيك حتى نحن لانستطيع ان نخاطب ابناء جلدتنا بما عندنا. بل بما عندهم اولا ناهيك مرة اخرى عندما يكون الخطاب مع المسيحيين واليهود ان يكون نقاشهم بما يكون في جعبتهم وليس لنا ان نفرض عليهم ما لدينا ولكن الطامة الاخرى التي يغفل عليها البعض بل لعله يتغافل ان يريد ان يخاطب اناس قد نسوا اغلبهم دين اسلافهم وتحولوا الى الالحاد فمهما نشر البعض من منشورات توزع هنا وهناك فهو خرط قتاد وخسارة للاوراق وتبذير للاموال لافائدة منه يرتجى بل عندما يقع هذا المنشور بيد هذا الغربي الملحد يظن ان من ندعوا اليه هو بوذا العصر وحاشاه وتكون عنده وريقه سهلة الرمي في اقرب مزبلة ..اذا ولعن الله الاذن قد مللنا من كلمة اذن التي لا اصغاء لها ماهو الحل وكيف مخاطبة اناس هم لايعترفون بوجود الله اصلا هل سأناقشهم بالجزئيات لربما سيغضب البعض نعم تلك جزئية واترك الكلية التي هي جامعة وستكون مانعة وهي مسالة اثبات وجود الاله اولا لدى هؤلاء اقصد الملحدين الذين هم غلبه هنا في بلادنا الاوربية والغربية اما اهل الكتاب فسيكون خطابهم اسهل والين من هؤلاء..تناقشت وصرخت وتوسلت واستنجدت ...ولكن لامجيب لعلهم يظنونه التهريج .. حبيبي شنو النه بهل المصيبة ..اكتب اكتب والبقية على الله ...نعم كل شيء على الله ..ولكن الله بجلاله قدره خاطب كل قوما بما لديهم ..وجعل عقلهم هو من كنهوات نبيهم وهو الحد الفاصل بين حيوانيتهم وانسانيتهم ..اذا الامر يحتاج الى مجلدات وانا لا ااويد تلك الفكرة لانها اصلا تحتاج الى عقول نيره لاتكون مثل عقلي الجاهل وتحتاج الى دعم معنوي ؟؟؟لا تهبيط واحباط ؟؟وتحتاج الى ابعاد من يحمل مثقال ذرة حسدا لاخيه ..سنطرح شيء ملخص من ورقات لاتتعدى الخمسين او اقل ان نشرناها في منشور نعكف به على مسالة اثبات وجود اله ونحاجج القوم بما عندهم ومن ثم نعكف على مسالة فلسفة ارسال الانبياء وما هي العلة من ارسالهم ومن ثم الامامة ومن ثم من هو الممنتظر عند كل اهل الديانات والملل ومن ثم المخلص فأن اثبتنا الكلية فان الجزئية سوف تفرض نفسها ؟؟الكلية وهي وجود الله تبارك وتعالى ..ولكن ان بقيت الكلية منكره او مجحود بها من قبل الطرف المقابل فلماذا تحاول ان تلعب بالنار وتبذر الاموال وتملاء سلات المزابل بوريقات مذكور فيها اسم الله والانبياء والرسل والائمة والمهديين وتجعل القوم يستخفون بعقولنا ومن ثم تلعنهم .نعم يوجد من بينهم من هو مستيقن بوجود الله ولكنه جاحد فلنجعل الامل ببعضهم ونتركه يفكر ولو بوهلة ولكن كيف نجعله يفكر هل بنشر الجزئية او بالكلية .
    نرجو من الاخوة في اوربا والدول الغربية واهل العقول النيرة ان يصححوا لهذا العقل الجاهل من هفوات وسقطات وان يقوي ماعنده من ضعف ويصحح ماعنده من خطا لعل الله يفيد به قوما ويصلح به شأنا وانا بطلبا من الاخ المدير نشرت هذا البحث هنا بعدما اهمل في دولتي بل قتلوه في مهده ورفضوه رفضا قاطعا ويشهد الله سهرت عليه اربعة ايام بلياليها وانا ...لا تتهمني بالانا.. فماذا اكتب قد تحيرت فلايوجد لي سبيل من الافلات من تلك الكلمة وانا واضع يدي على عمليتي الجراحية والكيبورد ليس فيه حروف عربية اكراما لام احمد التي لم تتركني واكراما لابنها بعدما سمعت من اخي عليا ان نردد اهزوجه الانصار وذكرنا برواية زينب روحي فداها عندما قالت للحسين روحي فداه وهل انت واثق من انصارك ان لايسلموك غدا فعندما سمعها احد انصار الحسين اخبر بيقة الانصار فاخذوا يهزجون على اسماع ام المصائب ليطمئنوا قلبها ..فكانت تلك هي اهزوجتي المتواضعة التي حاولت ان اطرحها احتراما لام احمد لابرهن بها اني هذا مالدي وما اجدته في هذا الزمن لنصرة احمد عليه السلام
    ملاحظة النسخة الاصلية والمنقحة ومسطره ومرقمة موجوده عند الاخ دكتور علي انا فقدتها ونشرت السودة فقط
    رسالتي الى ابناء الشعوب الغربية

    من نصارى ويهود وملاحده ولا دينين
    تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم لقد حان الوقت لننقاش امرنا وامركم فان العالم مقبل الى تغيرات مناخية وتهرصات كونية فهل سالتم انفسكم لماذا


    هاهو المخلص قد ظهر ويدعوكم الى اقامة دولة السلام العالمي
    التي فيها لا ظلم ولا جوع ولا بطالة ولا استعباد ولا حروبا ولا ارهابا
    ايها الصديق الغربي
    فاستمع الى اخر حديثي فلربما ستجد في بداية كتابي او في وسطه او في اخره ما يغني عن امرا ربما يوما تحيرت انت به او حدثا لم تعرف مغزى تفسيره
    ابناء مملكة السويد


    رسالتي الى الملحدين
    ومن هم
    تجد الملحدين دائما يدافعون عن عقيدتهم الإلحادية و يحاولون إسباغ صفة العلمية عليها و وضع النظريات و الافتراضات مع استمرارية التفكير فيها ، و ذلك أنهم فى ريب منها ، و يحاولون بدفاعهم عنها إقناع أنفسهم بها قبل إقناع الآخرين ، و لكنهم يخدعون أنفسهم ، ويعيشون فى حيرة و عذاب من عقيدتهم غير الواضحة ، والتى تتباين بين فرق الإلحاد على اختلاف مذاهبهم وآرائهم




    أغلب الملحدين من الدهماء والأميين ، وقله منهم هى التى خاضت فى الفلسفة ، وهذه القلة وصلت لنفس النتيجة التى توصل إليها الأميين ، و آمنوا بنفس العقيدة الإلحادية !!


    فهل حقيقة الإلحاد معقدة حتى لا يتسنى اعتقادها إلا للدارسين العالمين بحقيقة الإلحاد وفلسفته ؟ كلا


    هذه العقيدة يعتنقها الأميون أولا قبل غيرهم و ما داموا قد اعتنقوها فلا يجوز أن نزعم أنهم لا يعرفون حقيقتها ، فاعتقاد الشئ لا يأتى إلا بمعرفة حقيقته ، هكذا علمنا المنطق ، و عليه نقول أن حقيقة الإلحاد معروفة للجميع و ليست بحاجة إلى دراسات ، و كل ما كتبه أئمة الإلحاد هو محاولة للترويج لهذه لحقيقة الإلحاد المعروفة فى شكل علمى معقد لفتنة الناس بها .
    يظن بعض الملاحدة أنهم يحكمون عقولهم فى النظر مستندين إلى قوانين الطبيعة ، و الواقع أن قوانين الطبيعة هي أول ما يبطل أوهامهم الإلحادية ، حيث يظنون أن الحياة ظهرت فى لحظة يسمونها ( الانفجار العظيم )


    يتفق علماء الطبيعه على أنه لا يمكن خرق قانون في الطبيعة و هو ( قانون الأنتروبي )


    قانون الأنتروبي يؤكد أنه لا يمكن لأي نظام أن يتجه الى تنظيم أرقى بصورة تلقائية


    بمعنى أن جميع الأنظمة يجب أن تتجه بشكل أو أخر نحو تطورات عشوائية


    مثلا يمكن أن يتهدم المنزل لكن من المستحيل أن يعود لصورته الأولى بواسطة الطبيعة وبدون تدخل خارجي ، وعندما تشرع فى بناء منزل جديد ثم تتوقف عن إكماله فمن المستحيل أن تكمل الطبيعة بناءه أو تطوره إلى صورة أرقي , ولو وضعت بعض الماء فى وعاء مكشوف فسيتبخر الماء خلال فتره زمنية و لن يبقي متجمعا الوعاء ذاته و لا يمكنك أن تحدد مكان جزيئاته المتبخرة و لا يمكن إعادتها إلى الوعاء بدون تدخل خارجي


    فلو فرضنا صحة الانفجار العظيم المزعوم فإن علماء الطبيعة يقولون أن الكون بدقته المتناهية و بما فيه من مجرات ونجوم وكواكب لا يمكن أن يكون قد تكون إلا فى لحظة قدرها 1 ÷ 10 أس 40 من الثانية ، فلو زاد الزمن عن ذلك لانتفخ الكون بشكل أسرع من أن يحدث تنظيم للمجرات و الكواكب والنجوم ، ولو كان ابطأ لانكمش الكون على نفسه مرة أخري و زال بسرعة!


    أذا لو فرضنا صحة هذه الفرضية فقد تم خرق قانون الأنتروبي في أول لحظة من تكون الكون ، ولم يتم خرقه مرة واحدة بل ملايين المرات وفى لحظة واحدة


    ولو كان قد حدث هذا الخرق لقانون الانتروبي مرة فخرقه مرات أخرى سيكون أمرا طبيعيا , وهو يتنافى مع علم الطبيعه .


    و كذلك وفقا لرؤية الملاحدة فإن قانون الأنتروبي تم خرقه مرة أخرى في نشأة الحياة على الأرض , فالكائن الحي تنظيم بالغ التعقيد للذرات , كيف تكون هذا الكائن ؟
    هل يمكن أن تتطور الجزيئات و الذرات بفعل الطبيعة بدون تدخل خارجي ، ثم تتطور نحو الأرقي حتى تصل للإنسان خارقة بذلك قانون الأنتروبي بشكل صارخ


    كذلك يكسر الملاحدة بمعتقداتهم قوانين ( ميكانيكا الكم ) فيقولون أن الكون تكون بنفس الكيفية التى تتكون بها الجسيمات التقديرية كالشهب والنيازك و لكنهم ينسون أن هذه الأجسام لا تدوم و لا تتحرك بدقة متناهية مثل الحركة فى المجرات ، و أن تنظيم الحركة في هذه المجرات يلزمه دفعة من الطاقة شديدة الدقة تسمح بتكوين الجسيم والجسيم المضاد ، و أي تغير فى مقدار الطاقة بالزيادة أو النقصان سيخل بالحركة المنتظمة فى المجرات ، فهل كان هذا الانفجار المزعوم ذكيا لتوزيع الطاقه بهذه الدقة على المجرات ؟
    إن قال قائل ظهر العالم صدفة، فالرد عليه بتجربة بسيطة افترضها أحد علماء الغرب الرادين على القائلين بظهور العالم صدفة، وقد كان رده كالتالي


    يستحيل أن يتسق هذا الكون بقوانينه وترتيبه الدقيق صدفة، فأنت لو وضعت 10 قرود في غرفة مغلقة ووفرت لهم أسباب العيش ووضعت لكل منهم ءالة كاتبة وتركتهم يضربون على هذه الآلات إلى أن يموتوا جميعاً فلن تجد بعد ذلك أن واحداً منهم قد أتى صدفة بقصيدة لشكسبير


    وهذا المثال واضح على فساد نظرية الصدفة، فلو قال قائل خلقت الطبيعة نفسها، فهذا أوهى ممن يقولون وجد العالم صدفة، وذلك لأن أصحاب القول بنظرية الصدفة أسندوا فعل الخلق والوجود إلى الصدفة تمويهاً


    بينما أصحاب القول بأن العالم أوجد نفسه أو الطبيعة أوجدت نفسها فقد أسندوا الفعل إلى الفاعل وهو في حال العدم وهذا ظاهر الفساد لا يحتاج لرد، فكيف يمكن للشيء الغير موجود أن يكون له فعلاً يؤهله أن يوجد نفسه، فإذا كان الموجود المخلوق كالإنسان يستحيل عليه أن يظهر شيئا من العدم إلى الوجود فكيف المعدوم سيظهر نفسه


    معرفة الله ممكنة ولكن ليس معنى المعرفة الإحاطة فالعقل البشري عاجز عن الإحاطة بالله، فالعقل المخلوق لا يحيط بالخالق ولا يحتمل ذلك ولا يقدر عليه وذلك أن بعض المخلوقات لا يقدر على استيعاب حقيقتها والإحاطة بها فكيف بالخالق.


    مثلا لا يعرف العقل ما حقيقة الروح التي بخروجها من الجسد يصير الجسد ميتا لا يتألم ولا يفرح ولا ينمو ولا يمرض، مع أن تركيبه الكيميائي لم يتغير عن الجسد الحي إلا بعد فترة من الموت، فما هو هذا الشىء الذي كان فيه ثم بخروجه مات، لا نعلم عنه غير أنه الروح، والروح مخلوق من مخلوقات الله، فما بالك بالذي خلق الروح


    كيف يواجه الملحد العذاب النفسي؟




    لعل من أبرز آثار الإلحاد في نفوس الملحدين هو القلق والحيرة والاضطراب والصراع النفسي


    فأي إنسان يسأل نفسه بالفطرة : لماذا خلقنا؟ ومن خلقنا؟ وإلى أين نسير؟


    و لكن الاندماج في معترك الحياة ومشاكلها يصرف الإنسان أحياناً عن الإمعان في جواب هذه الأسئلة، والبحث عن سر الحياة والكون و لكن الإنسان يصطدم كثيراً بمواقف وهزات تحمله حملاً على التفكير في هذا السؤال، فالأمراض والكوارث، وفقد بعض الأهل والأصدقاء، والمصائب التي تصيب الإنسان ولا بد تفرض على الإنسان أن يفكر في مصيره ومستقبله و إلي أين يمضي بعد هذه الحياه التي قد يفقدها في أى لحظة


    ولما كان الإلحاد عقيدة ( اللاأدرية و غياب اليقين ) لأنه يقوم على افتراض عدم وجود إله مع عدم الجزم بذلك كحقيقة مطلقة ، فإنه لا يقدم شيئاً يخرج هذا الإنسان من الحيرة والقلق والالتباس ويبقى لغز الحياة محيراً للملحد ويبقى رؤية الظلم والمصاعب التي يلاقيها البشر في حياتهم كابوساً يخيم على النفس و يلاحقها في أفكارها ،ويظل الإلحاد عاجزاً عن فهم غاية الحياة والكون، ولا يقدم للإنسان إلا مجموعة من الظنون والافتراضات لا تقنع عقلاً ولا تشفي غليلاً


    ومع إلحاح نداء الفطرة الداخلي وتردد تلك الأسئلة الخالدة في النفس يظل الإنسان قلقاً معذباً حائرا
    فكيف يواجه الملحد هذا العذاب ؟


    كان تعطيل العقول هو سبيل الملاحدة للهروب من هذا العذاب النفسي ولكنه هروب مؤقت إذ لا يلبث الملاحدة أن يقعوا في براثن تلك الأسئلة الملحة
    ومن المظاهر البارزة لتعطيل الملاحدة لعقولهم أن البعض منهم قد برروا إلحادهم بتعدد الأديان والمذاهب و اختلافها وعدم اتفاقها على شئ !! و لم يكلفوا أنفسهم مشقة البحث والمقارنة لمعرفة الحق فقد تركوا لمن سبقهم مهمة البحث ، و لم يروا في أنفسهم أكثر من مقلدين ، وهذه النقطة تكشف عدم ثقتهم في قدرات عقولهم على التمييز بين الحق والباطل !


    مثال لتعطيل الملاحدة لعقولهم :


    يرى بعض الملاحدة أصحاب بعض الأديان الباطلة يرفضون الوحدانية لله و أنه إله واحد أحد لا شريك له في الملك، فبعضهم عبر عن هذا القول بإلهين، إله للخير وإله للشر كالمانوية، وبعضهم قال بأكثر من إلهين كاليونان القدماء والفراعنة، و لو استخدم الملاحدة عقولهم لعلموا أن كلا القولين فاسد بالنقل والعقل، أما العقل فنقول :


    لو كان للكون إلهين وأراد أحدهما أن يعدم شيئاً موجوداً وأراد الآخر أن يبقى هذا الشيء موجوداً فيترتب على ذلك ثلاثة احتمالات:


    الأول: أن ينفذ مراد أحدهما ولا ينفذ مراد الآخر
    الثاني: أن لا ينفذ مراد أي منهما
    الثالث: أن ينفذ مراد كل منهما


    فلننظر إلى هذه الاحتمالات الثلاثة التي لا رابع لها: فلو نفذ مراد أحدهما ولم ينفذ مراد الآخر، فالذي لم ينفذ مراده يكون عاجزاً لا يقدر على إنفاذ حكمه والعاجز لا يكون إلهاً


    ولو لم ينفذ مراد أي منهما فإن الإثنين عاجزين والعاجز لا يكون إلها


    ولو نفذ مراد كل منهما فهذا مستحيل ولما وجدنا أي خلق في الكون وأي اتساق لقوانينه لأنه لا يجتمع العدم والوجود في ءان واحد معا في جسم واحد، فهذا من باب المستحيل العقلي


    فلذلك لا يكون للكون إلهين فضلا عن أكثر من ذلك، وإلا لفسد الكون
    من المسائل التي يتكرر ذكرها في كتابات الغربيين تعليلاً لنفورهم من الدين كثرة الحروب والمآسي التي حدثت في تاريخهم بسبب الخلافات الدينية


    يقول عالم الأحياء البريطاني (بيتر مدور) كما نقل عنه (تيلر)


    "لقد كان الثمن – الذي اضطرت البشرية في عمومها لتدفعه مقابل الراحة والانتعاش الروحي الذي آتاه الدين قلة من الناس – دماً ودموعاً
    وهو من الغلاء بحيث لا يسوغ لنا أن نأتمن الاعتقاد الديني علىالخلقي"


    لا جدال في أنه حدث باسم ما يسمَّى بالدين حروب ومآس ومظالم في البلاد الغربية وفي غيرها ، ولكن هل يعد هذا مسوغاً لرفض كل دين أياً كان ؟!


    فاسم الدين اسم تندرج تحته معتقدات وقيم ودعاوى مختلفة اختلافاً لا يجعل بينها صلة إلا ذلك الاسم، ويستدعي أن ننظر في هذه المعتقدات والقيم والدعاوى المختلفة لنتبين ما هو حق منها وما هو باطل


    إن استغلال الدين – كاستغلال كل شيئ حسن – استغلالاً سيئاً أمر وارد بل واقع ، والدين الحق يقرر هذا ويحذرنا منه

    ثم على افتراض أن المعتقدات الدينية هي التي أدت إلى تلك الحروب ؛ فهل توقفت الحروب بعد أن دخلت العلمانية في الغرب محل الدول الدينية ؟!


    إن القتل والقرح والأذى والتدمير والإفساد الذي حدث بسبب الحربين العالميتين لم يكن له مثيل في تاريخ البشرية كلها؛ فهل كان هذا بسبب الدين ؟!


    والحروب التي شنتها الدول الغربية الرأسمالية والشيوعية على الشعوب الضعيفة لاستعمارها وسرقة خيراتها؛ هل كانت حروباً دينية ؟!


    والحروب التي حدثت في السنوات الأخيرة:
    في العراق ، أفغانستان ، الصومال ، وغيرها؛ هل كانت بسبب معتقدات دينية ؟!


    فإذا كانت الحروب والمآسي التي حدثت باسم الدين سبباً في النفور من الأديان كلها وعدم الثقة بها ؛ فلتكن هذه الحروب والمآسي سبباً أقوى للنفور من العلمانية وعدم الثقة بها.....
    اذا حكموا عقولكم ايها الالحاديين وتعالوا نبحث في مسالة وجود الاله


    فلسفة اثبات وجود الاله


    حسب كل مناظير البشريه من فلاح الى امي الى فيلسوف..


    دليل العقل على وجود الاله
    اجمل عباره فلسفيه تثبت وجود الله


    هل نحن نرى الله ؟ بالتأكيد لا


    - هل نحن لمسنا الله ؟ بالتأكيد لا


    هل الله موجود ؟ بالتأكيد نعم




    كيف !!


    هل ترى عقلك ؟ لا


    هل لمست عقلك ؟ لا


    هل أنت عاقل ؟ نعم


    هل عقلك موجود ؟ نعم


    كذالك الله موجود ...










