إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

حكاية من المدينة ( الحزينة )

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3323

    #31
    رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

    حكاية قَسَـم عظيم من حُسـينية ..

    لم تكن الحسينية التي أخبر عنها الأخ غير سياج لم يرتفع بضعة سنتيمترات عن الأرض وغرفة نائية وكوم من الطابوق ومواد البناء الأخرى البسيطة
    ومكان مصلى مفروش بالرمل .. وكان الوقت يقترب من القيظ
    فعلى ما أتذكر لعل في هذه الجمعة أو في الجمعة الثانية كان إمام الجمعة
    رجلا يرتدي كوفية وعقال كان طويلا وأسمر
    وعندما دخلنا إلى الحسينية لفت نظري أنه كان يصلي بمفرده
    وباقي الناس في الحسينية كل منشغل بأمر من الأمور
    وذهبنا ودخلنا في تلك الغرفة التي كان فيها أحد المشايخ يتحدث عن الدعوة
    وكان اسمه (شيخ حبيب) كان شخصاً بسيطاً ويتحدث بفطرية وتلقائية عجيبة
    كأنه ليس من زمننا !!
    عند الرؤية الأولى لأتباع هذه الدعوة تحقق في نفسي ما جعلني أتعلق بها
    وهو عندما قلت لصديقي الأستاذ :
    أنا بحسب ما أعرف أن هذا الأمر لابد أن يكون أناسه من البسطاء ..
    لأنني أتذكر هرقل الروم عندما كان يسأل أبا سفيان (لع) عن أتباع محمد (ص) ..
    هل هم من علية القوم أو هم من البسطاء؟؟
    فكان جواب أبو سفيان :
    بل من البسطاء والفقراء ممن لا يلتفت إليه
    فأجابه هرقل : وكذلك أتباع الأنبياء
    فهذه الجملة كانت دليلي في معرفة الحق ..
    فالدعوة الحق لا يتبعها إلا البسطاء في بدايتها .. وهذه الدعوة في بدايتها
    وكان الحال كما أخبر هرقل عن حال أتباع الأنبياء(ع)
    وخاصة هذا الشيخ المتصدي للحديث
    فتعلق قلبي بالمكان وبأهله .. ومن ذلك اليوم ما عدت أستطيع مفارقته

    المهم ... صلينا الجمعة خلف هذا الرجل الأسمر الطويل .. وكان يمسك بيده مصحفاً
    وكان كثير الإطراق إلى الأرض وهو يتحدث
    وعندما يصل الحديث إلى سيرة أولئك المعممين كان يتحدث بشدة وبانفعال واضح ..
    وخاصة عندما يذكر انحرافاتهم العقائدية والأخلاقية ..
    لم أجد في نفسي دافعاً للسؤال عن إمام جمعتنا فهو لابد أن يكون من الأتباع فضلاً على أنه في خطبتيه كان بسيطاً كذلك وتلقائيا .. لم يكن يتكلف
    ولم أدقق فيه لأن الموقف بجملته وتفاصيله كان جديداً عليّ ..
    حتى أنني كنت شبه المذهول .. بل لا أبالغ إذا قلت :
    كأنني اليوم أعرف هذا العالم العجيب الذي اسمه ( الدين ) !!!

    عندما تحقق دليلي في معرفة الحق ارتبطت مع المكان وأصحابه فلم أعد أفارقهم منذ أن وطئت قدمي هذا المكان الطاهر ..
    فلا يمضي يوم إلا وأنا ـ وأعوذ بالله من الأنا ـ حاضر وموجود وأستمع للأخوة الأنصار وأتعلم منهم


    لقد وضعتني هذه الدعوة وجهً لوجه مع (أنا) ولأول مرة أعيش هذه المواجهة المرة بكل تفاصيلها
    ولأول مرة اكتشف بأنني كنت بعيداً عن فضاء الإنسانية بل لا حظ لي فيه إلا الشيء القليل القليل جداً وربما هذا القليل هو الذي جعل الله سبحانه يتفضل علي بمنه العظيم هذا
    ولذا يصح أن يكون عنوان هذا الموضوع (هكذا عرفتني) وليس عرفته لأن أحمد الحسن(ع ) مرآة إلهية عظيمة استبان فيها غربة الإنسانية فينا .. واستبان فيها ضيعة الدين وغربته
    وهو حقاً وصدقاً مائدة الله سبحانه الذي اكتشفنا عندها سقمنا وفقداننا للعافية ومنها وفيها

