ما روي عن امير المؤمنين علي عليه السلام في مأساة الزهراء ع
روى سليم بن قيس : أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم ، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وكان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه ، وهو عشرون ألف درهم ، ولم يأخذ منه عشره ، ولا نصف عشره . قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا ، صلوات الله عليه وآله ، فسألته عما صنع عمر ! ! فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ، ولم يغرمه شيئا ؟ ! قلت : لا . قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت صلوات الله عليها ، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج ( 1 )
بحار الأنوار : ج 30 ص 302 و 303 ، وكتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 674 و 674 ، والعوالم : ج 11 ص 413
قال أبان : قال سليم : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله ( ص ) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمر بن أبي سلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، فقال العباس لعلي ( ع ) : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله ؟ ! فنظر علي ( ع ) إلى من حوله ، ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال : شكر له ضربة ضربها فاطمة ( ع ) بالسوط ، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج ، الخ ( 1 ) .
- عن سليم ، عن ابن عباس ، قال : " دخلت على علي ( ع ) بذي قار ، فأخرج لي صحيفة ، وقال لي : يا ابن عباس ، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله ( ص ) ، وخطي بيده ( 2 ) . فقلت : يا أمير المؤمنين ، اقرأها علي . فقرأها ، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله ( ص ) إلى مقتل الحسين ( ع ) ، وكيف يقتل ، ومن يقتله ، ومن ينصره ، ومن يستشهد معه . فبكى بكاء شديدا ، وأبكاني . فكان مما قرأه علي : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسن . وكيف تغدر به الأمة . . . الخ " ( 3 ) .
( 1 ) راجع : المصادر المتقدمة . ( 2 ) لعل الصحيح : بيدي .
( 3 ) كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق الأنصاري : ج 2 ص 915 والفضائل لابن =>
- ج2 ص 44 -
روي عن علي ( ع ) عند دفن الزهراء قوله : " وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا . . الخ " ( 1 ) .
فإن كلامه ( ع ) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء ( ع ) ، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام ، ولم تجد إلى بثها سبيلا . وهذه الأمور هي غير فدك ، والإرث وغصب الخلافة ، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام ، وبثتها بكل وضوح ، واحتجت لها ، وألقت خطبا جليلة في بيانها .
ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه . ق . في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا ، وقال : إنه جمعه " من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها ، ولا يغيرها كر العصرين ، ولا مر الملوين . كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع ( 2 ) فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس ، عن علي ( ع ) ، كان علي ( ع ) يقنت به في صلاته .
وقد وصفه في هامش المصباح بقوله : " هذا الدعاء عظيم الشأن ، رفيع المنزلة " . وقال فيه علي ( ع ) ، كما روي عنه : أن الداعي به كالرامي مع النبي ( ص ) في بدر
=> شاذان : ص 141 ، والبحار : ج 28 ص 73 .
( 1 ) الكافي : ج 1 ص 459 ، ومرآة العقول : ج 5 ص 329 ، ونهج البلاغة : الخطبة رقم 202 .
( 2 ) مصباح الكفعمي : ص 4 . ( * )
- ج2 ص 45 -
وأحد وحنين بألف ألف سهم . . ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة : " وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيه ، ووارث علمه ، وجحدوا إمامته . . . إلى أن قال : وبطن فتقوه ، وجنين أسقطه ، وضلع دقوه ( 1 ) وصك مزقوه الخ . . . " ( 2 ) .
وقد جاء في تعليقته على المصباح ، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه .
ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار : " . . . قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء : قوله : فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره ، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( ع ) وفاطمة ( ع ) من الإيذاء ، وإرادة إحراق بيت علي بالنار ، وقادوه كالجمل المخشوش . وضغطا فاطمة ( ع ) في بابها ، حتى أسقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا ، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ . . " ( 3 ) .
وقال : " والضلع المدقوق ، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة ( ع ) ، من مزق صكها ، ودق ضلعها " ( 4 ) .
- محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن أحمد بن
( 1 ) في البحار : كسروه .