    دليل الفلاح الذي يعيش بالصحراء البسيط على وجود الاله


    وبمثال بسيط جدا وانا لي علم بان شعوب اوربا تحب ان تسمع لكل فلسفة لابد من سماع مثال بسيط لها
    سال رجل يعيش في صحراء وكان هذا الرجل مسكينا لا علم له هل يوجد اله موجود وقد خلق هذه الاكوان والطبيعة فكان جوابه قليلا ولكن يحمل في طياته شرحا كثيرا
    حينَ سُئِلَ عن وجُودِ اللَّهِ,نَطَقَ بفطرتِهِ فقالَ: البَعَرةُ اي بعرة البعير تدلُّ على البعيرِ، والأثرُ يدلُّ على المسيرِ،فسماءٌ ذاتُ أبراجٍ ،وأرضٌ ذاتُ فِجَاجٍ، وبِحَارٌ ذاتُ أمواجٍ؛أفلا يدُلُّ ذلكَ عَلَى وجود اله
    وايضا اليك ايها القارئ تلك القصة القصيرة التي تحمل في طياتها معاني كثيرة.


    دليل وزراء الملوك على وجود رب للملوك
    السلطان والوزير الذكي


    في قديم الزمان كان هناك سلطان جائر يحكم في أحد البلدان وكان ذلك السلطان ملحداً أيضاً، إذ كان لا يعتقد بوجود الله، وكان لهذا السلطان وزير مؤمن وذكي إذ كان يعتقد بوجود الله سبحانه وتعالي، وسعى ذلك الوزير عدة مرات لكي يهدي السلطان إلى الصراط المستقيم وطريق الحق، ولكن دون جدوى وفي أحد الأيام خطرت على ذهن الوزير فكرة إذ استدعى أحد المعماريين المشهورين في البلاد إلى مقره وأمره بأن يبني قصراً كبيراً ومتميزاً في الصحراء وأن يغرس في حديقة القصر مختلف الأشجار والأزهار ولكن بشرط أن ينجز عمله بطريقة لا يعلم بها السلطان، وبعد بضعة أشهر تم إنجاز العمل وبُني القصر، وانتشرت الأشجار والأزهار في حديقته، ولما علم الوزير بذلك، اقترح الوزير على السلطان أن يخرجوا برحلة صيد فوافق السلطان وعندما حان يوم الخروج أخذ الوزير السلطان إلى الصحراء حيث بني القصر، ولما رأى الملك ذلك القصر تعجب من جماله وحجم بنيانه.
    فسأل الوزير : ما هذا القصر الجميل وما هذه الأشجار والزهور؟
    فأجابه الوزير: لنقترب أكثر حتى نشاهد القصر عن قرب، وعند ذلك ازدادت دهشة الملك وعاد إلى سؤال الوزير قائلاً: ما هذا القصر؟ وكيف وجد في هذه الصحراء النائية؟
    وهنا أجاب الوزير: في العام الماضي لم يكن هنا شيئ ولكن أتى سيل كبير فجرف الكثير من الوحل والأحجار إلى هذا المكان فتكوّنت أسوار القصر تلقائياً، ثم جاء سيل آخر الأشجار إلى هنا ومن أخشابها تكوّن سقف القصر تلقائياً أيضاً ثم جاء سيل آخر جرف كميات أخرى من الأحجار والأوحال فاكتملت منشآت البيت الأخرى أيضاً، ثم حدث سيل آخر فجرف الأشجار والنباتات فغرست في هذه الحديقة ونمت.


    ضحك السلطان من كلام الوزير وقال له: هل أنت مجنون؟ أم تحسبني مجنوناً، كيف ينشأ مثل هذ القصر بدون معمار وبدون عمال البناء؟


    وهنا رد عليه الوزير بذكاء: كيف تقول مستحيل بأن يأتي السيل بأحجار وأشجار لكي يتكوّن منها تلقائياً وبدون صانع قصراً كهذا؟ وتعقل وتصدق ولا تقول مستحيل أن يتكوّن مثل هذا العالم العظيم والعجيب الذي يتكوّن من المجرات والكواكب العظيمة، ومن الشموس والنجوم وهذه الأرض المتكونة من المحيطات والبحار والجبال والصحاري والسهمول.
    وعندها أطرق السلطان رأسه يفكر فعاد إليه رشده وعقله وأفاق من غفوته وآمن بان اله موجود قد انشا كل شيء ..بعدما كان شاكا بوجود اله


    فلسفة وجود الاله
    الدخول في البحث


    قال ديكارت :


    " الإنسان يجب أن يشك و لو لمرة واحدة في حياته "


    و كان هذا دافعه للشـتك المنهجي الذي توصل به إلى اليقين الدائم
    و سأعرض الآن خطوات الشك عند ديكارت و كيف قادته لليقين








    أولا الشك في الحواس :-


    يرى ديكارت أن كل ما تلقاه و أدركه و وثق به كان عن طريق الحواس و لكنه وجد الحواس خداعة و من الحكمة أن لا نطمئن لمن خدعونا و لو لمرة واحدة
    المقصود بأن الحواس خداعة أي أن مثلا عندما ننظر لكوكب في السماء نراه في حجم الدرهم و هو أصلا أكبر من حجم الأرض




    ثانيا الشك في الحياة الشعورية:
    إننا كثيرا ما ننام و نحلم و نعتد اننا في الحقيقة
    و لكنا نستيقظ و نجده حلما فما أدرانا أننا ليس نحلم الآن؟




    ثالثا الشك في العقل :-شك ديكارت في العقل على لسان الشيطان الماكر
    فيقول أن هناك شيطان ماكر يضلله و يجعل عقله يوقعه في الظنون
    فشك في المعرفة العقلية








    يمتاز الشك المنهجى لديكارت بأنه ليس نهاية العقل الفلسفى بل هو البحث عن نقطة البداية ، النقطة التى يصح للفيلسوف أن يبدأ عندها ، فالشك هو المرحلة الأولى هو التأمل الأول للفلسفة.






    اليقين الأول : إثبات وجود نفسه (مبدأ الكوجيتو - Dubito Ergo Cogito, Cogito Ergo Sum)


    الإنسان يشك و مادام هو يشك فهو يفكر ، لأن الشك نوع من أنواع الفكر ، وطالما هو يفكر فهو ليس معدوم إذن فهو موجود حتما ، فإهتدى ديكارت إلى حقيقة أساسية لا سبيل إلى الشك فيها ، بل ويمتنع الشك فيها حتى إذا أراد ذلك وهى اليقين الأول حقيقة "الكوجيتو" : " أنا أشك إذا أنا أفكر ، وأنا أفكر إذا أنا موجود ".
    و تسائل ديكارت : " كيف يمكننا أن ندعي أننا لسنا موجودين حين نشك في الأشياء جميعا ؟؟ "






    اليقين الثاني : إثبات وجود الله :-


    الإنسان يشك إذن هو ناقص ... و ما دام يشعر أنه ناقص إذن فلديه فكرة عن الكمال
    فمن الذي أودع تلك الفكرة في عقله؟ بالطبع الكامل الوحيد هو الذي أودعها
    و الإنسان لا يمكن أن يوجد نفسه لأنه ناقص يشــك
    إذن هناك إله كامل هو الذي أوجده و هو الذي أودع في ذهنه فكرة الكمال.






    اليقين الثالث إثبات وجود العالم الخارجي :-


    ما دام الله كامل إذن فهو صادق لأن الكذب يتنافى مع الكمال
    و ما دام أوجدنا إذن فالحياة الشعورية موجودة و نحن لسنا في حلم لأنه صادقا


    اذا الحجج الرامية الى اثبات المعتقد الاساسي لوجود الاله كما قدمها عديد من الفلاسفة المثالين ، والحجج هي :


    ** الدليل الكوني (( الموجود عند افلاطون وارسطو )) واعتقد به لايبنتز ، ويقرر ان الله موجود باعتباره العلة الاولى لكل الاشياء والظواهر . ويقوم هذا الدليل على اساس الافتراض ان العالم لابد ان يكون محدودا في الزمان وان علته الاولى علة غير مادية .


    ** الدليل الغائي (( الذي افترضه سقراط وافلاطون وطوره بعد ذلك الرواقيون )) . ويقرر ان لكل شيء في الطبيعة غرضا لا يمكن تفسيره الا بافتراض وجود موجود عقلي يتجاوز الطبيعة وينظم كل الظواهر على نحو منسجم .


    وقد فندت نظرية داروين في التطور هذا الدليل . وقدمه القديس اوغسطين الذي كان يؤكد ان كل الناس يتصورون الله على انه الموجود الكامل . وهذا التصور في اعتقاده لا يمكن ان ينشيء ما لم يكن موجود كاملا وموجودا في الواقع . ومن ثم فالله موجود .


    وقد قدم فلاسفة المثاليون المختلفون ادلة اخرى على وجود الله ، ادلة معرفية ونفسية واخلاقية . ومن ثم جاء كانط واكد ان الله موجود يعلو على التجربة ولا يعرف الا بالفعل .




    «وإن كل من كان له عقل، يدرك من مجرد وجود الأشياء التي يقع عليها حسّه، أنّ لها خالقاً خلقها، لأن المشاهد فيها جميعها أنها ناقصة، وعاجزة ومحتاجة لغيرها، فهي مخلوقة لخالق».


    إن الأشياء التي يدركها العقل ويقع عليها الحس هي الكون والإنسان والحياة، وهذه الثلاثة محتاجة ومحدودة وبالتالي مخلوقة لخالق خلقها من العدم والدليل على ذلك:


    أولا- الكون:


    أن الكون هو مجموعة من الأجرام الكواكب، وكل جرم أو كوكب منها يسير بنظام مخصوص معين لا يمكن أن يغيره بتاتاً، وهذا النظام لا يمكن أن يكون غير واحد من هذه الثلاثة:


    1- إما أن يكون جزءاً منه.
    2- وإما أن يكون خاصة من خواصه.
    3- وإما أن يكون شيئاً آخر مفروضاً عليه فرضاً.


    أما كونه جزءاً منه فباطل لأن سير الكواكب يكون في مدار معين لا يتعداه، والمدار كالطريق هو غير السائر، والنظام الذي يسير به ليس مجرد سيره فقط، بل تقيده بالسير في المدار ولذلك لا يمكن أن يكون هذا النظام جزءاً منه ولو كان كذلك أي لو كان النظام جزءاً من الكواكب لظهرت آثار الجزئية تلك على المدار، كظهور خطوط الطباشير على اللوح بعيداً عن الطبشورة ذاتها، وأيضاً فإن السير نفسه ليس جزءاً من ماهية الكوكب بل هو عمل له، وبذلك فلا يكون النظام جزءاً من الكوكب.


    وأما كونه خاصة من خواصه فباطل لأن السير من حيث هو سير خاصية للسائر، أما المقيد بوضع محدد ليس بخاصية، وعليه فالنظام ليس هو سير الكواكب فحسب، بل هو سيره في مدار معين، فالموضوع إذن ليس السير وحده بل السير في وضع معين. ولو كان السير خاصة من خواصه لاستطاع أن يغيره كيفما يشاء كما يستطيع الإنسان تغيير سيره كيف يشاء، وبما أن الكوكب لا يستطيع تغيير المدار الذي يسير عليه لذلك فإن هذا الوضع مفروض عليه فرضاً وليس النظام إذن خاصة من خواصه، إذ لو كان النظام من خواصه لنظم خطوط سير أخرى.
    وما دام النظام ليس جزءاً من الكوكب ولا خاصة من خواصه فهو غيره قطعاً، فيكون الكون قد احتاج إلى غيره أي احتاج الكوكب إلى نظام وبالتالي احتاج الكون كله إلى النظام الذي يسيره.
    ويسير بحسبه، فهو إذن محتاج قطعاً.


    وأيضاً فالكون محدود لأنه مجموعة كواكب وكل كوكب منها محدود ومجموع المحدوديات محدودة بداهة، فإضافة محدود إلى محدود ينتج محدوداً حتماً، وعليه فالكون محدود.


    ثانياً- الإنسان:


    إن المشاهد المحسوس يدل قطعاً على أن الإنسان محتاج لطعامه وشرابه وما شابه ذلك، فهو قد عجز عن إيجاد ما يحتاج إليه، وعجزه ذلك يدل على أنه لا يستطيع إيجاد الأشياء من عدم، وبالتالي فهو محتاج لمن يوجد له ما احتاج إليه، وعليه فالإنسان محتاج.
    وكذلك بالنسبة للمحدودية، فالإنسان محدود لأن كل شيء فيه ينمو على حد ما لا يتجاوزه، فهو ينمو إلى طول معيّن وحجم معين ويرى إلى مسافة معينة، فكل شيء في الإنسان محدود حتى حياته فله يوم ميلاد يبتدئ وجوده منه وله يوم وفاة ينتهي أجله فيه، وهذا ينطبق على كل إنسان لأن ما ينطبق على الفرد ينطبق على الجنس كله، إذ أن صفة الجنس كلها تتمثل في الفرد تمثلاً كاملاً، وعليه فالإنسان محدود.


    ثالثاً- الحياة:


    المقصود بالحياة هو ما يدرك في التفريق بين الكائن الحي والميت، فالكائن الحي فيه حياة والميت لا حياة فيه، هذه الحياة التي أدركنا وجودها في الأحياء من خلال إدراكنا لمسارها مثل النمو والحركة والتنفس، هذه الحياة محتاجة ومحدودة.
    أما كونها محتاجة فواضح احتياجها للماء والهواء أو الغذاء في الكائنات الحية، والحياة تنتهي بدون الماء أو الهواء أو الغذاء. وهي لا تستطيع إيجاد ما تحتاج إليه من عدم فهي محتاجة.
    وأما كونها محدودة، فلأنها تنتهي في الكائن، إذ لها نقطة ابتداء ونقطة انتهاء، فكل الأحياء تموت وبالتالي فالحياة تنتهي وذلك يثبت أنها محدودة، والحياة مظهرها فردي، فإذا انتهت في فرد فإنها تنتهي حتماً في الجنس ككل لأن الماهية ممثلة في الفرد الواحد كلياً وهي تدل دلالة قطعية على الجنس وبالتالي فجنس الحياة محدود والحياة محدودة.


    وبهذا نستطيع أن نقول: أن الكون والإنسان والحياة محدودة وفي حالة احتياج دائم، أو بمعنى آخر نستطيع القول أن الكون والإنسان والحياة ثبت عليها وصف الاحتياج والمحدودية.


    ومدلول كلمة محتاج تعني مخلوق، إذ أن احتياجها إلى غيرها في النظام التي تسير عليه يدل على احتياجها إلى الغير في وجودها من باب أولى، وبمعنى آخر فهي إذا كانت محتاجة في سلوكها وتصرفاتها إلى غيرها، فهي في وجودها ابتداء من العدم تكون محتاجة، أي تكون محتاجة إلى من أوجدها بعدما كانت عدم أو بعدما لم تكن.


    ولا يقال هنا أن الأشياء المدركة المحسوسة احتاجت لبعضها ولكنها في مجموعها مستغنية عن غيرها، لا يقال ذلك لأن الحاجة إنما تبين وتوضح للشيء الواحد وتدرك عقلاً ولا تفرض فرضاً، وعقولنا لا تبحث في الواقع المحسوس، والبحث في الفرضيات هو وهم أو تخريف لأنه بحث في شيء غير موجود أو هو بحث في شيء تخيل له وجود، وليس بحثاً في شيء موجود فلا يقال مثلاً أن النار احتاجت لجسم فيه قابلية الاحتراق ولو اجتمعا معاً لاستغنيا ولم يحتاجا إلى غيرهما لا يقال ذلك لأن هذا فرض نظري فالحاجة للنار وللجسم القابل للاحتراق هي حاجة لشيء موجود ومحسوس، والنار والجسم لا يوجد من اجتماعهما شيء يحصل منه الحاجة أو الاستغناء فالحاجة والاستغناء متمثلة في الجسم الواحد، ولا يوجد شيء يتكون من مجموع ما في الكون حتى يوصف بأنه مستغن أو محتاج. وإذا قيل أن مجموع الأشياء في الكون مستغن أو محتاج، فإنه وصفاً لشيء متخيل الوجود لا لشيء موجود. والبرهان يجب أن يقوم على حاجة شيء معين موجود ومحسوس في الكون، لا مجموعة أشياء يتخيل لها اجتماع يتكون فيه شيء واحد ويعطي له وصف الحاجة أو الاستغناء. فالمحتاج إذن هو مخلوق لأنه احتاج في نظامه وفي وجوده ابتداء من العدم إلى غيره، هذا الغير يجب حتماً أن لا يكون محتاجاً لأنه ل كان كذلك لكان مخلوقاً وبهذا يكون هذا الغير هو الخالق لهذه المخلوقات من عدم غير محتاج أي مستغن.


    هذا بالنسبة للاحتياج. أما المحدودية فحين النظر إلى المحدود نجده حادثاً أي ليس أزلي لأن الأزلي هو ما أول له ولا آخر، إذ وجود آخر يقتضي وجود أول، لأنه محدد البدء لا يكون إلا من نقطة يعني أن النهاية لا بد منها ما دام قد حصل البدء من نقطة سواء أكان ذلك في المكان أو الزمان أو الأشياء.


    والأزلي هو الذي يستند إليه الأشياء المحدودة ولا يستند هو إلى شيء، ولهذا فيجب أن تكون هذه المحدودات وهي الكون والإنسان والحياة تستند إلى الأزلي غير المحدود لأنه لو كان محدوداً لما كان أزلياً وبالتالي لكان يستند إلى غيره في وجوده.


    وبما أن هذا الغير مستغن ـ غير محتاج ـ وأزلي ـ لا أول ولا آخر ـ وتستند إليه الأشياء ولا يستند هو إلى شيء. فيجب أن يكون واحداً أحد لأنه لو كان أكثر واحد لكان محدوداً ومحتاجاً وبالتالي لكان مخلوقاً.


    والوجود كله لا يخرج عن خالق ومخلوق فما كان خالقاً فهو غير مخلوق، وما كان مخلوقاً فهو غير خالق، وعليه فإن الكون والإنسان والحياة هي مخلوقات خلقها الخالق من عدم وهذا الخالق الأزلي المستغن الواحد هو الله سبحانه وتعالى.


    ولا يقال هنا من خلق الخالق؟ أو من أوجد الله؟ لا يقال ذلك لأن الخالق إما أن يكون مخلوقاً لنفسه أو مخلوقاً لغيره أو أزلياً واجب الوجود، أما كونه مخلوقاً لنفسه فباطل لأنه لا يمكن أن يكون خالقاً ومخلوقاً في نفس الوقت، وأما كونه مخلوقاً لغيره فهو يعني أنه ليس خالقاً وهذا باطل إذ أثبتنا له وصف الخلق أو الإيجاد من عدم، وبهذا فلا يبقى إلا أن هذا الخالق أزلي واجب الوجود.


    إلا أن هناك أناساً من البشر يأبون البساطة ويعقدون الأمور فمنهم من يقول بقدم العالم وأنه أزلي لا أول له، ومنهم من يقول بقدم المادة وأنها أزلية لا أول لها ويستدلون على قولهم هذا بأن العالم غير محتاج إلى غيره بل هو مستغن بنفسه لأن الأشياء الموجود في العالم عبارة عن صور متعددة للمادة، فهي كلها مادة. فاحتياج بعضها للبعض الآخر ليس احتياجاً. لأن احتياج الشيء لنفسه لا يكون احتياجاً بل هو مستغن بنفسه عن غيره وعليه تكون المادة أزلية لا أول لها، لأنها مستغنية بنفسها عن غيرها أي أن العالم أزلي قديم مستغن بنفسه عن غيره.


    والجواب على ذلك موجود في وجهين: أحدهما أن هذه الأشياء الموجودة في العالم ليست عندها القدرة على الخلق والإبداع من عدم، سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة، فالشيء الواحد عاجز عن الخلق والإبداع من عدم، وإذا كمله غيره من ناحية أو من عدة نواح فإنه يبقى هو وغيره معاً عاجزين عن الخلق والإبداع من عدم وهذا ظاهر محسوس وهذا يعني أنه غير أزلي، لأن الأزلي الذي لا أول له يجب أن تنفى عنه صفة العجز ويجب أن يكون متصفاً بالقدرة على الخلق والإبداع من عدم، أي يجب أن تستند الأشياء الحادثة في وجودها إليه حتى يكون أزلياً. ولذلك يكون العالم غير أزلي وليس بقديم لأنه عاجز عن الخلق والإبداع فعدم وجود القدرة في الشيء على الخلق من عدم دليل يقيني على أنه ليس أزلي.


