بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هذي قصة للنبي داوود ويمكن تعرفوها وإن شاء الله تعجب اللي ما يعرفها:
كان (أوريا بن حنان) من خيرة فتيان بني اسرائيل الصالحين.
فلما تاقت نفسه للزواج، وجد في (سابغ بنت شائع) ضالّته المنشودة.
إنها على أوفر قسط من الجمال والكمال والملاحة والصّباحة، في فتيات بني اسرائيل. فخطبها من أهلها، فأجابوه مرحّبين. وتوثّقت بينهم وبين الفتى الوسيم وشائج قربى، وأواصر نسب.
ودعا داعي الجهاد. فهب (أوريا) منخرطاً في صفوف الجند. وتقاذفته المعارك من أرض إلى أرض. ومن ميدان إلى ميدان. ومرت عليه، وهو يتنقل مقاتلاً، مجاهداً بضع سنين. وقد أبلى في سبيل الله أحسن البلاء.
وكان يمنّي نفسه أن يمنّ الله عليه بالعودة إلى أهله سالماً فيقضي حياته مع شريكة عمره بسعادة ونعيم.
وفي إحدى المناسبات، وقع نظر نبي الله (داوود) على (سابغ) فوقعت في نفسه، وهام بها حبّاً. لقد خلب لبّه جمالها الآسر الطاغي. وليس بين أزواجه، وهن عشرات، يمتلئ بهنّ قصره الرحيب، كسابغ جمالاً وحسناً، ووضاءة وجهٍ.
فتقدم من أهلها يطلبها إليهم زوجاً له، تنزل في قصره على بحبوحة نعماء، وثراء.... فأسرعوا إلى تحقيق رغبة ما يبتغيه نبي الله، ومليكهم العظيم.
وأصبحت (سابغ) زوج (داوود) الأثيرة عنده. وذات الحُظوة والدّلّ والشأن الرفيع فقرّ بها داوود عيناً.
وفي أحد الأيام وبينما كان نبي الله داوود منصرفاً في قصره، إلى بعض شؤونه، وإذ برجلين قد انتصبا أمامه وكأنّهما هبطا عليه من السماء. وسألهما داوود عما يبغيان. فصرّحا بأنّهما أتيا، مختصمين إليه فليحكم بينهما بالعدل، دون شططٍ، ولا إسرافٍ.
وتلفّت داوود حوله، فمن أين دخل الرجلان؟ وكيف غفلت عنهما أعين الحرّاس؟ ولكنه قرر الفصل بينهما......
فقال أحدهما: (إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً، ولي نعجة واحدة) والعرب تكني عن المرأة بالنعجة، فكأنها يقول كما يراه بعض المفسرين، إن لأخي تسعاً وتعسين امرأة ولي امرأة واحدة فما زال يغالبني في حجته وبيانه ومنطقه حتى غلبني، فأخذها مني.
فالتفت داوود، نافراً مما يسمع، إلى الرجل الآخر مستوضحاً.....
_ أحقاً ما يقول خصمك؟؟؟؟
_ ويجيب الرجل: أجل، ياسيدي.
_ ولم؟ يصيح داوود مستغرباً.
_ فيجيبه: ليكمل عدد ما عندي إلى المائة!!!!!
فاستشاط داوود غيظاً من الظلم الذي يلحق بالرجل فصرخ متهدداً:
والله، لا يكون ذلك. فهذا ما لا حقّ لك فيه، وإن رمته، وأصررت عليه ضرنا منك الجبهة والخيشوم.
ويشير الرجل بسبّابته إلى داوود، قائلاً: من فمك أُدينك يا نبي الله!....
فما بالك، وأنت الذي يغصّ قصره بتسع وتسعين من النساء الحسان، تنافس أوريا زوجته الوحيدة،ولا تحفظ له وهو يجاهد في سبيل الله، عهداً في أهله، ولا ترعى له ذمام حرمة؟؟؟
وشعر داوود وكأن السيف صدع رأسه، فأصيب بالذهول، ولم يحر جواباً.
وأطرق إلى الأرض لحظة، ثم رفع رأسه ليردّ على الرجل، فهو لا يعلم من أمر خطبة (سابغ) على (أوريا) شيئاً.
ولكن الرجلين اختفيا، وكأن الأرض ابتلعتهما!.. وحملق داوود في أجاء البهو، فليم يجد أحداً.
ولم تعد قدماه تحتملان النهوض على جسمه فخرّ إلى الارض ساجداً منيباً مستغفراً تائباً، ودموعه تنحدر على وجنتيه كلاذع الجمر وألقى في روعه أنه كان بحضرة ملكين كريمين، أتياه مؤدبين فعلماه ما لم يكن يعلم تلميحاً منهما ورمزاً. وغفر الله لداوود زلّته.
وقال تعالى:
(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب* إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط* إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً ولي نعجةٌ واحدة فقال اكفلنيها وعزّني في الخطاب* قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإنّ كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم وظنّ داوود أنما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعاً وأناب) (صدق الله العلي العظيم)
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
هذي قصة للنبي داوود ويمكن تعرفوها وإن شاء الله تعجب اللي ما يعرفها:
كان (أوريا بن حنان) من خيرة فتيان بني اسرائيل الصالحين.
