بسم الله الرحمن الرحيم
ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
ومضات عاشورائية
لما اصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّی باصحابه صلاه الصبح , قام خطيبا فيهم : فحمد الله واثنی عليه , ثم قال : "ان الله سبحانه وتعالی قد اذن فی قتلکم و قتلي فی هذا اليوم فعليکم بالصبر والقتال " . ثم صفّهم للحرب .
واقبل عمر ابن سعد نحو الحسين فی صلاته . وأخذوا يجولون حول خيام الحسين فيرون النار تضطرم فی الخندق .
فنادی شمر باعلی صوته : "ياحسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامه" .
فقال الحسين :"من هذا کانه شمر ابن ذي الجوشن" .
قيل : نعم . فقال له : " يابن راعيه المعزی انت اولی بها مني صليّا " .
ورام مسلم ابن عوسجه ان يرميه بسهم فمنعه الحسين وقال :" اکره ان ابدأهم بقتال " . ولما نظر الحسين الی جمعهم کانه السيل ,
رفع يديه بالدعاء وقال : " اللهم انت ثقتي في کل کربة , ورجائي في کل شدة , وانت لي في کل أمرنزل بي ثقة وعّدة, کم من هم يضعف فيه الفؤاد , وتقل فيه الحيله , ويخذل فيه الصديق, ويشمت فيه العدو , انزلته بك وشکوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك, فکشفته وفرجته , فأنت ولي کل نعمة , ومنتهی کل رغبة " .
ثم دعا براحلته فرکبها ونادی بصوت عال يسمعه جلهم : " ايها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتی أعظکم بما هو حق لکم عليّ , وحتی اعتذر اليکم من مقدمي عليکم , فإن قبلتم عذري وصدّقتم قولي واعطيتموني النصف من انفسکم , کنتم بذلك أسعد ولم يکن لکم عليّ سبيل , و ان لم تقبلوا مني العذرولم تعطوا النصف من انفسکم فأجمعوا امرکم وشرکائکم ثم لا يکن امرکم عليکم غمّة ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون , ان وليّ الله الذي نزل الکتاب وهو يتولی الصالحين " .
فلما سمعن النساء هذا منه صحن وبکين وارتفعت اصواتهنّ فأرسل إليه ان أخاه العباس وابنه علياً الأکبر وقال لهما : " إسكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن " .
ولما سكتن حمد الله واثنی عليه وصلّی علی محمد وعلی الملائکة و قال في ذلك ما لايحصی ذکره ولم يسمع متکلم قبله ولا بعده ابلغ منه في منطقه ثم قال : " الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال , متصرفة بأهلها حال بعد حال , فالمغرور من غرته , والشقي من فتنته , فلا تغّرنکم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من رکن اليها , وتخيّب طمع من طمع فيها . وأراکم قد أجتمعتم علی أمرٍ قد أسخطتم الله فيه عليکم , واعرض بوجهه الکريم عنکم , واحّل بکم نقمته , وجنبّکم رحمته , فنعم الربّ ربّنا وبئس العبيد انتم . أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد (صلّی الله عليه واله وسلم) ثم انکم ذهبتم الی ذريته وعترته تريدون قتلهم , لقد أستحوذ عليکم الشيطان فأنساکم ذکر الله العظيم . فتّباً لکم ولما تريدون إنا لله وإنا اليه راجعون , هؤلاء قوم کفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين . إيها الناس انسبوني من أنا , ثم ارجعوا الی أنفسکم وعاتبوها وانظروا : هل يحلّ لکم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن بنت نبيکم ؟! وابن وصيه وابن عمه واول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربه؟! أو ليس (حمزه سيد الشهداء)عم ابي؟! أوليس (جعفرالطيار) عمي؟! أو لم يبلغکم قول رسول الله لي ولأخي (هذان سيدا شباب اهل الجنه) ؟! . فان صدّقتموني بما اقول وهو الحق , والله ما تعمّدت الکذب منذ علمت ان الله يمقت عليه اهله , ويضرّ به من اختلقه .