    أما الوجه الثاني: فهو ما تقرر من احتياج الشيء إلى النظام أو إلى نسبة معينة لا يستطيع أن يتعداها حتى يتأتى له سد حاجة غيره وبيان ذلك:-
    أن (أ) محتاج إلى (ب) و(ب) محتاج إلى (جـ) و(جـ) محتاج إلى (أ) وهكذا، فإن احتياجها لبعضها دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً، وكون بعضها يكمل بعضاً دليل على أن كل واحد منها ليس أزلياً، وكون بعضها يكمل بعضاً أو يسد حاجة البعض الآخر لا يتأتى بشكل مطلق، وإنما تحصل وفق نسبة معينة، أي وفق ترتيب معين، ولا يمكنه أن يقوم بالتكميل إلا حسب هذا الترتيب أو يعجز عن الخروج عنه، فيكون الشيء المكمل لم يكمل وحده أي لم يسد الحاجة وحد بل سدها بترتيب فرض عليه من غيره، وأجبر على الخضوع له، فيكون الشيء المكمل والشيء الذي كمله قد احتاجا إلى من عين لهما الترتيب المعين حتى سدت الحاجة ولم يستطيعا أن يخالفاً هذا الترتيب، ولا يحصل سد الحاجة بغير هذا الترتيب، فيكون الذي فرض الترتيب عليها هو المحتاج إليه وبذلك تكون الأشياء في مجموعها ولو كمل بعضها بعضاً لا تزال محتاجة إلى غيرها، أي محتاجة إلى من أجبرها على الخضوع حسب الترتيب المعين. فمثلاً الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى الحرارة فيقولون أن الماء مادة والحرارة مادة والجليد مادة، فالمادة حتى تحولت إلى صور أخرى من المادة أي احتاجت إلى نفسها وليس لغيرها. ولكن الواقع هو غير هذا. فإن الماء حتى يتحول إلى جليد يحتاج إلى حرارة بدرجة معينة لا إلى الحرارة فقط. والحرارة شيء، وكونها لا تؤثر إلا بدرجة معينة أمر آخر، وهو غير الحرارة أي أن النسبة المفروضة على الحرارة حتى تؤثر، وعلى الماء حتى يتأثر، هذه النسبة ليست آتية من الماء، وإلا لاستطاع أن يتأثر كما يشاء، وليست آتية من الحرارة، وإلا لاستطاعت أن تؤثر كما تشاء أي ليست آتية من المادة نفسها وإلا لاستطاعت أن تؤثر وان تتأثر كما تشاء، بل لا بد أن تكون آتية من غير المادة. وعليه تكون المادة قد احتاجت إلى من يعين لها نسبة معينة حتى يحصل لها التأثر، أو يحصل فيها التأثر، وهذا الذي يعين لها هذه النسبة هو غيرها فتكون المادة محتاجة إلى غيرها. فهي إذن ليست أزلية لأن الأزلي القديم لا يحتاج إلى غيره فهو مستغن عن غيره، والأشياء كلها تستند إليه فعدم استغناء المادة عن غيرها دليل يقيني على أنها ليست أزلية فهي مخلوقة.


    فلسفة وجود الاديان ايضا هي لاثبات الاله


    فلسفه الاديان وعلم الاديان:العلوم الدينية هي أنماط المعرفة التي تنطلق من التسليم بصحة دين معين كعلوم الحديث أو التفسير في احد الاديان مثلا.أما علم الأديان فهو محصلة استخدام منهج البحث العلمي في دراسة جانب معين من جوانب الأديان، هو جانب ما يتصل بحياة الناس الواقعية وهو ذو طابع وصفي (يبحث في ما هو كائن).أما فلسفة الأديان فهي فرع من فروع الفلسفة يقوم على محاول تقديم تفسير فلسفي للدين، لذا فهي تأخذ ذات خصائص الفلسفة فتتصف بالكلية (تحدد علاقة الدين بأنماط المعرفة الأخرى كالفلسفة والعلم) والتجريد (تناول المفاهيم المجردة التي تستند إليها الدين) والنقدية (تناول أوجه الصواب والخطأ في تصورات الناس إلى الدين).
    أدلة إثبات وجود الله:من أهم مواضيع فلسفة الأديان نذكر منها بعضها:
    دليل الممكن والواجب:أهم من دعا إليه ابن سينا والغزالي ويقوم على تقسيم الموجودات إلى قسمين:ممكن الوجود: أي التي تستمد وجودها من غيرها، وواجب الوجود: أي الموجود الذي يستمد وجوده من ذاته. فالموجودات الممكنة أما أن تستمد وجودها من ممكن الوجود وهذا محال لأن الممكن حسب تعريف ما يستمد وجوده من غيره أو تستمد وجودها من واجب الوجود (الله تعالى) وهو الافتراض الصحيح.
    دليل الحركة:كان أرسطو أول من قال به مضمونه أن كل متحرك لابد له من محرك، ولكن سلسلة المتحركات لابد أن نقف عند متحرك لا يتحرك هو المحرك الأول أي الله تعالى.
    دليل العلية:أي أن كل معلول يستلزم علة ولكن سلسلة العلل لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية بل لابد من أن تقف عند على أولى هي الله تعالى:
    الدليل الوجودي: نقض ديكارت الأدلة السابقة وجاء الأدلة الجديدة مضمونها (أن في ذهنه فكرة عن اللا متناهي، وهذه الفكرة لا يمكن أن أكون أنا مصدرها لأني كائن متناهي إذا لابد أن يكون قد وضعها ف
    ذهني موجود لا متناهي. ولما كان الله موجود لا متناهي وهو مطلق الكمال والوجود كمال. إذا يكون الله موجود.
    الدليل الأخلاقي: نقد كانط الدليل الوجودي ورأى استحالة البرهنة نظرياً على وجود الله ولكن يمكن البرهنة على وجوده من ناحية أخلاقية إذ يرى أن لدى الإنسان شعور فطري للعدالة، والعدالة تقتضي أن يثاب المصيب ويعاقب المخطئ، ولكن في الحياة نجد أن يكون هنالك يوم آخر يعاقب فيه المخطئ ويثاب المصيب. ويكون هنالك إله يوجد هذا اليوم الآخر ويحاسب فيه الناس
  • مجهول ومظلوم ومغترب
    موقوف
    • 10-04-2012
    • 173

    #2
    المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الثاني

    فلسفة ارسال الانبياء


    حدود إدراك الإنسان
    يعتبر الإنسان كائناً ممتازاً بين الحيوانات لأنه يتمكن من الوصول إلى


    ترقيات أخرى. فهو يختلف عنها في الادراكات، وفي غايات الادراكات أيضاً.


    فللحيوانات إدراك محدود يقف عنده. بينما يمكن القول إن إدراك الإنسان وقابليته للتربية غير متناهية تقريباً. ويشترك الإنسان مع كل ما هو موجود في هذا العالم من النباتات والحيوانات وما يعادلها، لكنه يمتاز عنها بإضافة وهي أن في الإنسان قوة عاقلة وقوة عليا لا توجد عند المخلوقات الأخرى مثلها.


    لو كان الإنسان ينمو بنفس المقدار كما سائر الحيوانات، فلم تكن ثمة حاجة للأنبياء، لأي شيء نريد الأنبياء؟


    فالإنسان يعيش مثل الحيوانات، ويأكل مثلها، وينام مثلها، ويموت مثلها أيضاً... إننا نحتاج للأنبياء لأننا لسنا مثل الحيوانات التي لها حدوداً حيوانية فقط وينتهي كل شيء. للإنسان مستوى فوق الحيوان، ومرتبة أعلى من الحيوان وفوق العقل حتى يصل إلى ذلك المقام الذي لا نستطيع أن نعبر عنه، والمقام الأخير مثلاً يعبر عنه بـ "الفناء" أو يعبر عنه بـ "الألوهية"، وتعابير مختلفة أخرى، فتربية الإنسان بكل أبعادها سواء التربية الجسمية أو الروحية أو العقلية أو ما فوقها، لا يمكن أن تكون بيد البشر، لأن البشر لا يلم بحاجات الإنسان وكيفية تربيته بالنسبة إلى ما وراء الطبيعة، ولو جمعنا كل طاقات البشر ووضعناها فوق بعضها البعض، لتمكنت من فهم هذه الطبيعة وخاصية الطبيعة فقط، ولكن ورغم ذلك فان خصائص الطبيعة لم يكتشفها البشر بأجمعها. نعم إنه يعرف بها إلى حد ما، وقد تطور في الأيام الأخيرة كثيراً، لكن أموراً كثيرة لم تكتشف، وسوف تكتشف فيما بعد، ولكن مهما يكن فانه لا يخرج عن إطار الطبيعة لهذا العالم، ويختص بهذه الورقة. إن الشيء الذي يمكن للإنسان أن يدركه ويدخل ضمن حدود إدراكه الطبيعي هو عالم الطبيعة هذا. افرضوا ان الإنسان تمكن في يوم ما من فهم كافة خصوصيات عالم الطبيعة، وكل ما يرتبط بكمال الطبيعة والتطور في الطبيعة، إلا إنه ورغم ذلك يبقى محدوداً بإطار الطبيعة لا أكثر. إنه لا يعلم بالوجه الآخر لهذه الورقة، ولا يدري ما الخبر، وكيف تكون العلاقات بين الأشياء.


    ولو حاول الإنسان حتى النهاية وبذل جهده، فإنه يتمكن من معرفة تلك العلاقات التي بين الأشياء في الطبيعة، والعلة والمعلول، والسبب والمسبب، وهو اكتشافه لهذه الطبيعة بتمام خصوصياتها، وكل العلاقات التي بين مختلف الأجزاء في الطبيعة؛ مثلاً اكتشف الزلزلة وعلاقتها بالأرض، ومتى تحدث ونوع الهزة أفقية أم عمودية. واكتشف العلاقات بين طبيعة الإنسان وذلك الشيء مثلاً... كل ذلك لو أدركه وفهمه، ولم يبق أي مجهول أمامه، لكنه سيبقى ضمن إطار الطبيعة، ولا يمكنه أن يتحرك خارج حدودها وفوقها، ويدرك وراءها.


    * تربية البعد المعنوي للإنسان من خلال الوحي
    لو كان الإنسان بهذا المستوى من الطبيعة، ولم يكن شيئاً أكثر من هذا، فلم تكن هناك أية حاجة لإرسال شيءٍ للإنسان من عالم الغيب لكي يرى الإنسان، ويرى الجانب الآخر منه. فما دام الجانب الآخر غير موجود، فالحاجة معدومة أيضاً. ولكن الإنسان مجرداً عن عالم الطبيعة هو حقيقة. ونفس هذه الخصوصيات الموجودة في الإنسان تدل على أن هناك شيئاً وراء هذه الطبيعة.


    وحسب البراهين الثابتة في الفلسفة، فإن للإنسان عالم ما وراء الطبيعة، ويملك الإنسان عقلاً مجرداً بالإمكان، ويصير مجرداً تاماً فيما بعد. ويجب على من يقوم بتربية الجانب الآخر للإنسان ـ أي الجانب المعنوي ـ أن يملك علماً حقيقياً بذلك الجانب، وعلماً بالعلاقة التي تربط الإنسان بالطبيعة وما وراءها، أي يمكنه أن يدرك تلك العلاقات. وهذا ليس ببشر، ولا يتمكن الإنسان من ذلك. فالإنسان لا يمكنه أن يدرك سوى عالم الطبيعة. وكلما ينظر بالمكبر والمجهر، فإن عالم ما وراء الطبيعة لا يشاهد بها، بل إنه بحاجة إلى معاني أخرى في العمل، وبما أن هذه العلاقات خافية على البشر، ولا يعلم بها إلا الباري جل وعلا، الذي خلق كل شيء، لذا فإن الوحي الإلهي ينزل على أشخاص وصلوا مرحلة الكمال ونالوا الكمالات المعنوية وفهموا، وتتحقق علاقة بينهم وبين عالم الوحي ويوحى إليهم، ويُبعثوا لتربية الجانب الآخر من الإنسان، فيأتون إلى الناس ليربّوهم.

    لماذا بعث الله الانبياء و أرسل الرسل ؟








    بما أن إيصال الانسان الى الكمال و السعادة الأبدية هو الهدف الذي خلق الله تعالى من أجله الإنسان ، فان حكمة الباري تعالى اقتضت بخلق الظروف المناسبة لوصول الإنسان إلى الكمال ، بل إلى ذروته و قمته .
    هذا و لأن الكمال الحقيقي للإنسان لا يحصل إلا إذا كان و صوله إليه عن طريق الاختيار و الانتخاب ، لا الجبر و الاضطرار ، و ذلك إنما يتحقق إذا كان أمام الإنسان أكثر من خَيار .
    لذا فان من الحكمة وجود طريقين و خيارين أمام الإنسان ، هو حصول الانتخاب في حال الاختيار و في أجواء مناسبة .
    و من الواضح أن الملاك في الاختيار هو الاختيار النابع عن العلم و المعرفة المستقاة من المعلومات الصحيحة .
    هذا مضافا إلى أنه يجب أن يكون الإنسان بعد الانتخاب قادراً على السير في الطريق المنتخب ، و إلا فالنتيجة لا تحصل .
    كما و يلزم أن تكون لدى الإنسان رغبة تشده نحو المسار المنتخب ، و هكذا تتوفر الأسباب التي من شأنها إيصال الإنسان إلى شاطئ السعادة المتوخاة ، كل هذا لكي يكون انتخاب الإنسان و اختياره عن إرادة و علم ، لا عن جهل و اضطرار .
    ثم أنه من الطبيعي أن الحكمة الإلهية عندما تقتضي بان يصل الإنسان إلى كماله ، لا بد و إن يكون الله تعالى قد هيأ الوسائل و الشروط الكفيلة بخلق الأجواء المساعدة على حصول هذا الأمر ، و إلا لكان ذلك مخالفاً للعدالة و الحكمة الإلهية ، و يكون كما لو دعا الإنسانُ الضَّيفَ و لم يُعرِّفه عنوان محل الضيافة ، و لم يُرشده إلى الطريق الذي يؤدي إلى المكان المقصود .
    إن المعارف العادية و المتعارفة إنما تحصل للإنسان عن طريق تعاون العقل و الحس ، و هذه المعارف رغم أهميتها غير كافية لأن تساعد الإنسان في اكتشاف الطريق المؤدي إلى السعادة الحقيقية الشاملة لجميع الأبعاد الفردية و الاجتماعية ، المادية و المعنوية ، الدنيوية و الأخروية التي يتوخاها الإنسان ، و التي قد خُلق من أجل الوصول إليها .
    ذلك لأن الإنسان يفتقر إلى معرفة أخرى ينكشف بها ما خفي على حسّه و عقله ، و هذا النوع من المعرفة لا تتوفر للإنسان إلا من قبل الله تعالى بصفته خالقاً للإنسان و لكل ما في الوجود و محيطا بكل تفاصيل الحياة و الخلق .
    نعم لو أحاط الإنسان علماً بكل تفاصيل الحياة و الخلق ، من بداية خلق الإنسان و الكون و سائر المخلوقات ، و معرفة العلاقة بين كل مخلوق و غيره ، و معرفة التأثيرات المتقابلة بينها ، و معرفة كل ما له علاقة أو تأثير على سعادته و شقائه من قريب أو بعيد لتمكن من معرفة ما يصلحه و ما يفسده ، و ما ينفعه و ما يضره ، و لتمكن من رسم دستور متقن يوصله إلى السعادة المتوخاة ، و هذا ما لا يمكن و لا يتيسر لأي إنسان من الوصول إلى هذا الكم الهائل من المعلومات ، و لا يتسنى ذلك حتى للآلاف من اللجان المتخصصة في العلوم المختلفة التي لها علاقة بالإنسان بشكل أو بآخر ، إذ أن الإنسان أعجز من أن يتمكن من كشف رموز هذه الحياة و قوانينها بصورة دقيقة ، حتى يتمكن على أساسها من تقنين القوانين الكفيلة بإسعاد الإنسان و إيصاله إلى الكمال المنشود ، و هذا أمر واضح لا يحتاج إلى كثير من الأدلة ، و أعظم دليل على ذلك هو المجهود الكبير و الهائل الذي بذله الإنسان طيلة آلاف السنين لسن قانون متكامل يكفل فلاح الإنسان و سعادته ، و هو ما لم تتوصل إليه المجامع العلمية و المؤسسات القانونية المتفرغة لذلك ، و رغم إصلاحاتها المتكررة للقوانين بعد تجربتها و معرفة نواقصها ، فلم يصل الإنسان إلى القانون القطعي في أي مجال من مجالات الحياة الحسّية ، فضلا عن غيرها ، علماً بان تلك المؤسسات قد استفادت بصورة مباشرة أو غير مباشرة من بعض تعاليم الوحي ، و إن هذه القوانين مع ما فيها من النقص و التناقض فهي لا تخلو عن تأثيرات الوحي الإلهي .
    هذا بالإضافة إلى أن هذه المؤسسات إنما تهتم بالجانب المادي للإنسان فقط أما الجانب الروحي فهو متروك غالباً ، كما إن الحياة الأخروية للإنسان هي أيضا مغفولة عنها في هذه المؤسسات .
    و من الواضح أن هذه المؤسسات لا تتمكن من أن تلعب دوراً في الجانب الأخروي أبداً ، إذ ليست هي من قبيل الأمور الحسية التجريبية ، فهي خارجة عن نطاق فهم الإنسان و قدرته بالمرَّة .
    و من هنا يُفهم أنه لا بد و إن يكون أول إنسان يبدأ حياته و تجربته نبياً حتى يستطيع بمساعدة الوحي التوصل إلى الطريق الصحيح للحياة كي يتحقق هدف الخلق بالنسبة إليه و يصبح واسطة لإرشاد غير من أفراد البشر .








    ما هي مهام الأنبياء و مسؤولياتهم و أدوارهم ؟



    يمكن تلخيص مهام الأنبياء و الرسل و أدوارهم فيما يلي :
    1. إرشاد الناس إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى الكمال الحقيقي للإنسان و ذلك عن طريق تلقي الوحي و إبلاغه إلى الناس ، فالنبي يشكّل حلقة الوصل بين الله تعالى و بين الناس عن طريق الوحي .
    2. دلالة الإنسان في الأمور التي لا يتوصل العقل الإنساني إليها و تكون خارجة عن دائرة ادراكاته المحدودة ، و التي قد لا يتوصل إليها بدون الإرشاد الإلهي إلا بعد آلاف السنين و عشرات الآلاف من التجارب المختلفة ، و تحمل الخسائر الكبيرة ، و قد لا يصل إليها أبدا .
    فبعث الأنبياء و إرسال الرسل يعفي الإنسان من تحمّل عناء التجارب التي يدفع ثمنها غالياً في الغالب ، و يقلص المسافة الزمنية التي يحتاج إليها الإنسان في الحالات الطبيعية للوصول إلى ما يصلح حياته الدنيوية و الأخروية .
    3. كونهم قدوة و أسوة للناس ، و هم من جنس البشر ، فعملهم حجة على النوع البشري ، فالمعلم الذي يلتزم بالعمل بما يتوخى تعليمه لتلاميذه ، و يطبق ما يقوله ، يكون حجة على تلاميذه ، و هكذا فهو يثبت بأن ما يقوله قابل للتطبيق و ليس مجرد فرضية من الفرضيات ، فالنبي يطبق تعاليم السماء عملياً و لا يكتفي بارائة الطريق و إبداء النظريات .
    4. و لو توفرت الشروط اللازمة فالنبي يتولى قيادة الأمة مادياً و روحياً ، دنيوياً و أخروياً حتى يوصلهم إلى شاطئ السعادة الدنيوية و الأخروية .
    من آثار دعوة الانبياء :
    هذا و لو تعمقنا قليلاً في حياة الانسان في العصر الحاضر ـ مثلاً ـ لوجدنا أن هذا الانسان رغم أنه لم يأخذ بكل تعاليم الانبياء و إرشاداتهم فأن ما يحمله هذا الانسان من الأفكار النيرة و الصفات الايجابية و الأخلاق الفاضلة اليوم ليست إلا جزءاً مما تركه الانبياء ( عليهم السلام ) و لولا تلك الجهود الجبارة التي بذلها الانبياء لضل الانسان قابعاً في ظلمات الكهوف لا يهتدي لأبسط الامور .


    فلسفة وجود الإمام
    والامام هو الوصي والوصي يكون بعد النبي لان زمن الانبياء قد انتهى فقد اوصونا باتباع الامام بعد ان انقطع زمن الانبياء ولكل نبي كان له امام ويسمى الوصي واليك بعض اسمائهم
    أوصياء الأنبياء -
    شيث بن آدم وصي آدم
    و سام بن نوح وصي نوح
    و يوحنا بن حنان ابن عم هود وصي هود
    و إسحاق بن إبراهيم وصي إبراهيم
    و آصف بن برخيا وصي سليمان
    و يوشع بن نون وصي موسى
    و شمعون بن حمون الصفا عم مريم وصي عيسى
    و علي وصي نبي الاسلام
    اذا ان عمل الامام الى ابناء البشر يكون هو
    اذا ان وضيفة الامام ستندرج الى عدة نقاط نذكر منها
    1- التكامل المعنوى الى جانب وجود القادة الالهيين:


    قبل كل شيء نتوجه الى الهدف من خلق الانسان، فهو أساس عالم الخليقة: إنَّ الانسان يطوي طريقاً كثير المنعطفات والعثرات في سيره نحو الله، نحو الكمال المطلق، نحو التكامل المعنوي بجميع أبعاده. من البديهي أنَّه لا يستطيع أنْ يقطع هذا الطريق بنجاح بغير هداية قائد معصوم، ولا أنْ يطويه بغير معلم سماوي، لأنَّه طريق محفوف بالظلمات وبمخاطر الضلال. صحيح أنَّ الله قد وهب الانسان العقل والحكمة، ومنحه وجداناً قوياً مثمراً، وأرسل إليه كتباً سماوية، ولكن هذا الانسان، مع كل هذه الوسائل التّكوينية والتّشريعية، قد يخطىء في تمييز خط سيره، لذلك فإنَّ وجود دليل معصوم يأخذ بيده يقلل كثيراً من احتمالات الانحراف والضياع. فبناء على ذلك: "إنَّ وجود الامام يكمل الهدف من خلق الانسان". وهذا هو ما يطلق عليه في كتب العقائد اسم "قاعدة اللطف"، ويقصدون بها أنَّ الله الحكيم يمدّ الانسان بجميع الامور اللازمة لكي يصل الى هدف الخلق، ومن ذلك بعث الانبياء وتعيين الائمّة المعصومين، وإلاّ فإنَّ ذلك يؤدي الى نقض الغرض فتأمل!


