تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

Collapse
X
 
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • منى محمد
    عضو مميز
    • 09-10-2011
    • 3323

    #46
    رد: من هو صاحب هذه الآية في هذا الزمان ؟!

    دعوة الحق ...


    دعوة الحق لا يمكن أن تكون وحدها , دون وجود دعوات باطلة تعارضها , فمنذ اليوم الأول الذي كان فيه نبياً يوصي لمن بعده بأمر الله سبحانه , وجدنا مدعياً مبطلاً يُعارض دعوة الحق , فآدم ع أول أنبياء الله مبعثاً يوصي

    لهابيل ع ويقوم قابيل بمعارضة دعوة الحق وإدعاء حق الخلافة , وحتى القربان الذي كان الفيصل في تحديد وصي آدم ع , لم يقبل به قابيل كآية دالة على هابيل وصي آدم , وأقدم قابيل على تهديد هابيل الوصي , ثم قتله

    دون تردد أو خوف من الله سبحانه :

    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28)

    إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) . المائدة .

    وهذا حصل مع يوسف ع لما حسده إخوته .

    بل وجرى مع كل الأنبياء ع , فكما أن الله سبحانه وتعالى يصطفي رسله , كذا فإن إبليس لعنه الله يختار من جنده من يُعارض دعوة الحق . فالله سبحانه وتعالى يختار هابيل ع , وإبليس لعنه الله يختار قابيل ليعارض داعي

    الحق محمداً ص .

    وهنا أوجه السؤال : هل يُعذر من ترك أتباع محمد ص بحجة وجود أكثر من دعوة في الساحة , وإنه لا يستطيع تمييز المحق من المبطل ؟

    والحق إنه لا يُعذر ويكون مصيره إلى جهنم تماماً كاؤلئك الذين إتبعوا من إدعوا النبوّة أو الرسالة كذباً وزوراً .

    ثم هل إن الله سبحانه وتعالى وضع قانوناً يعرف به داعي الحق في كل زمان وهو حجة الله على عباده وخليفة الله في أرضه وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله , والإيمان به والتسليم له هو الإيمان بالله والتسليم لله والكفر

    به والإلتواء عليه , هو الكفر بالله والإلتواء على الله .

    أم أن الله ترك الحابل على الغارب حاشاه سبحانه وتعالى , وهو الحكيم المطلق وقدر كل شيئ فأحسن تقديره . وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8). الرعد . , وهو عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ

    وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) . سبأ .


    من كتاب إضاءات
    من دعوات المرسلين
    للإمام احمد الحسن اليماني الموعود
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

    Comment

    • منى محمد
      عضو مميز
      • 09-10-2011
      • 3323

      #47
      رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

      عن أبي جعفر ع في قوله تعالى :

      ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35). يوسف .

      فالآيات شهادة الصبي والقميص المخرق من دبر وإستباقهما الباب حتى سمع مجاذبتها إيّاه على الباب فلم تزل ملحة بزوجها حتى حبسه ,

      وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ . يقول عبدان للمك أحدهما خباز والآخر صاحب الشراب والذي كذب ولم ير المنام هو الخباز .

      لم تكن هذه الآيات هي كل ما رافق دعوة ومسيرة يوسف ع , بل ما جاء به كل الأنبياء المرسلين ع كدليل على الدعوة الإلهية التي كلّفوا بها , جاء به يوسف ع , فهو ع لم يكن شاذاً عن المرسلين وعن طريقهم الواحد للدلالة على رسالتهم , قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ . 9 الأحقاف .

      طريقهم المبين [ الوصية أو النص , والعلم والحكمة , راية البيعة لله أو الملك لله أو حاكمية الله ] .

      هذه الآيات الثلاثة البينة جاء بها يوسف ع

      وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ 34 . غافر .

      وبل أن نعرف كيف ومتى وأين جاء بها يوسف ع ,

      نحتاج إلى معرفة من تمثله هذه الأمور الثلاثة في خط الدعوة الإلهية عموماً .

      قال تعالى :

      أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22). لقمان .

      إضاءات
      من دعوات المرسلين
      للإمام احمد الحسن اليماني الموعود .
      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

      Comment

      • منى محمد
        عضو مميز
        • 09-10-2011
        • 3323

        #48
        رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

        الوصية ..


        الوصية بالخصوص جاء بها كل الأوصياء ع واكّدوا عليها , بل وفي أصعب الظروف نجد الحسين ع في كربلاء يقول لهم إبحثوا في الأرض لا تجدون من هو أقرب إلى محمد ص مني

        [ أنا سبط محمد الوحيد على هذه الأرض ] , هنا أكَّد عليه السلام على الوصية والنَّص الإلهي

        ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34). آل عمران .

        فالذين يفهمون هذه الآية يعرفون أن الحسين ع أراد أن الوصاية محصورة به عليه السلام

        لأنه الوحيد من هذه الذرية المستخلفة .

        والآن نعود إلى يوسف لنجد :

        الوصيــــة ..


        في قول يعقوب ليوسف ع

        وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) . يوسف .

        فيعقوب بيّن ليوسف ع وصيه وأنه إمتداد لدعوة إبراهيم ع وبكل وضوح .

        وفي قول يوسف ع :

        وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38) . يوسف .

        فيوسف ع يؤكد إنتسابه إلى الأنبياء ع وانه الخط الطبيعي لأستمرار دعوتهم عليهم السلام .

        العلم ..


        في قوله : قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (37) . يوسف.

        وفي قوله : تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ(47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49). يوسف .

        وفي قوله :

        قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) . يوسف .

        البيعة لله ..


        يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40). يوسف .


        من كتاب إضاءات من دعوات المرسلين
        للإمام احمد الحسن اليماني الموعود وصي ورسول الإمام المهدي ع .
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

        Comment

        • منى محمد
          عضو مميز
          • 09-10-2011
          • 3323

          #49
          رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

          تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .


          من كتابه الجواب المنير عبر الأثير .


          سؤال / 24 :

          وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) الطلاق .

          المطلوب ما هو السر ؟ في هذه القرآنية الكريمة ؟

          الجواب :

          بسم الله الرحمن الرحيم

          وهل أنت تعرف هذا السرّ ؟ هذا سؤال معاند وليس طالب حق .

          قال الإمام علي عليه السلام : لو إنّ السماوات والأراضين كانتا على عبد رتقاً ثم إتقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً.

          فالمخرج من تقدير الله , هو قدر الله وقانون الله وسنة الله التي لا تتبدل , المرافقة للتقوى .

          احمد الحسن .


          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          سؤال / 64 :

          ما هو سر آية الكرسي , وهل لها علاقة وثيقة بالتوحيد والإمامة ؟

          الجواب :

          بسم الله الرحمن الرحيم

          ها هي آية الكرسي كما نزلت على محمد ص :


          اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا

          يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) . البقرة .

          وسرّها أنّ فيها ذكر الحقيقة [ هو ] , واللاهوت [ الله ] , باب اللاهوت [ الرحمن الرحيم ] , وفيها بيان إختلاف الحقيقة عن اللاهوت في مقام المعرفة وإتحادهما في الحقيقة , وبيان أنّ اللاهوت [ الله ] هو تجلّي للحقيقة

          وصفة الحقيقة , وبيان أنّ هذا التجلّي هو لحاجة الخلق له

          [ فالقيوم لا يكون حقيقة إلا بمن يقوم عليه ] .

          وفيها بيان أنّ الحي الحقيقي هو سبحانه ومن سواه حياتهم من حياته وقائمة بحياته .

          وتفصيل أكثر تجده في تفسير سورة التوحيد .

          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          سؤال / 74 :

          في قوله تعالى :

          إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب .

          هل أنّ الإرادة هنا تكوينية ؟

          وإذا كانت كذلك هل تستلزم القول بالجبر ؟

          وقد فسّر الإمام الباقر أو الصادق الرجس هنا بالشك فهل أنّ التطهير من الشك يعني العصمة ؟

          الجواب :

          بسم الله الرحمن الرحيم

          نعم هي إرادة الله سبحانه وتعالى , التي قال عنها سبحانه وتعالى :

          إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) يس .

          ولكن تحقّق هذه الإرادة الإلهية في هذه الآية :

          إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ,

          لا يكون بالقهر والإجبار على الطاعة وترك المعصية , بل بكشف الحقائق لهم بعد إخلاصهم له سبحانه وتعالى , وبعصمتهم بعد إعتصامهم به سبحانه وتعالى , فإذا كشفت حقيقة الدنيا لإنسان وأصبح يراها جيفة تتنازعها

          كلاب , وعراق خنزير في يد مجزوم , كيف يُقبل عليها ؟!! وهذا مثل ربما يوضح لك العصمة وما معناها :

          فإذا كان هناك إنسان أعمى يريد عبور الطريق سالماً من عثرات الطريق لا بد له أن يستنجد بإنسان بصير

          ولا بد له ان يُسلّم للبصير معصم يده , ليأخذ البصير بمعصمه ويعينه على عبور الطريق بسلامة .

