بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
روى السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله في كتابه (النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين ) ص426
(أن عيسى (عليه السلام) جمع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا على بلد فلما قربوا منه وجدوا كنزا على الطريق فقال من معه ائذن لنا يا روح الله أن نقيم هاهنا و نحوز هذا الكنز لئلا يضيع
فقال لهم أقيموا هاهنا و أنا أدخل البلد و لي كنزا أطلبه .
فلما دخل البلد و جال فيه رأى دارا خربة فدخلها فوجد فيها عجوزا فقال لها:أنا ضيفك في هذه الليلة و هل في الدار أحد غيرك؟
قالت نعم لي ابن صغير مات أبوه و بقي يتيما في حجري و هو يذهب إلى الصحاري و يجمع الشوك و يبيعه و نتعيش به.
فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدى و الصلاح فاغتنم خدمته و صحبته
فدخل الابن على عيسى (عليه السلام) و أكرمه .
فلما كان في بعض الليل سأل عيسى (عليه السلام) الغلام عن حاله و معيشته و غيرها و تفرس فيه آثار العقل و الاستعداد للترقي على مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم
فقال يا غلام أرى قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك .
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليما
روى السيد نعمة الله الجزائري رحمه الله في كتابه (النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين ) ص426
(أن عيسى (عليه السلام) جمع بعض الحواريين في بعض سياحته فمروا على بلد فلما قربوا منه وجدوا كنزا على الطريق فقال من معه ائذن لنا يا روح الله أن نقيم هاهنا و نحوز هذا الكنز لئلا يضيع
فقال لهم أقيموا هاهنا و أنا أدخل البلد و لي كنزا أطلبه .
فلما دخل البلد و جال فيه رأى دارا خربة فدخلها فوجد فيها عجوزا فقال لها:أنا ضيفك في هذه الليلة و هل في الدار أحد غيرك؟
قالت نعم لي ابن صغير مات أبوه و بقي يتيما في حجري و هو يذهب إلى الصحاري و يجمع الشوك و يبيعه و نتعيش به.
فلما جاء ولدها قالت له بعث الله لنا في هذه الليلة ضيفا صالحا تسطع من جبينه أنوار الهدى و الصلاح فاغتنم خدمته و صحبته
فدخل الابن على عيسى (عليه السلام) و أكرمه .
فلما كان في بعض الليل سأل عيسى (عليه السلام) الغلام عن حاله و معيشته و غيرها و تفرس فيه آثار العقل و الاستعداد للترقي على مدارج الكمال لكن وجد فيه أن قلبه مشغول بهم عظيم
فقال يا غلام أرى قلبك مشغولا بهم عظيم فأخبرني لعله يكون عندي دواء دائك .
فلما بالغ عيسى (عليه السلام) قال نعم في قلبي هم لا يقدر على دوائه إلا الله تعالى فقال أخبرني به لعل الله يلهمني ما يزيله عنك
فقال الغلام إني كنت يوما أحمل الشوك إلى البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلى القصر فوقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي و هو يزداد كل يوم و لا أرى لذلك دواء إلا الموت
فقال عيسى (عليه السلام) إن كنت تريدها أنا أحتال حتى تتزوجها .
فقال الغلام إني كنت يوما أحمل الشوك إلى البلد فمررت بقصر ابنة الملك فنظرت إلى القصر فوقع نظري عليها فدخل حبها شغاف قلبي و هو يزداد كل يوم و لا أرى لذلك دواء إلا الموت
فقال عيسى (عليه السلام) إن كنت تريدها أنا أحتال حتى تتزوجها .
فجاء الغلام إلى أمه و أخبرها بقوله ع
فقالت أمه يا ولدي إني لا أظن أن هذا الرجل يعد بشيء لا يمكنه الوفاء به فاسمع له و أطعه في كل ما يقول .
فقالت أمه يا ولدي إني لا أظن أن هذا الرجل يعد بشيء لا يمكنه الوفاء به فاسمع له و أطعه في كل ما يقول .
فلما أصبحوا قال عيسى (عليه السلام) للغلام اذهب إلى باب الملك فإذا أتى خواص الملك ليدخلوا عليه قل لهم أبلغوا الملك عني أني جئته خاطبا كريمته ثم ائتيني و أخبرني بما جرى بينك و بين الملك .
فأتى الغلام باب الملك فلما قال ذلك لخاصته ضحكوا و تعجبوا من قوله و دخلوا على الملك و أخبروه بما قال الغلام مستهزءين به فاستحضره الملك .
