إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

الواقفية والنصوص المهدويّة

Collapse
This topic is closed.
X
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • ابراهيم عبد علي
    عضو جديد
    • 01-09-2011
    • 13

    الواقفية والنصوص المهدويّة


    عوامل نشوء الفرقة الواقفية بين الحقيقة والإفتراء





    إتّسم الموقف الإثنيعشري من الوقف والواقفة ، بكونه موقفا متشدّدا جدا وإقصائيا ، للدرجة التي تدعو للتساؤل حول حقيقة الأسباب التي دعتهم إلى تبنّي مثل ذلك الموقف ، فلسنا أوّل فرقة شيعيّة حيّرتها النّصوص فساقتها ، وقسوةُ الظروف ، إلى دربٍ لا يشبه الدروب ، وبالأساس ، فليس هنالك من مركز لنشذ عنه ، فكلنا - نحن الطائفة المهشّمة المرايا - مهمَّشونَ ، بكل وجع الإقصاء وصقيع غربته ، إزاء مركزيّة المختلف وسطوته ..
    لسنا ، تعلمون بذاكَ ، بدعا من الفرَق .. كيف نكونُ ، وقد سبقتنا للتّيه كيسانيّةٌ وناووسيّةٌ وإسماعيليّة ، فلمَ صُبّتْ علينا ، دونهم ، اللعنات ؟ ..
    ألأنّا قلنا بأنّ سَميّ فالق البحر منقذنا ؟ ..
    هنالك نصوص كثيرة جدا ، هي مَن أخذتْ بأيدينا إلى مَن تسمّونها كبوتنا ، وندعوها فردوسنا المشتهى ..
    أين تزَنْدَقنا ؟! .. دلّونا على موطن تزندقنا هذا ، أو شركنا بالله ، وكفرنا ...
    ألا تمتلأ مصنّفات الحديث العقائدية والفقهية الخاصّة بكم ، برجالنا ؟ .. أليس معظمنا من ثقاة الشيعة وكبار تقاتها حسب اعترافكم أنتم أنفسكم ؟ .. أليس قسما منّا هم ممّن ذهبتم إلى كونهم من أصحاب الإجماع ؟.. أليس بطائنيّنا هو من أصحاب الأصول حسب اعتراف الطوسي في تهذيبه ؟ .. ألستم تستدلون برواتنا ورواياتنا في إثبات قضاياكم العقائدية والفقهية ؟ ..
    ما الذي نقمتم علينا إذن ؟ ..
    أقولنا بأنّ موسى الكاظم هو مهديّنا المرتجى ؟ ..
    هو قول آبائه عليهم السّلام ، لا قولنا ...
    فلمَ ، يا سادتي ، كل هذا الموقف السلبي ، والمتشدّد ، بإفراط ، من قبل الإثنيعشرية وأئمتهم ، منا نحن الواقفة ؟! نقول هذا ، طبعا ، مع التسليم بصحة ما ورد عن أهل البيت في ذمّنا ولعننا وطردنا ، وإلاّ فالشكّ وارد فيه بشكل كبير ، فقد يكون موقفا عدائيا لفرقة معادية ، لا لأئمة هذه الفرقة ، خصوصا إذا سلمنا ، كما هو الواقع ، بأنّه لم يُؤثر عنا مروقا عن الدين ، أو زندقة ، أو تعطيلا لفريضة ما ، أو غيرها من الأمور التي اتّهمنا بها ، زورا وبهتانا ، والتي هي من مختصّات الفرق المغالية ، كالسّبأية ، والخطابيّة ، والبيانيّة ، وغيرها ..
    ولننظر الآن ، ومن خلال ذات السّياق ، إلى عوامل نشوء فرقتنا الواقفيّة ، وأسباب تشكّلها ، واتّساع نطاقها للدرجة التي جعلت الإثنيعشرية يقنتون علينا في صلاتهم ! ..
    ما هي ، في الحقيقة ، عوامل هذا النشوء ؟ أهيَ النّصوص الواردة عن أهل البيت عليهم السّلام ، والتي تشير إلى مهدويّة العبد الصّالح موسى ؟ .. أم هي قسوة الظروف السّياسيّة التي عاشها الشيعة وقتذاك ، والأمل في خلاصٍ ، وإن كان وهماً ؟ .. أم هما معا ؟! ..
    أهيَ ألأموال الكثيرة التي تجمّعتْ لدى وكلاء الإمام ، فسال ، كأوديةٍ ، لعابهم عليها ، فالتهموها ، لا هنيئا ، ولا مريئا ؟ ..
    الإثنيعشرية ، حفظهم الله من كل سوء ، وأخذ بأيدينا وأيديهم إلى سواء السّبيل ، يكادون يُجمعون على أنّ العامل الأوحد لتشكّل الوقفِ هو لصوصيّة الواقفة ! .. فمِن الذين ذهبوا إلى الإعتقاد بأحديّة العامل المادّي ، للقول بالوقف ، كلٌ من : الصّدوق في علله وأخباره ، والطوسي في غيبته ، والمجلسي في بحاره ، والحر العاملي في إثبات هداته ، وغيرهم من أساطين ومنظّري العقيدة الإثنيعشرية ، يُضاف إليهم ، بالطبع ، كل المعاصرين من مفكري هذه الفرقة ، ففخّ النزعة الإستصحابيّة ، لم يقتصر على مجال الفقه لوحده ، وإنما امتدّ ، ولله الحمد ، ليشمل العقيدة ، والآراء ، بل حتى مجال الرؤية ، وزاويتها ! ..
    يقول المرحوم الطوسي : " إنّ أوّل مَن أظهرَ هذا الإعتقاد - عَنانا – عليّ بن أبي حمزة البطائني ، وزياد بن مروان القندي ، وعثمان بن عيسى الرواسي ؛ طمعوا في الدنيا ، ومالوا إلى حطامها " -1 ثمّ يروي عن ثقاته " ماتَ أبو إبراهيم عليه السلام وليس من قوّامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم ، وجحدهم موته ، طمعا في الأموال " -2 ..
    ويوافقه على ما ذهبَ إليه ، المجلسيّ ، والحر العاملي ، بل نجد الأخير ، عفا الله عنا وعنه ، يصرّح ، وبمنتهى الوقاحة واللاعلميّة " تواترَ عن الأئمة عليهم السّلام ذمّ الواقفة ، ولعنهم ، وتكفيرهم .. وتواتر عن رؤساء الواقفة أنّهم إنّما قالوا بالوقف طمعا في أموال موسى بن جعفر التي كانت في أيديهم " -3
    وأرى أنّ هذا السبب غير مقنع على الإطلاق ، بل فيه إجحاف كبير ، وتعدٍّ على حقائق التاريخ ، غير يسير .. وسنتناول إعتراضنا على ما ذهب إليه الإثنيعشرية حول عوامل نشوء الوقف ، من خلال ثلاثة محاور :

    1
    - نصوص المهدويّة
    2- النداء على جثّة الميّت
    3- رجال الواقفة


    " نصوص المهدويّة "

    وكما لا يخفى ، فإنّ هنالك نصوصا كثيرة جدا ، وردت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، تشير إلى مهدوية وقائميّة سيّدنا موسى بن جعفر " عجّل الله تعالى فرجنا وفرجكم به " ، سوف نستعرضها تفصيليا فيما سيأتي ، وهي ، لا شكّ ، كان لها الدور الأكبر ، من ضمن عوامل أخرى ، في نشوء الإعتقاد بالوقف ، بل نظنّها السبب الأساسي والأهم للقول بالوقف ، وإنْ كنا لا ننفي ، بشكل نهائي وقطعي ، ما قد نتج من استغلال لهذا الإعتقاد ، وتلك النصوص ، في مجال الدفع لبعض النفوس الضعيفة لمحاولة الإستحواذ على ما كان في أيديها من الأموال العظيمة ، لكنّ هذا ، بالتأكيد ، قد حصل في مرحلة تالية ، ومتأخرةٍ عن زمن الإعتقاد نفسه ، فالأصل في الإعتقاد هو النصوص ، لا الطمع في الأموال الذي حصل لدى البعض فيما بعد ، وهذا ما سيوضّحه لنا الإمام الرّضا لاحقا ...
    وقد وصلتْ استفاضة هذه النّصوص الشريفة للدرجة التي جعلت الشيخ الصّدوق " الأب " ( ت 329 هـ ) يحاول توجيهها من خلال نظريّة التربية بالأمانيّ ، فيما ذهبَ الطوسي ، في تأويلها ، كلّ مذهب ، أمّا المجلسي فقد اعتقدَ ، مرّة ، باحتماليّة حصول البداء فيها ، واعتقدَ ، أخرى ، باعتقاد الصّدوق فيها ..!

    " النداء على جثّة الميّت "

    وهذا ، أيضا ، من الأدلة المهمة التي تنفي أحديّة العامل المادي لنشوء الفرقة الواقفية ، يرحمها ويرحمنا الله ، فقد روى لنا الطوسي في غيبته ، والمفيد في إرشاده ومهمّ فصوله ، وكلّ الآخرين من رجال الإثنيعشرية ، أنّه عند وفاة الإمام الكاظم عليه السلام ، أُحضرَتْ جثّته الشريفة ، ونوديَ عليها ، على الجسر ببغداد " هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرّافضة أنّه لا يموت .. فانظروا إليه ميتا " -4
    وهنالك صيغة أخرى قريبة جدا لهذا النداء نصّها " هذا الذي تزعم الرّافضة أنه حيٌّ لا يموت .. مات حتف أنفه " -5
    وهذا النداء ، بصيغتيه الآنفتين ، هو مِن أبرز الأدلة على أنّ هنالك نصوصا لدى الشيعة تشير إلى مهدويّة موسى بن جعفر ، واستحالة موته ، قبل أن يملأها قسطا وعدلا ، وهذا يعني ، فيما يعني ، أنّ هنالك اعتقادا مسبقا ، قبل موت موسى ، بمهدويّته ، وبالتالي يمكننا القول أنه لو كان سبب الإعتقاد بالوقف هو الطمع في الأموال التي كانت بحوزة وكلائه وأصحابه ، ورفضهم إيصالها للإمام من بعده بحجّة عدم موته ؛ لما كان منطقيّا النداء على جثّة الميّت بما يوحي بأنّ هنالك اعتقادا قبليّا لدى شيعته بعدم موته ، بل استحالة هذا الموت ، في نظرهم ، فهم يزعمون ، حسب نصّ النّداء ، أنّه لا يموت .. بينما نجد أنّ الإستحواذ على الأموال ، وابتداع الوقف - في نظر الإثنيعشرية - كان بعد الوفاة لا قبلها ! ، فيما نرى ، ووفقا لما حصل من المناداة على جثّة الإمام ، أنّ الإعتقاد بالوقف ، وبمهدويّة مولانا الكاظم ، كان قبل موته ، لا بعده ..
    وهنالك إشارة مهمة ذكرها الأربلي في كشف غمّته ، تؤكّد لنا ، أيضا ، ما ذهبنا إليه من أسبقيّة النّصوص والإعتقاد ، على لغط الأموال المسروقة ، وذلك من خلال قوله :
    " وقد كان قومٌ زعموا ، في أيّام موسى بن جعفر ، أنّه هو القائم المنتظر ، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم ، فأمرَ يحيى بن خالد ( وزير الرّشيد ) أن يُنادى عليه عند موته ؛ هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرّافضة أنه لا يموت .. " -6
    إذن ، فالقول بالوقف سابق لسرقة الوقف ..

    " رجال الواقفة "