    2- حماية الشرائع السماوية: إنَّ الاديان الالهية عند أوّل نزولها على قلوب الانبياء تكون أشبه بقطرات المطر النقية الشفافة الزلال التي تمنح الحياة وتربي الرّوح. ولكنها عندما تدخل المحيط الملوث والادمغة الضعيفة غير النظيفة تتلوث بالتدريج، وتضاف اليها الخرافات والاوهام، بحيث إنَّها تفقد شفافيتها ولطافتها الاولى، وعندئذ لا يبقى لها شيء من جاذبيتها وتفقد الكثير من تأثيرها التربوي، فلا هي تروي عطش العطاشى، ولا هي تنبت برعماً لفضيلة. ههنا تتضح ضرورة وجود القائد المعصوم بصفته أنَّه هو الذي يحمي أصالة الدين، وخلوص المناهج الدينية، ويحول دون كل اعوجاج وانحراف وفكر وافد ونظرة سقيمة غريبة، وكل الخرافات والاساطير، اذ لو بقي الدين بدون وجود مثل هذا القائد والحامي لفقد في فترة قصيرة أصالته ونقاءه.


    ولهذا نجد الامام علياً عليه السلام يقول في احدى خطبه: "اللّهم بلى، لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيِّناته"1. في الواقع إنَّ قلب الامام، من هذه الناحية، أشبه بالخزانة المتينة التي تحفظ فيها الوثائق والمستندات المهمة، لكي تبقى مصونة من أيدي اللصوص والعابثين والحوادث. وهذا وجه آخر من وجوه الحكمة من وجود الامام.


    3- قيادة الاُمَّة سياسياً واجتماعياً: لا شك أنَّ الجماعة من الناس إذا لم يكن لها نظام اجتماعي يتزعّمه قائد قادر، لا تكون قادرة على إدامة حياتها. ولهذا نجد الاقوام منذ أقدم العصور حتى الآن قد اختاروا لانفسهم زعيماً وقائداً. وهذا القائد قد يكون صالحاً، ولكنه كثيراً ما لا يكون.


    ولطالما استطاع كثير من طالبي الجاه والسلطة استغلال حاجة الناس الى المرشد والقائد لفرض أنفسهم بالقوّة والتزوير على الناس، فاستحوذوا على أزمة الاُمور. هذا من جهة، ومن جهة اُخرى، ولكي يتمكن الانسان من الوصول الى هدفه المعنوي، يجب عليه أنْ لا ينفرد في مسيرته، بل عليه أنْ ينضم الى المجتمع في مسيرة عظمى، لأنَّ طاقات الفرد الفكرية والجسمية والمادية والمعنوية ليست شيئاً يذكر بازاء طاقات المجتمع الجبارة.


    ولكن المجتمع المطلوب هو الذي يسوده نظام سليم، تتضح فيه مواهب الانسان، ويقف بوجه الانحرافات، ويحافظ فيه على حقوق جميع الافراد، ويضع الخطط والمناهج للوصول الى اهدافه الكبرى، ويعبىء الدافع المحرك في المجتمع ضمن اطار من الحرية يشمل المجتمع كله.


    ولما كان الانسان العادي المعرض للخطأ غير قادر على حمل مثل هذه الرسالة العظيمة، بدليل ما نراه بأُم أعيننا من انحراف قادة العالم السياسيين عن جادة الصواب، كان لابدّ أنْ يختار الله قائداً معصوما ًيضطلع بمهمة الاشراف على تحقيق هذه الرسالة، بالاعتماد على طاقات البشر الكامنة وأفكار العلماء في الوقت الذي يقف بوجه الانحرافات بحزم. وهذا وجه آخر من أوجه الغرض من وجود الامام المعصوم، وفرع آخر من فروع "قاعدة اللطف". ونكرر هنا قولنا إنَّه عند غياب الامام المعصوم بعلة من العلل وفي ظرف استثنائي، فان ما ينبغي أنْ يفعله الناس واضح أيضاً، ولسوف نتناول هذا إنْ شاء الله في البحوث الخاصّة بالحكومة الاسلامية بالشرح والتفصيل.


    4- ضرورة اتمام الحجة: إنَّ وجود الامام لا يقتصر على إنارة القلوب المستعدة للهداية والسير في طريق التكامل، بل يعتبر إتماماً للحجة على الذين ينحرفون متعمدين عن الطريق السوي، وذلك كى لا يكون عقابهم يوم القيامة دون سبب ولكي لا يعترض معترض منهم أنَّهم لو أخذ بأيديهم مرشد الهي ليقودهم الى طريق الرشاد، لما ساروا في طريق الانحراف.


    أي إنَّ وجود الامام يقطع الطريق على كل عذر وحجَّة بوساطة بيان الادلة الكافية، والتوعية اللازمة لغير الواعين، وتطمين الواعين وتقوية إرادتهم.


    5- الامام واسطة الفيض الالهي: كثير من الفقهاء، استناداً الى الاحاديث الاسلامية، يشبهون وجود النبي والامام في المجتمع الانساني، أو في كل عالم الوجود، بالقلب بالنسبة لجسم الانسان. فالقلب يرسل الدّم الى جميع العروق، ويغذي جميع الخلايا في الجسم. ولما كان الامام المعصوم، باعتباره انساناً كاملاً وطليعة قافلة الانسانية، وسبب نزول الفيوضات الالهية التي ينهل منها كل فرد على قدر ارتباطه بالنّبي أو الامام، فلابدّ أن نقول إنَّه مثلما كان القلب ضرورياً لحياة الانسان، كذلك وجود واسطة نزول الفيض الالهي ضرورياً في جسد عالم البشرية، فتأمل!


    وينبغي ألاّ يغرب عن البال أنَّ النّبي والامام لا يملكان شيئاً من نفسيهما ليمنحاه للآخرين، فكل ما عندهما هو من عند الله، ولكن مثلما كان القلب واسطة ايصال الفيض الالهي لسائر انحاء الجسم، كان النّبي أو الامام واسطة ايصال الفيوضات الالهية لسائر أبناء البشر.






    فلسفة ظهور المخلص المهدي في اخر الزمان


    الإيمان بالمصلح العالمي في الفكر غير الديني:

    الملاحظ أن الايمان بحتمية ظهور المصلح العالمي ودولته العادلة التي تضع فيها الحرب أوزارها ويعم السلام والعدل في العالم لا يختص بالأديان السماوية بل يشمل المدارس الفكرية والفلسفية غير الدينية أيضاً. فنجد في التراث الفكري الإنساني الكثير من التصريحات بهذه الحتمية، فمثلاً يقول المفكر البريطاني الشهير برتراند رسل: (إن العالم في انتظار مصلح يُوحّده تحت لواء واحد وشعار واحد). ويقول العالم الفيزياوي المعروف ألبرت اينشتاين صاحب النظرية النسبية: (إن اليوم الذي يسود العالمَ كله فيه السلام والصفاء ويكونُ الناس متحابين متآخين ليس ببعيد).

    وأدق وأصرح من هذا وذاك ما قاله المفكر الايرلندي المشهور برناردشو، فقد بشّر بصراحة بحتمية ظهور المصلح وبلزوم أن يكون عمره طويلاً يسبق ظهوره; بما يقترب من عقيدة الإمامية في طول عمر الإمام المهدي(عليه السلام); ويرى ذلك ضرورياً لإقامة الدولة الموعودة، قال في كتابه (الانسان السوبرمان) ـ وحسب ما نقله عنه الدكتور عباس محمود العقاد في كتابه عن برناردشو ـ في وصف المصلح بأنه: (إنسانٌ حيٌ ذو بنية جسدية صحيحة وطاقة عقلية خارقة، إنسانٌ أعلى يترقى إليه هذا الانسان الأدنى بعد جهد طويل، وأنه يطول عمُرهُ حتى ينيف على ثلاثمائة سنة ويستطيع أن ينتفع بما استجمعه من أطوار العصور وما استجمعه من أطوار حياته الطويلة).

    .

    الإيمان بالمهدي (عليه السلام) تجسيد لحاجة فطرية:

    إنّ ظهور الإيمان بفكرة حتمية ظهور المنقذ العالمي في الفكر الإنساني عموماً يكشف عن وجود أسس متينة قوية تستند إليها تنطلق من الفطرة الانسانية، بمعنى أنها تعبّر عن حاجة فطرية عامة يشترك فيها بنو الانسان عموماً، وهذه الحاجة تقوم على ما جُبل عليه الإنسان من تطلّع مستمر للكمال بأشمل صوره وأن ظهور المنقذ العالمي وإقامة دولته العادلة في اليوم الموعود يُعبّر عن وصول المجتمع البشري الى كماله المنشود.

    يقول العلامة الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره): (ليس المهدي (عليه السلام) تجسيداً لعقيدة إسلامية ذات طابع ديني فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغة لإلهام فطري أدرك الناس من خلاله ـ على تنوع عقائدهم ووسائلهم الى الغيب ـ أن للانسانية يوماً موعوداً على الأرض تحقق فيه رسالات السماء مغزاها الكبير وهدفها النهائي، وتجد فيه المسيرة المكدودة للإنسان على مرِّ التأريخ استقرارها وطمأنينتها بعد عناء طويل.

    بل لم يقتصر هذا الشعور الغيبي، والمستقبل المنتظر على المؤمنين دينياً بالغيب، بل امتد الى غيرهم أيضاً وانعكس حتى على أشد الايدلوجيات والاتجاهات رفضاً للغيب، كالمادية الجدلية التي فسرت التاريخ على أساس التناقضات وآمنت بيوم موعود، تُصفّى فيه كل تلك التناقضات ويسودُ فيه الوئامُ والسلامُ.

    وهكذا نجد أن التجربة النفسية لهذا الشعور والتي مارستها الإنسانية على مرّ الزمن من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموماً بين بني الانسان).

    إذن فالإيمان بالفكرة التي يجسدها المهدي الموعود هي من اكثر وأشد الأفكار انتشاراً بين بني الانسان كافة لأنها تستند الى فطرة التطلع للكمال بأشمل صوره، أي أنها تعبّر عن حاجة فطرية، ولذلك فتحققها حتمي; لأن الفطرة لا تطلب ماهو غير موجود كما هو معلوم.



    المهدي فى الكتب المقدسة اليهودية والنصرانية والاسلامية المبعوث من قبل الله الى كافة البشرية والاديان


    و امّا التاريخ العقائدي للبشرية، فقد حفل بالكثير حول فكرة (المخلّص) منذ الرحلة الأولى لجبرائيل عليه السلام بين السماء و الأرض قائما بمهمة الوحي.
    و قد تكفلت الكتب السماوية ـ حتى ما طاله التحريف منها ـ ببيان هذا الأمر. و الناظر في (الكتاب المقدس) بعهديه القديم و الجديد، أي (التوراة، و الانجيل) وكذلك في (الأوستا)، و على رأس الجميع (القرآن الكريم) الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، سيقف على الكثير من الكلمات، و الفقرات، و الجمل، و الآيات، التي تحلق بالانسان من أرض الحاضر المظلم بالجور و الظلم إلى آفاق المستقبل المنير بمشعل القسط و العدل. و لأن موضوعنا يحمل عنوان (المخلّص في سفر إشَعْيَاء) فسوف نُقصر البحث على هذا الجانب في (التوراة) التي تحمل نصوصها الكثير بهذا الصدد، و لاسيما في قسميها (الأنبياء و الكتب) أو (نبيئيم ـ و ـ كتوبيم) و بالأحدى (نقـ.ـيئيم ـ و ـ كتوقـ.ـيم) الذين يعبران عن نبوءات و رؤى و يمثلان الشطر الأكبر من (العهد القديم). و أبرز ما في هذين القسمين من التوراة (سفر إشَعْياء) الذي يبدو مكرّسا في مجمله لرسم مشاهد المستقبل انطلاقا من مظاهر الماضي و الحاضر التي خيبت آمال الانسان.

    خصوصيات سفر إشَعياء
    يتكون (سفر إشَعْياء) ـ و الذي ينطقه البعض (اشعيا) ـ من (ستة و ستين إصحاحا) و يتوسط سفري (نشيد الأنشاد) و (إرميا). و قد وُظفت نصوصه باجمعها لتبيان (رؤيا) رآها (إشعياء بن آموص) الذي يُقدّر بأنه عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، و يُعرف بأنه احد كبار أنبياء مملكة إسرائيل الأربعة، و له نشاط جهادي ملموس، و يقال بانه مات شهيدا، و قد تنبأ في رؤياه عن ميلاد السيد المسيح (ع) من السيدة العذراء.
    و يتميز هذا السفر بمميزات كثيرة تهم الباحث الاسلامي، و لا سيما فيما يتعلق بفكرة الظهور و الخلاص، فضلا عن أنه كان مثار جدل كبير بين محللي و مفسري التوراة.

    سفر إشعياء و النصوص الاسلامية
    و لعل أبرز ما في نصوص سفر (إشعياء) أنه يصور مشاهد الخلاص بنفس الألفاظ و التعبيرات و المضامين التي يستخدمها التراث الاسلامي و لا سيما على نطاق الرواية و الحديث. فهو يتحدث عن مقدمات الظهور، و علامات الظهور، و عن حياة العالم فيما بعد الظهور و يوم الخلاص. و كل ذلك بما لا يكاد يخرج عن سياق السنة النبوية الشريفة و التراث الاسلامي فى مجمل الاتجاه العام حول فكرة «الخلاص». و كدليل على هذا الادعاء، فلا مناص من الاتيان ببعض الأمثلة حتى تتضح الفكرة.

    نماذج و أدلة
    تقول التوراة: «فيقضي بين الأمم، و يُنصف لشعوب كثيرين» إشعياء 2/4
    و يقول الرسول (ص): «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، و بعث رجلا من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا و عدلا كما مُلئت ظلما و جورا»
    فالقاسم المشترك في هذين النصين هو أن «المخلّص» سيحقق الانصاف و العدالة للبشرية.
    * * *
    و تقول التوراة: «يقضي بالعدل للمساكين، و يحكم بالانصاف لبائسي الأرض» إشعياء 11/4
    و يقول الرسول (ص): «يملأها عدلا، كما مُلئت ظلما و جورا»
    فمهمة «المخلّص» هي إحقاق الحقوق و الحكم بالعدل و الإنصاف.
    * * *
    و تقول التوراة: «فاذا هم بالعجلة يأتون سريعا» إشعياء 5/26
    و يقول الرسول (ص): «فأتوه و لو حبواً على الثلج»


    فيه إشارة واضحة و دعوة صريحة إلى الاسراع في مناصرة «المخلّص».
    * * *
    و تقول التوراة: «في ذلك اليوم، يكون غصن الرب بهاءً و مجداً، و ثمر الأرض فخراً و زينةً» إشعياء 4/2
    و يقول الرسول (ص): «يُسقط الله الغيث، و تُخرج الأرض نباتاتها، و تعظم الأمّة، و تنعم أمتي نعمة لم ينعموا بمثلها»
    و وجه التشابه هنا هو الخصب و ازدهار الثمار و الرفول في النعمة العظيمة يوم ظهور المخلّص.
    * * *
    و تقول التوراة: «و أعيد قضاتك كما في الأول، و مشيريك كما في البداءة، بعد ذلك تُدعَيْن مدينةَ العدل القريةَ الآمنة» إشعياء 1/26
    و يقول الرسول (ص): «و يسيطر العدل حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول»
    و الدلالة المشتركة هنا هي إقرار العدالة، و عودة الانسانية إلى فطرتها السليمة بفضل ظهور المنجي و المخلّص.
    * * *
    و تقول التوراة: «صهيون تُفدى بالحق، و تائبوها بالبِرّ، و هلاك المذنبين و الخطاة يكون سواءً، و تاركوا الرب يفنون». إشعياء 1/27، 28
    و يقول الرسول (ص): «يعمر خراب الدنيا، و يخرب عمارها»
    في دلالة ظاهرة على عودة الموازين الصحيحة و القضاء على الموازين الخاطئة السائدة، و هلاك المذنبين و الخطاة و المشركين، و سيادة الحق و البر كمظهرين للفداء و التوبة. حيث سيقوم «المخلّص» بتخريب ما بناه الآثمون من بيوت مهتوكة و مواخير مرذولة، و يعمر بيوت العبادة و خراب القلوب، و يُفني المذنبين و الخطاة و آثارَهم القائمة.
    و تقول التوراة: «صارت فضتكِ زغلا و خمرك مغشوشةً بماء»
    «و ارديدي عليكِ، و أنقّي زغلك كأنه بالبورق، و أنزع كل قصد يرك، و أعيد قضاتك كما في الأول» إشعياء 1/22، 25، 26
    و يقول اميرالمؤمنين الامام علىّ بن أبي طالب (ع): «لينزعنّ عنكم قضاة السوء، و ليعزلنّ عنكم أمراء الجور، و ليطهرنّ الأرض من كل غاشّ»


    المهدي في الديانة اليهودية
    يعتقد اليهود أن المهدي الموعود هو من بني إسرائيل، وأنه من نسل النبي داوود، وقالوا إن هذا المخلّص ـ والذي أسموه بالمسيح ـ سوف يخرج في آخر الزمان، فيقيم العدل ويُصلح ما فسد من أخلاق الناس وسلوكياتهم، وتنعم الأرض بعد مجيئه بالخير والبركات…لم يحدد اليهود معالم شخصية هذا المخلص ولا مكان ظهوره، كما أحاطوه بالغموض واكتفوا بالقول إنهم ينتظرون هذا المخلّص ليكشف هو عن نفسه عند ظهوره. وهذا الموقف من اليهود له أسبابه الخاصة الكامنة في أنفسهم, لأن ما جاء في أسفارهم لا يتفق مع رغباتهم وأهوائهم في كون هذا المخلّص يعود إليهم نسباً…فهم يجدون نصوص أسفارهم تُعيّن شخصيةً لا تمت إليهم بصلة، لا من الناحية العقائدية ولا من الناحية النسبية، فهو ابن النبي الموعود في آخر الزمان الذي تدين جميع البشرية بدينه. ويكون هذا النبي من نسل إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وليس هو من نسل إسحاق كما كانوا يتمنون. فتعمدوا إلى إخفاء الكثير من معالم هاتين الشخصيتين وأحاطوهما بالرموز والكنايات كي لا يتعرف عليهما غيرهم من الأمم.وعـــلى الرغم من ذلك فقد جاءت بعض النــــصوص واضحة المعالم بينة الحجة، كمــــا في الفقرة (20) من الفصل (17) من سفر التكوين وفيه: (لقد سمعت دعاءك بخصوص إسماعيل. ها أنا أباركه وأثمره وأجعله كبيراً (أو عظيماً) بما ماد واثني عشر إماماً يكونون من نسله، وسيكون أمة عظيمة).هذا النص التوراتي جاء استجابةً من الله تعالى لدعاء السيدة هاجر زوجة إبراهيم الخليل لابنها إسماعيل، بعدما عزم إبراهيم (عليه السلام) أن يأخذها وابنها إلى مكة المكرمة بيت الله العتيق، الذي لا زرع فيه ولا ماء.والنص واضح على ما فيه من الرموز، فقد جاء في الحديث الشريف عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله (ص) يقول: (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلتُ لأبي: ما قال؟ فقال: (كلهم من قريش)


    عالمية الاعتقاد بالمهدي :


    إنّ فكرة ظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم ، ويحقق العدل والمساواة في دولته الكريمة ، فكرة آمن بها أهل الاَديان الثلاثة، واعتنقتها معظم الشعوب .


    فقد آمن اليهود بها ، كما آمن النصارى بعودة عيسى عليه السلام ، وصدّق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة بهرام شاه ، واعتنقها مسيحيو الاَحباش بترقّبهم عودة ملكهم تيودور كمهديٍّ في آخر الزمان، وكذلك الهنود


    ____________






    اعتقدوا بعودة فيشنو ، ومثلهم المجوس إزاء مايعتقدونه من حياة أُوشيدر.


    وهكذا نجد البوذيين ينتظرون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم روذريق، والمغول قائدهم جنگيزخان.


    وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين


    وإلى جانب هذا نجد التصريح من عباقرة الغرب وفلاسفته بأنَّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الاُمور ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد :


    منهم : الفيلسوف الانجليزي الشهير برتراند راسل ، قال : (إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّد العالم تحت عَلَمٍ واحد وشعار واحد)


    ومنهم : العلاّمة آينشتاين صاحب (النظرية النسبية) ، قال : (إنّ اليوم الذي يسود العالم كلّه الصلح والصفاء ، ويكون الناس متحابِّين متآخين ليس ببعيد)


    والاَكثر من هذا كلّه هو ماجاء به الفيلسوف الانكليزي الشهير برناردشو حيث بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الاِنسان والسوبرمان) .


