بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
فصل في ذكر شئ من كلام الهادي
من سأل فوق قدر الحق كان أولى بالحرمان .
وقال : صلاح من جهل الكرامة هوانه.
وكان
يقول : الحلم أن تملك نفسك ، وتكظم غيظك مع القدرة . وقال : الناس في الدنيا بالأموال ، وفي الآخرة بالأعمال .
وكان يقول في مناجاته في الليل : إلهي مشتت قد ورد ، وفقير قد قصد ، لا تخيب مسعاه ، وارحمه واغفر له خطاه .
وقال
: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه .
وقال : المقادير تريك ما لا يخطر ببالك .
وقال : شر الرزية سوء الخلق .
وسئل
عن الحزم فقال : هو أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك .
وقال
: الغنى : قلة تمنيك والرضا بما يكفيك ، والفقر : شره النفس وشدة القنوط والمذلة : اتباع اليسير والنظر في الحقير .
وقال
: راكب الحرون أسير نفسه ، والجاهل أسير لسانه .
وقال
: المراء يفسد الصداقة القديمة ، ويحلل العقد الوثيقة ، وأقل ما فيه أن تكون [ فيه ] المغالبة ، والمغالبة أس أسباب القطيعة .
وقال
: العتاب مفتاح المقال ، والعتاب خير من الحقد .
وقال لبعض الثقات عنده وقد أكثر في تقريظه : أقبل على ما بك ، فإن كثرة الملق يهجم على الفطنة ، فإذا حللت من أخيك في [ محل ] الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية .
وقال
: المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان .
وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني : سمعت أبا الحسن
يقول لرجل ذم اليه ولدا له فقال له : العقوق ثكل من لم يثكل .
وقال
: الحسد ماحق الحسنات .
والزهو جالب المقت .
والعجب صارف عن طلب العلم ، داع إلى التخبط في الجهل ، والبخل أذم الأخلاق ، والطمع سجية سيئة .
وقال
: مخالطة الأشرار يدل على شر مخالطهم ، والكفر للنعم أمارة البطر وسبب للتغير ، واللجاجة مسلبة للسلامة ومؤذنة بالندامة ، والهمز فكاهة السفهاء ، والنزق صناعة الجهال ، ومعصية الاخوان يورث النسيان ، والعقوق يعقب القلة ويؤدي إلى الذلة .
وقال
لبعض أصحابه : السهر ألذ للمنام ، والجوع أزيد في طيب الطعام .
وقال
: اذكر مصرعك بين يدي أهلك فلا طبيب يمنعك ولا حبيب ينفعك .
وقال علي بن أحمد الصيمري الكاتب : تزوجت ابنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله ، فأبطأ علي الولد فصرت إلى أبي الحسن الهادي فذكرت له ذلك فتبسم وقال : اتخذ خاتما فصه فيروزج واكتب عليه : * ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) * .
قال : ففعلت ذلك ، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا .
وكتب
إلى أحمد بن إسماعيل بن يقطين في سنة سبع وعشرين ومائتين : بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة ، فإن يفعل فأعظم بها منة ، وألا يفعل فهي الهلكة .
نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب ، فيعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه وليس خالق إلا الله ، وكل ما دون الله مخلوق ، والقرآن كلام الله ، فانبذ بنفسك وبالمخالفين في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها ، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ، ولا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم وهم من الساعة مشفقون .
وكتب إلى بعض أهل همدان : ليس مع سوء الظن بنا إيمان .
وقيل : قدم إلى المتوكل رجل نصراني قد فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم ، فقال يحيى بن أكثم : قد هدم إيمانه بشركه وفعله ، وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود ، وقال بعضهم : يفعل به كذا وكذا ، واختلفوا عليه : فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن
وسؤاله عن ذلك .
قال : فلما قرأ الكتاب كتب
: يضرب حتى يموت .
فأنكر يحيى بن أكثم ذلك ، وأنكر فقهاء العسكر ، فقالوا : يا أمير المؤمنين سل عن هذا فإنه شئ لم ينطق به كتاب ولم تجئ به سنة .
وكتب إليه المتوكل : إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا لم تجئ به سنة ولا نطق به كتاب ، ففسر لنا لم أوجبت عليه الضرب حتى يموت ؟ فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم * ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) * .
وقال
: إن الله تعالى جعل أشبه شئ بالحق الباطل فسماه الشبهة ، ثم بثهما في الخلق جميعا لامتحان الخلق ، فمن ميز الحق من الباطل وعرفه كان الفائز ، وقد سماهم الله جل وعز : أولو النهى وأولو الألباب وأولو الأبصار ، فقال : فاعتبروا يا أولي الألباب ويا أولي النهى ويا أولي الأبصار ، وعمى قوم آخرون فلزم الشبهة ، فألزم قلوبهم الزيغ بما اتبعوا من الباطل * ( وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق ) * ففضحهم في كتابه ، فهم الأكثرون عددا عند الناس ، والأولون وزنا عند الله ، جل وعز ، وهؤلاء الأقلون عددا عند الناس والأكثرون وزنا عند الله جل وعز هم أولياؤه فقال : " يا أيها الذين آمنوا أنتم أولياء الله لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون " " والذين اتبعوا الشهوات أولياء الطاغوت " .