          وهنا في هذا المثل يكون الأعمى معتصم بالبصير , فالأعمى في هذا المثل معصوم , ويكون البصير عاصماً للأعمى .

          والأنبياء والأوصياء عليهم السلام , هم الذين إستنجدوا بالله ليأخذ بأيديهم إلى بر الأمان , وهم الذين مدّوا أيديهم لله ليأخذ بمعاصمهم .

          ولو أنّ عبداً في المشرق أو في المغرب فعل كما فعلوا وإعتصم بالله لعصمة الله , ولكنّ كثيراً من الناس قصّروا في اللجوء إلى الله ومدَّ أيديهم إليه سبحانه , بل هم يدّعون أنّهم يعرفون ويرون الطريق بوضوح .

          والله سبحانه وتعالى يده ممدودة للناس جميعهم وعلى الدوام , فليس بينه وبين أحد منهم قرابة , بل هو خالقهم ولكن أيدي الناس وبإرادتهم مقبوضة عنه سبحانه .


          احمد الحسن .
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
          ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
          أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
          كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
          هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

          Comment

          • منى محمد
            عضو مميز
            • 09-10-2011
            • 3323

            #50
            رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

            تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
            من كتابه الجواب المنير عبر الأثير



            سؤال / 139 :

            قال تعالى :

            الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4). الرحمن

            كيف يكون الرَّحْمَنُ علّم القرآن , والرسول محمد ص كشف له الحجاب والحجاب هو القرآن

            وهل الرحمن هو الذي خلق الإنسان ؟

            والإنسان كلمة عامّة أو خاصة ؟

            وإن كانت خاصة , فمن هو المقصود بهذا الخلق ؟

            وما هو البيان الذي علمه الرحمن للقرآن ؟

            الجواب :

            بسم الله الرحمن الرحيم

            إقرأ معنى المحكم من المتشابه في المتشابهات ج 1 لتعلم أنّ له معانٍ كثيرة ولكل معنى أكثر من مصداق في الخارج .

            أمّا الآيات من سورة الرحمن : الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآَنَ , إعلم أنّ باب الذات الإلهية

            [ الله ] الذي يُفاض منه على الخلق هو الرحمن الرحيم , بل والرحمن هو ظاهر الباب المواجه للخلق ومنه يُفاض على الخلق , فالرحمن باب الله سبحانه وتعالى , والقرآن : محمد ص , فالقرآن وإن كان حجاب النور ولكن

            محمداً إحتواه وتجلّى به , فأصبح القرآن ومحمد ص واحداً .

            خَلَقَ الْإِنْسَانَ : الإنسان علي بن أبي طالب عليه السلام فالرحمن سبحانه وتعالى خلق الإنسان

            [ علياً ] من القرآن , فعلي ع خُلق من نور محمد ص .

            ) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ : والبيان إسم من أسماء القرآن , والمراد منه القرآن في مرتبة أدنى دون مرتبة محمد ص ومقامه , فالرحمن سبحانه علّم الأنسان [ علياً ] البيان [ القرآن ] من القرآن [ محمد ] .

            والبيان هو تجلّي القرآن في مرتبة أدنى , فالبيان من القرآن بل هو القرآن .

            احمد الحسن .

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

            سؤال / 143 :

            في آية التطهير لأهل البيت عليم السلام هل أنّ أزواج النبي ص يدخلن في الآية , أم أنهم فقط علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة والمهديين عليم السلام ؟

            الجواب :

            بسم الله الرحمن الرحيم

            باب الإخلاص لله سبحان وتعالى مفتوح لكل إنسان ليكون ممن

            وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) الإنسان .

            ويكون مع الذين وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21). الإنسان .

            هذا الشراب الذي يطهر القلوب فيجعل الإنسان منّا أهل البيت , فإذا سقي الإنسان من هذا الشراب الطهور طهر تطهيراً عَنْكُمُ الرِّجْسَ ..... وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب .

            أمّا أزواج النبيّ محمد ص فمنهن خديجة عليها السلام , ومنهن من ضرب لها مثلاً إمرأة نوح وإمرأة لوط ع .

            احمد الحسن

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

            سؤال / 147 :

            قال تعالى :

            مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) البقرة .

            ما معنى [ ننسها ] في الآية اعلاه ؟

            وكيفية نسيانها ؟

            الجواب :

            بسم الله الرحمن الرحيم

            قال تعالى سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ 7 . الأعلى .

            أي : إلاّ ما شاء الله أن ينسيك ,أي في هذا العالم الجسماني . وتلك الآيات التي لم يتلها الرسول ص في هذا العالم الجسماني على الناس كان لها أثر في إرتقاء نفس الرسول ص وعودته إلى الحقيقة , وبالتالي إستقبال

            الرسول ص آيات هي خير للمؤمنين لينصرهم الله بنصره , فهذه الآيات البديلة هي خطوة إلى الأمام باتجاه النصر الإلهي , فهي كتلك الآيات [ مثلها ] من جهة الهداية ولكنّها أقرب إلى ظهور أمر الله ونصر دين الله [ خير

            منها ] . وكذا كل إمام فهو آية لمحمد ص فالإمام الذي يأتي هو كالإمام الذي قبله من جهة الهداية , وهو خير لكم [ خير منها ] لأنّه خطوة إلى الأمام باتجاه الفرج ونصر دين الله وظهور دين الحق على الدين كلّه .

            احمد الحسن

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

            Comment

            • منى محمد
              عضو مميز
              • 09-10-2011
              • 3323

              #51
              رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

              تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

              من كتابه الجواب المنير عبر الأثير .

              السؤال / 155 :

              قال تعالى : وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴿٨٤﴾الزخرف .
              لِم فرَّق بين إله السماء وإله الأرض , وإنّه سبحانه إله واحد للسماء والأرض ؟

              الجواب :



              أي : إنّ الألوهية المطلقة لله سبحانه وتعالى في السماء والأرض , مقابل من قالوا إنّ الألوهية كما حصل في عهد الأئمة عليهم السلام , حيث قال من يدّعي الرجوع والإنتساب إليهم ع إنّهم إله الأرض , أي إنّ لهم الألوهية المطلقة في الأرض . وقد تبرؤوا عليهم السلام من هذا القول في أحاديث رويت عنهم ع .
              راجع ما رواه الشيخ الكليني في الكافي عن الصادق عليه السلام .
              احمد الحسن .
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              سؤال / 157 :

              قال تعالى :

              وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فصلت .

              ما الشمس والقمر ؟

              وما السجود النهي عنه ؟

              وهل هناك سجوداً لهما حتى ينهى عنه ؟

              الجواب :

              بسم الله الرحمن الرحيم

              ظاهر الآية بيّن ولا يحتاج إلى بيان , وهناك من يعتقد أو إعتقد بألوهية مطلقة للشمس والقمر , أي حجة الله ووصيه في كل زمان , وخصوصاً محمداً ص وعلياً عليه السلام , وقصة إبراهيم في القرآن قد بيّنتها فيما سبق , فالمنهي عنه السجود لهما بإعتبار أنّ لهما ألوهية مطلقة , والمراد هو إعتبارهما قبلة لله سبحانه وتعالى , أي بهم يعرف الله .
              أمّا المجسمة فقد ذهبت بهم الضلالة في الأمم الغابرة إلى الإعتقاد بألوهية هذه الشمس والقمر في هذا العالم الجسماني , وأصل هذا الإنحراف هو ذاك الأمر في ملكوت السماوات ,أي إنّ الشمس هو حجة الله والقمر وصيه , أو بالخصوص محمد ص وعلي عليه السلام .

              احمد الحسن
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              سؤال / 225

              ما تفسير الآيتين

              إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202) الأعراف .

              الجواب :

              بسم الله الرحمن الرحيم

              قال تعالى :


              خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ . الأعراف .

              الله سبحانه وتعالى يأمر الرسول ص بلإعراض عن الجاهلين وعدم مجادلتهم , لأنهم لا يستهدفون الحق بل هم يتمادون بجهلهم عند مناقشتهم والشياطين [ إخوانهم ] يغوونهم ويدفعونهم إلى التقدّم أكثر فأكثر إلى عمق هذه المواجهة الخاسرة , فالجهل والشيطان إخوان تجمعهما الظلمة .

              وقال تعالى :

              وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ . الأعراف

              المؤمن نور ومن النور , والشيطان ظلمة ومن الظلمة , فالمؤمن إذا مسته الظلمة وشوشت مرءاته وكدّرت بصيرته : وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ............... فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ................. تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ , وما دخولنا إلى هذه الحياة الدنيا إلاّ طور من أطوار مس الظلمة والشيطان لنا , فالمتقون يتذكرون ويعودون إلى مبدئهم النور الذي جاءؤا منه الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
              (28) الرعد .

