بسم الله الرحمن الرحيم وصلي على محمد وال محمد الائمه المهدين
السلام عليكم
منّ الرسول على أئمة الكفر والمنافقين*
يروى أنّه بعد رجوع النبي صلّى الله عليه وآله من غزوة حنين ـ وقد نصره الله تعالى على المشركين بعد فتح مكّة ـ جاء بالغنائم فنزل بالجعرانة(1) بمن معه من الناس وقسم ما أصاب من الغنائم في المؤلّفة قلوبهم من قريش وسائر العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير.
قال محمد بن إسحاق: فأعطى أبا سفيان بن حرب مئة بعير، ومعاوية ابنه مئة بعير، وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى مئة بعير... قال: وغضب قوم من الأنصار لذلك وظهر منهم كلام قبيح، حتى قال قائلهم: لقي الرجل أهله وبني عمّه ونحن أصحاب كلّ كريهة، فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله ما دخل على الأنصار من ذلك، أمرهم أن يقعدوا ولا يقعد معهم غيرهم، ثم أتاهم شبه المغضب يتبعه علي سلام الله عليه حتى جلس وسطهم. فقال: ألم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي؟... إلى أن قال: بل لو شئتم قلتم: جئتنا طريداً مكذَّباً فآويناك وصدّقناك، وجئتنا خائفاً فآمناك.
فارتفعت أصواتهم، وقام إليه شيوخهم فقبّلوا يديه ورجليه وركبتيه، ثمّ قالوا: رضينا عن الله وعن رسوله وهذه أموالنا أيضاً بين يديك فأقسمها بين قومك إن شئت.
فقال: يا معشر الأنصار، أوجدتم في أنفسكم إذ قسمت مالاً أتآلف به قوماً ووكلتكم إلى إيمانكم، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم ورجعتم أنتم ورسول الله في سهمكم...؟ (2).
لقد نبّههم رسول الله صلّى الله عليه وآله بما غفلوا عنه وذكّرهم ما نسوه، وأعلمهم أنّ ما قام به من إعطاء المال الكثير لأولئك الناس وخصّهم بالغنائم دون الأنصار إنّما كان لغاية تأليف قلوبهم للإسلام، ولإظهار عظمة الإسلام لئلا يرى فقيراً قليل العطاء، ولكي يكسر حالة العداء فيهم فلا يعود أمثال أبي سفيان وابنه معاوية وغيرهما من المنافقين لتنفيذ مؤامرتهم ضدّ الإسلام، وفي الوقت نفسه استثار صلّى الله عليه وآله عواطف الأنصار بقوله ألا ترضون أن يكون رسول الله في سهمكم.
*
1) وانظر معجم البلدان للحموي: ج2، ص142.
2) راجع أعلام الورى للطبرسي: ج1، ص235 غزوة حنين.
السلام عليكم
منّ الرسول على أئمة الكفر والمنافقين*
يروى أنّه بعد رجوع النبي صلّى الله عليه وآله من غزوة حنين ـ وقد نصره الله تعالى على المشركين بعد فتح مكّة ـ جاء بالغنائم فنزل بالجعرانة(1) بمن معه من الناس وقسم ما أصاب من الغنائم في المؤلّفة قلوبهم من قريش وسائر العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء قليل ولا كثير.
قال محمد بن إسحاق: فأعطى أبا سفيان بن حرب مئة بعير، ومعاوية ابنه مئة بعير، وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى مئة بعير... قال: وغضب قوم من الأنصار لذلك وظهر منهم كلام قبيح، حتى قال قائلهم: لقي الرجل أهله وبني عمّه ونحن أصحاب كلّ كريهة، فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله ما دخل على الأنصار من ذلك، أمرهم أن يقعدوا ولا يقعد معهم غيرهم، ثم أتاهم شبه المغضب يتبعه علي سلام الله عليه حتى جلس وسطهم. فقال: ألم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله بي؟... إلى أن قال: بل لو شئتم قلتم: جئتنا طريداً مكذَّباً فآويناك وصدّقناك، وجئتنا خائفاً فآمناك.
فارتفعت أصواتهم، وقام إليه شيوخهم فقبّلوا يديه ورجليه وركبتيه، ثمّ قالوا: رضينا عن الله وعن رسوله وهذه أموالنا أيضاً بين يديك فأقسمها بين قومك إن شئت.
فقال: يا معشر الأنصار، أوجدتم في أنفسكم إذ قسمت مالاً أتآلف به قوماً ووكلتكم إلى إيمانكم، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم ورجعتم أنتم ورسول الله في سهمكم...؟ (2).
لقد نبّههم رسول الله صلّى الله عليه وآله بما غفلوا عنه وذكّرهم ما نسوه، وأعلمهم أنّ ما قام به من إعطاء المال الكثير لأولئك الناس وخصّهم بالغنائم دون الأنصار إنّما كان لغاية تأليف قلوبهم للإسلام، ولإظهار عظمة الإسلام لئلا يرى فقيراً قليل العطاء، ولكي يكسر حالة العداء فيهم فلا يعود أمثال أبي سفيان وابنه معاوية وغيرهما من المنافقين لتنفيذ مؤامرتهم ضدّ الإسلام، وفي الوقت نفسه استثار صلّى الله عليه وآله عواطف الأنصار بقوله ألا ترضون أن يكون رسول الله في سهمكم.
*
1) وانظر معجم البلدان للحموي: ج2، ص142.
2) راجع أعلام الورى للطبرسي: ج1، ص235 غزوة حنين.
Comment