إضاءات من دعوة موسى(ع)
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾([26]).
ها نحن ندخل مع موسى (ع) - بعد أن آتاه الله الحكمة والعلم - المدينة، عاصمة فرعون التي ملأها بالفساد والطغيان وقتل المؤمنين والاعتداء على الأعراض وتسخير المستضعفين لخدمة آلته الإجرامية الضخمة، وها هو موسى يقترب من رجلين أحدهما مؤمن إسرائيلي، والآخر رجس من جنود فرعون يريد تسخيره وإذلاله، والإسرائيلي يأبى الذل والمهانة التي ضاق بها ذرعاً معظم بني إسرائيل، ويبادر موسى (ع) فيقتل اللعين ويصفه من عمل الشيطان وصنيعته، وكما أن الشيطان عدو لله مضد لعباد الله، بيّن لكل صاحب فطرة سليمة،كذلك هذا اللعين الفرعوني، وتبدأ معركة موسى (ع) مع فرعون وحزبه الشيطاني اللعين، معركة غير متكافئة بالقياسات المادية.
فيخرج موسى (ع) من المدينة خائفاً يترقب، متوسلاً بالله أن ينجيه من القوم الظالمين، لا طلباً للحياة المادية التي هي سجن لأمثال موسى(ع) ، بل ليتسنى له حمل راية (لا إله إلا الله).
وموسى هنا لم يحمل فأساً ليكسر صنماً يمثل عقائد القوم الضالين، بل حمل عليهم مباشرة وقتل أحدهم وحاول قتل الآخر، وهذه الخطوة أكثر تقدماً من سابقتها، وبعد غيبة عشر سنوات قضاها موسى (ع) في أحضان نبي عظيم هو شعيب (ع) ،عاد موسى (ع) إلى مصر وهذه المرة يحمل رسالة إلى الطاغية فرعون، رسالة حملها وهو في طريق العودة وحمل معها (لا قوة إلا بالله)، قال له جبار السماوات والأرض: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾([27])، وسبحانه وتعالى أعلم بما في يمين موسى، عصا بحسب قياسات المحجوبين بالمادة، لا يمكن أن تكون سلاحاً يقاتل به موسى (ع) قوات فرعون المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة في حينها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها حية تسعى بقوته التي قامت بها السماوات والأرض، وجعل يد موسى بيضاء من غير سوء آية أخرى.
ومع أن هذه الآيات عظيمة، ولكن سلاح موسى لم يكن العصا أو اليد البيضاء المعجزة، بل إن سلاح موسى القوي الذي لا يقهر هو: (لا قوة إلا بالله)، ولم تكن هذه الآيات بالنسبة لموسى إلا ليرى من آيات ربه الكبرى. ودخل موسى على الطاغية فرعون وهو يحمل في صدره ذلك المعنى العظيم: (لا قوة إلا بالله)، ذلك المعنى الذي صيَّر فرعون وهامان وجنودهما في عين موسى (ع) أخس من الذباب، بل لم يكونوا في الحقيقة شيئاً مذكوراً، وهتف موسى وهارون (ع) في مجلس فرعون: ﴿جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾([28])، وأخذ الطاغية يكابر ويجادل، من ربكما ؟ … ما بال القرون الأولى؟ … ثم أعرض اللعين: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً﴾([29]).
وتكبر فرعون وجنوده وحق عليهم العذاب، فأُغرِقوا في بحر آثامهم ليكونوا عبرة لفراعنة هذا الزمان وجنودهم، فهل من معتبر قبل أن تحق الكلمة.
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾([26]).
ها نحن ندخل مع موسى (ع) - بعد أن آتاه الله الحكمة والعلم - المدينة، عاصمة فرعون التي ملأها بالفساد والطغيان وقتل المؤمنين والاعتداء على الأعراض وتسخير المستضعفين لخدمة آلته الإجرامية الضخمة، وها هو موسى يقترب من رجلين أحدهما مؤمن إسرائيلي، والآخر رجس من جنود فرعون يريد تسخيره وإذلاله، والإسرائيلي يأبى الذل والمهانة التي ضاق بها ذرعاً معظم بني إسرائيل، ويبادر موسى (ع) فيقتل اللعين ويصفه من عمل الشيطان وصنيعته، وكما أن الشيطان عدو لله مضد لعباد الله، بيّن لكل صاحب فطرة سليمة،كذلك هذا اللعين الفرعوني، وتبدأ معركة موسى (ع) مع فرعون وحزبه الشيطاني اللعين، معركة غير متكافئة بالقياسات المادية.
فيخرج موسى (ع) من المدينة خائفاً يترقب، متوسلاً بالله أن ينجيه من القوم الظالمين، لا طلباً للحياة المادية التي هي سجن لأمثال موسى(ع) ، بل ليتسنى له حمل راية (لا إله إلا الله).
وموسى هنا لم يحمل فأساً ليكسر صنماً يمثل عقائد القوم الضالين، بل حمل عليهم مباشرة وقتل أحدهم وحاول قتل الآخر، وهذه الخطوة أكثر تقدماً من سابقتها، وبعد غيبة عشر سنوات قضاها موسى (ع) في أحضان نبي عظيم هو شعيب (ع) ،عاد موسى (ع) إلى مصر وهذه المرة يحمل رسالة إلى الطاغية فرعون، رسالة حملها وهو في طريق العودة وحمل معها (لا قوة إلا بالله)، قال له جبار السماوات والأرض: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾([27])، وسبحانه وتعالى أعلم بما في يمين موسى، عصا بحسب قياسات المحجوبين بالمادة، لا يمكن أن تكون سلاحاً يقاتل به موسى (ع) قوات فرعون المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة في حينها، ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها حية تسعى بقوته التي قامت بها السماوات والأرض، وجعل يد موسى بيضاء من غير سوء آية أخرى.
ومع أن هذه الآيات عظيمة، ولكن سلاح موسى لم يكن العصا أو اليد البيضاء المعجزة، بل إن سلاح موسى القوي الذي لا يقهر هو: (لا قوة إلا بالله)، ولم تكن هذه الآيات بالنسبة لموسى إلا ليرى من آيات ربه الكبرى. ودخل موسى على الطاغية فرعون وهو يحمل في صدره ذلك المعنى العظيم: (لا قوة إلا بالله)، ذلك المعنى الذي صيَّر فرعون وهامان وجنودهما في عين موسى (ع) أخس من الذباب، بل لم يكونوا في الحقيقة شيئاً مذكوراً، وهتف موسى وهارون (ع) في مجلس فرعون: ﴿جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾([28])، وأخذ الطاغية يكابر ويجادل، من ربكما ؟ … ما بال القرون الأولى؟ … ثم أعرض اللعين: ﴿قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى * فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً﴾([29]).
وتكبر فرعون وجنوده وحق عليهم العذاب، فأُغرِقوا في بحر آثامهم ليكونوا عبرة لفراعنة هذا الزمان وجنودهم، فهل من معتبر قبل أن تحق الكلمة.
Comment