رد: قصة تجعلك ترى بعين ملكوتية
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركتم يا حجج الله وجعلكم الله من المتقين
دنيا فانية
قال ابن الملك : إن هذا هو الحق المبين فزدني مثلا للدنيا وغرورها وصاحبها المغرور بها ، المطمئن إليها .
قال بلوهر : كان أهل مدينة يأتون الرجل الغريب الجاهل بأمرهم فيملكونه عليهم سنة فلا يشك أن ملكه دائم عليهم لجهالته بهم فإذا انقضت السنة أخرجوه من مدينتهم عريانا مجردا سليبا ، فيقع في بلاء وشقاء لم يحدث به نفسه ، فصار ما مضي عليه من ملكه وبالا وخزيا ومصيبة وأذى ، ثم إن أهل تلك المدينة أخذوا رجلا آخر فملكوه عليهم فلما رأى الرجل غربته فيهم لم يستأنس بهم وطلب رجلا من أهل أرضه خيبرا بأمرهم حتى وجده فأفضى إليه بسر القوم وأشار إليه أن ينظر إلى الاموال التي في يديه فيخرج منها ما استطاع الاول فالاول حتى يحرزه في المكان الذي يخرجونه إليه فإذا أخرجه القوم صار إلى الكفاية والسعة بما قدم وأحرز ، ففعل ما قال له الرجل ولم يضيع وصيته .
قال بلوهر : وإني لارجو أن تكون أنت ذلك الرجل يا ابن الملك الذي لم يستأنس
بالغرباء ولم يغتر بالسلطان ، وأنا الرجل الذي طلبت ولك عندي الدلالة والمعرفة والمعونة .
قال ابن الملك : صدقت أيها الحكيم أنا ذلك الرجل وأنت طلبتي التي كنت طلبتها فصف لي أمر الاخرة تاما ، فأما الدنيا فلعمري لقد صدقت ولقد رأيت منها ما يدلني على فنائها ويزهدني فيها ، ولم يزل أمرها حقيرا عندي .
قال بلوهر : إن الزهادة في الدنيا يا ابن الملك مفتاح الرغبة في الاخرة ، ومن طلب الاخرة فأصاب بابها دخل ملكوتها وكيف لا تزهد في الدنيا يا ابن ملك وقد آتاك الله من العقل ما آتاك ، وقد ترى أن الدنيا كلها وإن كثرت إنما يجمعها أهلها لهذه الاجساد الفانية ، والجسد لاقوام له ، ولا امتناع به ، فالحر يذيبه ، والبرد يجمده ، و السموم تتخلله ، والماء يغرقه ، والشمس تحرقه ، والهواء يسقمه ، والسباع يفترسه والطير تنقره ، والحديد يقطعه والصدام يحطمه ، ثم هم معجون بطينة من ألوان الاسقام والاوجاع والامراض ، فهو مرتهن بها ، مترقب لها ، وجل منها ، غير طامع في السلامة منها ، ثم هو مقارن الافات السبع التي لا يتخلص منها ذو جسد وهي الجوع والظمأ والحر والبرد والوجع والخوف والموت .
فأما ما سألت عنه من الامر الاخرة ، فإني أرجو أن تجد ما تحسبه بعيدا قريبا وما كنت تحسبه عسيرا ويسيرا ، وما كنت تحسبه قليلا كثيرا .
قال ابن الملك : أيها الحكيم أرأيت القوم الذين كان والدي حرقهم بالنار و نفاهم أهم أصحابك ؟ قال بلوهر : نعم ، فإنه بلغني أن الناس اجتمعوا على عداوتهم وسوء الثناء عليهم ، قال بلوهر : نعم قد كان ذلك ، قال : فما سبب ذلك أيها الحكيم قال بلوهر : أما قولك يا ابن الملك في سوء الثناء عليهم فما عسى أن يقولوا فيمن يصدق ولا يكذب ، ويعلم ولا يجهل ، ويكف ولا يؤذي ، ويصلي ولا ينام ، ويصوم ولا يفطر ويبتلي فيصبر ، ويتفكر فيعتبر ، ويطيب نفسه عن الاموال والاهلين ، ولا يخافهم الناس على أموالهم وأهليهم .
قال ابن الملك : فكيف اتفق الناس على عداوتهم وهم فيما بينهم مختلفون ؟
قال بلوهر : مثلهم في ذلك مثل .............................
يتبغ الى الغد ان شاء الله لنرى كيف ضرب بلوهر مثلا لسبب عداوة الناس للصالحين ؟...