    لقد كان أحمد الحسن (ع) رسالة الله سبحانه لعباده كي يوقظهم من رقدة الغفلة بالوقت الذي كانت فيه سكّين الدنيا تنوش رقابنا وتؤثر فيها ..
    من ضمن اللقاءات التي منَّ بها الله سبحانه عليَّ كان لقاء في حسينية أنصار الإمام المهدي (ع )
    في البصرة حيث دعوت أحد الأشخاص ممن كنت أعده صديقاً لي إلى هذه الدعوة المباركة وتوافق وجودنا في الحسينية مع وجود السيد أحمد الحسن (ع) ..
    وجلس هذا الشخص قبال الإمام أحمد الحسن (ع)
    وراح يسأل عدداً من الأسئلة والإمام (ع) يجيب بأريحية لا تليق إلا به سلام الله عليه ..
    لأن أسئلة ذلك الشخص لم تكن لطلب الحق بقدر ما كانت لاختبار داعي الله (ع )

    وأتذكر من ضمن تلك الأسئلة أنه سأله عن بعض الأسماء من علماء الغرب
    فسأل الإمام(ع) عن العالم النفسي فرويد ..
    فعبر الإمام(ع) عن امتعاضه من هذا الرجل
    ثم سأله عن إنشتاين
    فأجابه (ع) أن هذا الرجل يعترف بوحدة الوجود في نظريته ..
    ثم سأله عن التطور والحاسوب والإنترنت وهذه الثورة التكنلوجية الهائلة
    وموقف الإمام المهدي(ص) منها؟؟
    فقال له الإمام (ع) : أسألك فأجبني بصراحة
    هل استطاع كل هذا التطور الذي تراه من إنقاذ إمرأة وقعت في مستنقع الرذيلة
    وسار بها في طريق الفضيلة ؟؟؟
    فكان جواب هذا الشخص : لا
    فقال له الإمام (ع) : إذن لا قيمة لكل هذا الذي تسميه تطوراً
    ومما أتذكره من أسئلة هذا الشخص قوله للإمام (ع) :
    هناك رين على قلبي يحجبني عن معرفة الحقيقة فما السبيل لإزالته ؟؟
    فأجابه الإمام (ع) : هل لك أتباع ؟!
    قال : لا
    قال له : هل لديك منصباً كبيراً أو ... أو... ؟
    أجاب : لا
    فقال له الإمام (ع) : فأنت تحمل هم نفسك فقط
    قال : نعم
    قال له هل الرين الذي على قلبك أكبر أو الرين على قلب من له أتباع ؟
    فهناك من كان له أتباع ولكنه لما عرف الحق ترك كل ذلك خلف ظهره والتحق بالحق .

    لقد كان اللقاء طويلا ربما استمر أكثر من ساعة ونصف مع هذا الشخص ولكنني ..
    ـ وأتحدث عن نفسي ـ كنت مذهولًا ولم أمتلك نفسي فالكثير من الأسئلة لم أتذكرها لأنني كنت أبكي وأنا أسمع إجابات الإمام (ع) والكثير من الأخوة الجالسين كانت دموعهم تسيل ..
    أما ذاك السائل ما رقّ له قلب !!
    (سبحان الله) سلام الله على نبي الله عيسى حيث قال :
    (الذي من الله يسمع كلام الله)
    لقد أحسست في تلك الليلة بحب للإمام (ع)
    ما كنت أشعره لأحد سابقاً حتى أنني لما رأيته تأهب للخروج أسرعت إليه وعانقته وأنا أبكي وقلت له : مولاي ادعيلي ..
    فضمني صلوات الله عليه وقال : الله يوفقك .

    نعم لا يملك المرء وهو يلتقي الإمام (ع) إلا أن ينخلع قلبه ..
    وأعتذر لأنني أتكلم بهذه اللغة التي ربما يصفها البعض بالعاطفية ولكن هذا ما أحسسته في ذاك الموقف
    كان مهيبًا (ع ) .. على الرغم من البساطة التي كانت بادية عليه في الحركة والكلام وحتى في الملبس ..

    والله ـ حقا وصدقا ـ من يلتقيه (ع ) يقول مع نفسه : يا حسرتاه على الإنسانية
    فمن يرى السيد سلام الله عليه يعرف معنى الإنسانية وكيف يكون الإنسان ؟
    لقد كانت اللقاءات به قليلة سلام الله عليه وخاصة في الحسينية
    حيث بدأ فقهاء السوء وزبانيتهم يضيقون الخناق على السيد (ع)
    وحرمونا لقاءه سلام الله عليه ..

    ولكن على الرغم من ذلك منَّ الله سبحانه عليَّ وعلى عدد من الأخوة باللقاء به (ع)
    في عدد من الأماكن وفي تلك اللقاءات لمسنا همه العظيم ..
    وانشغاله بحال الأمة وما تعانيه ومدى انصرافها عما يحييها ..
    وسعيها خلف فقهاء السوء الذين سيوصلونها إلى الهاوية
    وكان في كل ذلك كجده رسول الله(ص) جاداً ومجداً في الدعاء للناس بالهداية على الرغم من الأذى الذي يلقاه من الناس والافتراءات بل والجرأة الغريبة !!!