وان کذّبتموني فان فيکم من ان سألتموه عن ذلك أخبرکم , سلوا (جابر ابن عبد الله الانصاري) و(ابا سعيد الخدري) و(سهل ابن سعد الساعدی)و(زيد ابن ارقم) و(انس ابن مالك ) يخبروکم أنهم سمعوا هذه المقاله من رسول الله لي ولأخي .أما في هذا حاجز لکم عن سفک دمي؟ "
فقال الشمر: "هو يعبد الله علی حرف ان کان يدري ما يقول" .
فقال له( حبيب ابن مظاهر) : "والله اني أراك تعبد الله علی سبعين حرفاً وأنا اشهد أنك صادق ماتدري ما يقول قد طبع الله علی قلبك " .
ثم قال الحسين : " فأن کنتم في شك من هذا القول , أفتشکون اني ابن بنت نبيکم فوالله مابين المشرق والمغرب ابن بنت نبيا غيري فيکم , ولا فيّ غيرکم . ويحکم , أتطلبوني بقتيل منکم قتلته ؟! , أو مالٍ لکم استهلکته ؟! , أو بقصاص جراحه ؟! "
فاخذوا لايکلمونه...
وقام لسان الله يخطب واعظا ** فصمّوا لما عن قدس أنواره عموا
وقال انسبوني من أنا اليوم وانظروا**حلال لكم مني دمي أم محرّم
فما وجدوا إلا السهام بنحره ** تراش جوابا والعوالي تقوّم
فلهفي له فردا عليه تزاحمت ** جموع العدا تزداد جهلا , فيحلم
ولهفي له ظام يجود , وحوله ** الفرات جرى طام وعنه يُحرم
يا أحد يا صمد يارب محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعداهم بددا وأحصهم عددا ولاتدع على ظهر الأرض منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا
ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما
ومضات عاشورائية
لما اصبح الحسين يوم عاشوراء وصلّی باصحابه صلاه الصبح , قام خطيبا فيهم : فحمد الله واثنی عليه , ثم قال : "ان الله سبحانه وتعالی قد اذن فی قتلکم و قتلي فی هذا اليوم فعليکم بالصبر والقتال " . ثم صفّهم للحرب .
واقبل عمر ابن سعد نحو الحسين فی صلاته . وأخذوا يجولون حول خيام الحسين فيرون النار تضطرم فی الخندق .
فنادی شمر باعلی صوته : "ياحسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامه" .
فقال الحسين :"من هذا کانه شمر ابن ذي الجوشن" .
قيل : نعم . فقال له : " يابن راعيه المعزی انت اولی بها مني صليّا " .
ورام مسلم ابن عوسجه ان يرميه بسهم فمنعه الحسين وقال :" اکره ان ابدأهم بقتال " . ولما نظر الحسين الی جمعهم کانه السيل ,
رفع يديه بالدعاء وقال : " اللهم انت ثقتي في کل کربة , ورجائي في کل شدة , وانت لي في کل أمرنزل بي ثقة وعّدة, کم من هم يضعف فيه الفؤاد , وتقل فيه الحيله , ويخذل فيه الصديق, ويشمت فيه العدو , انزلته بك وشکوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك, فکشفته وفرجته , فأنت ولي کل نعمة , ومنتهی کل رغبة " .
ثم دعا براحلته فرکبها ونادی بصوت عال يسمعه جلهم : " ايها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتی أعظکم بما هو حق لکم عليّ , وحتی اعتذر اليکم من مقدمي عليکم , فإن قبلتم عذري وصدّقتم قولي واعطيتموني النصف من انفسکم , کنتم بذلك أسعد ولم يکن لکم عليّ سبيل , و ان لم تقبلوا مني العذرولم تعطوا النصف من انفسکم فأجمعوا امرکم وشرکائکم ثم لا يکن امرکم عليکم غمّة ثم اقضوا اليّ ولا تنظرون , ان وليّ الله الذي نزل الکتاب وهو يتولی الصالحين " .
