حكاية مدينة حزينة ..
الهجرة إلى الله
من كتاب العجل للإمام احمد الحسن ع
وعند ما ألحّوا أهل مكة وقريش بالأذى على رسول الله ص , أضطر إلى الهجرة وهاجر أولاً إلى الطائف , إلى ثقيف الذين كان يأمل منهم الإيمان به ونصرته , ولكنهم خذلوه ولم يقبلوا دعوته , بل وآذوه فجلس يتحسّر على قومه , الذين يدعوهم إلى ما يحييهم , وهم يريدون هلاكه والقضاء عليه . ورفع رأسه إلى السماء وتفوه بتلك الكلمات المملوءة بالألم
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , وقلتي حيلتي , وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتهجمني أم إلى عدو ملكّته أمري ؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أُبالي , ولكن عافيتك أوسع لي .
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة , من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليَّ سخطك , لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلاّ بك .
وشاء الله بعد هذه المدة أن يقيّض لرسول الله ص جماعة من الآوس والخزرج , ليحملوه إلى يثرب , المدينة التي أُسِّست لأنتظاره .
مدينة اليهود : الذين يترقبون ظهوره وقيامه . فهذه المدينة أسَّسها اليهود ليتنظروا النبي الخاتم ص الذي بشّر به أنبياءهم , ولينصروه حسب زعمهم , فهاجروا من بلاد الشام إلى الجزيرة العربية بحثاً عن المكان الموعود الموصوف لهم بين جبلي أحد وأير . وأخيراً وجدوه , واستقروا فيه وأسَّسوا مدينة يثرب , ولمّا جاءهم الملك اليمني , تبع بجيشه سألهم عن سبب هجرتهم . فأخبروه أنهم ينتظرون نبي يُبعث ويستقر في هذا المكان , فأبقى من ذريته في يثرب لينصروا النبي ص عند بعثه وهؤلاء هم الآوس والخزرج , فكان اليهود كل ما وقع خلاف بينهم وبين الآوس والخزرج , هددوهم بالنبي الأمي ص الذي سيُبعث وحسب زعمهم أنهم ينتظرونه وسيكونون اتباعه وأنصاره وحواريه .
قال تعالى : وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) البقرة .
وهاجر المسلمون إلى المدينة بعد مرحلة عناء طويلة قضوها في مكة وتبعهم النبي ص وهو يحمل صورة مؤلمة ومزرية لأهل قومه الذين كذبوه وآذوه ومن آمن معه وأخيراً أخرجوه خائف يترقب وتوجه تلقاء المدينة , وكان المفروض أن يكون اليهود أول المستقبلين له , والمرحّبين بقدومه المبارك إلى مدينتهم التي أسّسوها لإستقباله , وأن يكونوا أول من يؤمن به وينصره , ولكنهم خذلوه وكذبه علماءهم وحاولوا استخفاف الناس , وحملهم على الكفر به وبنبوته , فلم ينتفعوا بالعلم الذي كان عندهم . بل جعلوه سبباً لتكبّرهم وتعاليهم على النبي ص , وضرب الله لهم بلعم ابن باعور مثلاً في القرآن ليرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم , ولكنهم ازدادوا عناداً وتكبّراً كالجيفة عندما ينزل عليها المطر الطاهر تزداد نتناً وعفونةً .
ولو أمعنا النظر في حال اليهود لوجدناهم قد فوجئوا بأمور
الأول : أن النبي ص ليس إسرائلياً , فإذا كانوا قد اعترضوا على طالوت ع لعدم كونه من ذرية يوسف بيت الملك والآخر ذرية لآوي بيت النبوة مع أن طالوت من ذرية بنيامين شقيق يوسف أي أنه إسرائيلي , فإن اعتراضهم على النبي أمر متوقع
قال تعال : وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ 19 . آل عمران .
آية الشهادة
أمّا الأمر الثاني : فهو أن بعض العقائد والأحكام الشرعية التي أتى بها رسول الله ص تختلف عن عقائدهم وأحكامهم الشرعية المحرّفة التي كانوا يدّعون إنها شريعة موسى ع , مع أن علمائهم قد حرّفوا الكثير منها حتى قبل عيسى ع .
