رد: أحاديث وقصص قرآنية يرويها لنا السيد الإمام احمد الحسن ( ع) .
إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا
من المتشابهات الجزء الثالث سؤال 106
معنى قوله تعالى :
إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)النمل .
الجواب :
لبيان المراد بهذه الآية المباركة أضرب هذا المثال كتقديم لفهمها :
فلو أنّ ناراً مشتعلة في مكان معيّن , فأنت تصدّق أنّ هذه النار مشتعلة في ذلك المكان , وتتيقن من إشتعالها فيه بإحدى هذه الطرق :
1ـ أن يأتيك مجموعة من الناس يخبروك بإشتعالها .
2ـ أن تذهب وتراها بعينك .
3ـ أن تذهب وتراها بعينك وتضع يدك فيها حتى يحترق أصبعك .
4ـ أن تذهب وتراها بعينك وتلقي نفسك فيها حتّى تحترق .
والعلم الأول والثاني يمكن أن ينقض , فلو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك بعدم وجود النار لحصل عندك شك بالخبرالأول , ولو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك أنّ ما تراه هو سحر عظيم لحصل عندك شك بما رأيته بعينك .
أما العلم الثالث والرابع فلا ينقض , لأن أثر النار موجود في يدك أو جسمك , أو أنك إحترقت حتى أصبحت أنت النار .
ومن المؤكد أنّ معرفة من إحترق إصبعه بالنار أقل من معرفة من إحترقت يده أو إحترق جزء كبير من جسمه بحقيقة النار , وهؤلاء معرفتهم بالنار أقل من معرفة من إحترق حتى أصبح هو النار .
وإذا إنعطفت بهذا المثال على معرفة الخلق بالله سبحانه وتعالى لوجدت أنّ من فتح له مثل سَمّ الإبرة وأخذ يخفق وامطيت في آنات عن صفحة وجوده شائبة العدم هو من قال فيه تعالى :
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ . 1 / الفتح .
الفتح . وهو محمد بن عبد الله ص , عبد الله إسرايل ووجه الله في خلقه , بل هو الله في الخلق , [ وظهورك في جبل فاران ] أي ظهور الله في مكة بمحمد ص .
فمحمد ص هو النار في هذه الآية , وهو البركة التي يبارك بها الله على من في النار ومن حولها , أما الذي في النار فهو علي ع , قال علي ع في إحدى خطبه :
انا من كلّم موسى ] , ولا تنكر هذه الكلمة على أمير المؤمنين علي ع وتكون من الهالكين , قال تعالى :
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا . 42 / الزمر .
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ . 11 / السجدة .
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ . 28 / النحل .
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ . 32 / النحل .
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ . 61 / الأنعام .
حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ . 37 / الأعراف .
تدبّر هذه الآيات لتعرف ماذا أراد علي ع بكلمته المباركة التي مع الأسف أنكرها الكثير من الناس بجهلهم وقلة تدبرهم , فالله سبحانه وتعالى يتوفى النفس , لأنه الخالق المهيمن على جميع العوالم المحيي والمميت , وملك الموت [
عزرائيل ع ] يتوفى الأنفس , لأنه قائد لملائكة الموت , والملائكة يتوفون الأنفس , لأنهم المنفّذون لإمر ملك الموت المنفذ لأمر الله سبحانه .
أما الذين حولها ـــ أي حول النار ــ فهم الأئمة ع كحلقة أقرب إلى مركز النار , ثم تليهم حلقات تلتف حول المركز , وهم المهديون الإثنا عشر بعد القائم ع والأنبياء والمرسلون وخاصة الشيعة من الأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون كالثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب القائم ع وسلمان المحمدي وأشباههم .
إذن , فموسى ع أراد ان يأتي لأهله بالخبر والهدى من النار لعلهم يصطلون بالنار أي يحترقون بها , ليكونوا على اليقين الذي لا يخالطه شك ,
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) / طه .
أما في هذه الحياة الدنيا فالنار هي المصاعب والآلام التي تعرضوا لها ع من أذى الطواغيت والفراعنة لعنهم الله , وروي انّ الدجال يأتي ومعه جبل من نار من دخله دخل الجنة , وأمريكا هي الدجال وجبل النار آلتها الحربية الضخمة ,
ويَدخل الجنة المؤمنون بمحاربة أمريكا , وإبراهيم ع دخل النار في هذه الحياة الدنيا , النار التي أشعلها الطواغيت والفراعنة لعنهم الله بالظلم والجور والفساد ليحرقوا بها كل من يقف بوجه ظلمهم وجورهم وفسادهم , ولكن هذه النار كانت
على إبراهيم ع برداً وسلاماً .
وستكون على كل من يلقي نفسه فيها برداً وسلاماً , سنّة الله ولن تجد لسنّة الله تحويلاً ولن تجد لسنّة الله تبديلاً .
احمد الحسن .
