بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديينوسلم تسليما كثيرا
(الشورى والخلافة)
روى حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) انه قال ( الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي)
(مناقب العترة ، وكتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي : 130)
أولاً: بحث عن ما هية دلالة آيات الشورى
نبداء بكلمات خطتها يد الامام احمد الحسن ع وهي الفيصل في مسألة الشورى اذ يقول ع :
هذه الآية (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
وفي حياة محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
فلو كانت في الحكم والحاكم لكان للمسلمين أن يختاروا
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
ولو كانت في الحكم والحاكم لشاور محمد (ص) المسلمين في
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
ولو كانت حتى في تنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
فلماذا لم يقبل رسول الله مشورتهم واعتراضهم على صغر سن
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
ان للقرآن أهله فرحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه وسمع حقا فأذعن.
(الجواب المنير ج2 السوال15) .
فكان هذا جوابه ع فيصل لكل من طلب الحق واصابه
ولكن من خالف الحق واتبع الباطل فلا بد لنا ان نبين له تفصيليا ومن خلال جواب الامام احمد الحسن ع الشورى قديما وحديثا ومن هنا اننا نرى المسلمون اختلفوا اختلافا كبيرا وشديدافي كيفية تعيين الإمام والخليفة وان كان قديماً أو حديثاً،
وقد تجسد الخلاف قديماً على الواقع العملي أكثر منه على الصعيد النظري والفكري،
وأما حديثاً فانحصر الخلاف في وصية رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) المقدسة في الائمة والمهديين (ع)
وهنا أحببنا أن نناقش دلالة آيات الشورى في القرآن التي يعتمد عليها أهل السنة والجماعة في نظرتهم، ومن ثم التطرق إلى الشورى في الواقع العملي بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وما حدث بعده من انقلاب.
قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) آل عمران/159.
وقال تعالى: (فإذا أرادا فصالاً عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله وعلموا أن الله بما تعملون بصير) البقرة/233.
وقال تعالى: (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلوة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون). الشورى/38.
يعتمد أهل السنة والجماعة في نظرية الخلافة على مبدأ الشورى ويرون أن خلافة المسلمين لا تكون إلا بالشورى، وبذلك صححوا خلافة أبي بكر بانتخابه بالشورى في سقيفة بني ساعدة، وترى الخط الثاني وهم الشيعة ضرورة التعيين والتنصيب الإلهي للخليفة حيث لا يمكن ضمان اختيار الأصلح في النظرية الأولى وذلك لأن قضية الشورى تتأثر بانفعالات الناس وعواطفهم وتوجهاتهم الفكرية والنفسية وانتماءاتهم العقائدية والاجتماعية والسياسية، كما تحتاج إلى مستويات من النزاهة والموضوعية والتحرر من المؤثرات الشعورية واللاشعورية، وذلك يقولون لا بد لرسول الله (ص) من وصية واضحة في شأن الخلافة، وادعت أن رسول الله (ص) نص على خليفته بل خلفائه من بعده، وعلى ذلك قالوا بخلافة علي بن أبي طالب (ع) وأن الشورى التي نزل بها القرآن إنما جاءت في بعض المواضيع التي تخص ممارسة الحكم لا تعيين الحاكم الذي هو منصب إلهي.
وبما أنه انحصر الخلاف بين هذين الخطين، فإذا ثبت بطلان أحدهما ثبت صحة الآخر، مما يترتب عليه صحة أو بطلان خلافة الخليفة سواء كان أبا بكر ومن خلفه من خلفاء أو علياً (ع) ومن خلفه من أوصياء.
ولقد اعتمد أهل الشورى اعتماداً عظيماً في إقامة نظريتهم على الآيات القرآنية التي توجنا بها صدر البحث فهي العمدة في الباب.
فإذا رجعنا إلى الآيات يتضح لنا أن الشورى تتصور على نحوين:
آ ـ إما أن يكون موضوع الشورى الذي يراد الاستشارة فيه أمر جزئياً في نطاق ضيق ومحدود كموضوع فطام الطفل الرضيع كما تشير إليه الآية (فإن أرادا فصالاً..) وهذا النوع من الشورى ليس محل النزاع ولذا نغض الطرف عن مناقشته.
ب ـ وإما أن يكون موضوع الشورى الذي يراد الاستشارة فيه أمرأ كلياً وعاماً يهم كل المسلمين كإعلان الحرب على العدو أو انتخاب خليفة للمسلمين.. الخ.
ولا شك ولا ريب في أنه لا بد الرجوع في مثل هذه الموضوع إلى الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)، إذ لا يعقل أن تتم هذا الشورى وليس للرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فيها رأي، بل من القبيح عرفاً والعصيان شرعاً أن تتم الشورى بدون الرجوع إلى من يحل محله وهو ولي الأمر (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء/83.
وهذا النوع من الشورى حسب الآية (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل..) لها ثلاثة أركان:
1ـ ضرورة وجود مستشارين حتى تتم الاستشارة وهذا يدل عليه لفظة (هم) في (وشاروهم).
2ـ وجود مادة التشاور وموضوعها لكي تقوم هذه الشورى.
3ـ ولي امر الشورى، والأمر في النهاية منوط برأيه، وهذا يدل عليه ضمير تاء المخاطب في (فإذا عزمت فتوكل..) ولا إشكال أنه إذا كان الموضوع أمراً كلياً يخص كل المسلمين فإن الذي له حق الحسم إنما هو ولي أمر المسلمين.
ولا يمكن للشورى الشرعية بالصيغة الإسلامية أن تتم بانهدام ركن من الاركان الثلاثة، لأنه
إما أن يكون ولي الأمر موجوداً والمستشار موجوداً ولا يكون هناك موضوع للشورى فلا تنعقد هناك المشاورة أصلاً إذ لا أمر هناك حتى يتناقش ويتشاور فيه،
وإما أن يكون ولي الأمر موجوداً وهنا يتغير العنوان من الشورى إلى النص أو الأمر.
وإما أن تكون الجماعة المستشارة موجودة وموضوع الشورى موجداً وولي الأمر غير موجود وهنا لا تقع الشورى بصيغتها الشرعية التي تقررها الله في كتابه حين فرض على الشورى قيِّماً وبصراحة للآية التي أكدت أن الأمر في النهاية منوط بولي الأمر (فإذا عزمت فتوكل على الله).
ويمكن أن يستشكل ويقال: إن هذه الآية (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل..) هي مختصة برسول الله (ص) فلا يلزم وجود ولي الأمر في الشورى ولا مانع من انعقاد الشورى دون ولي الأمر فيها بدلالة الآية و(وأمرهم شورى بينهم) إذ ظاهر الآية ليس فيها ولي أمر يعزم ويتوكل كما في الآية الأولى.
ويدفع هذا الإشكال بما يلي:
1ـ إن كل ما ثبت لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) من حق الطاعة يثبت لولي الأمر بدليل قوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وبذلك يتضح أن ذات طاعة ولي الأمر هي طاعة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لوجود العطف على سبيل الجزم، كما استخدم لفظاً واحداً لكليهما (أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..) فلو أنه استخدم لفظة أطيعوا مرة ثالثة لأولي الأمر لصح القول أن هناك اختلافاً الطاعتين.
2ـ إن كيفية الشورى التي قررها الله في الأمور الكلية التي تخص جميع المسلمين هي كيفية واحدة (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل..) والإتيان بكيفية أخرى يستلزم الدليل الشرعي والاستدلال بآية (وأمرهم شورى بينهم) على كيفية ثانية من الشورى غير تامة.
إذ يرد عليها بأن هذه الآية ـ وبلا إشكال وخلاف ـ نزلت على رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) بمعنى أنها نزلت وهو حي بين ظهراني المسلمين، والعقل والشرع يمنعان أن يتشاور المسلمون على أمر كلي يخص المسلمين دون وجود الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) بينهم ورجوعهم إليه، فهذا قبيح وبعيد جداً، مما يدل أنه لا بد أن يكون معهم وأن الضمير هم في (وأمرهم شورى...) شامل لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)، وبالإضافة على ذلك فإن صيغ الآيات تتحدث عن صفات المؤمنين الفائزين (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما زرقناهم ينفقون) الشورى/ 36ـ37.
ومما لا شك فيه أن أفضل مصداق للمؤمنين هو رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فلا ريب أن رسول الله ) صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) أحد هؤلاء، وإذا ثبت أن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ضمن هذه الشورى علمت أن أمر الشورى في الآية راجع إلى رسول اله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ولا تتم إلا بعزيمته (فإذا عزمت فتوكل..)
وعليه فإن هذه الشورى هي ذاتها الكيفية الأولى، وكل ما هنالك في آية (وأمرهم شورى بينهم..)مجملةوعامة وأن آية (وشاروهم في الأمر وإذا عزمت فتوكل..) هي شارحة ومفصلة لها.
بعد أن بينت هذا اضيف إليه على الفور أننا نصل الى نتيجة محصورة في ما لو التزمنا بأن آية (وشاورهم في الأمر..) مختصة برسول الله دون أولي الأمر، لأن الشورى عندئذ لا تتم إلا بوجود رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فإذا مات فلا شورى بسبب عدم وجود ركن أساسي فيها وهو رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)،
أما إذا لم نلتزم بانحصار الآية في رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وحده اعتبرنا أنها تتعدى إلى أولي الأمر، فتكون الشورى موجودة وشرعية بشرط وجود ولي الأمر فيها وله ما لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) من حقوق في الشورى لأنه يحل محله، فيكون معنى (وأمرهم شورى بينهم) أي لا يعقدون أمراً دون مشاورة الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وأولي الأمر فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم كما قال تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم..).
وعلى كلا الرأيين تقع نظرية الشورى في تنصيب الخليفة بمأزق ومحذور يستلزم بطلانها،
فعلى الرأي الأول: وهو أن آية (وشاورهم في الأمر..) مختصة برسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا(، فمن المعلوم أن الشورى التي انعقدت لتنصيب الخليفة الأولى إنما كانت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)فبالتالي هي شورى غير شرعية بحكم الإسلام وبمنظور الرأي القرآني، وكل ما ينتج عنها غير شرعي، ومنها تنصيب الخليفة الأول كما دلت كتب التاريخ والروايات على كيفية تنصيبه فيما يسمونه سقيفة بني ساعدة، وقد ذكرها الذهبي في تاريخه، كما جاءت هذه الحادثة برواية عمر بن الخطاب في كتاب صحيح البخاري كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا، كما ذكرها الطبري في تاريخه عند ذكره لحوادث سنة 11 هـ، ج2، وابن الأثير، وابن قتيبة في تاريخ الخلفاء، ج1 وغيرها من مصادر التاريخ المتعددة.
وعلى الراي الثاني، أي أن آية (وشاورهم..) منعقدة برسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) أو من يحل محله وهو ولي الأمر، فإن الشورى الشرعية لا تنعقد الا بولي الأمر وولي الأمر لا ينصب إلا بالشورى الشرعية فهذا دور والدور باطل، إذ لا يمكن انعقاد الشورى الشرعية إلا بعد وجود ولي الأمر ولا يمكن أن يوجد ولي الأمر إلا بعد انعقاد الشورى الشرعية، وهذا الأمر متوقف على نفسه فلا يمكن انعقاد الشورى الشرعية إلى أبد الآبدين،
اللهم إلا أن يقال أن هناك ولي أمر معين من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) سبق وجوده الشورى، وهذا تسليم بنظرية النص التي تدعيها مدرسة أهل البيت أو الخط الثاني.
وربما يقال أنه ليس من الضروري وجود ولي أمر في الشورى بل يكفي فقط وجود صاحب الشورى أي المشاور ولا يشترط فيه أن يكون ولياً، وان استشكلت فان ضمير عزمت يدل على حق المشاور في الحسم مما يدل على أنه ولي في أمر الشورى فربما أمكن رد الإشكال إن عزمت بمعنى عزم على ما وصلت إليه الشورى في تنفيذ أمرها.
وفيه: إن الظاهر غير ذلك حيث الأظهر من الآية هو ثبوت حق الحسم بالنسبة إليه، وبمعنى آخر إن الكلام يستقيم فيما لو كان رأي المستشارين واحداً ولكن إذا اختلفت آراء المستشارين فكيف ينحسم أمر الشورى؟
فإن قال صاحب الإشكال بالأكثرية...................................................................... ................ فأين الدليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بل إن الله تعالى ذم الأكثرية في كثير من الآيات (.. أكثر من في الأرض يضلونك)، بل إن قوله هذا يخالف صريح الآية التي توكل أمر العزم إلى المشاور عند تردد الآراء، فإن سلمنا بذلك فقد خرج من صفة المشاور إلى صفة الولي على هذه الشورى، وحتى لو اتفقت آراء المشاورين على رأي فهو له حق العزم وعدمه، نعم كل ما هنالك أنه لا يستطيع العزم بأمر مخالف لرأي المستشارين وهذا لا يسلبه صفة الولاية.
ومما سبق يتضح نظرية الشورى تقع بين محذورين.
آ ـ اما أن الشورى انعقدت دون رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وولي الأمر، وهذه شورى باطلة غير شرعية، والقول الذي يقول بإمكانية الشورى من دون الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وأولي الأمر بحاجة إلى دليل شرعي ولا دليل عليها.
ب ـ وإما أن الشورى تمت بوجود ولي أمر يرجعون إليه، وهذا يتصور على وجوه ومن هذه الوجوه
-1 إما أن يكون ولي الأمر هذا نصب نفسه بنفسه لولاية أمر المسلمين، فهذا سلوك لا مسوغ له شرعاً، وهو مصادرة غير مشروعة لحقوق المسلمين، فكيف تجب طاعته شرعاً على جماعة المسلمين إذا عزم على أمر بعد الشورى؟.
2ـ وإما أن تكون هناك معية صغيرة ولته أمر المسلمين فنقع في نفس المحذورين اللذين تكلمنا عنهما، اذ كيف ولوه؟ فيقع على هذه الصورة ما وقع على نظرية الشورى من إشكالات إضافة إلى مشروعية التساؤل ما هو المسوغ الشرعي لطاعة هؤلاء وأين الدليل؟!
3ـ أن يكون الله ورسوله نص عليه ونصبه لولاية الأمر فلا حاجة حينها للشورى إذ لا يمكن مخالفة الله ورسوله، وهذا الرأي عينه نظرية النص فانتفت الشورى، وعلى أثرها انتفت وبطلب خلافة الأول.
وبهذا يتضح جلياً بطلان نظرية الشورى في تعيين الخلافة من كل الوجه،
ونبغي صرف موضوع الشورى في الآيات القرآنية إلى وجوه غير تصيب ولي أمر المسلمين، كالاستشارة في أساليب الحكم والحرب.. الخ.
كما هو سياق الآية (وشاورهم).
ولم يبق لهم باب، اللهم إلا أن يدعوا أن الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) نصا على خلافة الأول،
وهذا ما لم يدَّعه أبو بكر نفسه إذ لو كان لاحتج به على الانصار في سقيفة بني ساعدة وأن الله لم يأمنهم على أساليب الحرب التي لم تخرج الاستشارة من إطارها.
ومما يتضح أيضاً من آية الشورى كما يستفاد من سياق الآية وكما بينته الروايات التي توضح استشارة الرسول لأصحابه في الحرب، حتى أناط أمر الشورى برسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فكيف أمنهم على أمر أكبر وهو استخلاف خليفة لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)، فإذا لم تأمن إنساناً في إدارة مائة دينار حتى تجعل له وصياً ومرشداً، فكيف تأمنه على ألف دينار. إن هذا قبيح في حق الإنسان العالم، وهو أشد قبحاً في حق الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا).
ثم كيف يعقل أن الله يوكل الأمر إلى الأمة في اختيار خليفتها، والله ورسوله قد انذرا بوقوع انقلاب مباشر بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتهم على أعقابكم..)؟ وإذا تأملت في الآيات يتضح لك أن المخاطبين هم من المسلمين إذ لا معنى لانقلاب الكافر ولا يمكن حملها على مسيلمة الكذاب لأن انقلابه كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا).
