من المنازل المهولة.
البرزخ
وقد ذكره الحق تعالى في سورة (المؤمنون) : (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث : ولكني والله أتخوف عليكم من البرزخ.
قلت : وما البرزخ؟
قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة .
ونقل عن لب اللباب للقطب الراوندي قال:
وفي الخبر كان الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون، وينادي
كل واحد منهم بصوت حزين باكيا: يا أهلاه! يا ولداه! ويا قرابتاه! اعطفوا علينا
بشئ يرحمكم الله، واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء وارحموا علينا وعلى غربتنا،
فانا قد بقينا في سجن ضيق، وغم طويل وشدة، فارحمونا، ولا تبخلوا بالدعاء
والصدقة لنا لعل الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا. فواحسرتاه قد كنا قادرين مثل ما أنتم قادرون.
فيا عباد الله: اسمعوا كلامنا ولا تنسونا فإنكم ستعلمون غدا فان الفضول التي
في أيديكم كانت في أيدينا فكنا لا ننفق في طاعة الله، ومنعنا عن الحق، فصار
وبالا علينا ومنفعة لغيرنا. اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة.
ثم ينادون ما أسرع ما تبكون على أنفسكم ولا ينفعكم كما نحن نبكي ولا
ينفعنا فاجتهدوا قبل ان تكونوا مثلنا .
ونقل في جامع الأخبار عن بعض الصحابة انه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اهدوا لموتاكم.
فقلنا: يا رسول الله! وما هدية الأموات؟
قال (صلى الله عليه وآله): الصدقة والدعاء.
قال (صلى الله عليه وآله):
ان أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم
ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين:
يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي ويا أقربائي! اعطفوا علينا يرحمكم الله
بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا.
وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه: اعطفوا علينا بدرهم، أو برغيف، أو
بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنة.
ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله) وبكينا معه، فلم يستطع النبي (صلى الله عليه وآله) أن يتكلم من كثرة
بكائه. ثم قال:
أولئك إخوانكم في الدين، فصاروا ترابا رميما بعد السرور والنعيم، فينادون
بالويل والثبور على أنفسهم، يقولون: يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة
الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم.
فيرجعون بحسرة وندامة، وينادون: أسرعوا صدقة الأموات .
وروي في هذا الكتاب أيضا انه قال:
ما تصدقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع
سماوات. ثم يقوم على شفير الخندق فينادي:
السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها
ويدخل بها في قبره، فيوسع عليه مضاجعه.
فقال (عليه السلام): ألا من أعطف لميت بصدقة فله عند الله من الأجر مثل أحد،
ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظل العرش.
وحي وميت نجى بهذه الصدقة .
وحكي عن أمير خراسان انه رأى في المنام بعد موته وهو يقول: ابعثوا إلي ما ترمونه إلى الكلاب فاني محتاج إليه .
وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في زاد المعاد :
ولابد أن لا ينسى الأموات لأن أيديهم تقصر عن أعمال الخير، فإنهم يأملون
من أبنائهم وأقربائهم وإخوانهم المؤمنين ويترقبون منه احسانهم. خصوصا في
أدعيتهم في صلاة الليل، ومن بعد الصلاة المكتوبة، وفي المشاهد المشرفة. ولابد
أن يدعى للأب وللأم أكثر من الآخرين، وأن يعمل أعمال الخير لهم.
وفي الخبر: ان العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي
عنهما دينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل عاقا، وانه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل بارا.
وأهم الخيرات للأب وللأم وسائر أقربائه أداء دينهم وأن يبرئهم من
حقوق الله والخلق، وأن يسعى في قضاء ما فاتهم من الحج وسائر العبادات إما
بالإجارة أو بالتبرع.
وروي في الحديث الصحيح أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يصلي عن ولده
في كل ليلة ركعتين وعن والديه في كل يوم ركعتين وكان يقرأ في الركعة الأولى انا أنزلناه، وفي الركعة الثانية انا أعطيناك الكوثر .
ونقل بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام): انه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق ثم يؤتى، فيقال له: خفف عنك هذا الضيق لصلاة فلان أخيك عنك.
قال: فقلت له: فأشرك بين رجلين في ركعتين؟
قال: نعم.
فقال (عليه السلام): ان الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .
وقال (صلى الله عليه وآله) يدخل على الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبروالدعاء ويكتب أجره للذي يفعله وللميت .
وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وآله):
من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره ونفع الله به الميت .
وورد في رواية:
إذا تصدق الرجل بنية الميت أمر الله جبرئيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في يد كل ملك طبق فيحملون إلى قبره ويقولون: السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان بن فلان إليك
فيتلألأ قبره، وأعطاه الله ألف مدينة في الجنة، وزوجه ألف حوراء، وألبسه ألف حلة، وقضى له ألف حاجة .
كتاب منازل الاخرة والمطالب الفاخرة ( للشيخ عباس القمي )
البرزخ
وقد ذكره الحق تعالى في سورة (المؤمنون) : (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث : ولكني والله أتخوف عليكم من البرزخ.
