رد: من هو صاحب هذه الآية في هذا الزمان ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
من ضمن الأسئلة التي تتعلق بتفسير آيات من القرآن
والتي وردت في كتاب المتشابهات
فأجاب عليها الأمام احمد الحسن ع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال / 145:
قال تعالى :
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82). / النمل.
ما المراد من هذه الآية ؟
الجواب :
قال رجل لأبي عبد الله ع : بلغني أنّ العامة يقرؤون هذه الآية هكذا : [ تَكلمهم ]
أي تجرحهم فقال ع : [ كَلمهم الله في نار جهنم ما نزلت إلاّ تُكلّمهم من الكلام ] .
وعن الرضا ع في قوله تعالى : أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ . , قال ع
[ عليّ عليه السلام ] .
فالدابة في هذه الآية إنسان , وتوجد روايات بيّنت أنه علي بن أبي طالب ع , وهذا في الرجعة , فعلي ع هو دابة الأرض في الرجعة يُكلّم الناس , ويبيّن المؤمن من الكافر بآيات الله سبحانه .
وقبل الرجعة قيام القائم ع , وأيضاً له [ دابة تُكلّم الناس ] , وتُبيّن لهم ضعف إيمانهم بآيات الله الحقّة في ملكوت السماوات , لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض , وعلى المادة , وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها ,
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)./ النجم .
وفي الجانب الآخر الأنبياء و الأوصياء والرسل وأصحابهم يؤمنون بآيات الله , ويؤمنون بالرؤيا والكشف في ملكوت السماوات , وإنّها طريقٌ لوحي الله سبحانه وتعالى , وما كانوا أنبياء لولا إيمانهم هذا , ولذا مدحهم الله سبحانه وتعالى
فقال : وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)./ الصافات .
وقال : وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ . (12) / التحريم .
وقال تعالى عن الرؤيا : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)./ يوسف .
فمدح إبراهيم ع , لأنه صدّق بالرؤيا , ومدح مريم كذلك , لأنها صدّقت بالرؤيا , ومدح يوسف , لأنه صدّق بالرؤيا وأوّلها , قال تعالى : يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)./ يوسف .
واليوم تجد كثيراً من الناس ينكرون حقيقة الرؤيا , وإنّها وحي من الله سبحانه وتعالى , وذلك لأنّ نفوسهم الخبيثة منكرة وغير مؤمنة بالله سبحانه وتعالى , ولكنهم لا يعلمون .
فهم كافرون بالله في عالم الذَّر , وكافرون بالولاية الإلهية , ولم يقرّوا لوليّ من أولياء الله قطّ في قلوبهم , وإنّما جعلهم الله يقرّون بألسنتهم ببعض الحقّ ليدفع الله بهم عن أوليائه .
والرؤيا طريق يُكلّم الله به عباده جميعهم وأنبياءه ورسله , أولياءه وأعداءه , المؤمن والكافر .
فقد أوحى الله لفرعون مصر الكافر رؤيا إستفاد منها يوسف ع في بناء إقتصاد الدولة :
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)./ يوسف .
وقد أوحى الله لمحمد ص رؤيا عرّفه بها ما يحصل لأهل بيته من بعده , وتسلّط بني أميّة لعنهم الله على أمّته : وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا
يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)./ الإسراء .
وقد عرض الله سبحانه وتعالى نفسه شاهداً للكفّار بنبوّة محمد ص إن طلبوا شهادته . وكيف يشهد الله سبحانه وتعالى للكفّار إلاّ بالرؤيا , قال تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43). / الرعد .
قال تعالى : وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ , فالقول الذي يقع هو خروج القائم ع وهو القيامة الصغرى ,
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ. والدابة : هو المهدي الأول الذي يقوم قبل القائم ع ويُكلّم الناس ويُبكّتَهم , ويُبيّن لهم كفرهم بآيات الله الملكوتية [ الرؤيا والكشف ] وركونهم إلى المادة
والشهوات , و إعراضهم عن ملكوت السموات .
قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)./ فصلت .
ورد في الروايات عنهم ع : [ أنه الحقّ ] أي : قيام القائم , والآيات التي يرونها في الآفاق , وفي أنفسهم هي كما ورد عنهم ع , في الآفاق : [ الفتن والقذف من السماء ] ,
وفي أنفسهم : [ المسخ ] .
وأيضاً الآيات في الآفاق الملكوتية أي في آفاق السماوات ,
وفي أنفسهم بـــ [ الرؤيا والكشف ]
فيريهم الله آياته الملكوتية حتّى يتبيّن لهم أنه الحقّ , أي خروج القائم , وإنّ الذي يُكلّمهم هو :
[ المهدي الأول من المهديين الإثني عشر ] , وهذه الآيات هي من علامات التي تُرافق المهدي الأول , وتُبيّن للناس أنه الحقّ من ربهم .