    وفي ذلك يقول الاستاذ الكبير عباس محمود العقاد في كتابه (برناردشو) معلّقاً : « يلوح لنا أنّ سوبرمان شو ليس بالمستحيل، وأنّ دعوته إليه لاتخلو من حقيقة ثابتة»


    المهدي في الدين الاسلامي
    جاء دين الإسلام ليؤيد ما جاء في الأديان السماوية السابقة، من وجود المخلّص الذي بُشر به، وسُمي المخلص عند المسلمين بالمهدي. واعتبر الدين الإسلامي أن الإيمان به هو أصل من أصول الدين، لا يجوز لأي فرد ينتسب إلى الإسلام إنكاره.فلذا نرى أن النصوص التي تحدثت عن شخصية المهدي كثيرة جداً، وقد أحاطت بجميع خصوصيات هذه الشخصية التي ستكون من أمة الإسلام. ولكثرة هذه النصوص يمكن تقسيمها إلى نوعين من حيث دلالاتها.(النوع الأول): من النصوص جاءت بخصوص عقيدة المهدي، كالأحاديث التي تُحدد نسبه ، والأحاديث التي تبين أوصافه وأحوال ولادته وغيبته. ومن هذه الأحاديث: ما أخرجه أبو داوود وابن ماجة والطبراني عن أم سلمة قالت: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (المهدي من عترتي من ولد فاطمة) وما رواه الصدوق في (إكمال الدين) بأسناده عن عبد الرحمن بن سليط، قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام): منّا اثنا عشر مهدياً، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق، يحيي الله به الأرض بعد موتها، ويظهر دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون، فيُؤذون ويقال لهم: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)ومن الأحاديث التي ذكرت ملامح المهدي (عليه السلام) ما روي عن الإمام الباقر بسنده عن آبائه (عليهم السلام) عن سيد العترة الطاهرة الإمام أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه قال وهو على المنبر: يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون، مشربٌ بالحمرة، مندح البطن، عريض الفخذين، عظيم شاش المنكبين، شامة على لون جلده، وشامته على شبه شامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).أما (النوع الثاني) من النصوص، فهي تلك التي تتحدث عن خروج الإمام المهدي (عليه السلام) من بين الركن والمقام ليبدأ عملية التغيير.منها ما روي عن أبي حمزة الثمالي قال: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام) : إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم، وأشياء كان يقولها من المحتوم.فقال أبو عبد الله (عليه السلام): واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم) وأخرج نعيم بن حماد عن علي بن أبي طالب قال: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق، يحمل السيف على عاتقه ثمانية عشر شهراً، يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت).وأخرج الدارقطني في سننه عن محمد بن علي قال: (لمهدينا آيتان لم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض، يخسف القمر لأول ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منه، ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض).وهناك نصوص أخرى تتضمن كلا النوعين وهي كثيرة أيضاً، ويمكن استخراجها من مصادر كلا الفريقين الشيعة والسنة.
    الخلاصة


    إذا كانت مهمة العقل السعي إلى المعرفة، وسبر أغوار الظواهر ومحاولة فهمها والتنبؤ بها، لخلق أنماط تنظيمية للحياة تتخذ أشكالا اقتصادية وسياسية ودينية وأخلاقية للوصول إلى غاية واحدة، هي الحياة الأفضل.فهل الخرافة والأسطورة نتاج طبيعي لعجز الإنسان البدائي على تعليل وتفسير الظواهر التي تخرج عن إطار خبراته وتجاربه ، أم أنها نتاج وجداني وإفراز لحالة الخوف من المجهول الذي لايخضع لقاعدة ما.فإذا كان مصدر الرعب لدى الإنسان هو كل شيء يخرج عن دائرة العقل والمنطق الصوري مثل ما لا يمكن قياسه أو التحكم به كالموت مثلا. فهل فكرة المخلص هي نتاج للبيئة التي تقتات على الأسطورة ، أم أنها إفراز لحالة اليأس والرفض لواقع عصي على التغيير الموضوعي والطموح لعالم أفضل؟!
    ففكرة انتظار المخلص تكاد تتحول إلى غريزة فطرية مترسبة في أعماق الثقافات الإنسانية القديمة ، فكل الثقافات الإنسانية تحمل جذورا راسخة في بنيتها الأساسية عن فكرة المنتظر الموعود، الذي سيحقق أمالها وطموحاتها وينتشلها من مستنقعات الشقاء والألم إلى الجنان المفترضة ، حيث تسود قيم العدل والمساواة بعد استئصال الطبقية وقيم الاستبداد والمستبدين..! ونجد لهذه الفكرة إرهاصات عقدية وفكرية وأدبية زاخرة بها الثقافات القديمة وليس الأمر محصورا بالثقافات الدينية فحسب ،بل هي ممتدة للثقافات الوثنية أيضا.مثلما نجد ذلك في الثقافات اليونانية و الهندوسية وكذلك في ثقافة المصريين القدماء. وقلما تجد ثقافة قديمة تخلو من إشارات عن فكرة المخلص..والمنجم الفرنسي اليهودي نوستراداموس (1503ــــ1566) له إشارة صريحة لفكرة المخلص من خلال نبوءاته في كتابه الشهير"المئويات" الذي تنبأ بخروج الإسماعيلي العربي الذي سيقيم دولة العدالة وذلك بعد أن يخوض حربا عالمية ضد قوى الشر بكل صوره لكي ينشر العدل والسلام في الأرض..!، وقد أفاد نوستراداموس من اطلاعه على الثقافتين اليهودية والإسلامية، لبلورة فكرة الملخص لتكون متماهية مع النصوص الدينية في كلا الديانتين. والقراءة المتأنية للديانات السماوية وحتى غير السماوية كالبوذية مثلا،نجدها تكاد تكون متفقة على العنوان ،عنوان المنقذ والمخلص ،فبينما المسيح واليهود ينتظرون عودة ،وظهور،المسيح الموعود ،نجد المسلمين ينتظرون المهدي المنتظر من آل النبي الأكرم مع السيد المسيح،والبوذيون ينتظرون عودة بوذا، والزرادشتيون ينتظرون عودة بهرام شاه،وهكذا دواليك،الكل في حالة انتظار..!
    والفيلسوف الانجليزي برتراند راسل يرى بأن العالم في انتظار مصلح يوحد العالم تحت علم واحد وشعار واحد..! وبرنارد شو ألمح لذلك في مسرحيته :"الإنسان والسوبرمان" وآنشتاين اعتقد بأن اليوم الذي سيسود فيه العالم كله الصلح والصفاء ،ويكون الناس متحابين ومتآخين ليس ببعيد..! لكن بالمقابل نجد للماديين رأيا مغايرا تماما، فهم يرون أن كل ما ذكر في الثقافات والديانات عن فكرة المخلص إنما هي خرافات وأساطير أفرزتها حالة التخلف والإحباط لدى الشعوب المغلوب على أمرها التي كانت ترزح تحت سيطرة قوى دكتاتورية من الأسياد والبرجوازيين،وعندما يصبح تغيير الواقع ضربا من المستحيل يلجأ المهزوم للعالم المتخيل الميتافيزيقي طلبا للخلاص والانعتاق على يد الإنسان السوبرمان الذي له قدرات خارقة على تغيير الواقع المتأزم والظالم لخلق جنة مفترضة تسودها قيم العدالة التي بدت مغيبة في الواقع الحقيقي. وإن هذا الاعتقاد يحفز على الاستكانة للذل والخضوع للقوى الظالمة والانتظار العبثي للاشيء..! وفي هذا السياق يمكن حمل المسرحية الشهيرة"في انتظار غودو" للكاتب الفرنسي "صامويل بيكيت" ، وهو أحد رواد مسرح العبث وفحوى المسرحية، بل هو روح المسرح العبثي ،انتظار شيء لا وجود له أصلا ولا معنى حقيقي له، وهذا هو العبث الحقيقي.فغودو "المنُتظر" هو المنقذ و الأمل و الفرح والسعادة وهو الذي يقضي أبطال "بيكيت" حياتهم في انتظاره دون جدوى في جو مشحون باليأس ومتشعب بالإحباط إزاء هذا العالم العصي على التغيير..!
    ظاهرة المخلص في الكتب السماوية
    في التوراة مثلا، في( سفر إشعياء) من العهد القديم، وإشعياء هذا هو أحد كبار أنبياء مملكة إسرائيل الأربعة، وهو الذي تنبأ بولادة السيد المسيح من السيدة العذراء، وأبرز ما في سفر إشعياء انسجامه لحد كبير مع دلالات ومضامين إسلامية،وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،والاختلاف يكمن في هوية المخلص وليس في العنوان،ومن ذلك :"فيقضي بين الأمم، ويُنصف لشعوب كثيرين"إشعياء 2-4،ويقول الرسول الأكرم "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد ،لطول الله ذلك اليوم،وبعث رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا" وفي نص آخر من (سفر إشعياء)"يقضي بالعدل للمساكين ،ويحكم بالانصاف لبائسي الأرض"إشعياء11-4.
    ومفهوم الخلاص في الفكر التوراتي هو إقامة دولة الرب"يوم يوه" التي هي دولة السلام والسعادة والرخاء وإقامة العدل والقسط والانتقام من الآثمين وأعداء اليهود بعد المعركة الفاصلة "هرمجدون" بين الخير والشر ونجد ذلك واضحا في أسفار كثيرة،كسفر إرميا،وعاموس،وهوشع ،وإشعياء،وزكريا ،وغيرها.علما أن يوم الخلاص وفقأ لبروتكولات حاخامات اليهود في الحياة الدنيا . وعلى الجانب المسيحي نجد إشارات بارزة عن عودة المخلص في مكاشفات يوحنا اللاهوتي.
    بينما في الفكر الإسلامي بشقيه السني والشيعي يتفقان على العنوان العام، لقضية المهدي الذي بشّر به الرسول الأكرم في قوله" لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد ،لطول الله ذلك اليوم،وبعث رجلا من أهل بيتي،يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا"،-إلا في حالات شاذة- ، لكنهم يختلفون أشد الاختلاف على التفاصيل من مثل الولادة والغيبة، والتفاصيل تبدو غارقة في التأويل أكثر مما ينبغي بل هي طافحة بالمخاتلة عند كثير من الفقهاء من أبناء المذهب الواحد. وهذا ماجعل الفقيه الإسلامي السيد محمد فضل الله يرفض الخوض في التفاصيل لأنها غيب مكتفيا بالإيمان بما أخبر به الله ورسوله عن قضية الإمام المنتظر من مثل قوله تعالى:" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ومثل قول الرسول الأكرم:" ((يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً))دون الخوض في التفاصيل التي يعد الانشغال بها ترفا وتنطعا. فعندما سئل هل غيبة الإمام المهدي كانت بعداً عن الواقع البشري، بمعنى أنه يأكل ويشرب، ويلتقي نوّابه، أم أنه غاب عن عالم الدنيا، بمعنى أن غيبته هي عروج على عالم ما وراء الطبيعة؟ فهل هو حاضر على الأرض؟ أم غائب عن الناس؟ أم هو غائب عن الأرض فضلا عن الناس؟أجاب السيد:" ما هي علاقتنا بهذا الموضوع؟ وما الذي يهمّنا من هذا الكلام؟ ماذا يأكل أو يشرب؟ أساساً إنّ غيبته غيب من غيب الله سبحانه وتعالى، وظهوره غيب من غيب الله سبحانه وتعالى، إنما نحن اعتقدنا بذلك باعتبار الأحاديث الواردة عن النبي(ص): ((يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)) وغيرها (...) فليس من شغلنا ومسؤولياتنا ما هي صورته، وكيف يعيش؟... إنَّ تكليفنا هو أن نعتقد به، لأنه ثبت لدينا ذلك بالطرق القطعية، ثم علينا أن نعمل بتكاليفنا." وللفيلسوف الإسلامي السيد محمد باقر الصدر رؤية خاصة في النظرية المهدوية فهو يرى أن المهدي ليس تجسيدا لعقيدة إسلامية فحسب بل هو عنوان لطموح اتجهت إليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها الفكرية كنزعة لإلهام فطري يدرك من خلاله أن يوما موعودا للإنسانية على الأرض، يتحقق فيه مغزى الرسالات السماوية وهدفها النهائي وهو سيادة عالم يملؤه الاستقرار والطمأنينة وحتى الجدليات المادية التي رفضت الغيبيات وفسرت التاريخ على ضوء التناقضات نجدها آمنت بيوم موعود تتلاشى في التناقضات ويسوده الوئام والسلام..!
    وهذه التجربة النفسية -وفقاً للسيد نفسه- التي مارستها الإنسانية على مر العصور هي من أوسع التجارب النفسية وأكثرها عموما ،والدين يعزز هذا الشعور النفسي العام ،ويحوله إلى إيمان عميق وحاسم ،وليس مجرد تخدير وعزاء للمتدينين ، بل هو مصدر قوة وعطاء،لأن الإيمان بالمهدي يتطلب بالضرورة رفض الظلم والجور وأن لابد من يوم أن تتهاوى في دعائم الظلم مهما تعملق وتجبر فالهزيمة محتومة والأمل الكبير ينبض في كل فرد مظلوم في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء.
    وقد أشار ابن خلدون أيضا –رغم تعصبه ضد الفكرة ذاتها- لهذه العقيدة المتمثلة في إيمان المسلمين بظهورالمهدي :" اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الاَعصار : أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت ، يؤيد الدين ، ويُظهر العدل، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الإسلامية ، ويسمى المهدي ».وهذا الإيمان العميق بأصل فكرة المخلص وإن اختلفوا في كنهه ،بين الأديان السابقة ومعظم الثقافات القديمة والفلاسفة والمفكرين ورغم تعدد الأديان وتباين المعتقدات واختلاف الأفكار إلا أنهم متفقون على أصل فكرة المخلص فهل يمكن أن يكون هذا الاتفاق محض صدفة أو هو إفراز طبيعي لغريزة فطرية إنسانية تطمح للأفضل ولغير المتحقق؟!
    رسول يسوع والتوراة والامام المهدي قد ظهر وهو يدعوكم لاتباعه والايمان بدعوته اسمه المخلص الامام احمد الحسن ابن الامام المهدي


    لماذا المخلص ومن ارسله الينا


    يعتقد المنكرون من معتنقي الديانات السماوية الثلاث ـ اليهودية والنصرانية والإسلام ـ أن المخلّص الموعود هو من نتاجات العقل الإنساني! وأن هذه العقيدة نشأت نتيجة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.جاءت هذه النظرية إثر ما لمسوه من اعتقاد أصحاب الديانات غير السماوية بوجود المخلّص الذي يُنقذ البشرية من الظلم والطغيان، حيث قالوا إن فكرة ظهور هذا المخلّص لا تنحصر بالديانات السماوية، إذ يؤمن بها كثير من البشر ومنهم الوثنيون. فإن الإنسان ـ على اختلاف العقائد والأديان ـ يأمل بمجيء يوم يتخلص فيه البشر من الظلم والاستبداد، وتنعم الأرض بالسلام والأمن والاستقرار. ففكرة المخلّص (المصلح) هو حلم الإنسانية المشترك، وقد يتحقق هذا الحلم وقد لا يتحقق…والحقيقة أن هذا التصور الخاطئ لعقيدة المخلّص لدى هؤلاء جاء نتيجةً لقصور النظر وضيق الفكر، وعدم الموضوعية في قراءة التاريخ، وبالتالي اللامبالاة في إصدار الأحكام الجزافية.إن أبسط قراءة للتاريخ تؤكد أن أصحاب الديانات غير السماوية هم أيضاً امتداد لنسل آدم ومن بعده نوح وإبراهيم (عليهم السلام) فليس من المستغرب أن تبقى بعض آثار النبوة في معتقداتهم رغم انحراف أتباعها وعدم إيمانهم بالتوحيد والنبوة، ولاسيما أن عقيدة المخلًّص (المنقذ) يمكن توظيفها كفكرة لدعم معتقداتهم.كما أن الديانات السماوية الثلاث جاءت كامتداد طبيعي لرسالات هؤلاء الأنبياء الكرام التي تضمّنت البشارة بالموعود المخلص.وقال البعض الآخر من المشككين بضعف النصوص الواردة في الكتب السماوية بخصوص المنقذ الموعود، وعدم دلالتها عليه، وحاولوا تأويل هذه النصوص على غير وجهتها الصحيحة، وبالتالي ذهبوا إلى رفض فكرة المخلّص جملة وتفصيلاً.ومما لاشك فيه هو بطلان ما ذهب إليه هؤلاء، لأنهم خرجوا عن إجماع علماء الديانات السماوية الثلاث الذين أكدوا صحة هذه النصوص ووثاقتها.كما أن النصوص التي جاءت مبشرة بالمخلّّص الموعود في الديانات السماوية من الكثرة والوضوح بحيث لا يمكن لأي باحثٍ منصف التشكيك بها، أو محاولة تأويلها، وبالأخص ما جاء في دين الإسلام الحنيف ـ من قرآنٍ وأخبار وروايات ـ حيث حدد معالم شخصية المصلح وهويتها بتسميته بالمهدي، وكذلك حددت علامات ظهوره على الساحة السياسية بصورة تكاد تكون دقيقةً للغاية.وفي هذه العجالة سوف نلقي الضوء على ما جاء في الديانتين اليهودية والنصرانية، وموقف علماء تلك الديانتين تجاه هذه الشخصية، ثم نورد بعض ما جاء في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، لنرى مدى مطابقة ما جاء في الأديان السماوية


    وجاء في المزمور (72) من مزامير داوود (عليه السلام) ما نصه: (اللهم أعط شريعتك للملك، وعدلك لابن الملك، ليحكم بين شعبك بالعدل، ولعبادك المساكين بالحق. فلتحمل الجبال والآكام السلام للشعب في ظل العدل. ليحكم لمساكين الشعب بالحق، ويخلص البائسين ويسحق الظالم. يخشونك ما دامت الشمس وما أنار القمر على مرالأجيال والعصور. سيكون كالمطر يهطل على العشب وكالغيث الوارف الذي يروي العطشى. يشرق في أيامه الأبرار ويعمُّ الســـلام إلى يوم يختفي القـــمر من الوجود، ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلـــى أقاصي الأرض).في بداية هذا النص يدعو النبي داوود (عليه السلام) ربه بإعطاء شريعته للملك. وهذا الدعاء لا بد وأن يكون بخصوص الشريعة الخاتمة التي تجمع كافة الأديان السماوية تحت ظلها وتهيمن عليها، كما بيّنت ذلك الفقرات اللاحقة من النص. فهذه الشريعة هي التي ستحكم جميع الأمم والشعوب، لذلك عُبر عن مالكها بـ (الملك).وجملة (وعدلك لابن الملك) إشارة إلى المخلّص الموعود الذي يحكم بشريعة أبيه التي ستعم العالم، ويملك الأرض من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. فهذه الفقرة جاءت لتؤكد أن المخلّص الموعود الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو ابن الامام المهدي الذي تُهيمن شريعته على كافة العالم، وجاء في الإصحاح (46) من سفر أرميا ما نصه: (إصعدي أيتها الخيل، وهيجي أيتها المركبات، ولتخرج الأبطال، فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة الانتقام من مبغضيه فياكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم، لأن للسيد الرب ذبيحةً في أرض الشمال عند نهر الفرات). يُشير هذا النص إلى واقعة عظيمة عند نهر الفرات، حيث يُذبح هناك أحد أولياء الله المقربين، لأن النص ينسب هذه الذبيحة إلى (الله) مما يدل على سمو مكانته ورفعة مقامه. وسيقوم وليّ لله وهو (السيد ربّ الجنود) بالانتقام لذبح هذا الوليّ المقرّب، ويقتل مبغضيه بعد معارك عنيفة يخوضها ضدهم.ولم ينقل لنا التاريخ ـ ولا الكتب السماوية ـ أن هناك ولياً لله ذُبح عند الفرات غير الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) والذي يأخذ بثأره هو ولده المهدييين (عليهم السلام) كما جاء في تفسير الآية (33) من سورة الإسراء عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث سئل عن قول الله تعالى: (ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يُسرف في القتل إنه كان منصوراً). قال (عليه السلام): ذلك قائم آل (بيت) محمد (عليهم السلام) يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام) فلو قتل أهل الأرض لم يكن مسرفاً، وقوله (فلا يُسرف في القتل) أي لم يكن ليصنع شيئاً فيكون مسرفاً.ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام).






