قال الله العظيم في كتابه الحكيم
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم
حسن الظن .. راحة للقلب
ليس أريح لقلب العبد في هذه الحياة ولا أسعد لنفسه من حسن الظن، فبه يسلم من أذى الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد.
إن حسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا ، امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم :<< إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا
وإذا كان أبناء المجتمع بهذه الصورة المشرقة فإن أعداءهم لا يطمعون فيهم أبدًا، ولن يستطيعوا أن يتبعوا معهم سياستهم المعروفة: فرِّق تَسُد ؛ لأن القلوب متآلفة، والنفوس صافية.
من الأسباب المعينة على حُسن الظن:
هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:
1) الدعاء:
فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا
2) إنزال النفس منزلة الغير
3) حمل الكلام على أحسن المحامل:
وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث يقول: «إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث»
وعن الإمام علي عليه السلام أنه قال: «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبه»
4) التماس الأعذار للآخرين:
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.
وعن امير المؤمنين ع : «اطلب لأخيك عذراً فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً»
إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. .. لعل له عذرًا وأنت تلوم
5) تجنب الحكم على النيات:
وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.
6) استحضار آفات سوء الظن:
فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبهذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.
: رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا
وعن الإمام الصادق أنه قال: «حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره»
وعن الإمام علي ع أنه قال: «حسن الظن راحة القلب وسلامة الدين»
ينبغي على كل إنسان مؤمن عاقل أن يتجاوز هذه الحالة وان يتبين قبل ان يسئ الظن بأخيه وان يعطيه فرصه لدفاع عن نفسه وان يسمع منه ويتبين قبل غلق الابواب في وجهه وان ينظر إلى الآخرين نظرة إيجابية، ولو جال في خاطره تصور خاطئ على شخص ما فعليه أن لا يبنيَ عليه موقفاً قد يضر أو يسيء به إلى الآخر، فذاك إثم وظلم نهى عنه الشرع القويم، ويرفضه العقل السليم.
اللهم لاتجعلنا ممن يسيؤو الظن بمن احببنا في الله يوما
اللهم اجعلنا عند حسن ظنك بنا يارب يارب يارب
نأمل من الله العلي العظيم أن يوفقنا للتحلي بمكارم الأخلاق، التي ترقى بنا نحو الكمال
اللهم صل على محمد و آل محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما
ثبتنا الله على ولاية الائمة والمهديين
Comment