بسم الله الرحمّن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الأئمه و المهديين و سلم تسليما
قوله تعالى:
(وإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ) سورة البقره 49
قال الإمام العسكري (عليه السلام): «قال الله : واذكروا ، يا بني (إسرائيل إِذْ نَجَّيْناكُمْ) أنجينا أسلافكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وهم الذين كانوا يدنون إليه بقرابته وبدينه ومذهبه (يَسُومُونَكُمْ) يعذبونكم (سُوءَ الْعَذابِ) شدة العذاب ، كانوا يحملونه عليكم».
قال: «وكان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون يكلفهم عمل البناء والطين ، ويخاف أن يهربوا عن العمل ، فأمر بتقييدهم ، فكانوا ينقلون ذلك الطين على السلالم إلى السطوح فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن ولا يحفلون بهم ، إلى أن أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) : قل لهم : لا يبتدئون عملا إلا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخف عليهم ، فكانوا يفعلون ذلك فيخفف عليهم .
وأمر كل من سقط وزمن ، ممن نسي الصلاة على محمد وآله ، بأن يقولها على نفسه إن أمكنه - أي الصلاة على محمد وآله - أو يقال عليه إن لم يمكنه ، فإنه يقوم ولا يضره ذلك ، ففعلوها فسلموا .
(يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) وذلك لما قيل لفرعون : إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك ، وزوال ملكك فأمر بذبح أبنائهم ، فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها لئلا تنم عليها [ويتم] حملها ، ثم تلقي ولدها في صحراء ، أو غار جبل ، أو مكان غامض ، وتقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد وآله ، فيقيض الله له ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه ، ومن إصبع طعاما لينا يتغذاه ، إلى أن نشأ بنو إسرائيل ، فكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل .
(وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يبقونهن ويتخذونهن إماء ، فضجوا إلى موسى (عليه السلام) ، وقالوا : يفترشون بناتنا وأخواتنا ؟ ! فأمر الله البنات كلما رابهن ريب من ذلك صلين على محمد وآله الطيبين ، فكان الله يرد عنهن أولئك الرجال ، إما بشغل أوبمرض أو زمانة أو لطف من ألطافه ، فلم تفترش منهن امرأة ، بل دفع الله عز وجل عنهن بصلاتهن على محمد وآله الطيبين .
ثم قال عز وجل : (وفِي ذلِكُمْ) أي في ذلك الإنجاء الذي أنجاكم منه ربكم (بَلاءٌ) نعمة (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) كبير.
قال الله عز وجل : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا) إذ كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخفف بالصلاة على محمد وآله الطيبين ، أفلا تعلمون أنكم إذا شاهدتموهم وآمنتم بهم كان النعمة عليكم أعظم وأفضل ، وفضل الله لديكم أكثر وأجزل» .
تفسير البرهان الجزء الثاني
و الحمد و الشكر لله رب العالمين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد الأئمه و المهديين و سلم تسليما
قوله تعالى:
(وإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ ويَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ) سورة البقره 49
قال الإمام العسكري (عليه السلام): «قال الله : واذكروا ، يا بني (إسرائيل إِذْ نَجَّيْناكُمْ) أنجينا أسلافكم (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) وهم الذين كانوا يدنون إليه بقرابته وبدينه ومذهبه (يَسُومُونَكُمْ) يعذبونكم (سُوءَ الْعَذابِ) شدة العذاب ، كانوا يحملونه عليكم».
قال: «وكان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون يكلفهم عمل البناء والطين ، ويخاف أن يهربوا عن العمل ، فأمر بتقييدهم ، فكانوا ينقلون ذلك الطين على السلالم إلى السطوح فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن ولا يحفلون بهم ، إلى أن أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) : قل لهم : لا يبتدئون عملا إلا بالصلاة على محمد وآله الطيبين ليخف عليهم ، فكانوا يفعلون ذلك فيخفف عليهم .
وأمر كل من سقط وزمن ، ممن نسي الصلاة على محمد وآله ، بأن يقولها على نفسه إن أمكنه - أي الصلاة على محمد وآله - أو يقال عليه إن لم يمكنه ، فإنه يقوم ولا يضره ذلك ، ففعلوها فسلموا .
(يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) وذلك لما قيل لفرعون : إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون على يده هلاكك ، وزوال ملكك فأمر بذبح أبنائهم ، فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها لئلا تنم عليها [ويتم] حملها ، ثم تلقي ولدها في صحراء ، أو غار جبل ، أو مكان غامض ، وتقول عليه عشر مرات الصلاة على محمد وآله ، فيقيض الله له ملكا يربيه ويدر من إصبع له لبنا يمصه ، ومن إصبع طعاما لينا يتغذاه ، إلى أن نشأ بنو إسرائيل ، فكان من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل .
(وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) يبقونهن ويتخذونهن إماء ، فضجوا إلى موسى (عليه السلام) ، وقالوا : يفترشون بناتنا وأخواتنا ؟ ! فأمر الله البنات كلما رابهن ريب من ذلك صلين على محمد وآله الطيبين ، فكان الله يرد عنهن أولئك الرجال ، إما بشغل أوبمرض أو زمانة أو لطف من ألطافه ، فلم تفترش منهن امرأة ، بل دفع الله عز وجل عنهن بصلاتهن على محمد وآله الطيبين .
ثم قال عز وجل : (وفِي ذلِكُمْ) أي في ذلك الإنجاء الذي أنجاكم منه ربكم (بَلاءٌ) نعمة (مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) كبير.
قال الله عز وجل : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا) إذ كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخفف بالصلاة على محمد وآله الطيبين ، أفلا تعلمون أنكم إذا شاهدتموهم وآمنتم بهم كان النعمة عليكم أعظم وأفضل ، وفضل الله لديكم أكثر وأجزل» .
تفسير البرهان الجزء الثاني
و الحمد و الشكر لله رب العالمين
Comment