السلام عليك يا بقية الله في أرضه
هكذا عرف الشيخ ناظم العقيلي الإمام احمد الحسن ع :
هكذا عرفته : دائم الذكر للإمام المهدي (ع)، شديد الحزن عليه لما يلاقيه من مظلومية ونسيان حتى من قبل من يدعون أنهم شيعته ومنتظرون لظهوره وقيامه، ولم انسَ تلك الكلمات التي كان يرددها في أول أيام الدعوة اليمانية المباركة، نقلاً عن الإمام المهدي (ع): ( أنا منسي منسي منسي ، والقران مهجور مهجور مهجور ) !!!
كان يرددها بألم وحزن ولوعه، وكأنها فعلا تخرج من لسان الإمام المهدي (ع) مباشرة، بل كان حتى قبل إعلان دعوته منهمكاً في توجيه أنظار الناس ومن يتصل به نحو الإمام المهدي (ع) مبيناً لهم قرب ظهوره وما ينبغي أن تفعله الأمة لاستقباله والتمهيد له .. حتى أن البعض يقول له – ما مضمونه - : كأن لا شغل لك إلا ذكر الإمام المهدي (ع) ... وكأنك وكيله ... أو: لو كنت مكان الإمام المهدي (ع) لاخترتك وكيلاً ... وما شابه ذلك.
بل أن احد طلبة الحوزة العلمية القدماء قال لي : كنا متأكدين أن السيد احمد الحسن يلتقي بالإمام المهدي (ع) ، وانه يتكلم بأمور كثيرة عرفها عن الإمام المهدي (ع)، ولكنه لا يصرح بذلك أبداً، وكنا أحياناً عندما يتكلم ببعض الأمور الملفتة للنظر، نقول له : هل هذا منه – نقصد من الإمام المهدي - ؟ فيسكت السيد احمد الحسن ولا يجيب.
وقال لي نفس هذا الشيخ: كنا عميان عن معرفة احمد الحسن ، وإلا فعطر آل محمد يفوح من هذا الرجل ، ولا يخفى إلا على العميان !
وقال لي أيضاً: كنا في بعض مجالس طلبة الحوزة العلمية أحياناً نتعرض إلى ذكر الإمام المهدي (ع)، فقلت لبعض الطلبة ، ماذا تتوقعون لو أراد الإمام المهدي (ع) أن يرسل رسولاً فمن يختار من طلبة الحوزة العلمية .. يقول: فقال احد الطلبة: فلاناً – احد طلبة الحوزة - . يقول فقلت له: لا . إذا أراد أن يرسل رسولاً يرسل احمد الحسن ( وكان هذا الطالب لا يعرف السيد احمد الحسن آنذاك )، يقول: فكلمتهم عن السيد احمد الحسن وعن تقواه وعلمه ودينه ... ومدى تمسكه بالإمام المهدي (ع).
بل اني ذهبت في أول أيام الدعوة إلى بعض أصدقائي من شيوخ وسادة الحوزة العلمية ممن كان معاشراً للسيد احمد الحسن أو مطلعاً على بعض أحواله، وقلت لهم: إن هذا الرجل يقول انه رأى الإمام المهدي (ع) وقد أرسله رسولاً إلى الناس كافة وهو يطلب البيعة ... فماذا تقولون ؟!
فكان مجمل جوابهم: إن هذا الرجل نعرفه ونعرف صدقه وأمانته وتورعه ودينه ... فلا نقول انه كاذب .. لأنه لا يمكن أن يتعمد الكذب .. هذا نشهد به.
فقلت لهم: وما موقفكم ؟
فقالوا: نحن لا يمكن أن نصدقه الآن ونتبعه .. يجب التريث الآن، لأنه وان كان لا يمكن أن يتعمد الكذب ولكنه قد يكون مشتبهاً !
فقلت لهم: هو يقول بأنه التقى بالإمام المهدي (ع) في اليقظة يعني لا في رؤيا ولا كشف ولا خيال .. حتى يمكن أن يشتبه .. فإما أن يكون صادقاً أو كاذباً .. وانتم تقولون بأنكم تعرفونه صادقاً ورعاً ... الخ.
هذا مجمل ومضمون ما دار بيني وبين بعضهم آنذاك .. وبقوا مترددين يقدمون رجلاً ويؤخرون أخرى .. وبعد ذلك بفترة .. وبعد أن شاعت القضية سمعت احدهم – وهو ممن أثنى على السيد احمد الحسن وشهد بصدقه – سمعته يتكلم على السيد احمد الحسن بكلام غير مقبول ... فتعجبت من تناقض هؤلاء وتقلبهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكان السيد احمد الحسن – قبل ان يعلن دعوته – قد كتب بعض الكتب عن الإمام المهدي (ع) وعن واقع الأمة وتكليفها تجاه الإمام المهدي (ع)، وكانت عبارة عن نسخ خطية تتداول بين بعض طلبة الحوزة العلمية آنذاك ، لعدم إمكانية الطبع وشدة مراقبة أزلام صدام لهكذا نشاط والمنع الصارم تجاهه، وقد وصلت بعض هذه الكتب إلى بعض كبار رموز الحوزة العلمية في النجف الأشرف وقد أعجبه ونصح بقرائته وتعميم فائدته بطبعه أو ما شابه ذلك .
[/COLOR][/SIZE]