بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض
لما قتل الأصحاب والأنصار، تقدم الحسين(ع) نحو القوم مصلتاً سيفه، ودعا الناس إلى القتال، فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعاً كثيراً، ثم حمل على الميمنة وهو يقول:
الموت أولى من ركوب العار والـعـار أولـى مـن دخـول النار
وحمل على الميسرة وهو يقول:
أنـا الـحسين بن عـلي آلــيت أن لا أنثنـي
أحـمي عـيالات أبـي أمضي عـلى دين النبي
قال عبدالله بن عمار بن يغوث: ما رأيت مكثوراً قط قد قُتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشاً منه ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد.
فصاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتّال العرب، احملوا عليه من كل جانب، فأتته أربعة آلاف نبلة، وحال الرجال بينه وبين رحله ...
ثم إنه(ع) قصد القوم واشتد به العطش، فحمل من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء وأقحم الفرس الماء، فلما همّ الفرس ليشرب قال الحسين: أنت عطشان وأنا عطشان، فلا أشرب حتى تشرب! فرفع الفرس رأسه كأنه فهم الكلام، ولما مدّ الحسين يده ليشرب ناداه رجل: أتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟! فرمى الماء ولم يشرب وقصد الخيمة.
وبينما هو يودع عياله ثانياً، صاح عمر بن سعد: ويحكم اهجموا عليه مادام مشغولاً بنفسه وحرمه، والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم، فحملوا عليه يرمون بالسهام ... فحمل عليهم كالليث الغضبان، فلا يلحق أحداً إلاّ بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه من كل ناحية وهو يتقيها بصدره ونحره.
ورجع إلى مركزه يكثر من قول "لا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم".
ورماه أبو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته، فنزعه وسالت الدماء على وجهه، فقال: اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً.
وصاح بصوت عال: يا أمة السوء، بئسما خلفتم محمداً في عترته، أما أنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي، وايم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.
ولما ضعف على القتال وقف يستريح، فرماه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه، فرماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب فوقع على قلبه، فقال: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. ورفع رأسه إلى السماء، وقال: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره!
ثم أخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده تحت الجرح، فلما امتلأت رمى به نحو السماء وقال: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله. فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض! ثم وضعها ثانياً فلما امتلأت لطخ به رأسه ووجهه ولحيته، وقال: هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله(ص) وأنا مخضب بدمي، وأقول: يا جدي قتلني فلان وفلان.
وأعياه نزف الدم فجلس على الارض ينوء برقبته فانتهى اليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف على راسه وكان عليه برنس فامتلأ البُرنس دماً فقال الحسين: لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين ثم ألقى البُرنس واعتم على القلنسوة .
وبقي الحسين مطروحاً علی الأرض ملياً ولو شاؤوا ان يقتلوه لفعلوا الا ان كل قبيلة تتكل على غيرها وتكره الاقدام فصاح الشمر: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد اثخنته السهام والرماح احملوا عليه فضربه زرعة بن شريك على كتفه الايسر ورماه الحُصين في حلقه وضربه آخر على عاتقه وطعنه سنان بن انس في ترقوته ثم في بواني صدره ثم رماه بسهم في نحره وطعنه صالح بن وهب في جنبه قال هلال بن نافع كنت واقفاً نحو الحسين فرأيته يجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخاً بدمه احسن منه ولا انور وجهاً ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله فاستسقى في هذه الحال ماءً فأبوا ان يسقوه وقال له رجل لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها فقال عليه السلام: انا