فلما تاقت نفسه للزواج، وجد في (سابغ بنت شائع) ضالّته المنشودة.
إنها على أوفر قسط من الجمال والكمال والملاحة والصّباحة، في فتيات بني اسرائيل. فخطبها من أهلها، فأجابوه مرحّبين. وتوثّقت بينهم وبين الفتى الوسيم وشائج قربى، وأواصر نسب.
ودعا داعي الجهاد. فهب (أوريا) منخرطاً في صفوف الجند. وتقاذفته المعارك من أرض إلى أرض. ومن ميدان إلى ميدان. ومرت عليه، وهو يتنقل مقاتلاً، مجاهداً بضع سنين. وقد أبلى في سبيل الله أحسن البلاء.
وكان يمنّي نفسه أن يمنّ الله عليه بالعودة إلى أهله سالماً فيقضي حياته مع شريكة عمره بسعادة ونعيم.
وفي إحدى المناسبات، وقع نظر نبي الله (داوود) على (سابغ) فوقعت في نفسه، وهام بها حبّاً. لقد خلب لبّه جمالها الآسر الطاغي. وليس بين أزواجه، وهن عشرات، يمتلئ بهنّ قصره الرحيب، كسابغ جمالاً وحسناً، ووضاءة وجهٍ.
فتقدم من أهلها يطلبها إليهم زوجاً له، تنزل في قصره على بحبوحة نعماء، وثراء.... فأسرعوا إلى تحقيق رغبة ما يبتغيه نبي الله، ومليكهم العظيم.
وأصبحت (سابغ) زوج (داوود) الأثيرة عنده. وذات الحُظوة والدّلّ والشأن الرفيع فقرّ بها داوود عيناً.
وفي أحد الأيام وبينما كان نبي الله داوود منصرفاً في قصره، إلى بعض شؤونه، وإذ برجلين قد انتصبا أمامه وكأنّهما هبطا عليه من السماء. وسألهما داوود عما يبغيان. فصرّحا بأنّهما أتيا، مختصمين إليه فليحكم بينهما بالعدل، دون شططٍ، ولا إسرافٍ.
وتلفّت داوود حوله، فمن أين دخل الرجلان؟ وكيف غفلت عنهما أعين الحرّاس؟ ولكنه قرر الفصل بينهما......
فقال أحدهما: (إن هذا أخي له تسعٌ وتسعونَ نعجةً، ولي نعجة واحدة) والعرب تكني عن المرأة بالنعجة، فكأنها يقول كما يراه بعض المفسرين، إن لأخي تسعاً وتعسين امرأة ولي امرأة واحدة فما زال يغالبني في حجته وبيانه ومنطقه حتى غلبني، فأخذها مني.
فالتفت داوود، نافراً مما يسمع، إلى الرجل الآخر مستوضحاً.....
_ أحقاً ما يقول خصمك؟؟؟؟
_ ويجيب الرجل: أجل، ياسيدي.
_ ولم؟ يصيح داوود مستغرباً.
_ فيجيبه: ليكمل عدد ما عندي إلى المائة!!!!!
فاستشاط داوود غيظاً من الظلم الذي يلحق بالرجل فصرخ متهدداً:
والله، لا يكون ذلك. فهذا ما لا حقّ لك فيه، وإن رمته، وأصررت عليه ضرنا منك الجبهة والخيشوم.
ويشير الرجل بسبّابته إلى داوود، قائلاً: من فمك أُدينك يا نبي الله!....
فما بالك، وأنت الذي يغصّ قصره بتسع وتسعين من النساء الحسان، تنافس أوريا زوجته الوحيدة،ولا تحفظ له وهو يجاهد في سبيل الله، عهداً في أهله، ولا ترعى له ذمام حرمة؟؟؟
وشعر داوود وكأن السيف صدع رأسه، فأصيب بالذهول، ولم يحر جواباً.
وأطرق إلى الأرض لحظة، ثم رفع رأسه ليردّ على الرجل، فهو لا يعلم من أمر خطبة (سابغ) على (أوريا) شيئاً.
ولكن الرجلين اختفيا، وكأن الأرض ابتلعتهما!.. وحملق داوود في أجاء البهو، فليم يجد أحداً.
ولم تعد قدماه تحتملان النهوض على جسمه فخرّ إلى الارض ساجداً منيباً مستغفراً تائباً، ودموعه تنحدر على وجنتيه كلاذع الجمر وألقى في روعه أنه كان بحضرة ملكين كريمين، أتياه مؤدبين فعلماه ما لم يكن يعلم تلميحاً منهما ورمزاً. وغفر الله لداوود زلّته.
وقال تعالى:
(وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوّروا المحراب* إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط* إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجةً ولي نعجةٌ واحدة فقال اكفلنيها وعزّني في الخطاب* قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإنّ كثيراً من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم وظنّ داوود أنما فتنّاه فاستغفر ربّه وخرّ راكعاً وأناب) (صدق الله العلي العظيم)
Comment