    قد مرّ معنا شيئا من ذكر بعض رجال الواقفة الأجلاّء ، رحمنا الله بهم ، وألمحنا لجلالة قدرهم ، وعظيم شأنهم ، حتى لدى الإثنيعشرية أنفسهم ، وقلنا أنه من غير الممكن أن نتّهم مثل هؤلاء باللصوصيّة ، فيما صلاح حالهم يشهد ببرائتهم ، ونقاء - من الدنيا كلها - ثوبهم ، وتكفي نظرة عابرة على الكتب الأربعة المعتمَدة لدى الإثنيعشرية ، لنرى حجم التأثير الهائل ، والحضور الجليّ ، لرجالنا ، نحن الواقفة ، كما أنّ الكتب الرّجالية لديكم مليئة بالإشادة برجال الواقفة وتوثيقهم ..
    لكن ، ومع ذلك ، لنرى حجم التناقض بين ما يقوله كبار الإثنيعشرية ممّن اتّخذ موقفا سلبيّا من رواتنا ، وواقع الحال ..
    يُعدّ شيخ الطائفة ، رحمه الله ، من أبرز الممثّلين للموقف السلبي العام من رواة الواقفة ، فهو لا يدع مناسبة تمرّ ، في غيبته ، دون الطعن فيهم ، والإشارة إلى ضرورة عدم الأخذ برواياتهم فهم " مطعون عليهم ، ولا يوثَق بقولهم ورواياتهم " كما أنّهم " ضعافٌ لا يوثَق بهم " بل انه يستغرب تماما " كيفَ يوثَق برواياتهم - عَنانا - أو يُعوّل عليها ؟ " ثمّ يختم رجمَنا بتأكيده على أنّ " الطعن على رواة الواقفة ؛ أكثر من أن يُحصى " -7
    حقا إنّ شرّ البليّة ما يُضحك ..
    كيف تطعن ، يا سيّدي ، برواتنا ورواياتنا ، وتؤكّد عدم الوثوق بهنّ وبنا ، ثمّ تأتي بذات كتابك هذا " عنيتُ الغيبة " لتستدلّ على مطالبك الفكرية والعقائدية ، بل على مهديّك نفسه ، بحوالي " 15 " واقفي لعين ، أبرزهم ؛ أكثرهم طعنا لديك ، ذاكَ مَن أسميتَه رأس الوقف وأصله ، قصدتُ البطائني لا غيره ، فقد رويتَ عنه " 13 " رواية ، وعن زياد القندي روايتين ، وعن عثمان الرواسي " 5 " روايات ، فضلا عن " 16 " رواية أخرى ، ليكون مجموع ما رويتَه ، في غيبتك " 36 " رواية واقفيّة الرّجال ، استدللتَ بهم وبها على مطلوبك ، وإلاّ فالعدد أكبر من ذلك بكثير ، رواةً وروايات ، إن ضممنا إليها ما ذكرتَه ووجّهته من روايات كتاب " نصرة الواقفة " لوليّنا الطاهر علي بن أحمد العلويّ ..
    هذا فقط في غيبتك ، أمّا في تهذيبك ، وإبصارك ، ومصباحك ؛ فالعدد فاق ، بالتأكيد ، هذا العدد ! ..
    الطريف في الأمر هو أنّكَ ترفض في الصفحة " 37 " من الغيبة روايةً لا لشيء إلا لكونها مرويّة عن البطائني ، وتشير إلى أنه مطعون عليه ، فيما نجدك تستدلّ ، في طيّات كتابك ، بـ " 13" رواية عن الرجل نفسه ! ..
    هذا في غيبة الطوسي .. فماذا - يا من تطعنون برواتنا ورواياتنا ، وتلعنوننا ليل نهار – عن غيبة النّعماني ؟ ..
    ذكر الشيخ النعماني ( ت 360 هـ ) في غيبته " 150 " رواية عن " 21 " واقفي ملعون !! .. فعن البطائني " رأس الواقفة وسيّدهم " ذكر " 37 " رواية ، وعن عبد الله بن جبلة " 26 " وعن الخثعمي " 18 " أمّا المتبقي من الروايات ؛ فعن الميثمي وابن رباح وعليّ بن حسّان وغيرهم .. وكلها روايات استدلاليّة ، أوردها المؤلف لإثبات مهدويّة غائبه ، فيما هي ، في الحقيقة ، تعني مهديّنا ، بدليل واقفيّة السّند ، وموسويّة المتن ! ..
    ولعلّ أكثر ما أثارني في غيبته ، رحمه الله ، هو تعليقه على نصّنا ، الواقفي جدا ، " إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين ، إحداهما تطول ، حتى يقول بعضهم مات ، وبعضهم يقول قتل ، وبعضهم يقول ذهب .. فلا يبقى ، على أمره من أصحابه ، إلاّ نفرٌ يسير .. لا يطّلع على موضعه أحدٌ من وليّ ولا غيره ، إلاّ المولى الذي يلي أمره " ويقول النعماني ، بعد إيراده لهذا النص " لو لمْ يكن يُروى ، في الغيبة ، إلاّ هذا الحديث ؛ لكان فيه كفاية لمن تأمّله " -8
    وهذه الرّواية ، جليلة القدر ، موسويّة الإشارة ، وردتْ أساسا - ياللذهول - في كتابنا " نصرة الواقفة " للعلوي ، وهي من النّصوص التي استدللنا بها على أحقيّة ما ذهبنا إليه من مهدويّة صاحبنا ، علينا منه الرّحمة والسلام ، وقد ذكرها شيخكم الطوسي ، في غيبته ، في معرض ردّه على السيّد العلويّ وأدلّته الواقفيّة ، وقال عنها بأنها وردت في كتابه آنف الذكر .. ومن المهم ، أيضا ، الإشارة إلى أنّ هذا النّص مرويّ عن سيّدنا عبد الله بن جبلة ، الواقفي الشهير ، والثقة ، ذات الوقت ...
    ولعلّ أكثر ما دعا النّعماني لتعليقه الفرِح هذا هو جملة " لا يبقى على أمره من أصحابه إلاّ نفر يسير " خصوصا إذا علمنا أنّ زمن النعماني هو ، فعلا ، زمن النفر اليسير ، ممّن آمن بوجود ومهدويّة محمد بن الحسن العسكري ، وكأنّ الشيخ هنا يكاد يقول ؛ ها .. انظروا كيف تنبأ الصّادق عليه السّلام بغيبة محمد بن الحسن وكيف أشار إلى حقيقة أنه لا يبقى على أمره إلاّ نفر يسير .. وها نحن ذا نفرٌ يسير !! غاضّا الطرف عن واقفيّة المتن والسّند .. -9
    أمّا " الإمامة والتبصرة من الحيرة " للصّدوق الأب ( ت 329 هـ ) فقد وردتْ فيه ، على صغر حجمه حوالي " 20 " رواية عن " 11 " واقفي ، هذا فقط في صلب الكتاب ، عدا المستدرَك ..
    ماذا عن الإبن ؟..
    في إكمال دين الصّدوق الإبن ( ت 381 هـ ) وردتْ " 61 " رواية عن طريق " 13 " واقفي ، أبرزهم ؛ المرحوم البطائني ، وعثمان بن عيسى الرواسي ، فقد كانت حصّة الأول " 17 " نصّا ، أمّا الثاني ؛ فثمانية ، فيما تلقّف الباقي أبناء سماعة ، والميثمي ، والحذّاء ، وحنان بن سدير ، وغيرهم ..
    وقد ركّزتُ على إحصاء مرويّاتنا ، نحن الشيعة الواقفيّة ، في هذه الكتب تحديدا ، كونها كتبا إستدلاليّة ، تمّ تصنيفها من قبل كبار الإثنيعشريّة ، لإثبات مهدويّة محمد بن الحسن ، فيما رواياتنا ، ومن ضمنها ، بالتأكيد ، تلك التي استدللتم بها وذكرتموها في كتبكم ، كلها تشير إلى مهدويّة سيّدنا موسى بن جعفر ، وتدلّ عليه ، وإليه ..
    دعكم ممّا يلهج به الإمّعات من الذين تخلوا ، بكل براءة الحمقى ، عن عقولهم ، ونسوا فضيلة التأمّل الحر ، مردّدين ، دونما وعيٍّ ، ما قاله المتعجّلون ، والمتأزّمون ، مِن أنّ رجال الواقفة لا يوثَق بهم ، وأنّهم مجرّد سرّاقٌ مرقوا من نافذة التاريخ وانقرضوا ، وأنّه لا قيمة لهم ولا شأن ، فما هم إلاّ " كلابٌ ممطورة " -10 ، وانظروا ، بعين العقل المجرّد من المسبقات ، لحال هؤلاء الرّجال في كتب رجالكم أنت أنفسكم ، أنظروا مثلا لتوثيق كلٍّ مِن " أحمد بن الحسن الميثمي ، حنان بن سدير ، سماعة بن مهران ، عبد الله بن جبلة ، زياد القندي ، عثمان بن عيسى ، كلاهما الكلابيّ والرّواسيّ ، وهيب بن حفص ، الخثعمي ، منصور بن يونس بزرج ، أبناء سماعة ، الطاطريّ ، احمد بن رباح ، حسين بن أبي سعيد المكاري ، ابراهيم بن صالح الأنماطي ، يحيى بن قاسم الحذّاء " وغيرهم كثير ..
    أمّا البطائنيّ ، الذي يقع في إسناد حوالي " 550 " رواية في الكتب الأربعة ! ، والذي عدّه الشيخ الطوسي في غيبته ، أصل الوقف ، وطعن فيه وفي روايته ، نجده ، في رجاله ، وتهذيبه ، لا يطعن فيه ! ولا يقول فيه ، لا بمدح ولا بقدح ، فقط يشير إلى واقفيّته ( النّجاشي أيضا ينحو ذات المنحى ) بل إنه يعترف بأنّ الطائفة قد عملتْ بأخباره -11 ، ويقول عنه في " الفهرست " بأنّ له أصلاً -12 ..
    وأنّ ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والبزنطي قد رووا عنه ، ويؤكّد أيضا بأنّهم لا يروون إلاّ عن ثقة ! ولذا جعلَ الوحيد البهبهاني رواية أصحاب الإجماع الثلاثة هؤلاء عن البطائني أمراً مؤيّدا لوثاقته -13 ..
    وإضافة لذلك ، نجد أنّ ابن الغضائري ، في معرض حديثه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، يقول بأنّ أباه أوثق منه .. ولا يخفى ما توحيه تلك العبارة من توثيق للرّجل ، وابن الغضائريّ هذا مشهور بالتّضعيف لا التوثيق ، ولم يسلم منه إلا القليل من الرّجال ، وتوثيقه للبطائني له أهميّته البالغة ...
    ونجد أيضا الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي في " وسائل الشيعة " بعد نقله لخبر كان البطائني في طريقه ، يقول " أكثر رواته ثقاة ، وإن كان منهم علي بن أبي حمزة وهو واقفي ، لكنه وثّقه بعضهم " -14
    وكذلك تأكيد السيد الخميني رواية الكثير من المشايخ وأصحاب الإجماع عنه ، وقول بعضهم بوثاقته -15 ..
    إضافة لكل ذلك - وهذا ممّا يدعو للتأمّل وإعادة النظر بسذاجة الرأي القائل بالعامل المادي للقول بالوقف - نرى أنّ قسما من أصحاب الإجماع الذين ذهبَ الإثنيعشرية إلى تصحيح ما يصحّ عنهم ، وقبول حتى مراسيلهم ، هم ممّن اعتنق الوقف ، على الأقل في فترة من فترات حياتهم ، طالتْ أو قصرتْ ، ثمّ عدلوا عنه إلى الإعتراف بإمامة الرّضا ، والتسليم بموت والده ، ونذكر من هؤلاء " عبد الله بن المغيرة ، جميل بن دراج ، حماد بن عيسى ، أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي " !..
    وهنالك أيضا أسماء كبيرة ومهمّة ، ولا يرقى إليها الشكّ نزاهةً وصلاحا ، قد اعتنقت الوقف لفترة من الزمن ثمّ توقّفتْ عنه لأسباب شتى ، من ضمنها الإستخارة ، وقد ذكر الطوسي بعضا من هؤلاء مثل " عبد الرحمن بن الحجاج ، رفاعة بن موسى الأسدي ، يونس بن يعقوب البجلي ، الحسن بن علي الوشّاء ، داود بن كثير الرقي " وكذلك " إبراهيم بن موسى بن جعفر " ! وهو سيّد جليل القدر ، عظيم الشأن ، ثقة ، ومِن أحبّ وُلد الكاظم إلى قلبه ، وقد كان واقفيّا ، وممَن أنكر موت أبيه عليه السلام وقال بمهدويّته ، ولم يُؤثر عنه أنه قد تركَ الوقف على الإطلاق ، لكنّني صنّفتُه مع الذين تركوا ، فقط لظنّ المامقاني في " تنقيح المقال " ج 3 : 34 بأنّ واقفيّة إبراهيم كانت لشبهةٍ عرضتْ له عنده وزالتْ .. ولا أدري ، حقيقة ، كيف قطع المامقاني بزوالها ؟! وعلى أيّ شيء استند في تصوّره للتّرك ؟ ..
    هؤلاء ، يا سادتي ، هم رجال الواقفة ، وكما عرفتم فأنّ معظمهم ممّن لا يُشكّ بتقواه وورعه وعلمه ورجاحة عقله ، بل امتدّ الأمر ليشمل بيت الإمام نفسه ، عنيتُ سيّدنا إبراهيم بن موسى بن جعفر ، وهو من القداسة بمكان يجعلك لا تمرّ على إسمه إلاّ بكل مهابة وخشوع ...
    فهل يُعقل ، بالله عليكم ، أن يكون سبب الوقف هو أموال تمّت سرقتها ، والإستئثار بها ؟! .. ما بال مَن مرّوا ، أهم سُرّاقٌ أيضا ؟ .. وقوفهم ، ولو لفترة من الزمن " طالتْ لدى البعض لأكثر من عشر سنين " وهم على ما هم عليه من الوثاقة والصّلاح ؛ دليلٌ على أنّ المسألة ليستْ مسألة أموال سُرقتْ ، وإنّما هو حلمٌ بالخلاص قد تبدّدْ ، وأعوامٌ من الإنتظار قد ذهبتْ هباءً منثورا ..!
    هي النّصوص ، إذن ، تلك التي أكّدتْ لهم ، مرارا ، أنّ الله مُنقذهم بسميِّ الكليم موسى ....
    ولنختم ما أطلنا الحديث فيه ، بحواريّة رائعة ، جرتْ ما بين صاحب الإجماع ، الثقة الجليل القدر أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي وسيّده على الرّضا ، تناولا فيها موضوع الواقفيّة ، فبيّنَ الإمام عليه السلام منشأ ذلك الإعتقاد ، وحقيقة أمره ، وبما أنّ النّص طويل جدا ويتجاوز الـ " 3 " صفحات ، فسنقتصر على إيراد ما يعنينا منه ...
    روى البزنطي أنه قد كتب إلى الرّضا مجموعة مسائل ، حول الوقف وأسبابه الحقيقيّة ، فكتب له الإمام موضّحا :
    " ... فلمّا حدثَ ما حدث من هلاك أبي الحسن ؛ إغتنمَ ( ابن السّراج ) فراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إيّاي ، وتعلّلَ ، ولعمري ما به من علةٍ إلاّ اقتطاعه المال ، وذهابه به ..
    وأمّا ابن أبي حمزة ؛ فإنّه رجلٌ تأوّلَ تأويلا لم يُحسنه ، ولم يُؤتَ علمه ، فألقاهُ إلى النّاس ، فلجّ فيه ، وكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأوّلها ، ولم يُحسن تأويلها ، ولم يُؤتَ علمها ، ورأى أنّه إذا لم يُصدّق آبائي بذلك ؛ لم يدر لعلّ ما خُبّر عنه ، مثل السّفياني وغيره ، أنّهُ كانَ ، لا يكون منه شيء .. وقال لهم ( أي البطائني ) ؛ ليس يسقط قول آبائه ( عنى موسى بن جعفر ) بشيء .. ولعمري ( والحديث هنا للرّضا ) ما يُسقط قول آبائي شيء ، ولكن قصُرَ علمه عن غايات ذلك وحقائقه ، فصار فتنة له ، وشبهة عليه ، وفرّ من أمرٍ ( تكذيب الأئمة فيما قالوه من مهدويّة الكاظم ) فوقع فيه .. وقد قال أبو جعفر عليه السّلام : مَن زعمَ أنّه ( عنى اللهَ ) قد فرغّ من الأمر ؛ فقد كذبْ ، لأنّ لله عز وجلّ المشيئة في خلقه ، يُحدثُ ما يشاء ، ويفعل ما يريد ، ذريّة بعضها من بعض ، فآخرها من أوّلها ، وأوّلها من آخرها ، فإذا خُبّرَ عنها بشيء بعينه أنّه كائنٌ فيه ، فكانَ في غيره منه ؛ فقد وقعَ الخبر على ما أخبروا .. أليسَ في أيديهم ( عنى الواقفة ) أنّ أبا عبد الله عليه السّلام قال : إذا قيل في المرء شيءٌ ، فلم يكن فيه ، ثمّ كان في وُلده من بعده ؛ فقد كان فيه ؟ ... -16
    ونفهم من المقطع الذي نقلناه عن النّص السّابق - والذي أرى أنّه يتناسب وأخلاق أهل بيت النبوة ، وسعة حلمهم ، وورعهم - عدّة أمور ، نُجملها بما يلي :
    1- تناوُل الإمام لبعض كبار الواقفة كابن السّراج ، والبطائني وجماعته ، ورؤيته لأسباب وقفهم .. فنراه يؤكّد السّبب المادي لقول ابن السّراج بالوقف ، وينفي عنه أيّ سبب عقائدي دعاه لذلك ، أو أيّ شبهةٍ تأويليّة عرَضتْ له ، وإنّما هو " المال العظيم " الذي أودعه موسى بن جعفر عنده ، فاستأثرَ به لنفسه ، وهذا ، لا شيء سواه ، هو ما دعاه لاعتناق الوقف .. لكن يجب ملاحظة أنّ ما قام به ابن السّراج هذا ، كان تاليا لوقف سيّدنا البطائني وجماعته ، بل إنّه قد اتّخذ من اعتقاد الأخير وجماعته بالوقف ، سببا تمويهيّا ليقوم بما قام به من السّرقة ، بحسب نصّ الرّضا نفسه " إغتنمَ فراقَ عليّ بن أبي حمزة وأصحابه إيّايَ ، وتعلّلْ " أي تعلّلَ بواقفيّة البطائني وجماعته ، وما يرووه من النّصوص حول مهدويّة السّابع عليه السّلام ، فقال بالوقف ، لكنّ حقيقة أمره - كما يرى الإمام - لا تعدو كونه مجرّد لصّ لا أكثر ، وتعلّته بواقفيّة البطائني لم تكن سوى ذريعة لشرعنة السّطو ..
    2- إثبات الإمام لبراءة البطائني من تهمة الدافع المادي لقوله بالوقف ، تلك التّهمة التي ألصقها به معظم ، إن لم نقل كل ، فقهاء الإثنيعشرية وعلمائهم .. فالرّضا علينا منه السّلام يؤكّد أنّه ليس هنالك من سبب مادي وراء اعتقاد البطائني وجماعته بالوقف ، إنّما هي الشبهة ، والتأويل الخاطيء لنصوص صحيحة ، سمعها ، وغيره ، ممّن سبقَ من أئمة الهدى رضوان الله عليهم أجمعين ..
    3- إقرار الإمام بالبداء الحاصل في سيّدنا موسى بن جعفر ومهدويّته ! .. ففي إشارتين واضحتين جدا لصدق مرويّات الواقفة حول مهدويّة المولى عليه السّلام ، يختم الرّضا حواره مع البزنطي بذكر حديثين يرويهما عن السّيدين الجليلين الباقر والصّادق ، يؤكّدان فيهما موضوعة البداء ، وأنّه " إذا قيل في المرء شيءٌ ، فلم يكن فيه ! وكان في ولده من بعده ؛ فقد كان فيه " وهو هنا يوجّه كلامه السّابق للواقفة ، ويذكّرهم بأحاديث أهل البيت السّابقين ، في محاولة منه لإيضاح حقيقة أنّ بداءً قد حصلَ مع " قائمنا المنتظر " ، وبالتّالي ، فسيكون " موعودنا " منهُ ، لا هو ... وهذا هو ، بالضّبط ، ما أشار إليه الشيخ المجلسي في معرض تعليقه على النّص السّابق :
    " وحاصل جوابه عليه السّلام ( أي الرّضا ) يرجع ، تارةً ، إلى أنّه ( عنى مهدويّة صاحبنا ) ممّا وقعَ فيه البداء ، وتارة ، إلى أنّه مؤوّل بأنّه يكون ذلك في نسله " -17
    وللمجلسيّ ، أيضا ، تعليق آخر حول الزيارة الواردة عن الإمام الرّضا لأبيه الكاظم " السّلامُ على مَن بدا لله في شأنه " ! والمروية في " كامل الزيارات " للقمي ( ت 368 هـ ) و " التهذيب " للطوسي ( ت 460 هـ ) – 18، وذلك بقوله رحمه الله :
    " يمكن أن تكون إشارة إلى ما وردَ ، في بعض الأخبار ، أنّه كان قُدّرَ له عليه السّلام أنّه القائم بالسّيف ، ثمّ بدا لله فيه ... " -19... هنالك أخبارٌ وردتْ إذن ؟! ...
    نسأل الله حسن الخاتمة ! ....