إذ قال موسى لأهله إني آنست نارا
من المتشابهات الجزء الثالث سؤال 106
معنى قوله تعالى :
إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)النمل .
الجواب :
لبيان المراد بهذه الآية المباركة أضرب هذا المثال كتقديم لفهمها :
فلو أنّ ناراً مشتعلة في مكان معيّن , فأنت تصدّق أنّ هذه النار مشتعلة في ذلك المكان , وتتيقن من إشتعالها فيه بإحدى هذه الطرق :
1ـ أن يأتيك مجموعة من الناس يخبروك بإشتعالها .
2ـ أن تذهب وتراها بعينك .
3ـ أن تذهب وتراها بعينك وتضع يدك فيها حتى يحترق أصبعك .
4ـ أن تذهب وتراها بعينك وتلقي نفسك فيها حتّى تحترق .
والعلم الأول والثاني يمكن أن ينقض , فلو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك بعدم وجود النار لحصل عندك شك بالخبرالأول , ولو جاءك مجموعة من الناس وأخبروك أنّ ما تراه هو سحر عظيم لحصل عندك شك بما رأيته بعينك .
أما العلم الثالث والرابع فلا ينقض , لأن أثر النار موجود في يدك أو جسمك , أو أنك إحترقت حتى أصبحت أنت النار .
ومن المؤكد أنّ معرفة من إحترق إصبعه بالنار أقل من معرفة من إحترقت يده أو إحترق جزء كبير من جسمه بحقيقة النار , وهؤلاء معرفتهم بالنار أقل من معرفة من إحترق حتى أصبح هو النار .
وإذا إنعطفت بهذا المثال على معرفة الخلق بالله سبحانه وتعالى لوجدت أنّ من فتح له مثل سَمّ الإبرة وأخذ يخفق وامطيت في آنات عن صفحة وجوده شائبة العدم هو من قال فيه تعالى :
إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ . 1 / الفتح .
الفتح . وهو محمد بن عبد الله ص , عبد الله إسرايل ووجه الله في خلقه , بل هو الله في الخلق , [ وظهورك في جبل فاران ] أي ظهور الله في مكة بمحمد ص .
فمحمد ص هو النار في هذه الآية , وهو البركة التي يبارك بها الله على من في النار ومن حولها , أما الذي في النار فهو علي ع , قال علي ع في إحدى خطبه :
انا من كلّم موسى ] , ولا تنكر هذه الكلمة على أمير المؤمنين علي ع وتكون من الهالكين , قال تعالى :
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا . 42 / الزمر .
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ . 11 / السجدة .
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ . 28 / النحل .
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ . 32 / النحل .
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ . 61 / الأنعام .
حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ . 37 / الأعراف .
تدبّر هذه الآيات لتعرف ماذا أراد علي ع بكلمته المباركة التي مع الأسف أنكرها الكثير من الناس بجهلهم وقلة تدبرهم , فالله سبحانه وتعالى يتوفى النفس , لأنه الخالق المهيمن على جميع العوالم المحيي والمميت , وملك الموت [
عزرائيل ع ] يتوفى الأنفس , لأنه قائد لملائكة الموت , والملائكة يتوفون الأنفس , لأنهم المنفّذون لإمر ملك الموت المنفذ لأمر الله سبحانه .
أما الذين حولها ـــ أي حول النار ــ فهم الأئمة ع كحلقة أقرب إلى مركز النار , ثم تليهم حلقات تلتف حول المركز , وهم المهديون الإثنا عشر بعد القائم ع والأنبياء والمرسلون وخاصة الشيعة من الأولياء الذين لا خوف عليهم ولا هم
يحزنون كالثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب القائم ع وسلمان المحمدي وأشباههم .
إذن , فموسى ع أراد ان يأتي لأهله بالخبر والهدى من النار لعلهم يصطلون بالنار أي يحترقون بها , ليكونوا على اليقين الذي لا يخالطه شك ,
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) / طه .
أما في هذه الحياة الدنيا فالنار هي المصاعب والآلام التي تعرضوا لها ع من أذى الطواغيت والفراعنة لعنهم الله , وروي انّ الدجال يأتي ومعه جبل من نار من دخله دخل الجنة , وأمريكا هي الدجال وجبل النار آلتها الحربية الضخمة ,
ويَدخل الجنة المؤمنون بمحاربة أمريكا , وإبراهيم ع دخل النار في هذه الحياة الدنيا , النار التي أشعلها الطواغيت والفراعنة لعنهم الله بالظلم والجور والفساد ليحرقوا بها كل من يقف بوجه ظلمهم وجورهم وفسادهم , ولكن هذه النار كانت
على إبراهيم ع برداً وسلاماً .
وستكون على كل من يلقي نفسه فيها برداً وسلاماً , سنّة الله ولن تجد لسنّة الله تحويلاً ولن تجد لسنّة الله تبديلاً .
احمد الحسن .
Comment