بســم الله الرحمــن الرحيــم
اللهــم صـلأِ علـى محمــد وآل محمــد الأئمــه والمهدييــن وسلـم تسليمــاً كثيــراً
مالك الأشتر
إنه مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي
كنيته: أبو إبراهيم. ولقبه الأشتر ( لإصابته برموش عينيه )، وكبش العراق ( لأنّه المقدّم على جيش الإمام عليّ عليه السلام
وحامل رايته ).
ولد في اليمن في بني نخع، الذين انتقلوا إلى الكوفة بعد امتداد الإسلام، ثم توزّع أفراد نخع على مدن العراق. ورغم أن مالكاً أسلم
على يدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، وحسن إسلامه، فإن شهرته تقوم على كونه كان قائداً لجيش الإمام، و حامل
لوائه.
وصفه عارفوه فقالوا: كان فارساً مغواراً، مديد القامة، مهيب الطلعة. وكان عالماً، شاعراً، وكان سيد قومه بلا منازع..
كانت له مواقف عديدة وكان من خواص شيعة امير المؤمنين عليه السلام حتى قال فيه :كان لي مالك كما كنت لرسول الله ص
وكان مالك من زعماء العراق الشرفاء ووجهاء قومه بني نفع وفارسأ صنديدا شديد البأس ومن ابرز قادة جيش الامام علي(ع).
اما عمله فكان حازما حيث كان يجمع بين اللين والصرامة وشهد له بذلك الامام علي (ع) قائلأ : (انه من لا يخاف ضعفه ولا بطؤه).
واستطاع بفصاحة لسانه أن يخمد الكثيرمن الفتن التي عجزالسيف عن اخمادها وسارع في مواقفه الئ نصرة الحق ومحاربة
الباطل .
ومالك الاشتر من القلائل الذين حضروا وفاة الصحابي الجليل أبي ذر، وشارك في دفنه بعد نفيه الى صحراء الربذة مظوما من قبل
عثمان.
وفي معركة الجمل اخذ والي الكوفة أبو موسى الاشعري يخوف الناس ويمنعم من الذهاب لنصرة الامام علي(ع)، فذهب مالك
الاشتراليه يحمل امرالامام (ع) بعزله من منصبه فدخل عليه المسجد وانزله من المنبر وطرده وعبأ كتاب الجيش للمعركة.
وقررمعاوية التخلص من مالك باعتماده على خبث ومكر عمرو بن العاص الذي وعد أحد رجاله أن يسقي السم لمالك مقابل اعفائه
من الضراب مدى الحياة، فقام هذا الرجل الشريربحيلة سقى خلالها العسل المسموم لهذا البطل الشجاع فاستشهد مظوما وفجع
به أمير المؤمنين (ع) وقال عنه : (اللهم ان احتسبه عندك فان موته من مصائب الدهر).
وهكذا انتهت حياة هذا الرجل الشجاع بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية والاخلاص.
.....نذكر هذين البيتين كنموذج قالهما لعمرو بن العاص في صفين :
يا ليت شعري كيف لي بعمرو*****ذاك الذي أجبت فيه نذري
ذاك الذي أطلبه بوتري *****ذلك الذي فيه شفاء صدري
وكان من خطبه في أحد أيام صفين قوله :
( الحمد لله الذي جعلَ فينا ابنَ عمِّ نبيِّه ، أقدَمُهُم هجرة ، وأوّلُهم إسلاما ، سيفٌ من سيوف الله صَبَّه على أعدائه ، فانظروا إذا
حمِيَ الوَطيسُ ، وثار القَتام ، وتكسَّر المُرَّان ، وجالَت الخيلُ بالأبطال ، فلا أسمع إلا غَمغمةً أو همهمة ، فاتَّبِعوني وكوني في
أثري ) .
المعذرة اقتصرنا على هذا القليل.في حق هذه الشخصية التاريخية العظيمة
Comment