إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

غزوة بدر الكبرى

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • بوعلي
    عضو نشيط
    • 16-10-2008
    • 557

    غزوة بدر الكبرى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الائمة و المهديين و سلم تسليما

    في السابع عشر من رمضان للسنة الثانية بعد الهجرة وقعت معركة بدر الكبرى :




    وقعت في السنة الثانية للهجرة غزوة بدر الكبرى و ملخصها : انه خرج مشركوا قريش كعتبة , و شيبة , و الوليد بن عتبة , و ابي جهل , و ابي البختري , و نوفل بن خويلد . و جمع كثير من صناديد مكة و رجال الحرب فيها حيث بلغ عددهم تسعمائة و خمسين نفرا لقتال النبي (ص) فخرجوا من مكة حاملين أدوات الطرب . و مصطحبين النساء المغنيات , للهو و اللعب و معهم مائة فرس و سبعمائة بعير , و كان على كل واحد من أكابر قريش اطعام الجيش في كل يوم بأن ينحر لهم عشرا من الابل .

    و خرج رسول الله (ص) مع ثلاثمائة و ثلاثة عشر من اصحابه من المدينة الى ان وصلوا الى أرض بدر – و هي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين – فلما وصل النبي (ص) الى هناك اشار الى الارض قائلا : هنا مصرع فلان , و هناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من صناديد قريش , فكان كما قال .

    و لما وصل المشركون , صعدوا على تل و نظروا الى جيش المسلمين مستخفين بهم , و المسلمون أيضا نظروا الى العدو بعين الاحتقار و الاستخفاف , كما قال تعالى : وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ ( الانفال اية 44 )

    و بعد رؤيتهم جيش النبي (ص) نزلوا خلف ذلك التل بعيدا عن الماء و بعثوا عمر بن وهب مع جماعة للتفحص و ليرى هل للمسلمين كمين ؟ أولا , فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول الله (ص) يمينا و شمالا ثم رجع و قال : (( ما لهم كمين و لا مدد , و لكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع اما ترونهم خرسا لا يتكلمون , يتلمضون تلمض الافاعي ما لهم ملجأ الا سيوفهم و ما أراهم يولون حتى يقتلوا , و لا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم , فارتاؤوا رأيكم ))

    فلما سمع حكيم بن حزام حرض عتبة على ترك الحرب و المصالحة فقال له عتبة : اذهب الى إبن الحنظلية يعني ابا جهل , و قل له ان يترك الحرب و يصالح ابناء عمه , فجاء حكيم الى ابي جهل و ابلغه رسالة عتبة , فقال أبو جهل : جبن و انتفخ سحره و يخاف على ابي حذيفة الذي في جيش المسلمين , فجاء حكيم الى عتبة , و أخبره بمقولة أبي جهل , فلما تلاقى قال عتبة لأبي جهل : يا مصفرا أسته , مثلي يجبن ؟ ستعلم قريش أينا ألأم و أجبن .

    اما رسول الله (ص) فانه و إن علم شقاء قريش و عدم تسليمهم , لكن لأجل قوله تعالى وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (( الانفال الاية 61 )) بعث اليهم رسولا و قال : (( يا معشر قريش اني أكره ان أبدؤكم فخلوني و العرب و ارجعوا )) .

    فقال عتبة: ما رد هذا قوم قط فأفلحوا , يا معشر قريش ان محمدا له ال و ذمة , فاسمعوا نصحه , فغاظ ابا جهل قوله و قال له : ما هذه الغوغاء ؟ أمن خوف بني عبدالمطلب تحتال الرجوع ؟ فغضب عتبة و نزل من ناقته , و طلب من ابي جهل البراز ليعلم من الجبان , فتوسط كبراء قريش بينهم لكن عتبة لردع تهمة الجبن عنه لبس درعه و شد عمامته و كان لا يلبس الخوذه لكبر رأسه .






