خلق محمد و آل محمد عليهم الصلاة والسلام
1.
ورد عن سلمان الفارسي أنّه قال: كنت جالساً عند النبي المكرّم(صلى الله عليه وآله وسلم)إذ دخل العباس بن عبد المطّلب فسلّم، فردّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه ورحّب به، فقال: يا رسول الله، بم فضّل علينا أهل البيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) والمعادن واحدة؟
فقال له النبي المكرّم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذاً اُخبرك ياعم، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلق علياً ولا سماء ولا أرض، ولا جنّة ولا نار، ولا لوح ولا قلم، ولمّا أراد الله تعالى بدو خلقنا فتكلّم بكلمة فكانت نوراً، ثم تكلّم بكلمة ثانية فكانت روحاً، فمزج فيما بينهما فاعتدلا فخلقني وعلياً منهما، ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجلّ من نور العرش، ثم فتق من نور علي(عليه السلام) نور السماوات فعلي أجلّ من نور السماوات، ثم فتق من نور الحسن (عليه السلام) نور الشمس، ومن نور الحسين (عليه السلام) نور القمر، فهما أجلّ من نور الشمس ومن نور القمر، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه وتقول في تسبيحها: سبّوح قدّوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى، فلمّا أراد الله جلّ جلاله أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحاباً من ظلمة فكانت الملائكة لا ينظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها، فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الأنوار إلاّ ما كشفت عنّا.
فقال الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي لأفعلنّ، فخلق نور فاطمة (عليها السلام) يومئذ كالقنديل وعلّقه في قرط العرش، فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، ومن أجل ذلك سمّيت فاطمة الزهراء، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه.
فقال الله عزّوجلّ: وعزّتي وجلالي لأجعلنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبّي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها».
قال سلمان: فخرج العباس فلقيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فضمّه إلى صدره فقبّل ما بين عينيه، فقال بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله (4).
2.
عن ابن عباس قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا رسول الله، بأي شيء فضلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد؟
فقال: يا أخا العرب، إن الماء لما أحب الله جل ذكره عند خلقنا تكلم بكلمة صار نوراً، وتكلم بأخرى صار روحاً فخلقني وخلق علياً وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين.
فخلق من نوري العرش، وأنا أجل من العرش؛ وخلق من نور علي السموات، فعلي أجل من السموات؛ وخلق من نور الحسن القمر، فالحسن أجل من القمر؛ وخلق من نور الحسين الشمس، فالحسين خير من الشمس، ثم ان الله تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل، فقال عزوجل لجبرائيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش. ففعل جبرائيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السموات السبع والأرضين السبع فسبحت الملائكة وقدست.
فقال الله: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني، لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة. (5).
__________________________
هامش:
(1) الدرانيك تكون ستراً وفرشاً والدرنوك فيه الصفرة والحضرة، (لسان العرب) مادّة درنك.
(2) قال ابن خالويه: البعل في كلام العرب خمسة أشياء: الزوج والصنم منه قوله: «أتدعون بعلاً» سورة الصافات: 125، والبعل اسم امرأة وبها سمّيت بعلبك، والبعل من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي، والبعل السماء، والعرب تقول السماء بعل الأرض.
(3) كشف الغمّة: ج1 ص456.
(4) إرشاد القلوب: ج2 ص403.
(5) نور المعجزات لمحمد بن جرير الطبري: ص 83، البحار للمجلسي: ج 37، ص 84
1.