وكيف يعقل أن يترك الله ورسوله الأمر سدى بين المسلمين وهو يعلم وقوع الفتن بينهم دون تعيين راع ووال يرجعون إليه، والتاريخ خير شاهد على ذلك حيث كان فقدان ولي الأمر سبب الفتن التي حدثت بين المسلمين حيث امتد الانحراف حتى تأمر على المسلمين فسّاقهم وفسادهم ومن لم يكنله حياء ولا خلق ولا دين.
ولكي نزداد يقيناً نرجع بعقارب الساعة عبر مصادر التاريخ 14 قرناً ونتوقف قليلاً عند الأمويين والعباسيين الذي تسلطوا على رقاب الناس حقباً من الزمن، لكي نتعرف على أمرائهم وحكامهم وكيف كانوا يتجاهرون بشرب الخمر وكيف كانوا يلاعبون الكلاب والقرود بعدما يكسونها من صافي الحرير والذهب، وغير ذلك من فضائح الحكام التي يستحي القلم أن يخطها بين السطور.
وهذا مما يدلل على مساؤئ الاختيار، وعقم النظرية من أساسها، لان من نختاره اليوم قد ننقم عليه غداً، ثم لا نقدر على عزله بعد توليته، وقد حاول المسلمون جهدهم عزل عثمان فأبى قائلاً: (لا أنزع قميصاً قمصنيه الله).
وبعدما أثبتنا بُعد الدليلين اللذين استدلت بها الطائفة الأولى الذين هم السنة والجماعة، والتي اعتمدت الشورى كمبدأ سياسي في اختيار الخليفة لادارة أمور المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)وتبين لنا بعدهما عن مقام القيادة والخلافة.
نرجع ونغض أعيننا ونتجاهل إلى حد الغفلة ونسلم بحجية هذين الدليلين في موضوع الخلافة والقيادة، فهل يشفي ذلك التجاهل والتغافل والتسليم سقم هذه النظرية التي يواجهها (الغموض التشريعي) في كل ما يتعلق بالأطر والأساليب التنفيذية لمضمونها؟
إن هذين الدليلين لا يقوِّمان انحناء ولا يسدان ثغرة من متطلبات هذه النظرية العميقة المتعددة الأطراف، حيث تحتاج إلى تحديد وتفصيل لمعناها، كما يفقد النصان المشار إليهما موازين الشورى ومقاييسها وكيفية ضبطها، إضافة إلى أنها تحتاج في تطبيقها إلى أدوات تنفيذية ووسائل تطبيقية.
ونحن لا نجد في الأحاديث والروايات المأثورة ولا في سيرة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) أنه قد طرح هذا المبدأ وألزم الأمة بتنفيذه،
ولو كان قد فعل ذلك لوجدنا رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قد حدد معالمها الواضحة أو أن يكون مارس إعداداً فكرياً وروحياُ وسياسياً للتعاطي مع هذا المبدأ.
وعلى الأقل يكون قد هيأ نماذج متعددة مؤهلة لتولي زعامة التجربة وقيادتها والإشراف على التشريع وتنفيذه،
وكما قدمنا تخلو الأدلة عن ملأ هذه الفراغات. فأين تذهبون وكيف تحكمون!
**************************************
********************
********
ثانياً: بحث عن الشورى في الواقع العملي (التنفيذي)
روى حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (ص) انه قال ( الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (ص) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي ) مناقب العترة ، وكتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي : 130
الشورى وسقيفة بني ساعدة:
ذكر المؤرخون أن خلافة أبي بكر كانت عن طريق ترشيحه في سقيفة بني ساعدة، وهي في الواقع الشرعية الأساسية التي يرتكز عليها أبو بكر في خلافته للمسلمين، فلا يمكن أن يلتزم المسلم بخلافته إلا إذا التزم وآمن بالسقيفة واعتبرها الكيفية الوحيدة التي يمكن من خلالها تعيين خليفة المسلمين، وبما أننا في البحث السابق أثبتنا بطلان نظرية الشورى كوسيلة لتنصيب خليفة المسلمين، أحببنا في هذا المقام أن تستعرض حادثة السقيفة، التي هي التطبيق الخارجي لنظرية الشورى حتى نستكشف مدى نزاهتها، ومن ثم يترتب على ذلك الالتزام بها أو عدم الالتزام.
السقيفة في تاريخ الطبري:
ذكر الطبري هذه الحاثة بشكل مفصل في تاريخه ج2 مطبعة الاستقلال بالقاهرة سنة 1358 هـ ـ 1939م، ننقل منه مختصراً على قدر الحاجة من ص455 ـ ص460، كالآتي:
اجتمعت الأنصار (الانصار) في سقيفة بني ساعدة، وتركوا جنازة الرسول يغسله أهله، فقالوا: نولي هذا الأمر بعد محمد، سعد بن عبادة. ,أخرجوا سعداً إليهم وهو مريض.. فحمد الله وأثنى عليه، وذكر سابقة الأنصار فيالدين وفضيلتهم في الإسلام، وأعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لأعدائه، حتى استقامت العرب وتفي الرسول وهو عنه راض، وقال: استبدوا بهذا الأمر دون الناس فأجابوه بأجمعهم أن قد وفقت في الرأي، وأصبت في القول، ولن نعدو ما رأيت، نوليك هذا الأمر. ثم إنهم ترادوا الكلام بينهم، فقالوا: فإن أبت مهاجرة قريش(المهاجرين) فقالوا: نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده؟ فقالت طائفة منهم: فإنا نقول إذا: منا أمير ومنكم أمير.
فقال سعد بن عبادة: هذا أول الوهن.
سمع أبو بكر وعمر بأمر الأنصار، فأسرعا إلى السقيفة مع أبي عبيدة بن الجراح وانحاز معهم أسيد بن حُضير وعويم بن ساعدة وعاصم بن عدي من بني العجلان. تكلم أبو بكر ـ بعد أن منع عمر من الكلام ـ فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرسول دون جميع العرب، وقال: (فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول، وهم أولياؤه وعشيرته وأحق الناس بهذا الأمر من بعده، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم) ثم ذكر فضيلة الأنصار، وقال: (فليس بعد المهاجرين الأولين أحد عندنا بمنزلتكم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء).فقال الحباب بن المنذر وقال: يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلّكم ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم، وينتقص عليكم أمركم. فإن أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمناً أمير ومنهم أمير.
فقال عمر: هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن واحد والله لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، وولي أمورهم منها، ولنا على من آمن الحجةالظاهرة والسلطان المبين، من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة؟!
فقام الحباب بن المنذر وقال: يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبواعليكم ما سألتموهم فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور، فأنتم والله أحق بهذا الأمر منهم فإنه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به، أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب. أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة.
قال عمر: إذاً يقتلك الله.
قال: بل إياك يقتل.
فقال أبو عبيدة: يا معشر الأنصار، إنكم كنتم أول من نصر وآزر فلا تكونوا أول من بدّل وغير.
فقام بشير بن سعد الخزرجي أبو النعمان بن بشير فقال: يا معشر الأنصار إنا والله لان كنا أولي فضيلة في جهاد المشركين، وسابقة في هذا الدين، ما أردنا به إلا رضا ربنا وطاعة نبينا والكدح لأنفسنا فما ينبغي لنا أن نستطيل على الناس بذلك، ولا نبتغي به من الدنيا عرضاً فإن الله ولي النعمة وولي، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبداً فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم.
فقال أبو بكر: هذا عمر، وهذا أبو عبيدة، فأيهما شئتم فبايعوا.
فقالا: والله لا نتولى هذا الأمر عليك.. الخ وقام عبد الرحمن بن عوف، وتكلم فقال: يا معشر الأنصار إنكم وإن كنتم على فضل، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي، وقام المنذر ابن الأرقم فقال: ما ندفع فضل من ذكرت، وإن فيهم لرجلاً لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد ـ يعني علي بن أبي طالب (ع).
(فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع إلا علياً).
(قال عمر: فكثر اللغط اللغط اللغط وارتفعت الأصوات حتى تخوفت الاختلاف فقلت: ابسط يدك لأبايعك، فلما ذهبا ليبايعاه، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه، فناداه الحُباب بن النذر: يا بشير بن سعد عَققَت عقاق! أنفست على ابن عمّك الإمارة؟
فقال: لا والله، ولكني كرهت أن أنازع قوماً حقاً جعله الله لهم ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعوا إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة، قال بعضهم لبعض ـوفيهم أسيد بن حضير وكان أحد النقباء ـ: والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبدأ، فقوموا فبايعوا أبا بكر.
فقاموا إليه فبايعوه، فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا اجتمعوا له من أمر... فأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر وكادوا يطأون سعد بن عبادة.
فقال أناس من أصحاب سعد: اتقوا سعداً لا تطأوه.
فقال عمر: اقتلوه، قتله الله.
ثم قام على رأسه فقال لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك.
فأخذ قيس ابن سعد بلحية عمر فقال: والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفيك واضحة.
فقال أبو بكر: مهلاً، يا عمر! الرفق ها هنا أبلغ.
فأعرض عنه عمر.
وقال سعد: أما والله، ولو أن بي قوة، أقوى بها على النهوض لأسمعت مني في أقطارها وسككها زئيراً يحجرك وأصحابك، أما والله إذاً لأحلقنك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع. احملوني من هذا المكان، فحملوه فأدخلوه في داره.
لا تحتاج هذه الحادثة إلى شرح وتعليق فهي بنفسها تكشف عن كيفية تولي أبي بكر للخلافة.. وأنها بعيدة كل البعد عن الشورى، فالشورى لا تنسجم مع هذا الريب المكاني حيث تقع سقيفة بني ساعدة في مزرعة خارج المدينة، ولكان مسجد رسول الله (ص) أولى بانعقاد هذا الأمر فيه، فإنه محل اجتماع المسلمين وموضع المشاورة في أمور الدنيا والدين، هذا بالإضافة إلى الريب الزماني حيث ما زال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) مسجى لم يُوراى جسده الطاهر في التراب، فكيف سمحت لهم نفوسهم أن يتركوه في هذه الحال ليتنازعوا في أمر الخلافة، وأقطاب الصحابة وأعاظمهم مشغولون برسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا).
فهل هناك عاقل يسمي هذا الأمر شورى؟!
وفي الواقع إن القوم لم يبحثوا عن الخلافة الإسلامية الرشيدة التي عن طريقها تصان وحدة المسلمين وكينونتهم، فكلماتهم كاشفة عن هذا الأمر.
فقول سعد: استبدوا بهذا الامر دون الناس،
أجابوه: أن قد وفقت في الرأي وأصبت في القول، ولن نعدوا ما رأيت.
وقول عمر: من ذا ينازعنا سلطان محمد وإمارته.
وقول الحباب: املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقاله هذا وأصحابه فيذهب بنصيبكم من هذا الأمر.
...))))))) فهذه الكلمات كاشفة عن نفسية القوم، فهم لا يريدون إلا سلطة وسلطاناً.
بالإضافة للكلمات الحادة التي وقعت بين الصحابة الذين تعب رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ثلاثة وعشرين عاماً في تربيتهم، فمثلاً قول عمر للحباب: قتلك الله وقول الحباب: بل إياك يقتل، أو قول عمر لسعد: اقتلوه قتله الله. وقوله: لقد هممت أن أطأك حتى تندر عضوك، أو قول قيس بن سعد لعمر وهو ماسك بلحيته: والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة.
ثم انظر إلى كلماتهم واحتجاجاتهم على بعضهم البعض، فهي احتجاجات واهية بعيدة عن الصواب، فاحتجاج عمر مثلاُ ـ وهو أقوى الاحتجاجات: (((لا ترضى العرب أن يؤمروكم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم، وولي أمرهم منهم))).
*** فإذا كان العرب لا يرضون بإمارة من هو بعيد عن النبي، فبالأولى أن ترضى بإمارة من هو أقرب من رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وهو علي بن أبي طالب (ع)، ولذلك قال أمير المؤمنين (ع): (احتجوا بالشجرة وتركوا الثمرة) (شرح النهج لابن أبي الحديد ج2 ص2 ).
*** وإذا كانت العرب لا ترضى بإمارة علي (ع) فبالأولى أن لا ترضى بإمارة رجل من قبيلة تيم، فإذا كانت هذه حجتهم فلعلي (ع) الحجة البالغة.
.. قال أبو بكر الجواهري في احتجاج علي (ع): (وعلي يقول: (أنا عبد الله وأخو رسول الله) حتى انتهوا به إلى أبي بكر، فقيل له: بايع، فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم لا بايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من رسول الله، فأعطوكم المقادة وسلموا إليكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار، فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم وإلا فبؤوا بظلم وأنتم تعلمون فقال عمر: إنك لست متروكاً حتى تبايع..
فقال له علي: احلب له يا عمر حلباً لك شطره، اشدد له اليوم أمره ليرده عليك غداً. لا والله لا أقبل قولك ولا أتبعك)شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2 ص2ـ5(.
فحاولوا بعدة طرق أن يكسبوا علياً (ع)،
فقد حاولوا يوماً أن يغيروا العباس فقالوا أعطوه نصيباً يكون له ولعقبه من بعده فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب وتكون لكم حجة على علي إذا مال معكم ) الإمامة والسياسة، لابن قتيبة ج2 ص14، تاريخ اليعقوبي ج2 ص124ـ125 (... وجاء في رد العباس: (فأما ما قلت إنك تجعله لي، فإن كان حقاً للمؤمنين فلس لك أن تحكم فيه، وإن كان لنا فلم نرضى ببعضه دون بعض؟! وعلى رسلك فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها) )تاريخ اليعقوبي ج2 ص124(.
وعندما لم ينجح هذا لاأسلوب لجأوا إلى أسلوب الإكراه.
قال عمر بن الخطاب: وإنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه أن علياً والزبير ومن معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة)مسند أحمد ج1 ص55، الطبري ج2 ص466، ابن الأثير ج2 ص124، ابن كثير ج5 ص246(.
فبعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فاقتلهم.
فأقبل ـعمر بن الخطاب ومن معه ـ بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيتهم فاطمة فقالت:
يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟!
قال: نعم، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة (العقد الفريد لابن عبد ربه ج3 ص64، وأبو الفداء ج1 ص 156(
وفي أنساب الأشراف:
فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة:
يا ابن الخطاب أتراك محرقاً عليَّ بابي؟!
قال نعم)أنساب الأشراف ج1 ص586، كنز العمال ج3ص140، الرياض النضرة ج1 ص167).
وقد عد المررخون من الرجال الذين تعدوا على دار فاطمة لإحراقها:
1ـ عمر بن الخطاب.
2ـ خالد بن الوليد.
3ـ عبد الرحمن بن عوف.
4ـ ثابت بن قيس بن شماس.
5ـ زياد بن لبيد.
6ـ محمد بنمسلم.
7ـ زيد بن ثابت.
8ـ سلمة بن سلامة بن وغش.
9ـ سلمة بن أسلم.
10ـ أسيد بن حضير.
قال اليعقوبي: فأتوا في جماعة حتى هجموا على الدار ـ إلى قوله وكُسر سيفه ـ أي سيف علي ودخلوا الدار(اليعقوبي ج2 ص126).
وقال الطبري: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فخرج عليه الزبير مسلطاً بالسيف، فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه (الطبري ج2 ص443ـ 446، عبقرية عمر للعقاد ص173).
ورأت فاطمة ما صنع بهما ـ أي بعلي والزبير ـ فقامت على باب الحجرة وقالت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله)شرح النهج لابن أبي الحديد ج1 ص143، ح2 ص2ـ5(
ولهذا ولمنع فاطمة إرثها ومصائب أخرى، غضبت فاطمة، ووجدت على أبي بكر فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت، وعاشت بعد النبي ستةأشهر...! فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر )البخاري ج 5 ص 177، ج4 ص 96( ـ أي لم يحضر جنازتها.
وفي رواية أنها قالت له:
والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها)الإمامة والسياسة ج 1 ص 25).
ولهذا قال أبو بكر في مرض موته:
أما إني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن، وددت أني تركتهن ـ إلى قوله: فأما الثلاث التي فعلتهن: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب (الطبري ج2 ص 619، ومروج الذهب ج 1 ص 414، والعقد الفريد ج3 ص 69، وكنز العمال ج 3 ص 135، والإمامة والسياسة ج 1 ص 18 وتاريخ الذهبي ج 1 ص 388 )
وفي اليعقوبي: وليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على الحرب )تاريخ اليعقوبي ج2 ص 115(.