    و تقدم هو و أخوه شيبة و أبنه الوليد و جالوا في الميدان و كانت نيران الحرب قد اندلعت , فطلبوا المبارزة , فبرز اليهم ثلاثة نفر من الانصار و انتسبوا لهم , فقالوا : ارجعوا انما نريد الاكفاء من قريش , فامر (ص) عليا و حمزة بن عبدالمطلب و عبيدة بن الحارث بن الطلب بن عبد مناف , بالمبارزة فجاؤوا الى الميدان و لهم زئير كزئير الاسد , قال حمزة :


    انا حمزة بن عبدالمطلب اسد الله و اسد رسولة فقال عتبة : كفؤ كريم و انا اسد الحلفاء و انا اسد المطيبين , و قد .. و لذلك اعتبر عتبة نفسة انه سيد الحلفاء الطيبين , فبرز علي (ع) للوليد , و حمزة لشيبة , و عبيدة لعتبة , فقال علي (ع) :

    انا ابن ذي الحوضين عبدالمطلب ------ و هاشم المطعم في العام السغب

    فحمل (ع) على الوليد , فضربه على حبل عاتقه فأخرج السيف من أبطه , قيل : أخذ الوليد يده المقطوعة و ضرب بها رأس علي (ع) , ثم ذهب الى ابيه هاربا , فشد عليه (ع) فضرب فخذه فسقط ميتا .

    و تقدم حمزة و شيبة فتكادما الموت طويلا حتى تكسرت سيوفهما و دروعهما , و أخذا يتصارعان, فقال المسلمون : يا علي أما ترى الكلب قد بهر عمك ؟ فحمل (ع) و قال : يا عم طأطيء رأسك و كان حمزة أطول من شيبة فأدخل حمزة رأسه في صدره فضربه علي (ع) فطرح نصفه , اما عبيدة فأنه ضرب رأس عتبة فشقه و ضرب عتبه رجل عبيدة فقطعها فجاء أمير المؤمنين (ع) الى عتبه و به رمق فأجهز عليه و قتله , و لذا قال لمعاوية : (( و عندي السيف الذي أعظظته بجدك و خالك و أخيك في مقام واحد ))


    فحمل حمزة و علي عبيدة الى النبي (ص) فبكى كثيرا حتى سالت دموعه على وجه عبيدة , و قد سال مخ ساقها منها .


    فاستشهد عند رجوعهم الى المدينة في أرض روحاء أو صفراء , و دفن هناك و كان أسن من رسول الله (ص) بعشر سنين و هذه الاية نزلت في حقهم : هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (( سورة الحج الاية 19 ))

    ووقع الرعب في قلوب المشركين و في قلب ابي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة , و كان يحرضهم على القتال , فجاء ابليس في صورة سراقة بن مالك و قال :

    اني جار لكم أدفعوا الي رايتكم , فدفعوا الية راية المسيرة و ركض امامهم و شوقهم على القتال , فنظر رسول الله (ص) و قال لاصحابه : (( غضوا أبصاركم و عضوا على النواجذ )) ثم دعا و طلب النصر من الله فأرسل الله الملائكة لنصرتهم , قال تعالى : وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ... – الى قوله - يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (( سورة ال عمران اية 123-125 ))

    فلما رأى ابليس الملائكة ولى هاربا و ضرب الراية على الأرض و نكص على عقبيه , فجاءه منبه بن الحجاج و أخذ رداءه و قال : يا سراق أين ؟ أتخذلنا في هذه الحالة , فضرب على صدره و قال اني أرى ما لا ترى , قال تعالى :وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (( الانفال الاية 48 ))

    و كان علي (ع) يهجم على القوم كالليث الغضبان , حتى قتل منهم ستة و ثلاثين رجلا , و قد روي عنه (ع) انه قال : (( لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم و قد قتلت الوليد بن عتبة اذ أقبل حنظلة بن ابي سقيان فلما دنا مني ضربته بالسيف فسالت عيناه و لزم الارض قتيلا ))

    و قتل سبعون رجلا من أبطال قريش في تلك المعركة , منهم : عتبة , و شيبة , و الوليد بن عتبة , و حنظلة بن ابي سفيان , و طعيمة بن عدي , و العاص بن سعيد , و نوفل بن خويلد , و أبو جهل .

    و لما رأى رسول الله (ص) رأس ابي جهل مقطوعا سجد لله شكرا , ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمون , و أسروا منهم سبعين نفرا , و كانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشر من شهر رمضان .

    كتاب منتهى الآمال للشيخ عباس القمي ج 1 ص 124 – 128

    اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