ارد الحامية وإنما ارد على جدي رسول الله واسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر واشكو اليه ما ارتكبتم مني و مافعلتم بي فغضبوا بأجمعهم حتى كأن الله لم يجعل في قلب احدهم من الرحمة شيئاً واقبل فرس الحسين يدور حوله ويلطخ ناصيته بدمه فصاح ابن سعد دونكم الفرس فانه من جياد خيل رسول الله فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجليه حتی قتل جماعةً فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع فلما أمن الجواد الطلب اقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلا عالياً قال أبو جعفرالباقر(ع) كان يقول: (الظليمة ، الظليمة ، من امة قتلت ابن بنت نبيها)
وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل فلما نظرن النساء الى الجواد مخزياً والسرج عليه ملويا خرجن من الخدور على الخدود لاطمات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات والى مصرع الحسين مبادرات
فواحدة تحنو عليه تضُّمه وأخری عليه بالرداء تظلل
وأخری بفيض النحر تصبغ شعرها وأخری تفّديه وأخری ُتقبله
وأخری علی خوفٍ تلوذ بجنبه وأخری لما قد نالها ليس تعقل
ونادت أُم كلثوم: وامحمداه واابتاه واعلياه واجعفراه واحمزتاه هذا حسين بالعراء صريع بكربلا ونادت زينب: وا اخاه وا سيداه وا اهل بيتاه ليت السماء أطبقت على الأرض
وليت الجبال تدكدكت على السهل وانتهت نحو الحسين وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بنفسه فصاحت : أي عمر ايقتل أبو عبدالله وأنت تنظر اليه ؟ فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته فقالت: ويحكم اما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها احد ثم صاح ابن سعد بالناس : انزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه المقدس.
ياأحد يا صمد يارب محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعدائهم بددا وأحصهم عددا ولاتدع على ظهر الأرض منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
مصيبة ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض
لما قتل الأصحاب والأنصار، تقدم الحسين(ع) نحو القوم مصلتاً سيفه، ودعا الناس إلى القتال، فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل جمعاً كثيراً، ثم حمل على الميمنة وهو يقول:
الموت أولى من ركوب العار والـعـار أولـى مـن دخـول النار
وحمل على الميسرة وهو يقول:
أنـا الـحسين بن عـلي آلــيت أن لا أنثنـي
أحـمي عـيالات أبـي أمضي عـلى دين النبي
قال عبدالله بن عمار بن يغوث: ما رأيت مكثوراً قط قد قُتل ولده وأهل بيته وصحبه أربط جأشاً منه ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها ولم يثبت له أحد.
فصاح عمر بن سعد بالجمع: هذا ابن الأنزع البطين، هذا ابن قتّال العرب، احملوا عليه من كل جانب، فأتته أربعة آلاف نبلة، وحال الرجال بينه وبين رحله ...
ثم إنه(ع) قصد القوم واشتد به العطش، فحمل من نحو الفرات على عمرو بن الحجاج وكان في أربعة آلاف فكشفهم عن الماء وأقحم الفرس الماء، فلما همّ الفرس ليشرب قال الحسين: أنت عطشان وأنا عطشان، فلا أشرب حتى تشرب! فرفع الفرس رأسه كأنه فهم الكلام، ولما مدّ الحسين يده ليشرب ناداه رجل: أتلتذ بالماء وقد هتكت حرمك؟! فرمى الماء ولم يشرب وقصد الخيمة.
وبينما هو يودع عياله ثانياً، صاح عمر بن سعد: ويحكم اهجموا عليه مادام مشغولاً بنفسه وحرمه، والله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم، فحملوا عليه يرمون بالسهام ... فحمل عليهم كالليث الغضبان، فلا يلحق أحداً إلاّ بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه من كل ناحية وهو يتقيها بصدره ونحره.
ورجع إلى مركزه يكثر من قول "لا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم".
ورماه أبو الحتوف الجعفي بسهم في جبهته، فنزعه وسالت الدماء على وجهه، فقال: اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً.
وصاح بصوت عال: يا أمة السوء، بئسما خلفتم محمداً في عترته، أما أنكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إياي، وايم الله إني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.