والثالث أن رسول الله ص سيسلب من علماء بني إسرائيل مكانتهم ورئاستهم الدينية الباطلة , كما أن عدالته في توزيع الأموال ستسلبهم الخصوصية التي كانوا يتمتعون بها , فأن اتبعوه لن يتمكنوا من الاستئثار بأموال الصدقات .
ورد في تفسير أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة .عن الإمام العسكري ع :
وكان هؤلاء قوم من رؤساء اليهود وعلماؤهم احتجبوا أموال الصدقات والمبرات , فأكلوها واقتطعوها ثم حضروا رسول الله ص وقد حشروا عليه عوامهم , يقولون أن محمد تعدى [ طروه وادّعى ما ليس له ] ..
ثم قال الإمام العسكري ع قال رسول الله ص مُخاطباً اليهود وعلمائهم :
يا معشر اليهود هؤلاء رؤسائكم كافرون ولأموالكم محتجبون ولحقوقكم باخسون ولكم في قسمة ما اقتطعوه ظالمون يخفضون ويرفعون , فقالت رؤساء اليهود حدّث عن موضع الحجة بنبوتك و وصاية أخيك . هذا ودع دعواك الأباطيل وإغرائك قومنا بنا .
فقال رسول الله ص لا ولكن الله عز وجل قد آذن لنبيه أن يدع بالأموال التي خنتموها لهؤلاء الضعفاء ومن يليهم .
وكنات النتيجة أن أخذ حُب الأنا , وأتباع الهوى من علماء بني إسرائيل كل مأخذ , ومنعهم التكبر من اتباع النبي الأمي ص ,ولم يؤمن بالنبي منهم إلا قليل , وهكذا فشل المنتظرون مرة أخرى في الإنتظار , كما فشلوا في إنتظار عيسى ع وموسى من قبله .
والحقيقة التي يجب أن يلتفت إليها هي أن هؤلاء اليهود الذين فشلوا في انتظار النبي محمد ص هم ذراري أولئك الذين هاجروا في سبيل الله وأسّسوا مدينة يثرب لإنتظار النبي الخاتم ص .
قال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) مريم .
أما النصارى فقد كان لغلوهم بعيسى ع , ولتحّريفهم لسيرته وتعاليمه , أو ما يسمى
بــ [ الإنجيل أو العهد الجديد ] كما كان لفهمهم الخاطئ في بعض الأحيان لكلامه ع , والأنبياء ع يتكلمون أحياناً بالرموز والأمثال , والحكم ليقربوا بعض الحقائق للناس ,
أقول إن مجموع هذه الأمور تضافرت ليجد القوم في طياتها السبل للخروج عن جادة الصراط المستقيم ,وتأليه عيسى ع ثم عدم الإيمان بنبوة محمد ص ووصاية علي ع .
مع أنه بعضهم آمنوا بالنبي ص كما مرَّ أن أول وفد آمن بالنبي ص هو وفد نصارى الحبشة وفي التوراة والأناجيل الأربعة الموجودة اليوم والمقبولة لدى النصارى توجد بعض الإشارات إلى النبي محمد ص وعلي ع , وكثير من الإشارات إلى المهدي عليه السلام من ولده .
أمّا في إنجيل برنابا فهناك تصريح من عيسى ع أنه جاء ليُبشّر بمحمد ص ورجل آخر رُمز له بالمختار , أو واحد من المختارين والذي سيُظهر دين محمد ص .
كما قال ع أنه جاء ليُمهّد الطريق لمحمد ص , وشريعته التي ستكون في زمن نزول عيسى شريعة أهل الأرض جميعاً .
قال تعال : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة .
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) الفتح .
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف .
وما بقاء عيسى ع إلى اليوم إلاّ لنصرة دين الله عندما ينزل في زمن ظهور الإمام المهدي ع , ويصلي خلفه وتعد شريعته الإسلامية الحنفية السمحاء , كما روى الفرقين عن صاحب الشريعة محمد ص .
........................