              احمد الحسن
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
              ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
              أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
              كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
              هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

              Comment

              • منى محمد
                عضو مميز
                • 09-10-2011
                • 3323

                #52
                رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                من كتابه المتشابهات .

                سؤال / 24 : ما معنى السبع المثاني ؟

                الجواب :

                قال تعالى :

                وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87) الحجر .

                والمثاني في هذه الآية هي : آيات سورة الفاتحة .

                والمثاني مأخوذة من الثناء , أي المدح والحمد , فآيات سورة الفاتحة سبع آيات ثناء على الله سبحانه وتعالى , ولذا سميت السبع المثاني .

                والرسول محمد ص في هذه الحالة هو : الثاني المُثني , أي المادح والحامد , ولو سميتها الحمد يصبح الرسول ص هو الحامد أو محمد وأحمد


                والقرآن كلّه في الفاتحة , ولهذا أفرد الله منته على الرسول ص بالفاتحة المباركة , ولما كان القرآن تفصيل للفاتحة أصبح القرآن كله ثناءً على الله سبحانه وتعالى عند أهله , فصحّ أن يسمى القرآن كلّه مثاني , قال تعالى :

                اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) . الزمر .

                والمثاني الناطق هم : الأئمة عيلهم السلام , وهم سبع آيات ثناء على الرسول ص في هذه الأرض , وفي جميع العوالم , تفتخر الملائكة بخدمتهم وأتّبعاعهم , وضرب أعداء الله بين أيديهم , وهم علي وفاطمة والحسن والحسين

                والأئمة الثمانية من ولد الحسين والقائم المهدي عليه السلام والأئمة من ولد القائم المهدي ع , وقد ورد عنهم عليهم السلام : أنهم هم المثاني ,

                وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ .

                السيد احمد الحسن .
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                سؤال / 26 :

                ما معنى الآية :


                وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48) . البقرة .؟؟

                وقوله تعالى :

                وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (123). البقرة ؟؟

                وهل هذه الآيات تنفي الشفاعة ؟

                الجواب :


                وَاتَّقُوا يَوْمًا : أي خافوا يوماً , وهذا اليوم هو يوم الموت , أي ساعة الموت أو لحظات الموت .

                ومع أنّ شفاعة من له شفاعة تنفع كل ساعة في الدنيا وبعد الموت في القبر والبرزخ والقيامة ولكن لا شفاعة عند الموت لأحد , بل ولا يقبل عند الموت عدل ولا عمل صالح .

                وهذا بسبب أنّ الموت هو نزع الروح عن الجسد , وهذا النزع أو الأخذ أو الإستيفاء لا بد أن يرافقه تقطيع علائق الروح مع الدنيا , وهذه العلائق بحسب كثافتها وكثرتها يكون إشتباك الروح مع الجسد كثيفاً , فلا بد أن يرافق

                تقطيع هذه العلائق آلآم ولا تنفع شفاعة الشافعين لمنعها أو إزالتها , بل ولا ينفع عمل الإنسان في رفع أو إزالة هذه الآلآم .

                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

                سؤال 43 :

                ما معنى إستعاذة مريم عليها السلام حين قالت :

                قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا 18 مريم ؟

                الجواب :

                أي إني عذتُ بالرحمن منك إن لم تكن أو ما كنت تقياً , و [ إن ] هنا النافية , فلأستعاذة بالله سبحانه إنما تكون بملائكته الذين يطردون الشياطين عن بني آدم , فلا معنى في هذا المقام من الإستعاذة بالله , أي بملائكة الله من

                ملائكة الله سبحانه وتعالى , وإنما الإستعاذة بالله وملائكته من الشياطين [ لعنهم الله ] , ولا معنى للإستعاذة بالله من العبد المتقي الصالح , لأنه مأمون الشر بتقواه وخوفه من الله .

                وإنما كانت إستعاذة مريم ع بهذه الصيغة , لأنها كانت تظن أنّ من جاءها وهي في حال العبادة إنما هو عبد صالح , فكأنها كانت تستفهم عن هويته في نفس الوقت الذي تستعيذ بالله منه لو لم يكن صالحاً فأجابها : قال إنما أنا

                رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ( 19 ) مريم .

                احمد الحسن .
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
                ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                Comment

                • منى محمد
                  عضو مميز
                  • 09-10-2011
                  • 3323

                  #53
                  رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                  تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

                  من كتابه المتشابهات .

                  سؤال/ 45 :

                  ما معنى قوله تعالى في أول سورة البقرة :

                  الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ؟؟
                  الجواب :

                  الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) البقرة
                  إسم الله : هو مدينة الكمالات التي أشرقت وتجلت من حقيقته وهويته سبحانه التي لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى .
                  كما أن الرحمن الرحيم وهما متحدان في المعنى يمثّلان باب هذه المدينة , وظل هذه المدينة في عالم الممكنات هو الذي أشرقت في ذاته وتجلت فيه وهو محمد ص , قال تعالى :
                  وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ 4 . القلم .
                  لأنه تخلَّق بأخلاق الله , وإلاّ فلا يستحق خُلق أن يوصف بأنه عظيم إلاّ كان تجلّياً وظهّوراً لأخلاق الله سبحانه وتعالى , ومن هنا كان محمد ص مدينة العلم .
                  أما باب هذه المدينة فهو علي عليه السلام ومن إختلط لحمها بلحمه ودمها بدمه فاطمة عليها السلام
                  وبهذا فعلي ع تجلّي للرحمن وفاطمة ع تجلّي للرحيم , وهما متَّحدان كاتحاد الرحمن الرحيم ومفترقان كافتراق الرحمن الرحيم .
                  أ ل م : قال أمير المؤمنين ع [ أنا ح الحواميم , أنا : قسم أ ل م ... أنا ترجمة ص ... أنا : ن والقلم .
                  وهذه الحروف هي أسماء أهل البيت ع وهنا [ م ] محمد , و [ ل ] علي , و [ أ ] فاطمة وإذا حسبت عدد الحروف وجدتها أربعة عشر على عددهم ع . وتكرر الميم [ 17 ] مرة
                  واللام [ 13 ] مرة , والأف [ 13 ] مرة .
                  ومن هذه الحروف تألف القرآن , وهم عليهم السلام القرآن .
                  ومن هذه الحروف يُؤلف الإسم الأعظم كما روي عنهم ع , وهم الإسم الأعظم , أو قل الإسم الأعظم في عالم الخلق [ الممكنات ] .
                  وكما انّ الكتابة تتألف من إختلاط هذه الحروف الأربعة عشر النورانية مع الأربعة عشر الأخرى الظلمانية , كذلك وجود المخلوق [ الممكن] يتألف من إختلاط نورهم بالظلمات , أو قل تجلّي
                  أنوارهم في الظلمات .
                  كما أنهم عليهم السلام يمثلون تجلّي نور الله سبحانه وتعالى في الظلمة , وأعني بالظلمة العدم القابل للوجود , قال تعالى :
                  اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ . 35 النور .
                  فهم عليهم السلام مثل نور الله .
                  ذَلِكَ الْكِتَابُ : ذلك : إسم إشارة للبعيد , وهو هنا إشارة إلى الحروف :
                  [ أ ل م ] القريبة , فالبعد المراد هنا ليس مكاني بل شأني , فهذه الأسماء المباركة والتي هي كتاب الله أيضاً عالية الشأن رفيعة الدرجة والمقام لا تنال , قال ص ما معناه :
                  [ يا علي , ما عرف الله إلا أنا وأنت , وما عرفني إلا الله وأنت , وما عرفك إلا الله وأنا ] .
                  والكتاب : أي كتاب الله الحاوي للعلم وهو محمد ص , أو الميم , وهو علي أو اللام , وهو بأن فاطمة أو الأف .
                  ومحمد ص هو الكتاب الأتم والكلمة التَّامة , والأولى بأن يطلق كتاب الله عليه , فالموجودات جميعها منطوية في صفحة وجوده المباركة ومكتوبة فيه , كالكلمات المكتوبة في السِّجل .
                  وهو صلوات الله عليه في عالم الخلق الألف والياء , والبداية والنهاية , والظاهر والباطن . وكذلك علي وفاطمة , ولكنه صلوات الله عليه كتاب بلا حجاب , وهما صلوات الله عليه محجوبان به ص عن الذات , فهو المدينة وهما الباب المواجه للخلق , ومنها يؤخذ, ومنها يُفاض على الخلق .
                  أما الباب الآخر للمدينة والكتاب المواجه للذات الإلهية فهو الرحمن , وبهذا الباب العظيم الرحمة إفتتح عالم الخلق أو كما يسميه بعضهم عالم الإمكان , وببركته خلق الإنس والملائكة والجان , وبه يعلمون وبه يرزقون وبه يدبر الأمر , ولو دبر بغيره لأشتدت العقوبات والمثلات , ولما بقي على ظهر الأرض أحد من هذا الخلق الذاكر لنفسه أشد الذكر الغافل عن ربه , قال تعالى :
                  الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الرحمن .
                  وقال تعالى : وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) الرعد .
                  فربّ محمد ص وواهبه الكمال هو الرحمن , أي إنّ الرحمن هو باب الذات الذي يُفاض منه الكمال على محمد ص .
                  وقال تعالى : ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى 110 الإسراء .
                  فخص هذين الأسمين بالذكر , لأنّ الفيض منهما , فالأول ـــ أي الله ــــ جامع لكمالات الذات , والثاني باب الذات .
                  ولما كان ظهور الذات في عالم الخلق هو علي ع فلا تعجب من قوله عليه السلام :
                  [ أنا مقدر الأفلاك , ومكوكب النجوم في السموات , ومن بينهما بإذن الله تعالى وعليتها بقدرته
                  وسميتها الراقصات ولقبتها الساعات , وكورت الشمس واطلقتها ونورتها , وجعلت البحار تجري بقدرة الله وأنا لها أهل .
                  فقال إبن قدامة : يا أمير المؤمنين لولا أنك أتممت الكلام لقلنا لا إله إلا أنت , فقال أمير المؤمنين
                  عليه السلام : يا إبن قدامة لا تتعجب تهلك بما تسمع , نحن مربوبون لا أرباب نكحنا النساء وحملتنا الأرحام وحملتنا الأصلاب , وعلمنا ما كان وما يكون وما في السماوات والأرضين بعلم ربنا , نحن المدبرون فنحن بذلك مخصوصون , ونحن عالمون ] .
                  فبعلي يدبر عالم الخلق [ عالم الإمكان ] , فهو تجلّي إسم الرحمن , وهو الباب الذي يخرج منه ما في المدينة ـــ محمد ص ـــ إلى سواها .
                  وبقي أنّ الكتاب يمكن أن يطلق على القرآن الكريم , فبمحمد ص وعلي ع هما القرآن الناطق , والقرآن الكريم ليس سوى صورة أخرى لمحمد ص .