( 2 ) راجع : البحار : ج 82 ص 261 ، والمصباح للكفعمي : ص 553 ، والبلد الأمين : ص 551 و 552 ، وعلم اليقين : ص 701
( 3 ) حواشي المصباح ، للشيخ الكفعمي ص 553 ، والبحار : ج 82 ص 261 .
( 4 ) المصدر السابق ص 555 ، والبحار : ج 82 ص 261 . ( * )
- ج2 ص 46 -
إدريس ، ومحمد بن يحيى العطار ، جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن ابن عميرة ، عن محمد بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( ع ) . قال : " بينا أنا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عند رسول الله ( ص ) إذ التفت إلينا فبكى ، فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ ! قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها " ( 1 ) .
ووصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه " معتبر " فراجع ( 2 ) .
- عن أحمد بن الخصيب ، عن جعفر بن محمد بن المفضل ، عن محمد بن سنان الزاهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن مديح بن هارون بن سعد ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين ، أنه قال لعمر في جملة كلام له : " . . وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابني الحسن والحسين ، وابنتي زينب ، وأم كلثوم الخ . . ( 3 ) .
( 1 ) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 118 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 51 ، وليراجع ج 44 ص 149 وإثبات الهداة : ج 1 ص 281 ، وعوالم العلوم : ج 11 ص 397 ، وجلاء العيون : ج 1 ص 189 ، ووفاة الصديقة الزهراء للسيد عبد الرزاق المقرم : ص 60 ، والمناقب لابن شهر آشوب : ج 2 ص 209 ، انتشارات علامة - قم .
( 2 ) جلاء العيون ، ج 1 ص 189 .
( 3 ) الهداية الكبرى : ص 163 . ( * )
روى سليم بن قيس : أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم ، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وكان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه ، وهو عشرون ألف درهم ، ولم يأخذ منه عشره ، ولا نصف عشره . قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا ، صلوات الله عليه وآله ، فسألته عما صنع عمر ! ! فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ، ولم يغرمه شيئا ؟ ! قلت : لا . قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة صلوات الله عليها بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت صلوات الله عليها ، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج ( 1 )
بحار الأنوار : ج 30 ص 302 و 303 ، وكتاب سليم بن قيس : ج 2 ص 674 و 674 ، والعوالم : ج 11 ص 413
قال أبان : قال سليم : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله ( ص ) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمر بن أبي سلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ، فقال العباس لعلي ( ع ) : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله ؟ ! فنظر علي ( ع ) إلى من حوله ، ثم اغرورقت عيناه ، ثم قال : شكر له ضربة ضربها فاطمة ( ع ) بالسوط ، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج ، الخ ( 1 ) .
- عن سليم ، عن ابن عباس ، قال : " دخلت على علي ( ع ) بذي قار ، فأخرج لي صحيفة ، وقال لي : يا ابن عباس ، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله ( ص ) ، وخطي بيده ( 2 ) . فقلت : يا أمير المؤمنين ، اقرأها علي . فقرأها ، فإذا فيها كل شئ كان منذ قبض رسول الله ( ص ) إلى مقتل الحسين ( ع ) ، وكيف يقتل ، ومن يقتله ، ومن ينصره ، ومن يستشهد معه . فبكى بكاء شديدا ، وأبكاني . فكان مما قرأه علي : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة ، وكيف يستشهد الحسن . وكيف تغدر به الأمة . . . الخ " ( 3 ) .
( 1 ) راجع : المصادر المتقدمة . ( 2 ) لعل الصحيح : بيدي .
( 3 ) كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق الأنصاري : ج 2 ص 915 والفضائل لابن =>
- ج2 ص 44 -
روي عن علي ( ع ) عند دفن الزهراء قوله : " وستنبؤك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال ، واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها ، لم تجد إلى بثه سبيلا . . الخ " ( 1 ) .
فإن كلامه ( ع ) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء ( ع ) ، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها عليها السلام ، ولم تجد إلى بثها سبيلا . وهذه الأمور هي غير فدك ، والإرث وغصب الخلافة ، لأن هذه الأمور قد أعلنتها عليها السلام ، وبثتها بكل وضوح ، واحتجت لها ، وألقت خطبا جليلة في بيانها .