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1- الغيبة للطوسي : 42
    2- الغيبة للطوسي : 43
    3- إثبات الهداة ج 4 : 225
    4- الفصول المهمة : 54 و الإرشاد : 319 كلاهما للمفيد
    5- الغيبة للطوسي : 19
    6- كشف الغمّة للأربلي ج 3 : 27
    7- الغيبة للطوسي : 42 - 44
    8- الغيبة للنعماني : 171 - 172 والغيبة للطوسي : 29 عن نصرة الواقفة للعلوي ! ، والرّوايتنان ، في الطوسي والنعماني ، بذات السّند !
    9- وردتْ إشارات عديدة للنعماني في غيبته حول قلة المؤمنين بوجود ومهدويّة محمد بن الحسن العسكري ، مبثوثة في طيّات كتابه
    10- كلابٌ ممطورة ، لقب أطلقه على الواقفة أحد أعدائهم التقليديّون ، نتيجة لمشاجرة لفظية جرت بينه وبين بعضهم ، وتحتمل معنَيين ، أوّلهما ؛ النتانة ! والثاني سراية الخبث إلى مَن يقرب منهم ، والمعنى الثاني يشير ، بوضوح ، للتأثير العقائدي الذي خلقه الواقفة في المحيط الذي يعيشون فيه
    11- عدّة الأصول للطوسي : 61
    12- الفهرست للطوسي : 96
    13- قواعد الحديث للغريفي نقلا عن " تعليقة منهج المقال " للبهبهاني : 223
    14- قواعد الحديث للغريفي نقلا عن وسائل الشيعة للعاملي
    15- بحث إستدلالي في ولاية الفقيه للخميني : 27- 28
    16- قرب الإسناد للحميري : 203 - 206 وبحار الأنوار للمجلسي ج 49 : 165- 268 نقلا عن قرب الإسناد
    17- بحار الأنوار للمجلسي ج 49 : 268
    18- كامل الزيارات للقمي : 301 والتهذيب للطوسي ج 6 : 163 وبحار الأنوار للمجلسي ج 102 : 7 نقلا عن كامل الزيارات
    19- بحار الأنوار ج 102 : 9
    وقفوهم .. إنهم مسؤولون

    [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]
  • صالح
    عضو نشيط
    • 15-10-2008
    • 117

    #2
    رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد وآل محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياك الله اخ ابراهيم عبد علي ضيفا كريما و مرحبا بكم في منتديات انصار الله انصار الامام المهدي ع اتباع الامام احمد الحسن اليماني ع وصي ورسول الامام المهدي محمد ابن الحسن (ع) والمهدي الذي يولد آخر الزمان المذكور في وصية جده رسول الله ص باسمه وصفته والموجود الآن .. ونسال الله لك التوفيق لمعرفة الحق ونصرته


    موضوع يستحق القرآءة وان شاء الله سيتم الرد

    انت ربما ركزت في موضوعك على الموقف الإثنيعشري ولم تعرف فحوى دعوة الامام احمد الحسن اليماني عليه السلام
    فنرجو منك الاطلاع على المنتدى وعلى مواقعنا على الانترنت لتتعرف اكثر على هذه الدعوة

    حياك الله مرة أخرى واهلا بك
    إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ

    Comment

    • نجمة الجدي
      مدير متابعة وتنشيط
      • 25-09-2008
      • 5279

      #3
      رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

      بسم الله الرحمن الرحيم
      والحمد لله
      مرحبا بك في منتديات انصار الامام المهدي
      قبل ان نناقش مسألة مهدوية الامام موسى بن جعفر ع .....هل لك ان تثبت امامته ع لمسلم يؤمن بمحمد ص أو لنقل ماهو منهجك العقائدي في اثبات خلافة احد خلفاء الله في ارضه ومن ثم طبق لنا منهجك على موسى بن جعفر ع ليكون للنقاش اساس معقول ولايكون نقاش طرشان كما يقال
      قال يماني ال محمد الامام احمد الحسن (ع) ليرى أحدكم الله في كل شيء ، ومع كل شيء ، وبعد كل شيء ، وقبل كل شيء . حتى يعرف الله ، وينكشف عنه الغطاء ، فيرى الأشياء كلها بالله ، فلا تعد عندكم الآثار هي الدالة على المؤثر سبحانه ، بل هو الدال على الآثار

      Comment

      • صالح
        عضو نشيط
        • 15-10-2008
        • 117

        #4
        رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

        الضيف إبراهيم عبد علي, فقط لنتعرف بك اكثر ...
        هل انت نفس الكاتب الذي نشر السنة الماضية مجموعة من المقالات في بعض الصحف الالكتروينة مثل موقع كتابات حول الواقفية وكتاب الغيبة للشيخ الطوسي؟

        وحياك الله
        إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ

        Comment

        • ابراهيم عبد علي
          عضو جديد
          • 01-09-2011
          • 13

          #5
          رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

          الأخوة الأكارم
          السلام عليكم
          وفقكم الله لكل خير وهدانا ، وإيّاكم ، سواء السبيل بحق سيدنا محمد مفتتح الوجود ، والتجلي الأتمّ للمعبود ، وآله الطاهرين الأخيار الأنجبين ، وصحبه الطيبين ..
          أنا أولا وآخرا بين أخوتي وأهلي وإن اختلفنا وتفرّقت بنا الدروب ، فمقصودنا الأوحد هو الله ، وذا وحده كفيل بجمع ما فرّقته العقول ، أو الظنون
          أو ما لستُ أدري مما يفرّق ويُبعد ...
          هي رؤىً تجمّعتْ ، نتيجة بحث طويل ، وجلّ من لا يسهو أو يُخطيء ، فلست ممّن يدّعي امتلاك الحقيقة ، لأنني أساسا افتقر لمعيارها ، وأظنّ ، مسبقا ، أن آليات العقل في التفكير ليست بالوثوق الذي يجعل المرء يطمئن أو يثق بكل نتائجها ، وإن كان هذا لا يمنع ضرورة المحاولة ، بذات الوقت الذي يُسأل اللهَ فيه السّداد والتوفيق ...
          وبظني أنّ للواقفية شأنٌ ، وأيّما شأن ، في كل بحث يمكن أن يُكتب حول المهدي والمهدويّة ، وذلك للكم الهائل من النصوص الواردة عن طريقهم بهذا الشأن ، وهذا لا يعني أنّ كل هذه النصوص هي واقفية النزعة ، موسويّة المحتوى ، لكن على الأقل هنالك مجموعة ليست بالقليلة ، هي كذلك ، ولا يمكننا فهمها إلا من خلال واقفيّتها تحديدا ، دون أن تتعدى ذلك إلى أيّ مهديٍّ آخر غير سميّ الكليم ، وكل محاولة لفهمها عن أي طريق آخر غير الوقف ؛ تُعتبَر تجاوزا وانتهاكا للنصّ نفسه من خلال تحميله ما لا يحتمل ، واجتراح دلالاتٍ لا ينطوي عليها النصّ أساسا ...
          المسألة أكبر من أن توضّح بمثل تلك العجالة ، ولا يمكن أن أنجو من صخرة سوء الفهم ، إن لم أعط الموضوع حقه من التفصيل الدقيق ، وذا يعني أن هنالك مجموعة قضايا سيتمّ طرحها تدريجيا _ إن سمحتْ الإدارة بذلك طبعا _ لنحاول تكوين صورة كاملة عن موضوعنا ، ولنرى إلى أين يمكننا أن نصل ، أو ربّما لا نصل لأيّ دربٍ أساسا ، فبعض الطرق لا تؤدّي إلى جهةٍ !
          هي محاولة لصفع التّيه .. على الأقل تيهي ...
          أما بالنسبة لمنهجي العقائدي في مجال معرفة خلفاء الله ، أو إثبات خلافتهم ؛ فيحتاج أيضا لتفصيل ليس هذا وقته ، لكن على العموم ؛ هو النّص ، عنيتُ نصّهم ، أو نصّ السابق على اللاحق ، رحمنا اللهُ بهم جميعا ...
          شكرا لكل الطيبين الذين مرّوا من هنا .....
          إبراهيم عبد علي
          وقفوهم .. إنهم مسؤولون

          [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

          Comment

          • ابراهيم عبد علي
            عضو جديد
            • 01-09-2011
            • 13

            #6
            رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

            الواقفية / هكذا كان بدؤنا





            من هم الواقفة ؟..

            أهم تلك الفرقة الشيعية المحبَطة التي تكوّنت بعد وفاة موسى الكاظم ، مدّعية مهدويّته ، وعدم موته ؟ .. ولمَ سُمّوا بالواقفة ؟ ألم يقف قبلهم من احدٍ أبدا ، ليُعرفوا ، تحديدا ، بهذا الإسم ، فيكون دالا ، بحكم الضرورة ، عليهم ؟..
            فما شأن السبأية والناووسية والفطحية وغيرها من الفرق التي ذهبت في المهدوية مذاهب شتى ؟ ما شأن من جاء بعدهم ، من المحمّدية والحسنية ؟ ألم يقف كل أولئك ، مدّعين مهدوية أصحابهم ، وعدم موتهم ؟ ..
            لمَ غلبتْ علينا تسمية الواقفة ، ولمْ نسمّى بالموسوية ؟.. وما هو الفرق ما بيننا والفرق المهدوية الأخرى ؟..
            نتشابه في الجرحِ لا شكّ ، ففيمَ افترقنا ؟...
            أفي المخلّصِ ؟ ... وماذا بعد ؟ ..
            الفرق بيننا وبينهم هو النصوص ! ..

            فلم يرد لبقية الفرق ، ولو جزءاً بسيطا ، مما ورد في مهديّنا المنتظر من الروايات عن أهل بيت النبوة عليهم السلام ، وكلها تشير إلى حتمية عدم موته حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملأها الظالمون جورا .. ولذا امتنع جلّ أصحابه وأصحاب أبيه عن التصديق بقضية موته ، وذلك لما تواتر عندهم واستفاض من النصوص التي تؤكد مهدويّته ، وتنهاهم عن التصديق بهذا الموت الذي ليس هو ، في الحقيقة ، إلا شبهة تنبأ بحصولها الأئمة أنفسهم من خلال التنبيهات المستمرة والمسبقة حول هذه الفتنة ، التي جرى التحذير منها مرارا خصوصا من قبل أبيه وجده عليها السلام ..
            فرقٌ آخرُ ؛ هو استمرارية وجودنا ، نحن الواقفة ، لفترة طويلة من الزمن ، فاقت كل الفرق المهدوية الأخرى ، فقد امتدّتْ بنا الحياة لما بعد عصر الطوسي ( ت 460 هـ ) كعقيدة وأفراد ، وستتجاوز ، بالتأكيد عصر ولاية الفقيه ( لكم ابتعد التشيع الإثناعشري عن أصله بولاية الفقيه هذه ؟! ) كتأثير واضح في تشكيل العقيدة والفقه الإثنيعشري ، أدامهما الله ! ..
            ومما تميّزتْ به فرقتنا الحقة ؛ هو إقلاقها للإثنيعشرية ، والتسبّب في خلق أزمة كبيرة ، بالنسبة إليهم ، مما اضطرّهم إلى التعامل معنا بعدائية شديدة وغريبة ، وصلتْ حد نعتنا بالكفر والزندقة والمروق عن الدين ، ولم تكتف بكل ذلك الإقصاء والتهميش والظلم ، حتى ختمتْ بذاءاتها بالإفتراء على سادة طائفتنا باللصوصية ! ..
            وقبل البدء في بحث كل هذه القضايا ؛ لنعرف ، أوّلا ، بدئنا ...