الهجرة إلى الله
من كتاب العجل للإمام احمد الحسن ع
وعند ما ألحّوا أهل مكة وقريش بالأذى على رسول الله ص , أضطر إلى الهجرة وهاجر أولاً إلى الطائف , إلى ثقيف الذين كان يأمل منهم الإيمان به ونصرته , ولكنهم خذلوه ولم يقبلوا دعوته , بل وآذوه فجلس يتحسّر على قومه , الذين يدعوهم إلى ما يحييهم , وهم يريدون هلاكه والقضاء عليه . ورفع رأسه إلى السماء وتفوه بتلك الكلمات المملوءة بالألم
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي , وقلتي حيلتي , وهواني على الناس , يا أرحم الراحمين , أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني ؟ إلى بعيد يتهجمني أم إلى عدو ملكّته أمري ؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أُبالي , ولكن عافيتك أوسع لي .
أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات , وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة , من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليَّ سخطك , لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلاّ بك .
وشاء الله بعد هذه المدة أن يقيّض لرسول الله ص جماعة من الآوس والخزرج , ليحملوه إلى يثرب , المدينة التي أُسِّست لأنتظاره .
مدينة اليهود : الذين يترقبون ظهوره وقيامه . فهذه المدينة أسَّسها اليهود ليتنظروا النبي الخاتم ص الذي بشّر به أنبياءهم , ولينصروه حسب زعمهم , فهاجروا من بلاد الشام إلى الجزيرة العربية بحثاً عن المكان الموعود الموصوف لهم بين جبلي أحد وأير . وأخيراً وجدوه , واستقروا فيه وأسَّسوا مدينة يثرب , ولمّا جاءهم الملك اليمني , تبع بجيشه سألهم عن سبب هجرتهم . فأخبروه أنهم ينتظرون نبي يُبعث ويستقر في هذا المكان , فأبقى من ذريته في يثرب لينصروا النبي ص عند بعثه وهؤلاء هم الآوس والخزرج , فكان اليهود كل ما وقع خلاف بينهم وبين الآوس والخزرج , هددوهم بالنبي الأمي ص الذي سيُبعث وحسب زعمهم أنهم ينتظرونه وسيكونون اتباعه وأنصاره وحواريه .
قال تعالى : وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) البقرة .
وهاجر المسلمون إلى المدينة بعد مرحلة عناء طويلة قضوها في مكة وتبعهم النبي ص وهو يحمل صورة مؤلمة ومزرية لأهل قومه الذين كذبوه وآذوه ومن آمن معه وأخيراً أخرجوه خائف يترقب وتوجه تلقاء المدينة , وكان المفروض أن يكون اليهود أول المستقبلين له , والمرحّبين بقدومه المبارك إلى مدينتهم التي أسّسوها لإستقباله , وأن يكونوا أول من يؤمن به وينصره , ولكنهم خذلوه وكذبه علماءهم وحاولوا استخفاف الناس , وحملهم على الكفر به وبنبوته , فلم ينتفعوا بالعلم الذي كان عندهم . بل جعلوه سبباً لتكبّرهم وتعاليهم على النبي ص , وضرب الله لهم بلعم ابن باعور مثلاً في القرآن ليرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم , ولكنهم ازدادوا عناداً وتكبّراً كالجيفة عندما ينزل عليها المطر الطاهر تزداد نتناً وعفونةً .
ولو أمعنا النظر في حال اليهود لوجدناهم قد فوجئوا بأمور
الأول : أن النبي ص ليس إسرائلياً , فإذا كانوا قد اعترضوا على طالوت ع لعدم كونه من ذرية يوسف بيت الملك والآخر ذرية لآوي بيت النبوة مع أن طالوت من ذرية بنيامين شقيق يوسف أي أنه إسرائيلي , فإن اعتراضهم على النبي أمر متوقع
قال تعال : وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ 19 . آل عمران .
آية الشهادة
أمّا الأمر الثاني : فهو أن بعض العقائد والأحكام الشرعية التي أتى بها رسول الله ص تختلف عن عقائدهم وأحكامهم الشرعية المحرّفة التي كانوا يدّعون إنها شريعة موسى ع , مع أن علمائهم قد حرّفوا الكثير منها حتى قبل عيسى ع .
