إعـــــــلان

Collapse
No announcement yet.

سلطة المال: لماذا توزع الرواتب في براني السيستاني وليس في المدارس الدينية؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • الوقت
  • Show
Clear All
new posts
  • kehf_alfetya
    مشرف
    • 23-06-2012
    • 380

    سلطة المال: لماذا توزع الرواتب في براني السيستاني وليس في المدارس الدينية؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

    العراق تايمز: كتب عماد علي الهلالي..
    كان العلماء يفضلون أن يتفرغ طالب العلوم الدينية للدراسة الحوزوية، وجعل بعضهم حواجز نفسية لدى الطلبة عن العمل ليتفرغوا لطلب العلم..ولكن هذا التفرغ أصبح نقطة ضعف قاتلة لطلبة العلم ذلك أنم أصبحوا تابعين لمن بيده المال، فيستجدون من هذه البراني 180 ألف، ومن هذه 100 ومن هذه 20 ومن هذه عشرة ..
    ومن الطبيعي أن الطالب الذي يُذل في البراني ويزجر ويهان –كما هو جاري في براني السيستاني- لن يفكر بأن يكون يوماً ما مرجعاً أو أن يفكر بأن ينتقدهم أو يشوش عليهم..
    وقد أنف بعض الطلبة من ذوي النفوس الأبية من استلام الراتب وفضلوا الفقر والضيق على الذلة التي يقوم بها موزعو الرواتب في براني السيستاني للطلبة (العراقيين).
    وانتبهت حواشي البرانيات إلى قوة المال في اجتذاب الولاءات، فأصبح بعضهم يحرم راتب بعض، وبعضهم يفرض على الآخر أن يكون راتبه أقل من راتبه، كما فُعل مع مكتب السيد الهاشمي إذ حُرّم راتبه على الطلبة وفرض عليه تقليله..
    وكان العاملون في مكتب السيستاني يضعون (كتلة كبيرة ضخمة) من (الشدّات) يراها الداخل إلى مكتب السيستاني، ويراد منها بالتأكيد التلويح والترغيب بالمال؛ ليحتقر الطالب نفسه أمام أموال هذا (الطود) الشامخ وتتحقق هيبة المرجعية في نفسه ..
    وكانت هناك غرفة إلى يمين الداخل إلى مكتب السيستاني وفيها كدس من (شدّات) الدولارات بعلو قرابة المترين، وكان العاملون في البراني يبقون الباب مفتوحاً بشكل متعمد لتكون أمام عيني الزائرين، إلى أن حصلت عدة حوادث سرقة بالمليارات فأغلقوا الباب مؤخراً.
    هذا في الوقت الذي يعيش فيه طلبة الحوزة العلمية شظف العيش، وذلة الدوار على مكاتب المراجع من أجل تجميع ما يسد رمقهم..
    والسبب واضح جداً لمن له عقل، ويخطر لكل من كان يدخل براني السيستاني، وهو التلويح بهيبة المرجعية لما تملكه من أموال.
    ولا توزع الرواتب على الطلبة إلا في برانيات العلماء لتعمد إذلال الطلبة وفرض الولاءات، فإذا كنت نافعاً للمرجعية تصب عليك الدنيا صباً وتعطى لك البيوت الفارهة التي يفوق سعرها المليار دينار في أرقى مناطق النجف.. بعنوان (مؤمن محتاج).
    وإذا كنت غير نافع لهم تبقى هامشياً لا تضر بهم منشغلاً بفقرك؛ لأن ما يعطونه لا يسمى راتباً بل مساعدة والمساعدة مستحبة غير واجبة..
    وإذا كنت مضراً بهم أو رسبت في امتحان البراني كما يعبر عنه أحد أبناء المراجع: يسلب منك كل شيء فتصبح بلا مصدر عيش.. بعد أن امتنعت عنك سبل العمل الأخرى والوظائف الحكومية..
    بل وصل الأمر إلى تحريم استلام هدية من متبرع لبناني تبرع فيها بمكتبة وسرير لكل طالب فحرمه عليهم السيستاني أو برانيه إن صح التعبير..
    في الوقت الذي يرى طالب العلم أمام عينيه أكداس الأموال في أضرحة الأئمة والمشاريع التابعة لمديري العتبات التي تسيطر عليها براني السيستاني مطلقاً بدون رقابة ولا إحصاء لتتحول إلى مشاريع تجارية ومزارع وبيوت فارهة وفنادق درجة أولى لضيوف راعي العتبة.