                  لَا رَيْبَ فِيهِ : الريب : يعني قلق النفس وخوفها وعدم إطمئنانها , وهو من لوازم الشك ولذلك يستعار للشك أحياناً وخصوصاً الشك العقائدي , فهو مما يستلزم قلق النفس وعدم إطمئنانها وخوفها من العاقبة .
                  والمعنى : إما أنه من يطلب الحق لا يشك في الكتاب , أي في محمد وعلي وفاطمة والقرآن .
                  وأما أنه نفس الكتاب لا شك فيه , أي نفس محمد ص هي نفس مطمئنة مستيقنة , وكذلك علي وفاطمة والأئمة عليهم السلام .
                  وكلا المعنين صحيحين , وهذا المعنى الأخير يتضمن المعنى الأول . أما بيان هذه الصفة المهمة للكتاب فهو ضروري , ليوصف أنه هدى لغيره .
                  هُدًى لِلْمُتَّقِينَ : لما كان الكتاب وهو [ محمد ص والأئمة ] مطمئن ومستيقن بالله وبالرسالة المكلف بأدائها , ولما كان مهدي إلى الحق , كان بالنسبة لغيره هادياً وهدى وعَلَماً يُستدل به على الطريق , ولكن من هذا الغير ؟
                  فهل لأنه نور وحق ويقين يكون هادياً للجميع ؟
                  وهل لأنه عَلَمٌ منصوب للجميع يكون هادياً للجميع المؤمن والفاسق والمنافق ...؟
                  طبعاً لا , لأنه ما يلزم الهداية إلى الحق أمران :
                  الأول : هو نَصبُ عَلَمٍ هادٍ ونور يُستضاء به , وهذا هو الهادي المهدي النبي أو الإمام .
                  والثاني : كون فطرة الإنسان سليمة ليهتدي إلى هذا النور ويستضيئ به , فالذين لوّثوا الفطرة التي فطرهم الله عليها كيف يهتدون ؟
                  ولو إلتحقوا بهذا النور وإقتربوا منه لم ينفعهم هذا الإقتراب , لأنهم لا يبصرون , فستكون عاقبتهم الإبتعاد . وبهذا فالكتاب أو الرسول أو الإمام هدىً لأصحاب اليقين , لأنّ التقوى من لوازم اليقين .
                  والسؤال هنا : من هؤلاء المتقون في زمن رسول الله أي عند بعثه ؟
                  مع إنّ التقوى لا تأتي إلا بعد الإيمان , بل ودرجة عالية منه هي اليقين .
                  ولماذا لم يقل : هدىً للمؤمنين , أو للموقنين ؟
                  ثمّ إنّ محمداً ص والقرآن هدىً لجميع الناس , والدعوة للإسلام عامة , فما معنى التخصيص ؟
                  ثمّ هل يمكن أن تكون التقوى لباس الحنفي , أو اليهودي أو المسيحي قبل أن يسلم ليوصف بها ؟
                  والجواب هنا : إنّ هؤلاء المتقين هم بعض الأحناف واليهود والمسيح في زمن الرسول ص فهذه الديانات الثلاث هي التي كان بعض أفرادها يتصفون بأنهم يقيمون الصلاة ويدفعون الزكاة للفقراء
                  قال تعالى : فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ 97 مريم .
                  ثم إنّ الآيات بيَّنت حالهم بأنهم يؤمنون بما أنزل من قبل الرسول , أي إنهم أصحاب الديانات السماوية . ثم إنّ المتقين في زمن الإمام المهدي عليه السلام هم بعض المسلمين , وهكذا الأئمة ع إلى الإمام المهدي ع .
                  ومن هنا ففي زمننا مثلاً الإيمان بل واليقين بأهل بيت النبوة لا يكفي ليُوفَّق الإنسان لإتباع الأمام المهدي ع , ويكون معه في الصف الأول أو الثاني , أعني الثلاث مائة والثلاث عشر أو العشرة الآف , بل لا بد من العمل بالشريعة الإسلامية , بل والإخلاص بالعمل لوجه الله ليكون الفرد المسلم المؤمن متقياً , ويكون الإمام المهدي هدىً له ولأخوانه , فالآيات تُبيّن حال النخبة من المؤمنين بعلم الهدى والكتاب في زمانهم , وليس جميع المؤمنين بالرسول .

                  الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . الإيمان هو التصديق , ولكن ما المراد هنا ؟
                  بــ [ الغيب ] ؟
                  ربما للإجابة سنسطِّر قائمة طويلة , ولن نحصي الغيب قطعاً , وباختصار أقول :
                  إنّ عالمي الملكوت والعقل هما الغيب الأصغر , وعالمي اللاهوت ــ أو الذات والحقيقة أو الكنه ــ
                  هما الغيب الأكبر .
                  والغيب الأصغر يمكن أن يكشف بعضه لخاصة من أولياء الله سبحانه وتعالى , كما كشف لإبراهيم عليه السلام , [ لنريه ملكوت السماوات والأرض ] , بل ويكشف لمن سلك طريق الله سبحانه وتعالى وإن كانت عاقبته الأنحراف كالسامري :

                  بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ 96 طه .
                  وكبلعم بن باعوراء : آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا 175 الأعراف .
                  وروي انه كان يرى ما تحت العرش .
                  أما الغيب الأكبر , فينقسم إلى : الغيب العظيم الأعظم او الأعلى , وهما اللذان في تسبيح الصلاة في الركوع والسجود .
                  والغيب العظيم لم يكشف منه شيئ إلا للنبي الكريم , ولهذا خوطب بأنه على خُلق عظيم , وأنه رأى من آيات ربه الكبرى . ومرَّ الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام في كشف الحجاب للرسول الأعظم خاصة , وهو الحجاب الذي لم يكشف لأمير المؤمنين ع , فقال ما معناه :
                  لو كشف لي الغطاء ما إزددت يقيناً .
                  أما الغيب الأعلى أو الأعظم فهو المحجوب عن الكل , وحجابه الذات أو الأسماء الحسنى .
                  ومن هنا فالإيمان بهذه العوالم أي : الملكوت والعقل والذات والحقيقة , هو الإيمان بالغيب , وهذا الإيمان على درجات أوضحها باختصار بهذا المثل :
                  إفرض أن حريقاً شبَّ على بعد خمسة كيلو مترات عن مكان تواجدك فانت تُحاط به علماً بإحدى الطرق التالية :
                  1ــ ينقل لك ثقاة صادقون خبر الحريق .
                  2ــ تذهب وترى الحريق بعينك .
                  3ــ تذهب وترى وتضع يدك في النار وتحترق يدك .
                  4ــ تقع في النار وتحترق حتى تصبح ناراً فتكون أنت من النار .
                  وربما يتسرع إنسان ويقول : إنّ العلم الحاصل من شهادة خمسين شخصاً ثقاة لا يكذبون هو نفسه العلم الحاصل من رؤية النار بالعين , وهو نفسه العلم الحاصل من رؤية النار وإحتراق اليد .
                  وهذا إشتباه , لأن العلم الأول يمكن أن ينقض إذا شهد لك خمسون من الثقاة بأنه لا يوجد حريق , والثاني يمكن أن ينقض إذا شككت أنّ هذا الحريق هو سحر عظيم كسحر سحرة فرعون , الذين إسترهبوا الناس وسحروا أعينهم .
                  أما الثالث فهو ثابت لا ينقض لوجود أثر النار في يدك , والقلب يكون مطمئناً .
                  قال تعالى : أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي 260 البقرة .
                  فإبراهيم ع طلب هذه الدرجة من الإيمان , ولذلك قال تعالى بعدها :