وكتب السبري بن سلامة إلى أبي الحسن
سأله عن الغالية ومذاهبهم وما يدعون إليه وما يتخوف من معرتهم على ضعف إخوانه ، ويسأله الدعاء له ولإخوانه في ذلك .
فأجاب
: عدل الله عنكم ما سلكوا فيه من الغلو ، فحسبهم أن يبرأ الله جل وعز وأولياؤه منهم ، وجعل الله ما أنتم عليه مستقرا ولا جعله مستودعا ، وثبتكم بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ، ولا أضلكم بعد إذ هداكم ، وأحمد الله كثيرا وأشكره .
وقال سهل بن زياد : كتب إليه بعض أصحابنا يسأله أن يعلمه دعوة جامعة للدنيا والآخرة ، فكتب إليه : أكثر من الاستغفار والحمد فإنك تدرك بذلك الخير كله .
وقال الحميري : كتبت إليه يختلف إلينا أخباركم فكيف العمل بها ؟ قال : فكتب إلي : من لزم رأس العين لم يختلف عليه أمره ، إنها تخرج من مخرجها وهي بيضاء صافية نقية فتخالطها الأكدار في طريقها .
قال : فكتبت إليه : كيف لنا برأس العين وقد حيل بيننا وبينه ؟ قال : فكتب إلي هي مبذولة لمن طلبها إلا لمن أرادها بإلحاد
منقول بتصرف
اللهم صل على محمد وآل محمد الائمه والمهديين وسلم تسليما كثيرا
فصل في ذكر شئ من كلام الهادي
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال : صلاح من جهل الكرامة هوانه.
وكان
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وكان يقول في مناجاته في الليل : إلهي مشتت قد ورد ، وفقير قد قصد ، لا تخيب مسعاه ، وارحمه واغفر له خطاه .
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال : المقادير تريك ما لا يخطر ببالك .
وقال : شر الرزية سوء الخلق .
وسئل
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال لبعض الثقات عنده وقد أكثر في تقريظه : أقبل على ما بك ، فإن كثرة الملق يهجم على الفطنة ، فإذا حللت من أخيك في [ محل ] الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية .
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني : سمعت أبا الحسن
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
والزهو جالب المقت .
والعجب صارف عن طلب العلم ، داع إلى التخبط في الجهل ، والبخل أذم الأخلاق ، والطمع سجية سيئة .
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال علي بن أحمد الصيمري الكاتب : تزوجت ابنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حبا لم يحب أحد أحدا مثله ، فأبطأ علي الولد فصرت إلى أبي الحسن الهادي فذكرت له ذلك فتبسم وقال : اتخذ خاتما فصه فيروزج واكتب عليه : * ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) * .
قال : ففعلت ذلك ، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا .
وكتب
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب ، فيعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه وليس خالق إلا الله ، وكل ما دون الله مخلوق ، والقرآن كلام الله ، فانبذ بنفسك وبالمخالفين في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها ، وذر الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ، ولا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين ، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم وهم من الساعة مشفقون .
وكتب إلى بعض أهل همدان : ليس مع سوء الظن بنا إيمان .
وقيل : قدم إلى المتوكل رجل نصراني قد فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم ، فقال يحيى بن أكثم : قد هدم إيمانه بشركه وفعله ، وقال بعضهم : يضرب ثلاثة حدود ، وقال بعضهم : يفعل به كذا وكذا ، واختلفوا عليه : فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
قال : فلما قرأ الكتاب كتب
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
فأنكر يحيى بن أكثم ذلك ، وأنكر فقهاء العسكر ، فقالوا : يا أمير المؤمنين سل عن هذا فإنه شئ لم ينطق به كتاب ولم تجئ به سنة .
وكتب إليه المتوكل : إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا لم تجئ به سنة ولا نطق به كتاب ، ففسر لنا لم أوجبت عليه الضرب حتى يموت ؟ فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم * ( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) * .
وقال
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وكتب السبري بن سلامة إلى أبي الحسن
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
فأجاب
![](http://www.mezan.net/mawsouat/as.jpg)
وقال سهل بن زياد : كتب إليه بعض أصحابنا يسأله أن يعلمه دعوة جامعة للدنيا والآخرة ، فكتب إليه : أكثر من الاستغفار والحمد فإنك تدرك بذلك الخير كله .
وقال الحميري : كتبت إليه يختلف إلينا أخباركم فكيف العمل بها ؟ قال : فكتب إلي : من لزم رأس العين لم يختلف عليه أمره ، إنها تخرج من مخرجها وهي بيضاء صافية نقية فتخالطها الأكدار في طريقها .
قال : فكتبت إليه : كيف لنا برأس العين وقد حيل بيننا وبينه ؟ قال : فكتب إلي هي مبذولة لمن طلبها إلا لمن أرادها بإلحاد
منقول بتصرف
Comment