    والعتب كل العتب على أساتذة الحوزة وفضلائها، أن لا يضعوا حداً لمثل هذه الحالة المقيتة..
    فليطالبوا بتوزيع الرواتب في المدارس الدينية حرصاً على وقت الطالب وكرامته، أو ليتحرك الطلبة ويجتمعوا ليطالبوا بوضع يكفل كرامتهم وعيشهم بدل هذا الوضع المذل الذي سيؤدي إلى هجران النجف أو انشغال الطلبة في الوظيفة وتحصيل المعيشة..
    وليثقوا بالله ولا يخافوا فيه لومة لائم، فإن أهل الباطل بناؤهم كبيت العنكبوت لو تحركتم قليلاً لتهشم في أيديكم ولأذله الله لكم حتى يعطوكم ما تريدون وفوق ما تريدون، ولا تخافوا من هيبة أو أتكيت لا وجود له إلا في الإعلام والأذهان الخائفة، وقد عرف تأريخ الحوزات العلمية كثيراً من العلماء الأحرار، لم تقلل شجاعتهم من رزق ولم تقرب من أجل، وعندكم العلم وتعرفكم الطلبة ولو درستم في بيوتكم للحقكم الطلبة ولو ضاقت بيوتكم فبيوتنا بخدمتكم، وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى..
    فطالبوا وتحركوا وستسرع برانيات الأموال لاسترضائكم فإنهم يخافون أن تذهبوا لغيرهم، فلا تكونوا ضعفاء إلى هذه الحال والطلبة ينظرون إليكم بعين الرجاء ولا ينفعل العلم بدون عمل.

    وقد طالب الشيخ محمد اليعقوبي بتخصيص رواتب للطلبة من الوقف الشيعي كما هو حال الوقف السني الذي يخصص رواتب عالية جداً للطلبة في المدارس السنية من خيرات العراق..
    وناقش سماحته الوضع مع رئيس الوقف الشيعي صالح الحيدري فاعتذر الأخير بأنه يتعبد بآراء السيستاني ولا يستطيع مخالفته..

    فتحركوا أنتم لإصلاح الوضع باجتماعكم وحكمتكم ولا تسلموا النجف الحبيبة لسلطة المال القذر [وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ].

    وقد حصلت مشاكل مماثلة في المدارس الدينية في الدول الأخرى كالأزهر فقام الطلبة بالتظاهر لأكثر من مرة للضغط من أجل تصحيح الوضع وإيصال الشكوى من خلف أسوار الحواشي فحصل ما أراد..
    ولكن وللأسف الشديد لا يتوفر الوعي الحركي الذي لطلبة الأزهر عندنا في طلبة النجف.. ولعل من الممكن ذلك اليوم عبر الفيسبوك وغيره بالاتفاق على تظاهرة سلمية ومطالب معينة والتخلص من الخوف والهيبة المزيفة للبرانيات، فكثيراً ما رأينا بناءً شامخاً ثم اتضح أنه كثيب مهيل تذروه رياح الإرادة والشجاعة.. وإلى يساركم ضريح خير الخلق علي بن أبي طالب (عليه السلام) فارس بدر وخيبر، فاستلهموا منه الشجاعة وإرادة الإصلاح لتنقذوا مدرسة النجف المقدسة من إمبراطورية المال وهيبتها المكهربة، ولعلكم تنقذون المرجع أيضاً من حواشيه التي تتصرف بشكل لا يريده كل مؤمن.
    وإذا كان السيستاني لا يريد أن تتدخل الدولة بالحوزة العلمية، فلينفق على الطلبة من أموال العتبات المقدسة ومشاريعها أو من أموال الوقف الشيعي الذي قام سماحته باختيار مسؤولة السيد صالح الحيدري الذي يتعبد بآراء السيستاني لا بقانون الدولة، وفي اليوم الذي يرى أن الدولة بدأت تتدخل بأمور الحوزة فليأمر بقطع الرواتب.
    كما فعل الشيخ الأنصاري عندما كان يستلم واردات خيرية (أوذة) فقد أوعز إلى وكيله أن ينقطع عن استلامها من القنصل البريطاني بعد أن شم منها رائحة التدخل السياسي في أمور الحوزة..
Working...
X
😀
🥰
🤢
😎
😡
👍
👎