    جمع النصارى كتب وأسفار اليهود مع كتبهم وأسفارهم في كتاب واحد أسموه (الكتاب المقدس). وأطلقوا علىهذا الكتاب تسمية (العهد القديم) على كتب وأسفار اليهود، وأطلقوا على كتبهم وأسفارهم (العهد الجديد) أي العهد الذي يبدأ بظهور عيسى بن مريم (عليه السلام) على ساحة الدعوة إلى الله.آمن النصارى بوجود المخلّص الذي سينقذ البشرية في آخر الزمان، اعتقاداً منهم بما هو موجود في (الكتاب المقدس) وقالوا إنّ المخلّص الموعود الذي بُشرَ به في أسفار العهد القديم ـ والذي أسماه اليهود بالمسيح ـ هو عيسى بن مريم. لذا أطلقوا عليه اسم (السيد المسيح). حاول علماء النصارى تأويل ما جاء في أسفار العهد القديم، ليبرهنوا على أن شخصية المخلّص الموعود هو نفسه عيسى بن مريم لكنهم واجهوا الكثير من الإشكاليات، لعدم تطابق أوصاف المخلّص الموعود مع أوصاف نبيهم وما جرى معه. كالنص الذي أوردناه فيما تقدم، وهو الفقرة الأولى من المزمور (72) من مزامير داوود وهو اللهم أعط شريعتك للملك، وعدلك لابن الملك). فلم يتمكن النصارى من إعطاء جواب مقنع لهذه الفقرة. فإذا كان عيسى هو صاحب الشريعة فمن يكون ابنه، وهو لم يتزوج أصلاً؟!. وإذا كان هو ابن الملك صاحب الشريعة الذي يبسط سلطانه على ممالك الأرض، فمن هو أبوه؟!.. وهكذا تبقى الإشكاليات في النصوص الأخرى التي أوردناها سابقاً، كذبيحة الربّ في الشمال عند نهر الفرات، وبقية النصوص الأخرى، كالنص التالي الذي جاء في سفر دانيال: (كنت أرى في رؤى الليل، وإذا مع سحاب السماء مثل ابن الإنسان، أتى وجاء إلى قديم الأيام، فقرّبوه قدامه، فأعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول، وملكوته مالا ينقرض). فالنصارى يؤمنون بأن المسيح هو ابن الله، فمن يكون ابن الإنسان؟!. إن ابن الإنسان هو ابن صاحب الشريعة الذي يبسط سلطان شريعة أبيه وجده على كافة الأمم والشعوب، وهو اول المهديين وابيه قائم آل محمد (ًص).وكذلك عجز النصارى عن تفسير ما جاء في كتبهم وأسفارهم حول المخلّص الموعود، ولم يتمكنوا من تفسيرها تفسيراً منطقياً يُرضي العقل. ومثال ذلك ما جاء في سفر الرؤيا ليوحنا صاحب إنجيل يوحنا، في رؤياه الثانية عشر:
    1ـ (وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً.
    2ـ وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد.
    3 ـ وظهرت آية أخرى في السماء. هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان.
    4ـ وذنبه يجرُّ ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض، والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت.
    5 ـ فولدت إبناً ذكراً عتيداً أن يرعى الأمم بعصاً من حديد. واختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه.
    6 ـ ولما رأى التنين أنه طرح إلى الأرض اضطهد المرأة التي ولدت الإبن الذكر.
    7ـ فأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلى البرية، إلى موضعها حيث تُعال زماناً وزمانين ونصف زمان من وجه الحّية.
    8ـ فألقت الحية من فمها وراء المرأة ماءً كنهر لتجعلها تُحمل بالنهر.
    9ـ فأعانت الأرض المرأة، وفتحت الأرض فمها وابتلعت النهر الذي ألقاه التنين من فمه.
    10ـ فغضب التنّين على المرأة وذهب ليصنع حرباً مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله وعندهم شهادة يسوع المسيح).هذه مقتطفات من رؤيا القديس يوحّنا التي تحكي لنا ملحمةً إلهية بشكل رمزي كنائي، يدور فيها صراع بين المرأة المتسربلة بالشمس والمكللة بإكليل من اثني عشر كوكباً ونسلها ضد التنين، الذي هو رمز الطغيان والشر.فسّر علماء الكنيسة المرأة التي تتسربل بالشمس بأنها مريم (عليها السلام) وأن الكواكب الاثني عشر التي فوق رأسها هم الحوارين أصحاب عيسى (عليه السلام) وأن ابنها الذي يرى الأمم بعصاه ـ وهو ما يرمز هنا إلى المخلّص الموعود ـ فسّروه بأنه المسيح عيسى بن مريم.التفسير ظاهر البطلان، بصريح نصوص الأناجيل الأربعة التي يدينون بها. فمريم لم يكن لها نسل كثير ـ كما ينص الإنجيل ـ سوى ابنها عيسى (عليه السلام) وكذلك عيسى لم يكن له نسل قام بالجهاد في سبيل الله ومقاومة الطغاة والمستبدين بل ليس له ابن أصلاً.كما أن عيسى (عليه السلام) نفسه لم يأمر أصحابه بالجهاد ضد المفسدين من رؤساء الكهنة والحكام وغيرهم بل جاءت دعوته سليمةً، لأنه لم يجد الأعوان على ذلك. والذي يفهم من الأناجيل أيضاً أن مريم (عليها السلام) لم يكن لها أي دور في تبليغ رسالة السماء مع ابنها، حيث كان دورها هامشياً لا يتعدى كونها أم المسيح.فالمرأة العتيدة في هذه الرؤيا، بالتأكيد هي ليست مريم بل هي امرأة أخرى لها نسل كثير يقارعون الظلمة والطواغيت، ولها ابن يخشاه هؤلاء الطغاة فيحاولون قتله (فيخطفه الله إلى عرشه).وهذه المرأة العظيمة هي فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي كان لها دور عظيم في إرساء قواعد الإسلام الحنيف، وكذلك نسلها الذي قدم الكثير من الأموال والأنفس فداءً للإسلام، أولهم ابنها الحسين (عليه السلام) وأهل بيته الأطهار الذين قتلوا ظلماً عند نهر الفرات وهو مَن تشير إليه عبارة الإنجيل: (ذبيحة الرب في الشمال عند نهر الفرات).وقد جاء في سنن ابن ماجة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إنا أهل بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً حتى ياتي قوم من المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه، فيقاتلون فينتصرون فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما مُلئت جوراً).أما تفسيرهم (الكواكب الاثني عشر) بأنهم حواري عيسى (عليهم السلام) فهو أوهى من سابقه، وبشهادة أناجيلهم التي بين أيديهم. فما جاء في الأناجيل يصرح بأن بعض هؤلاء الحواريين قد أنكر المسيح في ساعة المحنة، وأن بعضهم كان يشك في صدق حديثه، مما حدا به إلى أن يصرخ بهم متهماً إياهم بقّلة الإيمان؟!.ومنهم من تآمر مع رؤساء كهنة اليهود ليسلمه إليهم لقاء حفنة من الدراهم. فهذا هو حال الحواريين الذين وصفته لنا أناجيلهم، فكيف يكونون ـ وهم بهذا الحال ـ كواكب تهتدي بها البشرية؟!. إن الكواكب التي تهتدي بنورها البشرية الائمة المهديين بعد حكم ابيهم الشمس الساطعة الامام المهدي الذي يرعى الأمم بعصاً من حديد، وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً. وهو الذي يغيب شخصه عن الأبصار لأنه (اختطف ولدها إلى الله وإلى عرشه) كي لا يهتدي إليه طغاة بني العباس فيقتلوه.

    Comment

    • مجهول ومظلوم ومغترب
      موقوف
      • 10-04-2012
      • 173

      #3
      المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

      ملاحظة بما اني جديد عهد في هذا الدعوة اعتدمت على موقع الامام لنشر مابه من ادله ولم اعتمد على مالدي خوفا من وقوعي بخطألايحمد عقباه فنشرت في موخرة الكتيب كوبي بيست من موقع الامام عليه السلام لطرح الادلة
      واليك من موقعة على الانترنت مايسر به الخاطر وبفحم كل مدعي كذاب يحاول ان يفتري عليه..


      الامام احمد الحسن (ع) هو ابن الانسان
      ما معنى المسيح ؟
      لقب المسيح يمثل مفهوماً يشترك فيه الكثير من الأشخاص، فداود u مسيح: (42 أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ، لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ. اذْكُرْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ عَبْدِكَ)([1]).
      وشاول مسيح (5 وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ ضَرَبَهُ عَلَى قَطْعِهِ طَرَفَ جُبَّةِ شَاوُلَ، 6 فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هذَا الأَمْرَ بِسَيِّدِي، بِمَسِيحِ الرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ، لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ)([2]).
      بل حتى كورش ملك الفرس مسيح: (1 هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ، لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَماً، وَأَحْقَاءَ مُلُوكٍ أَحُلُّ، لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ)([3]).
      فالمسيح هو الذي يُمسح بالدهن المقدس الذي وصفه سفر الخروج:
      (22 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 23 وَأَنْتَ تَأْخُذُ لَكَ أَفْخَرَ الأَطْيَابِ: مُرّاً قَاطِراً خَمْسَ مِئَةِ شَاقِل، وَقِرْفَةً عَطِرَةً نِصْفَ ذلِكَ: مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَقَصَبَ الذَّرِيرَةِ مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ،24 وَسَلِيخَةً خَمْسَ مِئَةٍ بِشَاقِلِ الْقُدْسِ، وَمِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ هِيناً. 25 وَتَصْنَعُهُ دُهْناً مُقَدَّساً لِلْمَسْحَةِ)([4]).
      وحيث أن الهارونيين من سبط لاوي تم تخصيصهم لعمل الكهانة، فكان يجب مسحهم بهذا الزيت: (12 وَتُقَدِّمُ هَارُونَ وَبَنِيهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَتَغْسِلُهُمْ بِمَاءٍ. 13 وَتُلْبِسُ هَارُونَ الثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ وتَمْسَحُهُ وَتُقَدِّسُهُ لِيَكْهَنَ لِي. 14 وَتُقَدِّمُ بَنِيهِ وَتُلْبِسُهُمْ أَقْمِصَةً. 15 وَتَمْسَحُهُمْ كَمَا مَسَحْتَ أَبَاهُمْ لِيَكْهَنُوا لِي. وَيَكُونُ ذلِكَ لِتَصِيرَ لَهُمْ مَسْحَتُهُمْ كَهَنُوتاً أَبَدِيّاً فِي أَجْيَالِهِمْ)([5]).
      إذن لقب المسيح لا ينطبق على عيسى ابن مريم فقط، بل يشمل غيره كذلك.
      ويراد بها في العهد القديم ذلك الشخص الذي يأتي في آخر الزمان ليعيد العدل والقسط إلى الأرض التي تكون قد امتلأت ظلماً وفساداً حتى زمن مجيئه.
      الفكرة التي يتبناها بحث الدكتور ابو محمد الانصاري في كتاب (من هو المصلوب او الشبيه) والذي احاول الآن تلخيصه تتمثل بالقول: إن عيسى ع يصح أن نطلق عليه لقب المسيح المنتظر، ولكن باعتباره صورة للمسيح المنتظر، لا أنه هو نفسه المسيح المنتظر ولكن المسيح المنتظر هو نفسه المهدي المنتظر.
      اوصاف المسيح المنتظر او المهدي المنتظر الذي يمثل عيسى (ع)
      ابن الانسان
      في سفر دانيال من العهد القديم، حيث نجد في الإصحاح السابع منه النص التالي:
      12 أَمَّا بَاقِي الْحَيَوَانَاتِ فَنُزِعَ عَنْهُمْ سُلْطَانُهُمْ، وَلكِنْ أُعْطُوا طُولَ حَيَاةٍ إِلَى زَمَانٍ وَوَقْتٍ.13 كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. 14 فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ.
      · الحيوانات او الممالك الاربعة كلها تقوم على الأرض، والمملكة الرابعة التي تُدفع إلى وقيد النار ستحل بدلاً منها مملكة القديسين الموعودة، فلابد والحال هذه أن تكون هذه المملكة التي يقودها ابن الإنسان مملكة أرضية وليست مملكة فقط روحية والتي تسقط دولة الظالمين للابد وهي دولة العدل الالهي .
      · بالمقابل عيسى (ع) جاء إلى الأرض دون أن يحقق كل هذا، فبادروا إلى اقتراح فكرة المملكة الروحية، مع أنهم يرون بأعينهم أن هذه المملكة الروحية المزعومة لم تبسط السيطرة على كل الأرض، ويعلمون علم اليقين أن سلاطين الأرض لا تعبد الله. فليس هناك لا مملكة روحية ولا مملكة ارضية قضت على مماليك الظلام.
      · القرائن في كلام السيد المسيح (ع) عن علامات ذلك اليوم تدل على علامات تتعلق بهذا العالم الى مجئ بالانسان الذي اكيد متعلق ايضا بهذا العالم. فقد ورد في إنجيل متى، وغيره: (6 وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوب وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. 7 لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. 8 وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ.) هذا النص يؤكد ان المملكة هي ارضية. فالحروب والمجاعات والأوبئة كلها تناسب عالمنا هذا، وكذلك نزول رجسة الخراب، أي المملكة الحديدية أو المملكة الرابعة في المكان المقدس، وأيضاً بالتأكيد مجيء ابن الإنسان كل ذلك يحدث في عالمنا هذا.
      · نصيحة يسوع (ع) الناس بأن يسهروا ويترقبوا مجيء ابن الإنسان أو المسيح. والسهر أو الترقب لا يكون له معنى إذا كان متعلقاً بأمر أخروي أو بدينونة الناس او يوم الدينونة التي لن يفلح إنسان في الإفلات منها أو تضييعها، وليس من شك في أن التحفيز على الترقب والانتظار يناسب أمراً يمكن تضييعه ومتعلق بهذا العالم.
      · والنصوص أيضاً تبين أن مجيء ابن الإنسان ومختاريه سيرافقه إلقاء رجسة الخراب إلى وقيد النار وتأسيس دولة العدل الإلهي، أي المملكة التي يحكم فيها المختارون. وهذا ما توضحه رؤيا أخرى وردت في سفر دانيال، كما يلي:
      (31 أَنْتَ أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنْتَ تَنْظُرُ وَإِذَا بِتِمْثَال عَظِيمٍ. هذَا التِّمْثَالُ الْعَظِيمُ الْبَهِيُّ جِدّاً وَقَفَ قُبَالَتَكَ، وَمَنْظَرُهُ هَائِلٌ. ... 34 كُنْتَ تَنْظُرُ إِلَى أَنْ قُطِعَ حَجَرٌ بِغَيْرِ يَدَيْنِ، فَضَرَبَ التِّمْثَالَ عَلَى قَدَمَيْهِ اللَّتَيْنِ مِنْ حَدِيدٍ وَخَزَفٍ فَسَحَقَهُمَا. 35 فَانْسَحَقَ حِينَئِذٍ الْحَدِيدُ وَالْخَزَفُ وَالنُّحَاسُ وَالْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ مَعاً، وَصَارَتْ كَعُصَافَةِ الْبَيْدَرِ فِي الصَّيْفِ، فَحَمَلَتْهَا الرِّيحُ فَلَمْ يُوجَدْ لَهَا مَكَانٌ. أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيراً وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا. .... 40 وَتَكُونُ مَمْلَكَةٌ رَابِعَةٌ صَلْبَةٌ كَالْحَدِيدِ، لأَنَّ الْحَدِيدَ يَدُقُّ وَيَسْحَقُ كُلَّ شَيْءٍ. وَكَالْحَدِيدِ الَّذِي يُكَسِّرُ تَسْحَقُ وَتُكَسِّرُ كُلَّ هؤُلاَءِ. 41 ... 44 وَفِي أَيَّامِ هؤُلاَءِ الْمُلُوكِ، يُقِيمُ إِلهُ السَّمَاوَاتِ مَمْلَكَةً لَنْ تَنْقَرِضَ أَبَداً، وَمَلِكُهَا لاَ يُتْرَكُ لِشَعْبٍ آخَرَ، وَتَسْحَقُ وَتُفْنِي كُلَّ هذِهِ الْمَمَالِكِ، وَهِيَ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ)([6]).
      إذن المملكة الرابعة في نص الرؤيا السابق هي نفسها المملكة الحديدية في هذه الرؤيا، والمملكة التي تحل بدلاً منها (مملكة القديسين، أو مملكة العدل الإلهي) ستكون على هذه الأرض: (أَمَّا الْحَجَرُ الَّذِي ضَرَبَ التِّمْثَالَ فَصَارَ جَبَلاً كَبِيرًا وَمَلأَ الأَرْضَ كُلَّهَا). وكونه ملأ الأرض كلها يعني انتشاره في كل الأرض.ومملكة الله لم تقم بعد ، والظلم لا زال إلى الآن يعمّ الأرض([7]).

      [1] - أخبار الأيام: (2) – 6.
      [2] - صموئيل الأول: 24.
      [3] - إشعياء: 45.
      [4] - خروج:30.
      [5] - لاويين:40.
      [6] - دانيال: 2.
      [7] - تفسير رؤيا دانيال موجود في الكتاب نقلا عما بينه الامام احمد الحسن (ع).
      السيد أحمد الحسن (ع) هو المعزي
      ورد التبشير بالامام المهدي الاول وصي ورسول الامام المهدي (ع) ورد في العهد الجديد ، في مواضع متعددة تبشير عيسى (ع) بالمعزي، ففي (يوحنا 14):
      (26 وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ. سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ. 28 سَمِعْتُمْ أَنِّي قُلْتُ لَكُمْ: أَنَا أَذْهَبُ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ، لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. 29 وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ. 30 لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيراً، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ. 31 وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ ههُنَا).
      وفي (يوحنا15): (26 وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي. 27 وَتَشْهَدُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا لأَنَّكُمْ مَعِي مِنَ الابْتِدَاءِ).
      وفي (يوحنا16): (5 «وَأَمَّا الآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: أَيْنَ تَمْضِي ؟ 6 لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. 7 لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8 وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: 9 أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10 وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. 11 وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ. 12 إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ).
      الاشكال الذي يطرح :
      المسيحيين يقولون ان المقصود به الروح القدس ولا اشكال في ان نقول انه الروح القدس بمعنى انه شخص ممتلئ من الروح القدس كما امتلئ السيد المسيح من الروح القدس. فيقولون انه هو روح وليس جسد وانه يحل على المؤمنين :
      يقول الأنبا أثناسيوس في تفسيره لإنجيل يوحنا: البارقليط هو روح الله القدوس نفسه المعزي، البارقليط: المعزي (الروح القدس الذي يرسله الأب باسمي) (يوحنا 14/26)، وهو الذي نزل عليهم يوم الخمسين (أعمال 2/1 - 4) فامتلأوا به وخرجوا للتبشير، وهو مع الكنيسة وفي المؤمنين، وهو هبة ملازمة للإيمان والعماد ([1]).
      الرد على الاشكال
      · القول بان الروح لا يقصد به ابدا بشر فالرد : ورد: (فلا تؤمنوا أيها الأحباء بكل روح من الأرواح، بل امتحنوا الأرواح حتى تعلموا هل هي من عند الله أم لا ؟ لأن كثيرين من الأنبياء الكذبة برزوا إلى هذا العالم) ([2]). (بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله، وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم) ([3]). فالانبياء كذبة او ليسوا كذبة ارواح. والمعزي بشر ممتلئ بالروح القدس. وهنا ايضا اثبات انه سيكون انبياء صادقين والا لما قال لهم امتحنوهم. ولكان قال لا ياتي انبياء.
      · فهم المسيحيون الأوائل ما ورد في إنجيل يوحنا من حديث عن المعزي بأنه بشارة بكائن بشري، فقد ادعى مونتنوس في القرن الثاني (187م) أنه المعزي القادم، ومثله صنع ماني في القرن الرابع، وتشبّه بالمسيح فاختار اثنا عشر تلميذاً وسبعون أسقفاً أرسلهم إلى بلاد المشرق، وهذا دون شك يدل على ثقافة تفهم من لفظ (المعزي) كائناً بشرياًوكانوا ينتظرونه ([4]).
      · قوله: (رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ) هو نفسه القول الذي ورد بشأن المسيح المنتظر (الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ) الأمر الذي يدل على أن المعزي هو المسيح المنتظر.
      · ومما يدل على بشرية الروح القدس أنه من نفس نوع المسيح، والمسيح كان بشراً، وهو يقول عنه: (وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر). المعزي هو يسوع (ع) ومعزي آخر يعني من نفس النوع يعني وجود بشري. والنص اليوناني يستعمل كلمة allon وهي تستخدم للدلالة على الآخر من نفس النوع، فيما تستخدم كلمة hetenos للدلالة على آخر من نوع مغاير ([5]).
      · واضح من النصوص أن المعزي الآتي قد يُكذَّب، وبهذا وحده نفهم لماذا أوصى عيسى بالإيمان به وإتباعه: (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ)، ويقول: (وَقُلْتُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ). (قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ لاَ تَعْثُرُوا)([6]). (لَكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ. وَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ مِنَ الْبِدَايَةِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُمْ)([7]). بينما الروح القدس بالنسبة للمسيحيين هو أحد أطراف الثالوث، وينبغي وفق عقيدتهم أن يكون التلاميذ مؤمنين به، لكي يحل عليهم. كيف ممكن يكذبون به ؟
      · ورد في النصوص ما يدل على أفضلية المعزي على عيسى (عليه السلام): (لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ)، فمن الواضح إن قوله: (خير لكم) تدل على أفضلية المعزي، وهذه الحقيقة لا تستقيم إلا إذا فهمنا المراد من المعزي على أنه شخص آخر؛ لأنه غير هذا الاحتمال هناك احتمالان آخران؛ أولهما أن يكون المعزي هو الروح القدس كما يتصوره المسيحيون، أي بوصفه الأقنوم الثالث والأقانيم كما يفهمونها متساوية لا يفضل بعضها على بعض، وثانيهما أن يكون مخلوقاً من مخلوقات الله غير البشرية، وفي هذه الحالة أيضاً لا يمكن أن يكون وجوده خيراً لهم من وجود عيسى (عليه السلام) بينهم، فعيسى على الأقل هو بدوره مسدد بالروح القدس، كما أن الروح القدس بهذا المعنى الأخير لا يتعارض وجوده مع وجود عيسى (عليه السلام)، ليتعلق مجيئه بذهاب عيسى عنهم.
      [1]- تفسير إنجيل يوحنا - الأنبا أثناسيوس: ص118.
      [2]- يوحنا: (1) 4 / 1 – 2.
      [3]- يوحنا: (1) 4 / 2 – 6.
      [4]- انظر الجواب الفسيح لما لفقه عبد المسيح - خير الدين الألوسي: 1 / 286 – 291، محمد في الكتاب المقدس - عبد الأحد داود: ص224 – 225، البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل - أحمد حجازي السقا: 2 / 276 – 278.
      [5]- انظر: بشارة أحمد في الإنجيل - إعداد وتأليف محمد الحسيني الريس: ص14.
      [6]- يوحنا: 16 / 1.
      [7]- يوحنا: 16 / 4.