وفي هذا يقول حافظ إبراهيم:
وقولة لعلي قالها عمر
أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرّقت دارك لا أبقي عليك بها
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها
أمام فارس عدنان وحاميها
(من ديوان حافظ إبراهيم ط. المصرية).
وهنا لا يسعني ان اتكلم بكلام افضل من كلام سيدي الامام احمد الحسن ع وهو يرد على حافظ ابراهيم وامثاله
في (كتابه الجواب المنير ج2 ص 88 ) قائلا:
(وانا اقول لحافظ ابراهيم
صدقت في هذا ماكان احد يجرأ على حرق بيتفاطمة (ع)
لانهبيت محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
الا عمر ابو حفصة
وصدقت ياحافظ ابراهيم عندما وصفت عمر في صدر بيتك :
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها **** بنعمة الله حصنا من أعاديها
فانت صادق في هذا فقد كان عمر اعدى اعداء
رسول الله
(صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
ولكن متى كان عمر حصنا من اعاديها هل عندما فر في احد وهو يصرخ بالمسلمين ويخذلهم عن نصرة رسول الله وترك رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وعلي (ع) في ارض المعركة
ام لما رجع عن فتح خيبر خوفا من اليهود وهو يجبن اصحابه
ام انك تراه حصنا من اعاديها لما هجم على بيتفاطمة بنت محمد
(صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
وعصرها خلف الباب واسقط جنينها وضربها واراد حرق دارها
نحن لم نسمعان عمر بارز الفرسان او قتل الشجعان من كفار قريش وغيرهم
ولكننا سمعنا وايقنا ان عمر قتل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وجنينها المحسن (ع) والله تعالى يقول ( قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(الشورى: 23)
فهل من عاقل فينقذ نفسه من النار)
(الجواب المنير ج2 ص88)
وقد تطور الأمر أكثر من ذلك، عندما هددوا علياً (ع) بالقتل، فقد أخرجوا علياً (ع) مكرهاً من بيته وذهبوا به إلى أبي بكر وقالوا له: بايع،
فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟
قالوا: إذن والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك.
فقال: إذن تقتلون عبد الله وأخا رسول الله) الإمامة والسياسية ج1 ص19(.
فبهذه الطريقة التي بدأت فيها الخلافة بالغلبة وانتهت بالإكراه والتهديد بالقتل، لا يمكن أن تكون مصداقاً لنظرية الشورى.
وعندما شعر أبو بكر وعمر بقبيح ما صنعوا، جاءوا للاعتذار من فاطمة، ولكن بعد فوات الأوان.
قالت لهم فاطمة: (أرأيتكما إن حدثتكما حديثاً عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به؟
قالا: نعم؟
فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: (رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني).
قالا: نعم، سمعناه من رسول الله.
قالت: إني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
وقالت وهي تخاطب أبا بكر: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها...) ( الإمامة والسياسية ج1 ص19(.
وهكذا لم يستحق أبو بكر خلافة المسلمين بالشورى، فإن الشورى باطلة نظرياً، ولم يكن لها وجود في الواقع الخارجي، فإذا تجاوزنا وسلمنا بأن بأن أبو بكر أتى إلى الخلافة عن طريق الشورى، وأن الشورى هي الطريق الوحيدة لذلك، فكيف حق له أن ينصب عمراً خليفة من بعده.
وبذلك يكون أبو بكر وخلافته أما م محظورين:
الأول: أن تكون الشورى هي الطريق الذي جعله الله لتنصيب الخليفة فيكون أبو بكر عاصياً لأمر الله لمخالفته هذا الأمر وتنصيبه لعمر.
الثاني: أن لا تكون الشورى أمراً إلهياً. فتكون خلافة أبي بكر غير شرعية، لأنها أتت بالشورى التي لم يأمر بها الله.
وبالتبع تكون خلافة عمر وعثمان غير شرعة،
ما عدا الإمام علي (ع) فقد أجمعت الامة جميعها على مبايعته بالخلافة بعد مقتل عثمان فضلاً عن النص على خلافته وإمامته من الله ورسوله، فإن كانت هناك شورى فهي لعلي (ع) وإن كان هناك تنصيب فهو لعلي (ع).. كما تواترت الاخبار في ذلك.
وهنا لايسعنا الا ان نسال الامام احمد ع سوال عن اية الشورى ولنرى جوابه ع وحكمته
سيدي الامام احمد الحسن عليك وعلى ابائك وابنائك افضل الصلاة والسلام اسئلك عن اية
(وأمرهم شورى بينهم) (الشورى : 38)وهل تتناقض مع حاكمية الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فما هو جوابك سيدي؟؟؟
وياتينا الجواب منه ع قائلا :
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
هذه الآية (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وفي حياة محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وفي حياة محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
فلو كانت في الحكم والحاكم لكان للمسلمين أن يختاروا
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
ولو كانت في الحكم والحاكم لشاور محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) المسلمين في
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
ولو كانت حتى في تنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
فلماذا لم يقبل رسول الله مشورتهم واعتراضهم على صغر سن
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (ص) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (ص) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
ان للقرآن أهله فرحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه وسمع حقا فأذعن.
الامام أحمد الحسن ع (الجواب المنير ج 2السوال 15)
ولإتمام الفائدة نختم هذا البحث بهذه المناظرة ليتبين الحق من الباطل :
قيل لعلي بن ميثم: لِمَ قعد علي (ع) عن قتالهم؟
قال: كما قعد هارون عن السامري وقد عبدوا العجل)أي حرص على عدم تفريق الامة والأعداء من حولها يتربصون بها الدوائر كما حرص هارون على عدم تفريق بني إسرائيل (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) (طه/94 ) ).
كان كهارون حيث يقول: (ابن أم إن القوم استضعفوني) الأعراف/150.
وكنوح إذ قال: (إني مغلوب فانتصر) القمر/10.
وكلوط إذ قال: (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) هود/80.
وكموسى وهارون، إذ قال موسى: (رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي)المائدة/25.
وهذا المعنى قد أخذه من قول أمير المؤمنين لما اتصل به الخبر أنه لم ينازع الأولين. فقال (ع): لي بستة من الأنبياء أسوة أولهم خليل الرحمن إذ قال: (وأعتزلكم وما تعبدون من دون الله) مريم/48.
فإن قلتم: إنه اعتزلهم من غير مكروه فقد كفرتم.
وإن قلتم: إنه اعتزلهم لما راى المكروه فالوصي أعذر.
وبلوط اذ قال: (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد).
فان قلتم: إن لوطاً كانت له بهم قوة، فقد كفرتم،
وإن قلتم: لم يكن له بهم قوة، فالوصي أعذر.
وبيوسف إذ قال: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه).
فان قلتم: طلب السجن بغير مكروه يسخط الله، فقد كفرتم.
وإن قتلم: إنه دعي إلى ما يسخ الله فالوصي أعذر.
وبموسى إذ قال(فررت منكم لما خفتكم) الشعراءم21.
فإن قلتم: إنه فر من غير خوف فقد كفرتم.
وإن قلتم: فر منهم لسوء أرادوه به، فالوصي أعذر.
وبهارون إذ قال لأخيه: (ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني).
فإن قلتم: لم يستضعفوه فقد كفرتم
وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.
وبمحمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) إذ هرب إلى الغار وخلّفني على فراشه ووهبت مهجتي لله.
فإن قلتم: إنه هرب من غير خوف أخافوه فقد كفرتم.
وإن قلتم: إنهم أخافوه فلم يسعه إلا الهرب إلى الغار فالوصي أعذر.
فقال الناس: صدقت يا أمير المؤمنين
)مناظرات في الإمامة، المناقب لابن شهر أشون ج2 ص270( .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
*************************
*******************
ثالثاً: بحث عن الصحابة ودلالة وآية الإنقلاب
وبعد ما عرفناه من خلال البحث السابق عن الشورى وما الت اليه القوم وعرفنا ان الشورى ليس ما يدعونه هم وان الله سبحانه وتعالى ورسوله محمدالمصطفى (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) لم يترك الامة من غير وصي بعده معين من الله سبحانه وتعالى وهو الامام علي ابن ابي طالب ع
ناتي في بحثنا هذا ونعرف ماذا حصل
عند وفاة النبي ومن خلال ما يرويه لنا الامام احمد الحسن ع قائلا :
قال تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران:144 .
وخير من يصف ما حدث بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
هي الزهراء (ع) ، اقرب الخلقإلىرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ، حيث قالت في خطبتها في مسجد النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
بعد وفاته :-
( ...فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ، ومأوى اصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الاقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللعزة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، واحشمكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل والرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لما يقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين) (الاحتجاج ج1 ص136)
ولما جاءت نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها ، قلن لها كيف أصبحت عن علتك فقالت :-
(أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم ، لفظتهم قبل أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد ، وخور القناة ، وخطل الرأي ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم ، أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون لا جرم لقد قلدتم ربقتها ، وشننت عليهم غارها فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين ، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين . وما نقموا من ابي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عز وجل . والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (ص) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيراً سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولا وردهم منهلاً نميراً فضفاضاً ، تطفح ضفتاه . ولا صدرهم بطاناً قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل ، إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .
ألا هلم فاسمع ، وما عشت أراك الدهر العجب ، وأن تعجب فقد أعجبك الحادث . إلى أي سناد استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، استبدلوا الذنابي والله بالقوادم ، والعجز بالكاهل . فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا إنهم هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون ، أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ، أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى . فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ .
أما لعمر الهك لقد لقحت ، فنظره ريثما تنتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا ، وذعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبا ما سن الاولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفساً ، وطامنوا للفتنة جأشا ً، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وزرعكم حصيداً . فيا حسرتي لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت قلوبكم عليكم ، أنلزمكموها وانتم لها كارهون ) (بحار الأنوار ج 43 ص159)
وهكذا قُدم المؤخر ، وأُخر المقدم بعد وفاةالنبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) . واستولى أبو بكر وعمر وأشياعهم على السلطة ، ونُحي وصي رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) علي ابن ابي طالب (ع) وأوذي هو والزهراء (ع) ، وماتت (ع) اثر اقتحام عمر وجماعة من المنافقين دارها ، لإجبار الإمام علي (ع) على مبايعة ابي بكر وضربها بالسوط وضغطها بين الحائط والباب ، حتى كسر ظلعها ، ونبت المسمار في صدرها ، واسقط جنينها . ووردت على أبيها مظلومة ، مقهورة من قوم كانوا يسمعون النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) يقول ما معناه :
( أن الله يغضب لغضب فاطمة ) (عيون اخبار الارضا (ع) : للشيخ الصدوق : ج1 : ص51) .
فتعسا للقوم لما انتهكوا من حرم الله ، واستخفوا بخيرة خلقه :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) البقرة : 17 .
هذا والنبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لم يترك المسلمين في حياته دون أن يوجههم إلى القيادة من بعده ، والى الأوصياء من ولده (ع) ، حيث أمره الله سبحانه بذلك . ولكن لابد من الفتنة للتمحيص ، ولابد من السامري ، ولابد من العجل . قال تعالى :
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) العنكبوت 2-4 .
واني لما أردت أن اختار بعض الروايات عن النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) الدالة على انه ارشد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، والى الأوصياء من بعده وخلفاء الله في أرضه احترت ، أيها اختار لكثرتها ، سواء في كتب الشيعة أو السنة .
وأني وان اقتصرت على القليل منها ، ولكني اسأل الله أن يجعل فيها نصر للدين ، ونفع للمسلمين وتأييد للمؤمنين :-
روى الحافظ محب الدين احمد الطبري وهو من علماء السنة ومحدثيهم في كتاب ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى عن انس قال كان عند النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) طير
فقال : (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير فجاء علي ابن ابي طالب فأكل معه )(أخرجه الترمذي والبغوي في المصابيح وأخرجه الحربي) .
وعن معاذه الغفارية قالت دخلت على النبي (ص) في بيت عائشة وعلي خارج من عنده فسمعته يقول :-
(يا عائشة أن هذا احب الرجال إليَّ وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه واكرمي مثواه ) .
وعن البراء ابن عازب قال : قال النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :- (علي مني بمنزلة رأسي من جسدي) .
وعن المطلب ابن عبد الله ابن حنطب قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لوفد ثقيف حين جاءوا :- ( لتسلمن أو لابعثن عليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي . ليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم ، وليأخذن أموالكم . قال عمر فوالله ما تمنيت الامارة إلا يومئذ ، إذ فجعلت انصب صدري رجاء أن يقول هو هذا . قال فالتفتَ إلى علي فاخذَ بيدهِ وقال هو هذا ، هو هذا)(أخرجه عبد الرزاق في جامعه بوابو عمر النويري وابن سحان) .
وعن انس ابن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :- ( ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعلي نظيري )(أخرجه أبو الحسن الخلعي) .
وعن ابي أيوب قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :- (لقد صلت الملائكة عليَّ وعلى علي ، لانا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا)(أخرجه أبو الحسن الخلعي)
وعن أبي ذر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :- (لما اسري بي مررت بملك جالس على سرير من نور ، وإحدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب ، وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ، ويده تبلغ المشرق والمغرب فقلت يا جبريل: من هذا فقال هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه ، فتقدمت فسلمت عليه فقال وعليك السلام يا احمد ما فعل ابن عمك علي . فقلت هل تعرف ابن عمي علياً قال وكيف لا اعرفه ، وقد وكلني الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك علي ابن ابي طالب فان الله يتوفاكما بمشيئته )(أخرجه الملا في سيرته)
وعن أم سلمه عن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قال :- (من احب عليا فقد احبني ومن احبني فقد احب الله ، ومن ابغض عليا فقد ابغضني ، ومن ابغضني فقد ابغض الله عز وجل )(أخرجه المخلص الذهبي وأخرجه غيره من حديث عمار ابن ياسر وزاد فيه ( ومن تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله)) .
وعن ابن عباس قال : (كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) إذ دخل علي ابن ابي طالب (ع) فسلم رد عليه رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) السلام وقام اليه وعانقه وقبله بين عينيه واجلسه عن يمينه . قال العباس يا رسول الله أتحب هذا فقال رسول الله ياعم والله :الله اشد حبا له مني ، أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا )(أخرجه أبو الخير الحاكمي في الأربعين) .
وعن عمران ابن حصين عن النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قال :- (أن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي)(الاصابة في تمييز الصحابة : لابن حجر : ج4 : ص467) .
وعن ابي رافع قال لما قتل علي أصحاب الالويه يوم أحد قال جبريل (ع) يا رسول الله أن هذه لهي المواساة فقال النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) (انه مني وأنا منه) فقال جبريل (وأنا منكما يا رسول الله )(أخرجه احمد في الناقب) .
وعن أبي الخميس قال قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :- (أُسري بي إلى السماء فنظرت إلى ساقي العرش الأيمن فرأيت كتابا فهمته محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به)(شواهدالتنزيل للحسكاني ج1 ص298 ، المعجم الكبير للطبراني : ج22 : ص200) .
أخرجه الملا في سيرته وعن بريده عنه (ص) (لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي)(المعجم الكبير : ج6 : ص221)
وعلق عليه الطبري واستدل بروايات أن المقصود بالوصايةهي أن النبي أوصي أن يلي غسله علي (ع) . وان تعجب فمن هؤلاء القوم ، يروون كل هذه الروايات ثم يميلون يمينا وشمالا .
وروي عن انس قال كنت عند النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فرأى عليا مقبلا فقال :- (يا انس قلت لبيك قال هذا المقبل حجتي على أمتي يوم القيامة )(أخرجه النقاش) .
وعن البراء ابن عازب قال كنا عند النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) في سفر فنزلنا في غدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) تحت شجرة فصلى الظهر واخذ بيد علي وقال (ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى فاخذ بيد علي وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) ،
قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يابن ابي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنه)
(أخرجه احمد في مسنده : ج4 : ص281) .
