بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
ومن خطبة له في الإحتجاج على أهل الكوفة ، وفيها بيان غدرهم
قال حذيم بن شريك الأسدي : خرج زين العابدين إلى الناس ، وأومئ إليهم أن اسكتوا فسكتوا - وهو قائم - ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ، المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من أنتهك حريمه ، وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبرا ، وكفى بذلك فخرا .
أيها الناس ، ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ! وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ! وقاتلتموه وخذلتموه ، فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي ؟ ! قال : فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية بالبكاء والعويل ، وجعل يدعو بعضهم بعضا : " هلكتم وما تعلمون ! " .
فقال علي بن الحسين : رحم الله امرأ قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله ، وفي أهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة . فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يا بن رسول الله ، سامعون مطيعون ، حافظون لدمائك غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك رحمك الله ، فإنا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذه ترت وترتنا عمن ظلمك وظلمنا ، وبرء منه .
فقال علي بن الحسين : هيهات هيهات أيتها الغدرة المكرة ! حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل ، كلا ورب الراقصات إلى منى ، فإن الجرح لما يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه ولم يأنس ( فلم ينسني ) ثكل رسول الله ، وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين شق لهازمي ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري ، ومسألتي ألا تكونوا لنا ولا علينا ، ثم قال : لا غرو إن قتل الحسين فشيخه * قد كان خيرا من حسين وأكرما فلا تفرحوا يا آل كوفان بالذي * أصيب حسين كان ذلك أعظما قتيل بشط النهر نفسي فداؤه * جزاء الذي أرداه نار جهنما ثم قال : رضينا منكم رأسا برأس ، فلا يوم لنا ، ولا يوم علينا
والحمد لله دائما وابدا.
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
ومن خطبة له في الإحتجاج على أهل الكوفة ، وفيها بيان غدرهم
قال حذيم بن شريك الأسدي : خرج زين العابدين إلى الناس ، وأومئ إليهم أن اسكتوا فسكتوا - وهو قائم - ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ، المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات ، أنا ابن من أنتهك حريمه ، وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبرا ، وكفى بذلك فخرا .
أيها الناس ، ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ! وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ! وقاتلتموه وخذلتموه ، فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم ، وسوأة لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي ؟ ! قال : فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية بالبكاء والعويل ، وجعل يدعو بعضهم بعضا : " هلكتم وما تعلمون ! " .
فقال علي بن الحسين : رحم الله امرأ قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله ، وفي أهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة . فقالوا بأجمعهم : نحن كلنا يا بن رسول الله ، سامعون مطيعون ، حافظون لدمائك غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك رحمك الله ، فإنا حرب لحربك ، وسلم لسلمك ، لنأخذه ترت وترتنا عمن ظلمك وظلمنا ، وبرء منه .
فقال علي بن الحسين : هيهات هيهات أيتها الغدرة المكرة ! حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل ، كلا ورب الراقصات إلى منى ، فإن الجرح لما يندمل ، قتل أبي بالأمس وأهل بيته معه ولم يأنس ( فلم ينسني ) ثكل رسول الله ، وثكل أبي وبني أبي ، ووجده بين شق لهازمي ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري ، ومسألتي ألا تكونوا لنا ولا علينا ، ثم قال : لا غرو إن قتل الحسين فشيخه * قد كان خيرا من حسين وأكرما فلا تفرحوا يا آل كوفان بالذي * أصيب حسين كان ذلك أعظما قتيل بشط النهر نفسي فداؤه * جزاء الذي أرداه نار جهنما ثم قال : رضينا منكم رأسا برأس ، فلا يوم لنا ، ولا يوم علينا
والحمد لله دائما وابدا.
Comment