            افترقت الشيعة ( كالعادة طبعا ! ) بعد وفاة موسى الكاظم ، رضي الله عنه وأرضاه ، إلى ثلاثة فرق :

            1- القطعية ؛ وهم الذين قالوا بموت الإمام الكاظم ، وقطعوا على إمامة ولده الرضا ..
            2- الأحمدية ؛ وهم الذين ذهبوا لإمامة أحمد بن موسى الكاظم ، بعد " توهّمهم " موتَ أبيه ..
            3- الواقفية ؛ وهم الفرقة الناجية ( أسوء ما قد يطالعه المرء من أدبيات التراث الإسلامي هو مفهوم الفرقة الناجية ، فمن هنا ، تحديدا ، انبجستْ كل البشاعة والعنف الذين سيسِمان كل الطوائف الإسلامية فكرا وسلوكا ، فأن أكون ، لوحدي ، ناجيا ، فيما كل الآخرين ، في نار الرجس والكفر واللعنة ؛ تلكم هي البذرة الخبيثة التي سيتولد منها كل ما يفصل الإنسان عن الإنسان ، بل كل ما من شأنه أن يتخذ مظهرا عدائيا ، كما لعنةٍ ، تجاه الحياة بأسرها ) الذين أنكروا موت الإمام ، وقالوا ، بكل يقين الأنبياء ، بمهدويّته ، وخلاصهم على يديه !..

            وتشعّبتْ الفرقة الأخيرة إلى " 6 " فرق ! يجمعها مكوّن واحد هو الوقف .. وهذه الفرق هي :

            1- فرقة قالت ؛ أنّ موسى بن جعفر لم يمت ، إنما هو المهدي الذي ، برغم موت الآخرين ، يحيى ، وقد هربَ من السّجن ، فيما لم يره من أحدٍ أبدا .. هو الآن غائب عنا ، لكنه سيعود !
            2- فرقة ادّعتْ أنه القائم الموعود ، لكنه مات بسجن الرشيد ، وقام ، كما المسيحُ الحيّ ، بعد موته ، إلا أنه هناكَ ، في موضع من المواضع الشريفة ، يلقى أصحابه ويلقونه ، حتى يأذن له بالظهور ربُّ الجنود !
            3- فرقة قالت بموته ، وأنّ فيه شبها من عيسى ، هو لم يرجع بعدُ ، ولم يقم من موته ، لكنه سيرجع وقت قيامه من موته لتنير الأرض من جديد بنور ربّها !
            4- فرقة صرختْ ؛ لم يُقتل بسمّ الرشيد وسجنه ، إنما رفعه الله إليه ، وسيردّه ، كما المسيح أيضا ، من جديد !
            5- فرقة اللاأدرية ( أحيانا لا يكون التيهُ في قول لا أدري ، إنما ؛ أدري ! ) وهم الذين قالوا ، بعيون تملأها الحيرةُ ؛ لا ندري ، أحيٌّ هو أم ميّتٌ ، لأنا روينا أخبارا كثيرةً تدلّ على أنه صاحبنا المرتجى ، أنكذّبها أم نكذّب عيوننا ؟!
            6- فرقة المولى الذي يلي أمره ! ويُقال لهم البشريّة ، وهم أصحاب محمد بن بشير ، الذين قالوا أنه لم يمت ، وهو الحيُّ المنتظر ، غائبٌ ، يا لوعة الروح ، عنا ، وقد استخلف ، في وقت غيبته ، وصيّهُ ورسوله محمد بن بشير ، وأعطاه خاتمه ، وعلّمه جميع ما تحتاج إليه رعيّته ، وفوّضَ إليه أموره ، وأقامه مقامه ! "1"
            وليس غريبا أن نجد نصوصا روائية كثيرة ، تشير إلى المهديّ المنتظر ، وفق الصّفات التي ذهبتْ إلى الإعتقاد بها فيه ، تلك الفرق الواقفية ، لكن الغريب والمدهش ، هو أن تجد الإثنيعشرية ، واليمانيّة ، والقحطانيّة ، يستدلون بهذه النصوص ، لإثبات مهدويّة أصحابهم ، فيما حقيقة الأمر ، هي أنّ هذه النصوص نصوصنا ، نحن الواقفة ، وتشيرُ ، لاشكّ ، لسيّدنا ومهديّنا ، عنيتُ قائد الجيش والعسكر ، موسى بن جعفر .. "2"
            هكذا كان بدؤنا ... فكيف كان الختام ؟...


            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            1- فرق الشيعة للنوبختي ( ت 309هـ ) : 90-93
            2- قائد الجيش والعسكر ؛ هو أحد الألقاب المثيرة ، والتي تدعو ، حقا ، للتأمل ، لسيّدنا موسى بن حعفر ، وهو لقب عُرفَ به عليه السلام في حياته ، كما أشار إلى ذلك كل من : الشيخ عباس القمّي في " الكنى والألقاب " ج1: 183 نقلا عن " الإثني عشريّة " للخواجة نصير الدين الطوسي ، وكذلك باقر شريف القرشي في " حياة الإمام موسى بن جعفر " ج1: 50 نقلا عن " تحفة الأزهار وزلال الأنهار " للسيّد ضامن بن شدقم ، مخطوط في مكتبة الإمام كاشف الغطاء في النجف ...

            وقفوهم .. إنهم مسؤولون

            [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

            Comment

            • ابراهيم عبد علي
              عضو جديد
              • 01-09-2011
              • 13

              #7
              رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

              الواقفية \\ محنة النصوص أم خيبة الواقع السياسي






              الواقفية هي من أكثر الفرق الشيعية مثارا للجدل ، وأكثرها مساهمة في تشكيل العقيدة والفقه الإثنيعشري ، وأكثرها ، ذات الوقت ، لعنة وطردا ..
              حتى أننا نجد أن الشيخ الطوسي يُفرد لها ، في غيبته ، ما يقارب الـ " 32 " صفحة ، فيما لايتحدث عن بقية الفرق إلا بشكل عابر ..
              ونجد أيضا كبار الإثنيعشرية يؤلفون الكتب في الرد على هذه الفرقة ، في محاولة منهم للحد من تأثيرها ، واتّساع نطاقها الذي أربكهم ، وجعلهم يروون عن أئمتهم كل ما من شأنه الحط من قيمتها ، والتشديد على ضرورة عدم الإختلاط بأفرادها ومجاميعها ، بشكل نهائي ، فهم " زنادقةٌ .. مشركون .. وكفار .. فأظهروا لهم العداوة ما استطعتم ، وتبرؤوا منهم ، واقنتوا عليهم في صلاتكم .. لا تعودوا مرضاهم ، ولا تصلوا على أحد منهم مات أبدا ، فما هم إلا كلابٌ ممطورة ، لسراية خبثهم إلى من يقرب منهم " .. !
              ومن الكتب التي أُلفتْ بهذا الشأن :
              1- الرد على الواقفة للحسن بن موسى النوبختي ، صاحب " فرق الشيعة "
              2- الرد على الواقفة للحسين بن علي البزوفري ، أحد رواة الوصية اليمانية
              3- الرد على الواقفة لإسماعيل بن علي بن اسحاق بن سهل بن نوبخت
              4- الرد على الواقفة لفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني

              فيما نجد ، في الجانب الآخر ، استبسالا في نصرة المذهب الواقفي ، من قبل كبار الواقفة رحمهم الله :
              1- نصرة الواقفة للسيد الجليل علي بن أحمد العلوي الموسوي
              2- الصّفة في الغيبة " على مذهب الواقفة " للشيخ الثقة الجليل عبد الله بن جبلة
              3- رسالة في نصرة الواقفة لعلي بن الحسن الطاطري
              4- الغيبة " على مذهب الواقفة " للطاطري
              5- كتاب " القائم " الصغير للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني
              6- الغيبة للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني
              7- الملاحم للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني -1
              8- الغيبة لإبراهيم بن صالح الأنماطي
              9- الغيبة للحسن بن محمد بن سماعة

              لكن للأسف لم يصلنا من هذه المؤلفات أي شيء ، لا من مؤلفات رجالنا الواقفة ولا من كتب الإثنيعشرية ، اللهم إلا ما نقله لنا المرحوم الطوسي في غيبته من كتاب سيدنا الأجل علي بن أحمد العلوي " نصرة الواقفة " في معرض ردّه علينا في الصفحات 29-42 من كتابه آنف الذكر ..
              أما بالنسبة لرواياتنا ، نحن الشيعة الواقفة ، فتمتلأ ، وأيمُ الله ، كتب الإثنيعشرية بها ، بل الأدهى هو أننا نجدهم يستشهدون بها كثيرا في كتبهم الإستدلالية التي صنفها عظماؤهم وكبارهم في إثبات مهدوية محمّدهم ، فيما الحقيقة ، هي أنّ تلك الروايات لنا ، ولا تشير إلا لمهديّنا وسيدنا موسى بن جعفر عليه السلام ..
              الأمر فقط بحاجة إلى قليل من التفكير ، ودراسة الفترة الزمنية الممتدة ما بين إمامة الباقر وغيبة الكاظم ، يروق لكم أن تسمّوها موته ، أو قتله ، أو هلاكهُ ، لا غيبته ! .. سمّوها ما شئتم .. ألم ترد النصوص عن أبيه الصادق عليه السلام " إذا بلغكم عن صاحبكم غيبة ؛ فلا تنكروها " ؟ .. ألم تنكروها ، لتقولوا ، كما تنبّأتْ عشرات النصوص " ماتَ .. هلكْ .. في أي وادٍ سلك " ؟ ..
              ألم يرجع مهديّنا بعد غيبته الأولى ، في سجن المهدي ، إلى أهله ؟ فهل رجع مهديكم لأهله ، ثم غاب غيبته الطويلة التي تدّعون ؟ ..
              ألمهديّكم يُقالُ ، حين ظهوره " أنى يكون هذا ، وقد بليتْ ، منذ دهرٍ ، عظامهُ " أم لمهديّنا ؟ ..
              أسُنّة السّجن ، من يوسف الصّدّيق ، لمهديّكم كانت ، أم لمهديّنا ؟ ..
              مئات النصوص الواقفية تستدلون بها على مهدوية محمد بن الحسن ، وهي ، في الحقيقة ، لا تعنيه بقدر ما تعنينا ، بل هي أساسا لا تنطبق عليه على الإطلاق ، ولذا يحاول اليمانيّون ، والقحطانيّون ، تأويلها بمهديّ كل واحد منهما ، وهم محقين تماما في الذهاب لعدم انطباقها على مهدي الإثنيعشرية ، فكانوا ، بذلك ، الأكثر صدقا في التعامل مع هذه النصوص منكم ، والأكثر لها فهما ، إلا أنهم أصابوا هدفا ، ليُخطئوا آخر ! ...
              فمن هم الواقفة الذين أشار السيد المرتضى ( 353-436هـ ) إلى هائل تأثيرهم في الفقه الإثنيعشري بقوله " إنّ معظم الفقه وجمهوره ، بل جميعه ، لا يخلو مستنده ممّن يذهب مذهب الواقفة ، إما أن يكون أصلا في الخبر ، أو فرعا ، راويا عن غيره ، ومرويّا عنه ".. -2
              ما هي أدلتهم ؟ .. وما هو موقف الشيعة وأئمة الشيعة منهم ؟ .. وكيف تسنى لتيّار الوقف أن يجرف معه كبار أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ؟ ..
              كيف آمن به الثقاةُ ، التقاةُ ، وعلماء الشيعة وفقهائهم ؟ ..
              كيف ذهب للوقف إبراهيم بن موسى الكاظم ، وعبد الله بن المغيرة ، وجميل بن دراج ، والبزنطي ، والبطائني ، وابن جبلة ، وأبناء سماعة ؟ .. هؤلاء ليسوا ، أبدا ، بعابرينَ ، أو سُرّاقا ، أو مغفلين ...
              أهيَ النصوصُ ، أم اللصوص ؟ ..
              أم هي محنة القهر والبحث عن خلاصٍ ، وإن كان وهما ؟ ..
              أهي خيبة الواقع السياسي لأئمة أهل البيت وشيعتهم ؟ أم هو البداء ؟! ..
              آه .. حتى مَ يبدو لله في خلاصنا ؟!! ...
              أسئلة كثيرة وكبيرة تثيرها الواقفية ، وهذا ما سنحاول بحثه ودراسته فيما سيأتي ، دون وعد منا بالإجابة ، فأنا ، وتلك لعنتي ، كائن أثير من الأسئلة أكثر مما أجازف به من الأجوبة ، فالجواب لا يعنيني بقدر السؤال المحفز للفكر وإعادة النظر ، خصوصا في تلك القضايا الفكرية التي نتوهم أنها بديهية ، وغير قابلة للنقاش ، أو حتى مجرد التأمل ، فضلا عن الشك ..
              فالقضايا المفروغ منها ، المعتادة ، والمألوفة ، والتي لا يرقى إليها طير الشك ، هي ، في الحقيقة ، أولى الأشياء بالمسائلة ، والنقد ، والنظر بمنتهى الريبيّة ..
              فكونها بديهية ، مكتمَلة ، ولا تحتاج إلى التفكير ؛ هو ذاته شرَكُ الغواية ، والفخ الذي تنصبه للعقل تلك " الحقائق المقدّسة " لتمنعه عن التفكير ، أو توهمه بامتناعه ! ..
              الجوابُ ، وإن صدَمنا مسلماتكم الموقرَة ، هو شيء لا قيمة له على الإطلاق ، وبالذات ذلك النوع المكتمل والنهائي من الأجوبة ، والذي تُضفى عليه هالات القداسة السماوية ، واليقين المطلق ، بحيث يغدو من الحمق ، مجرد التصور بأنه من الممكن أن لا يكون جوابا أصلا ، بل هو في كينونته وعمقه الحقيقي ، حالة من حالات الهروب المريحة للعقل الكسول ، والجالبة لتلك الطمأنينة البليدة ، التي تفضّل أيّ شيء ، حتى ولو كان زائفا ومُضرّا ، على البقاء في دائرة قلق الأسئلة الكبيرة ، واستفزازات اللافهم ...
              لنحاول ولوج العتمة .. لكن أهنالك جدوى ؟ ..
              لا أدري ! ...

