الامام علي(ع) يحتج على اهل الرأي واهل الفتوى
من طرف ضربه الحق
بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صلي وسلم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
انقل لكم ما وجدته في كتاب
الإحتجاج
تأليف
أبي منصور أحمد بن علي بن أبي
طالب الطبرسي
وما روي عن احتجاج علي بن ابي طالب (ع)
على
من قال
(بالرأي في الشرع والاختلاف في الفتوى)
إحتجاجه (ع) على من
قال بالرأي في الشرع والاختلاف في الفتوى وأن يتعرض للحكم بين الناس من ليس لذلك بأهل وذكر الوجه لاختلاف من أختلف في الدين والرواية عن رسول الله (ص).
روي عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم يجتمع
القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آرائهم جميعا، وإلههم واحد، ونبيهم
واحد، وكتابهم واحد، أفأمرهم
الله سبحانه بالإختلاف فأطاعوه،
أم نهاهم عنه فعصوه، أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى، أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله
عليه وآله عن تبليغه
وأدائه، والله سبحانه يقول: " ما فرطنا في
الكتاب من شئ
("الانعام38( " وفيه تبيان كل شئ
" وذكر أن الكتاب يصدق
بعضه
بعضا، وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: " ولو كان من
عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وأن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه
عميق، لا تفني عجائبه، ولا تنقي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به.
وروي أنه عليه
السلام قال: إن أبغض
الخلايق إلى الله تعالى رجلان:
رجل وكله الله إلى نفسه، فهو جائر عن
قصد السبيل، سائر بغير
علم ولا دليل، مشعوف بكلام بدعة، (1) ودعاء ضلالة، فهو: فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن
اقتدى به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن
بخطيئته.
ورجل قمش جهلا، فوضع في جهال
الأمة، غار في أغباش الفتنة، قد لهج منها بالصوم والصلاة، عمي في عقد الهدنة، سماه الله: عاريا منسلخا، وسماه أشباه الناس: عالما وليس به، ولما
يغن في العلم يوما، سالما بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا
ارتوى من آجن، وأكثر من غير طائل جلس بين الناس مفتيا، قاضيا، ضامنا لتلخيص ما
التبس على غيره، إن خالف من سبقه: لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده، كفعله بمن
كان قبله فإن نزلت
به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه، ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، خباط جهالات، وركاب عشوات، ومفتاح شبهات، فهو لا يدري أصاب الحق أم أخطأ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن
يكون قد أصاب، فهو من
رأيه في مثل نسج غزل العنكبوت الذي إذا مرت به النار لم يعلم بها، لم يعض على العلم
بضرس قاطع، فيغنم بذري الروايات إذراء الريح الهشيم، لأملي
والله بإصدار ما ورد عليه، لا يحسب العلم في شئ مما أنكره، ولا يرى أن من وراء ما
ذهب فيه مذهب ناطق ما بلغ منه مذهبا لغيره، وإن قاس
شيئا بشئ لم يكذب رأيه، كيلا يقال له: لا
يعلم شيئا، وإن خالف قاضيا سبقه لم يؤمن فضيحته حين خالفه، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما
يعلم من جهل نفسه، تصرخ من جور قضائه الدماء، وتعج منه المواريث، إلى
الله أشكو معشرا يعيشون جهالا، ويموتون ضلالا، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، وتولول منه الفتيا، وتبكي منه المواريث، ويحلل بقضائه الفرج
الحرام، ويحرم بقضائه
الفرج الحلال، ويأخذ المال
من أهله فيدفعه إلى غير أهله.
وروي أنه صلوات الله
عليه قال - بعد ذلك
-:
أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته، فإن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به
النبيون إلى خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد صلى الله عليه وآله فأنى يتاه بكم؟! بل أين تذهبون؟! يا من
نسخ من أصلاب أصحاب السفينة!