فلما سمعن النساء هذا منه صحن وبکين وارتفعت اصواتهنّ فأرسل إليه ان أخاه العباس وابنه علياً الأکبر وقال لهما : " إسكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن " .
ولما سكتن حمد الله واثنی عليه وصلّی علی محمد وعلی الملائکة و قال في ذلك ما لايحصی ذکره ولم يسمع متکلم قبله ولا بعده ابلغ منه في منطقه ثم قال : " الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال , متصرفة بأهلها حال بعد حال , فالمغرور من غرته , والشقي من فتنته , فلا تغّرنکم هذه الدنيا فانها تقطع رجاء من رکن اليها , وتخيّب طمع من طمع فيها . وأراکم قد أجتمعتم علی أمرٍ قد أسخطتم الله فيه عليکم , واعرض بوجهه الکريم عنکم , واحّل بکم نقمته , وجنبّکم رحمته , فنعم الربّ ربّنا وبئس العبيد انتم . أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد (صلّی الله عليه واله وسلم) ثم انکم ذهبتم الی ذريته وعترته تريدون قتلهم , لقد أستحوذ عليکم الشيطان فأنساکم ذکر الله العظيم . فتّباً لکم ولما تريدون إنا لله وإنا اليه راجعون , هؤلاء قوم کفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين . إيها الناس انسبوني من أنا , ثم ارجعوا الی أنفسکم وعاتبوها وانظروا : هل يحلّ لکم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن بنت نبيکم ؟! وابن وصيه وابن عمه واول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربه؟! أو ليس (حمزه سيد الشهداء)عم ابي؟! أوليس (جعفرالطيار) عمي؟! أو لم يبلغکم قول رسول الله لي ولأخي (هذان سيدا شباب اهل الجنه) ؟! . فان صدّقتموني بما اقول وهو الحق , والله ما تعمّدت الکذب منذ علمت ان الله يمقت عليه اهله , ويضرّ به من اختلقه .
وان کذّبتموني فان فيکم من ان سألتموه عن ذلك أخبرکم , سلوا (جابر ابن عبد الله الانصاري) و(ابا سعيد الخدري) و(سهل ابن سعد الساعدی)و(زيد ابن ارقم) و(انس ابن مالك ) يخبروکم أنهم سمعوا هذه المقاله من رسول الله لي ولأخي .أما في هذا حاجز لکم عن سفک دمي؟ "
فقال الشمر: "هو يعبد الله علی حرف ان کان يدري ما يقول" .
فقال له( حبيب ابن مظاهر) : "والله اني أراك تعبد الله علی سبعين حرفاً وأنا اشهد أنك صادق ماتدري ما يقول قد طبع الله علی قلبك " .
ثم قال الحسين : " فأن کنتم في شك من هذا القول , أفتشکون اني ابن بنت نبيکم فوالله مابين المشرق والمغرب ابن بنت نبيا غيري فيکم , ولا فيّ غيرکم . ويحکم , أتطلبوني بقتيل منکم قتلته ؟! , أو مالٍ لکم استهلکته ؟! , أو بقصاص جراحه ؟! "
فاخذوا لايکلمونه...
وقام لسان الله يخطب واعظا ** فصمّوا لما عن قدس أنواره عموا
وقال انسبوني من أنا اليوم وانظروا**حلال لكم مني دمي أم محرّم
فما وجدوا إلا السهام بنحره ** تراش جوابا والعوالي تقوّم
فلهفي له فردا عليه تزاحمت ** جموع العدا تزداد جهلا , فيحلم
ولهفي له ظام يجود , وحوله ** الفرات جرى طام وعنه يُحرم
يا أحد يا صمد يارب محمد اغضب اليوم لمحمد ولأبرار عترته واقتل أعداهم بددا وأحصهم عددا ولاتدع على ظهر الأرض منهم أحدا ولا تغفر لهم أبدا
Comment