إضـــــاءات مـــن دعـــوة إبراهيـــم ونــــوح (ع)
:: من كتاب اضاءات من دعوات المرسلين ج1::
للامام أحمد الحسن(ع) وصي ورسول الامام المهدي(ع) واليماني الموعود .........almahdyoon.org.........
----------------------------------------------
إضاءة من دعوة إبراهيم ونوح (ع)
لم يتحدث القرآن عن معجزة جاء بها نوح أو إبراهيم (ع) لإثبات صدقهما، لأن المعجزة تأييد لدعوة الأنبياء، وليست إثباتاً لصحة الدعوة. فدعوتهم (ع) للعودة إلى الفطرة، فطرة الله لا تحتاج إلى دليل، لأنها الفطرة التي فطر الناس عليها، وهي الحق وعبادة الله وحده وتسبيحه وتقديسه والتحلي بالأخلاق الكريمة التي فطر الإنسان على حبها، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة. فالفراش ينقض على النور، ولكن عندما تخرب مجساته البصرية يركن إلى الظلام، وهكذا الإنسان، فالأنبياء والمرسلون يقومون بحجة الله البالغة، ويرفعون الحجب عن بصيرة الإنسان، ثم يتركونه يختار؛ إما أن يفتح عينيه ويتجه إلى النور، أو يغمض عينيه ويسدل على نفسه الحجاب ويتقوقع على نفسه في ظلمات بعضها فوق بعض، ﴿جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً﴾.
وأعظم دليل على صدق الأنبياء هو سيرتهم المباركة وأخلاقهم الطيبة وكل إناء بالذي فيه ينضح.
ومع هذه السيرة الكريمة والمعجزات العظيمة التي جاء بها الأنبياء، لم يعجز أهل الباطل عن المعارضة بالمغالطة والسفسطة الشيطانية، وخصوصاً علماء الضلالة، بعد أن صبغوا الناس بصبغتهم، وهي تلك الصبغة الباطلة التي عارضوا بها صبغة الله سبحانه، وهكذا صنعوا لهم أرضية خصبة في المجتمع الإنساني، لتقبل منهم كل شيء، وتتابعهم في كل شيء، فزهد الأنبياء جنون، ومعجزاتهم سحر، وحكمتهم شعر.
Comment