              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
              1 - ذات الكتاب الذي استقى منه الإثنيعشريون واليمانيّون رواية " أتاح الله لأمّة محمد برجل منا أهل البيت يسير بالتقى ويعمل بالهدى ... " فقد نقلها لنا صاحب البحار عن إقبال ابن طاووس عن كتاب الملاحم للحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني الواقفي الشهير
              2 – رسائل السيد المرتضى ج 3 : 310
              وقفوهم .. إنهم مسؤولون

              [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

              Comment

              • ابراهيم عبد علي
                عضو جديد
                • 01-09-2011
                • 13

                #8
                رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

                أدلتنا / 1- سابعنا قائمنا

                ونأتي الآن لسرد النصوص التي تؤكّد ما ذهبنا إليه ، نحن الواقفة ، من مهدويّة الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام ، ولنبدأ بتلك الرّوايات التي أشارت إلى قائميّة السّابع ..

                1- عن داود الرقي ، عن ذريح ، عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال : " سابعنا قائمنا إن شاء الله " -1 والسّابع ، كما لا يخفى ، هو موسى بن جعفر ..
                2- عن عبد الله بن سنان قال : سمعتُ أبا عبد الله عليه السّلام يقول : " إنّ جبرئيل أتى رسولَ الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بصحيفة مختومة بسبع خواتم من ذهب ، وأمرَ إذا حضرَ أجله أن يدفعها إلى علي بن أبي طالب ، ( فيفكّ الخاتم - ترميمٌ أرى ضرورته ) فيعمل بما فيه ، ولا يجوزه إلى غيره ، وأن يأمر كلَّ وصيٍّ من بعده أن يفكّ خاتمه ، ويعمل بما فيه ، ولا يجوزه إلى غيره " -2 وهذا النّص ، إن صحّ ، واضح الدلالة على قائميّة ومهدويّة موسى الكاظم ، فهو يؤكّد على أنّ عدّة الأوصياء بعد الحبيب " ص " هم سبعة " سبعة خواتم " أوّلهم سيّدنا علي وآخرهم مهديّنا موسى ..
                3- عن ذريح ، عن الصّادق عليه السّلام قال : " إنّ منا ، بعد رسول الله " ص " سبعة أوصياء ، أئمة ، مفترَضة طاعتهم ، سابعهم القائم ، إن شاء الله ، إنّ الله عزيز حكيم ، يقدّم ما يشاء ، ويؤخّر ما يشاء ، وهو العزيز الحكيم ، ثمّ بعد القائم أحد عشر مهديّا من وُلد الحسين " قلتُ : " مَن السّابع ، جعلني الله فداك ، أمرك على الرأس والعين ؟ " فقال عليه السّلام ، لثلاثة مرّات : " قلتْ " ثم قال " ع " : ثمّ بعدي إمامكم وقائمكم إن شاء الله " -3 وقد مرّت بنا هذه االرّواية قبل قليل ، مرويّة عن الرقي ، عن ذريح نفسه ، الفرق فقط هو أنها هنا مرويّة عن الصّادق ، فيما الأولى عن أبيه الباقر ، ويكمن الفرق أيضا في إجمال الأولى ، وتفصيليّة الثانية .. وممّا يدعو للتأمّل ، في هذه الرّواية ، هو ذكر الإمام لأحد عشر مهديّا يعقبون القائم المنتظر ..
                4- عن الصّادق عليه السّلام قال : " سابعكم قائمكم ، ألا وهو سميُّ صاحب التوراة " -4 وغير خفيٍّ هو الوضوح
                5- طلبَ أحد أصحاب الإمام الصادق أن يعيّن له الإمام من بعده ، فقال له عليه السّلام : " عِدّ الأيام " فعدّها مبتدئا بالأحد حتى بلغَ السّبتَ ، فقال له الإمام : " سبت السّبوت ، شمس الدّهور ، ونور الشهور ، مَن لا يلهو ولا يلعب ، وهو سابعكم قائمكم " ثمّ أشار لولده موسى -5
                6- عن بدر بن حازم قال : خرجتُ من الكوفة ، فلمّا قدمتُ المدينة ، دخلتُ على أبي عبد الله " ع " فسلّمتُ عليه ، فسألني : " هل صاحبَكَ أحد ؟ " قلتُ " نعم صحبني رجلٌ من المغيريّة " -6 قال " ع " : " فما كان يقول ؟ " قلتُ : " كان يزعم أنّ محمد بن عبد الله بن الحسن هو القائم ، والدّليل على ذلك ؛ أنّ أسمه أسمُ النبي ، واسم أبيه اسم أب النبي .. فقلتُ له في الجواب : إن كنتَ تأخذ بالأسماء ، فهو ذا في وُلد الحسين ؛ محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين " فقال : " إنّ هذا إبنُ أمَة ( يعني محمد بن عبد الله بن علي ) ، وهذا إبن مهيرة ( الحرّة غالية المهر ) يعني محمد بن عبد الله بن الحسن " .. فقال لي أبو عبد الله : " فما ردَدتَ عليه ؟ " قلتُ : " ما كان عندي شيء أردّ ( به ) عليه " فقال عليه السّلام : " لو تعلمون أنّه إبن ستّة " يعني القائم .. -7
                7- عن أبي الصّباح قال : دخلتُ على أبي عبد الله عليه السّلام ، فقال : " ما وراءك ؟ " فقلتُ : " سرورٌ من عمّك زيد ، خرجَ ، يزعم أنّه إبن ستّة ، وأنّه قائم هذه الأمّة ، وأنّه إبن خيرة الإماء " فقال عليه السّلام : " كذِبْ ، ليسَ هو كما قال .. إن خرجَ ؛ قُتل " -8 ويعلّق الشيخ المجلسي على هذه الرّواية قائلا " لعلّ زيدا أدخلَ الحسن عليه السّلام في عداد الآباء مجازا ، فإنّ العم قد يُسمّى أبا " -9 إذن ومن خلال هذا النّص والذي قبله نفهم أنه كان هنالك مفهوم شائع ، على الأقل لدى قسم من الشيعة ، زمنَ الصّادقَين عليهما السّلام ، مفاده أنّ القائمَ المنتظر هو إبن ستّة أئمة ، وأنّه إبن أمَة .. ونحن نرى أنه سيدنا موسى بن جعفر ، فيما يرى الإسماعيليّة أنه إسماعيل بن جعفر ، أما الزيديّة فيرون أنه زيد بن علي ..!!
                8- عن أبي بصير ، عن الصّادق عليه السّلام قال : " يا أبا محمّد ، بالقائم علامتان ؛ شامة في رأسه ، وداء الحزاز في رأسه ، وشامة بين كتفيه ، من جانبه الأيسر ( و ) تحت كتفيه ورقة مثل ورقة الآس ، إبن ستّة ، وابن خيرة الإماء " -10 .. لم نرَ علامتين ، إنّما علامات !
                9- عن الفضيل بن يسار قال : سمعتُ أبا عبد الله عليه السّلام يقول : " لا ينسجني والقائم أب " -11 ..
                10- عن الصّادق قالَ عليه السّلام ، في معرض جوابه على سؤال السيد الحميري ( الشاعر الكيساني المعروف ) حول الغيبة وبمن ستقع : " إنّ الغيبة حقٌ ، ستقعُ بالسّابع " ! .. وهذه الرّواية ذكرها الشيخ الكوراني في " معجم أحاديث المهدي " الجزء الثالث ، قسم أحادث الصّادق ، الحديث 909 ، نقلا عن " بشارة المصطفى " للطبري الصفحة 278 ... ويجب التنويه إلى أنني قد راجعتُ البشارة فلم أعثر على النّص بالصيغة التي ذكرها الكوراني " ستقع بالسّابع " وإنما وجدتها ( في الطبعات الحديثة للكتاب ) بصيغة " ستقع بالسّادس من ولدي " ! فيما نقلها لنا أحد الأخوة الأنصار " الأخ أبو رغيف " بصيغة " السابع من ولدي " ! نقلا عن " بشارة المصطفى " الصّادر عن مركز المصطفى ، وللأسف لم يتسنَّ لي مراجعة النسخة الصّادرة عن المركز ، كما لم أعثر على طبعة قديمة ، أو نسخة مخطوطة من الكتاب للتحقق من الأمر ... وعلى العموم ، فقد تكوّنتْ لدينا هنا ثلاثة صيغ لذات الرواية ، ومِن ذات المصدر ، لذات الصّفحة !! ( إن عشتَ أراك الدهرُ عجبا ) وكل واحدة من هذه الصّيغ تُخرجنا بنتيجة تختلف ، تماما ، عمّا يمكن أن تقودنا إليه كلٌ من الصيغتين الأخريين ، الأولى ) : " السّابع " وتقودنا ، هذه الصّيغة ، بالتأكيد ، لتعزيز موقف الواقفية في اعتقادهم بمهدويّة السّابع من الأئمة " ع " وهو سيّدنا موسى الكاظم ، خصوصا وأنّ هنالك رواياة أخرى عديدة تؤكّد هذا المعنى .. وإن كنا لا نعدم ، أيضا ، توجيها إسماعيليّا ، أو زيديّا ! .. الثانية ) : " السّادس من ولدي " وهذا هو مراد الإثنيعشرية ، وقد ورد النّص لديهم بهذه الصّيغة في " إكمال الدين " للشيخ الصّدوق الجزء الأول الصفحة 33 ... الثالثة ) : " السّابع من ولدي " وهو ما يرى اليمانيّون أنه دليل آخر من أدلة دعوتهم ، فبما أنّ السّادس من ولده ( عنيتُ الصّادق ) هو محمّد بن الحسن العسكري ، فمن يكون ، إذن ، السابع منهم غير السّيد أحمد الحسن ، يمانيُّ وقائم آل محمّد ؟ وإن كان هذا التوجيه للنّص ، واضح التكلف ، كونه يحتاج إلى قرينة تصرف المعنى ، بالنسبة للسّابع ، من المباشَرَة ، إلى إمكانيّة عدم المباشرة بالولادة والتسلسل ، مثلما هو واقع الحال مع السّتة من آبائه عليهم السّلام ، وقد يُرَدّ هذا الإشكال بنصوص عديدة وردتْ عنهم ، رضيَ الله عنا بهم ، تشير إلى إمكانيّة أن يقولوا في رجلٍ شيئا ، فلا يكون فيه ، وإنّما يكون في أحد من وُلده وذرّيّته ...
                11- عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : " على رأس السّابع منّا الفرج " -12 .. والسّابع منهم هو ، كما لا يخفى ، إمامنا ومهديّنا المنتظر موسى بن جعفر ، خصوصا مع ما مرّ معنا من نصوص تؤكّد لنا أنّ مهديّنا هو إبن ستة أئمة ، وأنّ الأوصياء بعد رسول الله " ص " سبعة أئمة ، وكذلك رواية عبد الله بن سنان حول الصحيفة التي بسبع خواتم من ذهب ... وقبل الختام ؛ دعونا نتأمل ، معا ، ردّ الشيخ الطوسي " رحمه الله " على نصّنا الأخير ، ذلك الرّد الذي وافقه ( يا للدهشة ) عليه الحر العاملي في إثبات هداته ، والكوراني في معجم أحاديث مهديّه ... -13
                يقول الطوسي ، بعد إيراده لهذا النّص المهم : " يُحتمَل أن يكون السّابع منه ، لأنه الظاهر من قوله " منّا " إشارة إلى نفسه ، وكذلك نقول ( نحن الإثنيعشرية ) ؛ السّابع منه هو القائم .. وليس في الخبر السّابع من أوّلنا .. وإذا احتُمِلَ ما قلناه ؛ سقطتْ المعارضة به " -14
                وقد وقع الشيخ ، رحمنا ورحمه الله ، في اشتباه كبير ، وكذلك كل مَن وافقه على احتماليّة هذه الوجهة من الفهم للنّص ، في ذات الوقت الذي ظنّوا فيه أنّه مَخرَجهم ! .. فهو - عنيتُ الطوسي – يريد القول أنّ مراد الصّادق من قوله " السّابع منّا " هو منه شخصيّا ، وليسَ منّا بمعنى مِن الأئمة ككل ، لأنه لو أراد المعنى الثاني ؛ لكان بذا يشير إلى ولده موسى الكاظم ، فهو السّابع منهم .. وهذا هو ، بالضبط ، فهمنا ، ومرادنا ، نحن الواقفة ، وهو ما يفهمه من النّص كلّ ذي فهم سليمٍ ، لا سقيم .. أمّا الشيخ ، عفا الله عنه ، وفي محاولة منه للتخلص من حصار الدّليل ، ذهبَ إلى الإحتمال بأنّ الصادق " ع " عنى بـ " السّابع منّا " السّابعَ من وُلده هو بالذات ، فعوضَ " منّي " قالَ " منّا " تفخيما ، فلم يعنِ ، بذلك ، من الأئمة ككل ، وهذا جارٍ في اللسان العربي ، ولا إشكال فيه أبدا ...
                والإحتمال الطوسوي هذا ، والذي قال عنه صاحبه " أنّ المعارضة " بمثل هذا الدليل ( دليلنا ) تسقط في حال وروده ، وهذا يعني - ووفق منطق الشيخ نفسه - أنّه في حال عدم أو استحالة الإحتمال الذي أورَده ؛ فإنّ الدليل آخذٌ برقبته ورقابنا " سلّمها الله " ، وهذا هو بالضبط ( عنيتُ سقوط الإحتمال ) هو ما نراه نحن الواقفة ( لا على التلِّ ، لكن على ضفاف الحقيقة المغيَّبة بآلاف الأكاذيب المقدَّسة - كيفَ لنا أن نشير إلى دَنس قداساتهم الموقّرة ، إلى الكذب الكامن فيها ، والضّرر الينتج عنها ، دون بذاءات اللعنة والطرد وكمّ الأفواه التي ستطالنا ؟ .. أقلتُ الذّبح ؟! ) لأنّه لو تنزّلنا وقلنا بما قاله طوسيّكم واحتمَله ؛ فإنّنا سنصل إلى نتيجةٍ لا تُرضيه هو نفسه ! ومن خلال منطقه وتوجيهه نفسه ! وذلك من خلال إجراء عمليّة حسابيّة بسيطة ، لم يكلّف نفسه عناء التفكير بها ، أو الإهتمام بشأنها ( لعلّ له عذرا ) وهي أنّنا لو عدَدْنا الأئمة من نسل الصّادق " ع " لنصل إلى السّابع منه ( يجب أن لا ننسى أنّ هذا هو مراد الطوسي ، لا مرادنا ) سنُفاجأ بمعرفة أنّ " محمّد بن الحسن العسكري " مهديّكم الموعود ، سوف لن يكون ، وفقا لذلك ، هو السّابع منه ، إنّما السّادس ! ويترتّب على ذلك ، أن يكون السّابع منه هو إبن محمّد بن الحسن العسكري ، وليس محمدا نفسه ، وهذا يعني أنّ مهديَّكم ليسَ مهديُّكم ! ..
                هذه هي النتيجة التي أرادها الشيخ الطوسي ، ووافقه عليها الحر العاملي والشيخ الكوراني !!!
                نسألُ الله تعالى لكم الهداية والتوفيق ، وحسن الخاتمة بالإيمان بقائم آل محمد " ص " عنيتُ سَميّ مَن آنسَ بجانب الطور ناراً ، فقال لنا " امكثوا .. لا تقولوا أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ ، منذ دهرٍ " عظامي ! ..