والثالث أن رسول الله ص سيسلب من علماء بني إسرائيل مكانتهم ورئاستهم الدينية الباطلة , كما أن عدالته في توزيع الأموال ستسلبهم الخصوصية التي كانوا يتمتعون بها , فأن اتبعوه لن يتمكنوا من الاستئثار بأموال الصدقات .
ورد في تفسير أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة .عن الإمام العسكري ع :
وكان هؤلاء قوم من رؤساء اليهود وعلماؤهم احتجبوا أموال الصدقات والمبرات , فأكلوها واقتطعوها ثم حضروا رسول الله ص وقد حشروا عليه عوامهم , يقولون أن محمد تعدى [ طروه وادّعى ما ليس له ] ..
ثم قال الإمام العسكري ع قال رسول الله ص مُخاطباً اليهود وعلمائهم :
يا معشر اليهود هؤلاء رؤسائكم كافرون ولأموالكم محتجبون ولحقوقكم باخسون ولكم في قسمة ما اقتطعوه ظالمون يخفضون ويرفعون , فقالت رؤساء اليهود حدّث عن موضع الحجة بنبوتك و وصاية أخيك . هذا ودع دعواك الأباطيل وإغرائك قومنا بنا .
فقال رسول الله ص لا ولكن الله عز وجل قد آذن لنبيه أن يدع بالأموال التي خنتموها لهؤلاء الضعفاء ومن يليهم .
وكنات النتيجة أن أخذ حُب الأنا , وأتباع الهوى من علماء بني إسرائيل كل مأخذ , ومنعهم التكبر من اتباع النبي الأمي ص ,ولم يؤمن بالنبي منهم إلا قليل , وهكذا فشل المنتظرون مرة أخرى في الإنتظار , كما فشلوا في إنتظار عيسى ع وموسى من قبله .
والحقيقة التي يجب أن يلتفت إليها هي أن هؤلاء اليهود الذين فشلوا في انتظار النبي محمد ص هم ذراري أولئك الذين هاجروا في سبيل الله وأسّسوا مدينة يثرب لإنتظار النبي الخاتم ص .
قال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) مريم .
أما النصارى فقد كان لغلوهم بعيسى ع , ولتحّريفهم لسيرته وتعاليمه , أو ما يسمى
بــ [ الإنجيل أو العهد الجديد ] كما كان لفهمهم الخاطئ في بعض الأحيان لكلامه ع , والأنبياء ع يتكلمون أحياناً بالرموز والأمثال , والحكم ليقربوا بعض الحقائق للناس ,
أقول إن مجموع هذه الأمور تضافرت ليجد القوم في طياتها السبل للخروج عن جادة الصراط المستقيم ,وتأليه عيسى ع ثم عدم الإيمان بنبوة محمد ص ووصاية علي ع .
مع أنه بعضهم آمنوا بالنبي ص كما مرَّ أن أول وفد آمن بالنبي ص هو وفد نصارى الحبشة وفي التوراة والأناجيل الأربعة الموجودة اليوم والمقبولة لدى النصارى توجد بعض الإشارات إلى النبي محمد ص وعلي ع , وكثير من الإشارات إلى المهدي عليه السلام من ولده .
أمّا في إنجيل برنابا فهناك تصريح من عيسى ع أنه جاء ليُبشّر بمحمد ص ورجل آخر رُمز له بالمختار , أو واحد من المختارين والذي سيُظهر دين محمد ص .
كما قال ع أنه جاء ليُمهّد الطريق لمحمد ص , وشريعته التي ستكون في زمن نزول عيسى شريعة أهل الأرض جميعاً .
قال تعال : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) التوبة .
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) الفتح .
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9) الصف .
وما بقاء عيسى ع إلى اليوم إلاّ لنصرة دين الله عندما ينزل في زمن ظهور الإمام المهدي ع , ويصلي خلفه وتعد شريعته الإسلامية الحنفية السمحاء , كما روى الفرقين عن صاحب الشريعة محمد ص .
........................
Comment