    أتذكر مرة أن أحد الناس وفق إلى لقاء السيد في الحسينية وكان هذا الرجل أخو أحد الأنصار
    وطلب هذا الرجل حتى يصدق بالسيد ( ع) ودعوته من السيد(ع)
    أن يقسم له بالقرآن على أنه وصي ورسول الإمام المهدي (ص)
    فقال له السيد (ع) : قبل أن أقسم لك أروي لك هذه الحكاية
    التقى نفر من أهل مكة بأعرابي في الصحراء فأخبروه بدعوة محمد (ص)
    وما نزل عليه من كلمات الله سبحانه .. فطلب منهم الأعرابي أن يقرؤوا له ..
    فقرؤوا له قول الله سبحانه :

    فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ 23 . / الذاريات

    فقال الأعرابي متعجباً ومستغرباً : أوَ جعلتموه يقسم ؟؟!!

    وكان (ص) بهذه الحكاية أن يوصل رسالة لهذا الرجل ..
    أن القسم عظيم ومحنة كبيره لهذا الرجل ..
    ولكن الرجل أصّر إلا أن يقسم السيد(ع)
    فقال له السيد(ع) : اذكر لي صيغة القسم التي تريدها أنت حتى أقسم لك ..
    فقدموا القرآن للسيد (ع) وأقسم للرجل على أنه وصي ورسول الإمام المهدي عليه السلام ...

    وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي هدانا للإمام أحمد الحسن(ص) وهدانا به ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله سبحانه ، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة المهديين وسلم تسليما


    مقاطع من هكذا عرفت الإمام احمد الحسن .

    الأستاذ زكي الأنصاري
    من البصرة

    16/رجب المرجب/1431هـ ق
    الموافق 29/حزيران/2010م
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    • منى محمد
      عضو مميز
      • 09-10-2011
      • 3323

      #32
      رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

      حكاية رجل صادق أمين ..


      بيان للشيخ جهاد الاسدي وهو ممن التقى الامام احمد الحسن ( ع ) وعاشره...

      ومن جملة الذين رافقوه یشهدون ويقرون بهذا البيان بأن الامام احمد الحسن (ع)

      هو أحكم الناس بينهم وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم للمواساة ..
      سخي لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ..
      ليس بفظ ولا غليظ ولا سباب ..
      و هو من الذين ينامون علی الارض ویأكل عليها ..
      ويجلس جلسة العبد امام سفرة الطعام ويأكل ما حضر ..
      ولا يرد ما وجد ، يجالس الفقراء والبسطاء والذين لاخلاق لهم بين الناس ..
      ويأكل مع المساكين ويناولهم بيده المقدسة ..
      ويكرم الايتام والارامل ويرعاهم ..
      واما أهل العلم والفضل فإنه يحترمهم ويرعاهم حتى في أخلافهم بما استطاع وهم عنده مقدمون ..
      ويتألف أهل الشرف بالبر لهم ..
      ويصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم إلا بما أمر الله ..
      ولا يجفو أحدا ، يقبل معذرة المعتذر إليه ..
      ولم يتجشأ او يتثاوب قط ..
      ولا يجلس متكئاً ويقسم نظراته اذا تحدث بين الجالسین بالسوية ..
      ويفتح الباب اذا طرق ويخدم في مهنة أهله ..
      وإذا جلس ، لا يثبت بصره في وجه أحد ..
      يغضب لربه ولا يغضب لنفسه وهو أكثر الناس تفکرا ما لم يتکلم بتفسير قرآن او اجابة عن سؤال او لم تجر علی لسانه عضة ..
      لا يرتفع على اصحابه في مأكل او في ملبس او في مجلس ..
      ولا صار احد من اصحابه يوما مهضوما في حضرته واذا اخطأ أحد من اصحابه اجتهد بنصيحته ..
      ولا يجزي السيئة بالسيئة ولكن يغفر ويصفح ..
      ويبدأ من لقيه بالسلام ، ولا يأتيه أحد يقصده بحاجة صغيرا کان او کبيرا إلا قام معه في قضاء حاجته ..
      ومن رامه بحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف ..
      وما أخذ أحد يده فيرسل يده حتى يرسلها ..
      ويمتنع من تقبيل يده من قبل الاخرين وإذا لقی احدَ اصحابه بدأه بالمصافحة ..
      وهو لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله ، و لا يجلس إليه أحد او أقبل عليه الا وقال له : ألك حاجة ؟ ..
      وأكثر جلوسه أن ينصب ساقيه جميعا ، کجلسة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..
      و يجلس حيث ينتهي به المجلس ، وأكثر ما يجلس مستقبلا القبلة ..
      وینام نومة الانبياء مستلقياً علی ظهره ..
      و يؤثر الداخل بالوسادة التي خلف ظهره ..
      وهو في الرضا والغضب لا يقول إلا حقا واطراقه اکثر من تکلمه والحمد لله علی عظم خُـلفائه ..