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركتم يا حجج الله وجعلكم الله من المتقين
دنيا فانية
قال ابن الملك : إن هذا هو الحق المبين فزدني مثلا للدنيا وغرورها وصاحبها المغرور بها ، المطمئن إليها .
قال بلوهر : كان أهل مدينة يأتون الرجل الغريب الجاهل بأمرهم فيملكونه عليهم سنة فلا يشك أن ملكه دائم عليهم لجهالته بهم فإذا انقضت السنة أخرجوه من مدينتهم عريانا مجردا سليبا ، فيقع في بلاء وشقاء لم يحدث به نفسه ، فصار ما مضي عليه من ملكه وبالا وخزيا ومصيبة وأذى ، ثم إن أهل تلك المدينة أخذوا رجلا آخر فملكوه عليهم فلما رأى الرجل غربته فيهم لم يستأنس بهم وطلب رجلا من أهل أرضه خيبرا بأمرهم حتى وجده فأفضى إليه بسر القوم وأشار إليه أن ينظر إلى الاموال التي في يديه فيخرج منها ما استطاع الاول فالاول حتى يحرزه في المكان الذي يخرجونه إليه فإذا أخرجه القوم صار إلى الكفاية والسعة بما قدم وأحرز ، ففعل ما قال له الرجل ولم يضيع وصيته .
قال بلوهر : وإني لارجو أن تكون أنت ذلك الرجل يا ابن الملك الذي لم يستأنس
بالغرباء ولم يغتر بالسلطان ، وأنا الرجل الذي طلبت ولك عندي الدلالة والمعرفة والمعونة .
قال ابن الملك : صدقت أيها الحكيم أنا ذلك الرجل وأنت طلبتي التي كنت طلبتها فصف لي أمر الاخرة تاما ، فأما الدنيا فلعمري لقد صدقت ولقد رأيت منها ما يدلني على فنائها ويزهدني فيها ، ولم يزل أمرها حقيرا عندي .
قال بلوهر : إن الزهادة في الدنيا يا ابن الملك مفتاح الرغبة في الاخرة ، ومن طلب الاخرة فأصاب بابها دخل ملكوتها وكيف لا تزهد في الدنيا يا ابن ملك وقد آتاك الله من العقل ما آتاك ، وقد ترى أن الدنيا كلها وإن كثرت إنما يجمعها أهلها لهذه الاجساد الفانية ، والجسد لاقوام له ، ولا امتناع به ، فالحر يذيبه ، والبرد يجمده ، و السموم تتخلله ، والماء يغرقه ، والشمس تحرقه ، والهواء يسقمه ، والسباع يفترسه والطير تنقره ، والحديد يقطعه والصدام يحطمه ، ثم هم معجون بطينة من ألوان الاسقام والاوجاع والامراض ، فهو مرتهن بها ، مترقب لها ، وجل منها ، غير طامع في السلامة منها ، ثم هو مقارن الافات السبع التي لا يتخلص منها ذو جسد وهي الجوع والظمأ والحر والبرد والوجع والخوف والموت .
فأما ما سألت عنه من الامر الاخرة ، فإني أرجو أن تجد ما تحسبه بعيدا قريبا وما كنت تحسبه عسيرا ويسيرا ، وما كنت تحسبه قليلا كثيرا .
قال ابن الملك : أيها الحكيم أرأيت القوم الذين كان والدي حرقهم بالنار و نفاهم أهم أصحابك ؟ قال بلوهر : نعم ، فإنه بلغني أن الناس اجتمعوا على عداوتهم وسوء الثناء عليهم ، قال بلوهر : نعم قد كان ذلك ، قال : فما سبب ذلك أيها الحكيم قال بلوهر : أما قولك يا ابن الملك في سوء الثناء عليهم فما عسى أن يقولوا فيمن يصدق ولا يكذب ، ويعلم ولا يجهل ، ويكف ولا يؤذي ، ويصلي ولا ينام ، ويصوم ولا يفطر ويبتلي فيصبر ، ويتفكر فيعتبر ، ويطيب نفسه عن الاموال والاهلين ، ولا يخافهم الناس على أموالهم وأهليهم .
قال ابن الملك : فكيف اتفق الناس على عداوتهم وهم فيما بينهم مختلفون ؟
قال بلوهر : مثلهم في ذلك مثل .............................
يتبغ الى الغد ان شاء الله لنرى كيف ضرب بلوهر مثلا لسبب عداوة الناس للصالحين ؟...
Comment