وفي مناقب زاد عليه (وانصر من نصره واحب من احبه) وهذا هو حديث الغدير اشهر من نار على علم ومتواتر عن الفريقين ولكن القوم ياولون الولاية مع أن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قرن ولاية علي بولايته (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وولايته (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) بولاية الله سبحانه
وروى الطبري عن عمر انه : (قال لرجل ويحك ما تدري من هذا ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ) (بشارة المصطفى : للطبري : ص362 ، شواهد التنزيل للحاكم : ج1 : ص349) .
وليت شعري إذا كنت تعترف انه سيدك ومولاك فلماذا غصبتم حقه أنت وصاحبك ، وأردت إحراق داره ، بل تآمرتم على قتله أحسداً ، كحسد السامري لهارون (ع) ، وتكبرا كتكبر إبليس على آدم (ع) ؟!
وليت شعري من علم إبليس التكبر ، ومن أغواه وروى الطبري عن سعد ابن ابي وقاص أن النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قال لعلي ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي )(أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما) .
وهذا الحديث اشهر من نار على علم أقول إذا كنتم ترون انه كهارون من موسى فهل عميت عليكم مكانة هارون من موسى أليس القرآن يهتف بكم أن هارون خليفة موسى،(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف:142.
فوالله أن وصايته ووصاية ولده من بعده وخلافتهم لرسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) أبين من الشمس في ما يروي السنة عن رسول الله (ص) فضلا عما يروي الشيعة
وما يصرح به القرآن في آيات كثيرة بل أن ذكرهم موجود حتى في التوراة والإنجيل الموجودة حاليا ، وان حاول اليهود والنصارى طمس ذكرهم في ما مضى كما حاول ويحاول اليوم بعض المسلمين مع الأسف الشديد مع أن القرآن أوصى بهم ورسول الله (ص) أوصى بهم .
ولكن يا قومي أن الزمكموها وانتم لها كارهون . فانتظروا انا منتظرون ، ومن أراد المزيد في كتب السنة فعليه مراجعة ذخائر العقبى للطبري وينابيع المودة وفرائد السمطين وسنن الترمذي ومسند احمد والمناقب ومطالب السؤال للشافعي ومسند البخاري ومسند مسلم أو ما يسمونهما بالصحيحين وسنن ابي داوود والنسائي وابن ماجه والحاكم النيسابوري وكفاية الطالب وغيرها .
وبعد ان عرفنا من الامام احمد الحسن ما جرى وايضا ما طرحه ع من روايات القوم ناتي بدورنا لنفصل ما فهمناه ونسال الله ان لا يجعل الغرور هوانا وانما نساله ان يجعل اثبات الحق لاصحابه ع هو رضاه ورضانا
ونبداء بمعرفة محور هذه الآية الكريمة والذي يتحدث عن وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وما يحدث بعده من انقلاب، وقد جمع هذا المحور في ثلاثة ألفاظ (وما محمد) (أفإن مات أو قُتل) (انقلبتم على أعقابكم)، للدخول في عمق هذه الآية وإلقاء الأضواء عليها بشيء من التفصيل، لا بد من طرح بعض الأسئلة المحفزة لاستخراج الفكرة ومحاولة الإجابة عليها.
لماذا لم يكتف الباري بقوله (وما محمد إلا رسول) ويعقبه مباشرة بقوله (أفإن مات أو قُتِل) مع أن سياق الآية يستقيم بهذا، وإنما ذكر وبصيغة تأكيدية صفة الرسالة فيه وأنه رسول قد خلت من قبله الرسل؟؟؟
ما الفارق بين الموت والقتل، فحرف أو العاطف يفيد الافتراق بين المعطوف والمعطوف عليه
فما الفرق بينهما؟
ولماذا هذا الترديد من قبل الله تعالى وهو العالم بأن رسوله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) سيموت؟
ومن المخاطبون في قوله (انقلبتم)؟
وعلى ماذا انقلبوا؟
ما هي علاقة الانقلاب بوفاة الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)؟
المقام مقام استقامة فلماذا استخدم لفظة (سيجزي الله الشاكرين) ولم يقل المستقيمين أو المسلمين أو المؤمنين؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة لا بد من ذكر مقدمتين هامتين:
أولاً: سبب النزول: ذكر أصحاب التفاسير أن سبب نزول هذه الآية كانت الهزيمة التي لحقت بالمسلمين بعد معركة أحد حيث أشاع المشركون أن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) قتل في المعركة مما سبب حالة من الانهزام والتراجع والتشكيك عند بعض المسلمين. فأنزل الله تعالى هذه الآية معاتباً المسلمين على ذلك.
ثانياً: ما هو الأصل في الآيات؟ هل الأصل في الآيات القرآنية أنها صالحة لكل زمان إلا ما خرج بدليل؟ أو العكس.
والمقصود بذلك أنها لو كانت صالحة لكل زمان فإننا نستطيع تعميم معنى الآية إلى غير زمان سبب نزولها، وإلا فإننا نتقيد بالسبب الذي نزلت فيه الآية، وشمولها إلى زمان غير زمانها هو الذي يحتاج إلى دليل.
اتفق علماء المسلمين سنة وشيعة أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. إذ لو كان الأصل عدم جريان الآيات القرآنية في كل زمان لبطل العمل بالقرآن في الأزمنة التالية أو لتركنا معظم الآيات القرآنية في زاوية الجمود وعدم الصلاحية، وهذا لا يتماشى مع روح الإسلام ونهجه وتعاليمه وعموميته. هذا هو الدليل العقلي، ويؤيده من القرآن الكريم، جل الآيات التي تحث على التدبر والعمل بالقرآن الكريم وتوبخ على فعل العكس.
ولو سمحنا للرأي الثاني لما كان معنى لقوله (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) إذ الآية تشير لمطلق القرآن ولم تخصصه بجزء يسير أو ببعضه بل كل الآيات نحاول أن نفهمها وننصت لها ونستخرج العبرة منها، كما أن الله أمرنا بالتدبر فيه (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
ويوبخ على الإيمان ببعض دون بعض (الذين جعلوا القرآن عضين) (الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض) ويقول تعالى: (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل) (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) (كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون) (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون).
فهذه الآيات تحفزنا على الالتزام بالقرآن كله لا بعضه.
وعلى كل لو التزمنا بالرأي الثاني فإن أحداً من المسلمين لا يرتضيه، وعلى فرضه فإن الآية التي نحن بصددها لها من الأدلة ما يثبت أنها ليست محصورة بزمان نزولها فقط بل تمتد على حياة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وما بعده وإليك الأدلة:
إن ما شاع في معركة أحد هو قتل الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)، والآية تتناول حالة شيوع أو وقع موته (أفإن مات أو قتل..) ولو كانت مخصصة بزمان نزولها فقط لقال تعالى (أفان قتل) ولعل ذكر الموت للدلالة على أن ما وقع في معركة أحد من انقلاب سيقع نظيره بعد ممات الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا).
والفائدة العملية لهذه المقدمة في بحثنا أننا لسنا ملزمين بدليل لتعميم حكم آية الإنقلاب إلى غير الواقعة التي نزلت فيها إذا ثبت الأصل الأول وهو الحق كما رأيت،
وعلى القول الثاني لا بد من دليل خاص لإثبات أن الآية مخصصة بالواقعة التي من أجلها نزلت آية الإنقلاب وأنها تمتد على امتداد حياة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وما بعده، وعلى فرض صحة القول الثاني فإن دليل سريان الآية على امتداد حياة رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وبعده موجود ضمن طيات ذات الآية، أين وكيف؟
أما أين ففي قوله تعالى (فإن مات أو قتل)
وأما كيف لأن ما أرجف به وشاع حول المدينة وفيها عند معركة أحد هو قتل رسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) مماسبب حالة الارتداد والانقلاب على الأعقاب فلو أراد الله تخصيص هذه الآية فقط بمعركة أحد لقال (فإن قتل) ولكن شموله لحالة الموت أيضاً (فإن مات أو قتل) موحية بشكل لا لبس فيه، أن ذات الحالة ستكرر عند وقوع موته حقيقة، وما الترديد من قبل الله تعالى بحرف أو الذي يفيد الافتراق بين المعطوف والمعطوف عليه كما يجمع على ذلك أهل اللغة، وهو العالم بالغيب وكيفية موت نبيه (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) إلا لإرادته شمول الواقعتين، واقعة شيوع قتله في أحد وواقعة موته (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ووفاته، وأما من نسب القتل إلى فعل البشر والموت إلى فعل الرب وأن قصد الله في ذكره هذا التفصيل في بطن الآية إنما هو واقعة أحد فقط، كل ما هنالك أنه قد تغير اللحاظ من فعل البشر إلى فعل الله؟ فغير دقيق اذ قال تعالى (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) فيجوز إذا اسناد فعل القتل إليه سبحانه مع أن سياق الآية لا يساعد على هذا التفصيل إذ أن الله سبحانه وتعالى يتناول ويركز على التوبيخ والاستنكار على الانقلاب وليس ناظراً للتفصيل بين فعل العبد وفعل الرب.
فإن الله علق جواب الشرط وهو الانقلاب (انقلبتم) على فعلي الشرط وهو (أفإن مات أو قتل) وهذا التعليق يدل على أن تركيزه واقع على حالة الانقلاب وأنها جاءت عند موته أو قتله، وإن إدخال حرف الاستفهام على أداة الشرط التي تفيد التوكيد إنما هو للاستنكار والتوبيخ والاستهجان على هذه الحالة.
ويستبعد جداً أن يفهم من الآية ما معناه (أفإن شاع عند سماع موت محمد (ص) بفعلي وجعلت فعلي عبر قتل الكفار له بأيديهم انقلبتم على أعقابكم، إذ أن النظر الفوقي إلى الآية ككل وبهذا المعنى يخفف كثيراً من حالة توبيخ الله لهم والذي ينبغي عدم التساهل بها في حدث كهذا ويشتت تركيز الآية ويجعل لها محاور عدة وهذا خلاف بيان أي حكيم بالك بحكيم الحكماء.
ويؤيد أن الآية الكريمة غير محصورة بهذه الواقعة ما سيأتيك إن شاء الله في تفصيلاتها الآتية مما يدفع أي شبهة أو شك في عدم محصوريتها وعموميتها إلى موت الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وبعده.
ثم أعلم أن للموت معنيين:
عاماً والمقصود به قبض الروح (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم).
وهنا معنى خاصاً له يقابل القتل وهو الذي يموت حتف أنفه لفساد بنية حياته، وأي آية جاءت باللفظتين في آن واحد أي لفظ الموت والقتل فإن المقصود المعنى الخاص للموت، وتأكد ذلك عند استخدام حرف (أو) الذي يفيد المفارقة بين المعطوف والمعطوف عليه ومثال ذلك (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون) (ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) (ولو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا).إذ لو كان في هذه الآيات بمعناه الأعم فليس هناك مسوغ لاستخدام لفظة القتل إذ هو من ضمنه، وهذا خلاف البلاغة وهذا ما ينطبق على محل خلافنا، ومن هنا يثبت أن المقصود بالموت في آية الانقلاب هو المعنى الأخص الذي هو قسم القتل وليس المقسم له(الموت بـ (المعنى الاعم) : أ ـ القتل. ب ـ الموت بـ (المعنى الأخص) ).
ولأول وهلة في الإجابة على هذا السؤال، كما ذهب إليه بعض المفسرين، إ، ما اراد الله أن يلفت المسلمين على حقيقة وهي أن محمداً (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) غير مخلد، بل هو ماض وميت، شأنه شأن بقية الرسل الذين مضوا وماتوا.
هذا المعنى ظاهر ولكنه ليس الوحيد، إذ لو كان مراده تثبيت صفة الموت له فقط لقال وما محمد إلا بشر قد خلت من قبله البشر، للتأكيد على الطابع البشري من الفناء وعدم الخلود، فهناك معان أبعد وأعمق من هذا استدعت أن تقدم صفة الرسالة وتؤكد عليها، وذلك.
أولاً: فكما أن الدين لم يكن معلقاً على حياة الرسل السابقين، كذلك فهو غير معلق على حياة الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)، فكما مات الأنبياء السابقون واستمر الدين بعدهم، فكذا رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) عندما سيموت أو يقتل سيستمر الدين من بعده.
ثانياً: وهو أعمقها غوراً وأثقبها نظرة وأشملها معنى هو التأكيد على حقيقة تطابق السنن بين الأمم بعد موت رسلها فما حدث لتلك الأمم سيحدث لهذه الأمة حذر القذة بالقذة وطبق النعل بالنعل، يؤكد هذه الحقيقة القرآن والسنة والواقع، أما من القرآن فقوله تعالى: (وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البنات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) فضمير (هم) راجع على (الرسل) ولو أراد به عيسى (ع) فقط لقال من بعده، ولا يقال أنه أراد به وعيسى (ع) على سبيل التفخيم، لأن موقع الضمير (هم) في (من بعدهم مخل بالبلاغة والفصاحة أن قصد به التفخيم ثم على القول بالعدم، فإنا نقول هذا
دار الأمر بين استخدام اللفظ على نحو الحقيقة أو المجاز فإننا نتمسك بأصالة الحقيقة، وفي موردنا استخدام (هم) على نحو الحقيقة يرجع على (تلك الرسل) ومن بينهم رسول الله (ص) بدلالة قوله تعالى قبل هذه الآية (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين) ومن ثم استطرد الباري مخاطباً (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض).
ثم إن تطابق السنن تدل عليها كثير من الروايات المشهورة الصحيحة المجمع عليها عند المسلمين
كقوله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا): (ستتبعون سنن من قبلكم حذو القذة بالقذة وطبق النعل بالنعل حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
وقوله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)
وكقوله(صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) : (افترقت اليهود إلى احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة اثنان وسبعون في النار وواحدة ناجية).
بل وتدل عليه كثير من الآيات
كقوله تعالى: (فهل ينظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم)
وكقوله تعالى (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه فمن الحق بإذنه) (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمناً وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذي صدقوا وليعلمن الكاذبين).
وإن لأكبر دلالة على تطابق السنن هو واقع الأصحاب بعد موت رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) حيث كفّر بعضهم بعضاً وفسّق كلمنهم الآخر ووصل الأمر إلى التقاتل فيما بينهم في حروب طاحنة راح ضحيتها أكثر من مائة ألف رقبة مسلمة. وهذا مصداق الآية (.. ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا..).
وبعد هذا لا يمكن القول كيف يمكن للأصحاب أن ينقلبوا وهم الذي ضحوا بأموالهم وأنفسهم وقاتلوا أهليهم ووقفوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) في الشدة والرخاء ورأوا آياته ومعجزاته!!
إذ يرد بالإضافة إلى ما مضى وكما يلي .
آ ـ إن ضمير المخاطبين في (انقلبتم) إنما هو موجه لهم بالذات، إذ لا يعقل أن يقصد به الكفار أو المنافقين وهم منقلبون في الأساس.
ب ـ إن العلم لا يشفع لصاحبه أن يستقيم، فكم من الناس يعلم أن الحق في ضفة، ولكن هواه يملي عليه الضفة الأخرى فيتبعها، بل إن أكثر حالات البغي تأتي بعد العلم بالحق )وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم) (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم) فكل شيء بين وواضح )البينات) ولكن اختلفوا واقتتلوا (ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات) (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم).
ج ـ إن التضحيات السابقة والصبر على البلاء لا يعصم الإنسان من الانحراف في المستقبل، وليست بأعظم من التضحيات والصبر على البلاء الذي صب على بني إسرائيل عندما قطع فرعون أرجلهم وأيديهم من خلاف فصبروا وصلبهم فصبروا واستحيي نساءهم وأطفالهم وقتل رجالهم فصبروا على التمسك بدعوة موسى (ع) ورأوا وبشكل واضح معجزات موسى (ع)الباهرات وكان من أعظمها انفلاق البحر فِرقَاً كل فرق كالطود العظيم، ولكن ما إن فارقهم موسى (ع) بضعة أيام حتى عبدوا فيها العجل، وكأن طبيعة الإنسان الطغيان عندما يحس ويستشعر الكفاية والأمان (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).
د ـ مما ارتقى الإنسان في درجات الإيمان فإنه إن لم يكن معصوماً من قبل الله جاز عليه الانقلاب والكفر، وليس هناك مثل أعظم من بلعم بن باعوراء (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذي كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون)
وهل كان أحد من الأصحاب وصل إلى إيمان هذا حيث كان يحمل الاسم الأعظم؟؟؟ وقد انحرف فما بالك بمن هو دونه.
