يخرج الإمام المهدي (ع) على حين غفلة من الناس وإماتة الحق وإظهار الفجور ، في وقت تكون فيه الأمة جماعات وأحزاب وفئات وفرق وكل له حجته في دينه ودنياه يقول عنهم أمير المؤمنين (ع)
( لا يقتفون أثر نبي ولا يعتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب ، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا ، وكل امرئ منهم إمام نفسه أخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات ... ) ماذا قال علي (ع) في أخبار اخر الزمان ،ص، 85
فهم ينعقون مع كل ناعق ، (ويكون منهم أئمة ال ضلالة والدعاة إلى جهنم ، يركب مركبهم ملوكهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما فأكلوا بها الدنيا ...) المصدر نفسه ص241
ووفي هذا الخضم المتلاطم من الزيف والفتن يخرج لهم مهدي ال محمد (ع) وكما يقول أمير المؤمنين (ع) ويخرج صاحب علم اسود من البصرة فتقصده الفتيان ...وعلة خروجه في هذا الوقت بالذات هو امتلاء الأرض ظلما وجورا وظهور الفساد في البر والبحر وهو وقت قد كثر فيه أدعياء الدين والعلم زورا من أدعياء للمهدية والسفارة أو النيابة العامة والخاصة عنه (ع ) والذين سيقفون حتما ضده لا بل إنهم يمنعون الناس حتى من الاستماع إليه حتى يصبحوا كالصخرة وكما وصفهم النبي عيسى (ع) (كالصخرة في فم نهر لاهي تشرب الماء ولا تدعه يخلص غالى الزرع ..)
وبالنتيجة فقد انقسمت الأمة إلى فرق وطوائف بل إن الفرقة الواحدة قد انقسمت الى عدة فرق وانبرى رجال كل فرقة ليكونوا أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم وأند رست معالم الكتاب فلم يبق منه إلى ألا رسمه ومن الإسلام إلى أسمه .
وعندها يخرج لهم داعي الحق حاملا عهدا من جده رسول الله (ص) فيتصدى له خوارج هذه الأمة ومنافقوها وكل يتأول عليه القران فيبدأ حين ذاك بنصحهم ودعوتهم غالى الحق الذي يحمله بالحكمة والموعظة الحسنة مبينا لهم أن الفيصل بين الحق والباطل والصادق والماحل هو القران فيدعوهم إلى معرفته والرجوع إليه حين التباس الأمور وتداخلها عليهم وهو نفس البرنامج الذي وضعه الإمام الصادق (ع) بقوله :- إذا أدعاها مدع فأسالوه عن العظائم قيل وما العظائم يابن رسول الله قال القران ...)
لأنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل
ويبدأ درسه الأول للبشرية مبينا متشابه القران ومحكمه ومن ثم يعيد المتشابه إلى المحكم فلا يبقى أي مجال لاختلاف الآمة ويكشف لهم أسراره بدءا من بسم الله الرحمن الرحيم ومن الباء ونقطة الباء ومعنى الله ومعنى الرحمن ومعنى الرحيم والفاتحة وأسرارها والحروف المقطعة وأسرارها ،...بل إنه (ع) يكشف ما ورد عن أهل البيت (ع) من غامض القول الذي حير العقول لمئات من السنين
*** كقول الحسين (ع) : (اللهم طهرني من شكي وشركي )) وهل عند الحسين (ع) شك أو شرك وهو سيد شباب أهل الجنة
*** أو قوله (ع) :- ((وكم من كرب يضعف فيه الفؤاد )) وهل يعرف فؤاد ه الضعف وهو القائل إني لا أرى الموت إلا سعادة
>>> وهنا يبين القائم للناس إن الحسين (ع) يرى وجوده بجنب وجود الله عز وجل شركا ، وأن فؤاده يضعف عندما يرى الباطل يقتل الحق وهذا الكلام وغيره كان مشتبها على الناس فبينه لهم القائم (ع).
*** وثمة أمر آخر ظل سرا لمئات السنين وهو مكان قبر الزهراء (ع) حيث يكشف مكانه قائم آل محمد (ع) وبأنها (ع) مدفونة في البقيع قرب ولدها الحسن (ع) وكأنه نائم في حضنها وهو بذلك يريد لفت الانتباه إلى إن زمن الغيبة الكبرى قد أنتهى وأن الراية التي خرجت من البصرة هي أهدى الرايات والملتوي عليها من أهل النار وأنها تحظى بشرف التوجيه المباشر من الإمام المهدي (ع) يحملها طالع المشرق
عن أمير المؤمنين (ع) : ((ويبدو النجم من قبل المشرق ويشرق قمركم كمل شهره وليله تمام ، ألا فأعلموا إن قبله بثق في الفرات ... وفتنة في صفر وموت وقتل ، مساجدكم يومئذ مزخرفة وقلوبكم من الإيمان خربة إلا من رحم الله ،وشر من تحت ظل السماء قليل فقهاء منهم تبدو فتن وفيهم تعود ،فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وأعلموا أنكم إن أطعتم أصحاب الرايات السوداء سلك بكم منهاج رسول الله (ص) فتداويتم من الصمم واستشفيتم من البكم وكفيتم مؤنة التعسف والطلب ،ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ،ولا يبعد الله إلا من أبى الرحمة وفارق العصمة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ... )) ماذا قال علي (ع) في أخبار أخر الزمان ،ص262
Comment