بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ
اللهم صل علي محمد و آله ، في كل وقت و كل اوان و علي كل حال عدد ما صليت علي من صليت عليه ، و اضعاف ذلك كله بالاضعاف التي لا يحصيها غيرك ، إنك فعال لما تريد .اللهم يا من لا يرغب في الجزاء .و يا من لا يندم علي العطاء .و يا من لا يكافئ عبده علي السواء .منتك ابتداء ، و عفوك تفضل ، و عقوبتك عدل ، و قضاؤك خيرة .إن أعطيت لم تشب عطاءك بمن ، و إن منعت لم يكن منعك تعديا .تشكر من شكرك و أنت الهمته شكرك .و تكافئ من حمدك و أنت علمته حمدك .تستر علي من لو شئت فضحته ، و تجود علي من لو شئت منعته ، و كلاهما اهل منك للفضيحة والمنع غير أنك بنيت افعالك علي التفضل ، و اجريت قدرتك علي التجاوز .و تلقيت من عصاك بالحلم ، و امهلت من قصد لنفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك إلي الانابة ، و تترك معاجلتهم الي التوبة لكيلا يهلك عليك هالكهم ، و لا يشقي بنعمتك شقيهم إلا عن طول الاعذار إليه ، و بعد ترادف الحجة عليه ، كرما من عفوك يا كريم ، و عائدة من عطفك يا حليم .أنت الذي فتحت لعبادك بابا الي عفوك ، و سميته التوبة ، و جعلت علي ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه ، فقلت - تبارك اسمك - : توبوا إلي الله توبة نصوحا عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .يوم لا يخزي الله النبي و الذين امنوا معه ، نورهم يسعي بين أيديهم و بايمانهم ، يقولون : ربنا اتمم لنا نورنا ، و اغفر لنا ، إنك علي كل شي ء قدير . فما عذر من اغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب و اقامة الدليل ؟! .و أنت الذي زدت في السوم علي نفسك لعبادك ، تريد ربحهم في متاجرتهم لك ، و فوزهم بالوفادة عليك ، و الزيادة منك ، فقلت - تبارك اسمك و تعاليت - : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، و من جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها .و قلت : مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، و الله يضاعف لمن يشاء ، و قلت : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة . و ما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات .و أنت الذي دللتهم بقولك من غيبك و ترغيبك الذي فيه حظهم علي ما لو سترته عنهم لم تدركه ابصارهم ، و لم تعه اسماعهم ، و لم تلحقه اوهامهم ، فقلت : اذكروني اذكركم ، و اشكروا لي و لا تكفرون ، و قلت : لئن شكرتم لازيدنكم ، و لئن كفرتم إن عذابي لشديد .و قلت : ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ، فسميت دعاءك عبادة ، و تركه استكبارا ، و توعدت علي تركه دخول جهنم داخرين .فذكروك بمنك ، و شكروك بفضلك ، و دعوك بامرك ، و تصدقوا لك طلبا لمزيدك ، و فيها كانت نجاتهم من غضبك ، و فوزهم برضاك .و لو دل مخلوق مخلوقا من نفسه علي مثل الذي دللت عليه عبادك منك كان موصوفا بالاحسان ، و منعوتا بالامتنان ، و محمودا بكل لسان ، فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب ، و ما بقي للحمد لفظ تحمد به ، و معني ينصرف اليه .يا من تحمد الي عباده بالاحسان و الفضل ، و غمرهم بالمن و الطول ، ما افشي فينا نعمتك ، و اسبغ علينا منتك ، و اخصنا ببرك !هديتنا لدينك الذي اصطفيت ، و ملتك التي ارتضيت ، و سبيلك الذي سهلت ، و بصرتنا الزلفة لديك ، و الوصول الي كرامتك .اللهم و أنت جعلت من صفايا تلك الوظائف ، و خصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور ، و تخيرته من جميع الازمنة و الدهور ، و اثرته علي كل اوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن و النور ، و ضاعفت فيه من الايمان ، و فرضت فيه من الصيام ، و رغبت فيه من القيام ، و اجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .ثم اثرتنا به علي سائر الامم ، و اصطفيتنا بفضله دون اهل الملل ، فصمنا بامرك نهاره ، و قمنا بعونك ليله ، متعرضين بصيامه و قيامه لما عرضتنا له من رحمتك ، و تسببنا اليه من مثوبتك ، و أنت الملئ بما رغب فيه اليك ، الجواد بما سئلت من فضلك ، القريب الي من حاول قربك .و قد اقام فينا هذا الشهر مقام حمد ، و صحبنا صحبة مبرور ، و اربحنا افضل ارباح العالمين ، ثم قد فارقنا عند تمام وقته ، و انقطاع مدته ، و وفاء عدده .فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا ، و غمنا و اوحشنا انصرافه عنا ، و لزمنا له الذمام المحفوظ ، و الحرمة المرعية ، و الحق المقضي ، فنحن قائلون : السلام عليك يا شهر الله الاكبر ، و يا عيد أوليائه .السلام عليك يا اكرم مصحوب من الاوقات ، و يا خير شهر في الايام و الساعات .السلام عليك من شهر قربت فيه الامال ، و نشرت فيه الاعمال .السلام عليك من قرين جل قدره موجودا ، و افجع فقده مفقودا ، و مرجو الم فراقه .السلام عليك من اليف انس مقبلا فسر ، و اوحش منقضيا فمض .السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب ، و قلت فيه الذنوب .السلام عليك من ناصر اعان علي الشيطان ، و صاحب سهل سبل الاحسان .السلام عليك ما اكثر عتقاء الله فيك ، و ما اسعد من رعي حرمتك بك .السلام عليك ما كان امحاك للذنوب ، و استرك لانواع العيوب !السلام عليك ما كان اطولك علي المجرمين ، و اهيبك في صدور المؤمنين !السلام عليك من شهر لا تنافسه الايام .السلام عليك من شهر هو من كل امر سلام .السلام عليك غير كريه المصاحبة ، و لا ذميم الملابسة .السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ، و غسلت عنا دنس الخطيئات .السلام عليك غير مودع برما ، و لا متروك صيامه ساما .السلام عليك من مطلوب قبل وقته ، و محزون عليه قبل فوته .السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا ، و كم من خير افيض بك علينا .السلام عليك و علي ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .السلام عليك ما كان احرصنا بالامس عليك ، و اشد شوقنا غدا اليك .السلام عليك و علي فضلك الذي حرمناه ، و علي ماض من بركاتك سلبناه .اللهم إنا اهل هذا الشهر الذي شرفتنا به ، و وفقتنا بمنك له حين جهل الاشقياء وقته ، و حرموا لشقائهم فضله .أنت ولي ما اثرتنا به من معرفته ، و هديتنا له من سنته ، و قد تولينا بتوفيقك صيامه و قيامه علي تقصير ، و ادينا فيه قليلا من كثير .اللهم فلك الحمد اقرارا بالاساءة ، و اعترافا بالاضاعة ، و لك من قلوبنا عقد الندم ، و من السنتنا صدق الاعتذار ، فاجرنا علي ما اصابنا فيه من التفريط اجرا نستدرك به الفضل المرغوب فيه ، و نعتاض به من انواع الذخر المحروص عليه .و اوجب لنا عذرك علي ما قصرنا فيه من حقك ، و ابلغ باعمارنا ما بين ايدينا من شهر رمضان المقبل ، فإذا بلغتناه فاعنا علي تناول ما أنت اهله من العبادة ، و ادنا الي القيام بما يستحقه من الطاعة ، و اجر لنا من صالح العمل ما يكون دركا لحقك في الشهرين من شهور الدهر .اللهم و ما الممنا به في شهرنا هذا من لمم أو إثم ، أو واقعنا فيه من ذنب ، و اكتسبنا فيه من خطيئة علي تعمد منا ، أو علي نسيان ظلمنا فيه انفسنا ، أو انتهكنا به حرمة من غيرنا ، فصل علي محمد و آله ، و استرنا بسترك ، واعف عنا بعفوك ، و لا تنصبنا فيه لاعين الشامتين ، و لا تبسط علينا فيه السن الطاعنين ، و استعملنا بما يكون حطة و كفارة لما انكرت منا فيه برأفتك التي لا تنفد ، و فضلك الذي لا ينقص .اللهم صل علي محمد و آله ، و اجبر مصيبتنا بشهرنا ، و بارك لنا في يوم عيدنا و فطرنا ، و اجعله من خير يوم مر علينا اجلبه لعفو ، و امحاه لذنب ، و اغفرلنا ما خفي من ذنوبنا و ما علن .اللهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا ، و اخرجنا بخروجه من سيئاتنا ، و اجعلنا من اسعد اهله به ، و اجزلهم قسما فيه ، و اوفرهم حظا منه .اللهم و من رعي هذا الشهر حق رعايته ، و حفظ حرمته حق حفظها ، و قام بحدوده حق قيامها ، و اتقي ذنوبه حق تقاتها ، أو تقرب اليك بقربة اوجبت رضاك له ، و عطفت رحمتك عليه ، فهب لنا مثله من وجدك ، و اعطنا اضعافه من فضلك ، فإن فضلك لا يغيض ، و إن خزائنك لا تنقص بل تفيض ، و إن معادن احسانك لا تفني ، و إن عطاءك للعطاء المهنا .اللهم صل علي محمد و آله ، و اكتب لنا مثل اجور من صامه ، أو تعبد لك فيه الي يوم القيمة .اللهم إنا نتوب اليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا و سرورا ، و لاهل ملتك مجمعا و محتشدا من كل ذنب اذنبناه ، أو سوء اسلفناه ، أو خاطر شر اضمرناه ، توبة من لا ينطوي علي رجوع الي ذنب ، و لا يعود بعدها في خطيئة ، توبة نصوحا خلصت من الشك و الارتياب ، فتقبلها منا ، و ارض عنا ، و ثبتنا عليها .اللهم ارزقنا خوف عقاب الوعيد ، و شوق ثواب الموعود حتي نجد لذة ما ندعوك به ، و كابة ما نستجيرك منه .و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت لهم محبتك ، و قبلت منهم مراجعة طاعتك ، يا اعدل العادلين .اللهم تجاوز عن ابائنا و امهاتنا و اهل ديننا جميعا من سلف منهم و من غبر الي يوم القيمة .اللهم صل علي محمد نبينا و آله كما صليت علي ملائكتك المقربين ، و صل عليه و آله كما صليت علي انبيائك المرسلين ، و صل عليه و آله كما صليت علي عبادك الصالحين ، و افضل من ذلك يا رب العالمين ، صلوة تبلغنا بركتها ، و ينالنا نفعها ، و يستجاب لها دعاؤنا ، إنك اكرم من رغب اليه ، و اكفي من توكل عليه ، و اعطي من سئل من فضله ، و أنت علي كل شئ قدير .
اللهم صل على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما كثيرا
وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي وَدَاعِ شَهْرِ رَمَضَانَ
اللهم صل علي محمد و آله ، في كل وقت و كل اوان و علي كل حال عدد ما صليت علي من صليت عليه ، و اضعاف ذلك كله بالاضعاف التي لا يحصيها غيرك ، إنك فعال لما تريد .اللهم يا من لا يرغب في الجزاء .و يا من لا يندم علي العطاء .و يا من لا يكافئ عبده علي السواء .منتك ابتداء ، و عفوك تفضل ، و عقوبتك عدل ، و قضاؤك خيرة .إن أعطيت لم تشب عطاءك بمن ، و إن منعت لم يكن منعك تعديا .تشكر من شكرك و أنت الهمته شكرك .و تكافئ من حمدك و أنت علمته حمدك .تستر علي من لو شئت فضحته ، و تجود علي من لو شئت منعته ، و كلاهما اهل منك للفضيحة والمنع غير أنك بنيت افعالك علي التفضل ، و اجريت قدرتك علي التجاوز .و تلقيت من عصاك بالحلم ، و امهلت من قصد لنفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك إلي الانابة ، و تترك معاجلتهم الي التوبة لكيلا يهلك عليك هالكهم ، و لا يشقي بنعمتك شقيهم إلا عن طول الاعذار إليه ، و بعد ترادف الحجة عليه ، كرما من عفوك يا كريم ، و عائدة من عطفك يا حليم .أنت الذي فتحت لعبادك بابا الي عفوك ، و سميته التوبة ، و جعلت علي ذلك الباب دليلا من وحيك لئلا يضلوا عنه ، فقلت - تبارك اسمك - : توبوا إلي الله توبة نصوحا عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .يوم لا يخزي الله النبي و الذين امنوا معه ، نورهم يسعي بين أيديهم و بايمانهم ، يقولون : ربنا اتمم لنا نورنا ، و اغفر لنا ، إنك علي كل شي ء قدير . فما عذر من اغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب و اقامة الدليل ؟! .