بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
لقد قرأت في أحد كتب الأنصار (وفقهم الله لكل خير) هذه الأحاديث التي يعجز اللسان عن وصف حكمتها وبلاغتها ... ومن أكون حتى أصف كلام النور ... انظروا إلى آل محمد أحبتي كيف حذرونا من هذه الدنيا الزائلة ... فهل من مجيب لكلامهم ونصيحتهم ؟؟
أترككم إخوتي الأفاضل مع هذه الروايات، وخير الكلام هو كلامهم بأبي هم وأمي ... جعلنا الله فداء لتراب أنصارهم.
عن النبي (صلى الله عليه وآله): (ما لي وللدنيا، أنما مثلي ومثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في صائف فقال (قال: من القيلولة وهو النوم عند منتصف النهار)تحتها ثم راح وتركها) جامع أحاديث الشيعة- للبروجردي: ج14 ص32 ح1955.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله) مكارم الأخلاق للطبرسي في موعظة الرسول (ص) لأبي ذر (ع): ص462.
وعنه (صلى الله عليه وآله): (يا علي، ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط من الدنيا إلا قوتاً) من لا يحضره الفقيه, باب النوادر: ج4 ص363.
ويروى عنه (صلى الله عليه وآله): (... من عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط الله عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار ...) وسائل الشيعة (آل البيت): ج17 ح22302 ص181.
وعن علي (عليه السلام)، قال: (لو عقل أهل الدنيا لخربت الدنيا) ميزان الحكمة - لمحمد الريشهري: ج2 ص922.
وقال (عليه السلام): (الدنيا سوق الخسران) ميزان الحكمة - لمحمد الريشهري: ج2 ص895.
وعنه (عليه السلام): (... إنما سميت الدنيا دنيا؛ لأنها أدنى من كل شيء ...) علل الشرائع: ج1ح1 ب1ص1 – 2.
وعنه (عليه السلام): (... وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم فللآخرة خلقتم وفي الدنيا حبستم ...) الإرشاد: ج1 ص295 – 296.
وعنه (عليه السلام): (... وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى ...) نهج البلاغة: ج2 ح224 ص216 – 218.
وعنه (عليه السلام): (إن الدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها)ميزان الحكمة - لمحمد الريشهري: ج2 ص904.
وعن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): (... إن من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه...)مستدرك الوسائل - للميرزا النوري: ج12 ح13452 ص38.
وعن الصادق (عليه السلام) ، قال: ( إن سارة قالت لإبراهيم: يا إبراهيم، قد كبرت فلو دعوت الله (عز وجل) أن يرزقك ولداً تقر أعيننا به فإن الله قد اتخذك خليلاً وهو مجيب لدعوتك إن شاء، قال: فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاماً عليماً، فأوحى الله (عز وجل) إليه أني واهب لك غلاماً عليماً ثم أبلوك بالطاعة لي، قال أبو عبد الله (عليه السلام): فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله (عز وجل). وأن سارة قد قالت لإبراهيم: إنك قد كبرت وقرب أجلك فلو دعوت الله (عز وجل) أن ينسئ في أجلك وأن يمد لك في العمر فتعيش معنا وتقر أعيننا، قال: فسأل إبراهيم ربه ذلك، قال: فأوحى الله (عز وجل) إليه سل من زيادة العمر ما أحببت تعطه، قال: فأخبر إبراهيم سارة بذلك، فقالت له: سل الله أن لا يميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت، قال: فسأل إبراهيم ربه ذلك، فأوحى الله (عز وجل) إليه ذلك لك، قال: فأخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله (عز وجل) إليه في ذلك، فقالت سارة لإبراهيم: اشكر الله واعمل طعاماً وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة، قال: ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس، فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف معه قائد له، فأجلسه على مائدته، قال: فمد الأعمى يده فتناول لقمة وأقبل بها نحو فيه فجعلت تذهب يميناً وشمالاً من ضعفه، ثم أهوى بيده إلى جبهته فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه، ثم تناول المكفوف لقمة فضرب بها عينه، قال: وإبراهيم (عليه السلام) ينظر إلى المكفوف وإلى ما يصنع !! قال: فتعجب إبراهيم من ذلك وسأل قائده عن ذلك، فقال له القائد: هذا الذي ترى من الضعف، فقال إبراهيم في نفسه: أليس إذا كبرت أصير مثل هذا، ثم إن إبراهيم سأل الله (عز وجل) حيث رأى من الشيخ ما رأى، فقال: اللهم توفني في الأجل الذي كتبت لي فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت) علل الشرائع: ج1 ب36 ص38 – 39.
نسأل الله أن نكون من العاملين بهذه الروايات .. فرب قارئ لم ينتفع بقراءته شيئاً.
والحمد لله رب العالمين