هذه مثلها فيكم فاركبوها، فكما نجى في هاتيك من نجى فكذلك
ينجو في هذه من دخلها، أنا رهين بذلك قسما حقا وما أنا من المتكلفين، والويل لمن
تخلف ثم الويل لمن تخلف، أما بلغكم ما قال فيكم نبيكم حيث يقول - في حجة الوداع -:
" إني تارك فيكم
الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا
كيف تخلفوني فيهما " ألا هذا عذب
فرات فاشربوا منه، وهذا ملح أجاج فاجتنبوا.
وروي عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال - لرأس اليهود -: على كم افترقتم؟
فقال على كذا وكذا فرقة.
فقال علي عليه السلام: كذبت
ثم أقبل على الناس فقال:
والله لو ثنيت لي الوسادة: لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم،
وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون
منها في النار وواحدة
ناجية في الجنة، وهي: التي اتبعت
يوشع بن نون وصي موسى
عليه السلام.
وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة بالجنة، وهي: التي اتبعت
شمعون الصفا وصي عيسى
عليه السلام.
وتفترق هذه الأمة
على ثلاث وسبعين
فرقة، اثنتان وسبعون
فرقة في النار
وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله، وضرب بيده على صدره ثم قال:
ثلاثة عشر فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي، وحبي، واحدة منها في الجنة، وهي: النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار.
عن مسعدة بن صدقة، (2) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: " كيف أنتم
إذا لبستم الفتنة، ينشؤ فيها الوليد، ويهرم فيها الكبير، ويجري الناس عليها حتى يتخذونها سنة، فإذا غير منها شئ قيل أتى الناس بمنكر، غيرت السنة، ثم تشتد البلية، وتنشؤ فيها الذرية وتدقهم الفتن كما تدق
النار الحطب، وكما تدق الرحا بثقالها، يتفقه الناس لغير الدين،
ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة ".
يتبع
من طرف ضربه الحق
بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صلي وسلم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
انقل لكم ما وجدته في كتاب
الإحتجاج
تأليف
أبي منصور أحمد بن علي بن أبي
طالب الطبرسي
وما روي عن احتجاج علي بن ابي طالب (ع)
على
من قال
(بالرأي في الشرع والاختلاف في الفتوى)
إحتجاجه (ع) على من
قال بالرأي في الشرع والاختلاف في الفتوى وأن يتعرض للحكم بين الناس من ليس لذلك بأهل وذكر الوجه لاختلاف من أختلف في الدين والرواية عن رسول الله (ص).
روي عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم يجتمع
القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آرائهم جميعا، وإلههم واحد، ونبيهم
واحد، وكتابهم واحد، أفأمرهم
الله سبحانه بالإختلاف فأطاعوه،
أم نهاهم عنه فعصوه، أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى، أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى الله
عليه وآله عن تبليغه
وأدائه، والله سبحانه يقول: " ما فرطنا في
الكتاب من شئ
("الانعام38( " وفيه تبيان كل شئ
" وذكر أن الكتاب يصدق
بعضه
بعضا، وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: " ولو كان من
عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وأن القرآن ظاهره أنيق، وباطنه
عميق، لا تفني عجائبه، ولا تنقي غرائبه، ولا تكشف الظلمات إلا به.
وروي أنه عليه
السلام قال: إن أبغض
الخلايق إلى الله تعالى رجلان:
رجل وكله الله إلى نفسه، فهو جائر عن
قصد السبيل، سائر بغير
علم ولا دليل، مشعوف بكلام بدعة، (1) ودعاء ضلالة، فهو: فتنة لمن افتتن به، ضال عن هدي من كان قبله، مضل لمن
اقتدى به في حياته وبعد وفاته، حمال خطايا غيره، رهن
بخطيئته.