و أنت الذي زدت في السوم علي نفسك لعبادك ، تريد ربحهم في متاجرتهم لك ، و فوزهم بالوفادة عليك ، و الزيادة منك ، فقلت - تبارك اسمك و تعاليت - : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، و من جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها .و قلت : مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ، و الله يضاعف لمن يشاء ، و قلت : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة . و ما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات .و أنت الذي دللتهم بقولك من غيبك و ترغيبك الذي فيه حظهم علي ما لو سترته عنهم لم تدركه ابصارهم ، و لم تعه اسماعهم ، و لم تلحقه اوهامهم ، فقلت : اذكروني اذكركم ، و اشكروا لي و لا تكفرون ، و قلت : لئن شكرتم لازيدنكم ، و لئن كفرتم إن عذابي لشديد .و قلت : ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ، فسميت دعاءك عبادة ، و تركه استكبارا ، و توعدت علي تركه دخول جهنم داخرين .فذكروك بمنك ، و شكروك بفضلك ، و دعوك بامرك ، و تصدقوا لك طلبا لمزيدك ، و فيها كانت نجاتهم من غضبك ، و فوزهم برضاك .و لو دل مخلوق مخلوقا من نفسه علي مثل الذي دللت عليه عبادك منك كان موصوفا بالاحسان ، و منعوتا بالامتنان ، و محمودا بكل لسان ، فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب ، و ما بقي للحمد لفظ تحمد به ، و معني ينصرف اليه .يا من تحمد الي عباده بالاحسان و الفضل ، و غمرهم بالمن و الطول ، ما افشي فينا نعمتك ، و اسبغ علينا منتك ، و اخصنا ببرك !هديتنا لدينك الذي اصطفيت ، و ملتك التي ارتضيت ، و سبيلك الذي سهلت ، و بصرتنا الزلفة لديك ، و الوصول الي كرامتك .اللهم و أنت جعلت من صفايا تلك الوظائف ، و خصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور ، و تخيرته من جميع الازمنة و الدهور ، و اثرته علي كل اوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن و النور ، و ضاعفت فيه من الايمان ، و فرضت فيه من الصيام ، و رغبت فيه من القيام ، و اجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .ثم اثرتنا به علي سائر الامم ، و اصطفيتنا بفضله دون اهل الملل ، فصمنا بامرك نهاره ، و قمنا بعونك ليله ، متعرضين بصيامه و قيامه لما عرضتنا له من رحمتك ، و تسببنا اليه من مثوبتك ، و أنت الملئ بما رغب فيه اليك ، الجواد بما سئلت من فضلك ، القريب الي من حاول قربك .و قد اقام فينا هذا الشهر مقام حمد ، و صحبنا صحبة مبرور ، و اربحنا افضل ارباح العالمين ، ثم قد فارقنا عند تمام وقته ، و انقطاع مدته ، و وفاء عدده .فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا ، و غمنا و اوحشنا انصرافه عنا ، و لزمنا له الذمام المحفوظ ، و الحرمة المرعية ، و الحق المقضي ، فنحن قائلون : السلام عليك يا شهر الله الاكبر ، و يا عيد أوليائه .السلام عليك يا اكرم مصحوب من الاوقات ، و يا خير شهر في الايام و الساعات .السلام عليك من شهر قربت فيه الامال ، و نشرت فيه الاعمال .السلام عليك من قرين جل قدره موجودا ، و افجع فقده مفقودا ، و مرجو الم فراقه .السلام عليك من اليف انس مقبلا فسر ، و اوحش منقضيا فمض .السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب ، و قلت فيه الذنوب .السلام عليك من ناصر اعان علي الشيطان ، و صاحب سهل سبل الاحسان .السلام عليك ما اكثر عتقاء الله فيك ، و ما اسعد من رعي حرمتك بك .السلام عليك ما كان امحاك للذنوب ، و استرك لانواع العيوب !السلام عليك ما كان اطولك علي المجرمين ، و اهيبك في صدور المؤمنين !السلام عليك من شهر لا تنافسه الايام .السلام عليك من شهر هو من كل امر سلام .السلام عليك غير كريه المصاحبة ، و لا ذميم الملابسة .السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ، و غسلت عنا دنس الخطيئات .السلام عليك غير مودع برما ، و لا متروك صيامه ساما .