
اللهم صل على محمد وال محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما
في الخبر المروي عن عيون المعجزات عن سلمان ، قال (( كان النبي

جالساً بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه ، وهو مقبل علينا بالحديث ، إذ نظرنا إلى زوبعة قد إرتفعت و أثارت
الغبار ، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت بحذاء النبي

ثم برز منها شخص كان فيها ،
ثم قال : يا رسول الله ، إني وافد قومي ، وقد إستجرنا بك فأجرنا ، وابعث معي من قِبلك
من يشرف على قومنا ،فإنّ بعضهم قد بغى علينا ، ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه ، وخذ عليّ
العهود والمواثيق المؤكّدة أن أردّه إليك سالماً في غداة غد ، إلاّ أن يحدث عليّ حادثة من عند الله ..
فقال له النبي

فقال : أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع ، فلمّا مُنعنا من ذلك آمنّا ،
ولمّا بعثك الله نبياً آمنّا بك على ما علمته ، وقد صدّقناك ، وقد خالفنا بعض القوم ، و أقاموا على ما كانوا عليه ،
فوقع بيننا وبينهم الخلاف ، وهم أكثر منّا عدداّ و قوّة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي ، و أضرّوا بنا وبدوابّنا ،
فابعث معي من يحكم بيننا بالحقّ..
فقال له النبي

قال : فكشف لنا عن صورته ، فنظرنا ،فإذا هو شيخ كبير ، عليه شعر كثير ، وإذا رأسه طويل ، طويل العينين
، عيناه في طول رأسه ، صغير الحدقتين ، وله أسنان كأنها أسنان السباع .
ثم إن النبي

معه ، فلما فرغ من ذلك إلتفت

فإنظر إلى ما هم عليه ، واحكم بينهم بالحق ّ.
فقال يا رسول الله ، وأين هم ؟
قال : هم تحت الأرض .
فقال أبوبكر : وكيف أطيق النزول تحت الأرض ، وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم .
ثم إلتفت إلى عمر فقال له مثل قول أبي بكر ، فأجاب مثل جواب أبي بكر .
ثم اقبل على عثمان وقال له مثل قوله لهما ، فأجابه كجوابهما .
ثمّ إستدعى بعليّ

وتنظر إلى ما هم عليه ، وتحكم بينهم بالحق .
فقام أمير المؤمنين

قال سلمان : فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي ، فلمّا توسّطاه نظر إليّ أمير المؤمنين

قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبدالله ، فارجع ،
فوقفت أنظر إليهما ، فانشقّت الأرض ودخلا فيها ، وعدت إلى ما كنت ،
ورجعت وقد تداخلني من الحسرة ما الله أعلم به ، كلّ ذلك إشفاقاً على أمير
المؤمنين

فلمّا أصبح النبي


وارتفع النهار ، وأكثر الناس الكلام إلى أن زالت الشمس ،
وقالوا : إنّ الجنّيّ إحتال على النبي

أراحنا الله من أبي تراب وذهب عنّا إفتخاره بابن عمّه علينا ،
وأكثروا الكلام إلى أن صلّى النبي

إلى مكانه ، وجلس على الصفا ( وما زال أصحابه بالحديث إلى أن وجبت صلاة العصر ، وأكثر القوم الكلام ، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين



وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين



مالذي حبسك عنّي إلى هذا الوقت ؟
فقال

فدعوتهم إلى ثلاث خصال ، فأبوا عليّ ؛ وذلك أني دعوتهم
إلى الإيمان بالله تعالى
والإقرار بنبوّتك ورسالتك ، فأبوا .
فدعوتهم إلى أداء الجزية ، فابوا ،
فسألتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المراعي لعرفطة وقومه ، وكذلك الماء ، فأبوا ذلك كله ،
فرفعت سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء ثمانين ألفاً ، فلمّا نظروا إلى ما حلّ بهم طلبوا الأمان والصلح ،
ثم آمنوا وصاروا إخواناً ، وزال الخلاف ،وما زلت معهم إلى الساعة .
فقال عرفطة : يا رسول الله ، جزاك الله وأمير المؤمنين عنّا خيراً))..
المصدر : غرائب الأخبار ونوادر الآثار