                  وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام .
                  أما الرابع الذي عبرت عنه بأنه يحترق في النار حتى يصبح هو ناراً , فهذا لم يتحقق إلا لمحمد ص الإنسان , وهو فقط من كشف له الحجاب فكان قاب قوسين أو أدنى , وأصبح هو صلوات الله عليه وعلى آله حجاب الذات , ومن كشف له الغيب العظيم , أو بعبارة أخرى الذات أو قل : الكمالات الإلهية المشار إليها بكلمة الله .
                  وفي هذا الحديث عن هشام بن الحكم , عن أبي الحسن موسى ع قال : قلت له لأي علة صار التكبير في الإفتتاح سبع تكبيرات أفضل ؟
                  ولأي علة يقال في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده ؟
                  ويقال في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده ؟
                  قال : يا هشام , إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات سبعاً والأرضين سبعاً والحجب سبعاً , فلما أسرى بالنبي ص وكان من ربه قاب قوسين او أدنى , رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله ص , وجعل يقول الكلمات التي تقال في الإفتتاح , فلما رفع له حجاب من حجبه الثاني كبر , فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب وكبر سبع تكبيرات . فلما ذكر ما رأى من عظمة الله إرتعد فرائصه , فابترك على ركبيته وأخذ يقول : سبحان ربي العظيم وبحمده , فلما إعتدل من ركوعه قائماً نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خرّ على وجهه يقول : سبحان ربي الأعلى وبحمده . فلما قال سبع مرات سكن الرعب , فلذلك جرت به السنّة .

                  وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ : إقامة الصلاة أي التوجه بها إلى الله , وبخشوع وحضور قلبي . والإنفاق هنا يشمل الزكاة الواجبة والصدقة المستحبة , وربما كان ذكر هاتين العبادتين وإغفال ما سواهما فيه بيان فضلهما , فالأحناف كانوا يحجُّون ويُلبُّون بتلبية قريبة من تلبية المسلمين اليوم . بل تكاد تكون هي نفسها , ولكن الحج كان فارغاً من محتواه وهو الولاية لولي الله وحجته على خلقه , واليهود والمسيح كانوا يصومون , والله أعلم .
                  وهذا الوصف للمتقين كلٌ بحسبه , ففي زمن الرسول للمتقي الحنفي صلاته , وللمتقي اليهودي صلاته , وللمتقي المسيحي صلاته . وربما يعترض أحد ويقول : إنّ هذه الديانات في زمن الرسول محرَّفة عقائدياً فضلاً عن الأحكام الشرعية وتفاصيل العبادات , فهي ليست كما جاء بها من أرسل بها , أعني إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ؟
                  وأقول : إنّ هؤلاء المتقين موجودون في كل ديانة في زمن الرسول ص رغم التحريف , فهم قد جانبوا هذا التحريف كما ورد عن الرسول ص في حق جده عبد المطلب , ولا أقل أنهم إلتزموا جانب الإحتياط , فلم يقدسوا تماثيل قريش التي إبتدعوها , ولم يحرموا البحيرة والحام والسائبة , ولم يعملوا بالنسيئ , ولم يعتقدوا بأنّ عيسى إله , ولم يحرموا ما احلّ الله , ولم يحلّوا ما حرّم الله .
                  وهؤلاء هم أصحاب محمد ص الذين مدحوا في القرآن في آخر سورة الفتح , ومنهم من آمن بمجرد رؤية الرسول ص , ومنهم من آمن بمجرد سماع آيات القرآن وفاضت أعينهم من الدمع لما عرفوا من الحق من ربهم . هؤلاء كانوا على علاقة بربهم قبل أن يبعث محمد ص فلم يطلبوا منه معجزة أو آية , بل طلبوا من ربهم أن يعرفهم أمر محمد ص فعرفهم ,

                  الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) القصص .
                  أولئك على هدى من ربهم فزادهم ربهم هدى بمحمد ص وبالقرآن .
                  واليوم عادت مصيبة المسلمين كيوم بعث رسول الله ص , فالإنحراف في العقائد قد طال معظم فرق المسلمين . أما الإنحراف في الأحكام فأقولها وبلا تردد : قد طال جميع فرق المسلمين وبلا إستثناء , بل ويقولها معي كل باحث حُرّ كسر قيود التقليد الأعمى , ووضع قدمه على [ الأنا ]
                  و [ الهوى ] وأخذ العلم من أهله , النبي وآله عليهم السلام , فلم يتجاوز القرآن والحديث الذي ورد عنهم ع , مستعيناً بربه وما وهبه من قوة ناطقة ــ وهي في الحقيقة ظل العقل ويسميها الناس العقل ــ لإدراك المعاني التي أرادها سبحانه وأرادوها ع , وأن يحذر من المتشابه ــ وما أكثره ــ كل الحذر , لئّلا تتقاذفه أمواج الهوى و الأنا والشيطان .


                  وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . : وهذا الوصف , أي :
                  [ يؤمنون بما أنزل إليك من قبلك ] يؤكد أنّ المتقين الذين نصب لهم محمد ص كعلم وهادٍ ــ وهم مؤهلون للإيمان به ـــ ليس إلاّ المؤمنين بالنبوات السابقة من أحناف ويهود ونصارى , ووصفهم بأنهم يؤمنون بما أنزل للرسول , لأن الكلام عن حالهم وهُم يشاهدون الكتاب فيكون بالنسبة لهم هدى , فهم في حال شروع بالإسلام والإيمان بالرسول , فهم على هدى من ربهم فزادهم هدى بمحمد ص .
                  وهؤلاء مصداق أول للآية , وإلاّ فالآية حية بحياة القرآن الذي يشمل جميع الأزمنة إلى أن تقوم الساعة , ففي هذا الزمان مثلاً الإيمان بالمهدي ع وعيسى وإلياس والخضر هو الإيمان بما أُنزل للرسول وما أُنزل من قبله , لأن المهدي ع مما أُنزل للرسول , وعيسى وإلياس والخضر مما أُنزل قبله , فهم ع الغيب في الآية السابقة وما أُنزل في هذه الآية .

                  وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ : اليقين غالباً يأتي من المشاهدة , فهؤلاء قد شاهدوا شيئاً من الآخرة وهم في الدنيا , بعد أن كشف لهم الغطاء ــ طبعاً ليس الغطاء الذي قصده أمير المؤمنين ع والذي لم يكشف إلاّ للرسول ص ـــ إثر مجاهدة أنفسهم وطاعة خالقهم , قال تعالى :

                  وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام .
                  وقال إمام الموقنين :
                  وما برح لله عزت آلآؤه في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجهم في فكرهم وكلّمهم في ذات عقولهم , فاستصبحوا بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة , يذكرون بأيام الله ويخوفون مقامه , بمنزلة الأدلة في الفلوات , من أخذ القصد حمدوا إليه طريقه وبشروه بالنجاة , ومن أخذ يميناً وشمالاً ذموا إليه الطريق وحذروه من الهلكة , وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الشبهات . وإن للذكر لأهلاً أخذوه من الدنيا بدلاً , فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة , ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين , ويأمرون بالقسط ويأتمرون به , وينهون عن المنكر ويتناهون عنه , فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك , فاكأنما اطلعوا على غيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه , وحققت القيامة عليهم عداتها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون ما لا يسمع يسمعون ...... نهج البلاغة .
                  ومن هنا يتبيّن أنّ هذا الوصف لخاصة من المؤمنين بالرسلات السماوية عموماً , ورسالة محمد خصوصاً . ولم يرَ تاريخ الإسلام إلا أفراداً قلائل منهم , وإلاّ فمعظمهم هم أصحاب المهدي الثلاث مائة وثلاث عشر , ثم الخط الثاني الذي يتبعهم وهم العشرة آلآف , أنصار الإمام عليه السلام .