ما ذكره الشيخ الكفعمي المتوفي سنة 905 ه . ق . في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتابا ، وقال : إنه جمعه " من كتب معتمد على صحتها ، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها ، ولا يغيرها كر العصرين ، ولا مر الملوين . كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الأرفع ( 2 ) فقد أورد رحمه الله في كتابه هذا دعاء عن ابن عباس ، عن علي ( ع ) ، كان علي ( ع ) يقنت به في صلاته .
وقد وصفه في هامش المصباح بقوله : " هذا الدعاء عظيم الشأن ، رفيع المنزلة " . وقال فيه علي ( ع ) ، كما روي عنه : أن الداعي به كالرامي مع النبي ( ص ) في بدر
=> شاذان : ص 141 ، والبحار : ج 28 ص 73 .
( 1 ) الكافي : ج 1 ص 459 ، ومرآة العقول : ج 5 ص 329 ، ونهج البلاغة : الخطبة رقم 202 .
( 2 ) مصباح الكفعمي : ص 4 . ( * )
- ج2 ص 45 -
وأحد وحنين بألف ألف سهم . . ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة : " وقتلا أطفاله ، وأخليا منبره من وصيه ، ووارث علمه ، وجحدوا إمامته . . . إلى أن قال : وبطن فتقوه ، وجنين أسقطه ، وضلع دقوه ( 1 ) وصك مزقوه الخ . . . " ( 2 ) .
وقد جاء في تعليقته على المصباح ، والمطبوعة في هامش المصباح نفسه .
ونقله عنه قال العلامة المجلسي صاحب البحار : " . . . قال الشيخ العالم أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر في كتابه رشح البلاء : قوله : فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره ، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي ( ع ) وفاطمة ( ع ) من الإيذاء ، وإرادة إحراق بيت علي بالنار ، وقادوه كالجمل المخشوش . وضغطا فاطمة ( ع ) في بابها ، حتى أسقطت بمحسن ، وأمرت أن تدفن ليلا ، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها الخ . . " ( 3 ) .
وقال : " والضلع المدقوق ، والصك الممزوق إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة ( ع ) ، من مزق صكها ، ودق ضلعها " ( 4 ) .
- محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن أحمد بن
( 1 ) في البحار : كسروه .
( 2 ) راجع : البحار : ج 82 ص 261 ، والمصباح للكفعمي : ص 553 ، والبلد الأمين : ص 551 و 552 ، وعلم اليقين : ص 701
( 3 ) حواشي المصباح ، للشيخ الكفعمي ص 553 ، والبحار : ج 82 ص 261 .
( 4 ) المصدر السابق ص 555 ، والبحار : ج 82 ص 261 . ( * )
- ج2 ص 46 -
إدريس ، ومحمد بن يحيى العطار ، جميعا عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني ، عن ابن عميرة ، عن محمد بن عتبة ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( ع ) . قال : " بينا أنا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عند رسول الله ( ص ) إذ التفت إلينا فبكى ، فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ ! قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها " ( 1 ) .
ووصف المجلسي إسناد هذه الرواية بأنه " معتبر " فراجع ( 2 ) .
- عن أحمد بن الخصيب ، عن جعفر بن محمد بن المفضل ، عن محمد بن سنان الزاهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن مديح بن هارون بن سعد ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة ، عن أمير المؤمنين ، أنه قال لعمر في جملة كلام له : " . . وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابني الحسن والحسين ، وابنتي زينب ، وأم كلثوم الخ . . ( 3 ) .
( 1 ) الأمالي للشيخ الصدوق : ص 118 ، وبحار الأنوار : ج 28 ص 51 ، وليراجع ج 44 ص 149 وإثبات الهداة : ج 1 ص 281 ، وعوالم العلوم : ج 11 ص 397 ، وجلاء العيون : ج 1 ص 189 ، ووفاة الصديقة الزهراء للسيد عبد الرزاق المقرم : ص 60 ، والمناقب لابن شهر آشوب : ج 2 ص 209 ، انتشارات علامة - قم .
( 2 ) جلاء العيون ، ج 1 ص 189 .
( 3 ) الهداية الكبرى : ص 163 . ( * )
Comment