ورد عن سلمان الفارسي أنّه قال: كنت جالساً عند النبي المكرّم(صلى الله عليه وآله وسلم)إذ دخل العباس بن عبد المطّلب فسلّم، فردّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)عليه ورحّب به، فقال: يا رسول الله، بم فضّل علينا أهل البيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) والمعادن واحدة؟
فقال له النبي المكرّم (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذاً اُخبرك ياعم، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وخلق علياً ولا سماء ولا أرض، ولا جنّة ولا نار، ولا لوح ولا قلم، ولمّا أراد الله تعالى بدو خلقنا فتكلّم بكلمة فكانت نوراً، ثم تكلّم بكلمة ثانية فكانت روحاً، فمزج فيما بينهما فاعتدلا فخلقني وعلياً منهما، ثم فتق من نوري نور العرش فأنا أجلّ من نور العرش، ثم فتق من نور علي(عليه السلام) نور السماوات فعلي أجلّ من نور السماوات، ثم فتق من نور الحسن (عليه السلام) نور الشمس، ومن نور الحسين (عليه السلام) نور القمر، فهما أجلّ من نور الشمس ومن نور القمر، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه وتقول في تسبيحها: سبّوح قدّوس من أنوار ما أكرمها على الله تعالى، فلمّا أراد الله جلّ جلاله أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحاباً من ظلمة فكانت الملائكة لا ينظر أولها من آخرها ولا آخرها من أولها، فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا منذ خلقنا ما رأينا مثل ما نحن فيه فنسألك بحق هذه الأنوار إلاّ ما كشفت عنّا.
فقال الله تبارك وتعالى: وعزّتي وجلالي لأفعلنّ، فخلق نور فاطمة (عليها السلام) يومئذ كالقنديل وعلّقه في قرط العرش، فزهرت السماوات السبع والأرضون السبع، ومن أجل ذلك سمّيت فاطمة الزهراء، وكانت الملائكة تسبّح الله وتقدّسه.
فقال الله عزّوجلّ: وعزّتي وجلالي لأجعلنّ ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبّي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها».
قال سلمان: فخرج العباس فلقيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فضمّه إلى صدره فقبّل ما بين عينيه، فقال بأبي عترة المصطفى من أهل بيت ما أكرمكم على الله (4).
2.
عن ابن عباس قال: جاء رجل من أشراف العرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: يا رسول الله، بأي شيء فضلتم علينا وأنت ونحن من ماء واحد؟
فقال: يا أخا العرب، إن الماء لما أحب الله جل ذكره عند خلقنا تكلم بكلمة صار نوراً، وتكلم بأخرى صار روحاً فخلقني وخلق علياً وخلق فاطمة وخلق الحسن وخلق الحسين.
فخلق من نوري العرش، وأنا أجل من العرش؛ وخلق من نور علي السموات، فعلي أجل من السموات؛ وخلق من نور الحسن القمر، فالحسن أجل من القمر؛ وخلق من نور الحسين الشمس، فالحسين خير من الشمس، ثم ان الله تعالى ابتلى الأرض بالظلمات فلم تستطع الملائكة ذلك فشكت إلى الله عزوجل، فقال عزوجل لجبرائيل عليه السلام: خذ من نور فاطمة وضعه في قنديل وعلقه في قرط العرش. ففعل جبرائيل عليه السلام ذلك، فأزهرت السموات السبع والأرضين السبع فسبحت الملائكة وقدست.
فقال الله: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وارتفاعي في أعلا مكاني، لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم لفاطمة وبعلها وبنيها ومحبيها إلى يوم القيامة. (5).
__________________________
هامش:
(1) الدرانيك تكون ستراً وفرشاً والدرنوك فيه الصفرة والحضرة، (لسان العرب) مادّة درنك.
(2) قال ابن خالويه: البعل في كلام العرب خمسة أشياء: الزوج والصنم منه قوله: «أتدعون بعلاً» سورة الصافات: 125، والبعل اسم امرأة وبها سمّيت بعلبك، والبعل من النخل ما شرب بعروقه من غير سقي، والبعل السماء، والعرب تقول السماء بعل الأرض.
(3) كشف الغمّة: ج1 ص456.
(4) إرشاد القلوب: ج2 ص403.
(5) نور المعجزات لمحمد بن جرير الطبري: ص 83، البحار للمجلسي: ج 37، ص 84
Comment