      .
      هل يسوع سيرسل رسول ؟! من هو ؟
      هو العبد الأمين الحكيم
      قال يسوع (ع) (لذلك كونوا انتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان (أي يسوع) فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام (أي العلم والمعرفة والحكمة) في حينه طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا) في الإصحاح الرابع والعشرون.
      فمن هو هذا العبد الأمين الحكيم ؟ إلا أن يكون رسول من يسوع ؟!
      -هو المعزي والمبكت
      قال يسوع ( وأما الآن فأنا ماضي للذي أرسلني وليس أحد منكم يسألني أين تمضي ولكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم لكن أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة وعلى بر وعلى دينونة أما على خطيئة فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين ) إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر.
      لاحظ : أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك
      فمن هذا المعزي الذي يرسل ؟ ومن هذا الذي يبكت العالم على خطاياهم وتكذيبهم الأنبياء والرسل وقتلهم وعلى تركهم حق الأنبياء ووصاياهم وعلى تضيعهم حظهم في القيامة الصغرى و... و...
      - هل مجيئ ابن الإنسان (يسوع) بنفسه ام برسوله ؟!
      (......... (6) وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب ..........(15) فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ....... (22) ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام ... لأنه كما إن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان .... وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه ....) . إنجيل متى الإصحاح الرابع والعشرين
      لاحظ : هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان
      وفي هذا الإصحاح علامات القيامة الصغرى يذكرها يسوع : حروب وكسوف وخسوف ...... ورجسة الخراب (أمريكا) .... والمهم انه عبر عن بداية ظهوره من المشرق إلى المغرب والمشرق نسبةً إلى مكان يسوع في ذلك الزمان يكون العراق ، والبرق الذي خرج من المشرق وظهر في المغرب هو ابراهيم حيث خرج من العراق وظهر في الأرض المقدسة.
      قال يسوع عن يوحنا بأنه إيليا أي مثل إيليا (ولكني أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا . كذلك ابن الإنسان أيضاً سوف يتألم منهم حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان ) إنجيل متي الإصحاح السابع عشر.
      لاحظ : كذلك ابن الإنسان أيضاً
      وقال يسوع عن يوحنا (وان أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع يأتي من له أذنان للسمع فليسمع ) في الإصحاح الحادي عشر
      لاحظ : فهذا هو إيليا المزمع يأتي
      ان الرسول الذي يرسله يسوع وخروجه من العراق يمكن أن يقال عنه انه خروج يسوع بهذا المعنى كما إن خروج يوحنا كان يمثل خروج إيليا في مرحلة معينة
      - هل الرسول من نفس الأمة أو من أمة أخرى ؟!
      يمكن أن يكون هذا الرسول من أمة أخرى بل هو كذلك :
      قال يسوع (لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطي لامة تعمل أثماره ) متي الإصحاح الحادي والعشرون .
      لاحظ : ينزع منكم ويعطي لامة
      ولنذكر أنفسنا أن اليهود لما بعث الله يسوع قالوا ( أ من الناصرة يخرج شيء صالح) وقالوا (فتش وانظر انه لم يقم نبي من الجليل) وقالوا (وهل المسيح من الجليل يأتي ألم يقل الكتاب انه من نسل داوود من بيت لحم القرية التي كان داوود فيها يأتي المسيح) .
      لاحظ : ألم يقل الكتاب … من بيت لحم …يأتي المسيح
      -ما هي أعمال يسوع او رسول يسوع لما يأتي ؟
      قال يسوع (ع) ( إن لي أمور كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور كثيرة ذلك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم ) إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر .
      لاحظ : يرشدكم إلى جميع الحق
      ومن أراد المزيد ففي رؤيا يوحنا اللاهوتي الكثير لمن يطلب الحقيقة لم نتعرض له للاختصار .!!
      وأخيراً نصيحة أن نتدبر هذه الكلمات ... في التوراة مكتوب :
      ( توكل علي بكل قلبك ولا تعتمد على فهمك في كل طريق اعرفني وأنا أقوم سبيلك ، ولا تحسب نفسك حكيماً ، أكرمني وأدب نفسك بقولي ) .
      السيد أحمد الحسن (ع) حجر الزاوية
      ((قال لهم يسوع اما قرأتم قط في الكتب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية ومن قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى الامة التي تعمل اثماره ومن سقط عليه هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه )) انجيل متى الاصحاح الحادي والعشرون
      فالحجر الذي تكلم عنه عيسى ع هو في امة اخرى غير الامة التي كان يخاطبها فالملكوت ينزع من الامة التي كان يخاطبها عيسى ع وهم بنو اسرائيل والذين امنوا بعيسى ع - لانه كان يخاطب بهذا الكلام تلاميذه المؤمنين به وغيرهم من بقية الناس - ويعطى للامة المرتبطة بالحجر التي تعمل اثمار الملكوت فكلام عيسى ع واضح كل الوضوح انه في بيان فضل حجر الزاوية وان الملكوت سينزع في النهاية ممن يدعون اتباع عيسى ويعطى لامة الحجر وهم امة محمد وال محمد ص فعيسى ع ربط بحكمة بين الحجر وبين الامة التي تعطى الملكوت في النهاية وايضا قابل هذه الامة ببني اسرائيل ومن يدعون اتباعه وبين انهم لن يناولوا الملكوت في النهاية فعيسى ع جعل الحجر علة اعطاء الملكوت لامة اخرى غير الامة التي تدعي اتباع موسى ع وعيسى ع أي ان من يشهد لهم الحجر باداء العهد والميثاق ومن ينصرونه هم من سيرثون الملكوت سواء كان في هذه الارض بأقامة حاكمية الله ام في السماوات عندما يكشف الله لهم عن ملكوته ويجعلهم ينظرون فيه ام في النهاية عندما يسكنهم الله الجنان في الملكوت ومن يريد ان يفسر هذا الكلام بصورة اخرى ويقول ان عيسى اراد بهذا الكلام نفسه ويصر على هذا القول فإنه يغالط ولايطلب معرفة الحقيقة والا فليقرأ اصل القول وهو لداود ع في المزامير فأيضا يمكن ان يقول اليهود ان داود قصد نفسه وهكذا لاينتهي الجدل ولكن الحقيقة ان داود ع وعيسى ع ارادوا المخلص الذي يأتي بأسم الرب في اخر الزمان وقد بشر به عيسى ع في مواضع اخرى في الانجيل وسماه المعزي والعبد الحكيم وهنا سماه حجر الزاوية فيكون السؤال من هو الذي عرف او يمكن ان يعرف بانه حجر الزاوية هل ان داود او عيسى ع عرفوا بانهم حجر الزاوية في بيت الرب او ذكروا في موضع اخر على انهم حجر الزاوية في بيت الرب وهل هناك حجر موضوع في زاوية بيت الرب او الهيكل عند اليهود والنصارى يدل على داود او عيسى ع الحقيقة ان هذا غير موجود ولكنه موجود في الامة الاخرى من ولد ابراهيم ع وفي بيت الرب الذي بناه ابراهيم ع واسماعيل ع ابنه وموجود في الزاوية وبالذات الزاوية التي اسمها الركن العراقي وكل هذه الامور تشير الى امر واحد هو المخلص الذي يأتي في اخر الزمان او الذي اشار اليه داود في المزامير انه حجر الزاوية والاتي باسم الرب.


      (( ...............19 افتحوا لي أبواب البر . أدخل فيها وأحمد الرب . 20 هذا الباب للرب . الصديقون يدخلون فيه . 21 أحمدك لأنك استجبت لي وصرت لي خلاصا . 22 الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية . 23 من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا 24 هذا هو اليوم الذي صنعه الرب . نبتهج ونفرح فيه . 25 آه يا رب خلص . آه يا رب أنقذ . 26 مبارك الآتي باسم الرب . باركنا كم من بيت الرب .........)) التوراة – مزامير - المزمور المئة والثامن عشر - العهد القديم والجديد ج 1 - مجمع الكنائس الشرقية ص 915


      وللتأكيد اكثر على ان المراد بحجر الزاوية في التوراة وفي الانجيل هو المخلص الذي يأتي في اخر الزمان وفي العراق وهو قائم الحق اورد هذه الرؤيا التي رأها ملك العراق في زمن دانيال النبي ع وفسرها دانيال النبي ع وهي تكاد لاتحتاج الى توضيح. وهذا قول دانيال النبي ع لملك العراق وهو يخبره برؤياه وتفسيرها كما في التوراة الموجود:


      ((..........................................31 أنت أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم هذا التمثال العظيم البهي جدا وقف قبالتك ومنظره هائل . 32 رأس هذا التمثال من ذهب جيد . صدره وذراعاه من فضة . بطنه وفخذاه من نحاس . 33 ساقاه من حديد . قدماه بعضهما من حديد والبعض من خزف . 34 كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما . 35 فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معا وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان . أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها . 36 هذا هو الحلم . فنخبر بتعبيره قدام الملك 37 أنت أيها الملك ملك ملوك لأن إله السموات أعطاك مملكة واقتدارا وسلطانا وفخرا . 38 وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء دفعها ليدك وسلطك عليها جميعها . فأنت هذا الرأس من ذهب . 39 وبعدك تقوم مملكة أخرى أصغر منك ومملكة ثالثة أخرى من نحاس فتتسلط على كل الأرض . 40 وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد لأن الحديد يدق ويسحق كل شئ وكالحديد الذي يكسر تسحق وتكسر كل هؤلاء . 41 وبما رأيت القدمين والأصابع بعضها من خزف والبعض من حديد فالمملكة تكون منقسمة ويكون فيها قوة الحديد من حيث إنك رأيت الحديد مختلطا بخزف الطين . 42 وأصابع القدمين بعضها من حديد والبعض من خزف فبعض المملكة يكون قويا والبعض قصما . 43 وبما رأيت الحديد مختلطا بخزف الطين فإنهم يختلطون بنسل الناس ولكن لا يتلاصق هذا بذاك كما أن الحديد لا يختلط بالخزف . 44 وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبدا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد . 45 لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب . الله العظيم قد غرف الملك ما سيأتي بعد هذا . الحلم حق وتعبيره يقين )) التوراة - سفر دانيال - الاصحاح الثاني


      اذن فالحجر او المخلص الذي ينقض هيكل الباطل وحكم الطاغوت والشيطان على هذه الارض ويكون في ملكه نشر الحق والعدل في الارض يأتي في اخر الزمان ويأتي في العراق كما هو واضح في رؤيا دانيال وهو الحجر الذي ينسف الصنم او حكم الطاغوت والانا بينما لاعيسى ع ولاداود ع ارسلوا في العراق وفي اخر الزمان فلايمكن ان يكون أي منهما هو حجر الزاوية المذكور، بل تبين بوضوح من كل ماتقدم ان حجر الزاوية في اليهودية والنصرانية هو نفسه الحجر الاسود الموضوع في زاوية بيت الله الحرام في مكة.


      فالحجر الاسود الموضوع في ركن بيت الله والذي هو تجلي ورمز للموكل بالعهد والميثاق هو نفسه حجر الزاوية الذي ذكره داود وعيسى ع وهو نفسه الحجر الذي يهدم حكومة الطاغوت في سفر دانيال ع وهو نفسه قائم ال محمد او المهدي الاول الذي يأتي في اخر الزمان كما روي عن رسول الله محمد ص واهل بيته ع.
      السيد أحمد الحسن (ع) الشبيه المصلوب الي فدى السيدالمسيح (ع)
      س/ ما هي قصة عيسى (ع) ؟ . وكيف شبه لهم بقوله تعالى :
      (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157).
      ج /بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين
      عيسى (ع) في الليلة التي رفع فيها واعد حوارييه ، فحضروا عنده ، إلا يهوذا الذي دل علماء اليهود على عيسى (ع) ، فقد ذهب إلى المرجع الأعلى لليهود ، وقايضه على تسليم عيسى (ع) لهم .
      وكان بعد منتصف الليل أن نام الحواريون ، وبقي عيسى (ع) ، فرفعه الله ، وانزل (شبيهه الذي صلب وقتل) ، فكان درعاً له وفداء ، وهذا الشبيه هو من (الأوصياء من آل محمد) (ع) ، صلب وقتل وتحمل العذاب لأجل قضية الإمام المهدي (ع) .
      وعيسى (ع) لم يصلب ولم يقتل ، بل رُفع
      فنجاه الله من أيدي اليهود وعلمائهم الضالين المضلين (لعنهم الله) ، قال تعالى:
      ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ).
      وفي الرواية في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر (ع) قال :
      (إن عيسى (ع) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا عند المساء ، و هم اثنا عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء ، فقال إن الله رافعي إليه الساعة و مطهري من اليهود فأيكم يلقي عليه شبحي فيقتل و يصلب و يكون معي في درجتي قال شاب منهم أنا يا روح الله قال فأنت هُوَ ذا .....
      ثم قال (ع) إن اليهود جاءت في طلب عيسى (ع) من ليلتهم ... و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى (ع) فقتل و صلب)[121] .
      فالإمام الباقر (ع) يقول : (اجتمع اثنا عشر) ، بينما الذين جاءوا من الحواريين هم (أحد عشر) ، فيهوذا لم يأتي ، بل ذهب إلى علماء اليهود ليسلم عيسى (ع) ، وهذا من المتواترات التي لا تنكر ، فالثاني عشر الذي جاء أو قل الذي نزل من السماء ، هو الوصي من آل محمد (ع) ، الذي صُلِبَ وقـُتِلَ ، بعد أن شُبـِهَ بصورة عيسى (ع) .
      وكانت آخر كلمات هذا الوصي عند صلبه هي : (إيليا ، إيليا لما شبقتني) ، وفي إنجيل متى :
      ( ... صرخ يسوع بصوت عظيم إيلي إيلي لما شبقتني أي الهي ، الهي لماذا تركتني . فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا ، قالوا : انه ينادي إيليا ... وأما الباقون فقالوا أترك لنرى هل يأتي إيليا يخلصه . فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح .
      وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى أسفل . والأرض تزلزلت والصخور تشققت ... )[122] . انتهى .
      والحقيقة إن ترجمة الكلمات التي قالها هكذا (يا علي يا علي لماذا أنزلتني) ، والنصارى يترجمونها هكذا (الهي ، الهي لماذا تركتني) كما تبين لك من النص السابق من الإنجيل .
      والإنزال أو الإلقاء في الأرض من السماء قريب من الترك .
      ولم يقل هذا الوصي هذه الكلمات جهلاً منه بسبب الإنزال ، أو اعتراضاً على أمر الله سبحانه وتعالى ، بل هي سؤال يستبطن جوابه ، وجهه إلى الناس : أي افهموا واعرفوا لماذا نزلتُ ولماذا صلبتُ ، ولماذا قتلتُ ، لكي لا تفشلوا في الامتحان مرة أخرى ، إذا أعيد نفس السؤال ، فإذا رأيتم الرومان (أو أشباههم) يحتلون الأرض ، وعلماء اليهود (أو أشباههم) يداهنونهم ، فسأكون في تلك الأرض فهذه سنة الله التي تتكرر ، فخذوا عبرتكم وانصروني إذا جئت ولا تشاركوا مرة أخرى في صلبي وقتلي .
      كان يريد أن يقول في جواب السؤال (البيَّن لكل عاقل نقي الفطرة) : صُلبتُ وتحملتُ العذاب وإهانات علماء اليهود ، وقـُتلتُ لأجل القيامة الصغرى ، قيامة الإمام المهدي (ع) ، ودولة الحق والعدل الإلهي على هذه الأرض .
      وهذا الوصي عندما سأله علماء اليهود والحاكم الروماني : هل أنت مَلِك اليهود ؟ كان يجيب أنت قلت ، أو هم يقولون ، أو انتم تقولون ، ولم يقل نعم ، جواب غريب على من يجهل الحقيقة ، ولكنه الآن توضح .
      فلم يقل : نعم ، لأنه ليس هو مَلِك اليهود ، بل عيسى (ع) الذي رفعه الله ، وهو الشبيه الذي نزل ليُصلب ويُقتل بدلاً عن عيسى (ع) .
      وهذا نص جوابه - بعد أن الُقِيَ عليه القبض - من الإنجيل :
      ( فأجاب رئيس الكهنة وقال له استحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح . قال له يسوع : أنت قلت ...)[123] ، ( ... فوقف يسوع أمام الوالي فسأله الوالي قائلاً أ أنت مَلِك اليهود . فقال له يسوع : أنت تقول ... )[124] ، ( ... فسأله بيلاطس أنت ملك اليهود فأجاب وقال له أنت تقول ...)[125] ، (... فقال الجميع أ فأنت المسيح فقال لهم انتم تقولون أني أنا هو ... )[126] ، (...33 ثم دخل بيلاطس أيضا إلى دار الولاية ودعا يسوع ، وقال له أنت ملك اليهود . 34 أجابه يسوع أمن ذاتك تقول هذا أم آخرون قالوا لك عني . 35 أجابه بيلاطس أ لعلي أنا يهودي . اُمتك ورؤساء الكهنة أسلموك إلي . ماذا فعلت . 36 أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم . لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهود . ولكن الآن ليست مملكتي من هنا . 37 فقال له بيلاطس أ فأنت إذا مَلِك . أجاب يسوع أنت تقول إني ملك . لهذا قد ولدت أنا ، ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق ...)[127] .
      وفي هذا النص الأخير بيَّنَ الوصي انه ليس من أهل الأرض في ذلك الزمان ، بل نزل إليها لإنجاز مهمة وهي فداء عيسى (ع) ، حيث ترى أن هذا الوصي يقول :
      ( مملكتي ليست من هذا العالم ) ، (ولكن الآن ليست مملكتي من هنا ) ، ( ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق )
      عن رسول الله (ص) :
      ( قال ينـزل عيسى ابن مريم (ع) عند انفجار الصبح مابين مهرودين وهما ثوبان أصفران من الزعفران ، أبيض الجسم ، أصهب الرأس ، أفرق الشعر ، كأن رأسه يقطر دهنا ، بيده حربة ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويهلك الدجال ويقبض أموال القائم ويمشي خلفه أهل الكهف ، وهو الوزير الأيمن للقائم وحاجبه ونائبه ، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن –ع- )[128] .
      وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
      (... ويعود دار الملك إلى الزوراء وتصير الأمور شورى من غلب على شيء فعله ، فعند ذلك خروج السفياني فيركب في الأرض تسعة أشهر يسومهم سوء العذاب فويل لمصر وويل للزوراء وويل للكوفة والويل لواسط كأني انظر إلى واسط وما فيها مخبر يخبر وعند ذلك خروج السفياني ويقل الطعام ويقحط الناس ويقل المطر فلا أرض تنبت ولا سماء تنـزل ، ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ... )[129] .
      وتوجد أحاديث كثيرة تدل على أن عيسى (ع) لم يصلب ولم يقتل ، بل الذي صلب وقتل هو شبيه عيسى (ع) .
      عن أبي عبد الله (ع) :
      ( قال رفع عيسى ابن مريم (ع) بمدرعة من صوف من غزل مريم (ع) و من خياطة مريم ، فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى بن مريم ألق عنك زينة الدنيا )[130]
      وعن الرضا (ع) قال :
      (ما شُبـِهَ أمر أحد من أنبياء الله و حججه (ع) للناس إلا أمر عيسى بن مريم (ع) وحده ، لأنه رفع من الأرض حيا و قُبض روحه بين السماء و الأرض ثم رفع إلى السماء و رد إليه روحه و ذلك قوله عز و جل : ( إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ )[131]
      وعن النبي ص قال:
      ( عيسى (ع) لم يمت و إنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة )[132].
      والتـَفـْتْ إلى :-
      إن عيسى نبي مرسل وقد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يُعفى ويُصرف عنه الصلب والعذاب والقتل ، والله سبحانه وتعالى لا يرد دعاء نبي مرسل ، فالله استجاب له ورفعه وأُنزل الوصي الذي صُلب وقـُتل بدلاً عنه ، وفي الإنجيل عدة نصوص فيها دعاء عيسى (ع) بأن يُصرف عنه الصلب والقتل .
      وهي :
      (... ثم تقدم قليلا وخر على وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ...)[133] .
      ( ...ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي لكي تعبر عنه الساعة إن أمكن * وقال يا أبا الآب كل شئ مستطاع لك فاجز عني هذه الكأس ... )[134].
      ( ... وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى * قائلا يا أبتاه إن شئت أن تـُجز عني هذه الكأس ...)[135] .
      وفي التوراة سفر إشعيا وفي الإنجيل أعمال الرسل الإصحاح الثامن هذا النص:
      ( ... مثل شاة سيق إلى الذبح ، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه ...)
      وكل الأنبياء والأوصياء المرسلين تكلموا ، لم يذهب احد منهم صامت إلى الذبح ، بل هم أُرسلوا ليتكلموا ويُبكتوا ويعضوا الناس ، وعيسى (ع) بالخصوص كم بَـكـَّتَ العلماء والناس . وكم وعظهم فلا يَصدِقُ عليه انه ذهب إلى الذبح صامت .
      بل هذا الذي ذهب إلى الذبح صامت هو الوصي : (شبيه عيسى) الذي صُلب وقـُتل دون أن يتكلم ، أو يطلب من الله أن يُصرف عنه العذاب والصلب والقتل ، ودون أن يتكلم مع الناس . بل إذا الحوا عليه وسألوه بإلحاح من أنت ، هل أنت المسيح ، لم يكن يجيبهم إلا بكلمة ، أنت قلت .
      وهكذا ذهب إلى العذاب والصلب والقتل صامتاً راضياً بأمر الله ، منفذاً لما أُنزل له ، وهو أن يُصلب ويُقتل بدلاً من عيسى (ع) .
      ولأنه أصلاً لم يكن وقته قد حان ليُرسل ويُبلغ الناس ويتكلم معهم ، ذهب هكذا : مثل شاة سيق إلى الذبح ، مثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه .
      أرجوا أن يستفيد كل مؤمن :- يريد معرفة الحقيقة من هذا الموقف ، فهذا الإنسان نزل إلى الأرض ، وصُلب وقـُتل ولا احد يعرفه ، لم يطلب أن يُذكر أو أن يُعرف ، نزل صامتاً ، وصلب صامتاً ، وقـُتل صامتاً ، وصعد الى ربه صامتاً ، هكذا :- إن أردتم أن تكونوا فكونوا .
      [122] - إنجيل متى إصحاح /27 .
      [123] - إنجيل متى إصحاح /26.
      [124] - إنجيل متى إصحاح /27 .
      [125] - إنجيل مرقس إصحاح /15 .
      [126] - إنجيل لوقا إصحاح 22 .
      [127] - إنجيل يوحنا إصحاح /18 .
      [128] - غاية المرام السيد هاشم البحراني ج 7 ص 92.
      [129] - الملاحم والفتن - السيد بن طاووس الحسني ص 134.
      [130] - قصص الأنبياء نعمة الله الجزائري
      [131] - قصص الأنبياء وعيون الأخبار
      [132] - قصص الأنبياء
      [133] - متى 26 .
      [134] - مرقس 14
      [135] - لوقا 22
      الامام أحمد الحسن (ع)الخروف القائم كانه مذبوحفي رؤيا يوحنا اللاهوتي
      من كتاب رسالة الهداية للامام أحمد الحسن اليماني (ع) : جئت لأشهد للحق ، وأقول الحق ، ولدت لهذا ، وسأموت على هذا إن شاء الله .
      أما انتم ، فان أردتم أن تشهدوا للحق فاشهدوا ، ولكن إن وجدتم مرارته وثقله فاحمدوا الله على ما انعم عليكم ، فإن الحق ثقيل مر ، والباطل خفيف حلو.
      واعلموا :-
      أن دعوتكم هي دعوة كل الأنبياء والأوصياء (ع) ، فاعملوا وكونوا شهداء على الناس ، كما إن الرسول شهيداً عليكم ، وسيرى الله عملكم ورسوله والأنبياء والأوصياء (ع) والمؤمنون واصبروا وصابروا ورابطوا ، واحتجوا على أهل كل كتاب بكتابهم ، واحتجوا على أهل الإنجيل بإنجيلهم ، فقضيتكم مذكورة في إنجيلهم ليس إجمالاً ، بل بالتفصيل.