                  أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ : وهذا الهدى سابق لحالة الإيمان بالرسالة الجديدة , فهم على هدى من ربهم , لأنهم أطاعوه . هؤلاء أصحاب أسرار مع ربهم ولهم حالات مع خالقهم , ولذلك كما قدمت لم يحتاجوا إلى معجزة , بل مجرد رؤية الرسول أو سماع شيئ من القرآن آمنوا , لأنهم على هدى من ربهم , فالذين عرّفهم بأنّ محمداً صادقٌ و مرسلٌ هو الله الذي أرسل محمداً ص , وكمثال لهؤلاء من أصحاب محمد ص هو سلمان الفارسي وقد كان نصرانياً , والحمد لله وحده

                  السيد احمد الحسن رسول الإمام المهدي ووصيه عليهما السلام .
                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
                  ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                  أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                  كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                  هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                  Comment

                  • منى محمد
                    عضو مميز
                    • 09-10-2011
                    • 3323

                    #54
                    رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                    تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

                    من كتابه المتشابهات .


                    سؤال / 48 :

                    في سورة يس من آية :

                    وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) يس .

                    من هو الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى ؟

                    الجواب :

                    هو الحسين عليه السلام كمصداق وأمثل وأعلى لهذه الآية .

                    و أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ : محمداً ص وعلياً وصيه ع ,

                    وعززنا بِثَالِثٍ : أي الحسن ع .

                    وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى : أي الحسين ع , فقتلوه ومثّلوا به .

                    فــ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) .

                    وطبعاً حبيب النجار هم من مصاديق هذه الآية الأولية , ولكنها في الحسين نزلت وعنت .

                    بهذا أخبرني الإمام المهدي محمد بن الحسن عليه السلام .

                    احمد الحسن
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                    سؤال / 54 :

                    ما معنى هذه الآيات من سورة القيامة :

                    وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة .

                    ؟؟
                    الجواب :

                    أي ناظرة إلى محمد ص فهو المربي لهذه الوجوه الطيبة الناضرة .

                    قال الصادق عليه السلام لهاشم الصيداوي :

                    يا هاشم , حدَّثني أبي وهو خير مني عن رسول الله ص أنه قال : ما من رجل من فقراء شيعتنا إلا وليس عليه تبعة .

                    قلتُ : جُعلتُ فداك وما التبعة ؟

                    قال : من الإحدى والخمسين ركعة , ومن صوم ثلاثة أيام في الشهر ,فإذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم ووجوههم مثل القمر ليلة البدر , فيقال للرجل منهم : سل تعط , فيقول : أسأل ربي النظر إلى وجه محمد

                    ص .

                    قال : فيأذن الله لأهل الجنة ان يزرو محمداً ص .

                    قال : فينصب لرسول الله ص منبراً على درنوك من درانيك الجنة له ألف مرقاة بين المرقاة إلى المرقاة ركضة فرس

                    فيصعد محمد ص أمير المؤمنين ع , قال : فيحف ذلك المنبر شيعة آل محمد ع , فينظر الله إليهم وهو قوله تعالى : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ .

                    قال : فيلقي عليهم من النور حتى أن أحدهم إذا رجع لم تقدر الحوراء تملاء بصرها منه , ثم قال : أبو عبد الله ع :

                    يا هاشم لمثل هذا فليعمل العاملون .

                    احمد الحسن
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

                    سؤال / 55 :

                    ما معنى قوله تعالى :

                    وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) الأعراف .

                    وكيف يصح أن يطلب موسى النظر ؟

                    ولو كانت رؤية قلبية , لماذا اتسخدم لفظ [ أنظر ] وهو يستعمل للبصر , ولم يستعمل لفظ [ أرى] لوحده وهو للبصيرة والرؤية القلبية ؟

                    الجواب :

                    طلب موسى الرؤية القلبية والمعرفة البصرية لا البصرية أولاً , فطلب معرفة الله سبحانه وتعالى حق معرفته في مقام [ القاب قوسين أو أدنى ] , فلما عرف من الله سبحانه وتعالى أنه غير مستحق لهذا المقام طلب أن

                    يرى بالبصيرة وينظر بالبصر ـــ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ ــــ إلى صاحب هذا المقام , وهو محمد ص ــــ ومعرفة محمد ص هي معرفة الله سبحانه وتعالى , والنظر إلى محمد هو النظر إلى الله سبحانه وتعالى ــــ

                    فجاءه الجواب : أنه لا طاقة له على رؤية نور محمد ص في ذلك المقام القدسي , فتجلى محمد ص وهو نور الله سبحانه وتعالى للجبل فجعله دكاً , وخرَّ موسى صعقاً


                    قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ . أي : بولاية علي بن أبي طالب ع وهو فقط الذي يعرف محمداً ويرى محمداً , وهوصاحب هذا المقام , فهو باب محمد ص [ أنا مدينة العلم وعلي بابها ] .

                    قال الصادق عليه السلام : وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سمّ الخياط فدكت الأرض وصعقت الجبال .

                    ثم طلب موسى ع مقام آل محمد ع لما عرف من الله ما سيعطيه من التمكين في الملك , وطلب من الله أن يجعله قائم آل محمد ص , كما ورد في الرواية عنهم عليهم السلام .

                    وبالنتيجة , فإنّ موسى طلب مقام : [ الشمس والقمر والكوكب ] التي رآها إبراهيم جدّه ع ولكن ليس بهذا المقام الذي رآه إبراهيم ع وهو في الملكوت , بل طلب أن يرى أنوارهم القدسية في الملأ الأعلى , أي :

                    مقاماتهم في السماء السابعة الكلية .

                    وطلب أيضاً النظر إلى محمد ص فسُكت عن النظر , لأنه ممكن سواء لصورة محمد ص الجسمانية أو لصورته المثالية , ورُدَّ بعدم إمكان رؤية محمد ص [ رؤية تامة ] , لأن صاحب هذا المقام هو علي بن أبي طالب

                    ع وقد قال محمد ص : [ يا علي , ما عرفني إلا الله وأنت ] .

                    فقوله تعالى : لَنْ تَرَانِي . أي : لن ترى محمداً ص رؤية تامة , كما تطلب .


                    احمد الحسن
                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                    ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                    أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                    كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                    هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                    Comment

                    • منى محمد
                      عضو مميز
                      • 09-10-2011
                      • 3323

                      #55
                      رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                      تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .

                      من كتابه المتشابهات .


                      سؤال / 56:

                      ما معنى ما ورد في القرآن من نسبة الإستهزاء والمكر إلى الله سبحانه ونحن نعلم أن المكر والإستهزاء معانٍ قبيحة ومن هذه الآيات :

                      وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)آل عمران .

                      يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ 142 النساء .

                      سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ 79 التوبة .

                      يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ 15 البقرة .

                      الجواب :

                      ورد عن الإمام الرضا عليه السلام : إن الله لا يسخر , ولا يستهزئ , ولا يمكر , ولا يخدع , ولكنه عزّ وجلّ يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الإستهزاء وجزاء المكر والخديعة , تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .

                      ومعنى هذا : إنّ الله سبحانه وتعالى يُظهر لأعدائه وأعداء أوليائه وجنده من الإنس والجن , بإنّ جند الله وحزب الله وأولياء الله يسلكون طريقاً معيناً , فيحاول إبليس وجنده من الإنس والجن قطع هذا الطريق بالمكر والخديعة

                      والإستهزاء والسخرية , وعندها يغير الله سبحانه وتعالى طريق جنده ومنهجهم , فيجد إبليس وجنده من الإنس والجن أنهم وقعوا في حبالتهم وحاق بهم مكرهم وخديعتهم , وأمسوا في موضع يستهزئ بهم ويُسخر منهم , والحمد

                      لله وحده .

                      احمد الحسن .
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                      سؤال 63 :

                      قال تعالى :


                      وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172. الأعراف .

                      هل أنّ عالم الذر هو عالم حقيقي موجود بالفعل , وأين وجوده ؟

                      فالشيخ الصدوق يقول أنه موجود , والشيخ المفيد يقول في تصحيح الإعتقاد ما معناه :

                      لو كان عالم الذر موجوداً لما نسيناه أو لتذكرنا بعضه .

                      الجواب : عالم الذر عالم حقيقي وليس وهمياً ولا افتراضياً , وإنما نسيه الغافلون والمتغافلون , ولم ينسه الأنبياء والمرسلون والأوصياء ع , بل هم يتذكرونه ويعرفونه ويعرفون أولياءهم فيه ويميزونهم في هذه الحياة الدنيا ,

                      فعلي بن أبي طالب ع سيد الأوصياء ما معناه :

                      [ إني لا أعرفك ] لمن قال له : أني من شيعتك .