السلام عليك من مطلوب قبل وقته ، و محزون عليه قبل فوته .السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا ، و كم من خير افيض بك علينا .السلام عليك و علي ليلة القدر التي هي خير من الف شهر .السلام عليك ما كان احرصنا بالامس عليك ، و اشد شوقنا غدا اليك .السلام عليك و علي فضلك الذي حرمناه ، و علي ماض من بركاتك سلبناه .اللهم إنا اهل هذا الشهر الذي شرفتنا به ، و وفقتنا بمنك له حين جهل الاشقياء وقته ، و حرموا لشقائهم فضله .أنت ولي ما اثرتنا به من معرفته ، و هديتنا له من سنته ، و قد تولينا بتوفيقك صيامه و قيامه علي تقصير ، و ادينا فيه قليلا من كثير .اللهم فلك الحمد اقرارا بالاساءة ، و اعترافا بالاضاعة ، و لك من قلوبنا عقد الندم ، و من السنتنا صدق الاعتذار ، فاجرنا علي ما اصابنا فيه من التفريط اجرا نستدرك به الفضل المرغوب فيه ، و نعتاض به من انواع الذخر المحروص عليه .و اوجب لنا عذرك علي ما قصرنا فيه من حقك ، و ابلغ باعمارنا ما بين ايدينا من شهر رمضان المقبل ، فإذا بلغتناه فاعنا علي تناول ما أنت اهله من العبادة ، و ادنا الي القيام بما يستحقه من الطاعة ، و اجر لنا من صالح العمل ما يكون دركا لحقك في الشهرين من شهور الدهر .اللهم و ما الممنا به في شهرنا هذا من لمم أو إثم ، أو واقعنا فيه من ذنب ، و اكتسبنا فيه من خطيئة علي تعمد منا ، أو علي نسيان ظلمنا فيه انفسنا ، أو انتهكنا به حرمة من غيرنا ، فصل علي محمد و آله ، و استرنا بسترك ، واعف عنا بعفوك ، و لا تنصبنا فيه لاعين الشامتين ، و لا تبسط علينا فيه السن الطاعنين ، و استعملنا بما يكون حطة و كفارة لما انكرت منا فيه برأفتك التي لا تنفد ، و فضلك الذي لا ينقص .اللهم صل علي محمد و آله ، و اجبر مصيبتنا بشهرنا ، و بارك لنا في يوم عيدنا و فطرنا ، و اجعله من خير يوم مر علينا اجلبه لعفو ، و امحاه لذنب ، و اغفرلنا ما خفي من ذنوبنا و ما علن .اللهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا ، و اخرجنا بخروجه من سيئاتنا ، و اجعلنا من اسعد اهله به ، و اجزلهم قسما فيه ، و اوفرهم حظا منه .اللهم و من رعي هذا الشهر حق رعايته ، و حفظ حرمته حق حفظها ، و قام بحدوده حق قيامها ، و اتقي ذنوبه حق تقاتها ، أو تقرب اليك بقربة اوجبت رضاك له ، و عطفت رحمتك عليه ، فهب لنا مثله من وجدك ، و اعطنا اضعافه من فضلك ، فإن فضلك لا يغيض ، و إن خزائنك لا تنقص بل تفيض ، و إن معادن احسانك لا تفني ، و إن عطاءك للعطاء المهنا .اللهم صل علي محمد و آله ، و اكتب لنا مثل اجور من صامه ، أو تعبد لك فيه الي يوم القيمة .اللهم إنا نتوب اليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا و سرورا ، و لاهل ملتك مجمعا و محتشدا من كل ذنب اذنبناه ، أو سوء اسلفناه ، أو خاطر شر اضمرناه ، توبة من لا ينطوي علي رجوع الي ذنب ، و لا يعود بعدها في خطيئة ، توبة نصوحا خلصت من الشك و الارتياب ، فتقبلها منا ، و ارض عنا ، و ثبتنا عليها .اللهم ارزقنا خوف عقاب الوعيد ، و شوق ثواب الموعود حتي نجد لذة ما ندعوك به ، و كابة ما نستجيرك منه .و اجعلنا عندك من التوابين الذين اوجبت لهم محبتك ، و قبلت منهم مراجعة طاعتك ، يا اعدل العادلين .اللهم تجاوز عن ابائنا و امهاتنا و اهل ديننا جميعا من سلف منهم و من غبر الي يوم القيمة .اللهم صل علي محمد نبينا و آله كما صليت علي ملائكتك المقربين ، و صل عليه و آله كما صليت علي انبيائك المرسلين ، و صل عليه و آله كما صليت علي عبادك الصالحين ، و افضل من ذلك يا رب العالمين ، صلوة تبلغنا بركتها ، و ينالنا نفعها ، و يستجاب لها دعاؤنا ، إنك اكرم من رغب اليه ، و اكفي من توكل عليه ، و اعطي من سئل من فضله ، و أنت علي كل شئ قدير .