والسؤال هنا: على ماذا تم الانقلاب؟؟.
بل بدورنا نسأل على ماذا عادة يتم الانقلاب؟
إن إمامنا في الآية عناصر أولية من خلالها نستطيع التوصل للإجابة عبر التحليل والاستنتاجوكما يلي :
آـ إن للانقلاب علاقة مباشرة بوفاة الرسول (ص) (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم).
ب ـ الانقلاب دلالة على وجود أصل وقع عليه الانقلاب، أصل معروف لدى جميع المنقلبين عليه ولو لم يكن المنقلبون يعرفون ذلك الأصل لما قيل لهم (انقلبتم على أعقابكم) بل وإن ما وقع عليه الانقلاب كان ملتزماً به لفترة حتى كان الانقلاب.
ج ـ إن لهذا الأمر صلة وعلاقة مباشرة بالله والرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وعليهما انقلبوا.
د ـ إن شر هذا الانقلاب يرجع على المنقلبين في الدنيا والآخرة (وسيجزي الله الشاكرين) (فلن يضر الله شيئاً) (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) ثم بين الله أن هذا الشكر مردود نفعه إلى ذات العبد وكذا يفهم منه أن عدم الشكر سيرجع بالضرر على العبد ذاته.
هـ ـ إن هذا الانقلاب مرتبط بسنن الأولين فعلى ما انقلب عليه الأولون انقلب الآخرون.
وـ لم يقل تعالى وسيجزي المؤمنين والمسلمين، بل قال (وسيجزي الله الشاكرين) مما يوحي ان غير المنقلبين هم القلة (وقليل من عبادي الشكور). ويؤيده قوله (انقلبتم)الذي يفيد العموم والكثرة ولو كان المنقلبون قلة لقال (انقلب بعضكم) ولما صح توبيخ الأكثرية.
ز ـ إن هذا الانقلاب متحقق وحادث لا محالة بدلالة جواب الشرط الذي يفيد التحقق عند تحقق الشرط، واستخدام صيغة الماضي (انقلبتم) التي تفيد التحقق لا محالة.
ح ـ إن الخطاب خاص بالمسلمين ومتوجه إليهم، ولم يُرِدِ الكافرين إذ هم منقلبون في الأصل، كما يَرِدْ بخصوص المنافقين فقط إذ هو خلافظاهر الآية، ولو أراد بالخطاب فقط الكافرين لقال (أظهرتم انقلابكم) بل ذات الانقلاب ووقوعه بحدث عند الوفاة مباشرة.
ولمعرفة ماهية هذا الانقلاب فعند التحليل والاستنتاج لا بد من مراعاة جميع هذه العناصر، وينبغي تكون النتيجة متوافقة معا تماماً وإلا فليست هي.
لقد كان رسول الله حاكماً وبعد وفاته حدث الانقلاب..
وبدورنا نسأل: بعد وفاة الحاكم، على ماذا يقع الانقلاب عادة؟!
ما هو المورد الذي كان يمثل فيه رسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)صمام الأمان للأمة من الخلاف بحيث لو لم يكن الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) موجوداً لتفجر هذا النزاع والخلاف؟
وهل تطرق القرآن لهذا؟
القرآن لم يتطرق بشكل صريح لأمر كان عظيماً على الناس لم يقبله الكثيرون، وتخوف الرسول على أمته من تبليغهم إياه، ولكن كان أمر الله (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
وبإلقاء نظرة سريعة ومختصرة على الآية نستكشف ما يلي :
1ـ إن هذا الأمر الواجب تبليغه به يوازي تبليغ الرسالة، فإذا لم يبلغه فكأنما لم يبلغ الرسالة، وبالتالي فإن الكفر به كفر بالرسالة وإن الانقلاب عليه انقلاب من الرسالة.
2ـ إن هذا الأمر هو مرحلة خلاف عظيم بين الناس، بل إن الرسول خاف على نفسه من الناس ولذا طمأنه الله تعالى (والله يعصمك من الناس).
3ـ هذا الأمر هو تمام الرسالة لأن مفهوم الآية إنه إذا بلغ هذا الأمر فقد بلّغ الرسالة وأكملها (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتيورضيت لكم الإسلام ديناً) وهذا مطابق لآية الإنقلاب الذي يوحي بأنه انقلاب على الدين كله.
4ـ (يعصمك من الناس) الغالبية العظمى من الناس كارهة لهذا الأمر الذي أمر الرسول بتبليغه؟
ما هوهذا الأمر الذي يريد تبليغه؟
ان هذا الأمر مرتب أولاً بالانقلاب وكما يلي :
1ـ لأن هذا الأمر مرتبط بالرسالة والانقلاب عليه انقلاب على الرسالة.
2ـ توجد فيه بوادر الانقلاب عدم رضى الغالبية.
3ـ تحتم على الرسول تبليغه لدنو أجله (إني أوشك أن أُدعى فأجيب) حتى لا يترك لهم مسوغاً للانقلاب ويقيم عليهم الحجة كاملة لأن الانقلاب مرتبط بوفاة الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا).
4ـ إن الأمر الذي يريد تبليغه هو الشيء الوحيد الذي يمكن الانقلاب عليه، إذ بلغ رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) كل الرسالة بفروعها المتعددة ولم يظهر في مفردة من مفرداتها علامة عدم الرضى من المسلمين إلا هذا الأمر الذي تخوف منه رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فوعده الله بأن يعصمه من الناس.
5ـ إن الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) كان يمثل فيه صمام الأمان فإذا مات انفلت الزمام وعمل الناس عكسه.
6ـ فلم يبق شيء يقع الانقلاب عليه سوى الخلافة المنصبة من قبل الله.
اذا من هو الرجل الذي بُلّغ رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) بخلافته؟؟؟؟
تواترت الأخبار ونقلت مئات من مصادر المسلمين حادثة الغدير وتنصيب الإمام على ع خليفة على المسلمين ومن هذا ومن غيره من آلاف الأحاديث يتضح أن رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) نصب علياً خليفة وإماماً على الخلق، ولكن هذا الأمر لم يكن محل رضى من المسلمين، فما خرج رسول الله (ص) من هذه الدنيا حتى انقلبوا عليه وغصبوا منه حقه، ولم يثبت منهم إلا القليل كما قال تعالى في ذيل آية الانقلاب (وسيجزي الله الشاكرين)
فيتضح منها ما يلي :
أولاً: هؤلاء قلة بدلالة.
آـ (انقلبتم) التي تفيد العموم والغالبية.
ب ـ (وقليل من عبادي الشكور).
ثانياً: هذا الشكر قبال الكفر وهو الانقلاب (فمنهم من آمن ومنهم من كفر) (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) وهذا السبيل معروف بدلالة ما يلي:
آ ـ هدايته إلى هذا السبيل (إنا هديناه السبيل).
ب ـ الانقلاب عليه لأن الآية التي سبقت تقول (وسيجزي الله الشاكرين) أي الذين اتبعوا بمفهوم هذه الآية السبيل، ويكون غيرهم كافرين لأنهم انقلبوا على السبيل.
ج ـ ألف ولام التعريف.
وهذا السبيل موضع بلاء ونعمة في نفس الوقت، بلاء يبتلى به الناس ونعمة لمن سلكه، ولأن الذي يُشكر هو النعمة، وعادة يكون الانقلاب الذي يساوي الكفر هو الانقلاب على النعمة أي الكفر بها، ولما كانت ولاية علي ع نعمة (وأتممت عليكم نعمتي)) .(كما تقدم إثبات أنها نزلت بعد تولية علي (ع) في غدير خم.(وقع عليها الانقلاب ولم يسلم إلا القليل، وما يؤكد ذلك حديث رسول الله (ص) قال: (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خر رجل من بيني وبينهم فقال لهم،
فقلت:إلىأين؟
فقال: إلى النار والله،
قلت ما شئنهم؟
قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا ارض يخلص منهم إلا مثل همل النعم) فيؤكد هذا الحديث على ما دلت عليه آية الانقلاب أن قليلين يصبحون شاكرين للنعمة،
فقال (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم. فكما أن النعم الشاردة من القافلة قليلة العدد فكذا الأصحاب الناجون هم القلة..
وقال (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا): إني فرطكم على الحوض من مر لي شرب ومن شب لم يظمأ أبداً، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم
فأقول: أصحابي،
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك،
فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيّر بعدي
وقول الرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لأبي بكر حينما شهد الرسول الشهداء أهل الإيمان والجنة وقال: (أما هؤلاء فإني أشهد لهم.
فقال أبو بكر: ونحن يا رسول الله
قال: أما أنتم فلا أدري ماذا تحدثون بعدي)
ولكي ننهي بحثنا عن الشورى الكبرى (قديما) فلا بد لنا ان نرى ما يقول الامام احمد الحسن عن دلائل اثبات امامة امير المومنين الامام علي ع
قال الامام احمد الحسن ع في (كتاب التيه او الطريق الى الله ص 29)
ومن الدلالات على إمامة أول الأئمة وهو علي عليه السلام اكثر من أن تحصى
ومنها قول النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) فيه ( أقضاكم علي ) عليه السلام ،و ( سلموا عليه بأمرة المؤمنين ) ، و( أنت الخليفة من بعدي ) ، و ( أنت ولي كل مؤمن ومؤمنه بعدي ) ، و ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) ، وهارون كان خليفة موسى في حياته ونفسه كنفس النبي في القرآن في آية المباهلة قال تعالى (( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:61)
واجمع المفسرون أن النبي اخرج علياً وفاطمة والحسنين
وفاطمة عليها السلام هي النساء لأنها سيدة نساء الأولين والآخرين قال تعالى في ابراهيم انه أمة مع انه شخص واحد
والحسنين هم الأبناء وهذا لا اختلاف فيه
وعلي هو نفس النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) أما الادعاء بان النفس في الآية قصد بها نفس النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) فهذا اتباع هوى وجعل كلام الله سبحانه لغواً حاش الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن اللغو إذ لا معنى لان يدعوا الإنسان نفسه وهي حاضرة عنده ،
وقال تعالى (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55)
واجمع اكثر المفسرين على نزولها في علي عليه السلام عندما تصدق بخاتمه وهو راكع والجمع لإدخال ولده الأحد عشر من بعده فاصبح عليه السلام وولده الأحد عشر عليهم السلام - وهم ولد النبي من فاطمة عليها السلام - من بعده أولى بالتصرف بالمؤمنين بعد رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) حيث ولايتهم مشتقة من ولاية رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وولايته مشتقة من الولاية الإلهية ، ولما قرنت في هذه الآية بولاية الله
فلا معنى لصرفها لغير ولاية الملك والتصرف وتدبير الأمور الدينية والدنيوية ،
وقال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (النساء: 59) النساء ، وأولي الأمر هنا هم الأئمة المعصومين عليهم السلام الأثنا عشر بعد النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ولو كان غيرهم لكان الأمر بالطاعة من يعصي أو من يخطئ طاعة مطلقة لأنها قرنت بطاعة الله سبحانه وهذا غير صحيح لان معناه أن الله يأمرنا بإطاعة أعداءه وعلى اقل تقدير فان معناه الأمر بمعصية الله والعياذ باللهفتبين إن المأمور بإطاعتة بعد النبي (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) هم علي وولده المعصومين عليهم السلام وعصمتهم من الذنوب قد نص عليها القرآن قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب: 33) .
(التيه او الطريق الى الله للامام احمد الحسن ص 29)
والى هنا ننتهي من الشورى والخلافة قديما واقصد الشورى الكبرى(الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (ص)أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي................)
********************************************************************** *****************************************************
***********
بحث عن الشورى والخلافة حديثا (عصر الظهور )
روى حذيفة بن اليمان وجابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله (ص) انه قال ( الويل الويل لامتي في الشورى الكبرى والصغرى ، فسئل عنهما فقال (ص) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي ) مناقب العترة ، وكتاب مائتان وخمسون علامة للطباطبائي : 130
وهنا نرجع الى بداية البحث لنرى ما كتبنا (اختلف المسلمون في كيفية تعيين الإمام والخليفة اختلافاً شديداً قديماً وحديثاً) فعرفنا ما فعلته السقيفة وعلماء السوء بال محمد ع قديما وكيفية نقضهم لحق التنصيب الالهي المتمثل بالامام علي ع
ولكن نحن الان في العصر الحديث او ما يسمى بعصر الظهور فبمن من ال محمد ع عقدت السقيفة انها عقدت الان في الامام احمد الحسن ع وصي ورسول الامام المهدي ع
وهنا لايسعنا الا ان نسال الامام احمد ع سوال عن اية الشورى ولنرى جوابه ع وحكمته
سيدي الامام احمد الحسن عليك وعلى ابائك وابنائك افضل الصلاة والسلام اسئلك عن اية
(وأمرهم شورى بينهم) (الشورى : 38)وهل تتناقض مع حاكمية الله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فما هو جوابك سيدي
فياتينا جوابه ع
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
هذه الآية (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وفي حياة محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
(الشورى : 38)
نزلت على محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وفي حياة محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
فلو كانت في الحكم والحاكم لكان للمسلمين أن يختاروا
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
غير محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وينصبوه عليهم !!
ولو كانت في الحكم والحاكم لشاور محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) المسلمين في
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
الأمر قبل أن يعلن تنصيب علي ابن أبي طالب (ع) بعده في غدير خم !!
ولو كانت حتى في تنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
أمير على جيش يخرج لقتال الكفار لشاور رسول الله المسلمين قبل أن ينصب أسامة بن زيد بل كان
كثير منهم غير راضين بهذا التنصيب
فلماذا لم يقبل رسول الله مشورتهم واعتراضهم على صغر سن
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
أسامة بن زيد إذا كان مأمور بأخذ مشورتهم في أمور الحكم ؟؟!!
أتراه (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) يخالف القرآن وحاشاه ؟؟!!!!
ان للقرآن أهله فرحم الله إمرءاً عرف قدر نفسه وسمع حقا فأذعن.
الامام أحمد الحسن ع (الجواب المنير ج2 السوال 15 )
ومن هنا نعرف ان الشورى عقدت حديثا (عصر الظهور ) للتنكر لوصية رسول الله المقدسة في الائمة والمهديين (ع)
وهي نفس الوصية التي نكرها اهل السقيفة قديما في الائمة والمتمثلة با امامة أمير المومنين الامام علي ع
ولكي نقف على الوصية المقدسة ومصادرها لا بد لنا من المرور عليها وعلى مصادرها
وصية رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ليلة وفاته
أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) - في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة ) فأملا رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا ) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال(صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا(
: يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما سماك الله تعالى في سمائه عليا المرتضى ، وأمير المؤمنين ، والصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهدي ، فلا تصح هذه الأسماء لاحد غيرك . يا علي أنت وصيي على أهل بيتي حيهم وميتهم ، وعلى نسائي فمن ثبتها لقيتني غدا ، ومن طلقتها فأنا برئ منها ، لم ترني ولم أرها في عرصة القيامة ، وأنت خليفتي على أمتي من بعدي فإذا حضرتك الوفاة فسلمها إلى ابني الحسن البر الوصول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابني الحسين الشهيد الزكي المقتول ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه سيد العابدين ذي الثفنات علي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الباقر ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه جعفر الصادق ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه موسى الكاظم ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الرضا ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد الثقة التقي ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه علي الناصح ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد عليهم السلام . فذلك اثنا عشر إماما ، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا ، ( فإذا حضرته الوفاة ) فليسلمها إلى ابنه أول المقربين له ثلاثة أسامي : اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله وأحمد ، والاسم الثالث المهدي وهوأول المؤمنين).
وهذا موجز في ما یتعلق بروایة الوصیة من جهة المصادر التي ذكرت رواية الوصية وبعض التعليقات التی ذکرت بخصوصها.
فقد ذكر رواية الوصيةً کلٌ من :-
الشيخ الطوسي ذکر رواية الوصيةً فی کتابه الغيبة ص150 مع مجموعة من الروايات لإثبات الامامة انها في اهل البيت(ع) ؛ ثم عقب الشيخ الطوسي ص156في نفس الکتاب لإثبات الروايات التي ذکرها بما فيه رواية الوصية التي کانت من ضمن المجموعة التي استدل بها لإثبات مطلبه في ان الامامة في اهل البيت(ع) فقال أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة الإمامية يروونها على وجه التواتر خلفا عن سلف ، وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الامامية والنصوص عن أمير المؤمنين عليه السلام ، والطريقة واحدة) .