      فهو صاحب سکینة و وقار و أمانة علی الدین ..

      حتی سماه البعض في
      الوسط الحوزوي قبل دعوته

      ( بالصادق الامین ) .
      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

      Comment

      • منى محمد
        عضو مميز
        • 09-10-2011
        • 3323

        #33
        رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

        حكاية يوسف آل محمد ..

        كان كالطبيب الدوار بأدويته بيننا

        وكالأب يراعي أطفاله وأولاده رؤوف رحيم بالمؤمنين شديد على الكافرين
        بدأ يعلمنا التواضع من نفسه ففي بداية الدعوه المباركه عندما بدأنا بناية ثاني حسينية لنا في العراق
        حسينية ومدرسة أنصار الامام المهدي في الناصريه وكانت من طين ..
        كان سيدي أحمد الحسن (ع) يعمل معنا في بناء هذه الحسينية بيديه الشريفتين وهو يحمل الطين بيد وبالأخرى كان يحمل القلم ..
        يجيب على أسئلة السائلين ويزودهم بالعلم الثقيل العظيم
        ومن أخلاقه كان يجلس على المائدة معنا ويشاركنا طعامنا البسيط
        وكان يجلس على المائدة جلسة العبد ..
        وما دخل الحسينيه الاّ وجلس باتجاه القبلة ولم يستدبر القبلة يوم
        وبدخوله الحسينية يبدء بالسلام على كل الجالسين حتى الصغير
        وأين ما ينتهي به السلام يجلس فلا يختار صدارة المجلس بل أين ما ينتهي به المجلس يجلس حتى لو كان بقرب باب الحسينيه ..
        وكان اذا سكتنا بدأنا بالكلام واذا سألناه أجابنا واذا تكلم أحدنا لايقاطعه ابداً
        حتى أنه يستمع الى كل متكلم حتى لو كان طفل صغير فاذا كان المتكلم سائل يجيبه
        واذا كان السائل عنده مداخله يزيده بزيادة الحق ..
        وكان يصلي بنا جماعه بصلاة أضعفنا فلا يثقل في أمامة الصلاة اذا كان فينا مريض أو ضعيف
        وإذا صلى وحده كان مابين قائم وراكع وساجد حتى يطول به المقام وخاصة في صلاة الليل
        وكان يلبس البسيط ويقبل بالقليل وهذه دلاله على كرمه ما سأله سائل فرده ابداً ..
        فيعطي ويجود بما عنده كله وهو عادل مع كل الخلق المؤمن منهم والفاجر
        حتى أنه في يوم من الأيام قال لي الانصاري : (علاء الحداد) ان سيارتي تعطلت وكان معنا الامام احمد الحسن (ع)
        فأتينا بشاب ميكانيكي لتصليحها وكان الجو حار جداً فدخل هذا الشاب تحت السيارة وأصلحها وبعد الانتهاء أعطيته حقه وكان المبلغ قليل فلم يقبل الامام (ع ) على العطيه فقال لي الامام (ع) :
        هل تقبل أن تدخل تحت هذه السيارة في هذا الجو الحار بهذا المبلغ ؟!
        وبداخلي أني لا أقبل أن أدخل تحت هذه السياره في هذا الجو الحار فزدنا له العطية ..
        وكان الامام احمد (ع ) في كثير من الأحيان جالس بيننا والناس لاتعرفه من شدة تواضعه وبساطته ..