فهذه الآيات في الآفاق وفي الأنفس التي تتكلّم عنها دابة الأرض , وتُبكّت الناس , وعند الرسول ص وعند آل بيته عليهم السلام .
ففي القرآن : الله سبحانه وتعالى يسمي الرؤيا [ أحسن القصص ] , ويقصّ علينا رؤيا يوسف ويُبيّن تحقّـقها في أرض الواقع .
ويقصّ علينا رؤيا السجين وتحقّـقها في أرض الواقع المعاش , ويقصّ رؤيا فرعون الكافر وإعتماد يوسف ع وهو نبي عليها وتأسيسه إقتصاد الدولة بناءً على هذه الرؤيا , ومن ثمّ تحقّـقها في الواقع المعاش . ويقصّ علينا القرآن حال بلقيس
ملكة سبأء , فهي تعرف سليمان نبي كريم بالرؤيا , فتصدّق الرؤيا وتؤمن في النهاية : قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)./ النمل , فمن أين عرفت أنه كتاب كريم إلاّ من الله وبالرؤيا .
وهكذا كل أنبياء الله ورسله وأوليائه سبحانه وتعالى , لا تُفارقهم الرؤيا , آية عظيمة من آيات الله , وطريق يُكلّمهم الله سبحانه به , فالرؤيا طلائع الوحي الإلهي .
أما الرسول : فقد أهتمّ بالرؤيا أشدّ الإهتمام , حتى إنّه كان كل يوم بعد صلاة الفجر يلتفت على أصحابه فيسألهم : [ هل من مبشّرات , هل من رؤيا ] . وفي يوم لا يخبره أحد من أصحابه برؤيا فيقول لهم : آنفاً كان عندي جبرائيل
يقول : كيف نأتيهم ونريهم رؤيا والتَفَث في أظفارهم ؟! .
وقال ص : [ من رآني فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي , ولا بأحد من أوصيائي ] .
وقال , وقال , وقال في الرؤيا , راجع [ دار السلام ] وهو أربع مجلدات مليئة بالروايات التي تخصّ الرؤيا .
كما أقرّ رسول الله ص الرؤيا كطريق هداية وإيمان , فأقرّ إيمان خالد بن سعيد بن العاص الأُموي لرؤيا رآها به ص , وأقرّ رؤيا يهودي رأي نبي الله موسى ع وأخبره أن الحقّ مع محمد ص .
وأقرّ رسول الله ص أن الرؤيا حقّ من الله وكلام تكلّم به الربّ سبحانه عند عبده .
أما أهل البيت ع فقد ورد عنهم : [ من رآنا فقد رآنا فإنّ الشيطان لا يتمثّل بنا ] .
وورد عنهم ع : إنّ الرؤيا في آخر الليل لا تُكذّب ولا تختلف , وإنّ الرؤيا في آخر الزمان لا تُكّذب , وفي آخر الزمان يبقى رأي المؤمن ورؤياه .
وأقرّ الإمام الحسين ع إيمان وهي النصراني لرؤيا رآها بعيسى ع , وأقرّ الإمام الرضا ع إيمان بعض الواقفية لرؤيا رآها , فقد آتاه أبو الحسن الرضا ع في الرؤيا , وقال له : والله لترجعنّ إلى الحقّ .
وإذا أردنا التفّصيل فإنّ الأمر يطول , ولكن ماذا تفعل لمن يَنكر عليك الشمس في رابعة النهار وكيف تحتجّ على من يقول هذا منتصف الليل عند الزوال .
وما لنا إلاّ أن نقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
قال تعالى : سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54). / فصلت .
فهذا إنكارهم للرؤيا وهي من الآيات الأنفسية , إنّما لسبب أنّهم في مِرية من لقاء ربهم . والحمد لله وحده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال / 141:
ما معنى قوله تعالى :
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17). / الرحمن ؟؟
الجواب :
هما الحُمرة المشرقية , والحُمرة المغربية . تشير الحُمرة المشرقية إلى دم علي ع , والحُمرة المغربية تشير إلى دم الحسين ع , في هذه الأمة ع .
أما في المهديين فتشير الحُمرة المشرقية إلى دم أحد المهديـيّن نظير علي ع , والحُمرة المغربية تشير إلى دم أحد المهديـيّن ع أيضاً نظير الحسين عليه السلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتــــبع
إلى الأسئلة اللاحــقــة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
من ضمن الأسئلة التي تتعلق بتفسير آيات من القرآن
والتي وردت في كتاب المتشابهات
فأجاب عليها الأمام احمد الحسن ع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال / 145:
قال تعالى :
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82). / النمل.
