اللهم صلي على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليماً
الدعاء .. نعمة جزيلة
تميّزأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بمحاسن كثيرة لم يشاركهم فيها غيرهم من الناس،وامتازوا بمكارم اختصوا بها وحدهم من بين الأمة.
والدعاء أحد هذه المميّزاتالكثيرة، فقد ورد لكل إمام منهم (عليهم السلام) أدعية كثيرة حتى بلغت مئات المصنفات. فهم أول من أرشدوا الناس على الطريقة المثلىالتي يجب أن يسلكها العبد في خطابه مع الله سبحانه وتعالى، وما ينبغي أن يكون عليهمن التوسل والانقطاع للمولى جلّ شأنه. و نرى الأئمة ع منقطعين إلى الله فكانوا في جميعأوقاتهم يلهجون بذكر الله تعالى ويدعوه دعاء المنيبين.
أماعن فائدة الدعاء فقد روي عن محمد و آل محمد ع القول: (عليكم بالدعاء، فإن الدعاء لله والطلب إلىالله يردّ البلاء وقد قدّر وقضي ولم يبق إلا إمضاؤه، فإذا دعي الله عز وجلّ وسئلصرف البلاء).
فأعلم أنه لا يوجد شيء أحب إلى الله من أن يسأل و يطلب مما عنده وما أحد أبغض إلى الله عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل مما عنده. فالدعاء، إذاً، هو سلاح المؤمن لأن بذلك يكون متسمك بالذي لا حول و لا قوة إلا به، أي تكون كل المصاعب و العقبات شيء يسير أمامه أهون من البعوضة، فهذا الإنسان تمسك بالحي الذي لا يموت. قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يرد القضاء إلا الدعاء. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا بلى: يا رسول الله، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار، فإن سلاح المؤمن الدعاء.
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدعاء يرد القضاء بعدما أبرم إبراما، فأكثروا من الدعاء، فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة، ولا ينال ما عند الله إلا بالدعاء، وليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم دعا الله تعالى بدعوة ليس فيها قطعية رحم ولا استجلاب إثم إلا أعطاه الله تعالى بها إحدى خصال ثلاث: إما أن يعجل له الدعوة، وإما أن يدخرها له في الاخرة، وإما أن يرفع عنه مثلها من السوء.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحب الاعمال إلى الله عزوجل في الارض الدعاء.وأفضل العبادة العفاف.
يقول يماني آل محمد السيد أحمد الحسن ع:
{قال تعالى (( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ ) (الفرقان: 77)
وقال تعالى (( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر:60) . عليكم بالدعاء في اليسر والعسر ولقضاء كل حاجة صغيرة أو كبيرة ولا تستصغر شيء أن تطلبه من الله ولا تستكثر شيء أن تطلبه من الله فانك لم تصب خيراً قط إلا من الله ولم يدفع عنك شر أحد قط إلا الله وروي إن الله أوحى إلى موسى عليه السلام (( يا موسى أدعوني لملح عجينتك ولشسع نعلك ولعلف دابتك )). واعلموا أيها الأحبة إن الله سبحانه وتعالى لا يحد بوصف وعطاءه ما لا نهاية له وإنما ينـزل بقدر لأن عالمنا محدود. فاطلب ما بدا لك من خير الدنيا والآخرة لما فيه صلاح دينك ورضا ربك. ولا تفوتك أدعية الصحيفة السجادية المباركة فهي زبور آل محمد عليهم السلام ودعاء كميل خصوصاً في ليالي الجمع ودعاء أبي حمزة الثمالي والمناجاة الشعبانية...}
كما يقول عليه السلام:
{وعليكم بذكر الله على كل حال في العمل وفي الفراغ وفي الليل والنهار وخاصة بعد الصلاة الواجبة قبل أن تقوم من مقامك . واكثروا من الصلاة على محمد وال محمد ولا تتركوا سجدة الشكر بعد الصلاة وبعد كل نعمة ينعم الله سبحانه وتعالى بها عليك وبعد كل مكروه يدفع عنك وصفتها أن تسجد ثم تضع خدك الأيمن على الأرض ثم الأيسر ثم تعود للسجود واقل ما يقال فيها شكراً لله ثلاث مرات والأفضل مائة مرة}
Comment