        كأنه أخ كبير بيننا وكانت بعض الناس تأتي للسؤال على هذه الدعوه ويشرع الامام احمد (ع) بتبليغهم بنفسه ..
        وهم لايعلمون بذلك وكان يُعرّفهم الحق برأفة ورحمة وكأنه يعامل ولده وابنه حتى أنه في يوم من الأيام كان أحد الزائرين يسأل عن الدعوه والامام احمد (ع ) يجيبه وهو لا يعرف أن هذا هو الامام (ع ) ..
        وبدء هذا الرجل بالالحاح بالسؤال ولايريد أن يفهم وكنت جالس في هذا المجلس فغضبت لما يفعله هذا السائل ففكرت في نفسي أن أكلم هذا الرجل بغلظة وشدة ولم أخرج هذا الأمر على لساني بل فكرت في نفسي فقط ..
        فالتفت لي الامام احمد (ع ) وكأنه عرف مافي نفسي فمنعني بشدة وقال لي (ماجد) ..
        ماذا تريد أن تقول فاستحيت من الامام (ع )
        وسكتت عن هذا الامر وكان الامام احمد (ع) ..
        يدرس الأنصار القران وكان يبدء الدرس بعد صلاة العشاء
        وفي بعض الأحيان كان يستمر الدرس الى صلاة الفجر وكان يعطي الدروس في مسجد السهله ..
        وفي يوم من الأيام كان يدرس الأمام احمد (ع) في مسجد السهله ..
        وكان أحد الأنصار لم يفهم مسالة فقال الامام احمد (ع) هل ترون هذه المصابيح في المسجد ؟؟
        وكانت عددها بالعشرات وكان فيها بعض المصابيح منطفىء ..
        فقال السيد احمد (ع) :
        لماذا تلتفت فقط الى المصباح المنطفىء بل انظر الى المصابيح التي تعمل ونورها كثير فهذه الدعوة الربانيه بها قتل وتشريد وسجن ..
        وفقدان أموال ولكن أمامكم الحياة الأبديه في جنات النعيم في هذه الدعوة الربانيه ..
        وبعد بناء الحسينيات في محافظات العراق بدء الامام احمد (ع ) بتعليمنا القران والتوحيد حتى أنه بقى يعلمنا في يوم من الايام من بعد صلاة العشاء الى صلاة الفجر وعندما أذن الاذان قام الامام احمد (ع ) ..
        فصلى بنا الفجر ثم ودعنا وسألنا الدعاء كتوديع الأب لأبنائه ونحن كالأبناء ينظرون الى أبيهم وهو يذهب عنهم وقلوبهم يعتصرها الالم ..
        كما أخبرني أحد الأخوه الأنصار قال :
        كنت ضيف عند الامام احمد (ع ) وبعد تناولنا الطعام قمت لكي أغسل يداي
        واذا الامام احمد (ع) قام واقفاً وهو يصب على يدي وأنا خجل من نفسي كم نحن نرى أنفسنا فنحن لا نصب الماء على أيدي الناس أما هذا وصي من أوصياء آل محمد وهو يصب على يدي !!.
        كما أن الامام احمد (ع) كان يعرف أنصاره بأسمائهم قبل أن يراهم حتى أنه يعرف أشياء كثيره عن حياتهم وطفولتهم ..
        وقد حصل الكثير من المعاجز بيننا على يديه (ع ) ..
        عندما كنا نسير معه في الطريق أو يجلس معنا كما أخبرنا الكثير من الاخبارات الغيبه وحصلت في أرض الواقع ..
        ففي يوم من الأيام سالته (ع) :
        عن تفسير سورة يوسف (ع) فقال لي الامام (ع) :
        إن تفسير سورة يوسف طويل .... ولكن سوف أقول لك هذه الكلمه تفيدك إعلم إن الامام المهدي (ع) سوف يطبق سورة يوسف عملياً.