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                1- رجال الكشي ح 700 / إثبات الهداة للحر العاملي ج 5 : 186 نقلا عن خاتمة المستدرك ج 4 : 286 وسيأتي تفصيل هذه الرواية والإشكالات الواردة حولها لاحقا ..
                2- بصائر الدرجات للصفار ج 3 باب : 12 ح : 24 صفحة 146
                3- الأصول الستة عشر : أصل محمد بن مثنى بن القسم الحضرمي
                4- حياة الإمام موسى بن جعفر للقرشي ج : 1 : 151 نقلا عن دائرة المعارف لفريد وجدي ج : 9 : 594
                5- ذات المصدر
                6- المغيريّة : هم أصحاب المغيرة بن سعيد الذين ذهبوا إلى القول بإمامة ومهدويّة محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( فرق الشيعة ) للنوبختي : 71 – 72
                7- بحار الأنوار للمجلسي ج : 51 : 42 نقلا عن غيبة النعماني : 229 ، سيتغيّر هذا النّص ، بقدرة قادر ! ، في الطبعات الحديثة للغيبة إلى " إبن سبيّة " وليس " إبن ستّة " !
                8- بحار الأنوار للمجلسي ج : 51 : 42 نقلا عن غيبة النعماني : 229 / واحدٌ منا ، وسيتغيّر النّص هنا أيضا بقدرة قادر ! في " إثبات الهداة " للحر العاملي ج : 4 : 186 من " سرورٌ من عمّك زيد " إلى شرٌ ورائي " ! علما أنّ مصدر العاملي هو ذات مصدر البحار عنيتُ غيبة النعماني : 229 !
                9- ذات المصدر
                10- بحار الأنوار للمجلسي ج 51 : 41 نقلا عن غيبة النعماني : 216 / ثلاثة منّا نحن الواقفة !
                11- الغيبة للطوسي : 29 / واحدٌ منّا
                12- الغيبة للطوسي : 36 / واحدٌ منّا
                13- يقول الحر العاملي في إثبات هداته ج : 5 : 117 في معرض تعليقه على هذا النّص : المراد ؛ السّابع منه عليه السّلام ، والسّابع منه هو الثاني عشر !! ( السّابع منه هو الثالث عشر وليس الثاني عشر يا شيخنا المبجّل ) ويقول أيضا في ذات المصدر ج 5 : 172 تعليقا على رواية الفضل بن محمد الجعفي الذي سألَ الصّادق " ع " عن تفسير قوله تعالى " حبّة أنبتتْ سبع سنابل " فقال الإمام : الحبّة فاطمة ، والسّبع سنابل من ولدها ، سابعهم قائمهم .. فيعلق الشيخ قائلا : " لعلّ المراد ( هو ) السّابع من الصّادق لأنّه هو المتكلم بهذا الكلام " ! .. ويعلّق الشيخ الكوراني بدوره على ما قاله العاملي بقوله : " والمعنى الذي ذكرَهُ قدّس سرّه هو المتعيَّن بقوله سابعهم قائمهم " !! معجم أحاديث المهدي الفصل 38 قسم : بعض الآيات المفسَّرَة بالإمام المهدي ..
                14- الغيبة للطوسي : 36
                وقفوهم .. إنهم مسؤولون

                [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

                Comment

                • عبد الله
                  عضو جديد
                  • 23-09-2008
                  • 23

                  #9
                  رد: الواقفية والنصوص المهدويّة


                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

                  اولا - الموضوع هو ليس طرح نصوص او آيات فأي فرقة يمكنها أن تأتي بالايات والاحاديث والنصوص وتفسرها حسب ما تشاء وتقول انهم حق - اذا ليس الموضوع نسخ ولصق - لان كما في القرآن محكم ومتشابه في روايات ال محمد ص محكم ومتشابه

                  فمثلا مصطلح القائم ذكرت روايات ال محمد ص انهم كلهم مهدي وكلهم قائم

                  عن ابى عبد الله ع في أنه سئل عن القائم ؟ فقال: كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد، حتى يجئ صاحب السيف فإذا جاء صاحب السيف، جاء بأمر غير الذي كان. الفصول المهمة في أصول الأئمة ج 1ص 438

                  المصدر \ الكافي , الاصول \ ج1 \ ص 536 – 537 \ الروايتان 1 , 2 \ ففي رواية ( عبد الحكم بن ابي نعيم ) عن الامام الباقر –ع- قال –ع- في اجوبة المسائل : (... كلنا قائم بامر الله ... كلنا نهدي الى الله ... كلنا صاحب السيف ووراث السيف . قلت : فأنت الذي تقتل اعداء الله , ويعزّ بك اولياء الله , ويظهر بك دين الله ؟ قال : يا حكم ! كيف اكون انا وقد بلغت خمساً واربعين سنة ... )

                  ثانيا - بما انك تؤمن بالامامة كمنهج وعقيدة إذا يجب ان يكون هناك نص قرآني أو حديث شريف من خاتم الانبياء يسمي لنا فيه هؤلاء الائمة الذين هم اصل العقيدة ... فهل لديك حديث من الرسول ص يسمي لنا الائمة عليهم السلام ويتوقف عند الامام موسى الكاظم عليه السلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                  ثالثا - العقيدة الحق يجب ان يكون لها اثبات لكل مخالفيها - وما طرحته هو للشيعة اثبت عقيدتك للسنة بنص قرآني او حديث شريف - اثبت عقيدتك من الانجيل للمسيحين - واثبت عقيدتك لليهود من التوراة - واثبت عقيدتك للملحد عقليا؟؟؟؟؟؟

                  رابعا - ان كنت تأخذ من الشيخ الطوسي والمفيد لماذا لا تأخذ منهم قولهم باثنا عشر امام واثنا عشر مهدي ؟؟؟ ام هي انتقائية تأخذ ما يفيدك وتترك الباقي؟؟؟؟؟؟

                  خامسا - الا ترى في منهجكم نفس منهج كل الاديان والفرق الاخرى - والاحناف توفقوا عند ابراهيم ع - والصابئة توقفوا عند نبي من انبياء الله - واليهود توفقوا عن موسى ع - والمسيحين توقفوا عن عيسى ع - والسنة توفقوا عن محمد ص ولم يتبعوا علي ع - وهكذا استمر الضلال ---- فما هو فرق منهجكم عنهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اطرح عقيدتك على اي عقيدة على وجه الارض انت تخالفها وستجد عقيدتك لا تختلف عنهم ----- فتفكر
                  ولا حول ولاقوة الا بالله

                  Comment

                  • ابراهيم عبد علي
                    عضو جديد
                    • 01-09-2011
                    • 13

                    #10
                    رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

                    أدلتنا / 2- شبهة الموت


                    ولعله من أقوى وأمكن أدلتنا ، نحن الواقفة ، هو تلك النصوص الكثيرة ، والكثيرة جدا ، والتي تشير إلى أنّ هنالك شبهة موت ، ستطال سيّدنا المهدي موسى بن جعفر ، علينا منه السّلام ..
                    الأخوة الإثنيعشريّون واليمانيّون والقحطانيّون يشتركون معنا في الإعتقاد بمعظم هذه النصوص ، والتصديق بها ، إلاّ أنهم يؤولونها الوجهة التي يرونها ويعتقدونها ، والتي تتناسب والإطار العقائدي الذي تتبناه كل فرقة منهم حيال مهديّها المنتظر ، إلاّ أنّه من غير الممكن قبول تلك التأويلات المتكلفة والفجّة ، دون التخلي عن حسّ الواقع ، وأساسيات التفكير السليم ، ودون إهدار لكينونة النص نفسه ، من خلال اجتراح مدلولات لا يتّسع لها أفق الدلالة التي ينطوي عليها النّص ، والأهم من ذلك كله ، هو التعالي - من خلال تلك التأويلات - على معطيات الحدث التاريخي ، وتجاوز حقائقه ومسلّماته ، وسنشير لذا وذا أثناء سردنا لهذه النصوص ، والتي سنعمل على تقسيمها لثلاثة أقسام ، لا نعدم التداخل فيما بينها ببعض المواضع ، إلاّ أنها كلها تنطوي تحت إطار شبهة الموت التي طالتْ مَن لا يموت حتى يملأها قسطا وعدلا ..

                    القسم الأول / ما بليتْ ، وربّ موسى ، عظامَه

                    وردت مجموعة من الروايات عن أهل البيت عليهم السّلام ، تشير إلى حقيقة مذهلة ، مفادها أنّ القائم المنتظر ، حين يحين أوانه ، ويشعّ العالم بسنا برق نوره ، سيقول الناسُ ، أكثر الناس ، أنّ ذلك لا يكونُ ، فكيفَ كانَ ، وقد ماتَ من زمنٍ طويلٍ ، حتى بليتْ منه العظام ...
                    ولنذكر بعضا من هذه النّصوص ، عسى أن يهدي بها الله أحداً من الذين سيقولون " أنّى " ...

                    1- عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر الباقر " ع " قال : " يا أبا الجارود ؛ إذا دار الفلك ، وقال الناس ؛ ماتَ القائمُ أو هلك ، بأيّ وادٍ سلك ، وقال الطالبُ ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه .. فعند ذلك فارجوه .. فإذا سمعتم به ، فأتوه ولو حبوا على الثلج " -1
                    2- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " إنّ القائم إذا قام ، يقول الناس ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه " -2
                    3- عن حماد بن عبد الكريم الجلاب قال : ذُكرَ القائم عند أبي عبد الله " ع " فقال : " أما إنّه لو قام ، لقال الناس ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه مذ كذا وكذا ؟ " -3 وهنالك صيغة أخرى لهذا النص وردتْ في غيبة الطوسي الصفحة 260 : قال أبو عبد الله عليه السلام : إنّ القائم إذا قام ، قال الناس ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه منذ دهر طويل "
                    4- عن أحمد بن الحرث ، عن أبي عبد الله " ع " قال : " لو قد يقوم القائم ، لقال الناس ؛ أنّى يكون هذا ، وقد بليتْ عظامه ؟ " -4
                    5- عن حازم بن حبيب ، قال : قال أبو عبد الله " ع " : " يا حازم إنّ لصاحب هذا الأمر غيبتين ، يظهر في الثانية ، إن جاءكَ مَن يقول أنه نفض يده من تراب قبره ، فلا تصدّقه " -5 وهنالك صيغة أخرى لهذا النص ، في غيبة النعماني ، ذات الصفحة ...