فلما دخل على الملك و خطب ابنته قال الملك مستهزئا به لا أعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ و اليواقيت و الجواهر كذا و كذا و وصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا
فقال الغلام أنا أذهب و آتيك بجواب هذا الكلام فرجع إلى عيسى (عليه السلام) فأخبره بما جرى فذهب به عيسى (عليه السلام) إلى خربة فيها أحجار و مدر كبار فدعا الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك و أحسن منها
فقال يا غلام خذ منها ما تريد و اذهب به إلى الملك
فلما أتى الملك بها تحير الملك و أهل مجلسه في أمره و قالوا لا يكفينا هذا فرجع إلى عيسى (عليه السلام) فأخبره
فقال اذهب إلى الخربة و خذ منها ما تريد و اذهب بها إليهم
فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم و قال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام و استخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه و بين عيسى و ما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هو عيسى (عليه السلام) فقال قل لضيفك يأتيني و يزوجك ابنتي فحضر عيسى (عليه السلام) و زوجها منه و بعث الملك ثيابا فاخرة إلى الغلام فألبسها إياه و جمع بينه و بين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام و كلمه فوجده عاقلا فهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده و وارث ملكه و أمر خواصه و أعيان مملكته ببيعته و طاعته
فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام على سرير الملك و أطاعوه و سلموا إليه خزائنه فأتاه عيسى (عليه السلام) في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحد منها و لكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشيء مما حصلتها لي فقال و ما هو قال الغلام إنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لا تفعل هذا لنفسك و أراك في تلك الحالة فلما أحفى في السؤال
قال له عيسى إن العالم بالله و بدار ثوابه و كرامته و البصير بفناء الدنيا و خستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل و إن لنا في قربه تعالى و معرفته و محبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدنيا و آفاتها و نعيم الآخرة و درجاتها
قال الغلام فلي عليك حجة أخرى لم اخترت لنفسك ما هو أولى و أحرى و أوقعتني في هذه البلية الكبرى
فقال عيسى (عليه السلام) إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك و ذكائك و ليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر و أوفى و تكون حجة على غيرك
فترك الغلام الملك و لبس أثوابه البالية و تبع عيسى (عليه السلام) فلما رجع ع إلى الحواريين
فلما دخل على الملك و خطب ابنته قال الملك مستهزئا به لا أعطيك ابنتي إلا أن تأتيني من اللئالئ و اليواقيت و الجواهر كذا و كذا و وصف له ما لا يوجد في خزانة ملك من ملوك الدنيا
فقال الغلام أنا أذهب و آتيك بجواب هذا الكلام فرجع إلى عيسى (عليه السلام) فأخبره بما جرى فذهب به عيسى (عليه السلام) إلى خربة فيها أحجار و مدر كبار فدعا الله تعالى فصيرها كلها من جنس ما طلب الملك و أحسن منها
فقال يا غلام خذ منها ما تريد و اذهب به إلى الملك
فلما أتى الملك بها تحير الملك و أهل مجلسه في أمره و قالوا لا يكفينا هذا فرجع إلى عيسى (عليه السلام) فأخبره
فقال اذهب إلى الخربة و خذ منها ما تريد و اذهب بها إليهم
فلما رجع بأضعاف ما أتى به أولا زادت حيرتهم و قال الملك إن لهذا شأنا غريبا فخلا بالغلام و استخبره عن الحال فأخبره بكل ما جرى بينه و بين عيسى و ما كان من عشقه لابنته فعلم الملك أن الضيف هو عيسى (عليه السلام) فقال قل لضيفك يأتيني و يزوجك ابنتي فحضر عيسى (عليه السلام) و زوجها منه و بعث الملك ثيابا فاخرة إلى الغلام فألبسها إياه و جمع بينه و بين ابنته تلك الليلة فلما أصبح طلب الغلام و كلمه فوجده عاقلا فهما فلم يكن للملك ولد غير هذه الابنة فجعله الملك ولي عهده و وارث ملكه و أمر خواصه و أعيان مملكته ببيعته و طاعته
فلما كانت الليلة الثانية مات الملك فأجلسوا الغلام على سرير الملك و أطاعوه و سلموا إليه خزائنه فأتاه عيسى (عليه السلام) في اليوم الثالث ليودعه فقال الغلام أيها الحكيم إن لك علي حقوقا لا أقوم بشكر واحد منها و لكن عرض في قلبي البارحة أمر لو لم تجبني عنه لم أنتفع بشيء مما حصلتها لي فقال و ما هو قال الغلام إنك قدرت على أن تنقلني من تلك الحالة الخسيسة إلى تلك الدرجة الرفيعة في يومين فلم لا تفعل هذا لنفسك و أراك في تلك الحالة فلما أحفى في السؤال
قال له عيسى إن العالم بالله و بدار ثوابه و كرامته و البصير بفناء الدنيا و خستها لا يرغب إلى هذا الملك الزائل و إن لنا في قربه تعالى و معرفته و محبته لذات روحانية لا تعد تلك اللذات الفانية عندها شيئا فلما أخبر بعيوب الدنيا و آفاتها و نعيم الآخرة و درجاتها
قال الغلام فلي عليك حجة أخرى لم اخترت لنفسك ما هو أولى و أحرى و أوقعتني في هذه البلية الكبرى
فقال عيسى (عليه السلام) إنما اخترت لك ذلك لأمتحنك في عقلك و ذكائك و ليكون لك الثواب في ترك هذه الأمور الميسرة لك أكثر و أوفى و تكون حجة على غيرك
فترك الغلام الملك و لبس أثوابه البالية و تبع عيسى (عليه السلام) فلما رجع ع إلى الحواريين
قال فذا كنزي الذي كنت أظنه هذا البلد فوجدته و الحمد لله .
Comment