        هكذا عرف ابو نوح الانصاري من العراق .

        الإمام احمد الحسن ( ع ) .
        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

        Comment

        • مجهول
          مشرف
          • 03-09-2010
          • 419

          #34
          رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

          وفقك الله اختنا وجعله في ميزان حسناتك ونسال الله لكم وللانصار ولنا الثبات على الولاية والهداية ان شاء الله تعالى
          اللهم صل على محمد وال محمد
          الائمة والمهديين وسلم تسليما

          Comment

          • منى محمد
            عضو مميز
            • 09-10-2011
            • 3323

            #35
            رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

            حكاية سورة يوسف ..

            قصة يوسف عبرة في زمن الظهور المقدس ..

            سورة يوسف تُفتتح بـــــــــــ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ .

            وتُختَم بـــــــــــ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) .

            وبيّنتُ فيما مضى أن قصة يوسف (ع ) مدارها الرؤيا ..
            فيوسف النبي يرى رؤيا ..
            والسَّجين يرى رؤيا ..
            وفرعون يرى رؤيا ..
            وكلها رؤى من الله بغض النظر أن من رآها نبي أو كافر ..
            والله سبحانه وتعالى عبَّر عن هذه الرؤى التي قصّْها في سورة يوسف (ع )
            والتي كانت مدار قصة يوسف (ع ) وتمكينه من ملك مصر بأنها أَحْسَنَ الْقَصَصِ ..
            والآن لنبحث في آخر آية من سورة يوسف لنعرف ماذا أراد الله من هذه القصة وهذه الرؤى التي قصها على النبي محمد ( ص ) ..
            وبالتالي على من يؤمن بهذا النبي الكريم ( ص ) وما جاء به (ص) ..
            لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ..
            إذن في هذه القصة منفعة بل ومنفعة كبرى معتبرة ..
            فالمفروض أن الإنسان يعتبر بغيره إذا وقع في حفرة فيجتنب طريقه وسلوكه لئلاّ يقع في نفس الحفرة وهذا هو المفروض ..
            أما الواقع فإن المعتبرين الذين تنفعهم قصة يوسف (ع) هم لِأُولِي الْأَلْبَابِ ..
            ولبّ الإنسان قلبه وباطنه ..
            فأصحاب القلوب النيّرة بنور الله والطاهرة بقدس الله هم المنتفعون من قصّ هذه الرؤيا
            وهذه المسيرة النبوية الكريمة ..
            أما أصحاب البواطن السوداء المظلمة فهم ليسوا من أولي الألباب ..
            لأنّ قلوبهم خاوية فالظلمة عدم ولا شيئ في بواطنهم ليقال عنه لبّ ..
            فالمفروض أن تكون قصة يوسف (ع ) عبرة لكل إنسان ..
            ولكن الواقع انها لن تكون عبرة إلاّ لمن يؤمنون بملكوت السماوات ..
            وبالتالي يصدقون كلام الله الآتي في المستقبل ..
            ولا يقولون عنه أنه من الشيطان ..
            يصدقون كلام الله الذي سيأتي مع يوسف آل محمد (ص ) ..
            الذي سيأتي في المستقبل بين يدي محمد (ص )..
            مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ..
            فليست قصة يوسف (ع ) ولا الرؤى التي رآها يوسف (ع) والسَّجين وفرعون ..
            حديثاً يفترى من الشيطان ..
            بل هو من الله ..
            فلتكن لكم بها عبرة ومنفعة لئلاّ تعثروا فيها وتقعوا في الحفرة عندما يأتي
            يوسف آل محمد ( ص ) ..
            فلم تكن هذه القصة التي سماها الله بأحسن القصص إلاّ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ..
            أي تصديق الذي سيأتي بين يدي محمد (ص) أي في المستقبل بعد محمد (ص ) وهو يوسف آل محمد ..
            ولم يكن في هذه الرؤى والقصة تفصيل بعض الأمور التي تخصّ يوسف آل محمد ..
            بل إن فيها تَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ..
            وبالتالي فإن هذه القصة ستكون لِأُولِي الْأَلْبَابِ و لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ..
            لا لمن سواهم في زمن ظهور يوسف آل محمد (ص ) القائم المهدي ..
            وَهُدًى وَرَحْمَةً . فهؤلاء سيرون بنور الله زليخا [ إمرأة العزيز ] ..
            هي الدنيا والملك الدنيوي ستقبل على آل محمد وعلى يوسف آل محمد ..
            ولكنه لا يرضاها إلاّ بالطريق والسبيل الذي يريده الله ..
            وهو التنصيب الإلهي وحاكمية الله ..
            وسيكون رفض يوسف آل محمد للزنا والطريق غير المشروع عند الله
            [ حاكمية الناس ] سبباً لعنائه في بادئ الأمر ..
            كما كان رفض يوسف (ع ) للزنا سبباً لسجنه ..

            من كتاب إضاءات من دعوات المرسلين
            ليوسف آل محمد [ احمد الحسن ] اليماني الموعود .
            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

            Comment

            • منى محمد
              عضو مميز
              • 09-10-2011
              • 3323

              #36
              رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

              حكاية صيحة جبرائيل ..


              ملخص عن أطروحة الاستاذ احمد حطاب .

              وضع السيد احمد الحسن (ع ) طرحاً للصيحة لم يسبقه له أحد وهو كون الصيحة في عالم الرؤيا
              و الكشف (وهو رؤيا أثناء اليقظة ) .


              وهذه تسع نقاط أنقلها عن السيد احمد الحسن ( ع) يشكل فيها على الطرح الخاطئ للصيحة بين الناس والعلماء على حد سواء ويثبت فيها الرؤيا .

              أجابني بها عندما سألته عن الصيحة .

              1 ) كما هو واضح في الروايات إن جبرائيل (ع) يصيح في السماء
              يعني في الملكوت وأن إبليس اللعين يصيح من الأرض
              أي في عالم المادة .
              ولو كانت صيحة جبرائيل في سماء هذه الأرض لكان كلا الصيحتين من الأرض وفي الهواء.

              2 ) الصيحة لجبرائيل (ع) وجبرائيل ملك
              فصيحته في عالمه وهو عالم الملكوت
              يصيح بملك الرؤيا
              وملك الرؤيا يصيح بملائكة الرؤيا التابعين له
              والذين يأتمرون بأمره ويرون الناس الرؤيات
              وكذلك يصيح جبرائيل في السماء فيُسمع الأرواح .

              3 ) صيحة جبرائيل ـــ لما ضرب ابن مُلجَم الإمام علي (ع)
              لم يسمعها كل الناس ولو سمعها كل الناس لنقلها جميعهم فلو كانت في هذا العالم المادي لسمعها كل الناس
              فما المانع لسماعهم لها لو كانت في هذا العالم !؟
              وهذه الصيحة نظير صيحة جبرائيل في زمن الظهور الموعود .

              4 ) عن أمير المؤمنين (ع)
              صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها .

              ورد هذا المضمون في كثير من الروايات والذي يوقظ النائم هي الرؤيا
              فعندما يرى الإنسان رؤيا في كثير من الأوقات يستيقظ بعد الرؤيا .

