الملك لطالوت ام لجالوت

[داعي الحق]

الملك لطالوت أم لجالوت

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وال محمد الامة والمهديين وسلم تسليما

قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) [البقرة : 246], وقال أيضا (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة : 247]ٍ.

أرجو من القارئ اللبيب أن يتأمل معي هذه الآيات ويجب أن يعرف إن ما أريده هو محادثة المتعلم على سبيل النجاة لا محادثة الجاهل لأن الأمام أمير المؤمنين (ع) يقول (لو حادثت عالما أفحمته, ولو حادثني جاهل أفحمني). وذلك بسبب إن العالم يطلب الدليل ويستمع أليه, إن سنة الله لا تتبدل في الخلق وأحكامه جاريه عليهم ,فإما أن تقول إن التنصيب والتعيين من عند الله وبأمره, وهذا ما نطق به القرآن وإما أن تقول أن التعيين من قبل الناس واختيارهم, فعلينا أن نختار أي القولين, فإن قلنا أن خليفة الله منصب من قبل الله وبأمره من أدم (ع) مرورا بجميع الأنبياء والأوصياء إلى الخاتم محمد(ص)وما بعده إلى يوم القيامة وأما أن نقول إن التنصيب قد تغير بعد النبي (ص) وصار باختيار الناس وهذا إدعاء وعلى المدعي البينة فلماذا قد تبدلت سنة الله هنا وما هي الحكمة منها وما هو الدليل على تبديلها فالآيات التي نحن بصددها تبين لنا وبوضوح تنصيب الله وأرادته واعتراض الناس وما هي الغاية من اعتراضهم فبني إسرائيل يطلبون من نبي لهم إن يعين لهم ملكا, وهو يجيبهم إن التعيين بيد الله فهو الذي يعين لكم الخليفة أو الملك حيث قال: (إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) [البقرة : 247], ولست الذي أجيب فأنا لا أملك هذا الحق ومن الطبيعي أن الكثير من الناس لا يعجبهم المعين فهم يعترضون عليه لأنه يخالف أهوائهم من جهة, ولأنهم غير مسلمين لأمر الله وتنصيبه من جهة أخرى فجوابهم يتكرر دائما أنى يكون له الملك علينا فهو لا يستحقه وتراهم يسردون الأسباب التي أدت إلى اعتراضهم فهو في نضرهم إما أن يكون فقيرا ليس له مال أو ضعيف الجسد والبنية أو صغير غير ناضج ليست له تجارب وقد خفي عليهم إن أرادة الله كائنة فهو الذي يقرر الذي يصلح من الذي لايصلح وحوادث التأريخ خير شاهد على ذلك فلطالما يعين الله الخليفة فيعترض الناس فالنتيجة يقتل هذا الخليفة وتخفى أحكام الله وتبدل ويحكم الطغاة وتسيل الدماء وينتشر الجهل والفقر وهذه النتيجة ماكانت لتحصل إلا لأن أنصار الله قليلون وأعدائه كثيرون قال تعالى (وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) [المؤمنون : 70] وقال تعالى (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) [سبأ : 13].

ولو قال قائل أليس الله قادر على كل شيء وبيده مجرى الأمور فلماذا لم يتغير هذا الواقع؟

قلنا إن قدرة الله نافذة في كل شيء ولكن اقتضت مشيئته أن يجعل الدنيا دار بلاء وامتحان فهو ينصب لهم الخليفة وينزل عليهم الكتب ويوضح لهم الأحكام ولم يجبرهم على طاعته لأنه لو فعل ذلك لبطل الثواب والعقاب بل جعلهم مخيرين فعليهم أن يمكنوا خليفة الله من إقامة حكم الله وليسوا مختارين فيقرروا من هو الخليفة فالملك ملك الله وهو الذي يختار الملك فلو أن صاحب مال أو شركة أو قناة فضائية أو أي شيء أخر فهل يسمح للآخرين أن ينتخبوا رئيسا لقناته أو لشركته فأكيد سيكون جوابه الملك ملكي وأنا حر في اختيار من أراه مناسبا في أدارة شؤون أعمالي فلماذا هؤلاء يرفضون أن يعين شخصا في أملاكهم ويغصبون ملك الله ويدعون أن لهم الحق في اختيار الملك فماذا نسمي هذا؟؟. أجنون أم جهل أم أتباع للهوى, وأترك الحكم للمنصف فهو إما أن يوافق كتاب الله حيث يقول واجعل لي وزيرا من أهلي وإما أن يخالف كتاب الله حيث يقول (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) [النساء : 54]

وفي هذا الزمان بعث الله تعالى خليفة من خلفاءه وهو احد اوصياء رسول الله محمد صلى الله عليه اله ورسولا من الامام المهدي عليه السلام , فمن اطاعه فقد اطاع الذي ارسله ومن عصاه والتوى عليه فقد خالف الله ورسوله والامام المهدي , وهذا الرسول(احمد الحسن ع) مؤيد بالادلة التي ايد الله بها خلفاءه فهل من مجيب لدعوة الله ودعوة ال محمد ؟ وما على الرسول الا البلاغ المبين.

والحمد لله رب العالمين

[فداء احمد]

رد: الملك لطالوت ام لجالوت

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
موفق اخي الفاضل .. في ميزان حسناتك ان شاء الله
الحكم لله سبحانه دائما وابدا .. وخير دليل على ذلك حكامهم اليوم الظلمة حيث افتوا في العام الماضي ان الحاكم حتى لو كان ظالما لايجب النهوض عليه ويجب اطاعة امره لانه من اولي الامر الذين ذكرهم الله في القران الكريم ... سبحان الله وفي هذه السنة كم حاكما سقط وكم حاكما حوكم وكم حاكما هرب وترك امته يتقاتلون !!!
جزيت خيرا اخي على موضوعك هذا