                      فسبحان الله الشيخ المفيد رحمه الله وأعلى مقامه الشريف يقول :

                      [ لوكان ما نسيناه ] , فها تغفلون عن المرآة إذا نظرتم إلى صورتكم فيها , سبحان الله إذا كنتم تغفلون عما بين أيديكم وأمام أبصاركم فلا ترونه , فغفلتكم عن عالم الذر أولى وأحجى .

                      ثم إنّ أهل البيت ع بالغوا في الحديث عن هذا العالم , فلا أرى إنكاره إلا عن جهل داخَلَ منكريه , ويا ليتهم أعرضوا عن الحديث فيه لما اشتبه عليهم علمه , ويا ليتهم إلتفتوا إلى قوله تعالى :

                      نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ 19 الحشر .

                      فإنها في عالم الذر نزلت وإياه عنت .

                      وحقيقة عالم الذر : أنه عالم الأنفس وهو في هذه السماء الدنيا , وتنزل منه إلى الأرض نطف بني آدم , فإذا نمت النطفة بعد أن أخذت طريقها إلى وعائها وتهيأت الصورة الجسمانية لولوج النفس إليها , ولجت النفس في تلك

                      الصورة الجسمانية وتعلقت بالنطفة التي نزلت منها , فإذا مات الإنسان خرجت منه تلك النطفة مرة أخرى من فمه أو من أي مكان آخر مع خروج نفسه من جسمه , وبقيت هذه النطفة متعلقة بالنفس الإنسانية فالنفس متعلقة

                      بالنطفة والنطفة متعلقة بالنفس وهما من عالم واحد وهو عالم الذر أو عالم الأنفس , فإذا نزلت النطفة إلى الأرض تبعتها النفس , وإذا فارقت النفسُ الجسمَ تبعتها النطفة .

                      وفي هذه الحياة الدنيا إذا أطاع الإنسان ربه وسعى لرضاه سبحانه وكان له حظ في السماوات الملكوتية أصبح من أصحاب اليمين , وكتب من الأحياء , وسطر اسمه في سجل الحياة وممن يرثون الجنان , وإن جدّ في الطاعة

                      كان من المقربين [ أولياء الله ] الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

                      وإن عصى الإنسان ربه وسعى لسخطه سبحانه وتعالى لم يكن له حظ في السماوات الملوكتية ولم يكتب من الأحياء , بل عُد من الأموات , ولم يسطر اسمه في سجل الحياة , وأمسى ممن يَرِدون جهنم , بل هو قطعة من جهنم .


                      احمد الحسن .
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                      سؤال 64 :

                      قال تعالى :

                      هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125 آل عمران .

                      ما معنى مسومين ؟

                      الجواب :

                      مُسَوِّمِينَ : أي معلَّمون , وعلامتهم العمامة , فعن أبي الحسن عليه السلام : في قوله تعالى :

                      مُسَوِّمِينَ , قال : [ العمائم إعتم رسول الله ص فسدلها من بين يديه ومن خلفه , وإعتمَّ جبرائيل فسدلها من بين يديه ومن خلفه .]

                      والعمامة ترمز إلى العلم , وحقيقة سمة هؤلاء الملائكة هي العلم بأسماء الله سبحانه , وكل منهم يختص بعلم معين وبقدر معين منه . وأصل الملائكة المسومين هم ثلاث مائة وثلاثة عشر ملكاً , وهؤلاء هم القادة والبقية عمال

                      وجنود لهؤلاء القادة وهؤلاء الثلاث مائة وثلاث عشر كل واحد منهم مخلوق من اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى , فهو عبد ذلك الإسم , وعبودية الإسم الرباني هي سمة كل ملك منهم , فمثلاً أحدهم سمته أنه عبد الحق ,

                      والآخر سمته أنه عبد النور , وهكذا . وهذه العبودية هي علمه , وهي عمامته .

                      وأُفق الملائكة ضيق نسبة إلى أُفق الإنسان , لأختلاف الفطرة في كلا المخلوقين , ففطرة الإنسان تؤهلهم لمعرفة بعض أسماء الله سبحانه وتعالى , وتختلف الملائكة فيما بينها وتتفاضل بحسب الأسماء الإلهية التي فطرت وأهلت

                      لمعرفتها :

                      جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر .


                      احمد الحسن
                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
                      ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                      أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                      كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                      هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                      Comment

                      • منى محمد
                        عضو مميز
                        • 09-10-2011
                        • 3323

                        #56
                        رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                        تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                        من كتابه المتشابهات .

                        سؤال 65 :

                        ما معنى قوله تعالى :

                        لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) يس .

                        الجواب :

                        الإنذار للكل وهذا أكيد , ولكن من يستمع الإنذار هو الحي ,أما الأموات فلا يسمعون :

                        وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)نوح .

                        وهؤلاء الأموات هم الكافرون الذين يحق القول عليهم .

                        قال تعالى : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة .

                        وهؤلاء المتقون هم الأحياء, أي : إن لهم حظاً في السماوات الملكوتية ,

                        وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) العنكبوت .

                        ومن لم يكتب اسمه في سجِّل الحياة يوم القيامة فهم من الأموات , أهل النار الذين هم فيها خالدون ,

                        قال تعالى : أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) النحل .

                        احمد الحسن
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                        سؤال 66

                        قال تعالى :

                        وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء .

                        ما معنى هذه الآية ؟

                        الجواب :

                        الماء : محمد ص وهو نور الله سبحانه وتعالى , فكل شيئ حي تشمل الملائكة والأرواح .

                        ومن المؤكد أنّ الملائكة والأرواح لم تخلق من هذا الماء المعروف عندنا , بل المراد به ماء الحياة وينبوع الحياة الذي شربمنه الخضر عليه السلام حي الدارين , وهذا الماء هو محمد ص وجريانه من بابه علي عليه السلام

                        وفتق السماوات والأرض بالحياة بعد أن كانتا رتقاً , أي خالية من الحياة :

                        أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) الأنبياء .

                        احمد الحسن
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ


                        سؤال 67

                        قال تعالى :

                        وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ 7 هود .

                        ما معنى أنّ عرشه على الماء ؟

                        الجواب :

                        العرش هو القرآن , والماء هو محمد ص نور الله سبحانه وتعالى , وهو يجري في السماوات والأرض , وفي الخلق كما يجري الماء في الأنهار .

                        احمد الحسن
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                        ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                        أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                        كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                        هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                        Comment

                        • منى محمد
                          عضو مميز
                          • 09-10-2011
                          • 3323

                          #57
                          رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                          تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                          من كتابه المتشابهات .


                          سؤال / 73

                          وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات

                          ورد في الرواية عن أهل البيت ع أي يعرفون , فما المراد من هذه المعرفة , وكيف تتم ؟

                          الجواب :

                          المعرفة أي معرفة الله سبحانه وتعالى , وتتم هذه المعرفة من خلال العبودية , فالبعبودية يعرجون إلى الربوبية , وبالربوبية يعرفون الربوبية .

                          فكيف تعرف النار إلاّ أن تكون أنت ناراً , فلا يعرف العبد بالعبودية الربوبية , إلا أن يكون رباً , أي أن يكون وجه الله سبحانه وتعالى , فالربوبية لا تُعرف بالعبودية , إنما حصيلة العبودية هي معرفة الربوبية .

                          احمد الحسن .
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                          سؤال 74

                          ما معنى الآية

                          أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ 1 . فاطر . ؟

                          ثم إنّ ثلاثة أجنحة ألا تسبب إختال التوازن ؟!

                          الجواب :

                          الجناح المتعارف عندنا عندما يستعمله الطائر ليرتفع ويرتقي في جو السماء , وكذلك الملائة ع , فهم الأجنحة يرتقون في السموات , وكلما زادت هذه الأجنحة زاد إرتقاؤهم وإرتفعت مقامتهم , وكل جناح بالنسبة للملائكة هو :

                          اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى .

                          فالملائكة مفطورون على معرفة بعض أسماء الله لا جميعها , كما هو حال الإنسان , فالملك الذي يعرف اسماً واحداً يرتقي به , والذي يعرف اسمين جناحان , والذي يعرف ثلاثة أسماء له ثلاثة اجنحة , وهكذا .