              5 ) الرؤيات يفهمها ويسمعها أهل كل لغة بلغتهم
              والرؤيا يفهمها العربي والعجمي والسرياني وأهل كل لغة بلغتهم
              لأنها صور ورموز ثابتة عند الجميع ويفهمها الجميع .

              6 ) الحديث الوارد عن الحضرمي قال دخلت أنا وأبان على ابي عبد الله (ع)
              وذلك حين ظهرت الرايات السود بخراسان وقلنا ما ترى ؟
              فقال اجلسوا في بيوتكم فإذا رأيتمونا اجتمعنا على رجل فانهدوا إلينا بالسلاح

              ومعنى هذه الرواية لا يحتاج الى كثير من التفكر
              وهو اجتماع أهل البيت في عالم الرؤيا لتأييد رجل وحث الناس على نصره .


              7 ) عن البيزنطي قال سالت الرضا (ع) عن مسالة الرؤيا
              فأمسك ثم قال (ع)
              إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شراً لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ( ع)

              فالسائل سئل عن مسألة تخص الرؤيا والإمام ربط الرؤيا برقبة صاحب الأمر
              فتبين أن هناك ارتباط وثيق بين الرؤيا والإمام (ع)
              وكأنها علامة حتمية من علامات ظهوره مرتبطة بقضيته (ع)
              فلا يناسبها إلا صيحة جبرائيل لأنها من عالمه .


              8 ) عن الإمام الصادق (ع) قال
              رأي ورؤيا المؤمن في آخر الزمان على سبعين جزء من أجزاء النبوة .

              وورد عنهم (ع) إن في آخر الزمان تكاد الرؤيا لا تكذب
              فالأنسب أن تكون صيحة جبرائيل في عالمه وهو عالم الملكوت
              فالصيحة في عالم الملكوت تصل للإنسان بالرؤيا التي لا تكذب في آخر الزمان وبالكشف .

              9 ) لو كانت الصيحة في هذا العالم المادي من سنخه وماديته
              فما هو المائز بينهما وبين صيحة إبليس (لع)
              هل هو الصوت ؟
              وهل سمع الناس صوت جبرائيل وصوت إبليس (لع) لكي يفرقوا بينهما ؟!
              بلى ــ إذا كانت صيحة جبرائيل في السماء أي في ملكوت السماوات
              استطاع المؤمنون تميزها لان الملكوت بيد الله
              فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . يس 83


              بعد أن أخبرني السيد احمد الحسن (ع) بهذه التسع نقاط
              قال لي وإن شاء الله ستوفق لتسع أخرى .
              قلت له سيد لم يتبق لي شيء
              قال (ع ) إنشاء الله ستوفق لتسع نقاط أخرى .
              وبالفعل وبفضل الله عليَّ أضيف تسعة نقاط أخرى تشير إلى الغرض ذاته .


              ومن كلام السيد احمد الحسن حول المعجزة ..
              كل نبي من أنبياء الله سبحانه وتعالى يبعث بمعجزة
              والمعجزة تكون مشابه لما في زمانه
              فعيسى (ع) جاء بإحياء الموتى وشفاء المرضى لانتشار الطب
              وموسى جاء بالعصا والآيات لانتشار السحر
              ويوسف (ع) جاء بالرؤيا وبتأويل الرؤيا لانتشارها في زمانه
              والإمام المهدي (ع) أو المهدي الأول الذي يمهد له أيضا يأتي بما يناسب زمانه
              وهو العلم بكتاب الله والمعرفة و … و مما يناسب زمانه أيضا الرؤيا .
              لأنها كما قالوا (ع) لا تكذب في آخر الزمان وهي الباقية من النبوة في آخر الزمان .
              إذن .. فالإمام المهدي (ع) يأتي بالرؤيا وتأويل الرؤيا كما جاء بها يوسف (ع)
              والإيرانيون يعرفون الإمام المهدي بأنه ( يوسف آل محمد ) .

              وهم (ع) يأتون بالآيات والمعجزات من الله المشابهة لما هو منتشر في زمانهم
              لا لمشابهتها لما هو منتشر في زمانهم كما توهم كثير من العلماء بذلك .
              بل للّبس ولأن لا تكون خالية من الامتحان
              فلا يكون هناك إلجاء للإيمان فالدنيا دار بلاء وامتحان
              وليؤمن من يؤمن بالغيب .

              قال تعالى

              وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ .
              الأنعام / 9 .

              انتهى كلام السيد احمد الحسن .

              احمد حطاب / 1/ ربيع الأول /1426 هـ.ق
              أنصار الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض ) .
              ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
              أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
              كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
              هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

              Comment

              • منى محمد
                عضو مميز
                • 09-10-2011
                • 3323

                #37
                رد: حكاية من المدينة ( الحزينة )

                حكاية رحلة موسى ..


