حضر عند الإمام الباقر ( عليه السلام ) جمع من الشيعة ،
وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ،
ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ،
ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ،
فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً
، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم .آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ،
ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ،
كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ،
وخالفته فيما أمر .ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ،
فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد .يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ،
فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !انظروا إلى هذه القبور ،
سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ،
وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ،
وقاطن مرحل غير أهل القبور .يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ،
ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم .يا ذي الهيئة المعجبة ،
والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .
وقد لاحظ أنّهم من أهل الغفلة ، فخطبهم قائلاً إنّ كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميّتاً ،
ألاَ يا أشباحاً بلا أرواح ، وذباباً بلا مصباح ، كأنّكم خشب مسندة ، وأصنام مريدة ، ألاَ تأخذون الذهب من الحجر ،
ألاَ تقتبسون الضياء من النور الأزهر ، ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر ؟ خذوا الكلمة الطيّبة ممّن قالها ، وإن لم يعمل بها ،
فإنّ الله تعالى يقول : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) .ويحك يا مغرور : ألاَ تحمد من تعطيه فانياً ؟ ويعطيك باقياً
، درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم .آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك ، وكاسيك ،
ومعافيك ، وكافيك ، وساترك ممّن يراعيك ، من حفظك في ليلك ونهارك ، وأجابك عند اضطرارك ، وعزم لك على الرشد في اختبارك ،
كأنّك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك ، دعوته فاستجاب لك ، فاستوجب بجميل صنيعه الشكر ، فنسيته فيمن ذكر ،
وخالفته فيما أمر .ويلك إنّما أنت لص من لصوص الذنوب ، كلّما عرضت شهوة أو ارتكاب ذَنْب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ،
فارتكبته كأنّك لست بعين الله ، أو كأنّ الله ليس لك بالمرصاد .يا طالب الجنة : ما أطول نومك ، وأكلّ مطيّتك ، وأوهى همّتك ،
فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هارباً من النار ، ما أحثّ مطيّتك إليها ، وما أكسبك لما يوقعك فيها !انظروا إلى هذه القبور ،
سطوراً بأفناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في فرارهم ، وبُعدوا في لقائهم ، عمَّروا فخرّبوا ، وأنسوا فأوحشوا ،
وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدانٍ بعيد ، وشاحط قريب ، وعامر مخرّب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ،
وقاطن مرحل غير أهل القبور .يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ،
ويومك الذي تخرج فيه إلى ربّك ، فيا له من يوم عظيم .يا ذي الهيئة المعجبة ،
والهيم المعطنة : ما لي أراكم أجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة ، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وأنتم إليه صائرون ، لقلتم : ( يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) .
Comment