      في
      إنجيل يوحنا الإصحاح السادس عشر
      قال عيسى (ع) :-
      ( وأما الآن فأنا ماضي للذي أرسلني ، وليس أحد منكم يسألني أين تمضي ، ولكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم .
      لكن أقول لكم الحق انه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزي ، ولكن إن ذهبت أُرسله إليكم ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطيئة ، وعلى بر ، وعلى دينونة .
      أما على خطيئة: فـ ( لأنهم لا يؤمنون بي ) ، وأما على بر : فـ ( لأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضاً ) ، وأما على دينونة : فـ ( لأن رئيس هذا العالم ) قد دين .
      إن لي أمور كثيرة أيضاً لأقول لكم ، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن ، وأما متى جاء ذاك ( روح الحق ) فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه ، بل كل ما يسمع يتكلم به )
      فهذا عيسى (ع) يبشر بي في الإنجيل الذي يعترفون به ويقرونه .
      وفي
      إنجيل متي - الإصحاح الرابع والعشرون
      قال عيسى (ع) :-
      ( لذلك كونوا انتم أيضاً مستعدين ، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا . الحق أقول لكم انه يقيمه على جميع أمواله ) .

      ولا اعتقد أن هذه النصوص تحتاج إلى عناء لفهمها ومعرفة رسول الإمام المهدي (ع) وعيسى (ع) . ويوجد غيرها .
      أرشدوهم إلى قراءة رؤيا يوحنا اللاهوتي[2] ، فهي تـُفصِّل هذه الدعوة وتبينها لهم إن كانوا يطلبون الحق ويطلبون نصرة عيسى (ع) .
      وهذه بعض النصوص ، من رؤيا يوحنا اللاهوتي . تبين الحق وصاحب الحق :-
      في
      الإصحاح الرابع
      (( 1- بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء والصوت الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا : اصعد إلى هنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد هذا . 2 وللوقت صرت في الروح وإذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس . 3 وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد . 4 وحول العرش أربعة وعشرون عرشا . ورأيت على العروش أربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب . 5 ومن العرش يخرج بروق ورعود وأصوات … ))
      وفي
      الإصحاح الخامس
      (( 1 ورأيت على يمين الجالس على العرش سفرا مكتوبا من داخل ومن وراء مختوما بسبعة ختوم . 2 ورأيت ملاكا قويا ينادي بصوت عظيم من هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه . 3 فلم يستطع أحد في السماء ولا على الأرض ولا تحت الأرض أن يفتح السفر ولا أن ينظر إليه . 4 فصرت أنا أبكي كثيرا لأنه لم يوجد أحد مستحقا أن يفتح السفر ويقرأه ولا أن ينظر إليه . 5 فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك . هو ذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة 6 ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض . 7 فأتى وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش . 8 ولما أخذ السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات من ذهب مملوة بخورا هي صلوات القديسين . 9 وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة 10 وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الأرض . 11 ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف 12 قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة . 13 وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة . للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين . 14 وكانت الحيوانات الأربعة تقول آمين . والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الآبدين
      وفي
      الإصحاح الرابع عشر
      (( ثم نظرت وإذا خروف واقف على جبل صهيون ومعه مائة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسم أبيه مكتوبا على جباههم … ))

      فمن هو الذي يجمع أنصار أبيه غير أول المؤمنين من ذرية الإمام المهدي (ع) ؟ !!! .

      ومن هم الشيوخ الأربعة والعشرون غير الأئمة الاثنا عشر والمهديين الاثنا عشر ؟ !!! .

      ومن هو الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود والذي يفتح السفر ، ويفك ختومه ؟ !!! .
      غير الأسد الذي كر مع علي (ع) في خيبر واحد وحنين وبدر …
      وهو من سبط يهوذا لأن أمه من بني إسرائيل (نرجس) أم الإمام المهدي (ع) . ومن هو الخروف الذي وصف بأنه (خروف قائم كأنه مذبوح) وهو يحمل سبعة قرون وسبعة أعين ، هم المعصومون الأربعة عشر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (ع) . غير المهدي الأول واليماني رسول الإمام المهدي ورسول عيسى (ع) .
      وفي
      رؤيا يوحنا الإصحاح السابع عشر

      (( … 12 والعشرة القرون التي رأيت هي عشرة ملوك ، لم يأخذوا ملكا بعد لكنهم يأخذون سلطانهم ، كملوك ساعة واحدة مع الوحش . 13 هؤلاء لهم رأي واحد ، ويعطون الوحش قدرتهم وسلطانهم . 14 هؤلاء سيحاربون الخروف ، والخروف يغلبهم ، لأنه رب الأرباب ، وملك الملوك ، والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون … ))


      وفي
      الإصحاح الثامن عشر
      (( 1 ثم بعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء له سلطان عظيم واستنارت الأرض من بهائه . 2 وصرخ بشدة بصوت عظيم قائلا سقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكنا لشياطين ومحرسا لكل روح نجس ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت ( أي الطائرات الحربية الأمريكية ) . 3 لأنه من خمر غضب زناها قد شرب جميع الأمم وملوك الأرض زنوا معها وتجار الأرض استغنوا من وفرة نعيمها . 4 ثم سمعت صوتا آخر من السماء قائلا اخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا تأخذوا من ضرباتها . 5 لأن خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها . 6 جازوها كما هي أيضا جازتكم وضاعفوا لها ضعفا نظير أعمالها . في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا . 7 بقدر ما مجدت نفسها وتنعمت بقدر ذلك أعطوها عذابا وحزنا . لأنها تقول في قلبها أنا جالسة ملكة ، ولست أرملة ولن أرى حزنا . 8 من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار لأن الرب الإله الذي يدينها قوي . 9 وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها . 10 واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها قائلين ويل ويل . المدينة العظيمة بابل المدينة القوية . لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك . 11 ويبكي تجار الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد في ما بعد . 12 بضائع من الذهب والفضة والحجر الكريم واللؤلؤ والبز والأرجوان والحرير والقرمز وكل عود ثيني ، وكل إناء من العاج ، وكل إناء من أثمن الخشب والنحاس والحديد والمرمر . 13 وقرفة وبخورا وطيبا ولبانا وخمرا وزيتا وسميذا وحنطة وبهائم وغنما وخيلا ومركبات وأجسادا ونفوس الناس . 14 وذهب عنك جنى شهوة نفسك ، وذهب عنك كل ما هو مشحم وبهي ، ولن تجديه في ما بعد . 15 تجار هذه الأشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون 16 ويقولون ويل ويل . المدينة العظيمة المتسربلة ببز وأرجوان وقرمز والمتحلية بذهب وحجر كريم ولؤلؤ . 17 لأنه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا . وكل ربان وكل الجماعة في السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من بعيد . 18 وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها قائلين أية مدينة مثل المدينة العظيمة . 19 وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا باكين ونائحين قائلين ويل ويل . المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لأنها في ساعة واحدة خربت . 20 إفرحي لها أيتها السماء والرسل القديسون والأنبياء لأن الرب قد دانها دينونتكم 21 ورفع ملاك واحد قوي حجرا كرحى عظيمة ورماه في البحر قائلا هكذا بدفع سترمى بابل المدينة العظيمة ، ولن توجد في ما بعد . 22 وصوت الضاربين بالقيثارة والمغنين والمزمرين والنافخين بالبوق لن يسمع فيك في ما بعد . وكل صانع صناعة لن يوجد فيك في ما بعد . وصوت رحى لن يسمع فيك في ما بعد . 23 ونور سراج لن يضئ فيك في ما بعد . وصوت عريس وعروس لن يسمع فيك في ما بعد . لأن تجارك كانوا عظماء الأرض . إذ بسحرك ضلت جميع الأمم . 24 وفيها وجد دم أنبياء وقديسين وجميع من قتل على الأرض )) .
      وبابل تشير إلى العراق ، لأن بابل كانت عاصمة العراق في ذلك الزمن . فكل الملاحم والفتن تجري في العراق وعلى ارض العراق .
      وخراب بغداد ذكروه (ع) بالرايات التي تأتيها من دول العالم وبالفتن . قال الصادق (ع) عن بغداد :
      (( … في لعنة الله وسخطه تخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ، ورايات المغرب ، ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد . والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلى آخره ، ولينزلن بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف ، فالويل لمن اتخذ بها مسكنا فان المقيم بها يبقى لشقائه ، والخارج منها برحمة الله .
      والله ليبقى من أهلها في الدنيا حتى يقال : إنها هي الدنيا ، وإن دورها وقصورها هي الجنة ، وإن بناتها هن الحور العين ، وإن ولدانها هم الولدان وليظنن أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها ، وليظهرن فيها من الافتراء على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) ، والحكم بغير كتابه ، ومن شهادات الزور ، وشرب الخمور و [ إتيان ] الفجور ، وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلا دونه ، ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات ، حتى ليمر عليها المار فيقول : ههنا كانت الزوراء ))[3] .

      وفي
      الإصحاح التاسع عشر
      (( … 7 لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها . 8 وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهيا لأن البز هو تبررات القديسين . 9 وقال لي اكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف . وقال هذه هي أقوال الله الصادقة . … 11 ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب . 12 وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو . 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله . 14 والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا أبيض ونقيا . 15 ومن فمه يخرج سيف ماض … ))
      ((… 7 لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها . 8 وأعطيت أن تلبس بزا نقيا بهيا لأن البز هو تبررات القديسين 9 وقال لي اكتب طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف . وقال هذه هي أقوال الله الصادقة . ……))
      والمدعوون إلى عشاء عرس الخروف هم :
      (( أنصار المهدي الأول اليماني))
      (( ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب . 12 وعيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب ليس أحد يعرفه إلا هو . 13 وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله .……)
      وهذا الذي يركب الفرس في هذه الرؤيا هو المهدي الأول اليماني


      وفي
      الإصحاح الحادي والعشرون
      (( … وقال لي اكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمنية . 6 ثم قال لي قد تم . أنا هو الألف والياء البداية والنهاية . أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحيوة مجانا . 7 من يغلب يرث كل شئ وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا … ))
      والألف والياء والبداية والنهاية هو الإمام المهدي (ع) والذي يغلب هو نفسه الأسد الذي يغلب في أول الرؤيا وهو المهدي الأول واليماني .
      والأمر يطول إذا أردتم استقصاء النصوص فهي كثيرة جداً . لا ينكرها ويحرفها وينكرني إلا أهل الباطل وطلاب الباطل (لعنهم الله)
      أطيعوا الله وسيروا إلى الله وانظروا في ملكوت السماوات واسمعوا من ملكوت السماوات اغسلوا الطين وطهروا أنفسكم واسمعوا الله فهو يتكلم مع الناس في كل شي منذ زمن بعيد ولكن الناس لا يسمعون :-
      (… لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا…)
      (الأعراف: 179)
      اشهدوا بما تسمعون وترون في ملكوت السماوات عرفوا الناس بالحق ، وادعوا الناس إلى الحق ، وادعوا الجميع إلى المائدة التي نزلت من السماء ، فربما لن يحضر إليها من يظهرون إنهم يطيلون الصلاة والدعاء ، بل يحضر إليها الزناة وشاربو الخمر والخاطئون فيتوبوا إلى الله ، لهذا أنا بُعثت ، لإصلاح هؤلاء .
      طوبى لهم إن تابوا وحضروا إلى مائدة عرس الخروف .
      طوبى لمن لا يعثر بي

      في
      إنجيل متى الإصحاح الثاني والعشرون

      (( 1- وجعل يسوع يكلمهم أيضا بأمثال قائلا . 2 يشبه ملكوت السموات إنسانا ملكا صنع عرسا لابنه . 3 وأرسل عبيده ليدعوا المدعوين إلى العرس فلم يريدوا أن يأتوا . 4 فأرسل أيضا عبيدا آخرين قائلا قولوا للمدعوين هو ذا غدائي أعددته . ثيراني ومسمناتي قد ذبحت وكل شئ معد . تعالوا إلى العرس . 5 ولكنهم تهاونوا ومضوا واحد إلى حقله وآخر إلى تجارته . 6 والباقون أمسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم . 7 فلما سمع الملك غضب وأرسل جنوده وأهلك أولئك القاتلين وأحرق مدينتهم . 8 ثم قال لعبيده أما العرس فمستعد وأما المدعوون فلم يكونوا مستحقين . 9 فاذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس . 10 فخرج أولئك العبيد إلى الطرق وجمعوا كل الذين وجدوهم أشرارا وصالحين . فامتلأ العرس من المتكئين . 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك إنسانا لم يكن لابسا لباس العرس . 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس . فسكت . 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية . هناك يكون البكاء وصرير الأسنان . 14 لأن كثيرين يدعون وقليلين ينتخبون … ))[4] .
      كثيرون من النصارى ينتظرون عيسى (ع) هذه الأيام ويعلمون إنها أيام عودته وأيام القيامة الصغرى فنبهوهم إن بعث عيسى (ع) كان في المشرق وكذلك عودته ، والرسول (المعزي) الذي اخبر عنه في الإنجيل وان عيسى سيرسله سيكون في الشرق ، بل إن الملاحم في آخر الزمان ستكون في الشرق وفي العراق بالخصوص كما ذكرت رؤيا يوحنا وسمت العراق ( بابل العظيمة ) .
      اخبروهم أن الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود قد غلب ليفتح السفر ويفك ختومه . قال علي (ع) :-
      ( ما من علم إلا وأنا افتحه وما من سر إلا والقائم يختمه )
      وفي
      رؤيا يوحنا الإصحاح الخامس
      (( … هو ذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا أصل داود ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة 6 ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح … ))
      وفي
      الإصحاح السادس
      ((1- ونظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة وسمعت واحدا من الأربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد هلم وانظر . 2 فنظرت وإذا فرس أبيض والجالس عليه معه قوس وقد أعطي إكليلا وخرج غالبا ولكي يغلب 3 … ))
      اخبروهم أن ( الخروف القائم المذبوح) قد جاء فمن شاء أن يغسل ثيابه بدمه فليفعل ليطهر ويتقدس ويكون له نصيب في ملكوت السماوات وليرى في ملكوت السماوات


      انصار مملكة السويد
      تم الانتهاء من نشر الكتيب
      فجر يوم 26_5_2012

      Comment

      • mostabser-3
        موقوف
        • 12-04-2012
        • 34

        #4
        رد: المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
        نسخه الاخ موجوده على الميل الشخصي. ممكن ان اوصلها لكم ان شاء الله.

        Comment

        • GAYSH AL GHADAB
          مشرف
          • 13-12-2009
          • 1797

          #5
          رد: المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

          بارك الله بجهودكم وجعله الله بميزان حسناتكم
          sigpic

          Comment

          • ya howa
            مشرف
            • 08-05-2011
            • 1106

            #6
            رد: المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

            بسم الله الرحمن الرحيم
            بوركت اخي الغالي وبوركت يمينك
            وتقبل الله عملك ومجهودك بأحسن القبول وزادك من فضله
            فقد عجنت خلاصة فكر بني الانسان قديما وحديثا بعجين واحد

            وبانتظار الجزء الثاني
            نزل صامتاً، وصلب صامتاً، وقـُتل صامتاً، وصعد الى ربه صامتاً، هكذا إن أردتم أن تكونوا فكونوا...

            Comment

            • لبيك_أحمد
              مشرف
              • 14-08-2009
              • 731

              #7
              رد: المنشور المرسل الى الشعوب الاوربية والغربية ..لكنه لم يره النور بعد..الجزء الاول

              طريقتك في اثبات وجود الله و الكتابة للملحدين رائعة جدا اخي الله يوفقك و يزيدك من علمه وفضله

              اذا سمحت لي من اين جمعت هذه المعلومات عن طريقة اثبات وجود الله؟ هل هي من كتاب او موقع او فقط معلومات تراكمية؟ إذا عندك مصادر تنصحني بها (كتب-مواقع-مقالات) ممكن تذكرها الله يوفقكم؟

              كذلك يمكنك إضافة جواب الامام (ع) بخصوص نظرية التطور لتشارلز داروين فلا يوجد ملحد اعطيته الجواب الا واعجب به و قال انه استمتع بقرائته وانه اول مرة يرى شخص متدين يتكلم بعقلانية .. فلعل اضافة جواب الامام الى المنشور الذي كتبته يعين الناس على معرفة خالقهم و ايضا امام زمانهم.

              هذا رابطه:

              http://vb.al-mehdyoon.org/t14003.html

              جزاك الله خير الجزاء ..
              قال الامام احمد الحسن (ع) المنقذ العالمي لكل الناس

              أدعو كل عاقل يطلب الحقيقة ليحمل فأساً كما حمله ابراهيم (ع) ويحطم كل الأصنام التي تعبد من دون الله بما فيها الصنم الموجود بين جنبيه وهو الأنا .

              [/CENTER]

              Comment

              Working...
              X
              😀
              🥰
              🤢
              😎
              😡
              👍
              👎