ولما ضعف على القتال وقف يستريح، فرماه رجل بحجر على جبهته فسال الدم على وجهه، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه، فرماه آخر بسهم محدد له ثلاث شعب فوقع على قلبه، فقال: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله. ورفع رأسه إلى السماء، وقال: إلهي إنك تعلم أنهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره!
ثم أخرج السهم من قفاه وانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده تحت الجرح، فلما امتلأت رمى به نحو السماء وقال: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله. فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض! ثم وضعها ثانياً فلما امتلأت لطخ به رأسه ووجهه ولحيته، وقال: هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله(ص) وأنا مخضب بدمي، وأقول: يا جدي قتلني فلان وفلان.
وأعياه نزف الدم فجلس على الارض ينوء برقبته فانتهى اليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمه ثم ضربه بالسيف على راسه وكان عليه برنس فامتلأ البُرنس دماً فقال الحسين: لا أكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين ثم ألقى البُرنس واعتم على القلنسوة .
وبقي الحسين مطروحاً علی الأرض ملياً ولو شاؤوا ان يقتلوه لفعلوا الا ان كل قبيلة تتكل على غيرها وتكره الاقدام فصاح الشمر: ما وقوفكم وما تنتظرون بالرجل وقد اثخنته السهام والرماح احملوا عليه فضربه زرعة بن شريك على كتفه الايسر ورماه الحُصين في حلقه وضربه آخر على عاتقه وطعنه سنان بن انس في ترقوته ثم في بواني صدره ثم رماه بسهم في نحره وطعنه صالح بن وهب في جنبه قال هلال بن نافع كنت واقفاً نحو الحسين فرأيته يجود بنفسه فوالله ما رأيت قتيلا قط مضمخاً بدمه احسن منه ولا انور وجهاً ولقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله فاستسقى في هذه الحال ماءً فأبوا ان يسقوه وقال له رجل لا تذوق الماء حتى ترد الحامية فتشرب من حميمها فقال عليه السلام: انا ارد الحامية وإنما ارد على جدي رسول الله واسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر واشكو اليه ما ارتكبتم مني و مافعلتم بي فغضبوا بأجمعهم حتى كأن الله لم يجعل في قلب احدهم من الرحمة شيئاً واقبل فرس الحسين يدور حوله ويلطخ ناصيته بدمه فصاح ابن سعد دونكم الفرس فانه من جياد خيل رسول الله فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجليه حتی قتل جماعةً فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع فلما أمن الجواد الطلب اقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلا عالياً قال أبو جعفرالباقر(ع) كان يقول: (الظليمة ، الظليمة ، من امة قتلت ابن بنت نبيها)
وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل فلما نظرن النساء الى الجواد مخزياً والسرج عليه ملويا خرجن من الخدور على الخدود لاطمات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات والى مصرع الحسين مبادرات
فواحدة تحنو عليه تضُّمه وأخری عليه بالرداء تظلل
وأخری بفيض النحر تصبغ شعرها وأخری تفّديه وأخری ُتقبله
وأخری علی خوفٍ تلوذ بجنبه وأخری لما قد نالها ليس تعقل
ونادت أُم كلثوم: وامحمداه واابتاه واعلياه واجعفراه واحمزتاه هذا حسين بالعراء صريع بكربلا ونادت زينب: وا اخاه وا سيداه وا اهل بيتاه ليت السماء أطبقت على الأرض
وليت الجبال تدكدكت على السهل وانتهت نحو الحسين وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعة من أصحابه والحسين يجود بنفسه فصاحت : أي عمر ايقتل أبو عبدالله وأنت تنظر اليه ؟ فصرف بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته فقالت: ويحكم اما فيكم مسلم ؟ فلم يجبها احد ثم صاح ابن سعد بالناس : انزلوا إليه وأريحوه فبدر إليه شمر فرفسه برجله وجلس على صدره وقبض على شيبته المقدّسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه المقدس.
ياأحد يا صمد يارب محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعدائهم بددا وأحصهم عددا ولاتدع على ظهر الأرض منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا
Comment