ما المراد من هذه الآية ؟
الجواب :
قال رجل لأبي عبد الله ع : بلغني أنّ العامة يقرؤون هذه الآية هكذا : [ تَكلمهم ]
أي تجرحهم فقال ع : [ كَلمهم الله في نار جهنم ما نزلت إلاّ تُكلّمهم من الكلام ] .
وعن الرضا ع في قوله تعالى : أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ . , قال ع
[ عليّ عليه السلام ] .
فالدابة في هذه الآية إنسان , وتوجد روايات بيّنت أنه علي بن أبي طالب ع , وهذا في الرجعة , فعلي ع هو دابة الأرض في الرجعة يُكلّم الناس , ويبيّن المؤمن من الكافر بآيات الله سبحانه .
وقبل الرجعة قيام القائم ع , وأيضاً له [ دابة تُكلّم الناس ] , وتُبيّن لهم ضعف إيمانهم بآيات الله الحقّة في ملكوت السماوات , لأنهم قصروا نظرهم على هذه الأرض , وعلى المادة , وهي مبلغهم من العلم لا يعدونها إلى سواها ,
ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)./ النجم .
وفي الجانب الآخر الأنبياء و الأوصياء والرسل وأصحابهم يؤمنون بآيات الله , ويؤمنون بالرؤيا والكشف في ملكوت السماوات , وإنّها طريقٌ لوحي الله سبحانه وتعالى , وما كانوا أنبياء لولا إيمانهم هذا , ولذا مدحهم الله سبحانه وتعالى
فقال : وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)./ الصافات .
وقال : وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ . (12) / التحريم .
وقال تعالى عن الرؤيا : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)./ يوسف .
فمدح إبراهيم ع , لأنه صدّق بالرؤيا , ومدح مريم كذلك , لأنها صدّقت بالرؤيا , ومدح يوسف , لأنه صدّق بالرؤيا وأوّلها , قال تعالى : يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)./ يوسف .
واليوم تجد كثيراً من الناس ينكرون حقيقة الرؤيا , وإنّها وحي من الله سبحانه وتعالى , وذلك لأنّ نفوسهم الخبيثة منكرة وغير مؤمنة بالله سبحانه وتعالى , ولكنهم لا يعلمون .
فهم كافرون بالله في عالم الذَّر , وكافرون بالولاية الإلهية , ولم يقرّوا لوليّ من أولياء الله قطّ في قلوبهم , وإنّما جعلهم الله يقرّون بألسنتهم ببعض الحقّ ليدفع الله بهم عن أوليائه .
والرؤيا طريق يُكلّم الله به عباده جميعهم وأنبياءه ورسله , أولياءه وأعداءه , المؤمن والكافر .
فقد أوحى الله لفرعون مصر الكافر رؤيا إستفاد منها يوسف ع في بناء إقتصاد الدولة :
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46)./ يوسف .
وقد أوحى الله لمحمد ص رؤيا عرّفه بها ما يحصل لأهل بيته من بعده , وتسلّط بني أميّة لعنهم الله على أمّته : وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا
يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)./ الإسراء .
وقد عرض الله سبحانه وتعالى نفسه شاهداً للكفّار بنبوّة محمد ص إن طلبوا شهادته . وكيف يشهد الله سبحانه وتعالى للكفّار إلاّ بالرؤيا , قال تعالى : وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43). / الرعد .
قال تعالى : وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ , فالقول الذي يقع هو خروج القائم ع وهو القيامة الصغرى ,
أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ. والدابة : هو المهدي الأول الذي يقوم قبل القائم ع ويُكلّم الناس ويُبكّتَهم , ويُبيّن لهم كفرهم بآيات الله الملكوتية [ الرؤيا والكشف ] وركونهم إلى المادة
والشهوات , و إعراضهم عن ملكوت السموات .
قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)./ فصلت .
ورد في الروايات عنهم ع : [ أنه الحقّ ] أي : قيام القائم , والآيات التي يرونها في الآفاق , وفي أنفسهم هي كما ورد عنهم ع , في الآفاق : [ الفتن والقذف من السماء ] ,
وفي أنفسهم : [ المسخ ] .
وأيضاً الآيات في الآفاق الملكوتية أي في آفاق السماوات ,
وفي أنفسهم بـــ [ الرؤيا والكشف ]
فيريهم الله آياته الملكوتية حتّى يتبيّن لهم أنه الحقّ , أي خروج القائم , وإنّ الذي يُكلّمهم هو :
[ المهدي الأول من المهديين الإثني عشر ] , وهذه الآيات هي من علامات التي تُرافق المهدي الأول , وتُبيّن للناس أنه الحقّ من ربهم .