الشیخ الحرالعاملی فی إثبات الهداةج1 ص549 ح 376 .
الشیخ الحرالعاملی کتاب الايقاظ من الهجعة ص393 .
الشیخ حسن بن سليمان الحلي فی کتابه مختصرالبصائرص159
العلامه المجلسي فی بحارالانوارج53 ص147ح 6 مختصرا وفی ج36ص260ح81کاملا بأستثناءعبارة( فإذا حضرته الوفاة ).
الشيخ عبدالله البحراني في کتابه العوالم ج3ص236ح227 .
السید هاشم البحرانی فی کتابه غاية المرام ج1ص370ح59.
الانصاف ص 222 للسید هاشم البحراني .
نوادرالاخبارللفیض الکاشاني ص294 .
الشیخ المیرزا النوری فی کتابه النجم الثاقب ج2ص71 واشار بأن الوصية معتبرة السند وهذا نص ماذكره الشیخ المیرزا النوری قال روى الشيخ الطوسي بسندٍ معتبر عن الامام الصادق(ع) خبرا ذكرت فيه بعض وصايا رسول الله(ص) لإميرالمؤمنين(ع) في الليلة التي كانت فيها وفاته ......).
السید محمد محمد صادق الصدر فقد حقق سند الوصية وذکرها في کتابه تاريخ مابعدالظهور ص641
كتاب مكاتيب الرسول للشيخ الميانجي ج2 ص96 .
مختصرمعجم احاديث الامام المهدي للشيخ الکوراني صفحة 301
وبعد ان بينا لكم وصية رسول الله ليلة وفاته في الائمة والمهديين لنرى الامام احمد الحسن (ع) امام هذا الزمان ونسمع شكوته
في مقدمة كتابه المتشابهات ج4 لنرى في شكوته علي بن ابي طالب (ع) مرة اخرى وهو يشتكي الى الله من قومه
روحي فداك …
أبتاه قل على العداة معيني
أبتاه هذا السامري وعجله عُبــِدا ومال الناس عن هارونِ
أبتاه عبيدك يدعون أنهم ورثوك ، ويدعون انك ورثتهم بأمر السماء أمر السماء والدينِ
ويدعون أنهم الولاة وخلفائك دوني
أبتاه لم يبقوا من الإسلام إلا اسمه ورسم من القرآنِ ……
وحتى الاسم والرسم لم يسلما فما عاد عندهم من كسر ضلع الزهراء واسقط جنينها وضربها بالسوط ابن صهاك الملعونِ
ولم يعد عندهم هذا اللعين يمثل الجبت والطاغوت واصل كل فرعونِ
وعندهم حديث آبائك مشكوك وعقولهم (نكرائهم وشيطنتهم) تمت
فمنها يؤخذ الدينِ
وعندهم جدك الأكبر محمد (ص) عبثاً أوصى بالأئمة والمهديينِ من بعده وعبثاً (وحاشاه) سماني باسمي في الوصية وقال أول المهديين وأول المؤمنينِ
وعندهم بجدك المصطفى محمد (ص) سيد الكونينِ يتمثل الشيطان بالرؤيا وبالكشف اليقينِ
لم تعد لمحمد (ص) والأئمة حرمة عندهم ولا القرآن ولا العلم والحكمة ولا لله سبحانه المستخار عن علمٍ مكنونٍ ومخزونِ
نكسوا حتى أمسى عندهم أقوال آباءك اسألوا الآتي عن العظائم وما بين دفتي الكتاب المبينِ
ليس حجة بل كل ما قال محمد (ص) والأئمة من آبائك وما قلت روحي فداك خفيف في ميزانهم
قولكم وترجح عندهم كفة عقلهم (نكرائهم وشيطنتهم) وكفة كل رجس عتل زنيمِ .
أبتاه (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي)
فهل سأحمل خشبتي مرة أخرى
وأنا المعروف في السماء نجمة الصبح ودرع الأنبياء والحصن الحصينِ
وأنا الأسد الذي كر مع الكرار في بدر واحد وحنينِ
وأنا حبيب الرسول وبرعمه الطبين بأمور الدينِ
وأنا ص ونهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد
وأنا الحجر والركن اليمين
أبتاه إليك أشكو
وإنما شكواي إلى الحق اليقين
والقادر الناصر المبين
قل يأبتاه على الحق ناصري وعدوي الباطل لا يعد الناصر والمعينِ
كما قل ناصر جدك أمير المؤمنينِ وزرافات تنصر ابن صهاك اللعينِ
وكما قل ناصر جدك الحسين وسبعين ألفاً
ينصرون ابن الزناة يزيد ابن ميسون .
جوزوا الشورى وسقيفة الطغاة
التي غرست قصباتها في صدر الحسينِ
أبتاه اقسم عليك بنرجس العسكري
ابنة الوصي شمعونِ
أمك وأمي الطاهرة الزكية سيدة الحصونِ
وأنت لا ترد لها يداً مدت إليك يا ابن البتول سيدة نساء العالمينِ
أبتاه أغثني وفرج الكرب يا غياث المستغيثينِ
أبتاه نصرك الموعود فقد طالت مع العداة سنينِ
أبتاه قد مررت بكل طغاة الأرض مع نوح وإبراهيم وموسى الكليم
وعيسى ومحمد وعلي ومع الحسينِ
أبتاه لكني لم أرَ طغاة كطغاة اليوم مستكبرين مجونِ
أبتاه إن تنصر فنصرك منقذي
وان قلت اصبر فصبر جميل والله معينِ
(مقدمة المتشابهات ج4 للامام احمد الحسن ع)
وبعد ان قرائنا شكوة الامام احمد الحسن ع لابيه الامام المهدي ع نستمر في معرفة ما هي الخلافة والشورى وايهما هو طريق الله المنجي الذي ليس فيه عوج وليس فيه غير خلافة الله التي ارادها هو سبحانه وتعالى للوصول اليه
فنكمل مما عرفنا به الامام احمد الحسن ع من نوره وعلمه الذي لا ينظب لكي نتعرف من خلاله الطريق الى حاكمية الله وعدم الوقوع فيما يريده الناس من غواية ابليس لع لهم
ولكي نعرف طريق الله منه ع ومن خلاله فلنرى تفسيره ع لسورة الماعون
بسم الله الرحمن الرحيم
(( ارءيت الذي يكذب بالدين *فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين *فويل للمصلين *الذين هم عن صلاتهم ساهون *الذين هم يراؤن *ويمنعون الماعون ))
[COLOR=window****]وعلى كل حال فان هذه النتيجة [/COLOR]لم تأتِ بلا مقدمات بل جاءت من مقدمات واقعية وهي دفع اليتيم عن حقه أي الفرد في قومه الذي لا يسبقه سواه بالأخلاق والشرف وطاعة الله ومعرفة الله وهم الأنبياء والمرسلين (ع)والائمة (ع)[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]فهذا الذي يكذب بالجزاء لا يقبل تقدم هؤلاء عليه [/COLOR]لانه مصاب بداء إبليس[COLOR=window****][/COLOR]( أنا خير منه )[COLOR=window****]فلا يقبل أن يتقدم عليه من هو خير منه ثم إن من صفاته أكل أموال اليتامى والأرامل والمساكين وهؤلاء أي الذين يستحوذون على أموال الفقراء ويتمتعون بها هم ومن اتصل بهم ، [/COLOR]هم دائما علماء الدين غير العاملين المحاربين للأنبياء والمرسلين والائمة (ع)[COLOR=window****][/COLOR]
[COLOR=window****]فقد حارب علماء بني إسرائيل موسى (ع)وحارب علماء اليهود عيسى (ع)وحارب علماء الأحناف واليهود محمد ([/COLOR][COLOR=window****]صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا[/COLOR][COLOR=window****])وحارب العلماء الضالين في هذه الأمة الأئمة (ع) وليس كما يظن أن بعض علماء السنة فقط هم الذين حاربوا الأئمة بل وعلماء الشيعة أيضا فقد حارب كبار علماء الشيعة الإمام علي بن موسى الرضا(ع)وحاولوا دفعه عن حقه لا لشيء فقط ليستأثروا بأموال الصدقات والرئاسة الدينية الباطلة ومن هؤلاء العلماء الشيعة ظاهرا الضالين [/COLOR]((علي بن حمزة البطائني ))[COLOR=window****] وهو من أصحاب الإمام موسى بن جعفر(ع)ومن كبار علماء الشيعة ولكن لما استشهد الأمام موسى بن جعفر (ع) حارب علي بن حمزة البطائني الإمام الرضا (ع)ولكن تصدى شباب الشيعة لهؤلاء العلماء غير العاملين وثبتوا المذهب وبينوا باطل هؤلاء الفقهاء الظلمة ومن هؤلاء الشباب احمد بن محمد بن ابي نصر البيزنطي وهو من خُلَّص أصحاب الإمام الرضا (ع) الممدوحين والنتيجة علماء السوء غير العاملين والطواغيت وأعوانهم واتباعهم هم الذين يدفعون اليتامى عن مقاماتهم ولا يحظون على إعطاء المساكين حقهم .[/COLOR][COLOR=window****][/COLOR]
واليتامى والمساكين هم الأنبياء والمرسلين والائمة عليهم السلام لأنهم خاضعين متذللين لله غير متكبرين أي مساكين فلا يدانيهم أحد فكل واحد منهم فرد في قومه أي يتيم .
(( فويل للمصلين )): أي فويل للمنتظرين. فكل مرسل من الله مبشر به ممن سبقه من الأنبياء والمرسلين والائمة (ع) يوجد جماعة من المؤمنين به ينتظرونه ولكن مع الأسف دائماً كان هناك فشل كثير من هؤلاء المنتظرين في نهاية المطاف
فقد فشل علماء اليهود في انتظار عيسى (ع) حيث لما أتاهم كذبوه مع انهم كانوا ينتظرونه
وفشل علماء اليهود والأحناف في انتظار محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) حيث أن اليهود أسسوا مدينةيثرب لاستقبال الرسول محمد (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) عند قيامه فلما قام في مكة وهاجر إلى يثرب كذبه كثير منهم ولم يؤمنوا به وهذه سنة متبعة
وهي اليوم تكرر مع القائم (ع) حيث أن علماء الشيعة ينتظرونه ولكنهم اليوم يحاربونه وهذه هي مفارقة كمفارقة لفظي الويل والصلاة في الآية فكيف يكون الويل للمصلين ؟! نعم أن الويل لهم لأنهم يصلّون إلى عكس القبلة فهم يريدون أن يأتيهم الإمام المهدي (ع) وفق أهوائهم وتخرصاتهم العقلية يريدون الإمام المهدي (ع) ياتي لهم ويستأذنهم في إرسال من يرسله إلى الناس ويعطيهم خطة عمله (ع) ليبدوا تحفظاتهم عليها فهم أئمة الكتاب لا أن الكتاب إمامهم !!!
الذين هم عن صلاتهم ساهون : الذين هم ساهون في الدنيا واللهث وراءها الذين هم ساهون عن الإمام المهدي (ع) فالعمل بين يديه (ع) خير صلاة يؤديها المؤمن وهؤلاء المنتظرون الفاشلون الذين كان عاقبة أمرهم خسرا لما تركوا العمل بين يدي الإمام المهدي (ع) وكذبوا وصيه ورسوله .
وهذا هو الزمان الذي فيه الناس سكارى حيارى لاهم مسلمون ولا هم نصارى فتجده معمم ويلبس زي ديني شيعي أو سني وساعة يستقبل (……) الذي لا هم له ولا لبلاده إلا القضاء على الإسلام .
وساعة يقول السلام عليك يا رسول الله محمد(صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين (ع) وتجده ساعة داعية للديمقراطية الأمريكية والانتخابات فيكون بذلك نصراني غربي الهوى لان الإسلام ودستوره القرآن يرفض أي انتخابات ولا نعرف من الرسول والأئمة (ع) والقرآن الذي بين أيدينا ونتصفحه إلا التعين من الله أو من المعصوم (ع ) الذي هو أيضا من الله بل إن جميع الأديان الإلهية مطبقة على ذلك إلا من اتبع هواه ،
فهؤلاء بنو إسرائيل ؛ في قصة طالوت في سورة البقرة لا يعينوا هم الملك بل يطلبون من نبي لهم أن يطلب من الله أن يعين لهم ملكاً قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) (البقرة:246) وقال تعالى ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) (آل عمران: 26)
فالملك ملك الله لا ملك الناس فالذي يعين هو الله ومع الأسف كثير من الجهلة الحمقى يطبلون ويزمرون لهؤلاء العلماء غير العاملين ( النصارى ) بل أن الحق أن يسميهم الناس (العلماء الأمريكان)- ويقولون انهم علماء أصمتتهم الحكمة وياليتهم ظلوا صامتين بل صمتوا دهراً ونطقوا كفراً
فالنتيجة التي وصلوا إليها السيستاني وأشباهه هي أن الدستور يضعه الناس والحاكم يعينه الناس وأمرهم شورى بينهم ومحمد وعلي صلوات الله عليهم برأي هؤلاء الجهلة مخطئان وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان والحكم برأي السيستاني للشيطان !!!وهؤلاء حتماً مراءون وعملهم كله رياء فبكائهم على الحسين (ع) رياء وصلاتهم رياء هدفهم منها الاستحواذ على قلوب الناس والمناصب الدنيوية العفنة كالرئاسة الدينية ( الذين هم يراءون)
(ويمنعون الماعون) :- وهؤلاء هم العلماء غير العاملين الذين فشلوا في انتظار الإمام المهدي (ع)، فهم لا يكتفون بتكذيبهم للإمام المهدي (ع) ووصيه ورسوله بل ويمنعون الناس من الجهاد بين يديه وقتال الكفار الذين قاموا بغزوا الدول الإسلامية فهؤلاء العلماء الجبناء الخونة كما وصفهم الله سبحانه في حديث المعراج للرسول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) لا يكتفون بأنهم خذلوا الإمام المهدي (ع) بل يمنعون الناس عن نصرته وإعانته فلعنة الله على الظالمين الذين يمنعون الماعون
ويستمر بنا البحث لنرى ما يكتبه لنا الامام احمد الحسن ع في مقدمة كتابه حاكمية الله لا حاكمية الناس وما يبين فيه من ظلم السقيفتين في العصر القديم والعصر الحديث وتنحية ال محمد ع من الخلافة
وينورنا بحكمته قائلا
هذه هي الأيام الأخيرة واللحظات الحاسمة وأيام الواقعة وهي خافضة رافعة ,
قوم اخذوا يتسافلون حتى استقر بعضهم في هوة الوادي
وقوم بدءوا يرتقون حتى كأنهم استقروا على قلل الجبال
وقوم سكارى حيارى لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء همج رعاع يميلون مع كل ناعق ,
وفي هذه اللحظات الحاسمة لحظات الامتحان الإلهي لأهل الأرض سقط معظم الذين كانوا يدعون أنهم إسلاميون أو يمثلون الإسلام بشكل او بآخر ومع الأسف فأن أول الساقطين في الهاوية هم العلماء غير العاملين حيث أخذوا يرددون المقولة الشيطانية ( حاكمية الناس ) والتي طالما رددها أعداء الأنبياء والمرسلين والأئمة ((ع )) ولكن هذه المرة جاء بها الشيطان الأكبر فراقهم زبرجها وحليت في أعينهم وسماها لهم ((الديمقراطية)) أو الحرية أو الانتخابات الحرة أو أي مسمى من هذه المسميات التي عجزوا عن ردها وأصابتهم في مقاتلهم فخضعوا لها واستسلموا لأهلها وذلك لان هؤلاء العلماء غير العاملين ومن اتبعهم ليسوا إلا قشور من الدين ولب فارغ فالدين لعق على ألسنتهم ليس إلا.
وهكذا حمل هؤلاء العلماء غير العاملين حربة الشيطان الأكبر وغرسوها في قلب أمير المؤمنين علي (ع) وفتحوا جرح الشورى والسقيفة القديم الذي نحى خليفة الله عن حقه واقر حاكمية الناس التي لا يقبلها الله سبحانه وتعالى ولا رسوله ولا الأئمة (ع) وهكذا اقر هؤلاء العلماء غير العاملين تنحية الأنبياء والمرسلين والأئمة (ع) واقر هؤلاء الظلمة قتل الحسين بن علي (ع) .