                الدعاء في قصصها
                ـــــــــــــــــــــــــــ

                قصة السفينة وأصحابها

                يقول العالِم ( ع) :

                هي سفينة لجماعة من المؤمنين المخلصين وهم مساكين الله سبحانه وتعالى
                أي مستكينين في العبادة بين يديه لا مساكين بمعنى محتاجين
                فمن يملك سفينة ليس بفقير فكيف يكون مسكيناً
                والمسكين وهو من لا يملك لا قليلاً ولا كثيراً
                وهؤلاء المؤمنون مساكين الله كانوا يتضرعون إلى الله
                ويدعونه أن يجنبهم الملك الطاغية وجنوده
                الذين كانوا يأخذون السفن ويسخرونها للعمل لصالح الآلة الإجرامية لهذا الملك
                فهؤلاء المساكين كانوا لا يريدون أن يكونوا سبباً في إعانة هذا الطاغوت
                وذلك عندما يُسخّر سفينتهم لصالح إجرامه
                وكانوا لا يريدون أن يفقدوا سفينتهم
                ولهذا أرسل الله لهم العالم على نجاتهم وسفينتهم من هذا الطاغية
                فجعل فيها عيباً ظاهراً
                علم أنه سيكون سبباً لإعراض الملك عنها وتركها تجوب البحر .

                وقصة الغلام

                يقول عنه العالِم ( ع )

                هو فتى كان أبواه مؤمنين صالحين مخلصين لله سبحانه وتعالى
                وكانا يكثران من التضرع والدعاء إلى الله أن يهبهما
                ذرية صالحة بارة بهما وأن يعيذهما من عقوق الأبناء
                وكان هذا الفتى ظاهراً صالحاً
                وهو ابن مؤمنين فيلحقهما من حيث الطهارة الظاهرية
                أو زكاة النفس الظاهرية
                ولهذا قال موسى (ع) عنه ( نفس زكية )
                أي بحسب الظاهر لأنه ابن مؤمنين وفي الوقت الحالي
                لأنه لم يظهر الكفر والفساد ولكن الله سبحانه وتعالى
                يعلم ما في نفس هذا الفتى من الأنا والتكبر على أمر الله وحججه عليهم السلام .
                فهذه النفس الخبيثة هي من أعداء الأنبياء والمرسلين
                ولهذا أرسل الله سبحانه وتعالى العالِم ليحقق لهذين المؤمنين
                أملهما بالذرية البارة المؤمنة الصالحة
                ولم يكن هناك سبيل لتفريقهم إلا بقتل الغلام
                فقتله العالِم بأمر الله سبحانه واستجابة لدعاء أبويه
                ولهذا فإن الذي طلب قتل الغلام هو أبوه من حيث لا يشعر
                فإن دعاءه كان طلباً لهلاك ولده فهو القاتل الحقيقي
                والذي أمر بقتل الغلام هو الله سبحانه
                والذي نفذ هو العالِم .

                وقصة الجدار

                يقول فيه العالِم ( ع)

                هو جدار بيت لغلامين يتيمين
                أي إنهما صالحان واليتيم هو الفرد في قومه الذي لا يلحقه أحد
                في الصلاح والتقوى والطاعة
                والكنز الذي تحت الجدار كان أموالاً وذهباً
                أدخرها لهما أبوهم وكتب لهما نصيحة وأدخرها لهما مع الكنز
                ولهذا فإن أهل البيت (ع ) كانوا يعتبرون هذه النصيحة
                هي الكنز الحقيقي لا أن المال والذهب هو الكنز
                والنصحية كما قال الصادق (ع )
                إني أن الله لا إله إلا أنا
                من أيقن بالموت لم يضحك سِنّه
                ومن أقر بالحساب لم يفرح قلبه
                ومن آمن بالقدر لا يخش إلا ربه
                وهذه الحكمة والنصيحة هي حرب على بخل أهل هذه القرية
                الذين أبوا أن يطعموهم وهذا سبب آخر لبناء الجدار .

                وأخيراً يقول العالِم ( ع )

                ويبقى أن نعرف أن عمل العالِم كان كعمل الملائكة لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون
                فكان منفذاً لأمر الله سبحانه وتعالى وجميع الأعمال الثلاثة التي قام بها كانت بأمر من الله
                وكانت طلباً من أصحابها الذين عملتُ لأجلهم
                فهي استجابة لدعائهم
                فالسفينة خرقت بطلب من أصحابها
                والفتى قتل بطلب من والديه
                والجدار أقيم بطلب من والد الغلامين
                وكل هذه الطلبات كانت بدعاء وتضرع إلى الله
                من أناس مؤمنين مخلصين لله سبحانه وتعالى .

                من مجمع البحرين
                الإمام احمد الحسن (ع) .
                ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                Comment

                Working...
                X
                😀
                🥰
                🤢
                😎
                😡
                👍
                👎