ورجل قمش جهلا، فوضع في جهال
الأمة، غار في أغباش الفتنة، قد لهج منها بالصوم والصلاة، عمي في عقد الهدنة، سماه الله: عاريا منسلخا، وسماه أشباه الناس: عالما وليس به، ولما
يغن في العلم يوما، سالما بكر فاستكثر من جمع ما قل منه خير مما كثر، حتى إذا
ارتوى من آجن، وأكثر من غير طائل جلس بين الناس مفتيا، قاضيا، ضامنا لتلخيص ما
التبس على غيره، إن خالف من سبقه: لم يأمن من نقض حكمه من يأتي من بعده، كفعله بمن
كان قبله فإن نزلت
به إحدى المبهمات هيأ لها حشوا رثا من رأيه، ثم قطع به فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، خباط جهالات، وركاب عشوات، ومفتاح شبهات، فهو لا يدري أصاب الحق أم أخطأ، إن أصاب خاف أن يكون قد أخطأ، وإن أخطأ رجا أن
يكون قد أصاب، فهو من
رأيه في مثل نسج غزل العنكبوت الذي إذا مرت به النار لم يعلم بها، لم يعض على العلم
بضرس قاطع، فيغنم بذري الروايات إذراء الريح الهشيم، لأملي
والله بإصدار ما ورد عليه، لا يحسب العلم في شئ مما أنكره، ولا يرى أن من وراء ما
ذهب فيه مذهب ناطق ما بلغ منه مذهبا لغيره، وإن قاس
شيئا بشئ لم يكذب رأيه، كيلا يقال له: لا
يعلم شيئا، وإن خالف قاضيا سبقه لم يؤمن فضيحته حين خالفه، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما
يعلم من جهل نفسه، تصرخ من جور قضائه الدماء، وتعج منه المواريث، إلى
الله أشكو معشرا يعيشون جهالا، ويموتون ضلالا، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، وتولول منه الفتيا، وتبكي منه المواريث، ويحلل بقضائه الفرج
الحرام، ويحرم بقضائه
الفرج الحلال، ويأخذ المال
من أهله فيدفعه إلى غير أهله.
وروي أنه صلوات الله
عليه قال - بعد ذلك
-:
أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعتذرون بجهالته، فإن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به
النبيون إلى خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد صلى الله عليه وآله فأنى يتاه بكم؟! بل أين تذهبون؟! يا من
نسخ من أصلاب أصحاب السفينة!
هذه مثلها فيكم فاركبوها، فكما نجى في هاتيك من نجى فكذلك
ينجو في هذه من دخلها، أنا رهين بذلك قسما حقا وما أنا من المتكلفين، والويل لمن
تخلف ثم الويل لمن تخلف، أما بلغكم ما قال فيكم نبيكم حيث يقول - في حجة الوداع -:
" إني تارك فيكم
الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا
كيف تخلفوني فيهما " ألا هذا عذب
فرات فاشربوا منه، وهذا ملح أجاج فاجتنبوا.
وروي عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه قال - لرأس اليهود -: على كم افترقتم؟
فقال على كذا وكذا فرقة.
فقال علي عليه السلام: كذبت
ثم أقبل على الناس فقال:
والله لو ثنيت لي الوسادة: لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم،
وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل القرآن بقرآنهم.
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون
منها في النار وواحدة
ناجية في الجنة، وهي: التي اتبعت
يوشع بن نون وصي موسى
عليه السلام.
وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة بالجنة، وهي: التي اتبعت
شمعون الصفا وصي عيسى
عليه السلام.
وتفترق هذه الأمة
على ثلاث وسبعين
فرقة، اثنتان وسبعون
فرقة في النار
وواحدة في الجنة، وهي التي اتبعت وصي محمد صلى الله عليه وآله، وضرب بيده على صدره ثم قال:
ثلاثة عشر فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي، وحبي، واحدة منها في الجنة، وهي: النمط الأوسط واثنتا عشرة في النار.
عن مسعدة بن صدقة، (2) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: " كيف أنتم
إذا لبستم الفتنة، ينشؤ فيها الوليد، ويهرم فيها الكبير، ويجري الناس عليها حتى يتخذونها سنة، فإذا غير منها شئ قيل أتى الناس بمنكر، غيرت السنة، ثم تشتد البلية، وتنشؤ فيها الذرية وتدقهم الفتن كما تدق
النار الحطب، وكما تدق الرحا بثقالها، يتفقه الناس لغير الدين،
ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة ".
يتبع
Comment