والذي آلمني كثيراً هو أني لا أجد أحداً يدافع عن حاكمية الله سبحانه وتعالى في أرضه حتى الذين يقرون هذه الحاكمية الحقة تنازلوا عن الدفاع عنها وذلك لأنهم وجدوا في الدفاع عنها وقوف عكس التيار الجارف الذي لا يرحم والأنكى والأعظم إن الكل يقر حاكمية الناس ويقبلها حتى أهل القرآن وللأسف الشديد إلا القليل ممن وفى بعهد الله مع انهم يقرؤون فيه (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ).
وهكذا نقض هؤلاء العلماء غير العاملين المرتكز الأساسي في الدين الإلهي وهو حاكمية الله وخلافة ولي الله سبحانه وتعالى فلم يبق لأهل البيت (ع) خلفاء الله في أرضه وبقيتهم الإمام المهدي (ع) وجود بحسب الانتخابات أو الديمقراطية التي سار في ركبها هؤلاء العلماء غير العاملين، بل نقض هؤلاء العلماء غير العاملين القرآن الكريم جملة وتفصيلا فالله سبحانه في القرآن يقول ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَة )( البقرة: 30 ))
وانزل الدستور والقانون في القرآن
وهؤلاء يقولون أن الحاكم أو الخليفة يعينه الناس بالانتخابات والدستور يضعه الناس
وهكذا عارض هؤلاء العلماء غير العاملين دين الله سبحانه وتعالى بل عارضوا الله سبحانه ووقفوا إلى صف الشيطان الرجيم لعنه الله .
ولذا ارتأيت أن اكتب هذه الكلمات لكي لا تبقى حجة لمحتج وليسفر الصبح لذي عينيين مع أن الحق بين لا لبس فيه وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه الكلمات حجة من حججه في عرصات يوم القيامة على هؤلاء العلماء غير العاملين ومقلديهم ومن سار في ركبهم وحارب الله سبحانه وتعالى وحارب آل محمد (ع) واقر (بأتباعهم) الجبت والطاغوت وتنحية الوصي علي بن أبي طالب (ع) والأئمة من ولده (ع) .
ويكمل الامام احمد الحسن ( ع ) كلامه قائلا
ان الند الفكري
للديمقراطية هو(مذهب المصلح العالمي المنتظر)
و جميع الأديان الإلهية تقر حاكمية الله سبحانه وتعالى ولكن الناس عارضوا هذه الحاكمية ولم يقروها في الغالب إلا القليل مثل قوم موسى(ع) في عهد طالوت أو المسلمين في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
ولكنهم ما أن توفي رسول الله (ص) حتى عادوا إلى معارضة حاكمية الله سبحانه وإقرار حاكمية الناس بالشورى والانتخابات وسقيفة بني ساعدة التي نحّت الوصي علي ابن أبي طالب (ع) ومع أن الجميع اليوم ينادون بحاكمية الناس والانتخابات سواء منهم العلماء أم عامة الناس , إلا أن الغالبية العظمى منهم يعترفون أن خليفة الله في أرضه هو صاحب الحق ولكن هذا الاعتراف يبقى كعقيدة ضعيفة مغلوبة على أمرها في صراع نفسي بين الظاهر والباطن وهكذا يعيش الناس وبالخصوص العلماء غير العاملين حالة نفاق تقلق مضاجعهم وتجعلهم يترنحون ويتخبطون العشواء
فهم يعلمون أن الله هو الحق وأن حاكمية الله هي الحق
وأن حاكمية الناس باطل ومعارضة لحاكمية الله في أرضه
ولكنهم لا يقفون مع الحق ويؤيدون الباطل
وهؤلاء هم علماء آخر الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود كما أخبر عنهم رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) ((سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ولا من الإسلام إلا أسمه يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود )) بحار الأنوار ج 52 ص190 ،
وكأنهم لم يسمعوا قول أمير المؤمنين (ع) (( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ))
وكأنهم لم يسمعوا قول الرسول (ص) (( الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ))
بلى والله سمعوا هذه الأقوال ووعوها ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها واجتمعوا على جيفة أفتضحوا بأكلها , وأعيتهم الحيل فلم يجدوا إلا طلب الدنيا بالدين ولم يجد من ادعوا أنهم علماء مسلمين شيعة إلا انتهاك حرمة أمير المؤمنين (ع) وإضافة جرح جديد إلى جراحه وقرح أدمى فؤاده
فأعاد أئمة الضلال العلماء غير العاملين مصيبة سقيفة بني ساعدة كيومها الأول ومهدوا الطريق لكسر ضلع الزهراء (ع) من جديد ولكن هذه المرة مع الإمام المهدي (ع) فيوم كيوم رسول الله (ص) وذرية كذرية رسول الله(ص) فبالأمس كان علي(ع) وولده واليوم الإمام المهدي(ع) وولده
فهل من عاقل فينقذ نفسه من النار ويفلت من قبضة كفار قريش في هذا الزمان ويتحصن بموالاة أولياء الله سبحانه ولا يخدعكم الشيطان ( لعنه الله ) ويجعلكم تقدسون العلماء غير العاملين الذين يحاربون الله ورسوله ويحرَفون شريعته أعرضوا أقوالهم وأفعالهم على القرآن وعلى سنة الرسول وأهل بيته (ع) فستجدونهم في وادي والرسول والقرآن في وادٍ آخر العنوهم كما لعنهم رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) وابرءوا منهم كما برأ منهم رسول الله (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا)
حيث قال (( لأبن مسعود :
يابن مسعود الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء , فمن أدرك ذلك الزمان ( أي زمان ظهور الإمام المهدي (ع) ) ممن يظهر من أعقابكم فلا يسلم عليهم في ناديهم ولا يشيع جنائزهم ولا يعود مرضاهم فإنهم يستنون بسنتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملتكم , أولئك ليسوا مني ولست منهم … إلى أن يقول (صلى الله عليه واله الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا) :
يابن مسعود يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض بكفه الجمرة فإن كان في ذلك الزمان ذئباً وإلا أكلته الذئاب .
يابن مسعود علمائهم وفقهائهم خونة فجرة ألا إنهم أشرار خلق الله , وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم صم بكم عمي فهم لا يرجعون ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيراً , كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب , إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق , لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ,
يابن مسعود يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرايعي إنهم مني براء وأنا منهم برئ .
يابن مسعود لا تجالسوهم في الملأ ولا تبايعوهم في الأسواق ولا تهدوهم إلى الطريق ولا تسقوهم الماء , قال الله تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ) (هود:15) , يقول الله تعالى : ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ) (الشورى:20) ,
يابن مسعود وما أكثر ما تلقى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم , والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير , قال : فبكى رسول الله وبكينا لبكاءه وقلنا : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال :رحمة للأشقياء يقول تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) (سـبأ:51) يعني العلماء والفقهاء ,
يابن مسعود من تعلم العلم يريد به الدنيا وآثر عليه حب الدنيا وزينتها أستوجب سخط الله عليه وكان في الدرك الأسفل من النار مع اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب الله تعالى , قال الله تعالى : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )
يابن مسعود من تعلم القرآن للدنيا وزينتها حرم الله عليه الجنة ,
يابن مسعود من تعلم العلم ولم يعمل بما فيه حشره الله يوم القيامة أعمى ومن تعلم العلم رياء وسمعة يريد به الدنيا نزع الله بركته وضيق عليه معيشته ووكله الله إلى نفسه ومن وكله الله الى نفسه فقد هلك قال الله تعالى : (فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )
يابن مسعود فليكن جلساؤك الأبرار وإخوانك الأتقياء والزهاد لأنه تعالى قال في كتابه : ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
يابن مسعود أعلم أنهم يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم فلا يكون فيهم الشاهد بالحق ولا القوامون بالقسط , قال الله تعالى : ( كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ) (النساء: 135) ،
يابن مسعود يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم ....... ) . إلزام الناصب ج 2 , ص 131-132.
هذا هو حال هؤلاء العلماء غير العاملين على لسان رسول الله (ص) لأنهم يدّعون أنهم مسلمون وشيعة وفي نفس الوقت يقرون تنحية علي (ع) ويظلمون علي (ع) فلعنة الله على كل ضال مضل نصب نفسه إماماً للناس وصنماً وإلهاً يعبد من دون الله ,
ويكمل الامام احمد الحسن (ع) قائلا
والمهم أن
على عامة الناس أن يجتنبوا اتباع العلماء غير العاملين لأنهم يقرون حاكمية الناس والانتخابات والديمقراطية التي جاءت بها أمريكا ( الدجال الأكبر )
وعلى الناس إقرار حاكمية الله وأتباع الإمام المهدي (ع)
وإلا فماذا سيقول الناس لأنبيائهم وأئمتهم ؟
وهل يخفى على أحد أن جميع الأديان الإلهية تقر حاكمية الله وترفض حاكمية الناس ,
فلا حجة لأحد في اتباع هؤلاء العلماء بعد أن خالفوا القرآن والرسول وأهل البيت (ع) وحرفوا شريعة الله سبحانه وتعالى وهؤلاء هم فقهاء آخر الزمان الذين يحاربون الإمام المهدي (ع) فهل بقي لأحد ممن يتبعهم حجة ؟!!! بعد أن اتبعوا إبليس ( لعنه الله ) وقالوا بحاكمية الناس
مع أن جميع الأديان الإلهية تقر حاكمية الله سبحانه ,
فاليهود ينتظرون إيليا (ع) والمسيح ينتظرون عيسى (ع) والمسلمون ينتظرون المهدي (ع) ,
فهل سيقول اليهود لـ إيليا أرجع فلدينا انتخابات وديمقراطية وهي أفضل من التعيين الإلهي؟!
وهل سيقول المسيح لعيسى (ع) أنت يا راكب الحمار يا من تلبس الصوف وتأكل القليل وتزهد في الدنيا أرجع فلدينا رؤساء منتخبين يتمتعون بالدنيا طولا وعرضاً بـحلالها وحرامها وهم يوافقون أهوائنا وشهواتنا ؟!
هل سيقول المسلمون وبالخصوص الشيعة للإمام المهدي (ع) أرجع يابن فاطمة فقد وجد فقهائنا الحل الأمثل وهو الديمقراطية والانتخابات؟!
وهل سيقول مقلدة الفقهاء فقهاء آخر الزمان للإمام المهدي (ع) لقد تبين لفقهائنا أن الحق مع الشورى والسقيفة والانتخابات ؟!
وهل سيقولون أخيراً إن أهل السقيفة على حق وأن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) متشدد ؟!
أم ماذا سيقولون وكيف سيحلون هذا التناقض الذي أوقعوا أنفسهم فيه ؟! .
ولا أقول لهؤلاء الفقهاء – بحسب الرأي السائد عنهم وإلا فإني لا أعتبرهم فقهاء – إلا ما يقوله الإنسان العراقي البسيط ( هو لو دين لو طين ) وأنتم سويتوها طين بطين .
فنحن الشيعة نعترض على عمر ابن الخطاب أنه قال شورى وانتخابات واليوم أنتم يا فقهاء آخر الزمان تقرون الشورى والانتخابات فما عدا مما بدا ؟!.
وعلى كل حال فأن التوراة الموجودة حالياً والإنجيل الموجود حالياً يقران حاكمية الله في أرضه لا حاكمية الناس وهما كتابان سماويان ويمثلان حجة دامغة على اليهود والمسيح , وقد أجهد منظري الديمقراطية في الغرب لرد هذه النصوص الموجودة في التوراة حتى رجح بعضهم تحريفها كسبينوزا في كتاب اللاهوت والسياسة ليتخلص من هذه النصوص التي تؤكد حاكمية الله في أرضه وترفض حاكمية الناس ,
أما القرآن فهو من البداية إلى النهاية يقر حاكمية الله ويرفض حاكمية الناس ولا يهمنا الفهم السقيم لمن يريد أن يحرف كلمات الله بحسب هواه وليدافع عن فلان وفلان أو عن الاعتقاد الفلاني مع فساد من يدافع عنهم وبطلان ما يعتقد مع أن هذا الفساد بين لا يحتاج إلى كثير من العناء لمعرفته .
وهنا يحضرنا سوال سيدي ارجوا ان تحكمه لنا وجزاك الله الف خير يا انور السموات والارض
ما حكم الامة التي باعت كتاب الله تعالى ( القرآن الكريم)وكتبت بيدها كتاباً جعلوه دستوراً لهم بدل دستور المسلمين ، وباعت العترة الطاهرة(ع) المتمثلة بشخص الإمام الحجة بن الحسن (ع) وبايعت غيره من الناس الذين لا يحكمونبحكم الله ؟ هل تُلحق بالامة المنقلبة على رسول الله (ص) ، هل توصف بالكفر امبالظلم والفسوق ؟ وهل تستتاب ؟ وهل يحمل وزرها علماء الخيانة والظلالة ؟!
ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
توصف بما يوصف به من ترك امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) وذهبالى السقيفة والشورى .
السيد احمد الحسن
وصي ورسول الإمام المهدي
الجواب المنير ج 2
سلام عليك سيدي الامام احمد الحسن نصحت فا ابلغت
ويكمل الامام احمد الحسن (ع ) قائلا
ولنبدأ بالآيات التي تثبت حاكمية الله في أرضه :-
1- ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(آل عمران:26):- هذه الآية واضحة الدلالة على أن الملك لله وهو سبحانه يستخلف من يريد قال تعالى : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: 30) فليس لأحد بعد هذه الآية أن يعيّن ملكاً أو ينتخب ملكاً أو حاكماً مالم يعينه الله سبحانه وتعالى وهذا الملك أو الحاكمية الإلهية يهبها الله لمن يشاء وليس ضرورياً أن يحكم بالفعل الملك المعين من الله فربما غُلب على أمره وأبعد عن دفة الحكم كما هو حاصل على طول الخط في مسيرة الإنسانية فلم يحكم إبراهيم (ع) بل حكم النمرود (لعنه الله) ولم يحكم موسى(ع) بل حكم فرعون (لعنه الله) ولم يحكم الحسين (ع) بل حكم يزيد (لعنه الله) وهكذا قال تعالى ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (النساء:54)
فمع أن آل إبراهيم (ع) قد أوتوا الملك و الحاكمية الإلهية على طول الخط ولكنهم استضعفوا وقهروا وأبعدوا عن دفة الحكم واستولى عليها الظلمة
ونسالك سيدي عن تفسير اية من القران الكريم وانتم قران الله
قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَفِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَالَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُفَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَالْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَالظَّالِمِينَ) (البقرة:258)
ما معنى تفسير الآية أعلاه ؟ من الذي حاج إبراهيم ؟ هل هو الذي كفرأم غيره ؟ ومن هو غيره ؟
ج / بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
الذي جادل إبراهيم (ع) هو نمرود (لعنه الله) والذي بُهت هو كل كافربرسالات السماء نمرود وغير نمرود كبعض الشيعة أومن يدعون انهم شيعة ويحاربون وصيالإمام المهدي (ع) ويكفرون برسالات السماء وحجج الأنبياء والأوصياء وقد وصفهمالباقر (ع) بأنهم ثمود لعنهم الله وأخزاهم وأسكنهم في قعر الجحيم مع أصحاب السقيفةالأولى لأنهم أصحاب السقيفة الثانية ، علماء آخر الزمان غير العاملين الذين خدعواالناس وحرفوا الدين الإلهي وشرعوا واحلوا وحرموا بأهوائهم .
السيد احمد الحسن
اذا
فواجب الناس هو تمكين خليفة الله في أرضه من دفة القيادة فإن لم يفعلوا فحظهم ضيعوا وربهم أغضبوا .
. قال الصادق (ع) (…أ ما ترى الله يقول ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها يقول ليس لكم أن تنصبوا إماما من قبل أنفسكم تسمونه محقا بهوى أنفسكم و إرادتكم ثم قال الصادق ع ثلاثة لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله أو جحد من نصبه الله ) (تحف العقول ص325 )
2- قصة طالوت ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) (البقرة246) .
