اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
قيل لأمير المؤمنين : ما الاستعداد للموت ؟.. قال : أداء الفرائض ، واجتناب المحارم ، والاشتمال على المكارم ، ثمّ لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه ، والله !..ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه.
قال أمير المؤمنين : لا غائب أقرب من الموت ، أيّها الناس !..إنّه من مشى على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها ، والليل والنهار مسرعان في هدم الأعمار ، ولكلّ ذي رمق قوت ، ولكلّ حبّة آكل ، وأنت قوت الموت ، وإنّ من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد ، لن ينجو من الموت غنيّ بماله ، ولا فقير لإقلاله .
كان أمير المؤمنين بالكوفة إذا صلّى العشاء الآخرة ، ينادي الناس - ثلاث مرّات - حتى يُسمع أهل المسجد :
أيّها الناس !..تجهّزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل ، فما التعرّج على الدنيا بعد نداءٍ فيها بالرحيل ؟!..
تجهّزوا رحمكم الله ، وانتقلوا بأفضل ما بحضرتكم من الزاد وهو التقوى ، واعلموا أنّ طريقكم إلى المعاد ، وممرّكم على الصراط ، والهول الأعظم أمامكم ، وعلى طريقكم عقبة كؤد ، ومنازل مهولة مخوفة ، لا بدّ لكم من الممر عليها والوقوف بها ، فإمّا برحمة من الله فنجاة من هولها ، وعِظَم خطرها ، وفظاعة منظرها ، وشدّة مختبرها ، وإمّا بهلكة ليس بعدها انجبار .
قال أمير المؤمنين : الموت طالب ومطلوب ، لا يعجزه المقيم ولا يفوته الهارب ، فقدِّموا ولا تتّكلوا ، فإنّه ليس عن الموت محيص ، إنّكم إن لم تُقتلوا تموتوا
والذي نفس عليّ بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من موت على فراش .