قلت : وما البرزخ؟
قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة .
ونقل عن لب اللباب للقطب الراوندي قال:
وفي الخبر كان الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون، وينادي
كل واحد منهم بصوت حزين باكيا: يا أهلاه! يا ولداه! ويا قرابتاه! اعطفوا علينا
بشئ يرحمكم الله، واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء وارحموا علينا وعلى غربتنا،
فانا قد بقينا في سجن ضيق، وغم طويل وشدة، فارحمونا، ولا تبخلوا بالدعاء
والصدقة لنا لعل الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا. فواحسرتاه قد كنا قادرين مثل ما أنتم قادرون.
فيا عباد الله: اسمعوا كلامنا ولا تنسونا فإنكم ستعلمون غدا فان الفضول التي
في أيديكم كانت في أيدينا فكنا لا ننفق في طاعة الله، ومنعنا عن الحق، فصار
وبالا علينا ومنفعة لغيرنا. اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة.
ثم ينادون ما أسرع ما تبكون على أنفسكم ولا ينفعكم كما نحن نبكي ولا
ينفعنا فاجتهدوا قبل ان تكونوا مثلنا .
ونقل في جامع الأخبار عن بعض الصحابة انه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اهدوا لموتاكم.
فقلنا: يا رسول الله! وما هدية الأموات؟
قال (صلى الله عليه وآله): الصدقة والدعاء.
قال (صلى الله عليه وآله):
ان أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم
ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين:
يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمي ويا أقربائي! اعطفوا علينا يرحمكم الله
بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا.
وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه: اعطفوا علينا بدرهم، أو برغيف، أو
بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنة.
ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله) وبكينا معه، فلم يستطع النبي (صلى الله عليه وآله) أن يتكلم من كثرة
بكائه. ثم قال:
أولئك إخوانكم في الدين، فصاروا ترابا رميما بعد السرور والنعيم، فينادون
بالويل والثبور على أنفسهم، يقولون: يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة
الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم.
فيرجعون بحسرة وندامة، وينادون: أسرعوا صدقة الأموات .
وروي في هذا الكتاب أيضا انه قال:
ما تصدقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع
سماوات. ثم يقوم على شفير الخندق فينادي:
السلام عليكم يا أهل القبور، أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية، فيأخذها
ويدخل بها في قبره، فيوسع عليه مضاجعه.
فقال (عليه السلام): ألا من أعطف لميت بصدقة فله عند الله من الأجر مثل أحد،
ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظل العرش.
وحي وميت نجى بهذه الصدقة .
وحكي عن أمير خراسان انه رأى في المنام بعد موته وهو يقول: ابعثوا إلي ما ترمونه إلى الكلاب فاني محتاج إليه .
وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في زاد المعاد :
ولابد أن لا ينسى الأموات لأن أيديهم تقصر عن أعمال الخير، فإنهم يأملون
من أبنائهم وأقربائهم وإخوانهم المؤمنين ويترقبون منه احسانهم. خصوصا في
أدعيتهم في صلاة الليل، ومن بعد الصلاة المكتوبة، وفي المشاهد المشرفة. ولابد
أن يدعى للأب وللأم أكثر من الآخرين، وأن يعمل أعمال الخير لهم.
وفي الخبر: ان العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي
عنهما دينهما ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل عاقا، وانه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل بارا.
وأهم الخيرات للأب وللأم وسائر أقربائه أداء دينهم وأن يبرئهم من
حقوق الله والخلق، وأن يسعى في قضاء ما فاتهم من الحج وسائر العبادات إما
بالإجارة أو بالتبرع.
وروي في الحديث الصحيح أن الإمام الصادق (عليه السلام) كان يصلي عن ولده
في كل ليلة ركعتين وعن والديه في كل يوم ركعتين وكان يقرأ في الركعة الأولى انا أنزلناه، وفي الركعة الثانية انا أعطيناك الكوثر .
ونقل بسند صحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام): انه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق ثم يؤتى، فيقال له: خفف عنك هذا الضيق لصلاة فلان أخيك عنك.
قال: فقلت له: فأشرك بين رجلين في ركعتين؟
قال: نعم.
فقال (عليه السلام): ان الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه .
وقال (صلى الله عليه وآله) يدخل على الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبروالدعاء ويكتب أجره للذي يفعله وللميت .
وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وآله):
من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره ونفع الله به الميت .
وورد في رواية:
إذا تصدق الرجل بنية الميت أمر الله جبرئيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في يد كل ملك طبق فيحملون إلى قبره ويقولون: السلام عليك يا ولي الله هذه هدية فلان بن فلان إليك
فيتلألأ قبره، وأعطاه الله ألف مدينة في الجنة، وزوجه ألف حوراء، وألبسه ألف حلة، وقضى له ألف حاجة .
كتاب منازل الاخرة والمطالب الفاخرة ( للشيخ عباس القمي )
Comment