وهذه جماعة مؤمنة صالحة من بني إسرائيل تؤمن بحاكمية الله سبحانه وتعالى فلم يعيينوا أحد بل طلبوا من الله أن يعين لهم ملكاً وهذا أعظم الأدلة على أن القانون الإلهي في جميع الأديان الإلهية يقر أن الحاكم يعينه الله لا الناس بالانتخابات
3- أني جاعل في الأرض خليفة ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (البقرة:30)
يجب أن يكون خليفة الله هو الحاكم في الأرض وأول خليفة هو آدم (ع) ولكل زمان خليفة لله في أرضه وفي هذا الزمان خليفة الله هو المهدي (ع) فيجب أن يمكنه الناس من الحكم لأنه هو المعين من الله سبحانه وتعالى لا أن يعارض بالانتخابات والديمقراطية .
4- قال تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون) (المائدة: 44) ، وقال تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (المائدة: 45) ، وقال تعالى ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (المائدة: 47) .
من البديهي أن الحاكم يواجه مشاكل مستجدة في كل زمان ولابد له من تسديد وعلم خاص من الله يعلم به حكمه سبحانه وتعالى فيما أستجد من الأحداث فمن أين لغير خليفة الله أن يحكم بما أنزل الله , فالثابت أنه لا يتسنى لأحد أن يحكم بما أنزل الله إلا خليفة الله في أرضه .
أما ما ينقض حاكمية الناس والانتخابات فكثير جداً
وهذه حادثة واحدة لمن ألقى السمع وهو شهيد .* قصة موسى مع قومه ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) (الأعراف:155)
فهذا موسى (ع) نبي معصوم أختار سبعين رجلاً من خيرة بني إسرائيل كفروا بأجمعهم وتمردوا عليه وعلى أمر الله سبحانه وتعالى فإذا كان نبي معصوم وهو موسى (ع) يختار سبعين رجلاً لمهمة إلهية لا يخرج منهم واحد أهل لهذه المهمة فكيف بعامة الناس أن يختاروا حاكم وملك ولعلهم يختارون شر خلق الله وهم لا يعلمون .
وفي هذه الأدلة كفاية لمن طلب الحق ومن أراد المزيد فالقرآن بين يديه يهتف في أسماع الغافلين ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ * قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ * إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ * وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) (الأنبياء 105-112) .
واكمل بحثي مما خطته اليد الكريمة للامام احمد الحسن ع ومن القران الذي يهتف في اسماعنا ويقوم به طريقنا
ولمعرفة حاكمية الله وعدم الوقوع في حاكمية ابليس (لع) حاكمية الناس لا بد لنا من ان نمر على اضاءة ينور بها طريقنا الامام احمد الحسن ع وهي
أضاءة من دعوة يوسف ع
دعوة يوسف (ع) في مصر لماذا ؟!.
إجابة هذا السؤال تفتح الباب
لمعرفة الحكمة من اختيار مكان بعث الأنبياء والمرسلين (ع) .
وأيضاً لمعرفة الحكمة من نقل يوسف (ع) من حضن أبيه إلى ارض مصر .
وأيضاً لمعرفة المهمة الأولى التي تكفلها الأنبياء والمرسلون (ع)
فالإجابة على هذا السؤال حجر مبارك يصيب ثلاثة عصافير وربما أكثر لا كما يقول المثل عصفوران بحجر .
ويبدأ الجواب من العودة إلى أول خليفة لله في أرضه وهو آدم (ع) وهذا أجمع عليه أصحاب الديانات الإلهية وفي القرآن (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)البقرة 30.
هذه الخلافة التي رفضها إبليس لعنه الله وتابعه على هذا الرفض أكثر بني آدم (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ)الحجر 42 . وتشكلت على طول الخط جهتين ،
جهة الحق يمثلها خليفة الله في أرضه ومن تبعه وجهة الباطل ويمثلها المنكرون لخليفة الله في أرضه وهم الحكام والعلماء غير العاملين ومن تبعهم .
وبما أن خليفة الله في أرضه آدم (ع) ومن خلفه من الأوصياء من ذريته (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ال عمران 34 يمثلون الله في الأرض فحكمهم حكم الله وأمرهم أمر الله ونهيهم نهي الله (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) النجم 3-4
فقد تشكلت جبهة من جبهات الباطل تواجه الأوصياء في صميم دعوتهم وادعاءهم (ع) حيث ادعى هؤلاء الدجالون أنهم خلفاء الله في أرضه
وهم أصناف كثيرة
منهم من ادعى النبوة الباطلة أو الإمامة الباطلة أو الملك الباطل أي إنهم ادعوا أنهم من الله ويمثلون الله بينما هم من الشيطان ويمثلون الشيطان وخدعوا كثير من الناس واتبعهم كثير من الناس
ولهذا جاءوا الأنبياء ليدافعوا عن الخط الإلهي الحقيقي ودعوة الله الحقيقية وبينوا للناس حقهم وان هؤلاء الدجالون مغتصبون لحقهم وتقمصوا مراتبهم (ع) .
ولعل من اخطر هؤلاء المدعيين هم الفراعنة في مصر لأنهم ادعوا أنهم هم السلالة المباركة الطيبة من ذرية آدم (ع) وان خلافة الله فيهم بل هم ادعوا أنهم فوق مستوى البشر وان لهم مرتبة من مراتب الإلوهية على بقية بني آدم (ع) . فيجب ان يطيعهم الكل طاعة عمياء دون تفكر أو تدبر في حالهم المخزي وسلوكهم المنحرف عن تعاليم الدين الإلهي
ولهذا كان لابد من مواجهة هذا التحريف والانحراف وفضح رموزه وبيان الحق وأهله فكان يوسف (ع) النبي المرسل هو المختار من الله سبحانه وتعالى لهذه المهمة الشاقة وذات الشوكة .
ولهذا نقل يوسف (ع) إلى مصر ليواجه هؤلاء المدعين ويبين الحق ويفضحهم ويمهد الطريق لقائم آل إبراهيم (ع) موسى (ع)
وقد نجح يوسف (ع) نجاح عظيم وكبير لا نجد نتائجه في عصر يوسف (ع) وعند عامة الناس فقط بل نجد نتائجه المباركة بعد مئات السنين في عصر موسى (ع) وفي قصر فرعون بالذات ،
وهذا مؤمن آل فرعون في عصر موسى (ع) وهذا خطابه (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ)غافر 34
إذن يوسف (ع) نقل إلى مصر ليحقق مهمة إلهية كبرى
فمكان بعثة يوسف (ع) مصر التي كانت تمثل مركز دعوة الشيطان في ذلك الزمان
وعندما تحارب العدو في عقر داره وتنتصر فهذا يدل على القوة والهيمنة التي تملكها وهي قوة وهيمنة الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء القادر أن يجعل يوسف (ع) الصبي الصغير يهدم مملكة الشيطان ويسيطر عليها ويهدي الكثير من أهلها إلى الحق .
فهو في مصر يخاطب أهلها الذين يتبعون الفرعون ويعتبرونه خليفة الله في أرضه بل وممثل اللاهوت في الأرض بهذا الخطاب (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)يوسف 37
ومع أن الثابت والمعروف تاريخياً أن الفراعنة لعنهم الله كانوا يروجون للعالم الآخر ووجوده
ولكن في الحقيقة لم يكن ترويجهم عن إيمان ويقين بالآخرة بل كانوا يروجون له وعلى إنهم أسياده وملوكه وحكامه ولن يكون نصيب فيه إلا لمن يتبعهم ويشايعهم
ولهذا يوسف (ع) بين هذه الحقيقة بكل وضوح أنهم (لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وأنهم (بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)
فهم يدَّعون الإيمان لينتفعوا به دنيوياً ويهيمنوا من خلال ادعائهم على الناس بالخداع والدجل .
ثم أن يوسف (ع) لا يكتفي بفضح المدعين والدجالين بل يبين أصحاب الحق لأهل مصر
وأيضاً بكل وضوح ويسميهم بأسمائهم بل ويبين انتسابه لهم مع أن المفروض انه غير معروف النسب بل صبي التقطه بعض السيارة . (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) يوسف 38
ويبين يوسف (ع) العقيدة الحقة وأنها عقيدته وعقيدة آباءه الأنبياء (ع) (مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) يوسف 38
ويستمر في فضح الفراعنة وان ربوبيتهم ربوبية باطله لا تنبع من ربوبية الله سبحانه وتعالى ولا علاقة لها بربوبية الله سبحانه وتعالى (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) يوسف 39
ثم يختم يوسف (ع) دعوته إلى الحق ببيان اصل دعوة أهل الباطل وعدم ارتباطها بالله سبحانه وتعالى {مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40
إذن التفتوا هؤلاء الفراعنة (الدجالون والعلماء غير العاملين والحكام) دعوتهم
(مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان) يوسف 40
لأنها قوانين وأسماء وضعها الناس وما يضعه الناس ان لم يكن من الله فهو من الشيطان وعبادة للشيطان (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ)
وكما قال رسول الله محمد (ص) (من استمع إلى ناطق فقد عبده فان كان ينطق عن الله فقد عبد الله وان كان ينطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان ) .
أما إن كنتم تطلبون الحق فهو في (الملك لله ) وحاكمية الله (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) هذا هو الدين الحق الذي يرضاه الله وان جهله الناس ولم يرضوه ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)
هذا هو الحق بينه يوسف(ع) بخير بيان
والله بين ان الملك له سبحانه وتعالى وهو الذي يُعيِّن وينصب من يشاء وليس للناس الاعتراض أو تنصيب من يشاءون أو اغتصاب الملك
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ال عمران 26
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) الفرقان 2
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الملك 1
ثم هو سبحانه يسألهم سؤال مستنكر لعملهم في الاستحواذ على الملك وإقصاءهم لخلفاء الله في أرضه الأنبياء والأوصياء أو كما سماهم سبحانه (النَّاسَ)
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) النساء 53
ياله من سؤال وياله من سائل وياله من خزي للمسؤولين فبماذا سيجيبون ؟!
هل سيقولون ان الملك لهم وليس لله أم سيقولون انهم شركاء لله في ملكه (لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ )
حقا انه
خزي وعار لمن نصبوا أنفسهم ،
ولمن نصبوا غيرهم (بالانتخابات والشورى ) ،
لمن ادعوا بعملهم ان الملك لهم لا لله ،
ولمن ادعوا بعملهم انهم شركاء لله في ملكه.
فإن كانوا يريدون الخلاص من هذا الخزي أمام الله
فليعترفوا أن الله يؤتي ملكه من يشاء وقد شاء الله أن يكون ملكه في آل ابراهيم (ع) ثم آل محمد (ع) وهم من آل ابراهيم (ع) ثم في آل محمد بن الحسن المهدي (ع) وهم من آل محمد (ع) وهم من آل ابراهيم (ع) . (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) النساء 54 .
واخيرا اختم البحث بجزء من نصيحة الامام احمد الحسن (ع) وهو يقول لنا
لقد واجه الحسين (ع) في كربلاء إبليس (لع) عدو بني آدم القديم ، الذي توعد أن يظلهم عن الصراط المستقيم ، ويرديهم في هاوية الجحيم .
ولقد انتصر الحسين (ع) وأصحابه (ع) في هذه المواجه .
فأما الحكام الظلمة فقد قتلهم الحسين (ع) ،
وبيَّن بطلان حاكمية الناس بكل صورها ، سواء كانت بالشورى فيما بينهم (الانتخابات) أم بالتنصيب من الناس ،
وبين الحسين (ع) أن الحاكمية لله سبحانه وتعالى لأنه مالك الملك ، فله أن ينصب سبحانه وتعالى وعلى الناس أن تقبل تنصيبه ومن يرفض تنصيب الله سبحانه وتعالى فقد خرج عن عبوديته سبحانه كخروج إبليس لعنه الله لما اعترض على تنصيب آدم (ع) خليفة لله في أرضه ورفض طاعته والخضوع له فلا يستجلبكم إبليس بندائه ولا يُعديكم بدائه قال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:26) .
وأما العلماء غير العاملين فقد فضحهم الحسين (ع) وأزال برقع القدسية الزائفة عن وجوههم المظلمة النتنة وبقي موقف الحسين (ع) في كربلاء ميزان الحق والعدل والتوحيد يستعمله من أراد استعماله في كل زمان ليرى من خلاله الوجوه الممسوخة لعلماء الضلالة غير العاملين من وراء براقع القدسية الزائفة .
وأما الدنيا وزخرفهافقد طلقها الحسين (ع) وأصحابه (ع) وساروا في ركب الحقيقة ، والنور الإلهي وهذا الميزان الثاني الذي رسخه الحسين (ع) بدمه المقدس بالفعل لا بالقول ،
فبين (ع) بفعله إن الدنيا والآخرة ضرتان لا تجتمعان في قلب إنسان ،
فإذا دخلت إحداهما في قلب الإنسان خرجت الأخرى وإذا سار الإنسان إلى إحداهما ابتعد عن الأخرى ، فمن أراد الله سبحانه وأراد الآخرة لا محيص له عن طلاق الدنيا .
واما الأنا فيكفي أن نقول إن الجود بالنفس غاية الجود ، لقد قوتلت الأنا في كربلاء قتالا عظيما وانتصرت الإنسانية على الأنا في كربلاء ، انتصاراً ترسّخَ ميزاناً إلهياً عادلاً يعطي لكل ذي حقٍ حقه ، ميزان الشهادة التي شهدها الحسين (ع) وأصحابه (ع) بدمائهم أن لا اله إلا الله .
وأما إبليس لعنه الله ففي واقعة كربلاء وضع الحسين (ع) الأغلال في يديه وفي رجليه وغرس حربة في صدره ، فلا يزال متشحطاً بدمه يئن من تلك النازلة العظيمة التي نزلت به ، حتى يضرب القائم عنقه في مسجد الكوفة .
لقد مهد الحسين (ع) الطريق لدولة العدل الإلهي
وكأن الحسين (ع) ذبح في كربلاء ليملك القائم (ع) من ولده
وكأن الحسين (ع) فداء لدولة العدل الإلهي ولملك الله سبحانه وتعالى (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات:107) وهكذا كان هذا الفداء أوضح علامات الطريق إلى الله سبحانه وتعالى ، ولم يستطع علماء الضلالة غير العاملين على مر العصور اغتيال الحسين (ع) أو درسه ،
ولا يزال وسيبقى علماً يرفرف في السماء لمن طلب الحق .
ولا نخاف ولا نخشى على الحسين (ع) من أصوات الحمير ، قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً )(الجمعة: 5) ، وقال تعالى (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان:19)
او قل العلماء غير العاملين الذين قرروا اغتيال الحسين (ع) فقالوا إن الحسين يؤيد حاكمية الناس .
وهو الذي قتل لنقض حاكمية الناس ، واثبات حاكمية الله سبحانه وتعالى ،
وقالوا إن الحسين (ع) يخضع ويداهن الأمريكان بفعلهم وادعائهم تمثيله ،
وهو (ع) أبي الضيم الذي رفع سيفه بوجه الظلم والفساد حتى آخر لحظة من حياته (ع) ، وقالوا أن الحسين يؤيد حرية أمريكا وديمقراطيتها
والحسين (ع) عبد الله سبحانه وتعالى ولم يعرف إلا العبودية لله سبحانه وتعالى وامتثال أوامره ونواهيه سبحانه وتعالى
لقد كفر هؤلاء العلماء غير العاملين بحاكمية الله سبحانه وتعالى وأمنوا بالديمقراطية (ديمقراطية أمريكا) وسموها الحرية .
وبالحق أقول لكم إن هؤلاء العلماء غير العاملين الذين يؤيدون حرية أمريكا وديمقراطيتها أحراراً فلو كانوا عبيدا لله لاستحوا من الله .
إن الحرية التي عرفها الحسين (ع) وآباءه وأبناءه الطاهرين (ع) هي الكفر بعبودية الطاغوت والأيمان بعبودية الله سبحانه وتعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)(البقرة: 256) .
انصفوا أنفسكم واعطفوا بقلوبكم على الحكمة .
(نصيحة الى طلبة الحوزة في النجف وقم للامام احمد الحسن ع)
واخيراأقول لكم : أين الشورى الديمقراطية الانتخابات التي تزعمون؟!
ويحضرني شعر نسب للإمام علي عليه السلام في خصوص الشورى قال:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب
Comment