                    هنالك مفاجأة ، إذن ، وذهول يشمل الناس عند قيام قائمنا عليه السّلام ، وذلك للإعتقاد المسبق بموته ودفنه منذ زمن طويل للدرجة التي يُتيقّن فيها أنّ عظامه قد بليتْ ، لطول المدّة ، وهذا بالطبع من غير الممكن إنطباقه على مهديّ الإثنيعشريّة محمد بن الحسن العسكري ، وذلك لعدم موته ، وعدم الإعتقاد ، أساسا ، بموته ، لا من قبل الشيعة أنفسهم ، إثنيعشريّة كانوا أم غيرهم ، ولا من أخوتهم السّنة ، لأنّ الفئة الأولى تعتقد ، جزما ، غيبته مذ كان صغيرا ، فلا يذهبون إلى موته أو قتله أو دفنه ، وبالتالي فلا محلّ لديهم للذهول والتساؤل حين ظهوره عليه السّلام ، ولا مناسبة معقولة لإندهاشهم من قيامه على اعتبار أنه ميّت أفاق ! ، لأنّ الثابت لديهم أنه لم يمت ، إنما غاب .. أما بالنسبة لإخوتنا في العقيدة من أهل السّنة ، فهم ، أساسا ، لا يعتقدون بولادته ، ولا بغيبته ، وبالتالي لا يتوهّمون موته ، فهم أيضا ، والحال هذه ، ممّن لا يذهب إلى قول " أنّى " بالنسبة إليه تحديدا ..
                    فمن هو المهديّ الذي ظنّ الناس موته ودفنه منذ زمن طويل ، حتى بليتْ ، في وهمهم ، عظامه ، غير سيّدنا موسى الكاظم عليه السّلام ؟ ..
                    ويجب أن لا ننسى قضيّة مهمة جدا ، في مجال قرائتنا لهذه النصوص الشريفة ؛ وهي أنّها تتحدّث عن عصر الظهور ، لا الزمن الأول لغيبة المتغيّب ، وهذا يعني إستمراريّة الإعتقاد بموت القائم حتى زمن الظهور نفسه ، فتساؤل الناس واستغرابهم كان لقيام القائم بعد كل هذه السنين من توهّم موته ، وذا ، لعمري ، لا ينطبق على سوى مهديّنا ومخلّصنا موسى بن جعفر ، صلوات ربّي وسلامه عليه ، لأنّه هو مَن اعتُقدَ موته ودفنه ، فيما حقيقة الأمر ، كما سيتبيّن أكثر لاحقا ، هي غيبته عن دار الظالمين الذين أرادوا به السّوء ، فخلّصه الله منهم ، وهو الآن بحصن الله وحفظه إلى أن يُؤذن له بالظهور ، وحينها ستذهل كل مرضعةٍ عمّا أرضعتْ ، ويقولونَ " أنّى " وحقّ لهم قولُ أنّى ، فتلك ، وأيمُ الله ، أعظم البليّة ، يعود إلينا شابّا موفقا ، وقد فارَقناهُ ، بسجن الرّشيد شيخا ؟! -6 كيف يكون هو هو ، وقد اعتقدنا موته ، واعتدنا زيارة قبره ؟! ..
                    ألستم تقولون ، شيعةَ عليٍّ ، صباحا ومساءً أنّنا نعيش عصر الظهور ، وتترقّبون ساعة بعد أخرى مجيء المنتظر وحلول وقته ؟ .. فهب أنّه ظهرَ اليوم بمكّة ، ودعا النّاس إليه ، وقالَ ؛ أنا مهديُّ النّاس ، واهبُ الحياة ، مقيم العدل ، سليل الطهر ، محمّد بن الحسن العسكريّ أنا ، وأيّدتهُ السّماءُ ، هاتفةً باسمه واسم أبيه ( السّماءُ لا تدلُّ دوما إلاّ على التّيه ! إلاّ أنّ هنالك نصوصا عديدة تشير إلى نداءٍ سماويّ باسم المهديّ واسم أبيه ) ، بالله عليكم ؛ هل ستكونُ ، والحال هذه ، ردّةُ فعل النّاس ، شيعة كانوا أم سنّة ، هي الإستغراب من ميّتٍ يقوم من قبره ، أم من غائبٍ يعود بعد غيبته لا موته ؟ ..
                    الشيعة الآن ، بكل مكان من هذا العالم ، يترقّبون مهديّهم محمد بن الحسن العسكري ، فهل يُعقل أنّه حين ظهوره ، سيقولون " أنّى يكون هذا وقد بليتْ عظامه ؟ " ؟! هم أساسا لا يعتقدون بموته ، فكيف بهم ، حين ظهوره ، يستغربون هذا الظهور ، لظنّهم موته ؟! ..
                    لا أظنُّ بأنّ شيعيّا واحدا سيستقبل مهديَّه ( عنيتُ محمّدا ) بالإندهاش ، ومرارة السؤال " أنّى " ، فيما سيستقبلُ كلّ الشيعة مهديَّنا ( عنيتُ موسى بن جعفر ) بالذهول والإستنكار ، فهو عندهم ميّتٌ منذ زمنٍ جدُّ طويل ، فلو ظهر الآن بمكةَ ، يصرخ فينا ؛ أنا مهديّكم موسى بن جعفر ، وأيّدتهُ السّماء بصيحتها ، وندائها ، لقالَ الناسُ ، كلّ الناسِ ؛ " أنّى يكون هذا وقد بليتْ منذ دهر عظامه " .. فالإندهاش والسؤال الإستنكاري لا ينطبق على مهديّكم بقدر انطباقه على مهديّنا عجّلَ الله تعالى فرجنا وفرجكم به .. وبذا تستقيم قراءة النصوص السابقة ، وتتناغم مع المنطق والواقع التاريخي ، دون الحاجة إلى تكلّف التأويلات السقيمة التي تضطرّون إليها ، لفهم تلك النصوص ، ولعلّ أوّل وأبرز هذه التأويلات هي تلك التي يطالعنا بها شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمه الله ، ويؤيّده بها صاحبَي البحار وإثبات الهداة ، عنيتُ المجلسيّ والعامليّ ، وكذلك معظم ، إن لم نقل كل ، الشيعة الإثنيعشرية ؛ وهي تأويل الموت هنا بموت الذكر ! .. يقول الطوسي ، بعد إيراده لمجموعة من هذه النصوص : " فالوجه في هذه الأخبار ، وما شاكلها ؛ أن نقول بموت ذكره ، ويعتقد ( واعتقاد ) أكثر النّاس أنّه ( قد ) بليتْ عظامه ، ثمّ يُظهره الله " -7
                    وأرى أنّ هذا التأويل هو ، في الحقيقة ، ليٌّ واضح وغير مقبول لنصوص لا لبس فيها ، ولا يتناسب ، مطلقا ، مع دلالتها الظاهرة والجليّة المعنى لكل ذي نظر ، وروايتَي حماد بن عبد الكريم ، وحازم بن حبيب ، هما من الوضوح للدرجة التي لا يمكننا فيها تأويلهما بالموت المجازي ، فالصّادق ، علينا سلامه ، يذكر أنه إذا قام القائم سيندهش الناس ويستعظمون قيامه ، لا لشيءٍ إلا لكونه ، بالنسبة إليهم ، ميّتٌ منذ زمن طويل ، لدرجة القول بأنّ عظامه قد بليتْ لطول المدّة .. ولا أرى من مناسبة تُذكر بين غموض وتكلّف موت الذكر ، ووضوح وبيان " أنّى " فالإختلاف شاسع للدرجة التي لا يمكن فيها لتأويل ساذج كهذا أن يكون مقبولا أو مستساغا ..
                    هذا من جانب .. ومن جانب آخر ؛ فإنّا حتى لو تنزّلنا ، جدلا ، وقلنا بموت الذكر الذي أشار إليه الإثنيعشريّة ، في معرض تأويلهم لهذه النصوص ، فهل ينسجم هذا المعنى وعصرَ الظهور ؟! هل مات ذكر المهديّ ، أم أنّ ذكره الآن أكثر حياةً من أيّ وقتٍ مضى ؟ ألستم تروون نصوصا عديدة على أنّ ذكر المهديّ ، عصر الظهور ، سيكون على كل لسان ، ويدخل كلَّ بيت ؟ ..
                    كيف توفّقون بين " موت ذكره " عصر ظهوره ، وبين جيوش المهديّ ، وصواريخ المهديّ ، وفضائيات المهدي ؟! ..
                    القحطانيّون ، هدانا الله وإيّاهم ، أحسّوا بحراجة الموقف من هذه النصوص فذهبوا - وهم لا شكّ محقّين في النفي ، لا في الإثبات - إلى عدم انطباقها ، فعلاً ، على الثاني عشر ، واضطرّوا إلى تأويلها بقتيلهم الشيخ حيدر مشتّت رحمه الله ، وأنّه هو اليمانيُّ الموعود ، والقائم المنتظر ، الذي شُبِّهَ للنّاس قتلهُ ودفنه ، وأنّه " عجّلَ الله فرجه " لم يمتْ ، بل غاب عنا ، فتوَهّمْنا موتَهُ والدماء ! وسيعودُ ، آن الإذن ، ليقود جيش الغضب ، ليندهش الناسُ قائلينَ " أنّى يكونُ هذا ، وقد بيلتْ " مِن مشتّتْ عظامَه ؟! ..
                    هي محاولة للخروج من المأزق ، لكن من خلال الدخول بمأزق آخر ! ..
                    لم ننتهِ بعد .. فهنالك الكثير من الأدلة التي تؤكّد أحقيّتنا في الإعتقاد بمهدويّة مولانا موسى بن جعفر ، عليه السّلام ، وأنّه ، لا غيره ، مَن عنتهُ الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السّلام ، مِن أنّ شبهة موتٍ ستطاله ، وأنّه ، بذا ، سيكون شبيها لروح الله عيسى ....

                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    1- بحار الأنوار ج : 51 : 136 نقلا عن إكمال الدين للصدوق : 326 والغيبة للنعماني : 154
                    2- بحار الأنوار ج : 51 : 148 نقلا عن غيبة النعماني : 154 / إثنان منّا
                    3- بحار الأنوار ج : 52 : 291 نقلا عن غيبة النعماني : 155 / واحد
                    4- الغيبة للطوسي : 40
                    5- الغيبة للطوسي : 261 / الغيبة للنعماني : 172 / واحد
                    6- هنالك روايات تتحدّث عن شبهٍ قائم بين القائم ونبي الله يونس ؛ يغيبُ عنهم شيخا ، ويرجع إليهم شابّا
                    7- الغيبة للطوسي : 260
                    وقفوهم .. إنهم مسؤولون

                    [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

                    Comment

                    • ابراهيم عبد علي
                      عضو جديد
                      • 01-09-2011
                      • 13

                      #11
                      رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

                      أدلتنا / 2- شبهة الموت



                      القسم الثاني : ماتَ .. ولمْ يمت

                      ها قد وصلنا إلى القسم الثاني من نصوص " شبهة الموت " والذي تشير فيه الروايات عن الصّادقين عليهم السّلام إلى أنّ القائم المنتظر سيتوهّم الناس موته ، فيما الحقيقة هي غيبته ، لا موته ، تماما مثلما حصل من توهّم موت المسيح أو قتله أو صلبه ...
                      ونصوص هذا القسم كثيرة جدا ، فاقت الـ ( 30 ) رواية ، وكلها تشير إلى ذات المعنى تقريبا ، وسنحاول استعراض مجموعة منها لبيان المراد ، والإشارة إلى الإحراج الذي سبّبته لأخوتنا الإثنيعشرية هذه النصوص ، والتخبّط التأويلي العقيم ، الذي حاولوه ويحاولونه تجاهها ، على الرغم من وضوحها معنىً ودلالةً ، للدرجة التي لا يُحتاج فيها لمثل تلك التأويلات الناتجة عن عقل ، لا شكَّ ، محاصر بهشاشة قناعاته ، وعظيم حيرته ( واهمٌ مَن قال بأنّ عصر الحيرة الإثنيعشرية ، الذي ابتدأ في القرن الرابع للهجرة ، قد ولى وانتهى .. فالحيرةُ ؛ لعنتنا ، صخرة سيزيف ، كلما قلنا وصَلْنا ؛ نراها تسّاقطُ فوق رؤوس أوهامنا ، لنكرّر لا جدوى الإرتقاء إلى الهاوية ! ) ...
                      ومن هذه النصوص :

                      1- عن أبي بصير قال : سمعتُ أبا جعفر " ع " يقول : " في صاحب الأمر سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنّة من محمّد " ص " .. فأمّا سنّة من موسى ؛ فخائف يترقب .. وأمّا سنّة من عيسى ؛ فيقال فيه ما قيل في عيسى .. وأمّا سنّة من يوسف ؛ فالسّجن والغيبة .. وأمّا سنّة من محمّد " ص " فالقيام بسيرته ، وتبيين آثاره ، ثمّ يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر " -1 وهنالك صيغ أخرى عديدة لهذا النّص الروائي المهم تُعدّ بالعشرات ..
                      2- عن أبي بصير عن الصّادق قال : " في صاحب هذا الأمر سنن من أربعة أنبياء ؛ سنّة من موسى ، وسنّة من عيسى ، وسنّة من يوسف ، وسنّة من محمّد .. فأمّا موسى ؛ فخائف يترقب ، وأمّا يوسف ؛ فالسّجن ، وأمّا عيسى ؛ فقيلَ أنّه ماتَ .. ولم يمتْ ، وأمّا من محمّد ؛ فالسّيف " -2
                      3- عن عمرو بن سعيد قال : قال أمير المؤمنين يوما لحذيفة بن اليمان : " قال لي رسول الله " ص " وقد أمرَّ يده على صدري ؛ واحعل في نسله شبيه عيسى .. " ثمّ يكمل سيّدنا علي حديثه لابن اليمان ، مشيرا لولده القائم المنتظر : " حتى إذا غاب المتغيّب من ولدي عن عيون الناس ، وماجَ الناسُ بفقده ، أو بقتله ، أو بموته ؛ اطّلعتْ الفتنة ، والتحمتْ العصبيّة .... الرواية " -3 ومَن ماجَ الناسُ ، يقلّبونَ طرف الفكر بفقده وغيبته ، أو قتله بسمّ الرّشيد ، أو موته حتف أنفه ، غير سيّدنا موسى بن جعفر ؟ وهذا هو شبهه من نبيّ الله عيسى ، كما أشارت إليه الروايات مرارا ، بأنّ شبهه من عيسى ؛ هو قولهم بأنّه قد مات ، فيما الحقيقة أنّه لم يمت ، بل شُبّه لهم قتله وصلبه وموته ، وستأتينا إشارة مهمة جدا من أبيه الصّادق عليه السلام ، يؤكّد فيها أنّ ولده موسى هو شبيه عيسى بن مريم ، إضافة لما مرّ من دعاء الحبيب لعلي عليهما السّلام أن يكون في نسله شبيها لعيسى ..
                      4- عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أمير المؤمنين أنّه قال : " صاحب هذا الأمر من ولدي ، الذي يُقال ؛ ماتَ ، أو هلك ، في أيّ وادٍ سلك " -4
                      5- عن عبد الكريم الخثعمي قال : ذُكر القائم عند أبي عبد الله " ع " فقال : " أنّى يكون ذلك ، ولم يستدر الفلك ، حتى يُقال ؛ ماتَ ، أو هلك ، في أيّ وادٍ سلك " قلتُ : وما استدارة الفلك ؟ .. فقال : " إختلاف الشيعة فيما بينهم " -5

                      إذن هنالك شبهٌ قائم بين عيسى النبيّ والقائم ، مفاده ؛ ظنُّ الناس موته ، أو قتله ، أو هلاكه ، وكل هذا لم يحصل مع مهديّ الإثنيعشريّة ، باعترافهم هم أنفسهم ، ولذا نراهم يضطرّون إلى تأويل تلك الأخبار المستفيضة ، تأويلا فجّا ، مرّة بموت الذكر ، أي صرف معنى الموت من الحقيقة إلى المجاز ، دونما أيّة قرينة تدلّ على ذلك ، بل إننا نجد أنّ هنالك قرائن في النصوص ذاتها تشير إلى أحديّة المعنى ، عنيتُ الموت الحقيقي ، هذا فضلا عن إنّ موت الذكر أمرٌ لا يستقيمُ وعصر الظهور ، الذي يكون فيه ذكر القائم على كلّ لسان .. وأخرى يضطرّون فيها لـ ( مواراة النّص خلف التأويل ) على حدّ تعبير شيخي فريدريك نيتشه ، قدّس الله نفسه الزكيّة ، كما رأينا ذلك لدى الشيخ النعماني صاحب " الغيبة " حينما حاول توجيه بعض تلك النصوص التي أوردها في غيبته ، والتي تشير إلى حالة الشبه الحاصل بين المسيح والمهديّ بقوله : " والدليل على ذلك ؛ قول أبي عبد الله عليه السّلام أنّ فيه شبهٌ من أربعة أنبياء ، أحدهم عيسى بن مريم ، لأنّه أوتيَ الحكم صبيّا ، والنبوّة والعلم ، وأوتيَ هذا عليه السّلام ( يقصد المهديّ ) الإمامة ... " ! -6 ..
                      فهل وجدتم في النصوص التي تشير إلى حالة الشبه ما بين موسى الإمام ، وعيسى النبي ، معنى إيتائه الحكم والعلم والإمامة صبيّا ؟! كل الروايات ، في هذا الشأن ، تؤكّد أنّ الشبه بينهما عليهما السّلام ، هو أنّه يُقال في القائم ما قيل في عيسى من الموت والصلب والقتل ، واختلاف الناس في حقيقة ما حصل ...
                      أمّا الأخوة اليمانيّون والقحطانيّون ؛ فقد صرفوا هذه النّصوص عن محمد بن الحسن العسكري ، ليؤوّلوها بأحمد الحسن ، وحيدر مشتّت ، ورأوا ، كما هو واقع الحال ، عدم انطباقها على الثاني عشر ، وهم محقّين بعدم الإنطباق ، ومخطئين في توهّم انطباقها على الشيخين الجليلين أحمد الحسن ، وحيدر مشتّت ، حفظ الله الأول ، ورحمَ الثاني .. -7
                      حقيقة الأمر ، في هذه النصوص ؛ هي إشارتها لسيّدنا موسى بن جعفر عليه السّلام ، مهديُّنا الذي توهّمَ الناسُ موته ، وهلاكه ، فقالوا فيه ما قالوه في المسيح ابن مريم ، وكلنا نعرف وجهة النظر الإسلاميّة بشأن السّيد المسيح ، وتأكيدها على استمراريّة حياته ، وإن غُيّب عنا شخصه ، ونفيها لموته وصلبه ، وهذا هو بالضبط ما حصل لإمامنا موسى الكاظم ، من تفرّق الناس فيه ، بين قائل بموته ، وآخر بقتله بالسّم ، وآخرون أصابوا الحق فقالوا بغيبته واستتاره ، أنار الله أبصارنا ببهيّ سيناء ظهوره ...
                      فإن قلتم ؛ ماتَ موسى أو هلك .. قلنا لكم ؛ هو ذا ما أشارتْ إليه عشرات النصوص الشريفة ، مِن أنّ صاحب الأمر هو الذي يُقال فيه ؛ ماتَ أو هلك ! ..
                      وننتقل الآن إلى القسم الثالث والأخير من تناولنا لـ " شبهة الموت " عسى الله أن يُحدث بعد ذلك أمرا ..

