سؤال/ 137: ورد في تفسير سورة القدر أن فاطمة (ع) هي ليلة القدر ([88])، فما معنى هذا الحديث عنهم (ع)؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
قدمتُ في سورة الفاتحة ([89])، وفي المتشابهات ([90]) فيما سبق أن فاطمة (ع) هي باطن باب المدينة ، وظاهر الباب هو علي (ع)، والمدينة محمد (ص)، في مقابل الأسماء الثلاثة: (الرحيم، الرحمن، الله)، فهم صلوات الله عليهم أركان الهدى الثلاثة وتجلي أركان الاسم الأعظم الثلاثة: الله، الرحمن، الرحيم.
والعلم كلّه في المدينة، فإذا أُريد إنزاله فمن الباب، وفي باطن الباب أولاً، ثم من ظاهر الباب إلى الخلق ([91])، وباطن الباب فاطمة صلوات الله عليها فالنـزول فيها، وهي وعاء العلم الباطن، وفيها نزل العلم وما في المدينة (رسول الله (ص) أو القرآن)، وكما بيَّنت سابقاً في المتشابهات، فراجع ([92]).
فالقرآن ينزل في ليلة القدر، والقرآن ينزل في فاطمة، وليلة القدر هي فاطمة وكما قالوا (ع) : (نحن حجج الله وفاطمة حجة الله علينا) ([93])، وكما قال (ص) : (فاطمة أم أبيها) ([94])، والأم وعاء، وفاطمة (أو باطن الباب) هي الوعاء الذي ينزل فيه القرآن، والقرآن محمد (ص).
وهذا هو المعنى الباطن الثاني لهذا الحديث، عن رسول الله (ص) عن الله في الحديث القدسي: (لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما) ([95]).
وفاطمة (ع) هي وعاء نزول القرآن، فهي باطن باب المدينة الذي يفاض منه على الخلق، فوجودها ضرورة وبفقدانها لا يستقيم نظام الخلق لأنها ركن من الأركان الثلاثة، فهي وعاء نزول القرآن.
Comment