                          احمد الحسن
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                          السؤال 85

                          ما معنى قوله تعالى :

                          وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال ؟

                          الجواب :

                          سنّة الله سبحانه وتعالى أن تستبطن المعجزة المادية العذاب , فبمجرد التكذيب بها ينزل العذاب , بل إنّ سنة الله سبحانه وتعالى أن ينزل العذاب بالأمم التي تُكذب الرسل , بعد أن يستفرغ الرسول كل وسائل التبليغ والهداية

                          معهم , كما هو حال نوح وهود عليهما السلام , فلم تكن معجزتهم إلا العذاب الي أهلك الأمم التي كذبتهم , ولكن هناك سبيلان لدفع هذا العذاب :


                          الأول : وهو دعاء الرسول وطلبه من الله سبحانه وتعالى أن يرفع العذاب عن الأمة التي كُلف بتبليغها وهدايتها , وهذا الأمر يكلف الرسول مشقة وعناءً عظيماً , لأنه يعني تحمل المزيد من التكذيب والسخرية والإمتهان

                          التي يلاقيها عادة من أمته المكذبة له , وهذا الدعاء الذي يرفع العذاب عن الأمة المتمردة لم يحصل إلا من رسول الله محمد ص , وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ , أي وأنت تدعوا لرفع العذاب عنهم .

                          أما الأمر الثاني : الذي يرفع العذاب فهو : التوبة والإستغفار من قبل الأمة , وهذا الأمر أيضاً لم يحصل إلا من قوم يونس حيث تابوا واستغفروا الله بعد أن أظلهم العذاب ,


                          فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) يونس . ورفع عنهم العذاب بعد ان ضجوا بالتوبة والإستغفار إلى الله سبحانه وتعالى :

                          وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .

                          احمد الحسن
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
                          ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                          أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                          كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                          هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                          Comment

                          • منى محمد
                            عضو مميز
                            • 09-10-2011
                            • 3323

                            #58
                            رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                            تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                            من كتابه المتشابهات .

                            سؤال 92

                            ما معنى الآية :

                            الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) يس ؟

                            الجواب :

                            الشجر الأخضر أي الدين , فمعنى الآية : إنّ الله جعل لكم من الدين نوراً فإذا أنتم به ترتقون في السماوات , وجعل لكم من الدين نوراً تسيرون به في الناس وتعرفون الحق من الباطل , فبالعبادة وطاعة الله يرتقي الإنسان

                            ويجعل الله له نوراً يعرف به الحق , ويبصر به الحق , وهذه هي حقيقة المراد من الآية .

                            أما ظاهرها فهو بيّن لا يحتاج إلى توضيح , وأي شخص درس عملية التركيب الضوئي في النبات

                            يعلم أنّ الخشب إنما هو نتيجة من نتائج هذه العملية التي تعتمد على المادة الخضراء الموجودة في الأوراق عادة , وهذه آية من آيات الله , فالنبات باختصار يقوم مقام مصنع يخزن حرارة الشمس على شكل خشب , وهذا

                            الخشب يمكن أن يعطي هذه الحرارة في أي وقت .

                            احمد الحسن
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            سؤال 95 :

                            هل يليق بإبراهيم عليه السلام أن يطلب إحياء الموتى ؟

                            قال تعالى :

                            وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة

                            ؟
                            الجواب :

                            طلب إبراهيم عليه السلام أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى . بي , ولم يكن طلب إبراهيم أن يرى كيف يحيي الله الموتى مطلقاً , وفي آخر الآية : ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا , أي أنت يا إبراهيم ع أدعهن , أي إنّ المنفذ المباشر للإحياء

                            هو إبراهيم ع , وكان هذا الطلب من إبراهيم ه لأن الأنبياء والأولياء يرون أنفسهم مذنبين ومقصرين ولا يرون أنفسهم أهلاً أن يكونوا حجة الله على خلقه ومحل فيضه وعطائه وكرمه , وفي الرواية عنهم ع : أن إبراهيم طلب

                            هذا الطلب ليطمئن أنه خليل الله .

                            احمد الحسن
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

                            سؤال 99

                            إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ 93 آل عمران

                            ما معنى هذه الآية ؟

                            الجواب :

                            ورد في الحديث عنهم ع إن يعقوب حرّم على نفسه أكل لحم الإبل , وهذا مصداق للآية , فالأنبياء ع ومنهم يعقوب ع أو إسرائيل لهم في بعض الموارد الأختيار , فلهم أن يختاروا في بعض الموارد تحريم هذا الشيئ أو

                            تحليله , أو قبول هذا الحكم أو عدم قبوله , وقد ورد هذا في كلامهم ع كثيراً , كقولهم ع : لو فعل رسول الله ص كذا لوجب , أو قولهم : إن رسول الله ص تركها ركعتين في السفر والحضر , أو أضاف ركعتين .

                            وهكذا داوود ع يحكم وسليمان ع يحكم :

                            وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا 78 الأنبياء , وكلاهما صحيح وكلاهما حكم الله مع أنهما يختلفان , قال تعالى :

                            هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) ص .

                            وطبعاً مساحة تحركهم مقيدة بحدود الله سبحانه وتعالى , وهي ضمن شريعة الله سبحانه وتعالى لا يعدونها إلى سواها وكمثال هو ما ورد في الحديث عن أهل البيت ع من عدم قبول جميع الأنبياء ع لهذه الآية أو المعنى الذي

                            فيها :

                            لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284) البقرة .

                            إلا الرسول محمد ص والأئمة ع وأمة محمد ص وهم الثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً أصحاب القائم عليهم السلام .


                            فالأنبياء إذن مختارون في قبول هذا الحكم أو عدم قبوله , والذين قبلوه وأخذوا يحاسبون أنفسهم على ما يدرو في خلجاتهم قبل أن يحاسبوا فازوا بنصر عظيم ومقام رفيع رضي الله عنهم ورضوا عنهم .


                            احمد الحسن
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                            ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                            أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                            كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                            هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                            Comment

                            • مجهول
                              مشرف
                              • 03-09-2010
                              • 419

                              #59
                              رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                              بارك الله بكم
                              وثبتكم على ولاية الحق
                              اللهم صل على محمد وال محمد
                              الائمة والمهديين وسلم تسليما

                              Comment

                              • منى محمد
                                عضو مميز
                                • 09-10-2011
                                • 3323

                                #60
                                رد: تجميع كلام السيد أحمد الحسن ع في الآيات القرآنية

                                تفسير لآيات قرآنية للإمام احمد الحسن أول المهديين .
                                من كتابه المتشابهات .

                                سؤال 103 :

                                قال تعالى :

                                قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) الإسراء

                                ما هو سبب عدم إطمئنان الملائكة في تبليغ الرسالة ؟

                                الجواب :

                                الملائكة عليهم السلام ليسوا كما تظن أو تفهم من الآية أنهم غير مطمئنين في تبليغ الرسالة ولكنهم غير مطمئنين في النزول إلى كل بقاع الأرض وإلى كل الناس , فالملائكة مقدسون طاهرون لا يقتربون إلا من بقعة مقدسة

                                طاهرة أو من نفس مقدسة طاهرة , وإذا إضطروا النزول إلى بقعة غير طاهرة أو إلى نفس غير طاهرة لا يكونون مطمئنين بها مرتاحين لها , ولذلك فإنّ الكفرة والمنافقين تقلّ رؤاهم الصالحة من الملائكة على البقعة غير

                                الطاهرة في الغالب إلا لإنزال العذاب .

                                فنزول الملائكة يكون في الغالب إلى البقع الطاهرة المقدسة وعلى الأنفس الطاهرة المقدسة كأنفس الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام

                                احمد الحسن .

                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


                                سؤال 108 :

                                ما معنى قوله تعالى :

                                هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) الإنسان

                                الجواب :

                                الإنسان هو علي عليه السلام , ولم يأتِ حين من الدهر لم يكن فيه مذكوراً , فهو مذكور في علم الله سبحانه وتعالى , أما في الخلق فقد أتى حين من الدهر لم يكن فيه شياً مذكوراً , فقد خلق الله محمداً ص ثم خلق علياً عليه

                                السلام .

                                احمد الحسن

                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                سؤال 109

                                ما معنى قوله تعالى :

                                وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) العصر . ؟

                                الجواب :

                                أمير المؤمنين علي عليه السلام , فهو الإنسان وهو في خُسر نسبةً إلى محمد ص , فمقام الرسول ص أعلى وأعظم من مقام الإمام علي ع , فالرسول محمد ص هو مدينة الكمالات الإلهية في الخلق أو مدينة العلم , وعلي ع

                                هو الباب , والرسول ص صاحب المقام المحمود وصاحب مقام ألقاب قوسين أو أدنى , وهو ص من فتح له مثل سمّ الإبرة وأخذ يخفق بين الحق والخلق , وأمير المؤمنين ع دون هذه المرتبة وقد قال ع :

                                لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً .

                                أي غطاء وحجاب اللاهوت الذي كشف لمحمد ص .

                                احمد الحسن
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                                ولم أنسى تلك الكلمات التي كان يرددها في أيام الدعوة اليمانية المباركة نقلاً عن الإمام المهدي (ع )
                                أنا منسي منسي .. و القرآن مهجور مهجور مهجور ..
                                كان يرددها بألم و حزن و لوعة .
                                هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ( ع ).

                                Comment

                                Working...