فهذه الآيات في الآفاق وفي الأنفس التي تتكلّم عنها دابة الأرض , وتُبكّت الناس , وعند الرسول ص وعند آل بيته عليهم السلام .
ففي القرآن : الله سبحانه وتعالى يسمي الرؤيا [ أحسن القصص ] , ويقصّ علينا رؤيا يوسف ويُبيّن تحقّـقها في أرض الواقع .
ويقصّ علينا رؤيا السجين وتحقّـقها في أرض الواقع المعاش , ويقصّ رؤيا فرعون الكافر وإعتماد يوسف ع وهو نبي عليها وتأسيسه إقتصاد الدولة بناءً على هذه الرؤيا , ومن ثمّ تحقّـقها في الواقع المعاش . ويقصّ علينا القرآن حال بلقيس
ملكة سبأء , فهي تعرف سليمان نبي كريم بالرؤيا , فتصدّق الرؤيا وتؤمن في النهاية : قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)./ النمل , فمن أين عرفت أنه كتاب كريم إلاّ من الله وبالرؤيا .
وهكذا كل أنبياء الله ورسله وأوليائه سبحانه وتعالى , لا تُفارقهم الرؤيا , آية عظيمة من آيات الله , وطريق يُكلّمهم الله سبحانه به , فالرؤيا طلائع الوحي الإلهي .
أما الرسول : فقد أهتمّ بالرؤيا أشدّ الإهتمام , حتى إنّه كان كل يوم بعد صلاة الفجر يلتفت على أصحابه فيسألهم : [ هل من مبشّرات , هل من رؤيا ] . وفي يوم لا يخبره أحد من أصحابه برؤيا فيقول لهم : آنفاً كان عندي جبرائيل
يقول : كيف نأتيهم ونريهم رؤيا والتَفَث في أظفارهم ؟! .
وقال ص : [ من رآني فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي , ولا بأحد من أوصيائي ] .
وقال , وقال , وقال في الرؤيا , راجع [ دار السلام ] وهو أربع مجلدات مليئة بالروايات التي تخصّ الرؤيا .
كما أقرّ رسول الله ص الرؤيا كطريق هداية وإيمان , فأقرّ إيمان خالد بن سعيد بن العاص الأُموي لرؤيا رآها به ص , وأقرّ رؤيا يهودي رأي نبي الله موسى ع وأخبره أن الحقّ مع محمد ص .
وأقرّ رسول الله ص أن الرؤيا حقّ من الله وكلام تكلّم به الربّ سبحانه عند عبده .
أما أهل البيت ع فقد ورد عنهم : [ من رآنا فقد رآنا فإنّ الشيطان لا يتمثّل بنا ] .
وورد عنهم ع : إنّ الرؤيا في آخر الليل لا تُكذّب ولا تختلف , وإنّ الرؤيا في آخر الزمان لا تُكّذب , وفي آخر الزمان يبقى رأي المؤمن ورؤياه .
وأقرّ الإمام الحسين ع إيمان وهي النصراني لرؤيا رآها بعيسى ع , وأقرّ الإمام الرضا ع إيمان بعض الواقفية لرؤيا رآها , فقد آتاه أبو الحسن الرضا ع في الرؤيا , وقال له : والله لترجعنّ إلى الحقّ .
وإذا أردنا التفّصيل فإنّ الأمر يطول , ولكن ماذا تفعل لمن يَنكر عليك الشمس في رابعة النهار وكيف تحتجّ على من يقول هذا منتصف الليل عند الزوال .
وما لنا إلاّ أن نقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
قال تعالى : سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54). / فصلت .
فهذا إنكارهم للرؤيا وهي من الآيات الأنفسية , إنّما لسبب أنّهم في مِرية من لقاء ربهم . والحمد لله وحده .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال / 141:
ما معنى قوله تعالى :
رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17). / الرحمن ؟؟
الجواب :
هما الحُمرة المشرقية , والحُمرة المغربية . تشير الحُمرة المشرقية إلى دم علي ع , والحُمرة المغربية تشير إلى دم الحسين ع , في هذه الأمة ع .
أما في المهديين فتشير الحُمرة المشرقية إلى دم أحد المهديـيّن نظير علي ع , والحُمرة المغربية تشير إلى دم أحد المهديـيّن ع أيضاً نظير الحسين عليه السلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يُتــــبع
إلى الأسئلة اللاحــقــة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
Comment