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                      1- بحار الأنوار ج : 51 : 218 نقلا عن إكمال الدين : 329 / غيبة النعماني : 85 / إثنان منّا
                      2- الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأب : 93 / إكمال الدين للصدوق الإبن : 326-327 / الغيبة للنعماني : 85 / ثلاثة منّا
                      3- الغيبة للنعماني : 421
                      4- الغيبة للنعماني : 156
                      5- الغيبة للنعماني : 157 وفي سند هذه الرواية أربعة منّا !
                      6- الغيبة للنعماني : 184 – 185
                      7- سيتمّ تناول هاتين الدعوتين ، اليمانيّة والقحطانية ، بشكل منفصل ومفصّل إن شاء الله ..
                      وقفوهم .. إنهم مسؤولون

                      [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

                      Comment

                      • ابراهيم عبد علي
                        عضو جديد
                        • 01-09-2011
                        • 13

                        #12
                        رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

                        أدلتنا / 2- شبهة الموت



                        القسم الثالث : ولدي هذا

                        ولكن روينا عن وصيّ محمّدٍ
                        وما كان فيما قالَ بالمتكذّبِ
                        بأنّ وليّ الله يُفقد لا يُرى
                        سنيناً ، كفعل الخائف المترقّبِ
                        فتُقسَمُ أموال الفقيد كأنّما
                        تغيّبَهُ بين الصّفيح المنصَّبِ -1
                        فيمكثُ حيناً ثمّ ينبعُ نبعه
                        كنبعةِ جديٍ من الأفق كوكب -2

                        هذا هو ما قاله الشاعر السيّد الحميري ( ت 173 هـ ) أمام سيّدنا الصّادق بعد تجعفره والإعتذار عن كيسانيّته ، ونجد أنّ الإمام لم يعترض على ما أوردهُ الشاعر مِن أنّ هنالك نصّا يُروى عن " وصيّ محمّدٍ " وعنى به سيّدنا علي بن أبي طالب جلّ شأنه ، يؤكّد بأنّ وليّ الأمر المنتظر يغيبُ ، فلا يُرى لسنين عديدة ، وأنّ هنالك مَن يعتقد موته ، بدليل أنّ أمواله وتركته ستُقسَّم كميّتٍ " تغيّبهُ بين الصّفيح المنصّبِ " ، وهذا هو بالضبط ما أشار إليه الصّادق حينما أخبر المفضّل بن عمر عمّا سيجري على ولده موسى الكاظم ، وعن محنة الشيعة ، التي سيبتلون بها فيه ، وذلك بقوله منه السّلام : " إنّ بني العبّاس سيعبثون بابني هذا ، ولن يصلوا إليه " ثمّ أردفَ صلوات ربّي وسلامه عليه " وما صائحةٌ تصيح .. وما ساقةٌ تسق .. وما ميراثٌ يقسَّم .. وما أمَةٌ تُباع " -3 .. أأكثر من ذا الوضوح ؟! ..
                        ولنأتِ الآن لإيراد بعضا من النصوص الشريفة ، والتي نراها تشير ، وبمنتهى الإحكام والوضوح ، إلى مهدويّة قائمنا موسى بن جعفر ، وتحذّر من الوقوع في شبهة موته ...

                        1- عن أبي بصير ، عن الصّادق عليه السّلام قال : " إن جاءكم مَن يخبركم أنّ ابني هذا - يعني أبا الحسن – ماتَ ، وكُفّنَ ، وقُبرَ ، ونفضوا أيديهم مِن تراب قبره ؛ فلا تصدّقوه " -4
                        2- عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : " مَن جاءكَ فقال لك ؛ أنّه مرّضَ إبني هذا ، وأغمضه ، وغسله ، ووضعه في لحده ، ونفض يده من تراب قبره ؛ فلا تصدّقه " -5
                        3- عن الحسن بن هارون قال : قال أبو عبد الله " ع " : " إبني هذا - يعني أبا الحسن - هو القائم ، وهو من المحتوم ، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا " -6
                        4- عن عبد الله بن سنان قال : سمعتُ أبا عبد الله يقول : " من المحتوم أنّ ابني هذا قائم هذه الأمّة ، وصاحب السّيف " وأشار بيده إلى أبي الحسن -7
                        ويعلّق مولانا الطوسي على هذه النّصوص وأشباهها بأنّ معناها هو القيام بالإمامة بعد أبيه ! أو أنّ مِن وُلده مَن يقوم بذلك الأمر ! أو أنّهُ يقوم بذلك فعلاَ إنْ مُكِّنَ من ذلك ! ...
                        5- عن أبي الوليد الطرائفي قال : كنتُ ليلة عند أبي عبد الله " ع " إذ نادى غلامه فقال : إنطلق فادعُ لي سيّد وُلدي .. فقال له الغلام : مَن هو ؟ .. فقال : فلان - يعني أبا الحسن - فلم ألبث حتى جاء بقميص بغير رداء .. إلى أن قال : ثمّ ضربَ بيده على عضدي وقال : " يا أبا الوليد كأنّي بالراية السّوداء ، صاحبة الرقعة الخضراء ، تخفق فوق رأس هذا الجالس ، ومعه أصحابه يهدّون جبال الحديد هدّا ، لا يأتون على شيءٍ إلاّ هدّوه " قلتُ : جُعلتُ فداكَ ، هذا ؟ .. قال : نعم هذا يا أبا الوليد يملأها قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وعدوانا ، يسير في أهل القبلة بسيرة علي بن أبي طالب ، يقتل أعداء الله ، حتى يرضى الله .. قلتُ : جُعلتُ فداكَ .. هذا ؟ .. قال : هذا " -8
                        6- عن حديد الساباطي عن أبي عبد الله " ع " قال : " إنّ لأبي الحسن غيبتين ، إحداهما تقلّ ، والأخرى تطولُ حتى يجيئكم مَن يزعم أنّهُ ماتَ وصلى عليه ودفنه ونفض تراب القبر من يده ، فهو في ذلك كاذب ... " -9
                        7- عن علوان الجوخي قال : دخلتُ أنا والمفضّل ويونس بن ظبيان والفيض بن المختار وقاسم - شريك مفضّل - على أبي عبد الله " ع " وعنده إسماعيل إبنه ، فقال الفيض : جُعلتُ فداك .. نتقبّلُ من هؤلاء الضِّياع ، فنقبلها بأكثر ممّا نتقبلها .. فقال " ع " : لا بأس به .. فقال له إسماعيل إبنه : لم تفهم يا أبه ! فقال أبو عبد الله : أنا لم أفهم ؟! .. أقول لك إلزمني ، فلا تفعل .. فقام إسماعيل مغضبا .. فقال الفيضُ : إنّا نرى أنّهُ صاحب هذا ألأمر من بعدك .. فقال أبو عبد الله : لا والله ما هو كذلك .. ثمّ قال : هذا ألزمُ لي مِن ذاك .. وأشار إلى أبي الحسن وهو نائم ، فضمّهُ إليه ، فنام على صدره ، فلمّا انتبه ، أخذَ أبو عبد الله بساعده ثم قال : هذا والله إبني حقا ، هو والله يملأها قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا .. فقال له قاسم : هذا ، جُعلتُ فداك ؟ ..فقال " ع " : إي والله إبني هذا لا يخرج من الدنيا حتى يملأ الله الأرض به قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا " -10
                        ويوجّهُ الشيخ الطوسي هذه النصوص وجهته الغريبة والمعتادة ، وذلك بإشارته إلى أنّ " هذا " الصّادق هذه تعني " مِن وُلد هذا " لا هذا !! علما أنّ هذا هذه وردتْ في رواية الطرائفي ، سابقة الذكر ، لخمسة مرات ، فيما وردت ذات المفردة في روايتنا هذه لأربعة مرات مع القَسَم لثلاثة مرات !! .. الصّادقُ يقولُ وبكلّ الوضوح " هذا يملأها قسطا " والطوسي يفهمها " مِن وُلد هذا مَن يملأها قسطا " ! .. الإمام يُقسم بالله لثلاثة مرات مؤكّدا أنّ ابنه هذا لا يخرج من الدنيا ، حتى يملأ اللهُ به ، به ، به الأرض قسطا .. والطوسي يقول بأنّه يعني مِن وُلد هذا ...
                        8- عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال : " كأنّي بابن حميدة قد ملأها قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا " -11
                        9- عن الأصطخري أنه سمع أبا عبد الله " ع " يقول : " كأنّي بابن حميدة على أعوادها قد دانتْ له شرق الأرض وغربها " -12 وابن حميدة تعني عند الطوسي مِن وُلد إبن حميدة ! ..
                        10- عن الصّدوق الأب ، مرسَلا عن أبي الحسن موسى بن جعفر أنّه قال : " لا أموتُ حتى أملأ الأرض قسطا وعدلا كما مُلئتْ ظلما وجورا " -13 وقد علّق الشخ الصّدوق على هذا النّص تعليقا سنُفرد له موضوعا خاصا ..
                        11- عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن موسى بن جعفر قال : يا علي ؛ مَن أخبركَ أنّهُ مرّضني وأغمضني وغسلني ووضعني في لحدي ونفضَ يده من تراب قبري ؛ فلا تصدّقه .. -14
                        12- عن عبد الله الكاهلي أنّه سمع أبا عبد الله " ع " يقول : إن جاءكم مَن يُخبركم بأنّه مرّضَ إبني هذا ، وهو شهده ، وهو أغمضه وغسله وأدرجه في أكفانه وصلى عليه ووضعه في قبره ، وهو حثا عليه التراب ؛ فلا تصدّقوه .. ولا بدّ من أن يكون ذا .. -15
                        13- عن يحيى بن إسحاق عن أبيه قال : دخلتُ على أبي عبد الله " ع " فسألته عن صاحب هذا الأمر من بعده .. فقال : " صاحبُ البهمة " وأبو الحسن في ناحية الدار ، معه عِناقٌ مكيّة يقول لها " أسجدي لله الذي خلقك " ثمّ قال عليه السّلام : أما إنّهُ يملأها قسطا وعدلا ، كما مُلئتْ ظلما وجورا .. -16

                        وهنالك نصوص أخرى عديدة بذات المعنى أعرضنا عن ذكرها خوف الإطالة ، وأظنّ بأنّ " مَن لا تكفيه رواية ، فالكافي " بأسره " لا يكفيه " على حدّ تعبير السيد أحمد الحسن ...
                        وعلى العموم ، فالروايات ، مارّة الذكر ، كلها تشير إلى الإمام موسى بن جعفر تحديدا ، وتؤكّد أنّه هو القائم المنتظر ، وأنّه الموعود الذي سيظنّ الناس موته ، حتى أنّ بعضا من هذه النّصوص تسرّبَ إلى الحاكمين من بني العبّاس فقاموا بسجن الإمام عليه السّلام ، وانتهى بهم الأمر لمحاولة قتله بالسّم ، فأنجاه الله منهم ، كما سنبيّنه لاحقا إن شاء الله ..
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        1- الصّفيح المنصّب هو الحجر الذي يُفرش على القبر ، واللِّبن التي تُنضَد على اللحد ( القاموس ) للفيروز آبادي ج : 1 : 234
                        2- كمال الدين للصدوق ج : 1 : 112-113 / كشف الغمة للأربلي ج : 3 : 450 / إعلام الورى للطبرسي : 279
                        3- الغيبة للطوسي : 40 / واحدٌ منّا .. ولا أظنني بحاجة إلى بيان معنى هذا النص الشريف ، ولكن لعلّ هناك ! .. فصائحةٌ للموت تصيح ، وأمةٌ بالموت تُباع ، وهل يُقسَمُ الميراثُ إلاّ بالموت أو توهّمه ؟! ..
                        4- رجال الكشي : 405 .. هنالك تعليق مهم من قبل الإمام الرّضا على هذا النص مفاده الرّفض والتكذيب
                        5- الغيبة للطوسي : 37
                        6- الغيبة للطوسي : 32
                        7- الغيبة للطوسي : 32 / واحد
                        8- الغيبة للطوسي : 32-33
                        9- الغيبة للطوسي : 38
                        10- الغيبة للطوسي : 33-34
                        11- الغيبة للطوسي : 35
                        12- الغيبة للطوسي : 36
                        13- الإمامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الأب : 15
                        14- الغيبة للطوسي : 37
                        15- الغيبة للطوسي : 39
                        16- الغيبة للطوسي : 35
                        وقفوهم .. إنهم مسؤولون

                        [url]http://www.4shared.com/office/Ns0ty-gs/______.html[/url]

                        Comment

                        • عبد الله
                          عضو جديد
                          • 23-09-2008
                          • 23

                          #13
                          رد: الواقفية والنصوص المهدويّة

                          الاخوة ادارة المنتدى
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          يبدوا ان الضيف يبث فقط ولا يستلم ( ينسخ ويلصق) والمنتدى ليس لوحة اعلانية
                          لذلك ان لم يجيب على الاسائلة لافضل رفع موضوعه حتى لا يشتبه الموضوع على ضيوف المنتدى ويتصورون اننا ندعوهم لهذه الفرقة الضالة

                          وفقكم الله وشكرا

                          Comment

                          Working...
                          X
                          😀
                          🥰
                          🤢
                          😎
                          😡
                          👍
                          👎